Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6774 articles
Browse latest View live

رئيس إيطاليا يزور النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية

$
0
0

 

أزتاك العربي- رئيس إيطاليا سيرجيو ماداريللا الذي يقوم بزيارة رسمية الى أرمينيا، قام برفقة رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركيسيان وعقيلته بزيارة الى النصب اتذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية.

ووضع الرئيس والوفد المرافق الورود ووقفوا دقيقة صمت أمام الشعلة الأبدية إجلالاً لأرواح الشهداء الأرمن.

كما قام الرئيس الإيطالي بغرس شجيرة في حديقة الذاكرة.


الكرد والأرمن والطورانية التركية

$
0
0

 

تشكّل العلاقة بين الشعبين الكردي والأرمني نقطةً فارقة في تاريخ كلا الشعبين، وخاصةً في الجانب الكردي، فيها نقاط بارزة ومضيئة بل مشرقة، وفيها نقاط داكنة ورمادية وربما سوداء، ولكن الظروفَ حكمت ولا تزال تحكم عليهما بضرورة التعايش المشترك، ليس بسبب الروابط والعلاقات التاريخية التي تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، ولا نتيجة المصالح المشتركة، ولكن بحكم الجغرافية المتداخلة التي تجمع الشعبين الكردي والأرمني وغيرهما من الشعوب في منطقة محددة ومتداخلة من العالم.

وتشكلُ مجازرُ الأرمن نقطةً إشكالية في العلاقات التاريخية بين الكرد والأتراك والأرمن نظراً لتأثير تلك المجازر والنتائج الكارثية التي نتجت عنها، ومحاولة بعض الكتاب والباحثين بقصد أو بغير قصد تحميل الشعب الكردي كشعب وليس بعض الكرد كأفراد أو كمجموعات تبعيةَ تلكَ المجازر.

رغم أن الشعب الكردي- مثله مثل الشعب الأرمني- تعرّض لمجازرَ مماثلة على أيدي السلطات التركية التي قامت بإبادة الشعب الأرمني. ولم يقلّ حقدُ السلطات العثمانية ومن ثم التركية ضدّ الشعب الكردي عن حقدهم ضد الشعب الأرمني، لا بل كانت السلطات العثمانية في أغلب الأحيان “أكثر عدوانية ضد الأكراد خلال بضع عشرات الأعوام الأولى من القرن التاسع عشر، ولم تطرح خطة القضاء على الأرمن إلا في الخمسينيات من ذلك القرن وبالتدريج”.

كما إن الشعبين الكردي والأرمني- وبحكم التعايش المشترك والموقع الجغرافي المتداخل- تعرّضا لمذابح عديدة منذ غزو السلاجقة الأتراك ومن ثم المغول التتر والصفويين، وكان الفصل الأخير والأكثر وحشية وبربرية، هو مذابح العثمانيين والتي وصلت وحسب القوانين الدولية إلى حدّ الإبادة الجماعية (الجينوسايد).

ولا يذكر تاريخ العلاقة بين الشعبين الذي يمتد لأكثر من خمسة وعشرين قرناً من الزمن شواهدَ وحوادث عن حالة العداء التاريخية بين الجانبين تؤدي إلى ارتكاب المجازر الوحشية بسبب الخلافات السياسية، أو الاقتصادية، أو بسبب التعصب والاختلاف الديني، وهناك مئات الشواهد التي تدل على عكس ما يذهب إليه هؤلاء. ويؤكد على ذلك الباحث الأرمني البرفسور م.ا.حسرتيان في أحد أبحاثه عن انتفاضة الشيخ سعيد بيران عام 1925 “على العموم لم يكن التعصب الديني من صفات الأكراد في يوم من الأيام”. كما يؤكد الباحث الروسي ف. كردليفسكي على ذلك بالقول: “لم يلعب اختلاف الدين بين الأكراد المسلمين والأرمن المسيحيين أيّ دورٍ عبر التاريخ. وكان الأرمن يذهبون إلى مساجدَ الأكراد المسلمين، والأكراد كذلك يذهبون إلى كنائس الأرمن”. ويقول صالح زهر الدين: “لقد عاش الأرمن والأكراد في سلام ووئام على مرّ العصور، وكان التحالف بين هذين الشعبين القوة التي تهدد السيطرة العثمانية في ولاياتها الشرقية، حيث الأغلبية الساحقة من السكان كانت من الأرمن والأكراد”. كما أن الأرمن وقفوا إلى جانب الكرد في معظم الثورات التي قاموا بها ضد الدولة العثمانية. وكذلك الأمر بالنسبة للأرمن.

وبعيد اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914 التي شهدت مجازر الأرمن الدامية في السنة الثانية لاندلاعها قال الميجر البريطاني (ك. صون) في محاضرة ألقاها أمام الجمعية الجغرافية الملكية في لندن: “قد يكون لأي منا فكرة غامضة عن كون الأكراد مسؤولين عن مذابح الأرمن ولكن قليلٌ منا يعرف أن الغالبية العظمى من المسيحيين كانوا يعيشون في سعادة كبيرة في كردستان قبل سنوات الحرب العالمية الأولى”.

وإذا كانت المأساة الأرمنية نفذت في ظل الحرب العالمية الأولى وعلى يد حزب تركيا الفتاة الشوفيني، إلا أن جذورها تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، إلى عهد السلطان عبد الحميد الثاني، نفذ مذبحة ساسون خلال شهري آب وأيلول 1894 مذبحة بكل ما للكلمة من دلالة وحشية، و”دمر في فترة وجيزة 40 قرية وقتل حوالي عشرة آلاف شخص أرمني”، وذلك أمام مرأى ومسمع من جميع الدول، كانت الأولى بهذه الضخامة. في عامي 1895 – 1896 نفذ السلطان المذبحة الثانية التي شملت معظم أرمينيا والمناطق والمدن التي كان يسكنها الأرمن، وكانت أكثر عنفاً وقسوة من مجازر ساسون، أودت بحياة “حوالي 150 ألف من الرعايا الأرمن”، بالإضافة  إلى تدمير آلاف الأديرة والكنائس، وخسائر مادية فادحة قدرت بملايين الليرات العثمانية.

وبالتزامن مع هذه المجازر قام بعزل الشعب الأرمني، وقطع الطريق على تنفيذ أي مطلب من مطالبه القومية المشـروعة، والتي دارت معظمها في فلك الدولة العثمانية – أي المطالبة بالإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي، والقيام ببعض الإصلاحات الداخلية. وقامت السلطات العثمانية بتشويه سمعة الأرمن لدى الكرد لئلا تصبح حركتهم قدوةً لهم. وفضلا عن ذلك كان العثمانيون يدركون أنهم بذلك يرمون عصفورين بحجر واحد “إذ يضربون الحركة الأرمنية من جهة، ويوجهون الحركة الكردية في مسارٍ خاطئ من جهة أخرى”.

وكمثال على ذلك خلال المذبحة الثانية التي نفذتها جمعية الاتحاد والترقي، أكد فائز الغصين الذي كان شاهد عيان على المجازر الأرمنية “أن المسؤولين الأتراك كانوا يكسون قتلى الأرمن بالملابس الكردية ثم يلتقطون لهم الصور، للإيهام بأن تلك الجرائم من صنع الأرمن”. لإثارة المشاعر القومية لدى الكرد للإيقاع بينهم وبين الأرمن، وفي نفس الوقت “كان المسؤولون الأتراك يجلبون سجناء من مناطق أخرى ويلبسونهم الزي الكردي ويرسلونهم أفواجاً إلى مدينتي أرضروم وديار بكر للاشتراك في عملية الإبادة الجارية هناك”. للإيحاء للآخرين بأن الذين يقومون بالمذابح هم الكرد فقط.

ومع وصول حزب الاتحاد والترقي إلى السلطة وانفراده بالحكم 1908، ظهرت فكرة (الطورانية) بإنشاء إمبراطورية طورانية تركية  خالصة، متجانسة تمتد من منغوليا إلى أطراف البلقان – بدلاً من الإمبراطورية العثمانية التي تضم شعوب وعناصر مختلفة، وارتكزت الفكرة الطورانية هذه على أسس ومفاهيم عنصرية بحتة، فعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي دعت إلى إحياء الثقافة (الطورانية – المغولية) والتذكير بأمجاد وتاريخ وأبطال الشعب الطوراني (كجنكيز خان، وتيمور لنك، وهولاكو)، لخلق الشعور بالانتماء إلى وحدة متجانسة ذات ماض حضاري يجب العودة إلى منابعه.

أما على الصعيد السياسي فقد دعت لإنشاء كيان سياسي موحد مستقل، يضم جميع الدول التي يتواجد فيها العنصر الطوراني (أي الترك والتتر والمغول) تمتد من منغوليا إلى أطراف البلقان، والعمل على تطهير هذا الكيان من العناصر الأخرى غير الطورانية، واعتبارهم خونة ويستحقون الإبادة لأنهم هم يتحملون المسؤولية الأساسية عن البلاء الذي حل بهذه الإمبراطورية، نتيجة تعاونهم وتآمرهم مع الدول الاستعمارية.

وقد سيطرت هذه الفكرة بقوة على أذهان قادة حزب تركيا الفتاة – التي سميت بجمعية الاتحاد والترقي – وخاصة بعد انفرادهم بالحكم بشكل مطلق عام 1909، تحت عنوان الثورة الدستورية.

وقد أقرّ حزب الاتحاد والترقي خلال اجتماع عام عقده عام 1910 مبدأ سيادة العنصر التركي على الشعوب الأخرى غير التركية، إضافة إلى إقرار كافة الوسائل لتحقيق هذا الهدف. وفي اجتماع 1911 الذي ضم معظم قادة هذا الحزب، برئاسة طلعت باشا وبمشاركة أنور باشا وكل من جمال باشا الشهير بالسفّاح والدكتور ناظم، وبهاء الدين شاكر، وسعيد حليم باشا وآخرين، خص الشعب الأرمني من بين الشعوب غير التركية بمشروع الإبادة الوحشي في المرحلة الأولى. وظل زعماء الحزب يتحينون الفرصة لتنفيذ مشروعهم العنصري،  وأمام ازدياد مطالبة الشعوب بتنفيذ الإصلاحات التي وعدوا بها، وإطلاق الحريات العامة، وجد قادة الاتحاد والترقي في دخول تركيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا الوسيلة التي تقطع الطريق على كل المطالب الداخلية  وفرصة لتحقيق أهدافهم، وفي مقدمتها إعادة السيطرة على ما فقدته في حروبها مع روسيا أو فرنسا أو إنكلترا، وكذلك التصدي لمطالب الشعوب التي تنادي بالحرية والاستقلال وخاصة البلقان والأرمن. ولأنهم فشلوا في حروبهم مع الشعوب البلقانية، لذلك قرروا التصدي للأرمن. فوضعوا خطة محكمة ودقيقة لإقفال ملف هذه القضية ليس بحلها بالطرق السلمية وبالحوار والتعاون مع زعماء وقادة الشعب الأرمني، وإنما بطريقة وحشية ومدمرة وهي إبادة أبناء هذا الشعب، مستغلين ظروف الحرب العالمية الأولى، بالانتقال إلى تنفيذ وتطبيق منطلقاتهم النظرية على أرض الواقع، والبدء بتنفيذ أضخم مجزرة بشرية في العصر الحديث والتي أودت بحياة أكثر من مليون ونصف من الأرمن.

وأكد الدكتور ناظم على ضرورة أن تكون عملية الإبادة هذه شاملة ونهائية، وشدد على أنه “يجب اقتلاع الأرمن من جذورهم، وأن لا نترك أرمنياً واحداً على قيد الحياة في بلادنا  يجب أن نزيل الاسم الأرمني من الوجود. إننا في حالة حرب، ولا يمكننا أن نأمل فرصة أفضل من هذه، وسوف لن تتدخل القوى الكبرى، ولن نسمع احتجاجات واستنكار الصحافة. وحتى لو تم ذلك فسيكون قد فات الأوان، لذلك أقترح هذه المرة تنفيذ عملية إبادة حاسمة ونهائية. يجب أن نبيدهم عن بكرة أبيهم حتى لا يبقى أرمني واحد على قيد الحياة”.

وفور إعلان المشاركة التركية في الحرب العالمية الأولى شكل الاتحاديون لجنة خاصة لتتولى الإشراف على عمليات الإبادة برئاسة طلعت باشا وزير الحربية. ومن الدكتور بهاء الدين شاكر، ووزير التربية شكري، والدكتور ناظم مهمتها إعداد خطة للقضاء على الأرمن، وطريقة تنفيذها.

وبعد تشكيل اللجان المكلفة بتنفيذ المجازر في كل منطقة من مناطق تواجد الأرمن، نشرت السلطات التركية بيانات في جميع تلك المناطق بأن عقوبات شديدة تنتظر كل من يقدم على إبداء أي مساعدة للأرمن. وشددت على “أن من يتجرأ على إخفاء طفل أو امرأة أو فتاة أرمنية في منزله أو يعثر عليه (أو عليها) لديه، فإن هذا الشخص يعتبر أرمنياً وسيدفع رأسه ثمنا لذلك”.

ولتضليل الرأي العام العالمي نشرت الحكومة العثمانية بياناً جاء فيه: “إن الأرمنَ قاموا بأمورٍ مخالفة للقوانين، وهم ينتهزون الفرص لإقلاق الحكومة، و قد وجد لديهم أسلحة ممنوعة وقنابل ومواد متفجرة مهيأة للقيام بثورة عامة داخل البلاد، وقد قتلوا المسلمين في وان، وساعدوا الجيوش الروسية، و لما كانت الحكومة في حالة حرب مع دول إنكلترا وفرنسا وروسيا، وخوفاً من أن يقوم الأرمن بأعمال شغب وثورة كعاداتهم، فقد قررت الحكومة جمع جميع الأرمن، وسوقهم لولايتي الموصل و سوريا ولواء دير الزور، على أن تكون أعراضهم و أموالهم وأنفسهم في أمان من اعتداء المعتدين و تسلط المجرمين، وقد أعطيت الأوامر اللازمة لتأمين أسباب راحتهم، ولإسكانهم في تلك البلاد إلى أن تضع الحرب أوزارها”.

وعلى نفس الوتيرة لعبت جمعية الاتحاد والترقي بمشاعر وعواطف المسلمين، عندما صبغت مشاركتها في الحرب العالمية الأولى بطابع ديني. فنشرت بطلب من ألمانيا بياناً باسم السلطان العثماني (محمد رشاد) بصفته خليفة المسلمين بإعلان (الجهاد المقدس) ودعوة المسلمين في كل مكان في العالم إلى المشاركة في هذه الحرب باعتبارها واجب ديني مقدس، وبالتعاون مع ألمانيا نشرت كتيباً باللغة العربية جاء فيه: “على كل مسلم أينما وجد، وفي أي زاوية كان في العالم، أن يقسم قسماً رسمياً بأنه سيقتل ثلاثة أو أربعة مسيحيين على الأقل، وأن كل من يطيعون هذه الأوامر يتخلصون من هول الدينونية في اليوم الآخر”.

وبعد التمهيد بدقة متناهية بدأت عملية الإبادة الجماعية  (الجينوسايد)، وانطلقت المرحلة الأولى منها مع بداية دخول الحرب العالمية الأولى أي في عام 1914،  بقتل 150 ألف جندي وضابط أرمني في الجيش التركي على الجبهة الروسية. أما المرحلة الثانية والحاسمة فقد بدأت بشكل رسمي في ليل 24 نيسان 1915 باعتقال حوالي 600 شخصية من زعماء وقادة الأرمن في العاصمة اسطنبول، ضمت شخصيات دينية وسياسية وأعضاء في البرلمان العثماني، وشخصيات قدمت خدمات كبيرة للإمبراطورية من كتاب وشعراء ومحررين وأساتذة وأطباء وصيادلة ومحامين، الذين نقلوا أولاً إلى أنقرة، ثم نفوا إلى مناطق مجهولة، ولم يعرف لهم أثر بعد ذلك، وبشكل مترافق مع اعتقال المفكرين والشخصيات الأرمنية البارزة قامت بعزل الجنود الأرمن الباقين وتجريدهم من السلاح وتشغيلهم بأعمال السخرة، حتى وصل الأمر إلى إجبارهم على حفر قبورهم الجماعية بأيديهم قبل قتلهم.

أعقب ذلك عملية تهجير واسعة من الأقاليم الأرمنية إلى صحارى سوريا والعراق تخللتها أعمال نهب وسلب واختطاف وقتل لا مثيل لها. ومن 24 نيسان 1915 وحتى هدنة مودرس في 30 تشرين الأول 1918 تم في مذبحة جماعية منظمة ومخططة إبادة أكثر من مليون ونصف أرمني.

لقد تم إبعاد الأرمن وتهجيرهم عن جميع أقاليمهم ونواحيهم في الأناضول الشرقية والغربية وإقليم كيليكيا، ثم قتلوا أو تركوا يهيمون في الصحراء بقوافل الأطفال والنساء والشيوخ التي هلكت من الجوع والعطش، وظلت أكوام جثثهم متروكة في العراء، لتبقى شاهداً تاريخياً على (عرش الجماجم) الذي شيده الحكام الأتراك من عظام البشر الأرمن والكرد والعرب ومن القوميات الأخرى.

