أكد وزير الدفاع في أرمينيا سيران أوهانيان أنه تم القيام بأعمال جدية خلال الأعوام الأخيرة في مجال التصدي للإجراءات التخريبية وإحباط التسلل في جميع القطاعات الحدودية للقوات المسلحة، واستخدام نظام الأجهزة الهندسية التي تحبط المحاولات التخريبية.
وقال أوهانيان إنه سيتم تركيز الوسائل التقنية على الخط الأول، وإيضاح جميع الحدود لأن استخدام تلك الأجهزة ضروري وخاصة في الوضع الراهن حين تقع عمليات الخرق والتسلل فيزداد التوتر على خط التماس.
وقال سيران أوهانيان انه بالامكان تركيب الوسائل التقنية في تلك القطاعات على الخط الأول للحدود حيث ينعدم تأثير العدو المباشر.
وأشار الوزير الى أنه هناك أجهزة خاصة بالأمن الحدودي في أرمينيا هي في مرحلة الإختبار.
في إطار مشروع “حياة متعددة اللغات” تم إدراج لوحات طرقية إرشادية في فان تحمل اللغات التركية والكردية، إضافة الى اللغة الأرمنية.
وكان مجلس بلدية أرداميد قد اتخذ قراراً بأن تكتب أسماء القرى والمناطق على اللوحات الطرقية باللغات التركية والكردية والأرمنية والانكليزية.
وأكد رئيس البلدية سيفيل رويبن تشيتين أن هذه الخطوة تهدف الى كسر الحاجز العدائي حيال الأرمن.
وقال “لقد عاش الشعب الكردي على مر التاريخ مع الأرمن من الأقليات في الأناضول. وعاش العديد من الأرمن في أرداميد قبل التهجير عام 1915. لقد عاش الأرمن والأكراد كالأخوة لسنوات طويلة، لذلك لن نسمح بإفناء ثقافة وتاريخ الأرمن”.
قام مطران الأرمن الأرثوذوكس في العراق الدكتور آفاك آسادوريان بزيارة رعوية لأهالي قرية آغاجانيان في سهل نينوى.
والتقى بساكنيها مركزا على العوائل المهجرة من الموصل، باعثا فيهم الايمان والصبر على ما جرى عليهم من قبل مجرمي داعش مُذكرا إياهم بأقوال السيد المسيح له المجد التي تحمل معاني ونجاح امتحان المؤمن المسيحي في التغلب على الصعاب، كما خص نيافته إحدى العوائل التي لديها ثلاثة أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة مخاطبا اياهم بالصبر داعيا لهم أن تشملهم العناية الربانية على تخفيف معاناتهم والثبات على ايمانهم بالتعاليم المسيحية.
أفاد موقع “ديموقراط خبر” أنه يتم تسليط الأضواء على الكنيستين الأرمنيتين الموجودتين في أورفا والتي تحولتا الى مساجد في عهد جمهورية تركيا خلال شهر رمضان فقط.
فالأتراك الصائمون يجدون في تلك الكنيستين المكان المناسب لهم للراحة.
يذكر أنه تم إفراغ كنيسة القديسة العذراء وكنيسة الرسل القديسين في أورفا بسبب الإبادة الأرمنية عام 1915، ثم تحولتا الى مسجدين.
وتظهر كنيسة العذراء في الصور القديمة للمدينة، حيث كان يوجد بجانبها معهد أرمني وكنيسة أخرى.
وكانت الكنيسة التي تقع في الحي الأرمني الواصل حتى قلعة أورفا، بقيت بعد الابادة دون رعاية ثم تحولت الى أنقاض، وفيما بعد الى محطة كهرباء.
وفي عام 1993 تحولت الى مسجد، وأعيد فتحها للمؤمنين المسلمين بعد عام.
ولا يهتم بها أحد خلال السنة، سوى في شهر رمضان حيث يؤمها المسلمون ليحتموا فيها بعد الصيام في حار.
ذكرت إدارة الإعلام لدى وزارة الدفاع في جمهورية كاراباخ الجبلية أن وزير الدفاع في جمهورية أرمينيا سيران أوهانيان قام بزيارة عمل الى جمهورية كاراباخ الجبلية. حيث قام أوهانيان بزيارة الى وحدات مختلفة على الخط الحدودي برفقة وزير الدفاع وقائد جيش الدفاع في جمهورية كاراباخ موفسيس هاكوبيان.
وإلتقى وزيرا الدفاع قادة القوات العسكرية والقطاعات في الجيش وقادة وضباط الثكنات، وتعرفوا على أنظمة المراقبة والحواجز الهندسية، والأعمال التي يتم إنجازها في مجال تنسيق نظام إطلاق النيران.
وقدم وزيرا الدفاع التعليمات اللازمة بشأن صد محاولات تسلل العدو في الفترة الأخيرة. كما شارك وزيرا الدفاع أوهانيان وهاكوبيان في مراسم وضع حجر الأساس لبناء حي سكني للجنود في قرية كولاداك في منطقة مارداكيرد بدعم مادي من هايك ماغاكيليان.
استقبل رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون جنوب القوقاز وجورجيا هيربيرت زالبير الذي يقوم بزيارة إلى أرمينيا في إطار زيارته الى الدول الاقليمية. وتطرق الجانبان الى العلاقات بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي والتعاون بينهما.
وأشاد سركيسيان بموقف الاتحاد الأوروبي ودعمه لايجاد حل سلمي وفق مبادئ القانون الدولي.
وبدوره أشار هيربيرت زالبير إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب المشاركة في عملية تسوية النزاعات القائمة ومستعد للتعاون.
وأكد سركيسيان على موقف أرمينيا التي ترى تسوية نزاع كاراباخ بالوسائل السلمية فقط وفي إطار المباحثات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التي اقترحت المبادئ التي يمكن أن تصبح أساساً لتسوية النزاع.
وذكر الرئيس أنه من المؤسف ألا تقبل أذربيجان بتلك المبادئ رغم إعلانها العكس. ولهذا السبب تثير أذربيجان الإستفزازات وتزيد التوتر على خط التماس وترفض بإستمرار تنفيذ الإجراءات التي تعزز الثقة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الحل يكمن لدى أرمينيا وأذربيجان وكاراباخ. وأن مجموعة مينسك هي الوسيط فقط في هذا المجال.
حالة ذعر في تركيا وأذربيجان بسبب استعداد مجلس الكنائس العالمي للاعتراف بإبادة الأرمن.
حيث أفادت مصادر إعلامية في أذربيجان أن رئيس منظمة ASIM-DER في تركيا التي أسست لنشر إنكار الابادة كوكسيل كولبين أكد أن مجلس الكنائس العالمي عازم على الضغط على تركيا.
مؤكداً أن الدول الأعضاء في المجلس يستعدون بمناسب مئوية الابادة الأرمنية لعقد مؤتمر دولي في جنيف يطلبون فيه الاعتراف والتعويض.
