Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6748 articles
Browse latest View live

روز اليوسف المصرية: المذابح الأرمنية.. وصمة عار في تاريخ تركيا

$
0
0

أزتاك العربي- نشر علاء الدين ظاهر تقريراً بعنوان (المذابح الأرمنية.. وصمة عار في تاريخ تركيا) في مجلة روز اليوسف المصرية، حيث قال: “تمر الأيام وتعبر السنين لكنها لا تمحى أبدا من ذاكرة الإنسانية أحداثا فاصلة، لم تكن مجرد تاريخ وأرقام بقدر ما كانت مرايا كاشفة لزيف ادعاءات البطولة التى يطلقها البعض، وتعد الإبادة والمجازر الأرمنيّة الرهيبة التى ارتكبتها الدولة العثمانيّة ضد الشعب الأرمنيّ على أرضِ وطنه الأُمّ وأودت بحياة مليون ونصف مليون أرمنيّ شهيد، من أكثر الأحداث التاريخية مأساوية وجرما لا يغتفر فى حق أجداد اللا طيب أردوغان، والتى تعد أول إبادة شهدتها البشريّة فى مطلع القرن العشرين، ويظل تاريخ 24 أبريل من العام 1915يوما أليما وأسود فى تاريخ الإنسانيّة.

الكثيرون لديهم شهادات موثوق فيها عما اصطلح على تسميته»القضيّة الأرمنية»، ونتناول شهادات مهمة نبدأها بالمطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الاسكندرية وأورشليم والأردن للأرمن الكاثوليك مصر، والذى قال: بقيت الإبادة الجماعيّة العنصريّة التى اقترفها الأتراك منذ مائة وثلاث سنوات ضد الشعب الأرمنيّ دون عقاب، ولم تسترد الأمّة الأرمنيّة حقوقها الكاملة والمطلقة على أراضيها المتوارثة أبّاً عن جدّ، والقانون الدولى وميثاق الأُمَم المتحدة وإعلان حقوق الإنسان والوثيقة الصادرة عن الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة والمتعلقة بالإبادة الجماعيّة، تُعتبر كُلِّها أُسساً كافية للتنديد بالإبادة والتعويض عنها.

وقال: لقد مرّ على المجازر الأرمنية 103 سنوات فهى بالنسبة لنا نحن الشعب الأرمنيّ كأنها اليوم، فمرور السنين لا يعنى أبداً طَيّ هذه الصفحة الأليمة فى حياة شعبٍ تعرّض للتنكيل والقتل والذبح، إنها القضيّة العادلة الحيّة فى ضمير كلّ أرمنيّ، وفِى ضمير كلِّ إنسان أينما وجدَ فى هذا العالم. وكما فى الأمس القريب، هى اليوم تُطرح فى كل مناسبة، ومن على كلِّ منبرٍ دولى للكشف عن أسبابها ومسببيها، وبالتالى معاقبة مرتكبيها والمطالبة بالتعويض على الشعب الأرمنيّ عبر إعادة أرضه إليه.

والأرمن اليوم، كما بالأمس، ما زالوا ينتظرون وبكُلُّ إيمان عدالة قضّيتهم، إنّهم بتصميم حازم لا يتزعزع واثقون بأن حقوقهم لن تموت بمرور الزمن، ويتوجب على دول الاتحاد السوفيتيّ السابق وروسيا بالأخص، وعلى حلفاء أرمينيا القدماء، وعلى الدول الموقعة على معاهدة «سيفر»، وكذلك على جميع أعضاء هيئة الأُمَم المتحدة الذين صوّتوا على وثيقة حقوق الإنسان والميثاق الخاص بالإبادة، يتوجب عليهم جَميعاً أن يقوموا بالتزاماتهم كاملةً، والتعويض عن الإبادة العنصريّة التى ذهب الشعب الأرمنيّ ضحيتها، وبإيجاد حلّ عادل للقضيّة الأرمنيّة، عن طريق تمكين الأمة الأرمنية من استرجاع حقوقها المطلقة على أراضيها القوميّة.

وأشار إلى أن إبادة الأرمن جريمة سياسيّة كبرى، ارتُكبت من قبل تركيا ضد المواطنين الأرمن القاطنين فى وطنهم، بهدف إزالتهم من الوجود لتحقيق وحدة الشعوب ذات الأصل الطورانيّ، والطورانيّة هى حركة قومية تهدف إلى تتريك الدولة العثمانيّة بما فى ذلك العناصر غير التركيّة، والحل المنطقيّ والمناسب للقضيّة الأرمنيّة هو اعتراف الدولة التركيّة بالمجازر التى ارتكبها أسلافها بالشعب الأرمنيّ فى العام 1915، والتعويض عن الخسائر المادية والمعنوية التى ألحقتها بالأرمن والتى كانت سبباً فى تهجيرهم من أراضيهم وتشريدهم منها.
وأَضاف: كذلك لا بد من إعادة أراضي أرمينيا الغربية «المعروفة بالولايات الست» بموجب معاهدة سيفر عام 1920، علماً بأن تركيا كانت إحدى الدول الموقعة على المعاهدة، وعلى دول العالم والأمم المتحدة أن تعترف بحقوق الشعب الارمنيّ وأن تضغط بالفعل لا بالكلام على تركيا لحملها على الانسحاب من الأراضى الأرمنيّة المحتلة والاعتراف بحقوق الشعب الأرمنيّ، والذى هو مستمر فى نضاله من أجل حقوقه ومن أجل السلام فى المنطقة.

التنصل التركى

يعد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانونى الدولى العام من الخبراء الذين يتحدثون عن الإبادة الأرمنية بشكل قانونى دامغ لا يقبل الشك، وكشف فى شهادته كيف أن التنصل التركى من ابادة الأرمن رهان خاسر، حيث يعاند الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إرادة المجتمع الدولى ويمتهن القيم الإنسانية برفضه المريب للإقرار بمسئولية تركيا الدولة الخلف للسلطنة العثمانية التى دوما ما يتشدق بتاريخها وماضيها الأسودين، وهذا رغم إقرار الدولتين الحليفتين للإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى 1914م -1918م، وهما ألمانيا والنمسا منذ ثلاث سنوات، أن ما ارتكبته السلطات العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى وتحديدا عام 1915م، هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وفقا للتعريف والتفصيل الواردين فى اتفاقية الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنع والعقاب على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة التى توصم بكونها جريمة من الجرائم الدولية، والجريمة النموذج للجرائم ضد الإنسانية.
وكشف عن الشهادات والتقارير الموثقة للسفراء والمبعوثين الرسميين لدول أجنبية عديدة للخروقات الجسيمة لحقوق الانسان التى ارتكبتها السلطات العثمانية بحق الأرمن أثناء الأحداث الإبادية، ومن بين هذه الشهادات تدليلا وليس حصرا، المخاطبات والاتصالات والمذكرات الرسمية للممثلين والقناصل لدول أجنبية فى أسطنبول، وهناك عشرات الاقرارات الرسمية العديدة التى صدرت عن حكومات وبرلمانات لعديد من الدول، وتقر أن ما وقع للأرمن على يد العثمانيين فى عام 1915 جريمة ابادة جماعية بالقانون الدولى، ويعد الإقرار الأخير للبرلمان الهولندى فى فبراير الماضي، دليلا دامغا على ارتكاب العثمانيين هذه الجريمة الفظيعة بحق الأرمن الأبرياء العزل.
وعلى الرغم من ذلك تنكر الحكومات التركية المتعاقبة حقيقة ما جرى للأرمن على يد السلطات العثمانية فى عام 1915، ويعد ذلك الانكار الذى يتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية العقبة الأكبر فى تطبيع العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين الدولتيين التركية والأرمينية، والحكومة التركية الحالية، تزعم أن القتلى من الأرمن فى عام 1915 لا يتجاوز 300 ألف قتيل، وقضوا نحبهم أثناء ترحيلهم الى صحراء الشام في العراق وسوريا، ونتيجة الجوع والعطش والظروف الجوية السيئة، ولم تطلق عليهم رصاصة واحدة من القوات التركية التى كانت ترافقهم وتؤمنهم، والرئيس التركى أردوغان أشار إلى هذه الانتهاكات الجسيمة بحق الأرمن فى مناسبات عديدة، لكنه فى ذات الوقت رفض الإقرار بارتكاب جريمة الابادة الجماعية ضد الأرمن.
يشار فى ذلك الصدد الى أن اتفاقية الابادة الجماعية التى تحظر أفعال الابادة الجماعية، لم تتحدث فقط عن قتل أعضاء الجماعة باعتبار القتل هو النمط الوحيد المستخدم لإبادة جزء أو كل الجماعة المستهدفة، لكن الاتفاقية- كما سبق أن وضحنا- تحدثت أيضا عن إلحاق أذى جسدى أو روحى خطير بأعضاء من الجماعة، واخضاع الجماعة لظروف معيشية يراد بها تدميرها كليا أو جزئيا.

إن المحاكمات الدولية التى دشنتها محكمة نورمبرج عامى 1945م -1946م لمقاضاة كبار مجرمى الحرب النازيين، فضلا عن الإقرار الألمانى بجرائم الإبادة الجماعية التى ارتكبها الرايخ الألمانى أثناء الحرب العالمية الثانية، فضلا عن التعويضات المالية التى تقوم الحكومة الألمانية بدفعها لأحفاد الأحفاد من الضحايا اليهود، تثبت أيضا أن جرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم، ولا يجوز فيها العفو، ولا يجوز أيضا لمرتكبيها الدفع بصفتهم الرسمية وان علت مراتبهم .

واختتم قائلا: إن القضية الارمينية وعدالتها، تمثل لمصر تاريخا وحاضرا بارزين، فالقاصى والدانى يعلم أن مصر كانت من أوائل الدول فى العالم التى احتضنت اللاجئين الأبرياء العزل الأرمن الذين هربوا من بطش الجيش العثمانى إلى مصر، وساهم هؤلاء فيما بعد فى النهضة المصرية الكبرى فى بدايات القرن العشرين، وحاضرا فالعلاقات الرسمية والشعبية الأرمنية – المصرية تشهدان طفرة نوعية كبيرة، فى الأعوام الاخيرة.

متحف الإبادة

الدكتور أرمن مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية للأرمن بالقاهرة قرر أن يبدأ شهادته من هناك فى ياريفان العاصمة، لكنه قبلها وجه الشكر لمصر، والتى قال: إنها احتضنت بشعبها الكريم النبيل آلاف الأرمن الفارين من المذابح على يد العثمانيين عام 1915، والأرمن فى مصر وأنحاء العالم لا ينسون هذا الموقف الإنسانى المتحضر الذى يعكس وبحق حضارة هذا الشعب وعراقة هذه الدولة الكبيرة التى نشرف بالانتماء إليها.

وتابع: بقدر ما كان هذا الجرم بقدر ما جاء متحف الإبادة فى ياريفان، والذى يحتوى على مقتنيات عديدة ومتنوعة وصور وأفلام وثائقية، تجسد وتكشف حجم المجازر الأرمنية التى وقعت عام 1915، ومذكرات لبعض الناجين بخط اليد، والتدمير الذى أصاب البيوت حينها، كما تعرض فى المتحف صور المفكرين والمثقفين الأرمن الذين قتلوا حينها، كذلك الصحف التى تناولت القضية وقتها وما بعدها، ومكتبة لبيع المصادر والكتب حول إبادة الأرمن والوقائع التاريخية الصادمة والمآسى التى تعرضوا لها على مدار تاريخهم.”


سفير مصر فى أرمينيا يلتقى جمعية رجال الأعمال الأرمني المصريين

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت مصادر إعلامية مصرية أن إدارة جمعية رجال الأعمال الأرمن المصريين عقدت  اجتماعاً مع سفير مصر فى أرمينيا بهاء الدسوقي.

خلال الاجتماع  تم بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية، وقدم الأعضاء أفكار لتحسين وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأعرب السفير بهاء الدسوقي استعداده لمساعدة والمساهمة في حل المشاكل القائمة بسهولة.

نبذة عن مخيم أرمن جبل موسى على الشاطئ الآسيوي في بورسعيد

$
0
0

 

نبذة عن مخيم أرمن جبل موسى على الشاطئ الآسيوي في بورسعيد

15/9/1915 – 24/11/1919

بقلم : الدكتور محمد رفعت الإمام

بينما نجح الاتحاديون في ترحيل غالبية أرمن قيليقية ، رفض سكان القري الأرمنية الست المحيطة بجبل موسى في منطقة سفيديا التابعة لقضاء أنطاكية الانصياع لأوامر قائمقامهما الصادرة لترحيلهم في 13 يوليو 1915 .

وقد اعتصم هؤلاء الأرمن بجبل موسي علي مدي شهر ونصف الشهر تقريبا حتي أنقذتهم البحرية الفرنسية ونقلتهم إلي بورسعيد بمصر، وفي منتصف هذا الشهر يكون قد مر “85 ” عاما علي إنقاذهم مما يستدعي إلقاء الضوء علي هذا الموضوع.

تمتد سلسلة القري الأرمنية الست غربي أنطاكية بين جنبات جبل موسى حتي ساحل البحر المتوسط وهي : بيتياس ، هاجي حبيبلي ، يوغون أولوك ، كيبوسية . أما قريتا خضر بك وفاكيف فتمتدا جنوب غرب قرية يوغون أولوك .
وقد تمثلت الحرفة الرئيسية لأبناء سيفيديا في زراعة الحدائق لاسيما أشجار التوت التي تخدم بدورها تربية دود القز . ومن ضمن أهم الحرف : صناعة الأمشاط والملاعق واستخراج زيت الزيتون وبعض الصناعات الحريرية .
بلغ تعداد أرمن سفيديا ” 1235 ” أسرة خلال منتصف عام 1915 بإجمالي ” 6349″ نسمة . ولما ترامت إلي هؤلاء الأرمن أخبار المصير المأساوي لأقرانهم في منطقتي زيتون وديار بكر، اقتنعوا بان الرحيل يعني العذاب والهلاك.
وهذا عندما أصدر قائمقام أنطاكية أوامر الرحيل إليهم في يولية 1915 رفض ” 4271″ نسمة بنسبة ” 67.3 % ” من الجنسين علي اختلاف الأعمار تنفيذها ولاذوا إلي منحدرات جبل موسى الواقعة علي ساحل البحر المتوسط . أما الباقون وعددهم ” 2078″ نسمة بنسبة “32.7% ” من الجنسين . فقد آثر بعضهم البقاء في قراهم ، ولبي آخرون قرار الترحيل، وكان ثالثون مجندين بالجيش العثماني.

مكث أرمن سفيديا معتصمين بجبل موسى حوالي ” 45″ يوما يقاومون القوات العثمانية نظامية وغير نظامية . ومنذ 7 أغسطس 1915 صد الأرمن هجمات القوات العثمانية المتتالية ونجحوا في احتلال منحدرات جبل موسى صوب البحر المتوسط . ورغم أنهم احتفظوا بحرية الاتصال عن طريق البحر، إلا إنهم كانوا مطوقين تماما من داخلية البلاد . وإزاء هذه المقاومة ، عزز الأتراك قواتهم في عين اللحظة التي أخذت تنفذ فيها ذخيرة الأرمن ومؤنتهم. عندئذ رفع الأرمن رايات الاستنجاد في 5 سبتمبر 1915 . وفي ذلك الوقت كانت قطع من الأسطول الحربي الثالث الفرنسي تبحر في اتجاه الساحل الشمالي السوري بهدف حصاره . هنا لاحظ ، قائد السفينة جوشن هذه الرايات . وفعلا ، أسرع في نجدتهم فورا مما أدي إلي نشوب بعض المناوشات بين الأتراك والفرنسيين أسفرت عن خسائر لدي الجانبين . ومنذئذ تجمعت خمس سفن حربية تحت قيادة الأميرال داريج فورنيه – قائد الأسطول الثالث- علي مقربة من الشاطئ السوري في انتظار أوامر من الحكومة الفرنسية .