وبالانتقال إلى الدور والمشاركة الكردية في هذه الجريمة النكراء، لا بد أولاً من التأكيد على كلام الدكتور كمال أحمد مظهر في كتابه كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى بأنه “ومما يؤسف له أشد الأسف، أن الكرد أسهموا قليلاً أو كثيراً، عن وعي أو دونه، بتحريض من الآخرين أو عن عمد، في مذابح الأرمن هذه”. ولكن هذه المشاركة كانت مشاركة فردية، أي أن بعض الكرد سواء أكان عددهم قليلاً أو كثيراً، وسواء كانوا أشخاص أو مجموعات قاموا بتلك الأعمال بشكلٍ فردي، أي أنهم لا يمثلون ولا بشكل من الأشكال الشعب الكردي. أولاً لأن بعضاً منهم كانوا يمثلون السلطة الحاكمة مثل (تشكيلات الفرسان الحميدية) الذين كانوا جزءاً من القوات العثمانية، مثلهم مثل بقية أفراد القوات العثمانية من الدرك والشرطة. وهم بذلك لا يمثلون الشعب الكردي. كما أن بعض رجال الدين الكرد كانوا كالفرسان الحميدية جزءاً من السلطة السياسية العامة في الدولة، أو كانوا من عملاء وأتباع هذه السلطة، ومن أدوات أجهزة الدولة القمعية، وبالتالي فإن هؤلاء وأمثالهم يجب أن يحملوا وزر وأعباء المشاركة في تلك الجرائم كأفراد، ولا يجوز اتهام الكرد كشعب كردي في هذه الأعمال لأن بعض من قاموا بها ينتمون إلى هذا الشعب.

كما أن مشاركة بعض البسطاء والفقراء في عمليات نهب وسلب ممتلكات الأرمن المرحلين من مناطقهم جاء بدافع الفقر والعوز غالباً، أو بدافع الطمع في بعض الأحيان وحتى الحالة الأخيرة هذه ما كانت ترضي المسؤولين الأتراك الذين “كانوا يريدون من الأكراد قتل الأرمن أولاً، ومن ثم نهب أموالهم. وقد علق أحد المسؤولين الأتراك الكبار في مدينة موش على ذلك قائلاً: لقد أمرناهم بإبادة الأرمن، لكنهم كانوا سباقين إلى النهب أكثر منهم إلى القتل”.

وإذا كان قلة من الكرد شارك في تلك المجازر إلا أن الغالبية العظمى منهم والذين كانوا يعيشون مع الأرمن في نفس المناطق ويتعرضون للاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الأرمني وأحياناً أكثر، ويعانون مما يعانيه الشعب الأرمني من بؤس وحرمان وظلم واضطهاد، وكانوا يعرفون جيداً أن دورهم لا بد وأن يأتي مبكراً بعد مذابح الأرمن. كما سبق وأكد على ذلك  الشيخ عبيد الله النهري قائد الثورة الكردية لعام 1880 الذي قال: “نحن الأكراد، يريد الأتراك أن يستخدمونا فقط لاضطهاد إخواننا المسيحيين، وحين يقضى على المسيحيين، سيوجه الأتراك اضطهادهم إلينا”.

وقد تعاطف الكرد مع الأرمن في محنتهم، وحاولوا مد يد العون والمساعدة لهم، حيث “كان للأرمن في كل مكان أصدقاء بين الأكراد ينقذونهم عند الملمات من بين أيدي الترك، كان الأمر كذلك أثناء مذابح الأرمن في خواتيم القرن التاسع عشر. وخلال سنوات الحرب العالمية الأولى كان الأمر كذلك أيضاً، وفي العديد من المناطق كان الأكراد يساعدون الأرمن على الهروب والاختفاء. وفي مناطق أخرى لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أنضم أكراد كثيرون بأسلحتهم إلى جانب الأرمن، ونهضوا لمقاومة رجال الحكومة بقصد وضع حد للمذابح. لقد برز أكراد ديرسم في هذا المجال بشكل خاص. فقد انتفضوا مراراً جنباً إلى جنب مع الأرمن، ولم يقصروا في مختلف مراحل المذبحة عن تقديم أي مساعدة ضرورية للمنكوبين منهم، ولم يكونوا يتوجسون خيفة من الاتفاق مع زعماء الأرمن، بل أن ضابطاً كردياً يسمى (مصطفى وفا) انضم مع القوات التي كانت تحت أمرته إلى الروس للقتال ضد العثمانيين، وذلك تنفيذاً لاتفاق من هذا النوع، وقد آوى أكراد ديرسم أكثر من خمسة آلاف أرمني وأنقذوهم من الموت”.

وقد نقل الدكتور كمال أحمد مظهر عن عزيز ياملكي قوله: “إن كان بقي في الأناضول أرامنة، فهم الذين نجوا من سيوف الترك. وبدون أي مبالغة منا، فإن ثلاثة أرباع هؤلاء نجوا بمساعدة الكرد”.

وقد اتخذ الآلاف من الأرمن من قرى وخيام وبيوت الكرد ملاجئ ومخابئ لهم، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عُثر على عدد كبير من اللاجئين الأرمن في العديد من أنحاء كردستان، وبعد عقد هدنة مودرس في 30 تشرين الأول 1918 واستسلام الدولة العثمانية بفترة قليلة، زار مندوبون كرد ممثلي السلطات البريطانية في حلب حاملين إليهم رسالة خاصة بشأن الأرمن الذين آووهم، وكتب هؤلاء في رسالتهم أنه “في قرانا وخيامنا 650 أرمنياً، معظمهم من النساء والأطفال، وعند رفاقنا القاطنين في جوارنا أكثر من 3500 شخص، لقد أطعمناهم أربع سنوات، ولسنا نرغب في أن يذهب الخبز الذي أطعمناهم إياه هدراً. ونعلم كذلك أن في خيام القبائل الصديقة أيضاً – وهي كذلك خيام كردية – والتي تقطن في المناطق الشرقية على مسافة جد بعيدة عنا 6800 أرمني آخر يصعب علينا نحن الاتصال بهم” وقد أبدى أولئك الكرد في رسالتهم تلك استعداهم التام لإبداء أي مساعدة ضرورية للبحث عن الأرمن المشردين وتجميعهم.

وذكر أرامنة قرية (خاتسو Xatiso) في رسالة خاصة كيف أن أكراد عشيرة محمد آغا تصدوا بالسلاح للجنود والجندرمة العثمانيين ولم يسمحوا لهم بنقل وتهجير الأرمن. وكانوا رغم معاناتهم من المجاعة، يقسمون آخر كسرة خبز لديهم مناصفةً مع الأرمن، حتى أنهم كانوا يبيعون أمتعتهم الخاصة من أجل إطعام هؤلاء.

وتمتع الأرمن بالأمان والاطمئنان  طالما كانوا في حدود منطقة العشائر الملّية، حيث كانوا يلقون المعاملة اللائقة عندما يتنقلون من ويران شهر – عاصمة إبراهيم باشا الملّي – ومن أريافها إلى مضارب خيام البدو، ومنها إلى ويران شهر، وهم يبيعون الأعلاف والدهون. فلما انتشرت أخبار عدالة إبراهيم باشا الملي الذي كان يحمي المسيحيين من كل النحل والمذاهب في مدن الرها وماردين وديار بكر صار أبناء المسيحيين والمسلمين يتقاطرون أفواجاً مع عيالهم إلى قضاء ويران شهر، ويسكنون ويتاجرون فيها آمنين على أموالهم، وكان إبراهيم باشا يشجع الأرمن والكلدان على السكن في ويران شهر، وفي أطرافها، وأثناء مذابح ساسون التي  قام بها السلطان عبد الحميد الثاني خلال عام 1894، “تمكن إبراهيم باشا – الذي كان من أقوى فرسان الفرق الحميدية قوة ونفوذاً – من إنقاذ عشرة آلاف أرمني من الهلاك”، ويذكر عبد الإله خليل إبراهيم باشا حفيد إبراهيم باشا الملّي “أن مجموعات من الأرمن كانوا ضمن التحالف الملّي، وكانوا يعدون كأفراد القبيلة ويعاملون كمعاملة السريان، وأثناء مذابح عام 1915 استطاعوا إنقاذ بعض الأرمن، وأخذوا الأطفال وقاموا بتربيتهم وقد حافظوا على دينهم، ولم يتزوجوهم، وكانت عائلة الباشا تشتري قوافل الأرمن ومن ثم يطلقون سراحهم  أما في المناطق التي كانت تخضع لسلطة إبراهيم باشا المباشرة فلم يحصل لهم أي شيء”.

وما يجري اليوم في عفرين من التعاون والتنسيق بين الجيش التركي والفصائل العسكرية المرتزقة أو ما يسمى بالجيش الحر والقتل الممنهج وسرقة ونهب ممتلكات الكرد في عفرين، والتغيير الديموغرافي في المنطقة خير شاهد على نمط التفكير الطوراني الذي يعطي لنفسه الحق بالقيام بكل شيء والقضاء على كل من يعتقد أنه يشكل خطراً على الفكرة الطورانية.

المصادر والمراجع:

1- (الغصين)، فايز. المذابح في أرمينيا. حلب. 1920.

2- (اليافي)، د. نعيم، مجازر الأرمن وموقف الرأي العام العربي منها. دار الحوار. اللاذقية ط1. 1992.

3- (أبوبكر)، د. أحمد عثمان. أكراد الملي وإبراهيم باشا. مطبعة دار الجاحظ ، بغداد. 1972.

4- (أريسيان)، د. نورا. غوائل الأرمن في الفكر السوري. دار الفرات. بيروت. 2002

5- (حسرتيان)،  مانوفييل ارسونوفييج. انتفاضة الأكراد عام 1925. ت/ بافي نازي . بلا.

6- (داسنابيديان)، هراج. القضية الأرمنية. ت/ جوزيف كالوسيان . بلا.

7- (زهر الدين)، د.صالح . الأرمن شعب وقضية . بيروت. 1988 .

8- (طوريكيان)، شاوارش . القضية الأرمنية والقانون الدولي. بلا .

9- (قاسملو)، د.عبد الرحمن. كردستان والأكراد . المؤسسة اللبنانية للنشر . بيروت. 1970.

10- (مظهر)، د. كمال أحمد. كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ت/ محمد ملا عبد الكريم . بلا.

فارس عثمان

مجلة الشرق الأوسط الديموقراطي

“السرطنة” العثمانية- التركية والإبادة الجسدية للشعوب الشرق أوسطية

$
0
0

العثمانيون الذين اعتلوا منصة التاريخ لسبعة قرون متتالية، تضمنها 400 عام قضوها في احتلال العالم العربي وكردستان. يقول مؤرخون إن السلطنة العثمانية خلال هذه الفترة كانت “كسرطنة” دخلت جسد المنطقة وأبادت الملايين من الشعوب الرازحة تحت احتلالها.

الإمبراطورية العثمانية التي قامت عام 1299 ميلادياً على يد عثمان بن أرطغرل سقطت يوم 1 تشرين الثاني 1923 بإعلان تأسيس وريثتها الدولة التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال الدين أتاتورك، بعد 600 عام، سيطر خلالها العثمانيون ولو صورياً على معظم مناطق الشرق الأوسط والبلقان، وذلك على أطلال الخلافات الإسلامية وأوروبا الشرقية، وذاقت من ظلمها الشعوب التي وقعت تحت وطأتهم الويلات والمجازر التي ارتقت إلى الإبادة الجماعية للشعوب. وشهدت الدولة التركية القائمة على أنقاض العثمانية حقبة جديدة وتولت حكمها الأحزاب العلمانية على رأسها حزب الشعب الجمهوري، كما شهدت عدداً من الانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية، إلى أن جاء الخليفة التركي “العثماني” الجديد رجب طيب أردوغان والذى لا تفوت مناسبة حتى يعلن أنه «حفيد العثمانيين» ويقول «أنا زعيم أحفاد العثمانيين»، حيث يحاول أردوغان إعادة أمجاد هذه الدولة التي ولت من الزمن، فلا يكتفى باستئثار الحكم في تركيا وتغيير دستورها، ليصبح بعد أن كان رئيس الوزراء رئيساً للجمهورية، ولكنه لا يترك فرصة إلا ويتدخل في شؤون البلاد المجاورة لها والعربية والإسلامية عامة، وينصر الإرهاب والجماعات المتطرفة في محاولة لإحياء السلطنة العثمانية.

لذا كان ضرورياً أن نُذكر أردوغان وإخوانه والحاسرين على زوال خلافة آل عثمان، في هذه المساحة، بما ارتكبوا من إبادات “جينوسايد” بحق الشعوب والمذابح والمجازر في كل بقعة احتلوها من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. فيما حفيدة العثمانيين “تركيا اليوم” تسير على نهج جدها، وفي عفرين ترتكب اليوم مجازر دموية بحق آلاف المدنيين الكرد، حيث تتجه الأنظار والمخاوف إلى ارتكاب الدولة التركية الاحتلالية “جينوسايد” أخرى في عفرين على غرار ما ارتكبها أجدادهم العثمانيون بحق شعوب الشرق الأوسط عامة وكل بقعة احتلوها.

وقبل فتح صفحات التاريخ القديم والحديث واستخراج بعض ما ارتكبته العثمانية والدولة التركية من مجازر وإبادات بحق شعوب الشرق الأوسط، لنتعرف بداية على معنى مصطلح “الإبادة” أو “الجينوسايد”.

فما هي الإبادة أو “الجينوسايد”؟

 يعني مصطلح “الجينوسايد” القتل الجماعي أو الإبادة الجماعية الجسدية لشعب أو أقلية أو طائفة ما، وقلعها من جذورها من مختلف النواحي، كما أنها تعني القتل والتطهير العرقي والفناء الجماعي، وقد ظهر مصطلح (جينوسايد) في قاموس القتل الجماعي بعد عمليات (هولوكوست) أي الحرق الجماعي لليهود على يد النازيين في ألمانيا، حينما اعتبروا اليهود قمل دون مستوى البشر، والمتمدنون من سكان البارغواي اعتبروا السكان السود الأصليين فئران مسعورة، والبيض في جمهورية جنوب أفريقيا اعتبروا السود الأصليين قردة.

توصف جريمة الإبادة الجماعية أنها أشد الجرائم الدولية جسامة وبأنها جريمة الجرائم, وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946 قرارها المرقم ( 96 (د-1) ) الذي أعلنت خلاله أن جريمة الإبادة الجماعية جريمة دولية تتعارض مع روح الأمم المتحدة وأهدافها ويدينها العالم المتمدن، ومن ثم أنشأت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها استناداً إلى قرارها المرقم ( 260 ألف (د-3) ) لعام 1948. وتبنى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية نص المادة (2) من هذه الاتفاقية. وعرّف جرائم الإبادة الجماعية بأنها أي من الأفعال التي ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه إهلاكاً كلياً أو جزئياً، كما حددت الأفعال التي تنطبق عليها صفة الجرائم المذكورة.

 حالات جرائم الإبادة وحالات مشتبه بها جرت في القرن العشرين

أشهر عمليات الإبادة هو ما قام به النازيون، أثناء الحرب العالمية الثانية، من قتل لحوالي 11 مليون مدني، من بينهم يهود وسلافيون وشيوعيون ومثليون ومعاقون ومعارضون وسياسيون وغجر والعديد من الشعوب غير الألمانية.

ومن  أشهر المجازر التي شهدها التاريخ العالمي خلال القرن العشرين هي “مجازر الأرمن، مجازر سيفو، مجزرة سميل، هولوكوست أو المحرقة اليهودية، مذبحة سربرنيتشا، مجاعة هولودومور، مذبحة صبرا وشاتيلا، مذبحة حماة، عمليات الأنفال، الإبادة العرقية في رواندا، عمليات التطهير العرقي في بوروندي، نزاع دارفور، قتل الإيزيديين على يد داعش”.

 أبرز الجرائم التي ارتقت إلى “الجينوسايد” في كردستان والشرق الأوسط

لو بحثنا بين صفحات التاريخ عن أكثر من مارسوا سياسات الإبادة ضد الشعوب، فإننا سنجد بدون شك أن السلطنة العثمانية تحتل المرتبة الأولى في إبادة الشعوب وارتكاب أبشع المجازر والجرائم بحقهم لتوسّعَ وتمتن جذورَ إمبراطورتيها على حساب دماء وأرض ومقدرات تلك الشعوب المعرضة للإبادة، فالسلطنة العثمانية انتشرت كوباء أو سرطنة في جسم الشرق الأوسط وقضت على ملايين البشر وأبادت شعوب ومجتمعات وثقافات وأديان وحضارات بأكملها.

حيث ارتكبَ العثمانيون عدة مجازر بحق الشعوب المضطهدة  تعدّ من أكبر المجازر التي ارتكبت في تاريخ الإنسانية وعلى رأسها مجازر الأرمن ومذابح سيفو.

مجازر الأرمن

 في فترة الحرب العالمية الأولى، وصل مستوى التعصّب القومي بين العثمانيين إلى ذروته. العثمانيون ولخوفهم من أن تطالب الشعوب الخاضعة لهم بالاستقلال الذاتي أو أن تطالب بإدارة ذاتها، بدؤوا بقتل تلك الشعوب، أو صهرهم وتتريكهم، وارتكبوا مجازرَ جماعية بحقهم.