يذكر أن كنائس أذربيجان وتركيا عضو في المجلس، ولذلك دعا كولبين أنقرة وباكو تحذير كنائسها ورجال الدين.
صرح رئيس مجلس الأعمال السوري-الأرميني ليون زكي بأن المخطط الذي تنفذه المجموعات التكفيرية يهدف إلى الإبادة المبرمجة لإقتلاع المسيحيين العرب والأرمن من جذورهم رغم وجودهم في هذه المنطقة منذ أكثر من ألفي سنة، وأضاف زكي أن تهجير آخر 25 ألف مسيحي من مدينة موصل والبدء بتدمير وحرق 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة ليس وإلا مثالاً على ذلك.
وتسأل زكي هل تعلم داعش واخواتها المدعون بالإسلام أن القرآن الكريم يتكلم عن المسيحيين بعذب الكلام ويوصي بهم وبعدم الإعتداء عليهم ولا على ممتلكاتهم وذلك في أكثر من آية قرآنية؟ لأن المسيحيون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون المنكر، واستطرد زكي بأن المسلمون خلال 1400 سنة لم يحاولوا مطلقاً إجبار أحد على الدخول إلى الإسلام وذلك إنطلاقاً من المبدأ: “لا إكراه في الدين”.
وأكد ليون زكي بأن ليس هناك من دين إلهي ولا شرع بشري يبرّر التهديد والإضطهاد والتشريد والإبادة… حتى عبدة الأوثان المختلفون في ما بينهم كانوا أراف وأسمح إذاء بعضهم البعض في التعامل بصدد عبادتهم للأصنام … حتى شرائع الغاب تخجل وتتبرأ من أعمال وأمثال هؤلاء…!
ودعا زكي العالم الإسلامي إلى التيقظ، لأن انقراض مسيحي الشرق يعيدهم إلى منطق الأحادية وتخلف حضاري وأنطواء على الذات ويرسم صورة ظلامية للإسلام في ذاته، ويعني حروب المذاهب الإسلامية مع بعضها… وأكد زكي بأنه لا يبالغ إذا قال بأن الشرق ذاهب إلى الجحيم إذا هجر مسيحيوه…!
وأبدى زكي مخاوفه على أغلب الشعوب العربية التي أصبحت شعوب جاهلة مع سبق والإصرار والترصد، ومغلوب على أمرها لا حول لها ولا قوة، وأصبح الإرهاب الأصولي الوحش الذي يهدد بالتهام الجميع…
وإلى ذلك طالب زكي انطلاق مبادرات عربية تعبر عن الأكثرية الصامتة التي ترفض الإرهاب التكفيري الذي يدمر الحضارة الإسلامية، ودعا زكي إلى التأكيد على منهج الإسلام الداعي إلى العيش بسلام وجعل الحياة المشتركة واجب أخلاقي وحق شرعي، وعلى المسلم قبل المسيحي عدم السكوت عن هذا الحق لكي لا يصبح شيطان أخرس…!
أفادت وزارة الدفاع في كاراباخ الجبلية أن أذربيجان قامت قبل يومين بعملية اعتداء باتجاه المواقع القتالية في شمال الحدود بين كاراباخ الجبلية وأذربيجان.
وجاء في البيان” “لقد نفذت العناصر الأرمنية عملية مقاومة للهجوم، وتكبد العدو خسائر كبيرة، وتراجع عن مواقعه. وللأسف أسفرت المواجهات عن استشهاد جنديين أرمنيين”.
في لقاء مع الصحفيين بعد عودته من دياربكر في إطار الحملة الانتخابية، أكد رئيس وزراء تركيا والمرشح الرئاسي رجب طيب أردوغان أنه يعتقد أن 45-56 % من الأصوات ستكون من نصيبه.
وذكر أردوغان أن القائد السابق للجيش صرح بأنه في حال جرى فك عقدة محاكمة هرانت دينك فسترفع السرية عن تلك المؤسسة.
ورداً على سؤال حول حول محاكمات الاعتقالات وعمليات القتل التي تهدف الى مساعدة المجتمع، قال أردوغان: “إن تفسير كل الأمور وفق محاكمة دينك، سوف يضر بمحاكمة دينك. برأي، قضية هرانت دينك تتعلق بشخصه. أي أنه تم قتله لأن مقالاته ورؤيته لم تكن تروق للبعض. أما بخصوص تلك المؤسسة فقد كانت عازمة أن تأخذ الدولة تحت غطائها، ما يهدد الأمن القومي”.
تستمر أذربيجان في نشر معلومات حول مقتل وجرح جنودها. يذكر أن إدارة الاعلام في وزارة الدفاع في جمهورية كاراباخ الجبلية نشرت بياناً حول الاعتداء الذي قام به الجيش الأذري باتجاه إحدة النقاط القتالية في القطعات المتمركزة في شمال الشريط الحدودي بين كاراباخ وأذربيجان. حيث تقهقر العدو بعد أن تكبد خسائر فادحة في صفوف جنوده. وكان الجانب الأرميني صرح عن استشهاد جنديين.
ووفق مصارد أرمينية فإن عدد الضحايا بين صفوف الأذريين أكبر مما أعلن عنه. وأفادت وسائل إعلامية أذرية أن الجانب الأذري تكبد 8 قتلى نتيجة عمليات استطلاعية قام بتنفيذها جيش كاراباخ الجبلية في مناطق تارتار وأكنا (أغدام سابقاً). بالمقابل صرحت وزارة الدفاع في جمهورية أرمينيا أن الجانب الأذري وليس الأرمني، قام بمحاولات تسلل أراض أرمينية لخرق الدفاعات الأرمنية. فقام العناصر الأرمنية بعمليات رد، حيث تكبد العدو 14 قتيلاً وليس 8.
وكان الجانب الأرميني دعا وحذر سابقاً بعدم المبادرة لخطوات وخلق توتر على الشريط الحدودي. لكن القوات المسلحة الأذرية تتجاهل تلك الدعوات، وتحاول التسلل الى المناطق المأهولة والمواقع الأرمنية.
أكد مدير مركز الدراسات لشؤون أرمينيا الغربية هايكازون ألفرتسيان أن الاعتداءات على الكنيسة الأرمنية في تبليسي تثير القلق جدياً.
وأضاف أن الدولة في جيورجيا لا تعترف بمطرانية الأرمن رسمياً، رغم وجود إرث ثقافي قديم للأرمن في جيورجيا. وقد تعرض هذا الارث للسلب عبر الزمن. وهناك محاولات للقضاء على كل الآثار للثقافة الأرمنية في جيورجيا مثل الأديرة والكنائس.