وفي ظهيرة يوم 5 سبتمبر قابل بدروس ديملاكيان – قائد المقاومة الأرمنية – قائد السفينة جوشن وأوضح له حالة الأرمن البائسة. وفي اليوم التالي طالب ديملاكيان الأميرال دارتيج بضرورة ترحيل النساء والأطفال والعجائز إلي قبرص . وفي 7 سبتمبر أجري رجال البحرية الفرنسية محادثات مع السير جون كلا وزون المندوب السامي البريطاني في قبرص حول ما إذا كان يستطيع استقبال هؤلاء اللاجئين أم لا . وكان الرد بالنفي.

وفي الوقت الذي رفض فيه كلاوزون إيواء الأرمن ، أوضح ديملاكيان لرجالات البحرية الفرنسية أن الأرمن لديهم مئونة تكفيهم لمدة يومين فقط ، وان أي هجوم عثماني سوف يجبرهم علي الانسحاب من الحصون وسيسبب مذبحة للنساء والأطفال والعجائز والمعتصمين بالمنحدرات . وبذا غدا ترحيل الأرمن ضروريا .

ولما بات هذا الترحيل عسيرا إلي قبرص ، فقد أخبر دارتيج حكومته بوضع الأرمن والتمس في ذات الوقت من السلطات البريطانية إيواءهم في مصر . بيد أنه لم يتلق أية تعليمات من الحكومتين الفرنسية والبريطانية بهذا الخصوص حتي صبيحة يوم 11 سبتمبر 1915 . ولذا أصدر أوامره – من تلقاء نفسه – بنقل الأرمن في صبيحة 12 سبتمبر 1915 .
في ذات اللحظة عاود دارتيج الاتصالات مرة أخري مع السلطات البريطانية في مصر التي سمحت رغما عنها بإيواء الأرمن مؤقتا في مخيم مجمع في منطقة لازايت ( الكارانتينة) ببورسعيد علي الشاطئ الآسيوي من قناة السويس . ومن ثم بدأت عمليات نقل الأرمن من الجبل إلي الشاطئ في صباح يوم 12 سبتمبر وظلت حتي مساء 14 سبتمبر 1915 .
وهكذا ن نجحت عملية إنقاذ أرمن جبل موسى من هلاك أكيد بفضل إنسانية بعض رجالات البحرية الفرنسية وجرأتهم في اتخاذ قرار النقل علي مسئولياتهم الخاصة وجديتهم في تنفيذه وتغلبهم علي كافة الصعوبات الناجمة عن التقلبات الجوية والبحرية . ويتضح من المراسلات التي دارت بين رجالات البحرية الفرنسية وحكومتهم أن قرار النقل إذا ترك للحكومة ، فربما هلك جميع أرمن سفيديا إما قتلي علي أيدي الأتراك أو جوعي في الجبل .

وصل خبر أرمن سفيديا إلي مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة في منتصف سبتمبر 1915 عن طريق الطبيب آرشاروني الذي يعمل بالمستشفي الحكومي في بورسعيد . كما أخبر الجنرال ماكسويل – القائد الأعلي للقوات البريطانية – المطرانية بأن الحكومة البريطانية ستقوم بتدبير لوازم إقامتهم ومعيشتهم . ويجب علي الشعب الأرمني أن يقدم الملابس ويفي بالحاجات الأخرى . وشدد ماكسويل علي المطرانية بأن تناشد المندوب السامي البريطاني السير هنري مكماهون من أجل الاهتمام بحالة اللاجئين والوفاء بحاجاتهم .

بعد حوالي أسبوع من وصول أرمن سفيديا إلي بورسعيد ، بدأت عملية تنظيم الخيام المتناثرة عشوائيا في منطقة لازاريت . وقد أنيطت عملية التنظيم إلي الميجور بيرسون من القوة البريطانية التي كانت بالسودان .
قسم بيرسون المنطقة إلي ست ” قري مخيمة” طبقا لمواقعها في وطنهم الأصلي ، وقسم كل قرية إلي أحياء يحمل كلا منها حرفا لاتينيا بدءا من ” A ” حتي ” S ” وبهذا بلغ عدد الأحياء ” 19 ” حيا وتكون كل حي من “25 ” خيمة بإجمالي ” 475 ” خيمة ، واصطفت كل خمس خيام علي خمسة صفوف امتدادا من الشمال إلي الجنوب بفواصل من المعابر ن وقد قطن كل خيمة من ” 8- 9 ” أفراد .

جمع بيرسون سكان كل قرية من قري سفيديا في قرية مخيمة . شغلت قري بيتياس وهاجي وحبيبلي وكيبوسة وفاكيف أول ثمانية أحياء بدءا من حرف ” A ” حتي حرف ” H ” ، بينما شغلت قريتا يوغون وأولوك وخضر بك ال” 11″ حيا الباقين من حرف ” I ” حتي حرف ” S ” فضلا عن هذا ، خصص بيرسون مساحة خالية بجوار كل قرية لتكون بمثابة ملهي وملعب للأطفال ، وأخري لتكون منتزها يجتمع فيه كبار السن لتمضية أوقاتهم .

وهكذا ، نجح بيرسون في غضون فترة وجيزة أن تتحول منطقة لازاريت الرملية من مكان عشوائي إلي مخيم منظم علي غرار المعسكرات الإنجليزية . وبذا وضع الأساس لأهالي سفيديا كي يقطنوا هذه المنطقة التي صارت تسمي ” مخيم الأرمن اللاجئين ببورسعيد ” .

بعد ذلك اجري تعداد لأهالي المخيم حتي يتسني للمسئولين تنفيذ عمليات الإيواء والتطعيم وتوزيع كافة المعونات . ووفقا لهذا التعداد بلغ عدد اللاجئين ” 4200 ” نسمة شكلوا الهرم السكاني للمخيم علي النحو التالي ك قمة الهرم من : أطفال من الجنسين تحت الرابعة 15.3 % ، وسط الهرم من : ذكور فوق الرابعة 38.4% ، قاعدة الهرم من : إناث فوق الرابعة 46.3 % .

استلزم هذا العدد الكبير كافة المرافق والخدمات الضرورية للحياة ، وفعلا بعد الانتهاء من عملية الإيواء وصلت المخيم مياه شرب نقية من الضفة الغربية للقناة ز وأصبح لكل حي صنبور مياه خاص به متعدد الحنفيات وحمام خشبي مزودا بمياه باردة ومقسما غلي رجالي وحريمي وأرض واسعة للغسيل والمناشر. كما حفرت مراحيض لكل حي علي حدة
وكذا ، تأسس مخبز في 20 أكتوبر 1915 لتوفير الخبز الجيد والرخيص بكثرة . وأنشأت فيكتوريا آرشاروني – زوجة الطبيب آنف الذكر – مطبخا وطعما لتوفير الغذاء والرعاية للعديد من الأطفال والأمهات والمسنين والضعاف. هذا بخلاف مطبخ عام للمخيم . وبمرور الوقت افتتحت بعض الأكشاك في ميدان المخيم حيث استثمرها تجار بورسعيد، كما افتتحت محال حلاقة وغيرها .

وفوق هذا ، أسس الصليب الأحمر الأرمني مستشفي بالمخيم تحت رعاية الإدارة الصحية ببورسعيد ، ضمت العديد من الأطباء البريطانيين والأرمن علاوة علي فريق من الممرضات والممرضين المتطوعين من كافة الجنسيات .
وأيضا ، تأسست مشاغل لتعليم البالغين والبالغات حرفا مختلفة و وأنشأت مدرسة ” سيسفان ” ، لتعليم الصغار وتولي مسئوليتها الاتحاد الخيري الأرمني العام . وكذا تخصصت خيمة لإقامة شعائر وقداديس كل مذهب علي حده. ولكن نظرا لكبر عدد الطائفة الأرثوذكسية . فقد استبدلت خيمتها بكنيسة خشبية صغيرة في مارس 1916 . وأخيرا ، دفن الموتى من أهالي سفيديا في منطقة مجاورة للمخيم تابعة لشركة قناة السويس . ثم نقلت رفات الموتى إلي المقابر العامة للمسيحيين ببورسعيد في أعقاب رحيل أهالي المخيم .

أدارت السلطات البريطانية في بورسعيد المخيم باديء ذي بدء ، ثم انتقلت إدارته إلي مجلس مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة تحت إشراف إدارة اللاجئين الحكومية ومشرفها العام هورنبلور . هذا وقد عينت المطرانية مندوبا عنها في المخيم لمراعاة شئون اللاجئين ، ويكون بمثابة همزة الوصل بينها وبين المخيم من ناحية وبينها وبين إدارة اللاجئين من ناحية أخري .

وبخلاف هذا ، عينت إدارة اللاجئين حاكما عسكريا للمخيم . وقد تعاقي إنجليزيان علي هذا المنصب : أولهما فريد وثانيهما هيج . وقد تمت حماية المخيم من خلال جهاز شرطة مكون من عشرة جنود إنجليز تحت قيادة ضابط صف إنجليزي وبمعاونة فرقة امن من سيفيديا كانوا بمثابة خفر وشيوخ خفر . تولي هذا الجهاز الإشراف علي أمن المخيمات وانضباطه ونظافته علاوة علي تنفيذ الأحكام وتحصيل الغرامات وغير ذلك .

اجري الاتصال يوميا بمدينة بورسعيد لقضاء حاجات اللاجئين ومتابعة البريد عن طريق سفينة خصصتها شركة قناة السويس لهذا الغرض. أما مغادرة المخيم والإياب إليه ، فقد كان بموجب تصريح خاص من الحاكم العسكري يسمي ” تذكرة مرور” .

وبعد تجهيز المخيم بالمرافق والخدمات الأساسية ، وتنظيم أمنه وهيكله الإداري علي النحو آنف الوصف ، بقيت الوسائل والاحتياجات الضرورية من اجل الاستهلاك اليومي وصيرورة الحياة التي نجحت في توفيرها مطرانية الارمن الأرثوذكس بالقاهرة حتي أوائل نوفمبر 1915 بالتنسيق مع مطرانية الإسكندرية والكاثوليك والمؤسسات الأرمنية ومؤازرة أهلية . وقد خزنت المواد الغذائية المجموعة في مكان خاص سمي ” المخزن الأهلي ” تحت خفارة مشددة بإشراف الصليب الأحمر الأرمني .

وبذا ، اكتمل تنظيم المخيم بتوفير المستلزمات اليومية الضرورية لديمومة الحياة . بيد أن حياة هؤلاء اللاجئين لم تكن هادئة علي طول الخط؛ إذ اتسمت صحتهم العامة بالضعف أثر ما تعرضوا له من متاعب بدنية ومصاعب نفسية ، وتصيد المبشرون البروتستانت الأتباع والمريدين منهم مستغلين فاقتهم ومأزقهم النفسي ، وعملت الأحزاب الأرمنية علي الدعاية لبرامجها بين أهالي المخيم مما ولد مناحرات سياسية عنيفة . واستغلتهم بريطانيا في فرق العمال كما وظفتهم فرنسا في تشكيل نواة ” فيلق الشرق ” الذي سبق أن تحدثنا عنه في عدد سبتمبر 1989 .
وبدءا من 22 أغسطس 1947 وحتي يونية 1919 أخذ لاجئون جدد يتوافدون علي المخيم قادمين من العقبة والقدس والإسكندرونة . وينتمي هؤلاء الأرمن إلي مناطق متعددة من قيليقية . وقد أسفرت هذه الأفواج الجديدة عن ازدياد تعداد مخيم بورسعيد من ” 4200″ نسمة في منتصف سبتمبر 1915 إلي ” 8144″ نسمة في منتصف يونية 1919
ومن ثم تزايدت الخيام من” 475″ خيمة إلي ” 900″ خيمة ز هذا وقد استقر اللاجئون الجدد في مكان منفصل بجوار مخيم أبناء جبل موسى السفيديين ، ولكنهم خضعوا لذات الإدارة وقوانينها . وأعطي هؤلاء اللاجئون للمخيم ملامح مدينة حقيقة نشيطة تغص بالحرفيين والباعة الجائلين الذين تدفقوا لقضاء كافة حاجات المهجر المكتظ بقاطنيه .
ورغم هذا ، انتشرت الفوضى واللامبالاة بين نبات المخيم في أواخر عمره خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي . ففي ذلك الوقت كانت أمنية العودة تداعب خيالات اللاجئين وشوق الحنين يؤرق مضاجعهم . ولهذا غادر أول فوج منهم إلي وطنهم سفيديا في 31 يولية 1919 من تلقاء أنفسهم مما اضطر المسئولين إلي تسفيرهم تباعا إلي ديارهم في أفواج كبيرة وصغيرة بدءا من 27 أغسطس حتي 23 نوفمبر 1919 .
وبذا ، غادر المخيم ” 6832″ بنسبة ” 84%” من إجمالي ” 8144″ نسمة ، وقد تبعثر الباقون في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ، وكان أطباء وممرضو الصليب الأحمر الأرمني آخر من غادروا منطقة المخيم في 24 نوفمبر 1919 بعد هدم كل معالمها : المدرسة ، المشاغل ، المطابخ ، الكنيسة ..كل شيء .

وبينما عاد معظم اللاجئين إلي أوطانهم ، استردت منطقة الكارانتينة علي الضفة الشرقية لقناة السويس بورسعيد سابق عهدها .
وهكذا، يتضح مما سبق أن مصر قد أسهمت إيجابيا وبفعالية في إنقاذ حيوات آلاف الأرمن الناجين من المذابح العثمانية عندما آوتهم بين أحضانها فعاشوا بها آمنين حتي زالت المخاطر وعادوا إلي أوطانهم سالمين . هكذا كانت المحروسة، وستظل دهر الداهرين وأبد الآبدين .

كتاب “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي (7)

$
0
0

الفصل العشرون

جمع (الخليفة) جيشاً أكبر عدداً في السنة التالية مقارنة بالسنة السابقة وقدّمه للقائد مسلم وأرسله ضد بلاد الروم (94). تعهد مسلم أمام شقيقه وأقسم بألا يعود إليه دون إزالة المملكة (الروم) وهدم المدينة التي تدعى القسطنطينية وكاتدرائية أياصوفيا المقدسة الرائعة من أساساتهما المبنية على الأرض بحكمة إلهية كدار لله.

بهذا المأرب سار مسلم على رأس جيشه ووصل إلى بلاد الروم وعسّكر بكامل جيشه على شاطئ بحر بونتوس ثم بعث رسلاً إلى الملك ليو حاملين كتاباً مهيناً فيه الكثير من التهكم يطلب منه بتجبّر: “لماذا هذا العناد؟ إلى حمى مَن تلجأ ولا تقدم الجزية وتخضع لنا؟ فبينما جميع الأمم ارتجفت رعباً منا، فعلى مَن تستند أنت وتعارضنا؟ ألم تسمع بجميع الشرور التي سببناها لجميع الممالك التي قاومت سيادتنا فقمنا بتحطيمها كآنية من فخار وسقطت جميع كنوزهم بين أيدينا؟ وهكذا، تحقق أمر الله وعهده لجدنا إسماعيل وأخضعنا جميع الممالك بعد دحرها. ألم تلاحظ أيضاً البلايا التي حلت ببلادك في عهد ملكيتك؟ هدمت مدنك بيديّ وقمت بإبادة جموع جيشك بسيفي. لذلك، إعلم! إنْ لم تدفع الجزية، فإنني تعهدت تحت القسم بأنني لن أرى بلادي ثانية قبل إزالة مملكتك وتدمير تحصينات مدينتك المسورة التي وضعت آمالك فيها. سأحوّل صوفيا المشهورة، التي هي بيت عبادتك، إلى مراحيض لجنودي والصليب الذي تركع أمامه سأحطمه على رأسك لأن إيماننا كبير بالله الذي سيعيننا”.

تضمنت رسالته إلى الملك هذه الإهانات والشتائم القبيحة. أما هو، فقد قرأ الكتاب المهين وأمر البطريرك والسينكغيتوس (95) وجميع سكان المدينة على وجه السرعة بعدم التوقف عن صلوات التمجيد مدة 3 أيام في آياصوفيا المقدسة. اهتزت المدينة كاملة واجتمعت الجموع في مكان العبادة بناء على أمر الإمبراطور. وبدوره، وصل الإمبراطور إلى المعبد المقدس وبيده الكتاب المهين وسجد أمام الرب وطلب من مخلّصنا المغفرة كحزقيال الذي كان قد غفر لأحبائه منذ البداية. وكان يرجو من خالق الكون المساعدة والثأر من العدو الشرير بعيون دامعة. ذكر أيضاً إهانة الباغي بكلمات داود : “كم أفسد العدو معبدك المقدس وتباهى أعداؤك في رغدهم واعتبروا أنفسهم منتصرين ولم يعترفوا بالزيارة التي جاءت من السماء”. 