وسعى العثمانيون لصهر الشعوب الأخرى القاطنة في الإمبراطورية العثمانية في بوتقتهم، وذلك لقطع الطريق أمام موجات الحركات القومية الاستقلالية التي ظهرت في بدايات القرن الـ 20. أولى عمليات الإبادة بدأت بمجازر الحميديين، ففي المدن الجنوبية لتركيا قتل السلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني مئاتِ الآلاف من الأرمن والآشوريين.

وفي هذه الفترة ارتكب العثمانيون المجازرَ بحق الشعب الكردي في بيازيد وآلاشكرت، ومن جهة أخرى أذكى حزب تركيا الفتاة، الحربَ الطائفية بين الكرد والسريانيين بحجة “المسيحيون في الجنوب خطر على الوجود”.

ولكن المجزرةَ الأولى التي قتل فيها مئات الآلاف كانت مجزرة الأرمن. ففي فترة الحرب العالمية الأولى، خاف الأتراك من أن يتم تقديم الدعم لروسيا وأرمينيا، وبدؤوا بتغيير ديموغرافية المنطقة الواقعة شرق الإمبراطورية العثمانية. وفي هذه المنطقة، أفنى العثمانيون أهالي مئات القرى الأرمنية شرق الامبراطورية، حتى أنه في الـ 24 من نيسان 1915 جمع العثمانيون المئات من أشهر الشخصيات الأرمنية في اسطنبول وأعدموهم في ساحات المدينة، ثم تم أمر كافة الأرمن في منطقة الأناضول بترك أملاكهم والخروج، وخلال هجرة الأرمن قتل مئات الآلاف منهم.

المؤرخون الأرمن يشيرون بأن عددَ الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في هذه المجازر يبلغ مليون ونصف أرمني.

 مجازر السيفو بحق السريان، الآشوريين، الكلدان

الإبادة الجماعية السريانية – الآشورية، تُعرف أيضاً باسم مذابح السيفو، يقصد بها سلسلة الأعمال الوحشية والقتل المنظم والمتعمد التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين، سريان، وكلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم، كما نزح آخرون من مناطق إقامتهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران، على وجه الخصوص مناطق طور عابدين وهكاري بالإضافة لتواجدهم بأعداد وإن كانت أقل في مناطق مثل وان وسيرت وأورميا.

بدأت عمليات إبادة المسيحيين من غير الأرمن – حسب بعض الباحثين – سنة 1915 وبالتزامن مع بداية عمليات الإبادة الجماعية بحق الأرمن، إلا أنها استمرت إلى العام 1920 في وقت كانت فيه الفظاعات ما تزال ترتكب بحق أخوتهم الأرمن وصولاً للعام 1923.

اختلف الباحثون في تقدير عدد ضحايا الإبادة الجماعية السريانية- الآشورية (مذابح السيفو) ولكن يبقى الرقم المتفق عليه بين أغلب المهتمين في هذه القضية والمطلعين عليها هو 275.000 حيث يستندون في إحصائهم هذا إلى معاهدة لوزان، وإن كان البعض يرفع الرقم إلى 300.000 شهيد بالأخذ بعين الاعتبار عدد من المناطق العثمانية التي لم تشملها عمليات إحصاء أبناء الشعب السرياني-  الأشوري من قبل.

 مجزرة الجامع الكبير “التلل” في حلب ضد العلويين

بعد معركة مرج دابق واحتلال حلب، وللانتقام من العلويين، استهدفَ السلطانُ سليم في 26 تموز عام 1516 العلويين في مدينة حلب، وبعد أداء صلاة في الجامع الكبير، جمع العثمانيون 40 ألف علوي حمداني في إحدى الساحات الكبرى وقتلوهم، وسميت هذه المجزرة باسم مجزرة الجامع الكبير.

وكان من أبرز وأشهر نتائج هذه المجزرة المروّعة قيام المحتل العثماني بصناعة تلالٍ من جثامين الضحايا في وسط المدينة ولذلك اشتهرت هذه المجزرة وعرفت باسم مجزرة “التلل”.

وقُدّرَ عددُ القتلى ﺑﺤﻮﺍلي 40 ألفاً وقال البعض 90 ألفاً، وقيل أيضاً 200 ألف من الرجال والأطفال والنساء وكبار السن وعلماء الطائفة العلوية، وقد سالت الدماء في شوارع حلب.

ويوثق التاريخ نصّ الرسالة التي وجّهها قائد الحملة العسكرية العثمانية على المناطق التي يقطنها المسلمون السوريون، إلى سليم الأول وهي محفوظة في مكتبة ستراسبورغ الوطنية الجامعية الفرنسية، قسم المخطوطات العربية يبلغه فيها تنفيذ أوامره وقتل كل العلويين في حلب. وجاء في نص تلك الرسالة:

“بسم الله الرحمن الرحيم. ﺗﺤﻴﺎﺕ ﺇﺟﻼﻝ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ: ﺗﻨﻔﻴﺬﺍً لأﻭﺍﻣﺮ سعاﺩﺍت، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ القرﺍﺭﺍﺕ والتوﺻﻴﺎﺕ، ﻭﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻯ سوريا خاصة قرى النصيرية ﺣﺘﻰ ﺃﺩﻏﺎﻝ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺮ، ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺰﺭ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺧﺎﻟﺪ، ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺐ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺁﻓﺔ ﻭﻋﻠّﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﺳﺘّﺘﺐ دين ﺍﻹﺳﻼﻡ، “العثماني” طبعاً!، ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ لهؤلاء السوريين ﺩﻳﺎﺭ ﻭلن يعيشوا ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﻠﻴﻢ، وقد أكلت ﺑﻘﺎﻳﺎﻫﻢ وحوش الجبال وتماسيح الغاب، ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﺎﺏ، والله الموفّق للصواب.. لعنهم الله في كل كتاب، ودمتم بنور الله”.

وتقع ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻠﻞ قرب ﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ ﺑــ 2 ﻛﻢ غرباً، وقد جاءت ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ، كما سبق وأشرنا، ﻣﻦ تلك ﺍﻟﺮؤوﺱ التي حزّها المجرمون العثمانيون أجداد أردوغان بالسيف وهم في ذلك الفعل كانوا يؤسّسون لداعش والقاعدة وأخواتهما من تنظيمات الإرهاب المسلّح في سوريا والعراق ومصر، وتؤكّد بعض الروايات أن المحتل العثماني قام بحرق الأطفال والنساء أحياء ووضعهم في أفران عدرا العمالية، والذبح والسلخ وبقر البطون في حمص وشيّ الرؤوس في إدلب، وسحل الأجساد في الرقة، وغيرها الكثير.

مجزرة الشيعة في العراق

بعد دخول السلطان سليم إلى العراق، أصدر فتوى بأن كافة الشيعة في العراق هم كفار، وأخرج فرماناً بقتلهم. وبناء على هذا الفرمان وبحسب علماء التاريخ العلويين فإنه تم قتل 40 ألف شيعي عراقي.

ويلفت قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في كتابه “الدفاع عن الشعب”، الانتباه إلى “إرهاب” الدولة العثمانية ضد الشعوب الأخرى، قائلاً: “الحضارة الإسلامية العثمانية تقدمت بالسنية. الكرد العلويون والإيزيديون المناضلون أجبروا على صعود الجبال والمناطق العالية بعد أن قاموا بنصف ثورات. في وقت الوزير الأكبر مراد باشا، تم رمي 40 ألف علوي في الآبار وهم أحياء بالإضافة إلى إعدام بير سلطان عفدال، وهذه أمثلة تعتبر الأكثر رحمة لهذا الإرهاب والذي ترك أثراً”.

مجزرة كربلاء

حاولَ الشيعةُ في كربلاء عام 1842 الانتفاضَ بوجه العثمانيين، ولكن الوالي العثماني نجيب باشا، حاصر المدينة في ذلك الوقت وبدأ بقصفها، قطع أشجارها، ودخل بجيشه إلى المدينة. وتعرضت المدينة للدمار وارتكب العثمانيون مجازر بحق شعبها. المؤرخ حسين البراقي يقول إن عدد الذين قتلوا في هذه الأحداث هو 24 ألف مدني من رجال، نساء وأطفال.

مجازر العثمانيين لا تتوقف عند واقعتين فقط، فالمؤرخ عبد الرزاق الحسني يتحدث في بحثه الذي يحمل اسم “نزهة الإخوان في وقعة بلد القتيل العطشان”، عن أكثر من 7 مجازر ارتكبها العثمانيون بحق الشيعة في العراق بشكل خاص.

ومن جانبه يقول بروفيسور جامعة مصر حسين فوزي في أحد أبحاثه عن تاريخ العثمانيين في مصر “بعد دخول السلطان  العثماني إلى مصر عام 1517، نقص عدد المصريين الذي كان يبلغ 8 مليون في القرن الـ 14، إلى 2.5 مليون في القرن الـ 18، العثمانيون دمروا كل شيء، قتلوا المدنيين ونهبوا المنطقة”، ويصف فوزي اسبوع دخول العثمانيين إلى مصر بـ “الأسبوع الأسود”.

المجازر اليونانية

 بالإضافة إلى الآشوريين السريان فقد تعرض أيضاً عدد من أتباع الطائفة اليونانية في أراضي الإمبراطورية العثمانية في الحقبة التاريخية ذاتها إلى الإبادة الجماعية ويقدر عدد مجموع ضحايا المسيحيين على أيدي حكومة تركيا الفتاة قرابة 2.500.000 قتيل بينهم على الأقل 1.500.000 أرمني و500.000 يوناني. وفي وقت ينصب فيه اهتمام الباحثين الدوليين بالإبادة الجماعية الأرمنية يظهر عدد من خبراء الإبادات ليعلنوا أن العدد الأكبر من الضحايا التي قدمها الشعب الأرمني لا يلغي حقيقة كون الأشوريين أيضا قد تعرضوا لإبادة مماثلة، ممنهجة ومتعمدة.

 مذابح العثمانيين في مصر.. مقتل 10 آلاف مصري في يوم واحد

كانت القاهرة قبل عام 1517م، عاصمة الخلافة الإسلامية، ومركزها الأخير ـ وكان حكامها من المماليك خير مدافعين عن الأمجاد الإسلامية والعربية، وامتدت دولتهم إلى حدود آسيا الصغرى، مسيطرين على الشام، وكانت تدين لها بلاد الحجاز بالولاء، وكانوا القائمين على شؤون الحرمين الشريفين، علاوة على أن مصر كانت مقر الخلفاء العباسيين بعد سقوط بغداد، لتنتهي هذه الخلافة بعد نقل الخليفة المتوكل عنوة إلى اسطنبول ليتنازل عنها لسليم الأول الامبراطور التركي.

غزا العثمانيون بقيادة سليم، مصر، وطوال حكم العثمانيين لمصر، «ظلت صلة مصر بالإمبراطورية العثمانية ضعيفة غير وثيقة»، حسب ما يقول المستشرق والمفكر كارل بروكلمان، فى كتابه «تاريخ الأمم الإسلامية»، واقتصر هم العثمانيون على جباية أموال وخيرات الأمة المصرية، إلى أن جاء محمد علي وحصلت مصر على استقلالها الجزئي.

وخلال الاحتلال العثماني لمصر ارتكبوا مجزرة مروعة بحق المصريين في شهر كانون الثاني 1517 ويعتبر يوم نكبة وحسرة للمصريين، وحسب ما يقول المؤرخ المصري محمد ابن إياس في كتابه “بدائع الزهور في وقائع الدهور”، «أنه لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه» ووصل الأمر لوصفه أنه وقع فيها مثل ما وقع من جند هولاكو في بغداد.

ويروى المؤرخ المصري آيات وقصص الظلم الذي وقع وأصاب المصريين من العثمانيين في مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى في يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم «فالعثمانية طفشت في العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف في أهل مصر قاطبة».

 المجازر العثمانية في بلاد الشام

هذا ويُحدّثنا التاريخ أيضاً أن العثمانيين في بدايات غزوهم لبلاد الشام ارتكبوا عشرات المجازر الدامية نذكر منها:

1 – عام 1515م استباحة حلب ومعرّة النعمان أسبوعاً كاملاً ما أدّى إلى مقتل 40 ألف في حلب، و15 ألفاً في معرّة النعمان.

2 –  عام 1516م استباحة دمشق ثلاثة أيام ما أدّى إلى مقتل 10 آلاف شخص.

3 – عام 1516م استباحة ريف إدلب وحماة وحمص والحسكة ومقتل عشرات الآلاف من السكان.

4 – عام 1847م مذابح بدرخان حيث قتل أكثر من 10 آلاف في منطقة حكاري.

5 – 1841 – 1860م مذابح جرت بعد خروج جيش محمّد علي باشا من لبنان في منطقة حاصبيا والشوف والمتن وزحلة حيث قتل أكثر من 82 ألف لبناني.

6 – مذابح عام 1860م: وهي أعمال عنف وقعت بين السكان في المنطقة الممتدة بين دمشق إلى ساحل لبنان والبقاع، حيث كانت الدولة العثمانية تغذّي الصراع سرّاً وتزيد من الشرخ القائم بين السكان بسبب وقوف المسيحيين مع محمّد علي باشا، وفي دمشق تم قتل 25 ألفاً من السكان في تلك الأعمال وبتحريض ومساعدة الجيش العثماني ونهبت بيوتهم وتشرّدوا وقتلوا وهُدِمت أراضيهم وبيعت ممتلكاتهم.

7 – عام 1895م مجازر ديار بكر وطور عابدين وماردين حيث قتل أكثر من 15 ألفاً من الأرمن والسريان والآشوريين.

 المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي

تعرض الشعب الكردي على مدى تاريخه للعديد من مجازر الإبادة على يد الدول والسلطات التي حكمت كردستان، إلا أن أكبر المجازر وأفظعها تعرض لها الشعب الكردي على يد الدولة التركية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، يضاف إليها المجازر التي ارتكبها نظام صدام حسين في كردستان الجنوبية منذ ثمانينات القرن الماضي.

في حزيران 1927 أصدر مجلس تركيا قانوناً ينص على تتريك كافة المواطنين المقيمين في تركيا وذات الأقلية دينياً وعرقياً فيما انتفضت بعض المدن الكردستانية  ضد قرار مجلس تركيا وارتكبت تركيا مجازر بحق بعض المدن الكردية منها مجزرة ديرسم ومجزرة زيلان.

 مجزرة زيلان

المجزرة التي قامت بها الدولة التركية ضد الكرد في باكور كوردستان عام 1930, في فترة ما قبل ظهور الحركة الثالثة لانتفاضة آغري, أثناء توجه الشعب الكردي إلى وادي زيلان الواقعة في منطقة أرجيش التابعة لمحافظة وان، هرباً من بطش النظام والأعمال الوحشية التي كان يقوم بها الجيش التركي من قتل وحرق وهدم القرى، فيما أشارت بعض الجهات الرسمية بأن عدد القتلى وصل إلى 47 الف شخصاً.

 مجزرة ديرسم

وقعت مجزرة ديرسم بين عام 1937 و1939 في منطقة ديرسم، بعد أن دمرت المدينة بشكل كامل، وعلى أنقاضها أنشأت الدولة التركية محافظة أخرى تسمى اليوم باسم تونجيلي. كان سبب المجزرة المقاومة المسلحة بقيادة سيد رضا ضد قانون إعادة التوطين النقل القسري للسكان، ضمن تنفيذ تركيا لسياسة التتريك آنذاك، وهي أكبر انتفاضة كردية في تركيا بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925، قتل فيها الآلاف من العلويين والكرد الزازيين وشرد داخلياً الكثيرون، وقد أكد المؤرخون أن العدد الإجمالي للوفيات كانت قرابة 14 ألف كردي.

 عمليات الأنفال

عمليات الأنفال أو حملة الأنفال هي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام البعثي في العراق السابق برئاسة صدام حسين سنة 1988 ضد الكرد في باشور كردستان، وقد اعتبرت الحكومة العراقية آنذاك الكرد مصدر تهديد لها، وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، قام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وأفواج ما يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي، وقد تضمنت العملية ستة مراحل انتهت بتدمير ما يقارب من 2000 قرية وقتل الآلاف من المواطنين الكرد في مناطق جنوب كردستان أثناء عمليات الأنفال وإجبار قرابة نصف مليون مواطن كردي على الإقامة في قرى أقامتها الحكومة العراقية آنذاك خصيصاً كي تسهل السيطرة عليهم وجرى إلقاء القبض على ما يقارب من 1000 مواطن كردي جرى تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية في مناطق نائية من العراق.

 مجزرة حلبجة

الهجوم الكيمائي على حلبجة هو هجوم حدث في السنوات الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية، حيث كانت مدينة حلبجة محتلة من قبل الجيش الإيراني، وعندما تقدم إليها الجيش العراقي تراجع الإيرانيون إلى الخلف وقصف الجيش العراقي البلدة بالغاز الكيميائي قبل دخولها مما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الكرد، وأصيب 7000-10000 وكان أغلبهم من المدنيين، كما مات آلاف من سكان البلدة في السنة التي تلت الهجوم نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية التي ظهرت على الولادات الجديدة.