وأوضح أن هناك نوع من الغيرة من قبل الجيورجيين، لذلك هناك سعي للقضاء على التاريخ الأرمني القديم، وإنكار الدلائل الأرمنية عن الكنائس الأرمنية، ضمن اطار اخراج الأقليات العرقية.
وأشار ألفرتسيان الى المشاكل الحدودية حيث توجد قرى تقطنها أغلبية أرمنية. فالمحاولات تقام من أجل إظهار الأديرة والكنائس الأرمنية على أنها جيورجية. يذكر أن اليوم، من عشرات الكنائس الأرمنية لم يتبق سوى 4-5 كنيسة أرمنية.
نشرت جريدة “أغوس” الأرمنية في تركيا مقالاً بعنوان “الأرمن بعيون مرشحي الرئاسة” تناولت فيه رؤية مرشحي الرئاسة في تركيا حيال قضية الإبادة الأرمنية.
وتطرق المقال الى رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان المعروف بسياسته المعادية للأرمن. والذي أكد مراراً أن المسلم لا يمكنه ارتكاب إبادة، اضافة الى رسالة التعزية التي بعث بها في 24 نيسان الى ورثة ضحايا الابادة الأرمنية.
كما قام قبل فترة بتهديد الأرمن في تركيا بترحيلهم، حين قال: “هناك 170 ألف أرمني يعيش في بلدي، بينهم 70 ألف مواطن من بلدي، و100 ألف الباقية هم يعيشون بشكل مؤقت، وسأطردهم يوماً ما، فهم ليسوا مواطنين أتراك..”.
في حين قام المرشح الثاني، الرئيس الأسبق لمنظمة التعاون الاسلامي، المرشح المشترك بين حزب “الحركة القومية” وحزب “الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا إكمال الدين إحسان أوغلو بوصف أحداث عام 1915 “مطلب تاريخي”.
حيث قال: “ان الأحداث التي جرت عام 1915 آلمتنا… ينبغي على تركيا أن تحل هذه المشكلة بصبر وتأني، وتستخدم كافة الوسائل الدبلوماسية والعلمية”.
أماالمرشح الذي حاز على دعم الأرمن، ورئيس حزب الديموقراطية للشعوب صلاح الدين ديميرتاش، فقد لفت الأنظار بمواقفه من الابادة الأرمنية.
وأعرب أنه على تركيا أن تعتذر من الأرمن، وألا تحمل وزر الابادة على أكتاف الشعب التركي. حيث قال: “إن من ارتكب الابادة هي الامبراطورية العثمانية. وهي ليست موجودة الآن، لكن ينبغي على جمهورية تركيا أن تعتذر من الأرمن من أجل تلك الأحداث. وسيكون ذلك اسهاماً مهماً لإحلال السلام”.
ولد الشاعر والمترجم والباحث الأرمني الكبير هِنريك إتويان في العام 1940 في عاصمة أرمينية يريفان. بعد تلقي تعليمه الثانوي التحق بالجيش وخدم فيه إلى العام 1962، حيث دخل جامعة يريفان وتخصَّص في الدراسات الأرمنية، ومن ثم أكمل دراسته العليا في معهد مكسيم غوركي للآداب العالمية في موسكو وبعد تخرجه منه عاد إلى يريفان وباشر في التدريس في جامعتها.
منذ العام 1986 يشغل منصب رئيس كلية الآداب العالمية في جامعة يريفان، وفي العام 1990 حصل على درجة الدكتوراة في الآداب.
من دواوينه العديدة نذكر: “الآن وإلى الأبد”، 1986 – “خطوات وظلال”، 1996 – “ثلاثة أيام بلا زمن”، 2005 – “حياتان”، 2006 – “توقَّف، أنا هنا”، 2012.
له العديد من المقالات والدراسات عن قضايا الأدبَين القديم والحديث، وكذلك في مجال اختصاصه آداب وميثولوجيا الشرق القديم (سورية، مصر، إيران، الهند).
عمل في الترجمة أيضاً، ونذكر من ترجماته كتابه القيِّم “شعر الشرق القديم” (1982) و”مصر القديمة: كتاب الأموات، الشعر” (2004).
تُرجمت قصائد إتويان إلى العديد من لغات العالم كالأنكليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والاسبانية والبولونية إلى آخره.
في العام 2013 مُنح جائزة رئيس الجمهورية للآداب في جمهورية أرمينيا.
* * *
إن هذه القصيدة الجميلة التي نقدِّم ترجمتها إلى القارئ العربي كتبها إتويان من وحي “ملحمة كلكامِش” الشهيرة التي تعتبر من أهم الكنوز الأدبية في العالم القديم، ولكي يدخل القارئ إلى الجو العام للقصيدة نعطي هنا لمحة عن هذه الملحمة التي تعتبر أقدم ملحمة معروفة في العالم.
ملحمة كلكامِش: وجدت الملحمة مكتوبة على اثني عشر لوحاً باللغة الأكادية في نينوى وكانت بداية تروى شفوياً قبل اختراع الكتابة ومن ثمَّ دوَّنها السومريون.
في اللوح الأول هناك مدح لكلكامِش (الذي يُعتقد بأنَّه حكم أوروك – الوركاء في جنوب العراق في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد) الذي كان نصفه إنسان ونصفه إله، وهو العارف بكل شئ على اليابسة وعلى البحر، وهو كذلك المحارب العظيم والباني الكبير، لكنه كان حاكماً قاسياً على ما يبدو، ولذلك خلق الإله (آنو) إنكيدو الذي كان إنساناً بدائياً عاش مع الحيوانات ومن ثمَّ غادر إلى أوروك للقاء كلكامِش الذي كان بانتظاره، ويصف لنا اللوح الثاني الصراع بين كلكامِش وإنكيدو، حيث انتصر فيه كلكامِش وأصبح إنكيدو صديقه ورفيقه.
في الألواح الثالث والرابع والخامس خرج الصديقان لمقابلة حارس غابة الأرز، وفي اللوح السادس يرفض كلكامِش عرضاً للزواج من عشتار آلهة الحب، وبمساعدة إنكيدو يقتل الثور السماوي الذي أرسلته عشتار كي يهزمه.
يتكلَّم اللوح السابع عن حلم إنكيدو الذي رأى فيه أن ثلاثة آلهة قرَّروا وجوب موته لأنَّه قتل الثور السماوي، ومن ثمَّ يمرض إنكيدو ويموت في اللوح الثامن ويندبه صديقه كلكامِش.
في اللوحين التاسع والعاشر يقوم كلكامِش برحلة خطيرة بحثاً عن أوتنابشتيم الذي بقي حياً بعد الطوفان، كي يعرف منه سر نجاته من الموت، وأخيراً يصل إليه ويروي له المذكور قصة الطوفان ويدلَّه على مكان وجود النبتة التي تعيد إليه شبابه إذا أكل من وريقاتها، وبعد حصول كلكامِش على هذه النبتة تقوم حيَّة بسرقتها منه ويعود هو إلى بلده حزيناً.