نطق هذه الكلمات وكلمات أخرى مماثلة أمام الرب كاعتراف وظل بدون طعام 3 أيام وهو يقوم بعهد الصلاة. وبعد ذلك، أرسل الكتاب التالي إلى القائد الإسماعيلي مسلم: “لماذا تباهيت بشرورك يا أيها القوي في استبدادك وشحذت مكرك كالموسى وتبجحت أمام العلي القدير وخططت لاقتراف إثم بخيلاء ضد مخلصنا ونائبه المسيح. لذلك، طلبنا رحمته التي قمت أنت بإهانتها ليعوضك عن شرورك وفمك النجس الذي فتحته ضد ملك الملوك ومدينته ومعبد الرب وضدي. وكوني حارس كرسي المسيح، فإن الله سيسبب لك ولأفواه المستبدين البكم حسب لعنة النبي داود. أما نحن، فإننا لا نتباهى بقوسنا أو سيفنا، بل إن يمين الرب والقوة التي تحافظ على ضوء وجهه يمكنه أن يحطم الذين يتبجحون بسفاهتم وغطرستهم. ألم يدر في خلدك أنه سيطالبك بثأر الذين ذُبحوا بسيفك أو أُسروا من بلادي؟ لم يسمح الله بوصول عصا الآثمين إلى منطقة الصالحين بسبب أفعالك العادلة، بل مخالفتنا للعدالة كي نعترف بضعفنا ونقتنع بالسير في الطريق التي يرغبها الخالق. وأنت لا تختبر الله ربنا لأن بوسعه رميك مع جموعك في أعماق البحر بخلق أمواج عاتية كما ألقى بفرعون المستبد في أعماق البحر الأحمر وهيّج مياه البحر بعصا موسى وأغرق الجيش المصري. والصليب القادر على كل شيء، الذي قمت بإهانته، يشبه تلك العصا. لذلك، فإن ابتعدت عني وقفلت راجعاً، ستختار ما هو خير لنفسك وجيشك وإلا فقم وحقق ما تنوي القيام به. أما الرب، فإنه سيحقق ما هو خيّر ومرضٍ له ويقوم بدينونته ويُنقذ شعبه ويُبعد عنا مزعجيننا مطأطئي الرؤوس يلفهم العار”.

عندما قرأ القائد الإسماعيلي الرسالة، استشاط غضباً وقام بمحاربة الصرح (الكنيسة) بضراوة ووحشية فقد كان الله قد قسّى قلبه كي يسقط في الشرك الذي يستحقه. أمر جنوده بتجهيز السفن فأُنجز أمره على وجه السرعة وصعد الجميع على ظهرها واقترب من المدينة. وعندما رأى الإمبراطور ليو جموع الجيش الكثيفة كالغابة، أمر بوضع شباك حديدية على السور وإغلاق البوابة الحديدية للقلعة ولم يسمح لأحد بمجابهة العدو لأنه كان ينتظر عون السماء آملاً في الثأر منهم بسبب أفعالهم. أمر البطريرك ومجلس الشيوخ وجميع سكان المدينة مباشرة باصطحاب صليب المسيح الوضّاء دعماً لهم في المعركة. وكان الملك يحمل الصليب الذي لا يقهر على كتفيه مع الجموع التي ترفع صوتها عالياً (إلى السماء) مع الشمعدانات وأضواء الفوانيس مسبحةً وتنشر رائحة البخور الزكية وتسير أمام الصليب وخلفه. وبعد فتح بوابة المدينة، خرجت الجموع ورفعت الصليب على المياه قائلة: “ساعدنا يا مسيح ابن الله ومخلّص العالم”. وبعد توجيه هذه الكلمات إلى السماء ثلاث مرات، غطست الصليب في مياه البحر حيث رُسمت الصورة (الصليب) الإلهية.  فاهتز قاع البحر بشدة بسبب قدرة الصليب المقدس وعلت الأمواج وتحطمت جميع سفن الجيش الإسماعيلي وغرق القسم الأعظم من عناصره في البحر وذاقوا طعم غضب البحر كجيش فرعون وساقت (الأمواج) الباقي إلى بلاد الثراقيين على ألواح خشبية إلى الجهة المقابلة للبحر ووصل بعضهم إلى جزر بعيدة. وكان عدد الجنود يربو على 50,000. أما الذين تخلصوا من هذه التجربة الخطيرة، فقد ظلوا على اليابسة وقرر (الإمبراطور) ألا يعرضهم لضربات السيوف غير الرحيمة، بل أمر بإبقائهم في الحصار كي لا يتمكن أحدهم من الخروج للعثور على الطعام. فظهرت مجاعة كبيرة في صفوف جيشهم بعد أن استهلكوا الخيول والبغال. ثم قاموا بنحر السرايا والخدم وأكلهم لإشباع جوعهم. وكان (مسلم) يتضرع للإمبراطور ليو ويسترحمه لفك الحصار لأن الباقين على الحياة كان عددهم قليلاً.

أما الملك ليو، الذي رأى أن الله أخذ بثأره من أعدائه، فقد أظهر شفقته لهم ودعا مسلماً كي يأتي إليه وذكّره بوقاحته المخزية قائلاً: “لماذا نويت بالهجوم على بلادنا وأباد سيفك جنودي دون رأفة وقمت بأسر سكان مدني؟ إعلم! أن الرب حي بينما أنت فان ولا تستحق الحياة. ولأن دينونتي قد تحققت من قبل الرب، فإن استبدادك كان السبب في بلائك وطالبك بدم الأبرياء. لذلك، فإنني لن أرفع يدي عليك أو أحاكمك حسب ما تستحق. إنك بين يدي وبوسعي قتلك أو منحك الحياة لكنك لن تموت بل إذهب واروي حول معجزات الله الكبيرة التي كنت شاهد عيان عليها”.

رد مسلم على الإمبراطور فقال: “ماذا بوسعي أن أقول وخاصة إنني لا أستحق الحياة وآثامي التي اقترفتها تجاه بلدك عديدة. لكنك أظهرت شفقة كبيرة في إبقائي حياً وخاصة إنني اعترف شخصياً بأخطائي. وبما أن الرحمة ظهرت في قلبك تجاهي، أرسلني إلى بلادي وأعدك بألا أقوم بمحاربتك بعد الآن قط”.

أمر (الإمبراطور) بتلبية رجائه فامتطى ظهر سفينة وعبر المتوسط بحذر وقفل عائداً إلى بلاده يلفه خزي كبير وكان سكان المدن المختلفة يستقبلونه بالنحيب والعويل بصفعه على جبينه وذر الرماد على رأسه. أما هو، فقد كان يلتقي بهم خجلاً ومطأطأ الرأس ويسمع منهم عتابات عديدة صامتاً دون أن يقدم لهم رداً خلا قوله لهم: “لم يكن بوسعي محاربة الرب”. وذهب بعد ذلك إلى داره ولم يربط السيف على خاصرته حتى يوم وفاته.

الفصل الحادي والعشرون

عيّن الأمير الإسماعيلي هاشم (هشام-المترجم) في ذلك الوقت مروان بن محمد (حاكماً) للأمة الأرمنية عوضاً عن سيت الذي يدعى الحرشي. وعندما وصل مروان إلى دبيل، استقبله الأمراء الأرمن فتحدث إليهم بكلمات سلمية واستدعى آشوت بن فاساك من السلالة البقرادونية ومنحه منصب بطريق بلادنا أرمينيا بأمر هشام وكرّمه كثيراً. أما أبناء سمبات (97)، وبعد أن علموا بالتكريم الذي حصل عليه وصعود مكانته لدى هشام والقائد مروان، ملأ الحقد الكبير أفئدتهم حتى وصلت خلافاتهم إلى مسمع ابن محمد (مروان) فأمر هذا باعتقالهم مباشرة وبعث كريكور ودافيد إلى الأمير الإسماعيلي، وكانا من عائلة الماميكونيانيين، وكتب عنهما إدانة بأنهما عاصيان لا يخضعان لسلطة آشوت. فأمر الأمير بنفيهما إلى بلاد تسمى اليمن التي هي صحراء وإبقائهما رهن الاعتقال في السجن حتى نهاية حياتهما.

عندما تعززت سلطة آشوت، اتجه إلى الأمير الإسماعيلي بسبب أحوال بلادنا القاسية لأن (الخلافة-المترجم) لم تدفع مرتبات الأمراء والفرسان الأرمن طوال 3 سنوات. فحضر أمام هشام وتحدث معه بحكمة ووقار فأكرمه هذا حسب ما هو متّبع وحقق طلبه وأمر إعطاءه 100,000 (درهماً) عن كل سنة (98). بعد ذلك، وطوال سنوات حكمه، كان مبلغ الفضة المخصص يصله دون عراقيل من أجل جميع الفرسان.

شروحات:

(94) اجتياح مسلمة 717-718م عندما قام بتطويق عاصمة الإمبراطورية براً وبحراً. وقع العرب في ضائقة كبيرة للحصول على الغذاء فتقهقروا بعد تكبد خسائر فادحة جراء هجوم البلغار عليهم من الخلف. ومن الغريب، أن غيفوند يذكر الاجتياح العربي في عهد هشام ومن المحتمل أنه دوّن هذه المعلومة من مصدر شفهي.

(95) مجلس الشيوخ البيزنطي كان يدعى السينكغيدوس.

(96) أصبح آشوت بقراتوني أمير الأرمن في عام 732م وحكم حتى عام 748م. ويبدو أنه كان هناك فراغ قبله مدة 5 سنوات لعدم صعود أي فرد على كرسي الحكم بعد وفاة سمبات بقراتوني في عام 727م.

(97) بقوله أبناء سمبات، يعني غيفوند الشقيقان كريكور ودافيت والماميكونيانيين بشكل عام. لعب الماميكونيانيون، بدءاً من سقوط المملكة الأرشاكونية وحتى القرن 7 م (في القرن 5 م فاردان وفاهان وفي القرن 7 م هامازاسب وكريكور) كأكبر الأمراء الإقطاعيين في أرمينيا وفي الوقت ذات كقادة للجيش ومرزبان البلاد وبطارقتها، دوراً استثنائياً في حكم البلاد. وبعد أن كافح الأمراء السيونيون (فاساك وجديهون وغيرهما) ضدهم طوال القرنين 5-6م من أجل المناصب الأولى، فضّلوا الانفصال عن أرمينيا في عام 571م وإقامة حكمهم عوضاً عن الخضوع لحكم الماميكونيانيين. وبعد حرب طالت عشرين سنة 572-591م، نزل البقراتونيون إلى الساحة كمنافسين رئيسيين للماميكونيانيين. إلا أن المنافسة الحقيقية بدأت في نهايات القرن 6 م وبدايات القرن 7 م في عهد سمبات بقراتوني والمرزبان فركانا. ومنa الشخصيات البارزة في القرن 7 م فاراجتيروتس والبطريق آشوت 685-689م. وصلت منافسة البقراتونيين والماميكونيين إلى ذروتها في القرن 8 م وكان الماميكونيانيون يشعرون أنهم بدأوا يفقدون مواقعهم المتقدمة في أرمينيا تدريجياً. وما حركات كريكور ودافيت المتطرفة سوى انفجارات ميؤوس منها ضد البطريق آشوت المنافس القوي.

(98) كما يظهر، لم تكن العهود، التي قدمها الحاكم عبد العزيز 706-709م، تنظّم حقوق الأمراء في الأرض ومقدار الضرائب فحسب، بل كانت تقرر وضع جيش الفرسان الأرمن. لم يتغيّر عدد أفراد قوات الفرسان الأرمنية بل ظل كالسابق بحدود 15,000 فارس. وبناء على التشريع الإسلامي، لا يحق لغير المسلمين الاحتفاظ بقوات محلية وكانوا يعفون عامة من خدمة الجيش لأنهم يدفعون الجزية وبالمقابل كان يتوجب على الدولة الإسلامية حمايتهم. وكان هذا المبدأ يُعمل به حسب الظروف في مصر وسوريا وما بين النهرين وخاصة أن السكان المحليين من أقباط وسريان كانوا قد حُرموا من السلطة منذ وقت بعيد ومن الحيازة على إقطاعات ولم يكن مسموحاً لهم طبعاً أن تكون لهم قوات وطنية أو فرسان. إلا أن كل ذلك لم يمنع الأقباط والسريان على الاشتراك في الحروب في جيش الخليفة.

لكن الأوضاع كانت مختلفة في أرمينيا لوجود إمارة شبه مستقلة قبل الاحتلال العربي. فبعد احتلال أرمينيا، أبقى العرب على جيش الفرسان الأرمن لأنه كان يشترك في المعارك التي يخوضونها ضد الخزر وبيزنطة. وكان جيش الفرسان يقبض مبلغ 100,000 درهماً سنوياً كي ينفق الأمراء الأرمن عليه وكان مبلغاً زهيداً في الواقع. وكانت هذه القوات تحصل على الأسلحة وتقع مستودعاتها في مدينة دبيل. ومثالنا على ذلك، أن القائد أرتافازد ماميكونيان حصل على أسلحة وآلات حربية بعد مجيئه إلى مدينة دبيل أثناء ثورة 774م. لكن الخلافة لم تحترم واجباتها دائماً، وكان الخلفاء الأمويون والعباسيون يرفضون دفع هذه الكمية من الفضة سنوياً.

Tritton, The Caliphs and their non-muslim subjects, London-1930, p.18-36.

المصدر: “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي، ترجمه عن الأرمنية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، حلب 2010، والتي ينشرها موقع (أزتاك العربي للشؤون الأرمنية) تباعاً.

قصة “التاجر”من الأدب الأرمني الساخر من مجموعة (ضريبة اللباقة) للكاتب الساخر هاكوب بارونيان

$
0
0

من مجموعة (ضريبة اللباقة) للكاتب الساخر هاكوب بارونيان*.

ترجمة د. نورا أريسيان

أنت تاجر، وأنا لا ألومك على كونك تاجراً لأنك لست أنت المذنب، بل الذي قادك إلى التجارة.

ولا أهينك، بل فليُسمح لي وأتحدث بإنصاف. أنا أتصرف معك كما لو كنت أتصرف مع نشّال، أي عندما أتعامل معك آخذ حذري كي لا أنخدع، ليس من باب الأخذ بالنصيحة من العبارة المشهورة أن (التجارة هي فن الغش والخداع)، بل مستنداً إلى التجارب الشخصية التي تعطيني الجرأة كي أعترف بصوت عال اليوم أن من بين مئة تاجر تعّرفت على تاجرين اثنين فقط لا يكذبان.. ولكن اعلم أن التاجرين الاثنين لا يتكلمان أبداً.

قلنا إنك تاجر ولا داعي للخجل. تذهب إلى محلك في صباحية ربّنا وتقيم مصيدتك وتهيّئ كل شيء كي لا تهرّب فريستك التي تنتظرها سـاعة بسـاعة. أنت تـاجر كبير، ولا داعي للقـول إنك مخادع وغشـاش كبير، لـذلك تنزوي في زاوية محلك وعيونك تحدق بالباب من حيث ستأتي الفريسة.

تأتي ساعات وتذهب وتنزلق، وها هو زبون يظهر أمام الباب. تقف مباشرة وتركض نحوه لتستقبل الزبون وتُجلسه على كرسيك. تقدم له القهوة وتتملق وتلاطفه وتحيط به بكثير من الاحترام، وتكذب لمدة ساعة كاملة، وأما كاتبك، فيضيف على أكاذيبك ويؤكد على أكاذيب أخرى.

زبونك دسم بعض الشيء، سوف يشتري بمبلغ ثلاثة أو أربعـة آلاف ليرة ذهب، ويريد نماذج لبضاعة أخرى، تُريه البضاعة وأنت تقرأ عليه المزيد من الإطراء، بقي أن تكلل بضاعتك بأكاليل من الغار.