مجزرة داعش ضد الإيزيديين الكرد

ولم تكتف الدولة التركية بارتكابها المجازر في تركيا فقط، بل وجهت الدولة التركية مرتزقتها إلى المناطق الكردية في روج آفا، وتصدت وحدات حماية الشعب والمرأة وتمكنت من القضاء على تلك المجموعات الإرهابية، فيما ارتكبت المرتزقة مجزرة بحق الكرد الإيزيديين في باشور كردستان وذلك نتيجة اتفاقيات بين الدولة التركية وسلطات باشور.

مجزرة مرتزقة داعش التي تعمل مع الدولة التركية وصفت بأنها إبادة جماعية من قبل مرتزقة داعش تعرض لها الإيزيديون في العراق، جرت هذه الإبادة بعد بدء الحرب بين مرتزقة داعش وإقليم كردستان في شمال العراق، حيث انسحبت قوات البيشمركة انسحاباً مفاجئاً من شنكال، فقامت داعش باحتلال المنطقة في يوم 4 أغسطس 2014 وقتلوا عدداً كبيراً من الإيزيديين يصل لحوالي 5,000 شخص وقاموا باختطاف العديد من النساء الإيزيديات، بينما نزح البقية إلى جبل سنجار وحوصروا هناك لعدة أيام وفقد العديد منهم هناك بسبب الجوع والعطش والمرض، إلا أن وحدات حماية الشعب الكردي قامت بتأمين ممر آمن لإيصال الإيزيديين إلى المناطق الآمنة.

 عفرين.. شنكال ثانية تتبدل فيها راية المرتزقة بقيادة رسمية من تركيا

إن التاريخ يُنبئنا بأن العثمانيين كانوا يقتلون ويذبحون ويسرقون ويمارسون الغزو والاحتلال ثم يسمّون ذلك فتحاً إسلامياً. عشرات المذابح التي لا يقرّها دين أو عقل؛ ولذا فإن عفرين كما نرى وبعيداً عن حسابات السياسة والاستراتيجية؛ هي امتداد منطقي لمذابح العثمانيين ضد الشعب السوري، من زاوية العمق التاريخي ومن زاوية فلسفة أردوغان في الغزو والعدوان واستخدام الإسلام كعنوان لتبرير ذلك، وهو منه براء.

حفيدة العثمانيين تركيا اليوم وفي عفرين تريد إعادة تكرار هذه المجازر بحق المدنيين، أكثر من 10 مجازر ارتكبها طيران الاحتلال التركي خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي راح ضحيتها العشرات من المدنيين. أغلب هذه المجازر استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء، ناهيك عن قتل المدنيين في القرى التي احتلوها والعديد من مقاطع الفيديو والصور أثبتت ذلك من خلال تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي .

وهنا تتوضح صلة الوصل ما بين التاريخ الدموي القديم والجديد ”القتل، النهب، والإبادة العرقية”، إذ إن نفس الأساليب التي اتبعها العثمانيون تتم اليوم، لكن بيد جيش أردوغان الذي يفضل مناداته ما بين مريديه ومرتزقته ”بالسلطان الجديد”

أعاد الاحتلال التركي من خلال هجماته العدوانية على أراضي عفرين المجزرة التي ارتكبت بحق الكرد الإيزيديين في شنكال، فالمرتزقة التي استعملتها الدولة التركية في المجزرة على كرد شنكال استعملها الدولة التركية اليوم في عفرين بنفس الفكر وباسم وراية مختلفة، فأثبتت عدة صور وفيديوهات في المناطق الحدودية التي احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها في عفرين، التطهير العرقي وارتكاب مجازر بحق مكونات الشعب الكردي ونهب البيوت والأموال. وكان المدنيين والبنى التحتية والمرافق العامة الحياتية للسكان هدف رئيسي للإرهابيين وطائراتهم، ونتيجة لذلك استشهد 232 مدنياً معظمهم أطفال ونساء، كما جرح 668 مدني بينهم حالات حرجة.

وقيام الاحتلال التركي بإسكان عوائل مرتزقته في القرى والبلدات التي احتلوها ما هو إلا دليل واضح وصريح على الإبادة الجماعية بحق أهالي عفرين التي يحاول جيش الاحتلال التركي تطبيقها.

 خطر “السرطنة” العثمانية يحييها أردوغان اليوم في المنطقة

ينفخ أردوغان في نيران الصراعات الأثنية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط، مكملاً بذلك السياسة العثمانية القديمة، يسعى من خلال ذلك إلى تغيير ديمغرافية المنطقة عبر دفع السكان الأصليين للهجرة عن طريق سياسات الترغيب والترهيب، وتستوطن بدلاً عنهم التركمان والأتراك.

كما يستخدم شعوب المنطقة بحسب مصالحه الخاصة، ويحفز مسألة عودة الخلافة الإسلامية في عقول المسلمين السنّة، ويدعي أنه الشرارة التي ستعيد هذه الخلافة. وبهذه الحجج يتدخل في الدول المجاورة له، وفي نفس الوقت يكرر التاريخ الدموي العثماني في شمال كردستان وروج آفا (شمال سوريا).

وقد صرح أردوغان في أكثر من مناسبة القول التالي، “لقد أجبرونا على قبول الحدود الحالية. لوزان لم يكن نصراً بالنسبة لنا. إما أن تصبح تركيا أكبر وإما أن تصبح أصغر”. ويتحدث أردوغان مرة أخرى عن الحدود من حلب إلى الموصل. فحسب أردوغان كان من المفروض أن تكون مناطق روج آفا/ شمال سوريا وباشور/شمال العراق جزءاً من الخريطة التركية. حيث ارتكبوا في هذه المناطق العشرات من المجازر وقتلوا الآلاف.

لذلك، فإن تواجد حزب العدالة والتنمية وأردوغان في المنطقة هو بمثابة خطر كبير ودائمي على العراق وسوريا والشرق الأسط عامةً، يخلق الأزمات والتناقضات بشكل مستمر بين مكونات المنطقة.

كما أن تكرار التجربة العثمانية سيكون لها آثاراً خطيرة. بكلمة أخرى فإننا سنشهد تكرار التاريخ الدموي العثماني في الشرق الأوسط الذي أعاد المنطقة قروناً إلى الوراء وقضى على الحضارات ونهب خيرات البلدان، مرة أخرى.

خلاصة

اذا ما تأمّلنا في كل تلك الأحداث وحاولنا ربط الماضي بالحاضر، ستتضح لنا قصة الأطماع العدوانية التركية الممتدة والدائمة ضد سوريا، وهنا لا ينبغي أن نستهين بالتاريخ ودوره في تشكيل عقلية شديدة الغرور والصلف مثل عقلية حزب العدالة والتنمية ذي الميول العثمانية ولا نقول الإسلامية، والعثمانية كما نفهمها، “طريقة و منهج” وحشية وعدوانية في غزو البلاد المجاورة وإقامة الامبراطوريات على جثث الشعوب وحضاراتها، توظّف الدين، الذي هو هنا الإسلام، في لعبة السياسة والحرب لاستعباد الأقليات والشعوب الأخرى، وهي أخيراً من ثم “طريقة ومنهج” لا تقف عند زمان بعينه، لكنها تمتد إلى أزمنة أخرى بما فيها زماننا هذا، إنها فلسفة قائمة بذاتها، إذا جاز أن نسميها فلسفة، فلسفة للقتل ولسفك الدماء وتبرير ذلك كله باسم الإسلام وهو قطعاً براء من كل هذا الإرث العثماني الشاذ والمعادي لروح الدين وعدالته.

هكذا كان تعاملهم مع السوريين، إجرام يسمّونه إسلاماً، وقتلاً يسمّونه نصرة للدين، فهل اختلف هو عنهم عنفاً في عفرين اليوم؟، وفي باقي الجغرافيا السورية من مذابح بدأت منذ سبع سنوات باسم الربيع العربي والثورة السورية؟.

المصادر :

ـ روبرت ميلسون ـــ الاستفزاز او القومية في الابادة الجماعية للأرمن ـــ نيوجرسي ــ 1986.

ـ هاروت ساسونيان ـــ الإبادة الجماعية للأرمن ، وثائق وإعلانات ــ 1915ـــ 1995 ـــ لوس انجلس ــ 1996.

ـ عبد الله أوجلان في كتابه “الدفاع عن الشعب”.

ـ المستشرق والمفكر كارل بروكلمان، من كتابه «تاريخ الأمم الإسلامية».

ـ المؤرخ المصري محمد ابن إياس من كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور”.

ـ ملفات من وكالة أنباء هاوار ANHA.

لزكين إبراهيم

مجلة الشرق الأوسط الديموقراطي

الطباعة الأرمنية

$
0
0

 

يعد اختراع المطبعة الميكانيكية يوهانس جوتنبرج في ألمانيا (حوالي 1439) ، بدأ الأرمن من جميع أنحاء الشتات بنشر كتب باللغة الأرمينية. نشر أول كتاب له رسائل أرمينية في ماينز (ألمانيا) في عام 1486. ​​وكان أول كتاب أرمني تنشره المطبعة هو كتاب أورباتاجيرك – كتاب صلاة الجمعة – الذي نشره Hakob Meghapart في البندقية عام 1512.

تاريخ طباعة الكتاب الأرميني هو تاريخ النشر والتوزيع الشامل للنصوص باللغة الأرمنية. نُشر النص الأول باللغة الأرمنية عام 1475 في ألمانيا. كان مؤسس مطبعة الكتاب الأرمنية هاكوب ميجابارت ، الذي نشر خمسة كتب في البندقية في 1512-1513. أصبحت اللغة الأرمينية اللغة الثامنة عشرة في العالم ، والتي طبعت الكتب على طريقة غوتنبرغ.

في عام 1771 أصبح من الممكن تنظيم الطباعة على أراضي أرمينيا نفسها. قبل 1 يناير 1800 ، تم نشر أكثر من 1154 كتاباً باللغة الأرمينية. منذ عام 1920 أصبحت أرمينيا المركز الرئيسي للطباعة الكتاب الأرمنية. في الوقت الحاضر ، تطورت الطباعة الأرمينية في أرمينيا نفسها وفي بلدان الإقامة في الشتات الأرمني. لعبت طبع الكتب دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الثقافي الأرمني.

قبل التاريخ

في القرن الثالث عشر ، كان أنطون الأرمني من البندقية ، ومعه ماركو بولو ، عضوًا في البعثة إلى الصين ، ونتيجة لذلك ، ووفقًا لبعض الافتراضات ، استعار الأوروبيون تقنية الطباعة بالأخصر. كتب نيكولاي غافريلوفيتش سبافاري-ميليسكو ، الذي زار الصين في عام 1676 مع السفارة الروسية: “مسدسات الليثيوم ، وهم يتجولون حول الحصير البحرية ، وكذلك الكتب التي طبعوها من الصينيين في أوروبا. استغرق Kalmyks والتترار الصين ، ومعهم وصلوا إلى الصين أوديريديك الأب ، وأنتون الأرمينية وماركو بول venetsyanin ، وحقاً أنهم في أوروبا من الصين يتم جلب الفن “. هذا ما يؤكده باحث روسي بارز في الكتابة وطباعة الكتاب. ل. نيميروفسكي.

في القرن الخامس عشر وما يقرب من 250 عامًا ، كان تطوير مطبوعات الكتاب في المنطقة التاريخية لأرمينيا مستحيلاً – بسبب عدم إقامة الدولة ، وعدم الاستقرار السياسي ، والحروب التي لا نهاية لها والدمار المتصل بها ، وأيضاً بسبب نقص من الروابط مع المراكز الثقافية الأوروبية.

نُشر أول نص مطبوع باللغة الأرمنية (صلاة “أبانا” ، تم تجنيده باللغة اللاتينية) في وصف سفر يوهان شيلبيرجر ، الذي نشر في ماينز في عام 1475. وقد خصص المؤلف عدة فصول لأرمينيا ، حيث يستشهد ببعض الكلمات الأرمنية (أيضا اللاتينية). صلاة “أبانا” باللغة الأرمنية ، وفقا ل Shildberger ، تم تدريسه له من قبل الأرمن كاراباخ في عام 1420:

DAS ARMENISCH PATER NOSTER
Har myer ur erqink؛ es sur eytza annun chu؛ كا ارشوان تشو jegetzi kam chu [worpes] hyerginckch yer ergory؛ hatz meyr anhabas tur myes eisor؛ yug theug meys perdanatz hentz myengkch theugunch meyrokch perdapanatz؛ نعم myug myes y phurtzuthiun؛ haba prige myes y tzscharen. آمين

في عام 1486 ، قام برنارد فون بريندينباخ في كتاب “رحلة إلى الأرض المقدسة” بطباعة النص الأرميني بطريقة مختلفة. يحتوي هذا النص على الأبجدية الأرمينية ، حيث يتم أيضًا تقديم الأحرف بشكل متوازي.

وهكذا ، ظهرت أولى النصوص المطبوعة باللغة الأرمنية في عصر الإن Incونulaولا.

القرن السادس عشر. أول طابعة Acop Megapart

كان أول ناشر للكتاب باللغة الأرمنية قسًا يدعى هاكوب. لاسمه في المستقبل تمت إضافة لقب “Megapart” (“الخاطئة”) ، وفقا للمذكرة التي تركها له. الكتاب الأول الذي نشرته Megapart يسمى “Urbatagirk” (كتاب الجمعة) ، وقد تم طبعه عام 1512 في مدينة البندقية. وتجدر الإشارة إلى أنه في ذلك الوقت ، كان هناك مجتمع أرمني عمره قرون في إيطاليا. يعتبر هذا التاريخ بداية لتاريخ طباعة الكتب الأرمنية [Comm 1]. “Urbatagirk” هي مجموعة طبية تعود إلى العصور الوسطى ، بالإضافة إلى نصوص أخرى ، الفصل الواحد والأربعون من “كتاب الحنين إلى الموت” Grigor Narekatsi (القرن العاشر). في السنة التالية ، 1513 ، نشرت Megapart أربعة كتب أخرى (حسب الترتيب الزمني): Pataragatetr (شرائع الكنيسة الأرمنية الرسولية) ، Akhtark (مجموعة من الدراسات الفلكية ، مقالات عن الشفاء) ، Parsatumar (36 عاما والتنبؤات) ، Tagaran ( مجموعة من الأعمال من قبل المؤلفين الأرمينيين البارزين في العصور الوسطى ، مثل Nerses Shnorali (12th c.) ، Frik (13th c.) ، Mkrtich Nagash (XV c.) ، Hovhannes Tluranzi (16th c.) وغيرها.). دخول لا تنسى هو فقط في نهاية “Pataragatetra”:

“هذه الرسائل المقدسة كانت مكتوبة في عام 962 (1513 من ميلاد المسيح) في مدينة فيينا المحمية من الله ، والتي هي البندقية ، في فرانكونيا ، بيد خاكوب الخاطئة. من يقرأها (عليهم) ، يسأل الله عن مغفرة خطاياي “.

في نهاية الكتب التي نشرتها هاكوب ، طبعت علامة على شكل حرف مع حروف لاتينية ديزا. لا يعيد فك تشفير لا لبس فيه نفسه. النسخة الأكثر شهرة من K. Basmajyan: Dei servus – عبد الله ، Iakobus – Hakob ، Zanni – Cagni (yang) ، armenius – Armenian. تتم طباعة الكتب باللون الأسود والأحمر ، مصورة بشكل جيد. ووفقا لما ذكره العضو المناظرة في RAS A. Sidorov ، فإن منشورات Megaparta نقلت إلى موسكو واستخدمها الرواد الروسي إيفان فيودوروف.

تعتبر أبجر توهاتيتسي ثاني شركة أرمينية لطباعة الكتب. كان شخصية بارزة في حركة التحرر الأرمنية في أواخر القرن السادس عشر. كونه في إيطاليا بمهمة سياسية خاصة ، أسس أعمال الطباعة ، بعد أن حصل على الإذن المناسب من البابا بيوس الرابع. في عام 1565 ، في مطبعته الخاصة في فينيسيا ، يطبع التقويم و “سفر المزامير”. في وقت لاحق ، انتقل Tokateci إلى القسطنطينية ، حيث نشر ستة كتب أخرى في 1567-1569: “القواعد النحوية الصغيرة أو الأبجدية” ، “Tonatsuits” (تقويم الأعياد الكنسية) ، “Parzatumar” (التقويم) ، “Pataragamatuyts-Ahotamatuits” ، “كتاب الأغاني “و” Mashtots “(مجموعة من طقوس الكنيسة). في عام 1579 أمر ابنه سلطانة في روما بخطوط طباعة أرمينية جديدة ، والتي أصبحت فيما بعد الأكثر شيوعًا في الطباعة الأرمينية (corpus). على أساس تكمن في bolargir الخط. من خلال جهود السلطان شاه وهوفانيس ترزنزي ، الذي انتقل من أرمينيا إلى روما (1584) ، تم نشر التقويم الغريغوري (في دار دومينيشي باسي للنشر) ، بالإضافة إلى الكنيسة والنصوص الدينية. في البندقية في 1587 نشر كتاب التراتيل. يُطلق على آخر الطبعات المعروفة من طابعات الكتب الأرمينية في القرن السادس عشر اسم “خدمة التدريس القصيرة للكنيسة” ، وقد نُشرت عام 1596.