أما اللوح الثاني عشر والأخير فيتكلَّم عن فقدان الطبل والعصا اللذين أعطتهما عشتار لكلكامِش، وتنتهي الملحمة بعودة روح إنكيدو الذي وعد بإعادة الطبل والعصا وقدَّم تقريراً مثيراً للاشمئزاز عن العالم السفلي وضرورة دفن جثمانه تحت التراب وزيارة الموتى والصلاة من أجلهم.
ومغزى الملحمة هي أن الأعمال الصالحة والجميلة هي التي تخلَّد الإنسان[1].
م. م.
* * *
عودة كلكامِش
لقد وقع طبلي أرضاً (كلكامِش، الألف الثالث قبل الميلاد)
بلاتيرو، يا أخي… (خ. ر. خِيمِينيس)
1
إن الزهرة التي استلمناها كفدية
والتي كانت سَتَهبُ الخلود لأرواحنا
قد سقطت من يدنا وضاعت في الوادي،
ضاعت تحت المياه وفي البطن المظلم للزمن
حيث تصوَّحت أوراقها وذبلت
واختفت ألوانها وزال عطرها إلى الأبد،
وطارت كالطير الطريد.
لقد أحاط بنا الظلام من أطرافنا الأربعة،
ولا ندري أين نحن،
ومن الذي يلاعب أجسادنا التي
لا فائدة منها ؟.
لقد أضعنا بعضنا البعض.
المسافة هي هي، لكن الأزمنة مختلفة.
ها نحن نقف جنباً إلى جنب،
لكن خصر الصحراء يلتفُّ من حولنا.
أين هي شجرة التين ؟
ومن هم الجالسون تحت أفيائها ؟
من الذي يستلم النور من النجوم ويجعله ناعماً ورقيقاً
كي لا يقتلنا ؟.
نحن لسنا هناك،
وأماكننا فارغة هناك
لأننا لا نصل إليها.
نحن غائبون من هناك.
ثمة صورة مغمورة بأشعة مجهولة الأسماء
فيما بعد الغرائز والأفكار
والتي يحجبونها عنَّا
عندما نريد رؤيتها.
ليس ثَمَّة سقف
يمكنه أن يمنحنا الأمان،
والظهيرة الممتدة على طول الشارع
لا تمنحنا الضمان،
وأما في البلد الصغير (كما كان يقول صاحبي)
فمن المستحيل المرور من بين الأسلاك الشائكة للمشاكل
أو الاقتراب من الجدار الشفَّاف للخلود
أو الاستمرار فيما بين نعاس وهدوء نيرفانا.
آمين. أوم. آمين.
الشمس تهب النور للحدود كافة
أمَّا القدر فيمر من دروب عالية إلى ما بعد العالم
كنجمة عمياء
لا فرق عندها بين الوجوه وبين الأسماء وضجيجها.
آمين. أوم. آمين.
2
أنا هو الملك القديم
الذي رأى كل شيء
أنا الذي تركته الآلهة هنا
واستغنت عنه كشجرة وحيدة،
وحيدة بلا حُبٍّ وبلا غايات.
لا أمل لي في العودة ولا أنا أبحث عن مُتْكَأ،
لا أحاول إيجاد جواب لسؤالي.
ثمة أيادٍ أنزلتني من الأعلى إلى الأسفل
وتركتني هنا، في القاع،
حيث يتحوَّل كل شيء حيّ إلى شيء تافه.
لقد رمتني القرون من قافلتها إلى هنا،
إلى هذه السهول، إلى البادية،
في هذا البلدالأجم
المحاط بالصخور الشقراء المتفتِّتة.
إنني لن أجد الزهرة التي ضيعتها
في البحر. إنَّها تزهر الآن في فم الأفعى.
أين هي مدينتي التي لا تعرفني ؟.
إنَّني أبحث عن نهايتي.
إنَّني أنزلُ إلى الأسفل وأنا أصعد إلى الأعلى،
وأجلب معي صورتي القديمة التي لا تشبهني،
لكنَّها ما زالت معي.
ثمة بادية ونهران يسيران
من الشمال إلى الجنوب.
ثمة مدن خارج الأهداف والمعاني،
وغابات تحترق،
وجزر وأراضِ يابسة
تغيب في المياه.
إنَّني أسير وحيداً وبلا عنوان،
في الأماكن الحارة، إلى جانب الأنهار،
أسير في الساحات، بين الأبنية الحديثة
وفي الحدائق المقفرة.
إنَّني الآن لا أبحث عن الشيء الذي كنت قد أبحث عنه،
وإن الذي انتصرتُ عليه
هو الآن ينتصر عليَّ،
ليس لي مكان أجلس فيه وأستريح
تحت قشرة الغش،
في جولة النظرات العاتمة.
إلى أين ؟ إلى الموت ؟
إلى اللاوجود، إلى صديقي الذي
ليس عندي أي خبر عن عالمه.
إلى مكان مهجور
حيث نزلتُ أنا من برج الحب وفقدتُ كل شيء،
أنا هو ذلك المسافر الذي سقط من قافلة القرون.
لقد زعزعتُ بيدي بناء حياتي.
إن ذنوبي كبيرة جداً.
وهأنذا أقف بين نهرين مرتبكاً
وليس لي من دليل.
يستطيع كل مشرَّد أن يجلس إلى جانبي
ويضع يده على كتفي ويقول:
“كيف حالك ؟ من أنت وماذا تفعل هنا ؟”.
أنا الأقدم من كل المدن،
أنا الجالس على درب الإله “إركالاَّ”،
أتأمَّل موت الشمس التي
تميل إلى الغروب،
وألمس بيدي حركة الزمان ذات الوجهين.
اركضي، اركضي يا حياتي،
ما دامت الشمس لم تغب بعدُ كاملة،
وما زال بعض الشرر يهب النور للعالم الذي
يظلم بسكون.
3
لقد وصلت مرَّة إلى جبلين،
أحدهما كبير، وأمَّا الثاني فصغير،
حيث كانت الشمس تشرق من بينهما كل يوم
ومن ثم تأفل في بحر الغرب
ماراً إلى الطرف الثاني، وهي تهب النور للأموات.
آه، أيها العالم،
أيَّتها الحقيقة ذات الوجهين،
يا عذاب الذين هم على قيد الحياة
ويا حلم الأموات.
لقد وصلت مرَّة إلى أبوابك السرِّية،
لكن روح الإنسان تحترق كما الشجيرة
من الحقيقة العديمة الشفقة لوجهك.
لقد عدت ثانية بعينين فاقدتي البصر،
عدت بحجاب أشعة الشمس
وأنا أعمى إلى الآن،
أنا الملك القديم،
أنا الذي رأى كل شيء.
لقد لامست عواميد السماء
بأصابعي الضريرة،
وأمسكت الستار السرِّي للآلهة
وجلست وبكيت
على مفترق طرق السماء والأرض.