  • هذه البضاعة غير موجودة في السوق، لقد أوصينا عليها خصيصاً من أجلنا.

ويردف كاتبك حيث تكون قد اتفقت معه.

  • إنها بضاعة فاخرة.
  • بضاعة رائعة، لا مثيل لها.
  • يا ليتنا نربح رزماً من الآلاف من هذه البضاعة.
  • إنها بضاعة لن تجد توءمها.
  • إنها بضاعة حتى لو غسلتها ألف مرة لا تغيّر عقيدتها.
  • هذه البضاعة صاحبة مبدأ.
  • بالتأكيد صاحبة مبدأ، لأنها لا تتمزق أبداً.
  • يمكن استعمالها مئة سنة.
  • ماذا تقول يا سيدي، مئة سنة.. مئة وخمسين سنة، مئتي سنة، ثلاثمئة سنة…
  • أقيموا ضريحاُ على هذه البضاعة يا أيها الأغنياء.
  • إنها بضاعة فاخرة.
  • نحن لا نُري هذه البضاعة لكل الناس.
  • لقد كشفنا عن هذه البضاعة لكم كي تعتادوا على محلنا.
  • اعذرونا، نرجو منك ألا تقول لأحد بأنك اشتريت هذه البضاعة من محلنا.

وبآلاف الكلمات مثل التي قيلت من قِبلك ومن قِبل كاتبك، تنجحون في ترويج البضاعة. ويأتي دور المساومة.

  • سأقول سعراً نهائياً.
  • إنها عادة أفندينا أن يقول السعر النهائي.
  • أنا لا أستسيغ المساومة.
  • أفندينا لا يستسيغ المساومة بتاتاً.
  • يمكن أن تكون المساومة أمراً جيداً لكن هي تتعارض مع طبيعتي.
  • المساومة تتعارض مع طبيعة أفندينا.
  • لا أحب كثر الكلام.
  • أفندينا لا يحب كثر الكلام.
  • بكلمة واحدة، ستدفع من أجل هذه البضاعة ثلاثة آلاف وثمانمئة وربع ليرة ذهب ومجيديتين.
  • لقد أخطأت، يا أفندي، أخطأت، البضاعة كلفتنا أربعة آلاف ليرة ذهب.
  • ماذا تقول؟
  • أخطأت في الحساب، يا أفندي، سوف أريك حسابات تلك البضاعة التي استلمناها من المشغل من أوروبا.

ويأتي الكاتب بكشف حسابات مزور، ويرميه أمامك.

وأنت وكأنك تدققها وتعترف بخطأك.

  • لقد أخطأت بالحساب.
  • كنتَ ستقول أربعة آلاف ومئة وربع ليرة.
  • مهما كان، لقد لفظتُها مرة، أنا لا أرجع بكلامي.

ويتظاهر الكاتب بالغضب، ويذهب إلى طاولته متمتماً.

  • نخسر ثلاثمئة ليرة لكي لا يرجع بكلامه.
  • نعم لقد لفظتها، ادفع ذلك المبلغ وخذ البضاعة.

يتذمر الكاتب ويقول:

  • الأغبياء أمثالنا يغشون كل يوم، لو لم أكن كاتباً في هذا المحل لكنت أتيت دائماً إلى هنا لشراء البضائع.

فيجيب الزبون:

  • يا أفندي، أنا أيضاً سأعطيك سعراً نهائياً، سوف أدفع ثلاثة آلاف وسبعمئة وعشرين ليرة من أجل هذه البضاعة.

تم صيد الفريسة. تربح خمسمئة ليرة وتسعد لنجاحك، ولكن احتمال الشك من جهة، وشناعة انتزاع عدة ليرات ذهب أكثر من جهة أخرى، تلزمك أن تجيب زبونك باندهاش، وتقول:

  • هل أنت ولد، ألم تتعرف على البضاعة يا أخي؟

يتمتم الكاتب:

  • هذه البضاعة ليست للعرض على الجميع.
  • اعذرونا نحن لسنا هنا من أجل أن نخدع الناس.

يقول الزبون:

  • أعطيك عشرين ليرة أكثر.
  • وهل نتحدث عن عشرين ليرة ذهب؟ إن أردت خذ البضاعة ولا تدفع شيئاً، لكن ليست المسألة كذلك، عليك أن تعطي قيمة للبضاعة.
  • سأعطيك عشر ليرات أخرى.

لقد وصلت ساعة الاتفاق، وأخذ الليرات الذهب، وبذلك تبدأ خطبة قصيرة ولكن مؤثرة، حيث ترضى بالكثير الكثير من التنازلات، وفي تلك اللحظة تماماً يدخل إلى محلك رجل قصير، ولكنه ذو نفوذ.

  • المسيح قام.
  • حقاً قام.
  • كيف حالكم، بخير؟
  • الحمد لله، ينوفك آغا.
  • كيف حال السيدة؟
  • جيدة.
  • الآنسات بخير؟
  • بخير.
  • وكيف ابنك؟
  • جيد جداً.
  • والدتك؟
  • لا بأس.
  • جدتك؟
  • مرتاحة.
  • ماذا يفعل صهرك؟
  • ما يفعله.
  • هل هو عندكم؟
  • لا.
  • أنت عند صهركم؟
  • لا.
  • أين أنتم إذاً؟
  • في بيتنا.
  • حسناً حسناً، اطلب لي قهوة فأنا تعب جداً.
  • حسناً.
  • أتدري أن كلبتنا ولدت الليلة الماضية.
  • نعم، تفعل ذلك.
  • سوف نعطيكم جرواً واحداً.
  • أشكرك.
  • لكن بعد أن يكبر قليلاً.
  • جيد.

يتحرك الزبون تأهباً للذهاب، تجيبه بالإشارات، ولكن اللباقة لا تسمح أن تطرد ينوفك آغا.

  • وكم هي جميلة الجروات!
  • نعم.
  • كنت سأسألك، كيف تربيها. أمهم مريضة وضعيفة ليس لديها الحليب.. قالوا في البيت أن نستعمل زجاجة الرضاعة.
  • نعم.
  • وهل يصح؟
  • لا أعرف.
  • هل يوجد في حارتكم كلباً ليأتي ويرعى الجرو؟ أرجوك يا قلبي، لننقذ هؤلاء المساكين. لنسأل هنا وهناك ونبحث عن كلب..
  • حسناً، نبحث.
  • لنبحث الآن.
  • لدي شغل الآن، مستحيل.
  • وهذا أيضاً شغل، إنه ثواب.
  • اليوم ليس لدي وقت لأحكّ رأسي.
  • ومتى نبحث؟
  • لدي أعمال ضرورية، حتى ليس لدي وقت أقرر فيه متى.
  • إنها ليست مضيعة للوقت، إنها..
  • عندي شغل ينوفك آغا.
  • إنه أمر لا يؤجل.. سوف أعطيك واحداً منهم.

يقول الزبون:

  • سوف أعود بعد ربع ساعة. ويخرج من المحل.

فتتحسر وحدك:

  • أوف أوف أوف..
  • عليك أن ترى الجرو، إنهم مثل الشياطين.
  • نعم.
  • لنقرر وننهي الأمر.
  • نعم.
  • ألا تصح زجاجة الرضاعة؟
  • لا.
  • يجب العثور على كلب.
  • نعم.
  • لا يوجد حل آخر.
  • لا يوجد.
  • وهل هناك حل؟
  • لا.
  • إن كان هناك، قل.
  • لا يوجد، ينوفك آغا، لا يوجد، لا يوجد.
  • هل غضبت؟
  • لم أغضب، ولكن..
  • لا يحق لك أن تغضب، أنا لست خادمك، ولا أنتظر أي ربح منك، شربت القهوة، إن أردتَ أدفعُ لك قيمتها وأهلاً وسهلاً.
  • لا..
  • أنا أعلم أنك تحب الكلاب لذلك أردت أن أهديك واحداً، وبدلاً من أن تشكرني ترفع من شأنك.
  • لا، ينوفك آغا.
  • ليس كل طير يؤكل لحمه، تعلّم هذه إن كنت لا تعرفها.

ويخرج ينوفك آغا غاضباً.

وأنت تنتظر عودة زبونك.

يعود زبونك بعد ثلاث ساعات.

  • اليوم لا أملك المال، سوف آتي بعد عدة أيام لأشتري البضاعة، إلى اللقاء.
  • تعال، أين تذهب.. لدي كلمة، لحظة.. انظر إلي.. يا آغا.. يا أفندي.. يا صديق.. ألن تأتي، تعال واذهب من جديد، لن نأكلك.

وهل هو مجنون ليعود؟

وللأسف تشعر أن زبونك اتفق مع تاجر آخر وفي ظروف مُرضية أكثر. تغضب من كاتبك قليلاً، ثم تبدأ بلفّ الشتائم على رأس ينوفك آغا.

*هاكوب بارونيان (1843-1891) من رواد الأدب والمسرح الساخر في أرمينيا، وأحد وجوه الأدب الكلاسيكي الأرمني في السبعينيات والثمانينيات من القرن التاسع عشر. أسس النثر والمسرح الواقعي في الأدب الأرمني الغربي.

لقد طرح الى جانب المسائل السياسية العديد من المسائل المتعلقة بظواهر الحياة الاجتماعية. لقد احتل موضوع الجوانب السلبية من الحياة الأخلاقية في المجتمع آنذاك حيزاً كبيراً في إبداعات بارونيان الذي ينتقد بشدة الطبائع المتجذرة في حياة الأغنياء والطبقة الوسطى.

رئيس مجلس الأرمن في أصفهان: العلاقات بين المواطنين الأرمن والمسلمين في إيران متينة

$
0
0

 

أزتاك العربي- قال رئيس مجلس الأرمن في أصفهان (وسط) وجنوب إيران، فاروج ميناسيان ان تاريخ العلاقات بين المواطنين الأرمن والمسلمين في ايران والتعايش السلمي بينهم يعود الي أكثر من 400 عام، مؤكدا ان هذه العلاقة متينة جدا .

واضاف ميناسيان في مقابلة مع إرنا عشية رأس السنة الجديدة ‘إن اهتمام الحكومة والسلطات الإيرانية بالمسيحيين الأرمن بعد انتصار الثورة وقيام الجمهورية الإسلامية الايرانية أصبح أكثر من ذي قبل’.

وأشار إلي الدعايات السلبية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية في القنوات التابعة للجماعات المناهضة لها قائلا: ان المواطنين الارمن في إيران يمارسون شعائرهم الدينية بحرية كبيرة بحيث ان حريتهم في إقامة الطقوس والاحتفالات في الأعياد أكثر من المواطنين المسلمين.

واوضح رئيس مجلس الأرمن في أصفهان وجنوب إيران ان القنوات التلفزيونية والاذاعية الاجنبية تحاول التحريض علي الجمهورية الاسلامية والضغط عليها ببث اكاذيب توحي بان اتباع الاقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين لا ينعمون بكامل الحريات والاحترام في ايران.

واشار الي حضور قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمي السيد علي الخامنئي في السنوات الماضية في منزل شهداء الارمن خلال احتفالات راس السنة الميلادية لتهنئتم وتمني النجاح لهم، مبديا استغرابه من وسائل الاعلام الاجنبية التي تتحدث عن تجاهل الحكومة الايرانية لحقوق الاقليات الدينية. ويسكن نحو سبعة الاف مواطن مسيحي ارمني في محافظة أصفهان، يعيش معظمهم في مدينة أصفهان.

920 مليون درهم التبادل التجاري بين الإمارات وأرمينيا خلال 2017

$
0
0

 

أزتاك العربي- نشرت (الاتحاد) الاماراتية أن القيمة الإجمالية لحجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وجمهورية أرمينيا بلغت 920 مليون درهم خلال عام 2017 مقارنة بنحو 375 مليون درهم عام 2015.

واكدت وزارة الاقتصاد في تقرير أصدرته حول مراجعة السياسة التجارية بين الامارات وأرمينيا أن تضاعف حجم التجارة بين البلدين خلال الأعوام الثلاثة الماضية يؤكد إمكانية الاستفادة من توفر الفرص والبيئة الداعمة لزيادة نسبة النمو في التبادل التجاري خلال الفترة القادمة.

وأظهرت إحصائيات الوزارة، أن إعادة التصدير من الإمارات لأرمينيا تستأثر بالنسبة الأكبر من إجمالي التبادل التجاري بين البلدين حيث بلغت قيمتها 561 مليون درهم خلال العام 2017.

ويأتي إصدار التقرير في ظل المكانة المتميزة التي حققتها الإمارات على خريطة التجارة العالمية وذلك بدعم من رؤية الدولة تجاه تعزيز الانفتاح والتلاحم مع الاقتصاد العالمي وتطوير قدراتها وتشييد الجسور مع كافة الدول لتعزيز التبادل التجاري والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة كمعبر تجاري عالمي بين الشرق والغرب.
وانطلاقاً من هذه الرؤى والاهداف السامية فإن وزارة الاقتصاد تستهدف ضمن مهامها ورسالتها تعزيز وتحسين قدرات وعي كافة مؤسسات الدولة من القطاعين العام والخاص بالتطورات التجارية والاستثمارية للدول الشريكة لدولة الإمارات من خلال رصد وتحليل واستخلاص النتائج والمؤشرات والتقارير الصادرة عن منظمة التجارة العالمية والمنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى.

ووفقاً لتقرير صادر عن الأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية، فقد حقق الاقتصاد الأرميني نمواً بنسبة تجاوزت 7% خلال العام 2017 وذلك بدعم من تبني الدولة لسياسة اقتصادية سليمة وإجراء إصلاحات شملت عدداً من القطاعات وسط نشاط في قطاع الصادرات يتجه بالأساس للاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، فيما تسهم تحويلات العمالة الأرمنية في الخارج بشكل ملموس في الاقتصاد الوطني والتي تصل نسبتها لنحو 13 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وذكر التقرير، أنه منذ المراجعة الأخيرة لسياسات أرمينيا التجارية في عام 2010 وحتى نهاية عام 2017 فقد انخفض العجز في الحساب الجاري مواكبة مع نمو الصادرات بشكل أسرع من الواردات، كما كانت معدلات الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للداخل ثابتة مقارنة بنمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة من الخارج مما يشير لكون أرمينيا وجهة جاذبة للاستثمارات.

يوميات أرمينيا .. عبد الحسين شعبان

$
0
0

 

مقدمة لكتاب “يوميات أرمينيا.. أرمينيا وسمفونية المبارز!

عبد الحسين شعبان

حين قرأت باقة المقالات الموسومة: ”الزمان تتجول في بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير” للدكتور أحمد عبد المجيد المنشورة يوم 25 أيلول/سبتمبر2018 (الحلقة الأولى) و7 تشرين الأول /اكتوبر (الحلقة الثامنة) عن أرمينيا، غبطته كثيراً وذلك لخمسة أسباب:

أولها- لقلمه السيّال والنافذ، فقد كتب بلغة إعلامي متمرس وبأسلوب صحافي باهر، مقدماً نظرة عميقة وشاملة في بعدها التاريخي والسسيولوجي والثقافي والفني وبلغة سلسة وجملة أنيقة، لدرجة جعلنا نشاطره في تلك الرحلة الأثيرة وكأننا كنّا معه في الحدائق والساحات والشوارع والمعالم التاريخية.

وثانيها- كاميرته الدقيقة، فقد قدّم لنا مشاهداً رائعة وصوراً مؤثرة كانت قريبة منّا لدقة التفاصيل وعمق المعاني، بحيث كنّا نرى ما وراء الصور، خصوصاً عنايته باللون وكتلة الضوء والظلال، وتلك حرفة الروائي مثلما هي حرفة الفنان التشكيلي، فلم يهمل شاردة أو واردة إلّا وجاء عليها وتلك مُكنة إذا امتلكها الصحافي أصبح قادراً ليس على تقديم الحقائق والوقائع والأخبار، فحسب، بل امتلاك دربة القص وأسلوب السرد والمخيال الذي يتمتع به الروائي مثلما يتميّز به الرسّام.