وضع بعض الكتاب الأوروبيين في نفس الفترة نصوصًا مطبوعة أو نصوصًا أرمنية في كتبهم. على سبيل المثال ، في كتاب “Linguarum” (lat.) المستشرق Guillaume Postel ، الذي نشر في 1538 في باريس ، نشر نصًا أرمنيًا. تتوفر نصوص مشابهة أيضًا في الإصدارات التالية: Kondrat Gesner، “Mithridat” (Zurich، 1555)، Blaise de Wijner “The Book of Writings” (Paris، 1586)، Peter Getanii Palma، “Samples” (Paris، 1596). النصوص الأرمنية منقولة (غوتنبرغ) في كتاب “مقدمة” للمستشرق الإيطالي ثيزيا أمبروسيوس (1539) وفي كتب ليونارد ترنرزر الألمانية (برلين ، 1583 ، كولونيا ، 1587). وفقا للبيانات الموجودة ، خلال المائة سنة الأولى من وجود الطباعة الأرمنية ، تم نشر 32 كتاباً من الكتب ، منها 19 بائعاً أرمنياً حصرياً للأرمن.

القرن السابع عشر. دار الطباعة Voskanyanovskaya

في بداية القرن السابع عشر ، بدأ الفاتيكان يظهر اهتمامًا أكبر بشعوب الشرق ، بما في ذلك الأرمن ، الذين يسعون إلى نشر الكاثوليكية بينهم. ولتحقيق هذه الغاية ، أنشأ البابا أوربان الثامن في روما دارًا للنشر خاصًا ، حيث طبع خلال القرن السابع عشر حوالي 30 عنوانًا باللغة الأرمينية ، معظمها ذات طابع ديني ، بالإضافة إلى القواميس والمجموعات الأخرى لدراسة المبشرين. من اللغة الأرمنية. تم إنشاء مطبوعات أخرى في أوروبا في مستعمرات أرمنية كبيرة بدعم مالي من البورجوازية التجارية الأرمينية.

انتقلت من أرمينيا إلى لفيف هوفانيس كارماتيانتس في 1616 بإنشاء مطبعة وضمن 1616-1618 مطبوعات “مزامير” و “دكتور”.

في عام 1638 في كنيسة القديسة أمينابراخيتش (المخلص المقدس) في منطقة أصفهان الأرمنية في نيو جولف خاتشور كيساراتسي (1590-1646) وعدة من شركائه بقواتهم الخاصة (بدون أخصائي أوروبي) قاموا بتصميم مصنع طباعة و مطحنة الورق. من 1639 إلى 1642 ينشرون المزامير ، وحياة الآباء ، و Hordautre (مجموعة من شرائع خدمة الكنيسة) ، والساعات. نوفودوزهلفين دار الطباعة الأرمنية كانت أول مطبعة في إيران. واستمرت أعمالهم من قبل Hovhannes Dzhugaetsi. آخر عام 1644 ، بعد أن نشر “سفر المزامير” في ليفورنو ، ينقل مطبعته إلى New Djulfa حيث في 1647 مطبوعات “Parzatumar” (التقويم). ثم يتعهد نشر الكتاب المقدس ، والتي ، ومع ذلك ، لا يزال غير مكتمل. مع بعض الانقطاعات ، تعمل دار طباعة جلف الجديدة إلى يومنا هذا.

ومع ذلك ، كان أهم حدث في تاريخ طباعة الكتب الأرمنية في القرن السابع عشر هو تأسيس دار الطباعة Voskanyanovskaya. كاثوليكوس هاكوب Dzhugaetsi بهدف إنشاء دار الطباعة دائمة لكاتدرائية Etchmiadzin يرسل الكنيسة كاتب العدل ماتيوس Tsaretsi إلى أوروبا. نجح في السنوات 1658-1660 في أمستردام لتأسيس دار للطباعة (سانت إشميادزين وسانت سركيس). في 1664 أصبح Voskan Erevantsi رئيس دار الطباعة ، أحد الممثلين البارزين للمفكرين الأرمن في تلك الحقبة. انتقلت دار الطباعة في عام 1669 من أمستردام إلى ليفورنو ، من هناك إلى مرسيليا (بعد حصولها على إذن خاص من المحكمة الفرنسية) ، حيث كانت تعمل حتى عام 1686 ، بعد أن نشرت أكثر من 40 كتابًا من الكتب الأرمينية. للمرة الأولى ، كانت دار الطباعة الأرمنية تعمل لفترة طويلة وأصبح نشاطها مثمرًا للغاية. نشر دار الطباعة Voskanyanovskaya كلاً من الكتب الدينية والعلمانية: الكتاب المقدس (1666-1668 ، الطبعة الأولى) ، “The Gymnasium” (1665) ، “Psalter” ، “Mashtots” (مجموعة من شرائع خدمة الكنيسة) ، “ساعات” ، وأيضاً “الكتاب أبجدي” ، “النحوي” (المؤلف فوسكان إيريفانتسي) ، “الجغرافيا” ، الخرافات فاردان أيجيكتسي (طبعتين ، 1668 و 1683) ، “تاريخ” أراكيل دافريزيتي (1669) ، الخ. منشورات رائعة نشرت هنا هي “الرياضيات” (1675) – أول كتاب مطبوع باللغة الأرمنية الجديدة (Ashkharabar). في عام 1673 في مرسيليا لأول مرة أخذ الطبعة الكاملة من “كتاب المراحيض” غريغوري من Narek ، لكن الكنيسة الكاثوليكية تمنع نشر الكتاب. هنا تنشر أعمال عالم اللغويات الأرمنية هوفهانس أولوف “الفن الخطابي القصير” (1674) ، والتي تبدأ منها بالفعل مرحلة جديدة من الدراسة العلمية لأساليب اللغة الأرمينية. كان لنشاط نشر Voskan Erevanzi أهمية أساسية في تاريخ طباعة الكتب الأرمنية. لأول مرة نمت تداول الكتب من عدة مئات من النسخ إلى عدة آلاف. كانت التدفقات في بعض الأحيان مرتفعة بشكل مثير للدهشة ، كما أن طابعات الكتب الأرمينية ، التي تمتلك شبكة حصرية وشبكة تجارية ، نجحت في توزيع كتبهم. تميزت الكتب من هذه المطبوعة من خلال صلاحيتها (النصوص) ، ونشر الثقافة. أصبح فوسكان يرافانتسي عمليا مؤسس مطابع الكتب الأرمينية المستمرة. ينشئ طلابه في مدن مختلفة متاجر طباعة جديدة. وهكذا ، فإن Mateos Vanandeci ، بعد أن انتقل إلى أمستردام في عام 1685 ، يطور نشاط النشر هنا. هناك شخصيات ثقافية بارزة وعلماء Tovmas Vanandetsi و Ghukas Vanandetsi. لأول مرة “تاريخ أرمينيا” Movses Khorenatsi و “الجغرافيا العالمية” (كلاهما في 1695) ، يتم طباعة العديد من الأعمال العلمية من Gukas Vanandetsi. كانت دار الطباعة تعمل حتى عام 1717. وفي نفس العام في البندقية ، تم تأسيس دير المختارين.

في عام 1686 في فينيسيا ، قام طالب فوسكان إيريفانزي تاديز أمازاسبيان بدعم مالي من التاجر جاسبر ساراغراديان بإنشاء مطبعة وفي 1688 مطبوعًا “شاشوتز” كبيرًا (1222 ص. ، مجموعة من نصوص خدمات الكنيسة من الظهر إلى المساء ). في عام 1687 ، وبدعم مالي من Nahapet Gulnazar ، نشر “البيت الأرمني” في البندقية “تفسير سفر المزامير” – الطبعة الثانية باللغة الأرمينية. من عام 1677 إلى عام 1678 ، نشر كمشريان كتابين في مطبعته الخاصة في القسطنطينية ، وفي نهاية القرن السابع عشر أسس ساركيس إفدوكاتسي ، وغريغور مارزفانيتستي ، وآشور كونستادبوسبوسيتسي مطبعة هنا. أصبح الاثنان الأخيرين الشخصيات الرئيسية للطباعة الأرمنية للقسطنطينية في النصف الأول من القرن الثامن عشر. Hovhannes Olovbecomes المؤلف الأكثر المنشورة في تاريخ 300 عام (1512-1800) من الكتاب الأرمني القديم المطبوع. قام خلال حياته بنشر أكثر من 15 عملاً من أعماله المترجمة.

في هذا العصر في البندقية ، طبعت الكتب الأرمينية أيضا بطباعة الكتب الإيطالية واليونانية J. Bovis و J. Moretti و Michelangelo Barboni و Antoni Bortoli و Giovanni Basho و Stefano Orlando و Piero Valvazi و Demetriou Teodosiu et al ..

القرن الثامن عشر

أصدر مطرب سيباستاتسي (1676-1749) وطلابه ، الذين استقروا في البندقية ، في مطابع إيطالية ، كتبًا أرمنية للمحتوى العلماني والديني. من هذه الكتب المعروفة “قواعد اللغة الأرمينية الجديدة” (1727) و “قاموس اللغة الأرمينية” (المجلد الأول ، 1749) سيباستاتسي ، فضلا عن العديد من المنشورات الأخرى. هنا أيضا جاء الكتاب المقدس (1733) و “تاريخ أرمينيا” (1784-1786) من قبل ميكائيل تشامشيان. بحلول عام 1789 ، أنشأ مخاعريون في جزيرة سانت لازار (البندقية) مطابعهم الخاصة ، مما أعطى نشاطهم دفعة جديدة. فرع آخر من Meijitarists ، واستقر في تريست في 1775 ، يخلق دار طباعة أخرى. قبل الانتقال إلى فيينا ، لمدة 35 سنة ، نشروا حوالي 70 كتاباً من الكتب (25 منها باللغة التركية للأرمن الناطقين بالتركية).

ابتداءً من نهاية القرن الثامن عشر ، انتقلت الطباعة الأرمينية تدريجياً من الغرب إلى الشرق ، وأصبح مركزها القسطنطينية ، أحد المراكز الرئيسية في الشتات الأرمني. هذه المدينة رقم واحد في عدد العناوين باللغة الأرمنية ، طبعت قبل 1800 ، مع 350 عنوان. في المرتبة الثانية البندقية مع حوالي 260 أسماء. في هذا القرن ، عرف الطباعون ساركيس ديبير ، مارتييروس ديبير ، تشانكين هوفانيس ، ستيبانوس بيتروسيان في القسطنطينية وأخيرًا الطابعة الرئيسية في المحكمة العثمانية Pogos Arapyan (1742-1835) ، التي كانت ، منذ عقود عديدة ، واحدة من أبرز دور النشر في العهد العثماني. الإمبراطورية. نظم مطبعة نبيلة في Tiflis (Tbilisi) ونشر الكتب أيضا في الجورجية (1781-1783) ، ساهم في تحسين مطبعة Echmiadzin. في القسطنطينية ، يمتلك Arapians عدة مطابع كبيرة ، ظهرت فيها حوالي 150 مطبوعات أرمينية عالية الجودة في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. في جميع القسطنطينية في أواخر القرن الثامن عشر ، كان هناك أكثر من 20 دار طباعة أرمينية ، حيث عمل مؤرخو أغاتانجيلوس ، فافستوس بوزاند ، يوغيش ، ستيبانوس أوربليان ، فلاسفةدافيد أناختا ، غريغور تاتيفاتسي ، سيميون دوجوجيسيتسي ، وآخرون. كما تم نشر الحروف الهجائية ، والتقويمات ، والكتب الغنائية ، والأعمال النحوية ، والكتب المدرسية ، والكتب الروحية والدينية.

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، ظهرت الطباعة الأرمينية على أراضي أرمينيا نفسها ، وفي روسيا والهند. في 1771 ، أسس الكاثوليكوس سيميون من يريفان في اتشميازين أول مطبعة في أراضي أرمينيا التاريخية. هنا في عام 1772 نشر كتاب “الحديقة الروحية” (الطبعة الأولى في إقليم أرمينيا). بعد حوالي 260 عامًا من تأسيسها ، تتم طباعة الكتب الأرمنية في الوطن. ويجري أيضا إنشاء مصنع للورق في Etchmiadzin. حتى نهاية القرن ، تم نشر حوالي 13 كتاباً من الكتب في مطبوعات إشميادزين.

في الوقت نفسه ، تظهر الطباعة الأرمينية في الهند. في مدينة مدراس في 1772-1773 ، تم نشر كتابين في مطبعة شامير شاميريان ، بما في ذلك كتابه “درب الطموح” – دستور أرمينيا المستقلة في المستقبل. وكلا الكتابين مكرسان لاستعادة الدولة الأرمنية. علاوة على ذلك ، تتطور طباعة الكتب الأرمينية أكثر في كالكوتا. في الهند ، في مدينة مدراس ، تم نشر أول دورية في الأرمينية – مجلة “أزدارار” (1794-1796) ، حرره هاروتون شمافونيان.

في عام 1781 ، نشرت مطبعة نوفوغوزيفتسيا غريغور خالدنانتس كتابًا بعنوان “كتاب الأبجدية”. حتى عام 1788 ، تنشر دار الطباعة هذه حوالي 15 كتابًا من الكتب الأرمينية ، بما في ذلك أعمال نيرس شنورالي ، وإيجيش ، بالإضافة إلى القاموس الأرمني الروسي (في تأليف كتاب الخالدات). بعد وفاة الخالدات ، انتقلت دار الطباعة إلى نوفي ناخيشيفان (1790) ، من هناك إلى استراخان (1796). كان هذا المطبوع هو الأول في جنوب روسيا. وحتى نهاية القرن ، تطبع حوالي 50 كتاباً من الكتب في ثلاث مدن.

من عام 1512 إلى عام 1800 ، كانت طباعة الكتب الأرمينية موجودة في المدن التالية: البندقية ، القسطنطينية ، روما ، باريس ، بافيا ، زيورخ ، برلين ، كولونيا ، فرانكفورت (مايني) ، لفيف ، نيو جوفا ، ليفورنو ، أمستردام ، مرسيليا ، لندن ، لايبزيغ ، بادوفا ، بارما ، هارلم ، نورمبرج ، إزمير ، إشميادزين ، مدراس ، ترييستي ، كلكتا ، سانت بطرسبرغ ، نيو ناخيشيفان ، أستراخان. خلال هذا الوقت ، تم نشر أكثر من 1،154 كتاب من الكتب باللغة الأرمنية

القرن التاسع عشر

يتميز النصف الأول من القرن التاسع عشر في تاريخ الطباعة الأرمنية بمنافسة المنشورات باللغات الأرمينية والأرمنية القديمة. لذا ، في القرن السابع عشر ، تم طبع ثلاثة كتب فقط من الكتب في نوفوارما ، حوالي 20 كتابًا في القرن الثامن عشر ، ثم في النصف الأول من القرن التاسع عشر زاد هذا العدد إلى 320 عنوانًا ، وفي نهاية القرن نفسه تم نشر الكتب باللغة الأرمينية الجديدة.

في ١٨٠١-١٩٢٠ ، استمر طبع الكتاب الأرمني في التطور بشكل رئيسي خارج أرمينيا التاريخية. لعبت دار الطباعة في Nersisyan Seminary (Tiflis) دورًا مهمًا ، حيث كانت تعمل من عام 1823 حتى عام 1860 ، ولم تنشر الكتب فحسب ، بل أيضًا دوريات مثل “Caucasus” و “Bee of Armenia” التي لعبت دورًا اجتماعيًا هائلًا دور ثقافي. هنا تم نشر رواية “جراح أرمينيا” (1858) خاشاتور أبوفيان لأول مرة. في طيفس طبعت كتاب الطباعة الأرمينية على أساس مطبوعات G. Patkanyan و G. Melkumyan و G. Enfiatchian و G. Martirosyan وعدة آخرين. بالإضافة إلى الكتب ، قاموا أيضًا بنشر أكثر من 170 عنوانًا من الصحف والمجلات الدورية الأخرى. بالإضافة إلى Tiflis ، طبعت المطبوعات باللغة الأرمينية أيضًا في مدن أخرى من الإمبراطورية الروسية – في موسكو ، بطرسبورغ ، باكو ، فيودوسيا ، أوديسا ، كييف ، إلخ.

في القرن التاسع عشر ، كانت القسطنطينية مع 130 مطبعة أرمنية هي المركز الفعلي للطباعة على الكتب الوطنية. حتى عام 1920 ، تم طباعة أكثر من 350 عنوان من الدوريات الأرمنية هنا. في مدينة إزمير ، بالإضافة إلى المئات من الكتب ، تم طبع حوالي 50 عنوان من الدوريات. تعمل المطابع الأرمنية أيضًا في مدن أخرى في تركيا.

في 1801-1920 تم إحياء دار الأرمنية للمخيتريين. تم نشر أعمال المؤرخين الأرمن ، الأرمن ج. أفيتيكيان ، م. أجيريان ، هورمليان (“قاموس اللغة الأرمينية الجديد” ، المجلد الأول-الثاني ، 1836-1837) في لازار. منذ أكثر من 200 عام ، كانت دار الطباعة Mkhitaryan تعمل بشكل مستمر تقريباً ، وهي أطول مؤسسة في تاريخ الطباعة الأرمنية.