لقد رأيت الذي
كان قد انتصر على الموت
وعدت ثانية
من الدرب الذي سرت فيه.
لقد ورثت الموت،
وهو ملكي الوحيد.
إنَّني أسير إليه بيدين عاريتين،
ولا أحد يستطيع أن يرافقني،
مثلما لا أستطيع أنا أن أرافق شخصاً ما إلى الغرب.
إنَّني هكذا،
أخسر من نفسي أنا كل يوم،
أخسر من الآلهة.
أنا لست بحاجة إلى الحنان والعزاء،
لأنَّني، كما الشمس،
قد صعدت إلى أعلى درجات الوجود،
ومن هناك نظرت إلى الأسفل
وقست المسافة التي بين العلوي والسفلي،
وتعرَّفت إلى وجهيّ الوحدة.
إنَّها رحلة، رحلة، إنَّها رحلة الأيام،
رحلة الخطوات والعوالم،
ثمة عربة قديمة، وثيران قديمة،
لكن السائق جديد،
وهو لا يملك عصاً بيده ووجهه واثق من قدرته.
العربة تتحرَّك، لكن عجلاتها بالكاد تدور.
نبيذ معتَّق وكأس قديمة،
لكنَّ الذين يشربونه
غرباء عني.
كلام ثمل وأغنية ثملة،
وصوت ثمل وضجيج ثمل،
وثمة قتال وصراخ
وصرخات تنبعث إلى الخارج
من غرائز جنسيَّة خالية من الوعي.
معابد ونساء، كاهنة وثنيَّة، خدَّام الحب،
وآلهة،
وثمة امرأة تعترض طريق صديقي “إنكيدو”
(اركضي، اركضي أيتها الروح
وأضيئي ذلك العيد).
سفينة قديمة تبحر إلى الجبال،
حيث تهبط عصا الآلهة،
والأسرار تغفو هناك
كما البذور في باطن الأرض
فيما بين اليومين الأول والأخير،
وأمَّا الآن فهي نائمة.
لا تلمسوها، لا تلمسوا الأوراق التي
تتفتَّح من جديد.
أيها الشعب، يا من تراقب حوادث العقود والقرون
وأنت تحرس الأسرار التي أؤتمنت عليها.
إنَّ كونك تعيش فذلك هو عمل بطولي بحد ذاته.
إن جسدك يُحفظ هنا كبذرة
من أجل السنابل الجديدة التي
على المستقبل أن يحصدها
بيديه المنوَّرتين في يوم من الأيَّام،
وتُخرج من باطن الأرض
الحجارة والأزهار والسهول،
وكذلك الأرواح التي تبكي الأعشاب المسجونة،
وكل الذين استشهدوا من أجل حبهم
وفي الدم النظيف انتظارهم
الذي يتساقط قطرة قطرة من صليبك
على الأدغال اليابسة للتاريخ والمكلَّلة بالأعشاب.
4
إنَّني أتوجَّه إلى صديقي
منحنياً على ضريحه المغطَّى بحجر كبير
وذلك عند المسير الناعم للريح
(تلك الريح التي تسير من الشمال إلى الجنوب
وتتحجَّر في الأحرف المسماريَّة القديمة).
إنَّني أتوجَّه إليه وأقول:
- “إنكيدو”، يا أخي،
أنت الذي عبرت من الحدود الأخرى للمملكة
وأنت تتنفَّس ذلك العالم الذي
أنا أفكِّر عنه فحسب،
أنا الذي أسير على هذه الدروب وحيداً مهمَلاً،
أنا الذي نساني الجميع،
أنا الرحَّالة الغريب الذي لا يكلِّمه أحد،
أنا الموجود تحت أذن الموت، أنا الذي لا عنوان لي،
أنا الذي لا مدينة لي ولا زمن،
أنا الموجود في المسافة الفاصلة بين نهرين متقلِّبين
ومن حولي أناس غرباء، أناس نشيطون ورجال أعمال،
رجال حقيقيون،
رجال سلَّموا قوَّتهم وفكرهم للرياح
فيذهبون ويعودون ويتكلَّمون بصوت عال،
يستعجلون وهم غير راضين
وهم بين الجهل والهدف.
قل لي: أخي،
الإنسان الذي مات وهو ملطَّخ بدماء الناس
من قدميه إلى رأسه،
مات بمخالب النسور وسمّ الأفاعي
وهو يحمل اسماً قاطعاً كحد السيف،
قل لي، ماذا يفعل الآن ذلك الرجل ؟.
“لقد وقع جسده على الرمال الحارَّة وهو منتن ومتفكِّك،
والطيور الجهنمية العمياء
ذات الأجنحة الحديديَّة تنقر جسده.
إن دخوله ممنوع إلى هناك”.
قل لي: أخي، ماذا يفعل ذلك الرجل
الذي سرق كي لا يموت طفله من الجوع ؟
“إن طفله قد شبع وهو الآن في صحة جيدة،
أما الرجل فيعاني الجوع إلى المساء. إنَّه يملك الخلاص”.
قل لي: أخي، ماذا يفعل ذلك الرجل
الذي خان نفسه
على الرغم من أنَّه كان رجلاً ذا صفات حسنة
وعقل سليم ؟.
“إنه عبدٌ هنا، وفي كل يوم
ينقل الماء من النهر بيديه.
إنه لا يرى السعادة”.
ماذا يفعل الرجل الذي فقد الحب ؟.
“إنه يسأل المارة عن أخبار
ولا ينام الليل. وله درب يسير عليه”.
قل لي: أخي، ماذا يفعل ذلك الرجل
الذي أراد أن يحب
لكنَّه لم يستطع فعل ذلك ؟
“إنَّه جالس على شاطيء النهر يبكي
وهو يحضن ركبتيه.
إن باب ذلك الرجل مفتوح على مصراعيه”.
ماذا يفعل ذلك الرجل الذي قُتل في الحرب
وهو في ريعان شبابه.
“إنَّ له وجهاً جميلاً،
ينبعث النور من جروحه وهو محاط بالأصدقاء”.
ماذا يفعل الرجل الذي قَتَل ؟
“لقد قُتل هنا بيد ضحيَّته،
وكانت هذه هي فديته”.
قل لي، ماذا يفعل الرجل الذي سلبَ
وأمر أن تتفشَّى المجاعة في البلاد ؟
“تبصق المارة في وجهه
ويعطونه روث الطيور ليأكل،
وليس له سبيل للخلاص”.
ماذا يفعل الرجل الذي كان يعيش
وهو يسأل نفسه
لكنَّه كان يبتسم صباحاً ومات في الحب.
قل، ماذا يفعل ذلك الرجل ؟
“إنَّه هنا في الأعالي، يرتدي ألبسة لامعة
وليس عليه من عذاب، والملائكة تسبِّح له”.