وثالثها- لطريقته الناعمة في عرض الحقائق التاريخية بما فيها من قسوة أحياناً، فقد كتب بعين المؤرخ وجاء على أهم التفاصيل وتوقّف عند بعض المحطات، فكشف لنا خفايا وخبايا لم نكن لنطلع عليها خلال زيارة سريعة أو قراءة لكتاب أو معرفة بصديق أو صديقة. ولم يكتفِ بالمشاهدة، بل رجع إلى المصادر والمراجع ليطعّم سرديته بمعلومات ليس من السهل الحصول عليها دون البحث المضني، ويعود ذلك لخلفيته الأكاديمية.

ورابعها- لعقله السسيولوجي، فهو لم يكتفِ بالسرد التاريخي والواقع العملي، بل نظر إلى المعطيات الاجتماعية والتناقضات الموضوعية والذاتية وأخضعها إلى مخبره السسيولوجي وتحليلاته الاجتماعية مستفيداً من ثقافته السياسية أيضاً، وهكذا عرض علينا تاريخ وحاضر أرمينيا وما تعرّض له الأرمن خلال القرن ونيّف الماضي ، ولاسيّما المجازر التي عاشوها، محاولاً قراءة الواقع والتاريخ من خلال النقد مركّزاً على المشترك الإنساني والتعايش والتكامل بين الأمم والشعوب. ولم ينسَ أن يتحدث عن بعض خصائص الأرمن وشجاعتهم ودقتهم ووفائهم وهو ما لمسناه في علاقاتنا معهم ، سواء في العراق أم في سوريا أم في لبنان أم في أوروبا.

وخامسها- لذوقه الفني والأدبي، حيث أطلّ على الفنون والآداب في أرمينيا، وكان ذلك جزءًا من سرديته وكأنه يكتب نوتة موسيقية من وحي المكان، فحيثما تذهب تسمع الموسيقى الأرمينية وخاجادوريان يصدح بسمفونياته الجميلة وكأنه يتسلل بين ثنايا سطور أحمد عبد المجيد.

لقد وضعت سردية الأستاذ أحمد عبد المجيد حول أرمينيا بصمة جديدة في أدب الرحلات حين عزز المشاهدة المباشرة والإطلاع بالاختلاط والتفاعل، بتوسيع مدارك القرّاء والتعرف على حياة شعوب وأمم من خلال الجسور والقنوات الإنسانية، وقد كانت رحلته ممتعة ومثيرة على نحو يجعل القارئ مستعداً للقراءة دون توقف، بل لا يريد لتلك السردية أن تنتهي.

****

حين أتذكّر يريفان، أستعيد زيارتي إلى أرمينيا لحضور مؤتمر دولي في العام 2010 وكان بصحبتي طيلة أيام المؤتمر الصديق الليبي علي زيدان الذي كان أحد معارضي نظام معمر القذافي والذي شارك معنا في اجتماع للدفاع عن منصور الكيخيا وإجلاء مصيره حين اختطف العام 1993 في القاهرة، وبعد عام ونيّف من زيارتنا أصبح رئيساً لوزراء ليبيا بعد الإطاحة بالنظام، حيث تم الكشف عن مصير الكيخيا الذي اختطف من القاهرة ونقل إلى طرابلس وتوفي في العام 1997، وكنت قد كتبت عن تلك الحادثة المروعة كتاباً بعنوان:” الاختفاء القسري في القانون الدولي – الكيخيا نموذجاً”، لندن، 1998.

وبالعودة إلى أرمينيا فقد كنت قد كتبت عن زيارتي لها مقالة في صحيفة العرب القطرية ، الإثنين 19 أبريل/نيسان 2010 وأجد في هذه المقالة ما يمكن أن يفيد القارئ تعاشقاً مع سردية أحمد عبد المجيد البديعة، وهي مقاربة من ذات الأرضية التي انطلق منها وإن كانت بحبر آخر وتلك هي الرؤية الإنسانية المتعددة، وحين طلب مني تقديم كتابه الممتع والشائق هذا، أعدت قراءتها فوجدت فيها مادة يمكن إضافتها إلى سرديته.

*****
” يُطلق على أرمينيا وعاصمتها يريفان بلد الورد والشمس، فالزهور تنشر عطرها في كل مكان، والشمس لا تغيب عنها مدة 340 يوماً من السنة. وهذا البلد الذي كان ضمن السلطة السوفيتية منذ مطلع العشرينات تمكّن من إحراز الاستقلال في العام 1991، والانضمام إلى الأمم المتحدة العام 1992. ورغم مآسي الأرمن والمجازر التي تعرّضوا لها تاريخياً، فبلدهم يجسّد الفرح والجمال ويُعرف بـ “المتحف في الهواء الطلق” لكثرة التماثيل التي تنتشر في الشوارع والساحات العامة والمنتزهات والحدائق التي تطوّق وتتغلغل فيها، كما ترسم صخور يرفان صورة المدينة الوردية، لاسيّما في مركزها الرئيسي. ويقرّ الأرمن ويعترفون بفضل الكاتب المعروف والمخلّد خاجادور أبوفيان لاكتشاف اللغة الأرمينية الجديدة، وذلك في القرن التاسع عشر.
كأن العالم كلّه قد تواطأ على إسدال الستار على المجازر التاريخية التي تعرّض لها الأرمن طيلة ما يزيد عن قرن من الزمان، ولعلّ مؤتمر ديربن (جنوب أفريقيا) العام 2001 حول العنصرية والذي كان لي شرف المشاركة فيه عضواً في اللجنة التحضيرية الخاصة بالعالم العربي، قد استعاد مسألة اعتذار المستعمرين عن ما تسبّبوه من آلام وأذى للشعوب المستعمَرة، ناهيكم عن أعمال الإبادة والقمع والاضطهاد، الأمر الذي شجع الأرمن وجهات دولية لأغراض مختلفة مطالبة تركيا بالاعتذار.

ورغم أن الأرمن في إطار الدولة العثمانية كانوا يعيشون مثل غيرهم من الشعوب والأمم والأديان، لاسيّما ما يصطلح عليه بـ “الأقليات”، والمقصود بذلك المجاميع الثقافية الإثنية والسلالية والدينية واللغوية ، وغيرها إلّاّ أن ما حصل لهم منذ العام 1895 على يد السلطان عبد الحميد ولاحقاً على يد طلعت باشا وأنور باشا وصولاً إلى المجزرة الكبرى في العام 1915، واستمراراً حتى العام 1922، يعتبر الأسوأ في تاريخ أرمينيا.

وإذا كان الحديث عن التاريخ ضرورياً فالهدف هو الاستفادة من عبره ودروسه وتقييمه، ولعلّ هذا الأمر لا يستهدف أي إساءة لتركيا، لاسيّما بعض مواقفها الايجابية من القضية الفلسطينية، فهذا الأمر شيء والبحث في التاريخ شيء آخر، وفي تاريخ كلّ أمة ثمة نواقص وثغرات وعيوب وارتكابات لا بدّ من الإقرار بها والاعتذار عنها.
كانت أولى المجازر ضد الأرمن هي المجزرة التي ارتكبت في العام 1895، وراح ضحيتها عشرات الآلاف منهم، وفي العام 1909 كانت مجزرة أدنه هي الأبشع حيث سقط فيها الآلاف أيضاً، أما مجزرة العام 1915 فقد كانت الأسوأ على الاطلاق، وقتل فيها على نحو جماعي مئات الألوف من الأرمن بعد أن تم تجنيد الرجال للحرب العام 1914 بدون سلاح، وللقيام بأعمال خدمية، ثم بوشر بقتل المتميّزين من العلماء والأطباء والكتاب والمثقفين وأصحاب الاختصاصات، والأكثر من ذلك كان كل شيء قد تم بصمت ودون احتجاجات تُذكر.
وخلال الحرب وما بعدها حصلت مذابح كثيرة منها معركة الجزء الشرقي التي حصلت في 26/5/1918 وراح ضحيتها الآلاف أيضاً، واستمرت المجزرة حتى العام 1922، ولكن بتواطؤ أكبر هذه المرة، حين انضمت أرمينيا إلى الاتحاد السوفييتي الذي كان يرغب في تسوية علاقته مع تركيا، فتمّ التنازل للأخيرة عن جبال آرارات الشهيرة وأصبح نهر أراكس عند أقدام سلسلة الجبال هو الحدّ الفاصل لأرمينيا وتركيا، كما تقول الرواية الأرمنية.
وما تزال الحدود بين تركيا وأرمينيا مغلقة، إذْ لا يمكن الوصول إلى تركيا من أرمينيا إلاّ عبر جورجيا التي تربطها بأرمينيا علاقات متميّزة، وما تزال علاقة أرمينيا بروسيا جيدة جداً، مثلما هي علاقتها طيّبة مع إيران.
ظل الأرمن يعانون بصمت ويكبتون مشاعرهم، ولعلّ مشكلة الجيل الثالث ما تزال مستمرة حتى اليوم، حيث تراه يبحث في بطون التاريخ والكتب عن أقارب أو أجداد له وعن كل خيط يربطه بالماضي، إذْ أن السياسة والمصالح الدولية لعبت دورها، فلم يرخّص لهم باستعمال كلمة الجنيوسايد (الابادة الجماعية) الاّ في أواسط الستينات، رغم مجازر الاناضول وفان وأرضروم وساسون وديار بكر وغيرها، إلى أن تم بناء مجمع رمزي للضحايا في العام 1965 في يريفان، علماً بأن الأرمن ساهموا بتفان وإخلاص في “بناء الاشتراكية”، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أرسلوا نحو نصف مليون جندي دفاعاً عن “الاتحاد السوفيتي” السابق.

سألت مرافقتي الجميلة ” أرمينه” هل لديكم نستالوجيا (حنين) إلى الماضي، رغم أنها لا تتذكّر شيئاً عنه لأن عمرها 31 عاماً، فأجابت أن الكبار وحدهم هم من يعيش على الذكرى لأن حياتهم كانت سهلة وظروفهم الاجتماعية بسيطة وبعض المستلزمات مؤمنة، والغالبية أقرب إلى الكسل منها إلى الإبداع والمنافسة الفردية المشروعة، فضلاً عن شحّ الحريات والنظام الشمولي.

مرافقتي قالت بعد سؤالي عن الجمال الأرميني أن الأرمينيين بسبب الاختلاط والتزاوج اكتسبوا بعض الملامح الجديدة، فبعد أن كان الشكل الغالب للنساء قبل عقود من الزمان هو: الشعر الأجعد والقوام الأشقر والأنف الكبير والعنينين الزرقاوين، أصبح اليوم أقرب إلى خليط جميل ومتجانس من تعاشق ملامح وأمم وحضارات وثقافات متنوعة، ولعلّ ذلك ما أعطى هذه الملاحة للوجوه المشرقة.

****

لا أدري لماذا تذكّرت شخصيتين عراقيتين أثيرتين الأولى هي الجواهري الشاعر الكبير الذي كان يتغزّل بالكونياك الأرميني (آرارات -وأصل الكلمة أشوري) وأتذكر أنه في كل مرّة يتذوقه كان يقارن ذلك بالكونياك الفرنسي (كورفازية أو نابليون) ولم يكن قد عرف بعد أنواعاً أخرى مثل الريمي مارتين أو Hennessy X O أو غيرها . وكان الجواهري يعتبر الكونياك أرارات من نوع الـ 7 نجوم، في حين أن الأنواع الأخرى أحسنها برتبة 5 نجوم .
وكان يدعونا عامر عبدالله وأنا لتناول كأس صغير قبل الظهيرة لفتح الشهية كما يقول حيث اعتدنا القيام بزيارته مرات عديدة قبل الظهر، وبالمناسبة فالكونياك آرارات كان يفضّله رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل على غيره، وكان ستالين الزعيم الروسي قد أهداه عدّة صناديق منه. وبالمناسبة فمعمل آرارات تم بناؤه العام 1877 وهو أرميني – فرنسي. وكان مؤسسه نيرسين تايربان.

أما الشخصية الثانية فهو آرا خاجادور أحد ابرز القيادات العمالية النقابية الشيوعية في العراق، وظل بُعده الوطني متميّزاً رغم حنينه للماضي واعتزازه بقوميته الأرمنية، لكن أمميته جعلته يغضّ النظر عن ارتكابات السلطة السوفيتية، ناهيك عن اعتقاده أن قضية الأرمن لا يمكن حلّها الاّ بتحقيق الاشتراكية، وقد ظلّ هذا القائد الشيوعي العراقي الذي يعيش في براغ يرفض الاحتلال الأمريكي لبلده حتى وفاته في 4/12/2017.

ثمة أسماء أرمنية كانت مؤثرة عالمياً وذات شهرة كبيرة، من أبرزها وأهمها على الاطلاق هو الموسيقار آرام خاجودوريان، الذي ينتصب تمثاله أمام دار الاوبرا، ولا أدري لمَ قفزت الى ذاكرتي سمفونيته الشهيرة رقصة المبارز sword، وقد يعود الأمر الى مشاهدتي لتمثال أم ارمينيا (وهي تحمل سيفاً كبيراً دلالة على أنها أمٌ مقاتلة) حيث نُصب هذا التمثال في المكان الذي كان ينتصب فيه تمثال ستالين الذي أزيح العام 1956 بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي، بعد أن قدّم نيكتا خروشوف تقريره الشهير الذي كشف فيه عن المجازر التي ارتكبها ستالين.
أما الاسم الثاني فهو انستاس ميكويان نائب رئيس مجلس السوفيت الأعلى، وأتذكّر زيارته إلى العراق العام 1959 والاستقبال الذي حظي به من جموع غفيرة وهي تهتف: ميكويان أهلاً يا هلا بهاي جيّتك … كل الشعوب حيّيتك.. أهلاً. وقد أخبرني آرا خاجادور إنه التقاه في مبنى السفارة بطلب خاص منه. وميكويان هو شقيق آرام ميكويان مصمم طائرة الميغ الشهيرة مع اليهودي غوريان.

أرمينيا التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق لم تسلم من المشاكل حتى الآن، ولم تتخطّ عتبة الماضي بسهولة، وما تزال الكثير من التحديات تواجهها، ففي الفندق الذي أقمت فيه وكانت الاجتماعات الأساسية للفيدرالية الدولية لحقوق الانسان تنعقد فيه، واجهتنا تظاهرة تندّد بأعمال القمع واغتيال عدة نشطاء في آذار (مارس) 2009، وقد بادرنا للمشاركة فيها، الأمر الذي أغضب بلدية مدينة يريفان التي ألغت حفل العشاء المقام على شرف المؤتمر. وبالمناسبة فالفيدرالية الدولية كانت تعقد مؤتمرها الـ 37 وهي منظمة حقوقية تأسست العام 1922 في باريس وتضم عضويتها 155 منظمة من 115 بلدا.

قبيل إعلان استقلال أرمينيا عانت من حروب وتعرّض الأرمن إلى عقاب جماعي قرب باكو (أذربيجان) ودامت الحرب 4 سنوات، حتى تم وقف إطلاق النار العام 1992 بين وأذربيجان وناغورا كاراباخ (الذي يتمتع باستقلال واقعي De facto ويبلغ عدد نفوسه 170 ألف نسمة).
الدولة الجديدة التي كانت جزءًا من الصراع العثماني – الفارسي أصبحت جزءًا من الدولة السوفييتية، وهناك أجزاء منها في تركيا، واجهت كوارث طبيعية غير قليلة، فبعد أن اشتهرت بالصناعات الكيماوية تعرّضت لزلزال ضخم راح ضحيته 25 ألف ارميني وذلك في 7/12/1988، مثلما عانت من حروب، وتعاني حالياً من بطالة ومن قلّة الأجور والموارد، إذ أن الحد الأدنى لا يتجاوز 200 دولار في الشهر، الأمر الذي يجعل التنمية تحت مخالب كثيرة منها الفساد المالي والإداري والتهديدات الخارجية والشعور بالقلق إزاء المستقبل. ولكن أما آن الأوان للاعتراف والاعتذار للأرمن لما تعرضوا له تاريخياً.

بيروت في 15/10/2018

مقدمة لكتاب الدكتور أحمد عبد المجيد المعنون : يوميات أرمينيا (بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير )، الأنس للطباعة والنشر، بغداد ، 2018.