خلال هذه الفترة ، كانت توجد مطابع أرمنية في القدس ، مصر (القاهرة ، الإسكندرية) ، سوريا (حلب ، دمشق) ، إيران (جلفا الجديدة ، طهران ، تبريز) ، فرنسا (باريس ، مرسيليا ، مونبلييه) ، إنجلترا (لندن ، مانشستر) ، بلغاريا (فارنا ، روشوك ، فيليبي ، صوفيا ، إلخ) ، رومانيا (بوخارست ، جالاتي ، إلخ) ، قبرص (نيقوسيا) ، السويد (ستوكهولم) ، الولايات المتحدة الأمريكية (نيويورك ، بوسطن ، ووترتاون ، فريسنو ، شيكاغو ، ديترويت ، إلخ) ، كندا (بروفيدانس ، جورجتاون) ، اليونان (أثينا) ، سويسرا (جنيف ، لوزان) ، ألمانيا (برلين ، ماربورغ) ، المجر (بودابست) ، إلخ.

منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، تلعب دور نشر وطنية حديثة دورًا خاصًا. هكذا ، على سبيل المثال ، بحلول عام 1880 في تيفليس (تبليسي) تم إنشاء “منظمة Tiflis لنشر الكتب الأرمينية” ، في وقت لاحق “منظمة النشر الأرمينية عبر القوقازية”. في نفس الوقت ، دور النشر الأرمنية “منظمة طابعات الكتاب” ، “V. Zardaryan” ، “P. Palenz” ، “A. Ashchyan” (كل ذلك في القسطنطينية). المنظمات الوطنية المماثلة لنشر الكتب تعمل في إزمير (تركيا) ، موسكو ، باكو.

في أرمينيا نفسها ، بقي المركز الرئيسي للطباعة Echmiadzin. في هذا العصر ، تظهر الطباعة الأرمينية أيضًا في أماكن أخرى: 1827 في Shusha ، 1858 في Van ، 1863 في Mush ، 1876 في Alexandropol، 1890 في Novy Bayazet ، في 1909 في Goris ، وكذلك في Karine ، Kharberd ، Shatakh ، Erznka ، كارس ، أخالكالاكي ، أشترا. في Erivaniin 1875 أسس زكريا جيفورجيان (هاكوبيان) دار الطباعة. صدر أول كتاب مطبوع في Erivan (التقويم) في نهاية عام 1875. وكان الكتاب الثاني ، المطبوع هنا ، عبارة عن مجموعة من القصائد التي كتبها Emin Ter-Grigoryan “The Bird” (1876). كما طبعت دار الطباعة هذه الدورية الأولى في Erivani – الرسول “Psak” (“Crown”). قبل بداية القرن العشرين ، كانت مطابع “الثقافة” و “أورارتيا” و “لويز” (“لايت”) وغيرها تعمل أيضًا في إيريفان ، إلخ.

وفقا للقاموس الموسوعي بروكهوس وإيفرون خلال فترة سنة واحدة من 1892-1893. وفي القوقاز ، نُشرت 84 كتاباً من الكتب والمقالات بالأرمينية و 66 باللغة الجورجية و 2 باللغات الأذربيجانية.

بلغ عدد ألقاب الكتب الأدبية الأرمينية من عام 1801 حتى عام 1920 15 ألف عنوان ، وهو عدد عناوين الدوريات – حوالي ألفي كتاب.

القرن العشرين

حتى عام 1920 ، كانت أكثر من 460 دار نشر تعمل في أوقات مختلفة في العالم ، حيث طبعت الكتب والمجلات والصحف باللغة الأرمنية. بعد تحرير الاتحاد السوفيتي لأرمينيا ، أصبح إيريفان مركز الطباعة الأرمينية ، حيث تم تنظيم دار النشر في عام 1921. ويتولى مهام تحرير وتنظيم المطبوعات. تنشر الطبعات السياسية والفنية والعلمية والعلمية مع طبعات كبيرة نسبيا. فصل من دار النشر “Gospechat” “Luys” (الضوء) ، والمتخصصة أساسا في مجال نشر الأدبيات التربوية. في عام 1964 ، تم تغيير اسم دار النشر “Armgospet” (Haypethrat) إلى “Hayastan” (أرمينيا). بحلول عام 1976 ، فصل هذا الأخير دار النشر “Sovetakan grogh” (الكاتب السوفياتي) ، والتي نشرت أساسا الأعمال الفنية والأدبية. نشر دار أكاديمية العلوم في أرمينيا SSR دراسات الأعمال العلمية والأدبيات العلمية الأخرى ، Matenadaran. وقد نشرت دار النشر في جامعة يريفان الحكومية كتيبات إرشادية وتجميعية ودراسات علمية منذ عام 1922. ومنذ ذلك الحين ، شاركت المكتبة الوطنية ، و Gitelik (المعرفة) وعدة أشخاص آخرين في النشر. في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، كان هناك 30 مطبعة في جمهورية أرمينيا السوفياتية. من عام 1920 إلى عام 1986 ، تم طباعة حوالي 60000 كتاب من الكتب باللغة الأرمينية في أرمينيا. في السنوات الأخيرة من الحكم السوفييتي ، طُبع حوالي 750 كتابًا من الكتب الأرمنية كل عام في أرمينيا ، بمتوسط ​​معدل يبلغ حوالي 10000 كتاب. خلال هذه الفترة ، طُبعت كتب ودوريات باللغة الأرمينية في جمهوريات أخرى من الاتحاد السوفييتي.

منذ عام 1920 (سوفييتية أرمينيا) حتى ثمانينيات القرن العشرين ، كانت المراكز الرئيسية للطباعة الأرمنية في الشتات هي اسطنبول والقاهرة وبيروت (هذه الأخيرة هي مركزها الرئيسي). في ذلك الوقت ، طبع حوالي 21000 كتاب من الكتب في الشتات الأرمني. العدد الإجمالي لألقاب المطبوعات الأرمينية من 1512 إلى نهاية عام 1980 يتجاوز 100 ألف.

الوضع الحالي

بعد الحصول على الاستقلال ، بداية حرب كاراباخ ، وكذلك الحصار الاقتصادي لأرمينيا في التسعينيات ، انخفض عدد الكتب المنشورة في البلاد بشكل حاد. في عام 1991 ، تم نشر 563 عنوان كتاب ، في عام 1992 – 311 ، في عام 1993 – 258 ، وفي عام 1994 – فقط 224. بعد انتهاء الأعمال العدائية ، تم إحياء نشر الكتب في أرمينيا مرة أخرى. لذا ، إذا تمت طباعة 577 كتابًا في عام 1999 ، ثم في عام 2004 – 1078 ، وفي عام 2005 – 1089 ، وفي عام 2009 ، وصلت هذه العلامة إلى 2027 عنوانًا ، وهو ما يعادل 3 أضعاف ما يتم نشره سنويًا في الثمانينيات. في الوقت نفسه ، تناقصت الدورة ، وتتراوح في الأساس بين 500 و 1000 نسخة. مع تشكيل علاقات السوق في البلاد ، تم تأسيس دور نشر جديدة. حاليا ، هناك حوالي 140 دار نشر في أرمينيا. وفي الفترة 2000-2011 ، طبع في أرمينيا 000 17 كتاب.

الخطوط
تم إنشاء أول الخطوط المطبوعة الأرمنية في الفترة بين 1509-1511 في مدينة البندقية على أساس المخطوطة من طراز bologorh في القرنين الثالث عشر إلى الخامس عشر. وصلت عينات من هذه الخطوط لنا مع الكتب للطابعة الأولى هاكوب Megaparta. في عام 1565 ، أنتجت شركة أبغار توكاتيزي في مدينة البندقية الخطوط ذات الأحجام 2 ، والتي لا تزال تستخدم أصناف منها. في عام 1636 في Nor-JugBy جهود Khachatur Dzhugaetsi ، تم تقديم خطوط جديدة من مقاسين. في عام 1662 ، بناء على طلب من ماتيوس Tsaretsi ، للطباعة في أمستردام كان محفورا خطوط سيد الطباعة Elzevirov فان دايك. تُعرف هذه الخطوط باسم “الأحرف التوراتية”. في أوائل السبعينات من القرن السابع عشر ، تم إنشاء خطوط عمودية جديدة في مدراس ، والتي تم جمعها ونشرها في عام 1770 “كتاب جديد ، دعوة استدعاها”. في عام 1847 ، ظهرت خطوط عمودية جديدة من قبل Mukhtisyan. خلال الخمسينيات والستينيات من القرن التاسع عشر ، قدم أعضاء من جماعة البندقية الخيالية من ختيار وهايتانيان عددًا من الخطوط والعناوين الرئيسية. في السنوات 1855-1856 ، Aivazovskyand Aramyan ، الذي يعرف باسم الخطوط Aramyan. في وقت لاحق ، تم إنشاء خطوط مجموعة Grotesque. في عام 1939 ، ابتكرت مجموعة من الفنانين على رأس الفنان الفنان الخطر تاغيروفا في موسكو خطًا اسمه هايكاكان سوفيتاكان (السوفياتي الأرمني). منذ الستينيات ، تم عرض الخطوط “New Armenian” و “Mnatsakanyan” و “Nork” و “Egenein larain” و “Anragitaranain” (Encyclopaedic) و “Dprocacan” (المدرسة) و “Armenui”.

موقع Hisour

نادي الشرق الأدنى للأرمن

$
0
0

 

أزتاك العربي- كتبت فاطمة ناعوت في (المصري اليوم) أنه أقيم في الأسبوع الماضي على شرفها صالونٌ فكريٌّ راق، في نادي «الشرق الأدنى للأرمن» بحيّ شبرا.

حيث أقام الصالونَ نخبةٌ من المثقفين المصريين من ذوي الأصول الأرمنية. وكان ذلك اللقاءُ الثريُّ بمثابة تدشين لأول صالون فكرى ثقافى فنيّ فى حى شبرا العريق، الذى يُعوزه ذلك النوع من النشاط التوعوى. مَن يصدّق أن هذه القاعة الأنيقة المُنظّمة، وما حولها من حدائق مبهجة تسرُّ الناظرين، كانت بالأمس القريب مجرد أرض خربة موحشة، حولّها فريقٌ من المثقفين الأرمن من أبناء شبرا إلى نادٍ ثقافى أنيق مُجهّز بأحدث تقنيات العرض وخشبة مسرح مؤهلة لاحتضان الصالونات والمؤتمرات والمسرحيات وعروض الأفلام؟ّ!

وقالت: “وبالحقّ كان الصالون مدهشًا ودافئًا وثريًّا بالحوار التفاعليّ العميق، بينى وبين الحضور النوعيّ المثقف، حاشدًا بالوطنية المصرية المتجذرة فى قلوب تلك الجالية النبيلة التى أحبّت مصرَ، «مِصرَهم» كما هي «مصرَنا»، مثلما لم يُحبّها عِرقٌ من الأعراق التى استوطنت مصرَ وطنًا ثانيًا، وتدثّرت بثوب جنسيتها العزيز. وليس أدلّ على ذلك إلا حال الإثراء الفكرى والفنى والاقتصادى والاجتماعى التى صنعتها الجاليةُ الأرمنية فى مصر فى أوائل القرن الماضى ومنتصفه، وحتى الآن.

ولطالما احترمتُ ذلك العِرق النبيل، الذى أثرى العالمَ بفنونه وثقافته، والذى تحمّل من الفظاعات والبشاعات العنصرية البغيضة، ما يُدوَّن فى مجلداتٍ وملاحمَ دامية؛ حتى صارت كلمة (الأرمن) متلازمةً للشعور بالخزى والخجل مما فعلته بهم الدولة العثمانية الفاشية، فى مطالع القرن الماضى، من تهجير قسرى وتجويع وإظماء وإبادات جماعية موجعة. ولهذا حديثٌ مُرٌّ ذو شجون، ربما أعودُ إليه فى مقال.

وفى بيتى الصغير بالقاهرة، أحتفظُ بقطع فنيّة أرمنية بديعة، غالية على قلبى. وهى لوحات فائقة الجمال تُصوّر أمى بثوب الزفاف، وحدها أو جوار أبى فى يوم عُرسهما، ثم فى شهر العسل، بعدسة الفنان الأرمنى الأشهر، «ڤان ليو»، صاحب الظلال المشرقة، والتوقيع الأنيق، الذى كان بمثابة «بصمة فخر» لمن أسعده حظُّه بفوتوغرافيا تحمل توقيعه الشهير: Van Leo. «ڤان ليو» هو المصوّر الرسمي الخاص لمشاهير مصر فى العصر الذهبي، مثل طه حسين، فاتن حمامة، عمر الشريف، سعاد حسنى، مريم فخرالدين، أحمد مظهر، رشدى أباظة، زبيدة ثروت، صباح، نيللى، فريد الأطرش، وغيرهم من أساطين الفن وفاتنات الشاشة.

والآن أصبح فى بيتى قطعةٌ أرمنية فريدة أخرى، بعدما أهدتنى سيدةٌ أرمنية جميلة اسمها «سيلڤيا كشيشيان» موسوعةً أنيقةً مُصوّرة تضمُّ جميع لوحات رسام الكاريكاتور الروسى الأرمنيّ المصرى الشهير: «ألكسندر صاروخان» الذى ولد فى القوقاز عام ١٨٩٨، ثم هاجر إلى مصر فى شرخ شبابه، واستقر بها، وحصل على الجنسية المصرية، حتى غادرها، وغادرنا إلى السماء فى غُرّة عام ١٩٧٧، بعدما أثرى مجلات مصر وجرائدها مثل «روزاليوسف، الجديد، أخبار اليوم، المستقبل، وكذلك مجلات وجرائد فرنسية وأرمنية شهيرة، بمئات، بل آلاف الرسومات الكاريكاتورية اللاذعة، التى انتقدت الأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر والعالم العربى.

ويستحق هذا الفنان العظيم الذى ابتكر شخصيات كاريكاتورية شهيرة مثل: «المصرى أفندي»، «مخضوض باشا»، «إشاعة هانم»، «العمّ سام»، أن تُفرَد له دراساتٌ مستقلة. وأما الكتاب الجميل الذى يُزيّنُ مكتبتى الآن، فهو من إعداد وتقديم «هرانت كشيشيان»، الذى أوصى السيدةَ سيلڤيا بإهدائى الكتاب الموسوعيّ، فى الصالون، وأنا بدورى أشكرهما الآن جزيل الشكر، على الهدية القيّمة.

وكانت محاضرتي بالصالون حول «إعادة بناء الإنسان المصري». وفكّرتُ أن أطرح فكرة طالما آمنتُ بها: «البناءُ عن طريق الهدم». فالحقُّ أننا نولدُ أبرياءَ. مُتخفّفين من كثير من الأدران المجتمعية والسلوكية والفكرية والنفسية المقيتة، التى تتجذّرُ فينا يومًا بعد يوم حتى تنتهى بانهيار أرواحنا. نعم، نولد أبرياءَ أنقياءَ ناضجين، ولكن تجارب الحياة وهمومها وصدماتها وقساوتها، تظلُّ تنحر فى براءتنا حتى تُفقدنا الشىء الكثير. فكيف نعاود بناء إنسانيتنا، عن طريق «الهدم»؟ ولهذا حديث آخر”.

ملف طلب كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في سيس إلى المحكمة التركية

$
0
0

 

أزتاك العربي- عقدت “اللجنة القانونية لاستعادة كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في سيس” اجتماعها في كنيسة القديسة العذراء برئاسة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول، لإنهاء الملف وإرساله الى المحكمة التركية في تشرين الأول 2018.

يذكر أنه قبل 3 سنوات تم تقديم الملف الى المحكمة التركية التي رفضت مناقشة الملف وفق طلب وزارة العدل.

ثم تم تقديمه الى المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان والتي رفضت بدورها قبول الملف، وأوصت بنقله الى المحكمة التركية.

ووفق رأي اللجنة، فإن رفض قبول الملف له طابع سياسي، ورغم ذلك فإن كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا مصممة الاستمرار في المسار حتى الوصول الى النتيجة العادلة وإعادة الكاثوليكوسية في سيس الى أصحابها الشعب الأرمني.

دروس رقص تراثية أرمنية في غومري للراغبين

$
0
0

 

أزتاك العربي- أعلن رئيس فرقة “كارين” للرقص الشعبي الأرمني كاكيك كينوسيان عن دروس رقص تراثية أرمنية في غومري للراغبين كل يوم جمعة.

وبدأت الدروس في الهواء الطلق في “المركز التجاري غومري”، حيث بدأ عدد الراغبين بالتزايد لكثرة الاهتمام بالرقص التراثي في غومري.

وقدم كينوسيان لمحة عن تاريخ الرقص التراثي وأصول الرقص ورموز الحركات.

وأكد المشاركون أن هذه المبادرة سترفع من الوعي الوطني وتحافظ على الهوية الوطنية.

الإبادة الجماعية في مجازر السيفو 1915م

$
0
0

 

إن الدولة العثمانية منذ تأسيسها في القرن الخامس عشر وتأسيس السلطنة العثمانية قامت على جماجم الشعوب الأصلية، حيث مارست منذ البدء عمليات التطهير العرقي الوحشية والإبادة الجماعية والإرهاب الدائم والمستمر على الشعوب بارتكاب أفظع الجرائم وبأشد وأبشع صور التعذيب والتنكيل وبث الذعر في النفوس، وتركزت هذه الإبادة الجماعية في البداية على الشعوب المسيحية/ اليونانية ، البلغار ، الأرمن ، السريان الآشوريين الكلدان /عبر سلسلة من الاضطهادات وصلت ذروتها وتعاظمت بشكل غير مسبوق في بداية القرن العشرين حيث أبادت مئات الألاف من اليونانيين وأكثر من مليون ونصف من الأرمن وما يقارب مليون سرياني آشوري كلداني وتهجير ما تبقى منهم.