قل لي: أخي، ماذا سأفعل أنا
عندما أكون هناك ؟
وأصطدمتْ نجمة متلألئة بالقبر
وحل السكون.
وكأن ذاك كان
هو الجواب الذي أجاب به “إنكيدو”.
[1]- عبد الله حجَّار، “إضاءات حلبية – تاريخ ومعالم وتراث”، حلب، 2006، الصفحة 176-178. للمزيد عن هذه الملحمة انظر كتاب “جلجامش – ملحمة الرافدين الخالدة” لفراس السوّاح، دار علاء الدين، دمشق، 1996، 368 صفحة.
باموق: جزء مني غاضب من البورجوازية…الفن الإبداعي شكل من أشكال المعرفة
أحد أكبر الروائيين المعاصرين يوصف بالروائي الخطير وهو من أخطر المعارضين لسياسة حكومة أردوغان في تركيا، ندد بالظلم الاجتماعي وغياب الحريات «الوحيد الذي تجرأ على المطالبة باعتراف الأتراك» بارتكابهم مجزرة الأرمن.
دافع عن المتظاهرين في ساحة تقسيم ووقع بياناً ضد سلطات الرقابة والتجسس على المواطنين، رفض قرار الحكومة التركية تكريمه كفنان دولة لانتهاكها حقوق الإنسان وتقييدها حرية التعبير.
الروائي التركي أورهان باموق الحائز جائزة نوبل للآداب عام 2006 كان ضيف المؤتمر الدولي للرواية الذي عقد الشهر الماضي في مدينة ليون الفرنسية بمناسبة ترجمة أول رواية كتبها باموق عام 1982 «جودت بك وأولاده» إلى الفرنسية.
وقد شكل ذلك حدثاً في الأوساط الثقافية الفرنسية تناولته الصحافة الفرنسية على مدى شهرين تقريباً وأجرت مع الكاتب لقاءات عدة.
تحت عنوان «ماراتون الكلمات» التقته صحيفة لوموند ليتحدث عن روايته «جودت بك وأولاده» والتي يبدو أنها تشبه كثيراً سيرته الذاتية فيقول أورهان:
هي قصة عائلة برجوازية في زمن قيام الجمهورية التركية والجد جودت كجدي كسب أموالاً طائلة من العمل في إنشاء السكك الحديدية ثم انتقل بدافع الحداثة من الحي القديم إلى بناء حديث ليكون جودت بك النموذج البدائي لرجل اغتنى حديثاً، هكذا كان ابتكار البرجوازية التركية لكن البرجوازية والإسلام كانا نقيضين، ففي ظل الإمبراطورية العثمانية كانت النخب الإسلامية موجودة في الجيش وفي الدواوين الحكومية أما غير المسلمين فكانوا يعملون في المجالات الأخرى.
جودت بك أراد أن يكون بورجوازياً وهو مسلم، ففي ذلك شيء من السذاجة لأنه من الصعب أن يكون بورجوازياً ومسلماً عصرياً.
الرواية تحكي قصة عائلة على مدى ثلاثة أجيال تمتد من العام 1905 إلى العام 1970.
ويتابع الكاتب: لقد عشت الوضع ذاته في طفولتي فجزء مني غاضب من هذه البرجوازية التي فرضت بقساوة أو بسذاجة أحلامها الغربية واللاواقعية على بقية المجتمع التركي الذي هو بشكل أساسي مجتمع ريفي تقليدي. فالكتاب هو سرد وقائع علاقتي بالحب والكراهية حيال هذه البرجوازية التي خرجت منها ويضيف باموق:
اليوم هناك نوعان من البرجوازية: القديمة التي ينتمي إليها جودت بك وجديدة محافظة بزغت على جوانب القديمة يتعهدها حزب أردوغان، وقد أتاح لنا الكشف عن قضايا الفساد التي لطخت هذه الحكومة فهم التقارب بينهما، فكما استفادت البرجوازية القديمة من أموال السكك الحديدية التي نفذتها الدولة عام 1930 ها هي الجديدة تستفيد من الصناعات الحديثة وخاصة صناعة البناء المدعومة من الحكومة.
وعن تهديده بالقتل بسبب احتجاجه على مذابح الأرمن وملاحقته التي توقفت أخيراً تحت الضغط الدولي يقول باموق:
لم يعد القمع السياسي عبر اغتيال الناس في الشوارع مع أن الكثير من الطرق القديمة ما زالت متبعة ولكن هناك أربعين صحفياً في السجن والرقابة على حرية التعبير أكثر ما تكون عبر شراء الصحف وطرد الصحفيين وعقابهم.
وتحت عنوان «أشباح اسطنبول» تحدثت أيضاً مجلة لوبوان عن أورهان باموق وأهميته ككاتب وأنه أبرز محدثي الرواية التركية والأجرأ بين الكتاب المعاصرين وفي روايته المترجمة حديثاً إلى الفرنسية كيف يعيش شاب على ضفاف البوسفور وينشر- كما فعل توماس مان- على مدى أربعين عاماً وعقب زوال عائلة كبيرة قصة بناء فنان جعل الفن ينهض بالعائلة، فالفن هو شكل من أشكال المعرفة شرط أن نبدع كل ما لدينا.
إذاً ثمة مواضيع عديدة حضرت في هذا العمل الحميمي:
المداورة في موضوع الهوية، المنافسة بين الإخوة، تلاق جديد مع حب ضائع، الدقة في موضوع بسيكولوجية الأشخاص، الحس الحاد في الحوار والمونولج الداخلي في ظل وداعة أفسدتها مرحلة بائدة. أما الأهم فهو أن هناك دافعاً حقيقياً يجعلنا ندرك أنها مجابهة بين الشرق والغرب.
ولد أورهان باموق في اسطنبول عام 1952 درس هندسة العمارة قبل أن يصبح كاتباً، ترجمت أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة من أبرز هذه الأعمال:
«ثلج»، «الكتاب الأسود»، «القلعة البيضاء»، «ورد في دمشق» و«متحف البراءة» التي حولها إلى مشروع فني حقيقي. وتعد روايته «الأحمر هو اسمي» من أجمل الروايات وأهمها فيها يؤكد على دور الفن في تحريك المجتمع.
وفي جميع لقاءاته أكد باموق أن أعظم حرية هي حرية الفكر والفكر الأدبي وبأنه الشخص الذي لن يمل ولن يكل عن دعم حركات الاحتجاج على أردوغان.
قام رئيس الحكومة الأرميني هوفيك أبراهاميان برفقة وزير الدفاع سيران أوهانيان بزيارة الى مواقع عسكرية حدودية في منطقة دافوش، والتقيا بقيادات الثكنة والجنود.
كما حضر رئيس الحكومة في فاناتسور مراسم تأبين الضابط زوريك كيفوركيان الذي استشهد جراء الاشتباكات الحدودية مؤخراً.