موقع صحيفة المثقف


صحيفة الزمان العراقية في أرمينيا.. (الزمان) تتجول في بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير (1)

$
0
0

أحمد عبد المجيد

سألني صديق مقيم في اسطنبول: لماذا لم تختر تركيا، هذه المرة، وقلت: لانني اريد اكتشاف ارض لم تطأها قدمي. ولذلك كنت على موعد مع ارمينيا البلد الغارق في الماضي، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

فهو غارق في مشكلة مع تركيا عمرها اكثر من قرن من الزمان ودأب على نقل تركتها الدموية الثقيلة الى الجيل الحالي، فعمدت السلطات الارمينية على جعلها ذاكرة متقدة لن تغيب احداثها عن الضمير الجمعي تؤسس عليها مسوغات القطيعة مع الجار الذي لا يفصله عنها سوى جبل شامخ هو ارارات. وتقول الاستعادة الدينية ان سفينة نبي الله نوح رست على قمته وهي تحمل من كل زوجين اثنين. ولكي تكتمل اجراءات هذه العملية، التي لا تستقيم، في رأيي، مع الطبيعة الجغرافية لبلدين متجاورين تجمعهما حدود مشتركة طويلة وتاريخ حافل من العلاقات الضاربة في القدم يمكن الاطلاع على بعض وقائعها في المتحف المسمى (الجينوسايد) او الابادة الجماعية، المقام على ارض تتسع لقيام دولة بحجم الفاتيكان. ولابد هنا من العودة الى التاريخ للاطلاع على الطبيعة المعقدة بالنسبة للحدود بين تركيا وارمينيا. فقد اسفر تفكك الإمبراطوريتين العثمانية والروسية في نهاية الحرب العالمية الأولى عن خلق  عدد من الدول الجديدة. ففي أيار 1918  أعلنت أرمينيا الشرقية استقلالها كجمهورية، بعد أن كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية، وفي نيسان 1920  أمر الحلفاء المنتصرون، وهم يفككون الإمبراطورية العثمانية، بضم أرمينيا الغربية إلى الجمهورية الجديدة وبتعيين الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون للتحكيم في قضية الحدود بين تركيا (التي خلفت الامبراطورية العثمانية) وأرمينيا. وفي تشرين ثان 1920  وضع ويلسون خريطة الحدود، على أساس مجموعة متنوعة من العوامل الجغرافية والديموغرافية والعرقية والتاريخية، التي جُمعت تحت إشراف الجيش الأمريكي من قبل الشعبة الطوبوغرافية في دائرة المسح الجغرافي الأمريكية. ومع ذلك، فإن معاهدة سيفر، التي اشترطت استقلالية أرمينيا واعترفت بتحكيم ويلسون، لم تُبرم أبدا. ثم أطاح القوميون الأتراك بقيادة مصطفى كمال اتاتورك بنظام السلطنة التركي، وأقاموا الجمهورية وغزوا أرمينيا، وفي النهاية أجبروها على التخلي عن الكثير من الأراضي التي كانت قد مُنحت للدولة الجديدة، إثر تحكيم ويلسون. كما غزت القوات الروسية البلشفية أرمينيا أيضا وضمت ما تبقى من الجمهورية المتداعية إلى الاتحاد السوفياتي الجديد. ولعلها مصادفة اني وصلت العاصمة الارمينية يريفان تزامنا مع حدثين سياسيين ينطويان على كثير من المعاني. فغداة زيارتي تابعت عبر التلفزيون الخطاب اللاهب الذي القاه رئيس الوزراء الارميني (الجديد) الصحفي السابق البالغ من العمر 43 عاماً نيكول باشينيان، وسط تجمع مليوني شهدته ساحة المتحف الوطني وسط العاصمة، وتعهد فيه بمواصلة جهود حكومته في ملاحقة مافيات الفساد وتحقيق حلم الغالبية بالعدالة والحرية والاستقرار الاجتماعي، وابلغني محام ارميني من اصل سوري التقيته عند نصب الموسيقار الكبير ارام خاشدوريان في ساحة دار الاوبرا، ان باشينيان يحظى بتأييد شعبي واسع وانه محبوب من الغالبية واستطاع خلال المئة يوم الماضية من توليه منصبه الاطاحة بكبار الفاسدين واستعادة نحو مئة مليون دولار استحوذوا عليها بالسرقة والاحتيال. وهذا الرقم يبدو كبيرا او لا يستهان به بالنسبة لبلد ذي ميزانية متواضعة تعتمد مصادرها على السياحة والزراعة والمساعدات الخارجية وبعض ثروات الخام، كأرمينيا.

فعاليات عفوية

وكان التجمع المليوني، الذي سبق وصولي الى يريفان، قد شهد فعاليات شعبية عفوية، احاطني بتفاصيلها صديق مقيم في ارمينيا منذ بعض الوقت. وقد حضر مع اصدقاء دعوه الى المناسبة، فرقص وهتف خلالها الجميع بمن فيهم صديقي، برغم ان لا ناقة ولا جمل له في وجود باشينيان او غيره على رأس السلطة في بلاد لا يعرف العراقيون، فضلا عن العرب، عنها الا بعض المشتركات التي استقوها من مواطنيهم الارمن في بلدانهم، والذين نزح اغلبهم الى جمهورية ارمينيا وسط اغراءات الحصول على الجنسية والامان وممارسة طقوس الطائفة اليعقوبية. وعند مراجعتي لتفاصيل الاجراءات الصارمة والسريعة التي اتخذها رئيس الوزراء الارميني خلال المئة يوم وجدت ان ابرزها هو الاطاحة بقائدي الشرطة والامن الوطني حيث يبدو ان رأس الافعى (الفساد) تتمثل فيهما، وانه استطاع المضي باجراءات مكافحة مافيا الفساد بفضل قراره الشجاع. فقد مهد له ايضا الطريق نحو تصفية بؤر استنزاف موارد الكمارك، وبالتالي زيادة مداخيل الميزانية العامة منها. وبعبارة اوضح فان باشينيان ورث تركة ثقيلة لكنه بإرادة معززة بتأييد شعبي واسع، قضى على رؤوس ما يصطلح عليه بالدولة العميقة في البلاد واستعاد هيبة الحكومة التي كانت مفقودة، قبله، او مغيبة تحت مسميات وعناوين حزبية تقليدية. والعبرة في تجربة باشينيان هي امكانية اي قائد سياسي يتولى مسؤولية رفيعة ان يحقق انجازات مهمة، اذا توافرت لديه مقومات تؤهله لاتخاذ قرارات حاسمة، حتى لو كانت من طراز القضاء على الاحتيال والفساد الراسخين. وكان البرلمان الارميني انتخب زعيم المعارضة باشينيان رئيسا للوزراء بعدما قاد احتجاجات واسعة ضد الحزب الحاكم استمرت اسابيع، ما شكل تحولا في المشهد السياسي في البلاد، وصوت لصالح باشينيان يومها 59 نائبا مقابل 42  عارضوا موقفه. ووعد باشينيان قبيل جلسة التصويت بضمان (عودة الحياة الى طبيعتها في البلاد، ولن يكون هناك فساد في ارمينيا)، وقال (سنطوي للمرة الاخيرة صفحة الاضطهاد السياسي). واما الحدث الثاني الذي شهدته في هذه الزيارة الى ارمينيا، فهو قيام المستشارة الالمانية انيجلا ميركل بزيارة ارمينيا في اطار جولة شملت كييف وتبليسي فضلا عن يريفان واستغرقت نحو  24 ساعة. وقد عدت الزيارة جزءا من الدعم الاوربي لارمينيا بعد التحول الذي شهدته على يد باشينيان، حيث لجأ الى ديمقراطية تحريك الشارع على حساب التمثيل البرلماني الناجم عن الاقتراع الحر، كما تعد في رأيي رسالة الى روسيا وتركيا اللتين يطاردهما شبح الماضي ازاء هذا البلد المنسلخ عن الاتحاد السوفياتي السابق، ومازال كل شيء فيه، بدءا من مبانيه العملاقة ولغته الدارجة ورموز حقبه السابقة وانتهاء بعلاقته التجارية، يخضع لحسابات المراجعة وتحولات السياسة الدولية المدفوعة في الغالب من الضغط الامريكي والدهاء البريطاني. ويمكن تلمس التأثير الملحوظ في خريطة الاوضاع في ارمينيا من حجم الحضور الامريكي البريطاني عبر مؤسسات المجتمع المدني والمشاريع الثقافية، وكذلك من الايحاء الذي يدل عليه وجود اكبر مباني السفارات تقوم على الارض الارمينية تحملان العلمين الامريكي والبريطاني، وتكفي الاشارة الى ان الاخيرة تقع الى جوار مبنيي الحكومة الارمينية ورئاسة الجمهورية في احد اهم الشوارع في يريفان. لقد تسببت زيارة ميركل باختناقات مرورية نادرة الحدوث في شوارع العاصمة وسار موكبها وسط مظاهر شبه احتفالية بينها برتوكولية كتعليق الاعلام الالمانية، بالوانها الاسود والاحمر والأصفر والارمينية بالوانها الازرق والاحمر والبرتقالي على الاعمدة، فضلا عن تعطيل سير المركبات في ابرز شرايين حركة المرور داخل المدينة، وقت الظهيرة. وكنت على متن الطائرة التي اقلتنا الى بغداد نستعد للاقلاع عندما غادرت ميركل مطار يريفان متجهة الى اذربيجان. وتسببت بحجز الركاب لنحو  45 دقيقة داخل الطائرة فتأخر موعد اقلاعها وسط حالة من الاستياء والاختناق داخل الطائرة نتيجة ما اعلن عن (وجود حركة على مدرج الطائرات يحول دون اقلاع الرحلة رقم 793). وتكمن اهمية زيارة ميركل الى ارمينيا في انها اول زيارة رسمية لمستشار الماني على الاطلاق. واجرت مباحثات ذات طبيعة مصيرية بالنسبة للاتحاد الاوربي ولدول جنوب القوقاز حيث تفقدت في جورجيا الخط الحدودي الاداري الذي يفصل المنطقة التي تديرها تبليسي عن الاقليمين الانفصاليين ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. واكدت ميركل دعمها لجورجيا امام روسيا التي دخلت في حرب دموية معها. وقالت مصادر ان (جولة ميركل تعد مهمة جدا لان المنطقة المشمولة بزيارتها منطقة جاذبة لالمانيا بسبب ثرائها بالمواد الخام). ومن مظاهر الدعم الذي قدمته ميركل الى يريفان قيامها بزيارة النصب التذكاري (تشيستر ناكبريد)، لتكريم ضحايا الابادة الجماعية الارمينية، فضلا عن زيارة مركز تومو للتكنولوجيا الابداعية، وبالمقابل فان زيارة المستشارة الالمانية جورجيا، في اليوم التالي، حملت ذات الاهمية اذ أن روسيا تقدم الحماية العسكرية للمنطقتين الانفصاليتين، واعترفت باستقلالهما عقب الحرب التي وقعت عام2008 . ومنذ ذلك الحين، تدعم روسيا المنطقتين بمساعدات مالية تقدر بالمليارات. ولا يزال هناك قوات روسية منتشرة في المنطقتين، رغم إبرام اتفاقية سلام بوساطة الاتحاد الأوروبي. ووفقا للقانون الدولي، فإن المنطقتين تابعتان لجورجيا. وكانت ميركل قالت في مستهل زيارتها لتبليسي انها تتبنى تصنيف جورجيا كدولة آمنة وليست مصدرا للاجئين، مضيفة انه (بعد تحرير تأشيرة الاتحاد الاوربي امام المواطنين الجورجيين تقدم الكثيرون منهم بطلب اللجوء الى المانيا، على الرغم من ندرة عدد من اعترفت بهم السلطات الالمانية كلاجئين). واشارت الى (تراجع اعداد اللاجئين القادمين من جورجيا ثانية، وذلك بفضل مساعدة الحكومة الجورجية). واكد رئيس وزراء جورجيا ماموكا باختادزه خلال مؤتمر صحفي مشترك رغبة بلاده في ان تصبح عضوا بالاتحاد الاوربي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) وقال (لكن ليس لدينا اوهام فعندنا الكثير مما يجب عمله ونحن جزء من الحضارة الاوربية). وتسعى جورجيا منذ سنوات الى عضوية الاتحاد الاوربي، وكمدخل لذلك قامت ببعض الاجراءات من بينها مكافحة ظاهرة الهجرة عبرها الى اوربا، وكان عراقيون اقاموا في جورجيا قد استفادوا من تسهيلات حكومية فاشتروا اراضي او استثمارات عقارية للحصول على حق الاقامة، لكن تبليسي اوقفت تلك التسهيلات ومنعت التدفق العراقي القادم اليها عبر السفرات السياحية في الغالب. وعشية سفري الى ارمينيا اعتزمت الحصول على بعض المعلومات المفيدة عن البلد ولكن لم يمدني موقع يوكيبديا سوى ببعض المعلومات السياحية والتاريخية، في الغالب، ولا تعدو كونها جمعا من مصادر بعضها قديم او غير رصين وبعضها مقتضب يحتاج الى تحقيق. وعزمت زيارة تلال تشاخكا دزور وقصر اجاينياك وسوق الفنون (فيرنيزاج يريفان) ومتحف مار تيروس او ساريان، لكن برنامجا واقعيا وضعه لي صديقي الدكتور عدنان ابو السعد، الزائر الدائم والمحب المعجب بأرمينيا قادني الى مواقع سياحية واثرية اكثر اهمية، ولاسيما في المدن التي تحتضن قلاعا وكنائس ضاربة في القدم، ومن بينها اشيميادين، المدينة الزراعية التي تحتفظ بكنيسة مشيدة في العام 680  ميلادية، وكنيسة مع ملحقات لاهوتية عملاقة محاطة بساحات وحدائق وقاعات لدراسة اللاهوت مزينة بأشجار الاكاسيا. وهذه الكنيسة شملها اعمار وتأهيل، ورأينا ايادي العمال الماهرين تشتغل بسقوفها وجدرانها ونصبت في اجزاء من محرابها اليات بناء شاهقة لترميم الرسوم والزجاجيات المزدانة بها. وتبرز للعيان مدينة اشيميادين، نظيفة تحظى برعاية بلدية وخدمات وبعض المباني الحكومية اللائقة. ويبدو ان طبيعة هذا المحط السياحي كانت عاملا في الرعاية الحكومية التي خصصت لها، فضلا عن الثقل الديني الذي يتمتع به اساقفة الكنيستين، وقد توافد اليهما جمهور واسع من الزائرين بعضهم حجاج مسيحيون وبعضهم تواقون للاطلاع على روحانيات المدن وحياتها، وصادف ان مجموعة سياحية لبنانية كانت في زيارة قاعة ملحقة بالكنيسة لاقامة مراسم التعميذ، الذي لم نزر كنيسة الا وقد وجدنا احتفالا عائليا بشأنه.