واستمرت بتطبيق هذه السياسة اللاإنسانية الوحشية على الكرد بالتصفية الجسدية والإبادة الثقافية لإنهاء وجودهم كشعب وقومية بشتى الطرق والوسائل الإرهابية والدسائس والمؤامرات, وصولاً إلى التآمر على عفرين واحتلالها وتشريد أهلها.

وقد اتبعت السلطنة العثمانية منذ البداية سياسة بث التفريق بين مكونات الشعب وزرع الفتن الطائفية والدينية واستغلت الدين وحولت السلطنة إلى خلافة إسلامية لتستغل العواطف الدينية عند الشعوب الإسلامية، وإبان حكم السلطان عبد الحميد وضعف السلطنة العثمانية وبعد الاطلاع على تقرير “محمد زكي باشا” حول وضع العشائر الكردية وبقية شعوب المنطقة في شرق وجنوب البلاد والتي كانت في حالة تعايش مع بعضها ومختلفة مع سياسة الامبراطورية من جهة، فتم وضع خطة لتشكيل وحداة عسكرية على شكل مليشيات من العشائر التركية البدوية وبعض العشائر الكردية المتعاملة مع السلطة بحثاً عن الجاه والنفوذ والغنائم ومن مجموعة من المساجين والمجرمين المرتزقة وذلك لإخضاع العشائر الكردية وشعوب المنطقة /سميت بالفصائل الحميدية/ وقد نفذت في البداية مجازر الإبادة الجماعية ضد المسيحية/ الأرمن والسريان الآشوريين الكلدان/على مرحلتين.

المرحلة الأولى: في الأعوام /1890 ، 1909/ حيث قام الجيش العثماني مع الميليشيات المرتزقة بتنفيذ مجازر مرعبة ضد الشعوب المسيحية وممارسة التطهير العرقي والنهب والسلب من قبل الميلشيات المرتزقة للأموال والممتلكات والحقول والمواشي وغيرها، وبلغ عدد الذين قتل من الشعب السرياني الآشوري الكلداني لوحده أكثر من /300/ ألف نسمة ما عدا الذين توفوا نتيجة التشرد في الجبال والبراري.

المرحلة الثانية: وامتدت من العام /1915 ، 1970/ وهي المجازر والاضطهادات الأكثر فظاعةً في تاريخ الإنسانية حيث ابتدأت بـ (مجازر سيفو) عام 1915 وامتدت باضطهادات وضغوط متعددة من قبل الحكومات التركية المتعاقبة حتى عام 1970 حيث أدت إلى تهجير ما تبقى من الشعب إلى الدول الأوربية.

وكانت قد وضعت خطة لإبادة المسيحيين في السلطنة العثمانية للحفاظ على وحدة البلاد من قبل/أنور باشا وباقتراح من (قوشجو باشا أشرف) بتاريخ 32/2/1914 وقد تم تنفيذ هذه الخطة في البداية في غرب الأناضول ضد اليونانيين والبلغار وقتل وإبادة وتشريد مئات الآلاف والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وذلك بالتعاون مع الضباط الألمان وبقيادة الجنرال الألماني (فون ساندرز).

وبعد ذلك تم التوجه إلى شرق وجنوب البلاد لإبادة الأرمن والسريان الآشوريين الكلدان، فبتاريخ 2/8/1914 تم الإعلان عن السفربرلك وتعيين (قوشجو باشا أشرف) بتنفيذ هذه الخطة، حيث قام الجيش العثماني ومع الفصائل الحميدية التابعة له بشن الهجوم على الأرمن منذ مطلع عام 1915 بعمليات إبادة وتهجير وتنكيل بشكل عشوائي لبث الذعر في النفوس، إلا إنه بعد اجتماع آذار 1915 في اسطنبول بمشاركة حزب الاتحاد والترقي تم تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية المنظمة من قبل السلطنة العثمانية أي /إرهاب دولة منظمة/ حيث شمل في البداية اعتقال المئات من الشخصيات الاجتماعية والشعبية والدينية وإعدامهم بقطع الرؤوس والتعذيب وبعدها الهجوم على القرى والمدن وإبادتها وحرقها ونهبها وتهجير السكان إلى أماكن بعيدة وقتلهم بطرق فظيعة وشنيعة مما أدى إلى إبادة أكثر من  مليون ونصف من الأرمن وتهجير ما تبقى منهم.

ومنذ نيسان 1915 شملت أعمال الإبادة الجماعية هذه الشعب السرياني الآشوري الكلداني في مناطق /وان، وبتليس، سيرت/ وكان قائد العمليات فيها /جودت بيك/ ابن طاهر باشا وهو من المسيحيين (دف شرما).

وبتاريخ 5/6/1915 شملت المجازر منطقة نصيبين وجميع القرى المحيطة بها ومنطقة حسن كيف وقراها وقبور بيض وقراها حيث تم جمعهم على شكل قوافل وقطع رؤوسهم من قبل العسكر العثماني بقيادة أحمد منير ويوسف حسن شمدين وعشائر كردية متعاملة معهم.

وبتاريخ 11/6/1915 تم تنفيذ مجازر مديات ومحيطها بقيادة القائم مقام (رؤوف بيك) الذي اعتقل في البداية (140) شخصاً من الوجهاء والزعماء الأرمن والسريان وقطع رؤوسهم وبعدها أطلق عنان الإبادة بحق الشعب وتهجير ما تبقى والاستيلاء على ممتلكاتهم.

وما بين (1/10/1915، 23/11/1915) تم محاصرة مدينة آزخ بأكثر من /8000/ جندي عثماني بقيادة ألمانية مع الفصائل المرتزقة ولم يتمكنوا من اقتحامها بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها أهلها، فانسحبوا بعد تكبدهم خسائر بشرية كبيرة، إلا أنهم أبادوا جميع القرى المحيطة بآزخ والذين لم يتمكن من الوصول إلى آزخ. وقد استخدم الأتراك الوحشية والإرهاب في عمليات الإبادة هذه من قطع الرؤوس وحرق الأحياء والتعذيب بقطع الأوصال والأعضاء وبقر البطون للنساء الحوامل وصلبهن بعد تعريتهن وقتل الأطفال أمام أمهاتهم بطرق بشعة وموت الكثيرين في الجبال والبراري والطرقات من البرد والجوع وأكلتهم وحوش البرية … وغيرها من الويلات التي يندى لها الجبين الانساني ويعجز القلم عن صياغة وتصوير ما حصل.

حيث فقد الشعب السرياني الآشوري الكلداني حوالي مليون نسمة مع خسارة جميع ممتلكاته وماله الذي جمعهم عبر العصور وتشرد في بلاد الله الواسعة هائمة على وجهه.

وامتداداً لمجازر سيفو التي حصلت عام 1915، تعرض الآشوريون (من آذار إلى تموز 1915) لمجازر وحرب إبادة في منطقة أورميه وسين قلعة وسلامس ومنطقة هكاري على يد الجيش العثماني والإيراني من تبريز مع بعض القبائل الكردية المتحالفة معها مثل قبيلة سمكو آغا الذي كان صديقاً للأشوريين واستخدمه السلطة الايرانية في تنفيذ خطة تآمريه على زعيم الآشوريين البطريرك (مار بنيامين شمعون) ووعدوه بالجاه والنفوذ والدعم، فنفذ الخطة باغتياله هو والكثير من المرافقين، مما أدى إلى زعزعة وضعف في القيادة عند الآشوريين وبالتالي تم محاصرتهم من كل جانب وكان الجيش العثماني بقيادة (علي إحسان باشا) و(حيدر باشا) وسيد طه وجودت بك الذي له خبرة في الإبادات لأنه كان قد قتل الآلاف من الآشوريين في منطقة سلامس عام 1915 ودفن/700/ شخص آشوري أحياء في حادثة واحدة … وباستمرار الحصار والهجوم المستمر انهارت قوة الآشوريين وهربوا من أورميه وهكاري ومناطقها إلى منطقة همدان حيث تواجد الجيش الإنكليزي والتي تبعد عنهم حوالي (900 كم)  مشياً على الأقدام وتحت الهجوم المستمر والقصف من جميع الجهات فتعرضوا لمجازر متعددة في الطريق وكانت أقساها في منطقة (حيدر اباد ماميشه) على بعد (4 كم) من أورميه، حيث فقد الآشوريون في هذه المجازر أكثر من ربع سكانهم ماعدا الذين قتلوا وتشردوا وضاعوا في الطرق الوعرة والطويلة التي قطعوها ومن هناك تم نقلهم إلى بلاد الرافدين، العراق حيث تم وضعهم في مخيمات وتوفي منهم (300 ألف) نسمة في المخيمات وتم التآمر عليهم ممن قبل الحكومات العراقية والإنكليزية وإعادة تهجيرهم من العراق إلى الجزيرة السورية وإسكانهم في مخيمات على سهل الخابور عام 1933 وفي العصر الحالي في السنوات /2013 ، 2016/ تعرضوا لهجمات جبهة النصرة وداعش الإرهابيتين والمدعومة والمرسلة من قبل النظام التركي وتم قتلهم وسبيهم وتشريدهم من جديد، والمأساة مستمرة على شعوب المنطقة بسبب استمرار هذه العقلية الإرهابية.

ونتيجة للنشاط السياسي والثقافي والإعلامي لمجلس بيث نهرين القومي والأحزاب والمؤسسات المرتبطة به تم الاعتراف بمجازر سيفو هذه بحق (السريان الآشوريين الكلدان) من قبل الكثير من الدول والبرلمانات والمنظمات الأوروبية نذكر منها /السويد، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، التشيك، أرمينيا، وعدة إيالات وبلديات في أمريكا وأستراليا/. ومع توالي الاعترافات انكشف زيف الأنظمة التركية المتوارية وخداعها للمجتمع الدولي بأنها تدافع عن نفسها ضد الإرهابيين والعصابات، وفي حقيقة الأمر هي الأنظمة الإرهابية الحقيقية والتي تمارس إرهاب الدولة المنظم، وتلد وتؤسس المنظمات الارهابية وتحتضنها وتستخدمها ضد الشعوب وتبث ثقافة وفكر الإرهاب وعدم الاعتراف بالأخر عبر الأجيال.

ومن الجدير ذكره في هذا الصدد إن الكثير من القبائل الكردية لم تخضع لأوامر الحكومات العثمانية والتركية ولم ترضخ لابتزازها ولا للترهيب والترغيب ولم تشارك في هذه المجازر، بل بالعكس وقفت ضدها وقامت بتقديم المساعدة والعون والحماية للكثير من المسيحيين، أما الذين باعوا أنفسهم للسلطة العثمانية التركية وللنهب والسلب فأن ذكرهم هو في مزبلة التاريخ وقد استخدمهم الأتراك في قتل إخوانهم وأبناء جلدتهم الكرد لإخضاع العشائر الكردية للسلطة العثمانية التركية وبشكل مستمر حتى اليوم للقضاء على أية مقاومة كردية واغتيال وقتل الكرد المقاومين للظلم والهيمنة التركية المستمرة منذ (500 عام) بأشكال متعددة بنفس الفكر والأيديولوجيا الإرهابية في القتل والإبادة وصولاً إلى جبهة النصرة وداعش وغيرهم من التنظيمات الإرهابية التي استخدمهم النظام التركي في قتل وتشريد /السريان الآشوريين الكلدان/ في وادي الخابور وجميع قراها وسهل نينوى ومدنه وبلداته وقراه وفي جبل سنجار ومدنها وقراها مع الأخوة الإيزيديين الذين تعرضوا لنفس عمليات الإبادة كما حصل في سنوات /2013 ، 2016/ وما دل على ذلك ما وصل مؤخراً في عفرين من هذه العصابات التي فيها الكثير من الكرد مع الجيش التركي الذي شن حرب إبادة وتهجير وتدمير على عفرين بنفس العقلية الإرهابية، حتى إنه جرى تدمير الآثار والكنائس الأثرية القديمة (كنيسة مارمارون) ليبيد ويستأصل الآثار والجذور الدالة على الشعب السرياني الأصيل.

وإننا عندما نذكر هذه المجازر ونطالب تركيا بالاعتراف بها لا نقصد أبداً الحقد والعداوة والانتقام بل من أجل أن لا تتكرر مثل هذه المجازر التي يمارسها أردوغان كل يوم بحق شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان آشوريين كلدان، أرمن وإيزيدين.

وإن الحل للخلاص من هذه العقلية الإرهابية هو أن تحل محلها ثقافة أخوة الشعوب والعيش المشترك بطريقة حرة ديمقراطية إنسانية تسود فيها العدالة وينقطع منها حبل العداوة والفتن والإرهاب بحيث يعيش الجميع بحرية وسلام.

 جوزيف لحدو

مجلة الشرق الأوسط الديموقراطي


وزير الاقتصاد والاستثمارات الأرميني يناقش مع السفير السوري تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين

$
0
0

 

أزتاك العربي- التقى وزير الاقتصاد والاستثمارات أردزفيك ميناسيان سفير الجمهورية العربية السورية في أرمينيا محمد حاج إبراهيم.

وذكر المكتب الإعلامي في الوزارة أن الوزير تناول العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وضرورة رفع مستواها لترقى الى مستوى الصداقة والعلاقات السياسية، مؤكداً على أهمية أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة التي تؤدي الى توسيع الروابط الاقتصادية.

كما قدم ميناسيان عرضاً عن التغييرات في أرمينيا، وإمكانية دراسة اعتبار أرمينيا جسراً للعبور الى أسواق الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي الأوراسيوي.

وبدوره أشار السفير السوري الى الامكانيات المتاحة في سوريا لتوسيع التعاون الاقتصادي، وكذلك إمكانية تقديم المنتجات الأرمنية في الأسواق العربية عبر سوريا.

وأوضح السفير عن زيارة تعريفية لصحفيين من أرمينيا الى سوريا، وإقامة معرض للمنتجات السورية في أرمينيا،

وجرى الحديث عن تشجيع الاستثمار وتأسيس انتاج مشترك، بالإضافة الى العمل في اطار المناطق الاقتصادية الحرة.

عشائر وادي الفرات

$
0
0

 

ينبعُ نهرُ الفرات من أرمينية، ويدخل سوريا عند منطقة جرابلس (كركميش)، ويخرج من سوريا عند منطقة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية، وتسمى في التاريخ القديم (الفراض) وتبعد عن ماري العمورية بـ11 كم تقريباً. ويبلغ طول نهر الفرات 2400 كم تقريباً منها 675 كم في سوريا .

ظهرت آثار الحضارات الأولى للإنسان القديم على ضفاف الأنهار، وعلى ضفتي نهر الفرات منذ العصر الحجري الأول قبل 9000 سنة،  تتناثر حوالي ست وثلاثون أثراً ظاهرة للعيان اليوم وتحتاج إلى من يكتشفها ويكتب عنها، بل هي تبكي دماً لأبنائها الشرفاء الذين أهملوها وتركوها للأيادي العابثة وللصوص الفسّاد الذين نهبوها وباعوا مقتنياتها للغرباء بأبخس الأثمان. ومن هذه الآثار (كركميش – الرقة البيضاء – الرقة السوداء – بالس – حلبية وزلبية – رحبة الفرات – ديرحنظلة – ماري العمورية – الدالية – ترقا – تل أبو الحسن – دورا أورابوس – الجابرية – حميمة- الدير العتيق – عين أباغ ـ …. هذا غيض من فيض)

ولدت هذه الحضارات ثم اندثرت وانقرضت. واستوطنت قبائل وعشائر عربية وغير عربية ضفاف نهر الفرات شامية (غرب النهر) وجزيرة (شرق النهر)

والقبائل العربية مقسمة منذ القدم إلى ثلاثة صنوف:

العرب البائدة: وهي قبائل سادت فترة من الزمن ثم بادت ولم يبق منها أثر بسبب ريح صرصر أو وباء أو طوفان. ومنهم (طسم – جديس – جاسم – عبيل – أميم – عاد ـ  ثمود)

العرب المستعربة: وهم عرب الشمال (العدنانيون) أو عرب الحجاز، وجدهم إسماعيل بن إبراهيم الخليل، هاجر كثير منهم إلى العراق أو بلاد الشام أو المغرب العربي. ومن هذه القبائل (قيس – تغلب – بكر بن وائل – عنز بن وائل – وفي العصور المتأخرة لهم تسميات جديدة – منها البقارة – المشاهدة –ربيعة – آل البيت (الحسينيون والحسنيون)

العرب العاربة: (عرب الجنوب) ويدعون القحطانيون، هاجروا من اليمن أثر تهدم سد مأرب ومن هذه القبائل (سبأ وهو أب لعشرة قبائل وهم – حمير وكهلان والأشعريون ـ مراد ـ مذحج) بقوا في اليمن بمناطق نجران و(غسان – عاملة – لخم – وجذام) هاجروا إلى بلاد الشام، فالغساسنة سكنوا حوران و(لخم ـ المناذرة سكنوا العراق وكانت عاصمتهم الحيرة) – وعاملة في لبنان – وجذام في الأردن وفلسطين)

وتفرعت من هذه القبائل عشائر كثيرة عبر التاريخ الطويل منها (طي ومنها شمر وحلفاء جلهمة (طي) اليوم: هم الجوالة – حرب – الشرابيون – الغنامة – بني سبعة –الراشد –وآخرين) ومن مذحج (مالك) أخو طي بن هدد تفرعت قبيلة سعد العشيرة، ومن سعد العشيرة تفرعت القبائل الزبيدية وهي عديدة واستوطنت العراق وبلاد الشام وهاجرت إلى وادي الفرات قبل ستمائة سنة من بئر هداج في شمال غرب الحجاز من تيماء في حادثة الحنية ناقة جبرين السبق

واستوطنت على ضفتي نهر الفرات ومن هذه القبائل الزبيدية (الجحيش – الجبور – الدليم –السعيدـ البوبناـ البوسلطان – الفليتة – البوشعبان – العبيد ـ البومانع والعكيدات)

ولو سرنا مع نهر الفرات من جرابلس إلى البوكمال وعلى الضفتين (شامية يمنى ويسرى جزيرة) لوجدنا أن نسبة القبائل الزبيدية القاطنة هناك تزيد على 90 بالمائة عن باقي القبائل.