وفي لقاءاته مع سكان القرى الحدودية اطلع رئيس الحكومة على الأوضاع المعيشية. وأشار الى أن الحكومة تناقش امور اقتصادية تهم تلك القرى، ووعدهم بذل الجهود لرفع رواتب الجنود.
نشرت جريدة “النور” مقالاً بعنوان “ربيع أنقرة وخريف المنطقة” بقلم جاك أوسي الذي اعتبر أن منطقة الشرق الأوسط تتعرض مُنّذُ ما يُقارب أربع سنوات لهجمة شرسة تُشن عليها، بتوجيه أمريكي – غربي، بهدف إعادة رسم الخارطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة التنين الصيني الصاعد ومحاصرة روسيا الاتحادية العائدة بقوة إلى مسرح السياسة الدولية. أما الصراع الثاني الذي يدور للسيطرة عليها فهو ذو شقين، الأول تركي – خليجي يهدف إلى محاصرة إيران وتحجيم دورها الإقليمي، وبعبارة أخرى تحطيم ما يُسمى (الهلال الشيعي) الذي يسعى لابتلاع (الأُقيانوس السّنّي). والثاني تركي – قطري من جهة، والسعودية ومعها باقي دول الخليج من جهة أخرى ميدانه طبيعة الإسلام الذي سيحكُم المنطقة. دون أن نُغّفل الدور الإسرائيلي في هذا الصراع الذي سيجعل تل أبيب القبلة لدول المنطقة المتصارعة على قاعدة (عدو عدوي.. هو صديقي).
ورأي أوسي أنه في هذه المعركة رُفِعت الشعارات الإسلامية التي توزعت بين وكيلين حصريين، وشريك مُضارب. الوكيل الأول إيراني برز مع الثورة الإيرانية عام 1979 والثاني تُركي وصل عام 2002 إلى السلطة في أنقرة بعد اضطهاد طويل انتهى (بتسوية) مع واشنطن. أما الشريك المضارب السعودي الذي يرتدي العباءة الوهابية، فهو يتجنّب الاصطدام بالأنظمة القائمة اصطداماً مباشراً ويحاول أن يشتري صمتها إن عزّ عليه شراء ولائها، فإن فشِل حرّك خلاياه النائمة كي تعيث في الأرض خراباً ودماراً.
بذلك تراجعت القضايا القومية والوطنية حتى كادت أن تموت وتندثر، لأن الإسلاميين اعتبروها بِدعة نسبوا إليها كل الخطايا والموبقات التي كانت موجودة في مجتمعاتنا، وصوّروها قناعاً للدكتاتورية العسكرية وطغيان حكم الفرد. وبالنتيجة، كان ما يسمى (الربيع العربي) بداية المؤشر لهذا الهجوم والصراع، والقشة التي قصمت ظهر البعير، وتفّجرت بسببه كل العصبيات الطائفية والمذهبية والقبلية والمناطقية في الشرق الأوسط.
وقال: “هذه اللحظة هي التي كان العثمانيون الجدد في أنقرة ينتظرونها كي يتقدموا ويسيطروا على المنطقة من جديد ويُعيدوا تشكيل ما يعتبرونه (العصر الذهبي) للدولة العثمانية، متناسين أن شعوب المنطقة، ومن ضمنها الشعب التركي بمكوناته المختلفة، خاضت في طريقها من أجل نيل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية صراعاً طويلاً وقاسياً ودموياً مع أجدادهم، الذين مثّلوا لهم، في تلك الفترة، آية الظلم والاستبداد وأسواً صورة للبطش والطغيان، وكانوا لهم شياطين القمع والاستغلال، احتكروا مسيرة تاريخهم واحتقروا إنسانيتهم وتحكموا في مصيرهم.
هذا التاريخ يراه العثمانيون الجدد محض هواجس وأوهام، ومليئاً بالكذب والافتراء، عناوينه تؤدي للفوضى والهياج، كتبه الحاقدون عليهم وعلى أجدادهم. وفي المقابل يُقدم سدنة العثمانيين الجدد وكُهّانهم لشعوب المنطقة التاريخ الذي يرونه صحيحاً والذي يُمثّل رواية الغالب التي دوّنها بدموع المقهورين ودمائهم وزيّنها بصيحات وصرخات المعذبين والمسحوقين من أبناء هذه الأرض الأبية.
كل ذلك من أجل محاولة وضع (النير العثماني) من جديد على رقاب شعوب المنطقة، كي يحوّلهم إلى تُجار للموت ووكلاء للخراب ورسل للدمار باسم جلالة السلطان الذي هو دُمية بيد أمير الظلام الجالس في مكانٍ ما في هذا العالم يُحركها، وغيرها من الدمى، في سبيل تحقيق أهدافه ومخططاته.
من أجل ذلك تبنّت أنقرة المعارضة المسلحة في سورية وسلّحتها ودرّبتها وقدمت لها كل أنواع الدعم، وتبارى المسؤولون الأتراك في تحديد المهل وتوجيه الإنذارات إلى الحكومة السورية كي ترحل، وحوّلوا أراضيهم إلى ممر لكل إرهابيي العالم كي يتّجهوا إلى الأراضي السورية ويمارسوا جرائمهم بحق الأبرياء، باسم الدين تارةً وباسم نصرة الشعب السوري تارةً أُخرى. وفي موازاة ذلك بدأت أنقرة تربط اقتصاد المناطق الشمالية التي خرجت عن سيطرة دمشق باقتصادها، وأصبحت المعبر الوحيد للنفط السوري المسروق إلى الأسواق العالمية، وبدأت بشرائه بأسعار زهيدة جداً وتبيعه بأسعار السوق العالمية مُكدسة أموال طائلة على حساب السوريين ولقمة عيشهم. ومع صمود المواطن السوري والتفافه حول قيادته السياسية وتجديد الدعم لتوجّهها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بدأ هذا الحلم بالأفول مهدداً بالضياع جهود العثمانيين الجدد ووجودهم”.