احتفال عائلي

وصادف ايضا في الكنيسة الاولى ان اقيم احتفال عائلي بعرس بدت مظاهر البحبوحة على ملابس واستعدادات القائمين عليه. فالعريس والعروس يستقلان سيارة بيضاء مكشوفة ويحيطان بهما مصورون بكامرات تلفزيونية وفوتوغرافية، لتوثيق احدى اهم محطات حياة الانسان الراغب بدخول عش الزوجية (الذهبي). وكل ذلك يجري وسط طقوس دينية توقد فيها الشموع لطلب النذور وتزدان منصة الاقتران بالزهور الطبيعية، فيما يتقلد الاب راعي الكنيسة انجيل الوشاح المزخرف المخصص لمراسم الزواج وينثر الماء المقدس على العروسين والحضور لشمولهما بالبركة الربانية. وكنت ميالا الى استثمار اي زيارة الى مواقع الكنائس بشراء شمعة او اكثر (من قبيل الاهداء) لايقادها في ما يعرف بـ (المذبح) وهو يستقبل يوميا الاف المصلين، ما يعني ان الحوض المعدني الذي تغرس فيه يظل مضاء طيلة النهار وبعض اجزاء من الليل. وابواب الكنائس لا تغلق وهي لا تكتفي بان تزرع الطمأنينة والايمان في نفوس الزائرين بل تنشر في النفوس طبائع الخير والتواضع من خلال السلوك اليومي الذي يمارسه رجال الدين استلهاما لتعاليم سيدنا المسيح بن مريم عليه السلام، ورأيت جلهم من الشبان، مع اولئك الذين يتقاطرون على منابرهم تقربا الى الله ورغبة في رضا السيدة العذراء. ولا تبعد مدينة اشيميادين عن يريفان سوى 23  كيلومترا ويحفل الطريق اليها بمزارع العنب والفواكة، وتقع فيها بعض المستوطنات الزراعية التي يعمد سكانها الى وضع منتجاتهم في مداخل بيوتهم او بساتينهم، لبيعها للقادمين. ويتمتع طعم الفواكه الارمينية بنكهة طيبة وتحتوي على كميات من الماء الحلو مما يجعل مذاقها العام مختلفا عن سواها، ولاسيما تلك التي تستورد الينا في العراق، فأنت تذوق حبة مشمش واحدة تم قطفها من الأراضي الأرمنية تكفي على ما يبدو لتتعرف على ثقافة البلاد الأصيلة والقديمة، فإن فاكهة برونوس الشهيرة موجودة في أرمينيا منذ أكثر من 3000  عام. ويتيح ارتفاع نصف الأراضي الأرمنية ما فوق الـ 2000  متر عن سطح البحر، إمكانية زراعة فواكه وخضر متنوعة. ولا تكتمل المائدة الأرمنية دون وجود الخضر: باذنجان، قرع، فول، بازلاء، وحتى الفواكه مثل المشمش والرمان والعنب والخوخ، كلها تدخل في الأطباق المطبوخة مع اللحمة أو السمك. ويظن بعض العراقيين ان المشمش الضارب الى الاخضرار هو ايراني الاصل مستورد، لكنه حلو المذاق لا يرتقي اليه مشمش باللون المعتاد الفاقع (اللاحق) كما نسميه. ويقال ان طبيعة الارض تجعل الزرع يتسم بمزايا خاصة به، برغم ان ارمينيا لا تمتلك نهرا باستثناء جداول صغيرة تنبع من الجبال القريبة في بعض الاصقاع البعيدة عن العاصمة، بل تعتمد بشكل حاسم على مياه الامطار والثلوج. لكنها تتمتع بجو مشمس حار خلال شهري تموز واب من كل عام، ولا تكسر درجات حرارته سوى نسمات رياح طيبة تهب فتجعل طقس مناطق الفيء باردا او منعشا شبيهاً بربيع العراق. وباستثناء مياه الامطار والثلوج التي تهبط على مدار الشتاء في معظم ارجاء ارمينيا فانها تستفيد من مياه بحيرتين، الاولى صغيرة تقع وسط يريفان وتسمى باسمها والثانية في منتجع سفان. وهي بحيرة كبرى تتشكل على هيئة حدوة حصان ومحاطة بسلسلة جبال تسكوها اشجار خضراء تشمخ في اعالي احدها كنيسة رائعة من مخلفات العهود السحيقة ايضا. واذا كانت هذه البحيرة قد خضعت لقواعد الاستثمار السياحي في بعض منشآتها كالمطاعم ومواقف السيارات والمباني السياحية فان البحيرة الاولى القائمة وسط العاصمة. لايبدو عليها اي مظهر من الاهتمام البلدي، فقد زحفت عليها بعض مظاهر التجاوزات. وبنيت على ضفتها المقابلة للطريق العام المقبل من المطار الدولي عوامتان كبيرتان تدلان على نفوذ صاحبيها. وخشيت وانا اتطلع اليهما ان تجتاح قوى النفوذ او الدولة العميقة، هذه البحيرة برغم صدق وعود رئيس الوزراء الجديد، فتحيطها من جميع الارجاء ويصبح من المتعذر على العين رؤية مياهها التي زحف اليها البردي والقصب والاحراش فيما تسبح على سطح مياهها طيور النورس. وقلت في نفسي ان على السيد باشينيان ان ينتبه لمحاولات استغفال الحكومة او الاعيب السياسيين فيتم فسح المجال (للحواسم) للاستحواذ على احدى الفرص النادرة، كما حصل عندنا في العراق حيث تم البناء على اراضي الاخرين والاستحواذ على املاك الدولة والمال العام او شرائها بثمن بخس في افضل الاحوال. ان من حظ ارمينيا ان تستيقظ على احوالها بعد قرون من الحوادث شهدتها حدودها، وكانت محط اطماع الاخرين بها. ففي كل حقبة تاريخية تشهد هذه الرقعة من الارض مأساة او اكثر، ومنذ ان اعلنت نفسها جمهورية مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام  1992 شهدت اوضاعا صعبة تمثلت بتوترات حدودية وعمليات اختراق امريكية.

أجواء قلقة

وتقول بعض المصادر ان الولايات المتحدة استغلت الاجواء القلقة لاستدراج نحو تسعة ملايين ارمني الى اراضيها، فيما لا يتجاوز عددهم في البلاد الام حاليا، سوى نحو مليونين او اقل. واضطرت حكومات سابقة الى اجراءات لتشجيع الارمن في الدول العربية للاقامة في بلد الاباء والاجداد والديانة، وخلال رحلتي على متن الطائرة الارمينية من بغداد تعرفت على طبيب عراقي يعمل بمستشفى الحياة راهبات ببغداد كان يجلس في مقعد الى جانبي. وفوجئت بانه يحمل جواز سفر ارمينياً وقال انه مزدوج الجنسية ويتمتع بحقوق مواطن اصلي، الا ان مواطنا ارمينياً اخر اسرني قائلا ان هذه العملية محاولة مكشوفة لافراغ البلدان من الارمن، ولاسيما الكفاءات العلمية منهم. وعلى ذكر القدرات العلمية والابداعية التي يتمتع بها الارمن، فان المراجع تشير الى ان اول من اخترع خلاط الماء المستخدم في الحمامات والمطابخ هو ارمني، وان الخبز البغدادي المشهور في موائدنا (الصمون)، هو من صنع شخص ارمني اسمه (سيمون)، وقد جرى تحول اسمه الى (صمون) وان مخترع الكرسي المدولب (المتحرك) هو ارمني ومخترع شاحنة خلط الاسمنت (الخباطة) وجهاز البخاخ الذي يمد مرضى الربو بشحنة من الهواء المساعد هما ارمنيان. وتطول القائمة اذا اضفنا اليها موسيقيين ومطربين ورسامين واطباء. وفي العراق لدينا كالوست كولبنكيان صاحب الخمسة بالمئة من موارد النفط، والذي ارتبطت بعض المشاريع الثقافية والصروح العلمية والرياضية باسمه، ولدينا بياتريس اوهانسيان عازفة البيانو الشهيرة الراحلة، والمغنية البصرية سيتا هاكوبيان. ويقول الاديب ابراهيم البهرزي في مدونته على الانترنت بعنوان البهاء الارمني الغائب (مما نذكر في بعقوبة عائلة ايشخان وهي عائلة ارمنية طيبة أنجبت واحدا من المخرجين العراقيين الأوائل وهو اواديس ايشخان والمعروف فنيا باسم ( حكمت لبيب)، والذي صور واخرج فيلما في مدينة بعقوبة بعنوان قطار الساعة 7 بطولة الفنان سعدي يونس ومكي البدري وكريم عوّاد اضافة الى مجموعة من فناني بعقوبة مطلع الستينات ، كما اخرج فيلما اخر في بيروت وهاجر بعدها الى هوليوود ليعمل هناك مساعد مخرج في العديد من الأفلام). وتنتصب وسط ساحة دار الاوبرا بمبانيها وقاعاتها وجمال حدائقها في يريفان تماثيل موبانس تومانياس الشاعر الارمني والموسيقار سبيتانيان والموسيقار ارام خاشدوريان، الذي احيط تمثاله بحديقة صغيرة على اشهر شوارع العاصمة وتطلق من مكبرات مثبتة في الارض مقطوعات من مؤلفاته السمفونية بينها موسيقى رقصة السيوف، التي استوحاها من انتظار طويل في منزل الرسام السريالي سلفادور دالي، ويتحدث عنها بعض الارمن باعجاب وجرى تمثيل وقائعها بفيديو من الرسوم المتحركة شاهدته عبر يوتيوب. وهذه الموسيقى ملحمة من الملاحم الرائعة التي يحول فيها الشخص الوقت الضائع والاهمال المقصود الى عمل مفيد وعنوان ثقافي بارز سرعان ما يتحول الى ارث تتباهى به الدول. ويحفل تاريخ السينما الارمنية باسماء مخرجين بارزين مثل سيرجي براجنوف وهو مخرج افلام كلاسيكية اساسية في القرن العشرين انجز فيلم (ظلال اسلاف منسيين) في العام 1964 الذي اوصله الى الشهرة العالمية وفيلم (لوحات كييف الجدارية) المناهض للحرب وقد منع عرضه عام 1965 وفيلم (لون الرمان) الذي صوره في ارمينيا عام 1969. وهو اهم افلامه على الاطلاق ومنع من الاخراج على مدى 15 عاما.  وتعكس افلام سيرجي الفن السوفياتي قبل السقوط المدوي.

ويقول النقاد ان افلامه تعد ظاهرة لا تشبه اية ظاهرة اخرى في الفن. وعرف ادباء وفنانون ملكوا الشهرة في العراق بينهم الناقد والمترجم الراحل يوسف عبد المسيح ثروت والموسيقار ارام بابوخيان الذي كان احد ابرز اعمدة الفرقة السمفونية العراقية، واسعفني الناقد والكاتب حسام الانصاري، وهو من الرعيل الاول في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية وقد ألف كتابا عنها عام 2012  بمعلومات اضافية عن اعضاء الفرقة بينهم من زملائه الارمن الذين عملوا منذ تأسيسها رسميا عام 1862 عازفو الكمان نوبار باشتكيان وآرام بابوخيان والبير نارنيان وعازف الجلو هاكوب قومجيان. وفي مجال التمثيل برزت قديسة المسرح العراقي ازادوهي صموئيل والمخرج الرائد الراحل كارلو هارتيون والفنان التشكيلي ارداش كاكافيان. اما على الصعيد الرياضي، كما يقول البهرزي في مدونته (فترد اسماء حققت للعراق انجازات مهمة يقف في مقدمتها جيريز كايان بطل العراق في كمال الاجسام اوائل الخمسينات وبطل الدراجات الشهير تاجريان ولاعب كرة القدم ارا همرسوم). وفي مجال الصناعة يبرز الصناعي المشهور فارتان كراييت الذي اسس اول مصنع للمشروبات الغازية في العراق والتاجر والصناعي الشهير نعوم سركيس الذي يقال انه اول من بنى منزلا في الشطرة وسكن فيه وتبعه الناس لتكون الشطرة ذلك القضاء الجميل). ويعتقد ان للارمن ريادة السبق في ظهور فن ومهنة التصوير الفوتوغرافي في العراق وتحفل المهنة باسماء رواد امثال امري سليم صاحب ستوديو قرطبة، الصديق المولع بصور العهد الملكي، والذي مازال مصوره (الاستوديو) خاصته يدار من قبل نجله رامي في بارك السعدون، والمصور خاجيك وارشاك والمصور البارز جان اوهانيس جاكوفييان صاحب ستوديو بابل الشهير او مصور الرؤساء. وكنت قد اجريت معه مقابلة صحفية طويلة نشرت على حلقات في مجلة (التضامن) اللندنية ثم جمعتها في كتاب صدر لي عام 1987 بعنوان (خمسة رؤساء عراقيين)، بتشجيع من رئيس تحرير المجلة الاستاذ فؤاد مطر. ومازلت اتذكر قوله عندما التقط لي صورة شخصية (شوف سيدي سألتقط لك صورة لا تحصل على اجمل منها في حياتك). وصدق الرجل. وبرغم هذا الارث الفوتوغرافي في حياة الارمن فاني فوجئت باهمال المهنة في ارمينيا ابان زيارتي لها. فقد مكثت اياما اتجول بحثا عن محل لتكبير صورتين التقطتهما بكامرة هاتفي النقال للعائلة الارمنية التي اقمت في منزلها. وبعد شق الانفس اكتشفت محلا يزاول فيه شاب هذه المهنة ورأيت ان ضرورات الانخراط في المدارس وانجاز الوثائق المدرسية وغيرها، دفعته الى ممارسة التصوير. ولتأكيد عراقة مصوره فان الواجهة الزجاجية (فيترينة) المحل تحفظ كاميرا قديمة تقف على مساند ثلاثة ويعلوها صندوق اسود من النوع الذي ظلت استوديوهات بغداد والمحافظات تحتفظ به وتستخدمه لاظهار صور بالاسود والابيض، الى وقت قريب.

 ويورد البهرزي اسماء رواد اخرين فِي مجال الصحة والطب ويقول (لا تخلو مدينة عراقية من رواد الطب الأرمن وفِي مقدمتهم الدكتورة آنه ستيان اول طبيبة عراقية والدكتور ارا درزي الذي اصبح وكيلا لوزير الصحة البريطاني ومسؤولا عن التأمين الصحي في بريطانيا، وعلى صعيد الأدب والثقافة يبرز المؤرخ الكبير يعقوب سركيس صاحب المؤلف المتميز مباحث عراقية.

وفِي صعيد العمل السياسي يبرز اسم المناضل النقابي اليساري ارا خاجادور الذي كتب عنه الدكتور عبد الحسين شعبان في جريدة (الزمان) دراسة طويلة نشرت علي حلقات.

ويواصل البهرزي (اما على صعيد المهن والحرف والمطاعم والصناعات الوطنية فمن الصعب جدا احصاء عدد الأرمـــن من رواد هذه الاعمال ، بل ان مامن مهنة الا وأبدع فيها الأرمن).

((يتبع))

تعاون علمي أرميني إيراني

$
0
0

أزتاك العربي- ذكرت الوفاق الإيرانية أن رئيس قسم الدراسات الإيرانية في جامعة يريفان الحكومية وارطان أوسكانيان قال: “نحن نبذل قصاری جهودنا لتقديم صورة حقيقية عن إيران من خلال الأعمال المنتجة من قبل هذا القسم وذلك بهدف مواجهة المحاولات الغربية لتشويه صورة ايران”.

وخلال لقائه مدير عام دائرة الثقافة والارشاد الاسلامي في محافظة آذربايجان الشرقية (شمال شرق) محمد محمد بور، اضاف أوسكانيان ان الدراسات الايرانية في أرمينيا من حيث السياسة والثقافة وفي الوقت الراهن تحظی بأهمية بالغة؛ مشيرا إلی أن النشاط في قسم الدراسات الايرانية في جامعة يريفان لا يقتصر علی الجانب العلمي فحسب بل يعتبر مهمة اجتماعية بالنسبة لنا.

وفي معرض إشارته إلی دراسات تاريخ إيران في أرمينيا، قسّم هذا الأكاديمي الأرميني التاريخ الايراني إلی ثلاث حقب:- تاريخ إيران القديم والفترة الدستورية وفترة ما بعد الثورة الاسلامية، قائلا إنه علی مدار هذه الحقب المختلفة الثلاث كان لدی إيران وأرمينيا علاقات متبادلة؛ مضيفا أن أقلية الأرمن وفي فترة الحرب المفروضة العراقية الايرانية ضحت بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الوطن إلی جانب سائر أشقائهم الايرانيين.

واعتبر اوسكانيان تشكيل مجموعات بحثية مشتركة بين البلدين من أجل تعزيز العلاقات بين أرمينيا وايران بأنها مهمة جدا، كما دعا إلی إقامة ندوة مشتركة بين طهران ويريفان حول تاريخ البلدين.

بدوره، قال مدير عام دائرة الثقافة والارشاد الاسلامي في محافظة آذربايجان الشرقية، إن الشعبين الايراني والأرميني يعتبران من أقدم الشعوب في المنطقة؛ مؤكدا انهما يتمتعان بعلاقات تاريخية وثقافية عميقة ووطيدة.

وأعرب محمد بور عن سروره حيال نشاطات قسم الدراسات الإيرانية في جامعة يريفان قائلاً إن هذا القسم يقوم في الحقيقة باستعراض التاريخ والثقافة الإسلامية والإيرانية العظيمتين للعالم، معلنا عن استعداد دائرة الثقافة والارشاد الاسلامي في محافظة آذربايجان الشرقية لتعزيز التعاون في سبيل دعم نشاطات قسم الدراسات الايرانية بجامعة يريفان.

قناة الغد: كاميرا الغد في جولة داخل كاتدرائية الأرمن الكاثوليك في مصر

$
0
0

 

أزتاك العربي- نشرت الوحدة المصرية تقريراً لهبة الحسيني مراسلة الغد في القاهرة يشير الى أنه، في واحدة من أقدم وأعرق الكنائس بمصر التي يتجاوز عمرها 100 عام. تجولت كاميرا الغد في كنيسة لها مكانة خاصة لدى طائفة الأرمن الكاثوليك في مصر.

ففي مدخل الكنيسة نصب تذكاري لضحايا مذابح الأرمن على يد العثمانيين عام 1915. التي تبعها دفق آلاف الأرمن إلى مصر واتخذوا منها وطنا وملجئا, وبنيت لهم العديد من دور العبادة منها كاتدرائية الأرمن الكاثوليك عام 1926.

المطران كريكور أغسطينوس ،أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، قال “دخل الشعب الأرمني مصر في القرن الثاني الميلادي وتزايدت الأعداد في القرن الثاني عشر والسادس عشر والقرن العشرين بعد المذابح الأرمينية التي ألمت بشعبنا على يد الأتراك العثمانيين”.

داخل الكنيسة مجسم للمغارة المقدسة حيث ولد السيد المسيح . يتبارك بزيارتها المصريون على اختلاف طوائفهم حبا للمسيح والسيدة العذراء.

تنتشر طائفة الأرمن الكاثوليك في العديد من البلدان العربية، في مصر، لبنان، سوريا والعراق. وتتميز كنائسها بطابع خاص نتيجة اندماج الثقافتين العربية والأرمينية.

وإلى جانب إقامة الطقوس الدينية. لعبت كاتدرائية الأرمن دورا هاما للحفاظ على الموروث الثقافي الأرمني  ونقله إلى المصريين كواحد من عناصر التنوع الثقافي في مجتمعهم.

ويشير المطران كريكور أغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك إلى دور الكنيسة في القيام بأنشطة روحية، ثقافية، رياضية وتعليمية وهدفنا هو أننا في مصر وانصهرنا مع الشعب المصري العربي ونريد أن نعّرف عن ذواتنا وتراثنا ولغاتنا للشعب المصري.

صحيفة “أزتاك”الأرمنية تشارك في احتفالات ليلة رأس السنة ببيروت

$
0
0

 

أزتاك العربي- خلال احتفالات ليلة رأس السنة التي أقيمت في قلب ساحة النجمة ببيروت بمشاركة عدد كبير من الفنانين وفرق الرقص والاستعراض، شاركت فرقة للرقص اللبناني (الدبكة).

وخلال حلقة الدبكة قام أعضاء فرقة الرقص البالغ عددهم 30 راقص بحمل صحيفة أزتاك الأرمنية التي تصدر في لبنان من على المسرح، وذلك بمبادرة من أحد الأعضاء الأرمن في اللجنة المنسقة. وبذلك تكون صحيفة “أزتاك” قد شاركت أيضاً في احتفالات ليلة رأس السنة في بيروت.

يذكر أنه صنفت بيروت بالمرتبة السابعة ضمن العواصم العشر الأوائل في إحتفالات ليلة رأس السنة للعام 2019 على مستوى العالم خلال تصنيف أعدّته “ناشونال جيوغرافيك”، ومن بينها نيويورك، وريوديجينيرو، ولاس فيغاس، ولندن، وباريس، ومدريد.

الرئيس الأرميني: “أرمينيا ممكن أن تصبح بقعة مضيئة في الكرة الأرضية”

$
0
0

 

أزتاك العربي- ألقى رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركيسيان رسالة تهنئة بمناسبة عيد رأس السنة وعيد الميلاد، وجهها للمواطنين الأرمن في أرمينيا والشتات الأرمني.

وأشار فيها سركيسيان الى أن عام 2018 كان عاماً للتغييرات والتجارب والآمال، وقد شهد الأرمن الوحدة والتجمع وتجسد روح المواطنة والقيم العالية. وأن نجاح العمل متوقف على دعم ومشاركة المواطن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

وقال: “حقاً، من الممكن أن تصبح أرمينيا بقعة مضيئة في الكرة الأرضية لجهة تنفيذ الأفكار الحديثة، وفي مجالات الثقافة والاقتصاد والعلوم، لكن الطريق ليس سهلاً، فهناك صعوبات، وقضايا متعلقة باستقلاليتنا وحقائق جيوسياسية. وأتمنى من الجميع أن يكونوا يقظين ومنظمين وأصحاب حكمة وتوازن ومسؤولية وتسامح، تلك هي مفاتيح النجاح”.

وأكد قائلاً: “إن أمن أرمينيا وأرتساخ وسيادتهما، والحل العادل لقضية أرتساخ ستبقى من أولوياتنا. وبفضل جهود الأرمن الموحدة في أرمينيا وأرتساخ والشتات علينا العمل على الهوية الوطنية والقيم الثقافية والتربوية والروحية والأسرية.

ولفت الى أنه علينا الاقتداء بشعار: “الآخرون استطاعوا، إذاً نحن أيضاً نستطيع.. لم يتمكن غيرنا، إذاً سنكون نحن الأوائل”. كما أعرب في رسالته عن تمنياته بالسلام للوطن والصحة والنجاح والازدهار والسعادة للمواطنين.

حديث بايلان باللغة الأرمنية في البرلمان التركي يقلق القوميين الأتراك

$
0
0

 

أزتاك العربي- أعربت منظمة مايسمى (الوحدة ضد المزاعم الأرمنية) عن استياءها من نشاط عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديموقراطي النائب الأرمني عن ديكراناكيرد كارو بايلان.

وذكرت صحيفة “هاي تيرت” في اسطنبول أن القوميين مستائين من استخدام بايلان للغة الأرمنية في مداخلته في البرلمان.

وكان كارو بايلان قد هنأ الشعب الأرمني والسلطات في أرمينيا على الانتخابات البرلمانية، ودعا السلطات التركية الى الرد على تصريح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بشأن استعداده للحوار لتطبيع العلاقات الأرمينية التركية، وقال باللغة الأرمنية في مداخلته: “أتمنى لنيكول باشينيان ورفاقه النجاح”.

واتهمت المنظمة النائب الأرمني بأنه استخدم منبر البرلمان من أجل مصالح خاصة واتهام الشعب التركي بارتكاب جريمة الإبادة، وأن حديثه الأخير يلمح الى أنه سيستمر في التلاعب بقضية الإبادة الأرمنية.

أسقف الأرمن في إيران: ترامب المجنون فرض الحظر علينا لكن شعبنا سيجتاز العقبات

$
0
0


أزتاك العربي- ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن كبير أساقفة الأرمن في طهران سيبوه سركيسيان ندّد بالحظر الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الاميركي ترامب على ايران ووصفه بالمجنون، مؤكدا ان الشعب الايراني سيتجاوز كل العقبات ومنها الاقتصادية.

وقال سیبوه سرکیسیان، في تصريح ادلى به اليوم الجمعة خلال لقائه رئيس واعضاء المجلس البلدي في طهران، ان العالم اليوم يواجه الشر وكلما عززنا التضامن والوقوف صفا واحدا فان الاعداء لن يستطيعوا التغلغل الى صفوفنا.

وأضاف: سنسعى جاهدين للعمل معاً ومؤازرة بعضنا بعضاً والحد من وقوع المشاكل.

وتابع كبير أساقفة الأرمن في طهران: إن العالم أصيب بحالة من الشر حالياً، وقد فرض المجنون ترامب الحظر الاقتصادي على بلدنا.

ونوه الى انه كلما واجه الشعب الإيراني للهجوم من قبل الأجانب، فان ابنائه يقفون صفا واحدا للدفاع عن بعضهم البعض، وهذه مفخرة عظيمة.


محافظ القاهرة يشارك الأرمن الأرثوذكس احتفالات عيد الميلاد المجيد

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت اليوم السابع المصرية أن اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة نائباً عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حضر احتفال مطرانية الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة بعيد الميلاد المجيد برئاسة الأسقف أشود مناتسكانيان مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر وحضور فاهيه ليو رئيس مجلس إدارة بطريركية الأرمن الأرثودكس .

وصرح محافظ القاهرة ان الاعياد في مصر فرصة لإظهار وحدة الشعب المصري بمختلف طوائفه موجهاً التهنئة للمسيحيين بعيدهم .

بتكليف من الرئيس الأسد.. الوزير عزام يهنئ طائفة الأرمن الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت وكالة الانباء السورية سانا أنه بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد قدم وزير شؤون رئاسة الجمهورية العربية السورية منصور عزام التهاني للطائفة الأرمنية الأرثوذكسية التي تسير وفق التقويم الشرقي بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وزار الوزير عزام اليوم المطران ارماش نالبنديان مطران الأرمن الارثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها ونقل تهاني الرئيس الأسد بعيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام له ولأبناء الطائفة الكريمة وتمنياته لهم بالسعادة والتوفيق.‏

من جانبه عبر المطران نالبنديان عن تقديره للرئيس الأسد على لفتته الكريمة وامتنانه له على مشاركته أبناء الطوائف المسيحية في سورية أعيادهم ومسراتهم مؤكدا أن اللحمة الوطنية وتماسك الشعب السوري كانت من أسباب صموده وعاملا من عوامل انتصاراته ومتضرعا إلى الله تعالى أن يحفظ سورية وشعبها وأن يوفق الرئيس الأسد ويرعاه برعايته وأن يوفق مساعيه لما فيه خير الوطن والأمة.

وبمناسبة عيد الغطاس (معمودية السيد المسيح) قام المطران نالبنديان بعد انتهاء القداس الإلهي بمباركة الماء وحسب تقاليد الكنيسة الأرمنية تم اختيار أشبينين من أرباب الأسر ليحملا الصلبان الخاصة للمباركة.

حضر القداس النائب البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس المطران تيموثاوس متى الخوري وعضو مجلس الشعب الدكتورة نورا أريسيان وسفير جمهورية أرمينيا في دمشق ديكران كيوركيان والاسقفان موسى الخوري ولوقا الخوري من بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وعدد من ممثلي الطوائف المسيحية بدمشق.

كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا يترأس قداس عيد الميلاد

$
0
0

 

أزتاك العربي- ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكاثوليكوس آرام الأول قداس عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية ورتبة تبريك الماء، وألقى رسالة في كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس في انطلياس، في حضور السفير الأرميني ساموئيل مكردجيان وعدد كبير من الفاعليات والمؤمنين. وشاركت في القداس جوقة شنورهالي بقيادة الأب زافين ناجاريان.

وذكرت الوكالة الوطنية للأنباء أن الكاثوليكوس بدأ عظته بكلمة الرسول يعقوب “إقتربوا إلى الله فيقترب إليكم” (يعقوب 8:4). وقال: “ولادة يسوع المسيح في بيت لحم هي تقارب الله إلى الإنسان الذي كان ابتعد عن خالقه، ومن خلال بيت لحم لم يقترب الله من الإنسان فحسب إنما أراد أن يعيش الإنسان حياته على أسس الحقائق والقيم التي من أجلها تجسد يسوع المسيح، كما وأعاد الله إلى الإنسان الصورة التي كان فقدها بسبب خطاياه. دعا الرسول يعقوب الإنسان إلى التواضع “اتضعوا قدام الرب فيرفعكم” (يعقوب 10:4) لكي يرفعه ويقيمه الرب. فناشد قداسته المؤمنين إلى التقارب من الله المتجسد في بيت لحم لكي نجد من خلاله معنى وتوجها لحياتنا ونقيمه”.

ورأى أن “تمايز لبنان يكمن في تعايش أبنائه، هذا التعايش المتمحور على الثقة والاحترام المتبادلين. صحيح أن للطوائف تباينات وميزات خاصة إلا أن ما يجمع اللبنانيين وطننا لبنان ومصالحه العليا. بهذا الإدراك والوعي يجب على اللبنانيين أن يعيشوا غيرة الانتماء إلى الوطن الواحد. صحيح أن لبنان بلد صغير وبالتالي تحت تأثير الآخرين إلا أن تعاونه مع الآخرين يجب ألا يتحول إلى تابعية مما يضر بمصالح لبنان وازدهاره وتطوره ووحدته الداخلية”.
أضاف: “نادرا ما نرى بلدا في هذا الكون غير قادر على تشكيل حكومة على مدى ستة أشهر وكأن العجز والإرادة السياسية في انتخاب رئيس الجمهورية أو تشكيل حكومة أو انتخاب مجلس نيابي تحول بالنسبة إلى اللبنانيين أمرا طبيعيا. مصالح الشعب يجب أن تبقى فوق الاعتبارات الشخصية والمذهبية والطائفية ومصالح الآخرين. ويجب على الشعب أن يتمسك بحقوقه وكرامته وألا يسمح بتكرار مثل هذه الارتكابات”.

وناشد “الإسراع في تشكيل الحكومة لتفادي النتائج السلبية والخطيرة الناجمة عن غيابها”.

بعد القداس، تقبل آرام الأول التهاني لغاية الأولى والنصف في قاعة الصرح، على أن يستأنف تقبل التهاني بعد الظهر، من الرابعة لغاية السابعة مساء. كما يتقبل التهاني بالعيد يوم غد الاثنين من الساعة العاشرة قبل الظهر حتى الأولى بعد الظهر.

رئيسة مكتب القضية الأرمنية في لبنان صوصي سركيسيان ضيفة أجندة اليوم

$
0
0

 

أزتاك العربي- استضاف برنامج (اجندة اليوم) على قناة أو تي في اللبناني رئيسة مكتب القضية الأرمنية في لبنان صوصي سركيسيان.

وجرى الحديث عن عيد الميلاد لدى طائفة الأرمن الأرثوذكس، وطقوس الميلاد، بالإضافة الى الموائد التي تقدم خلال فترة الميلاد ورأس السنة والأطباق التقليدية الخاصة بالميلاد.

كما جرى تناول قضية توارث التقاليد من جيل الى جيل للحفاظ على التراث الأرمني.

واستعرضت ميزات الشعب الأرمني الذي لم يتخلى عن تراثه رقم ظروق الإبادة، مؤكدة أن الشعب الأرمني مؤمن بقضيته وتقاليده وتراثه.

ويمكن متابعة الحوار على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=39qu3Eb4ljU&fbclid=IwAR2uK9Whg6llv_HKhP3ZTF6tSLSTeF8qxDIDYuNbqe8gqKniUiLJWFJ1xAo

صدور المجلد الثاني من مشروع (أرمينية والأرمن في الصحافة المصرية والعربية من ١٨٧٦ _١٩٢٣)

$
0
0

أزتاك العربي- نشر المؤرخ المصري الدكتور محمد رفعت الإمام على صفحته أنه صدر مؤخراً المجلد الثاني من مشروع (أرمينية والأرمن في الصحافة المصرية والعربية من ١٨٧٦ _١٩٢٣) التابع لجمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة.

ويتميز المشروع بفرادته في الشرق الأوسط كأول مشروع وثق القضية الأرمنية في الصحافة المصرية والعربية على كافة توجهاتها دون بتر أو اجتراء.

ويوثق المجلد الثاني والذي تكون من أربعة أجزاء الموجة الأولى من المذابح لأرمنية ١٨٩٤ – ١٨٩٦ المعروفة تاريخيا بالمذابح الحميدية، وسوف يصدر خلال أيام قليلة المجلد السادس والكتاب السابع ( الإبادة الكبرى ١٩١٥-١٩١٨).

ويرجع تميز وفرادة المشروع نظرا لأن المشرف عليه عمدة الدراسات الأرمنية فى مصر والشرق الأوسط المؤرخ المصرى الأستاذ الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة دمنهور إضافة إلى فريق عمل من تلاميذ مدرسة الإمام للدراسات التاريخية.

Viewing all 6748 articles
Browse latest View live