وأوضح أوسي أنه مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) وسيطرته على مناطق واسعة بين سورية والعراق وإعلانه الخلافة الإسلامية، بدأت آمال أنقرة بالانتعاش مجدداً وباشرت بتنفيذ الخطوة الثانية من خطتها، حين غضت النظر عن تمدد الأكراد وسيطرتهم على مدينة كركوك وإعلان نيتهم تأسيس دولة كردية في شمال العراق، التي كان مجرد التفكير بها سبباً لشن تركيا الحرب في المنطقة سابقاً. ثم بدأت أنقرة بالعمل على احتواء الحلم الكردي وربطه بالواقع التركي إذ ستشكل أنقرة نافذتهم الوحيدة على العالم، الأمر الذي يعني ربط اقتصاد هذه الدولة التي قد تنشأ أيضاً بالاقتصاد التركي، وتكون حاجزاً لها بوجه التمدد الإيراني وخط الدفاع الأول بوجه تنظيمات الجهاد الدولي التي بدأت تتكاثر في المنطقة. هذا الأمر تكرر في الشمال السوري وخصوصاً في مناطق وجود الأكراد، حيث البصمات التركية واضحة، التي أعلنت تأسيس إدارة ذاتية وانتخبت حاكماً لمنطقة الحسكة بالآليات المعمول بها في تركيا. هذه الخطوة ترافقت مع توجيه نداء من أحد القيادات التاريخية الكردية لأنصاره ومحازبيه بالتوجّه لهذه المناطق والدفاع عنها ضد تنظيم (داعش). هاتان الخطوتان إن دلّتا على شيء فإنهما تدّلان على بداية تحوّل الأكراد إلى حرس حدود للدولة التركية، وتكون أنقرة بذلك قد طبقت الحكمة الصينية بحذافيرها: (دع النمرين يتصارعان ثم اقض عليهما بضربة واحدة)، فتحلّ القضية الكردية بتنازلات بسيطة لا تحدث اعتراضات داخلية عنيفة من جانب الجمهوريين والقوميين في أنقرة، وتستخدمهم في الوقت نفسه لقتال التنظيمات المتطرفة في حال فكّرت بالتغلغل داخل الأراضي التركية. في الوقت الذي تعمل على تقديم نموذجها الإسلامي للعالم، نموذجاً معتدلاً، يُجاري العصر، منفتحاً على العالم مؤمناً بالتعايش مع باقي شعوب العالم، حسب وجهة نظر العثمانيين الجدد. خصوصاً، بعد أن بدأت حكومات المنطقة والعالم تُطلق الإنذارات من تداعيات الفكر السلفي الجهادي المستمد من العقيدة الوهابية التي تُعتبر الحاضن الأساس لهذا الفكر، وتتوجس شراً من الطموح الإيراني الذي غُلّفَ بعباءة ولاية الفقيه وشعار تصدير الثورة الإسلامية.
وأضاف أنه في المحصلة النهائية تكون أنقرة، وهي رأس حربة حلف الشمال الأطلسي في المنطقة، ومن خلفها إسرائيل، قد نجحتا في خلق منطقة قتل ستستنزفان فيها خصومهم عسكرياً وعقائدياً واقتصادياً (محور الممانعة والقوى الدولية التي تدعمه كروسيا وإيران، والمحور السعودي – الخليجي) كخطوة أولى نحو تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. في الوقت الذي تعمل فيه هذه الدول على ترتيب بيتها الداخلي (انتخابات الرئاسة في تركيا وما قد ينتج عنها من تعديل للنظام السياسي في البلاد، ومحاولة إسرائيل القضاء على روح المقاومة الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة، منع الغرب لروسيا من التمدد في أوربا واستعادة نفوذها على دول الاتحاد السوفييتي القديم، وتفرّغ واشنطن لحل أزمتها الاقتصادية الداخلية وتركيز جهودها على محاصرة المارد الصيني).
في الختام رأي أوسي أن شعوب الشرق الأوسط انتظروا بلهفة وصبر على تقاطع الطرقات، وتضرّعوا بحرارة على أعتاب الأماكن المقدسة، واعتكفوا في الصوامع والخلوات داعين إلى الله أن يأتي المهدي المنتظر كي يملأ الدنيا عدلاً وخيراً بعد أن امتلأت ظلماً وجوراً. ولكن ما حدث هو أن الأعور الدجال أرخى بضلال عباءته على المنطقة، وكشف اللثام عن وجهه فبانت عينه الجاحظة التي لا تنشر إلا الفوضى والخراب. هذه العين هي عين الغرب وأعوانه والقوى الرجعية الطامعة بخيراتنا وثرواتنا التي تُريد حرماننا منها كي تبني مستقبلها ومستقبل أولادها. والبعض منا، مدفوعاً بعقيدة فاسدة أو رغبة حاقدة أو جهالة واضحة، ارتضى أن يكون دمية بيد هذه القوى الحاقدة ويُنفّذ مخططاتها بإدخال المنطقة في معارك داخلية ضحينا فيها بفلذات أكبادنا، لتدمير أوطاننا وإلغاء تراثنا وإرهاق اقتصادنا واستنزاف مواردنا، كي نُعمّر بلادهم ونُنشط اقتصادهم ونزيد من تكديس ثرواتهم.
إن التغيرات المنتظمة الحاصلة على الكرة الأرضية وتأثيرها على الإنسان وعلى الوظائف الحيوية في جسمه فتحت الآفاق أمام دراسة التغيرات آخذة بالاعتبار الزمان والمكان علم يسمى Chronobiology.
بدأت الدراسات في النصف الثاني من القرن العشرين وتطورت كثيرا والآن توجد عشرات المخابر في العالم تبحث لإيجاد النظم وتطبيقها في المعالجة.
توجد هذه المخابر في الولايات المتحدة الأميركية وكندا واليابان وفرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا وأوكرانيا وروسيا الاتحادية وأرمينيا.
وكنت من الباحثين السوريين في هذا المجال حيث أجريت الأبحاث في مخابر الكيمياء الحيوية الطبية في مشفى أمراض القلب بالعاصمة يريفان. (Scientific research Institute Of Cardiology After L.A.Hovhannisyan ). وذلك برئاسة البروفسور نوبار ليفون أصلانيان مؤسس الجمعية الأرمنية للبيولوجيا المرتبطة بالزمن Armenian Chronobiolgy Society (مؤسس ورئيس الجمعية منذ عام 1979).
في المخابر المذكورة أجريت مع الباحثين العلميين برئاسة البروفسور نوبار أصلانيان أبحاث في مجال المعالجة المرتبطة بالزمن CHRONOTHERAPY.
كما أجرينا أبحاث لكشف النظم اليومية، ومن جهة أخرى حددنا الزمن الذي يكون عنده المرض في أعلى درجة حيث تعطى الأدوية المناسبة في ذلك التوقيت.
وبينت في أبحاثي العلمية على عودة النظم الحيوية إلى طبيعتها عندما تتم المعالجة بشكل صحيح. والمناخ والعوامل الجوية من (درجة حرارة الجو والرطوبة الجوية والضغط الجوي) تتغير بتغيرات منتظمة ولها دورة يومية وتختلف من فصل لآخر لذا تسمى حول يومي Circadian.
كذلك بينت في أبحاثي على أن تغيير وظائف أعضاء الجسم عند الأشخاص الأصحاء والتغيير متناسب مع تغيرات الوسط الخارجي (العوامل الجوية). فكلما كانت نظم وظائف أعضاء جسم الإنسان متوازيا مع نظم العوامل الجوية كلما كان عنده درجة التأقلم مرتفعا وبالتالي كان بصحة جيدة.