فمدينة جرابلس يسكنها السعيد والدمالخة وطي والبوشعبان وفدعان وقيس وكرد. والفدعان قبائل من عنزة، وشيوخهم فايز العبيد الغبين وحاجم بن مهيد يستوطنون الزيدي ومنطقة سلوك.

ومن القنطري وسلوك إلى الرقة تستوطن قبائل البو شعبان المنحدرة من قبيلة العبيد الزبيدية والقادمة منذ وقت طويل حوالي عام 1650 م من حويجة العبيد وتكريت من العراق.

وهذه القبيلة عريقة في التاريخ، استوطنت مناطق دير الزور ثم رحلت إلى أعالي الفرات. وتنقسم قبيلة البوشعبان العبيدية إلى (العفادلة، ويتفرع من العفادلة ست عشائر منهم البريج – الموسى – الغانم -أحوس – مدلج – والذياب) شيوخهم محمد الهويدي وأولاده من بعده ومنهم:

أبو سفيان بوزان الهويدي الذي جده لأمه معمو بن إبراهيم باشا المللي الكردي، ويستوطنون محلة المشلب في الرقة ويملكون قصر هارون الرشيد)

أما الولدة فشيوخهم محمد الفرج السلامة وشواخ البورسان، وأولادهم من بعدهم. وتنقسم الولدة إلى (ست عشائر كبيرة منها الناصر وهم المشيخة والجعابات والبومسرة ــ….). وهم كرماء وأجواد ومسالمين ومتميزين في علاقاتهم الاجتماعية وطباعهم جميلة متآخين في مدينة الرقة مع العشائر والقبائل الأخرى من كرد وفدعان وحسون وقلعيون وطي ودمالخة وجبور وغرباء وقيسيون وبياطرة عكيدات وعجيل وآل البيت من السادة الحسينيون وتركمان وحديديون وبوخميس وبوخليل.

ومن البوشعبان السبخة وشيوخها أنور الراكان وأولاده من بعده.

مدينة الرقة، وأسميها الحمامة البيضاء من كل الأطياف البشرية والقبائل والعشائر والأديان والمذاهب استوطنتها وعاشت سعيدة مسرورة هانئة على شط الفرات والكل يخدم بعضه البعض متآخين متعاونين، رسمة فسيفسائية جميلة بل وردة جورية تشم منها أطيب العطر من عرب وكرد وتركمان وأرمن وسريان.. من بدو وحاضرة وكما قال الشاعر:

الناس للناس من بدو وحاضرة          بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

نسير مع النهر وقد غادرنا الرقة واقتربنا إلى الكسرة (جزيرة) حيث قبيلة البقارة الحسينية وشيوخها الموزر السالم. طبائعهم جميلة وعوائدهم كريمة من أجواد العرب أهل الذبح والسلخ، مقريي الضيف وجوههم  مبتسمة دائماً.

تبعد الكسرة عن ديرالزور حوالي 40 كم، وتقطن هذه القرى الممتدة من الكسرة إلى ديرالزور قبيلة البقارة. وشيخ البقارة العام كان أسعد البشير، ومن هذه القرى – زغير حوايج ذياب ومحيميدة والصعوة وحوايج البومصعة وسفيرة فوقاني وسفيرة تحتاني وشقرا والجنينة والحسينية وحطلة والصالحية ومراط ومظلوم. ثم نصل إلى قرية خشام وهي من عشائر العكيدات (البكير عنابزة ومشرف) وهم أشداء قاوموا الاستعمار الفرنسي عام 1921 م وظهر منهم القائد حمود الحمادي الذي قطع رأسه الفرنسيون. يتميز العكيدات بالطبائع الجميلة،  فهم أشداء وكرماء لا يهابون الموت وعندهم الأنفة والكبرياء والتعنت وصعوبة الانقياد نخوتهم الأبرز. قاوموا الاستعمار الإنكليزي والفرنسي ولهم تاريخ معهم مثل دكة السنغال والنسورية والمدكوك ودكة كسار الجراح وحمود الحمادي ورمضان شلاش.

ثم الطابية جزيرة، وسكانها خليط بشري منهم عكيدات وبوخابور وجحيش وبوسلطان. ثم جديد بقارة وهم من قبيلة البقارة الحسينية، ثم الدحلة ثم الصبحة وسكانها من قبيلة المشاهدة وفيها زبيد (فليتة) وبكير من العكيدات، ومنها إلى البصيرة (قرقيسيا) في التاريخ القديم وسكانها خليط بشري منهم عكيدات بكير والبوشلهوم وفليتة والبوفريو والبوفهد وديريون ومن الميادين (بومصطفى) وسنانيون وقيس وراويون وعانيون. وتقع البصيرة على ملتقى نهر الخابور بالفرات

ثم قرية الشحيل وهم من العكيدات (الصالح الحمد – الموسى الصالح والطلاع ويجاورهم البوعزالدين في الزر) وأهل الشحيل شجعان لا يهابون الموت وأهل شهامة ومروءة وكرم وجود. ثم قرية الحوايج ويسكنها العكيدات (جماعة سليمان الظاهر وصالح الظاهر وبعض البيوتات الأخرى من مشاهدة وقيس). أما ذيبان فهي ناحية المشيخة للعكيدات، ففيها خلفة هفل العبدالله العلي الظاهر شيخ العكيدات بالمعمورة. ثم الطيانة ففيها القرعان، ومنها عارفة العكيدات ووادي الفرات (تركي المنادي) ثم الشنان أيضاً” من القرعان ثم قرية جمة من البوحسن عكيدات ومن بعدها درنج (بوحسن عكيدات) ثم سويدان بوحسن، لنصل إلى الجرذي الغربي والشرقي فهم (بورحمة) عكيدات ومن بعدها أبو حردوب فهم (عكيدات شويط) وفيها بيوت للعانيين سادة. من بعدها ثلاث قرى للشعيطات وهم عكيدات (أبو حمام والكشكية وغرانيج) وفيها بيوت عريقة (أبو صبعة والرجو المحمد والعبد الجزاع) وقد قاوموا الإنكليز وأسقطوا ثلاث طائرات لهم عام 1919 م وتشردوا في الآونة الأخيرة وذبح منهم الكثير في أحداث 2011 م.

تأتي قرية البحرة وهم عكيدات من الإذار يتبعون الشامية من الدميم (الجراح)، وهم أشداء وظهر منهم رجال أقوياء مثل جاسم البغل. ومن بعد البحرة منطقة هجين، ففيها من قبيلة العبيد(البوحردان) ومن بيوتاتهم الصبيخان. ثم الشعفة من البومريح (عكيدات) والسيال الشرقي والسوسة والباغوز ثم حدود العراق (القائم) أو حصيبة.

أما الضفة الغربية للنهر أي الشامية فمن عين البيضا وحمام صغير وحمام كبير وقلعة النجم وصندلة وقشلة يوسف باشا وكباسين وعارودة، فهي قبائل البوشعبان والبوبنا وقيس ودملخية مجادمة وطي وقبائل أخرى. ومسكنة حيث البوبنا وذياب الماشي والمحمودية ودبسي فرج ودبسي عفنان والغجر وأبو هريرة والثورة ففي الغالب من عشائر البوشعبان والصفصافة والمنصورة والسحل ورطلة وحويجة الشنان فهي من العشائر الزبيدية – بوشعبان ودبش وقيس وبومانع –  ثم غانم عاي والعطشانة ومعدان والقصبي والتبني فهي خليط من هذه العشائر.  أما القرى التالية : (البويطية – الطريف – العنبة والمسرب الشميطية – الخريطة – عياش) فهي قرى عشيرة البوسرايا وشيخها مهنا بن فيصل الفياض وسابقاً الشلاش.

أما مدينة دير الزور، فهي مدينة حديثة عمرها لا يتجاوز ثلاثمائة سنة، وكانت تسمى دير الشعار ودير العصافير ودير الرحبة ثم دير الزور. وسكانها من البقارة و العكيدات وقيس والبوشلهوم وجنابيون وجواشنة حريث من طي وقلعيون ومسيحيون وأرمن. وسابقاً فيها عائلات يهودية وعنزة عرفة وسبعة ورولة وشمر، ثم تأتي قرية الجفرة عند المطار حيث الويسات من آل البيت والطابية شامية ثم قرى البوخابور (العبد والمريعية وموحسن) وهم من حلف العكيدات (سادة) وقد قاوموا الفرنسيين وقتلوا ريتشارد الجنرال القائد الفرنسي في معركة الشروفية. ثم قطعة البوليل والطوب فهم من قبيلة شمر عبدة وشيخهم اليوم مطشر بن فرهود الصالح الموسى الهيال.

ثم قرية سعلو فهم عكيدات من البكير، ثم الزباري من قبيلة المحامدة دليم ثم (بقرص فوقاني وبقرص تحتاني) من عشيرة البوسرايا، ثم مدينة الميادين خليط بشري من البوخليل والبوناصر والويسات والسنانية والبومصطفى والمشاهدة والعانيون والراويون وآلوس وكرابلة عراقيون وعكيدات وأكراد. ثم الطيبة أما محكان (جحيش) ثم القورية (قرعان) والعشارة بوحسن ويسات بوغانم جوابرة وآخرين دبلان وصبيخان والكشمة (عكيدات شويط) الدوير بورحمة

ثم تبدأ قرى البوكمال (الصالحية الطواطحة والعباس والمسلخة) عكيدات من الجراح دميم (المجاودة عزة) وشيوخهم العشبان – الرمادي من العبيد – السيال من البومريح – قرية حسرات من الحسون والغبرة كذلك. السكرية مشاهدة – الهري خليط بشري ثم البوكمال ثم حصيبة أو القائم في العراق.

إن هذه المكونات العشائرية الكبيرة والصغيرة والبيوتات المختلفة عاشت مع بعضها البعض عبر مئات السنين بكل ما تملكه كلمة أخوة الشعوب من معنى تام. عاشت قوية أمام كل خطر داهمها أو حدث أصابها بفعل الإنسان أو الطبيعة أو الوحش.

وهناك القصص الكثيرة لإجارة الضعيف وحمايته وصد الوباء والريح الصرصر عنه.

عاشت هذه العشائر على ضفاف نهر الفرات معاً، تشرب من مائه العذب الزلال وكدره المر المخلوط بالرمال، متزاوجة من بعضها البعض خال وابن أخت تمتلك صفة المروءة والشهامة والعزة والأنفة والكبرياء، لا تقبل الخنوع ولا الضيم ولا الذل.

جاسم العبيد

مجلة الشرق الأوسط الديموقراطي

روسيا تتطلع للتعاون مع أرمينيا في مساعدة سوريا

$
0
0

 

أزتاك العربي- أكد نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول ألكسندر فومين أن روسيا تتوقع من أرمينيا مزيدا من الخطوات لدعم الجهود الروسية لتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا.

وقال فومين خلال لقاء مع وزير الخارجية الأرمني زوهراب مناتساكانيان في يريفان إن موسكو “ممتنة لأرمينيا على دعم جهود روسيا في إعادة الحياة السلمية إلى سوريا وتقديم المساعدات للشعب السوري”.

وأضاف: “أرمينيا قد أرسلت المساعدات الإنسانية (إلى سوريا) 4 مرات، ولدينا خبرة كبيرة للتعاون مع الجانب الأرمني”.

وأكد أن أرمينيا الشريك الرئيسي لروسيا في منطقة ما وراء القوقاز، وتتعاون موسكو مع يريفان بشكل ناجح في الإطار الثنائي وضمن المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وذكرت وزارة الخارجية الأرمينية أنه تم التطرق الى الأحداث في الشرق الأوسط وتحديات الأقليان والدينية والأثنية في المنطقة نتيجة الأعمال الإرهابية.

وذكر الوزير الأرمني أن أرمينيا تتعامل بحساسية أمام هذه الأحداث، لأن ذلك يتعلق بشكل مباشر مع الأرمن في سوريا وأمن وجودهم هناك، وقضايا حماية التراث الأرمني التاريخي والثقافي الغني.

أرمينيا والإمارات العربية المتحدة تحتفلان بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما

$
0
0

أزتاك العربي- تبادل وزير الخارجية في جمهورية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رسائل تهنئة بمناسبة الذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا والإمارات العربية المتحدة.

وذكرت إذاعة أرمينيا العامة أن وزير الخارجية الأرميني أشار في الرسالة إلى أنه على مدى العقدين الماضيين أقامت كل من أرمينيا والإمارات العربية المتحدة علاقات حكومية دولية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين.

وأعرب عن قناعته بأن الجهود المشتركة يمكن أن تعمق العلاقات الأرمنية الإماراتية، وكذلك المبادرات الجديدة والعملية ذات الاهتمام المشترك لصالح الشعبين.

وقال وزير الخارجية الاماراتي في رسالته أن الصداقة القوية تربط شعبي البلدين الشقيقين في كافة المجالات، وأعرب عن أمله في أن علاقات الصداقة بين أرمينيا والإمارات العربية المتحدة تتطور باتجاه المصلحة العامة.

موقع هوتيل ريست السياحي: أرمينيا.. تاريخ يتزين بكنوز الإمبراطوريات

$
0
0

 

أزتاك العربي- نشر موقع (هوتيل ريست) السياحي الاماراتي مقالاً تعريفياً للسياحة في أرمينيا بعنوان (أرمينيا.. تاريخ يتزين بكنوز الإمبراطوريات) حيث قال انه على الرغم من كونها أمة صغيرة، إلا أنها بلاد ساحرة وذات حضور كبير. فقد كان تاريخها مضطرباً خلال القرن العشرين، وكانت علاقاتها مع تركيا المجاورة ممزقة تحتاج إلى رتق، حيث تعتبر كنوزها التي تعود إلى القرون الوسطى، هي عامل الجذب الرئيسي للسياح من كل العالم، أكثر مما كانت عليه في الماضي القريب.

ويستقبل أهلها السياح بالترحاب، وعادة ما يظهرون وداً منقطع النظير، فضلاً عن جمال ريفها الذي يحبس الأنفاس، ومع ذلك ليست هناك حشود كبيرة للسياح.

لديها إرث تاريخي، حيث وصلت إليها المسيحية في 301 ميلادية، حيث تطلق على نفسها أقدم أمة مسيحية في العالم، ولا يزال المرء بوسعه أن يشعر بأجواء التدين خلال الرحلة، ابتداء من الأديرة المغروزة في منطقة لوري كثيرة التلال، والتي يعود تاريخها إلى قرن مضى، إلى الأناجيل القديمة في متحف المخطوطات القديم، إلا أن أرمينيا بدأت تتغير.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي، قامت أرمينيا بإعادة احتضان تقاليدها بينما تمضى قدماً، فجزء كبير من هذا التطور يرتكز في العاصمة يريفان. نشأت في أيام غير عاصفة بالقرب من جبل أرارات عبر الحدود، وهي مركز نشاطها الثقافي وفكرها التقدمي في البلاد، مع مشهد فني حديث نابض بالحياة، حيث تشهد الكثير من أعمال إعادة التطوير على نطاق واسع.

لدى أرمينيا عدد كبير من مواطنيها في الشتات هناك الآلاف من الأمريكيين الأرمن ونتيجة لذلك، فإن ثروة كبيرة أعيدت إلى البلاد.

ومع ذلك فإن المشاعر التي تقيم الحياة هنا، من الوطنية إلى الدين، ومن لعب الشطرنج إلى أوقات المرح الأخرى، ليست من النوع الذي يكلف الملايين. أما ثقافة المقهى فتتسم بالكمال، ومن الصعب قضاء فترات زمنية طويلة في التحدث مع الناس.

وأما الطعام الأرميني فهو شيء آخر، حيث سيجد السياح أكواماً من اللحوم المشوية والخضروات مباشرة في أقرب حديقة.
وتشمل أبرز المعالم السياحية في جميع أنحاء البلاد، مدينة غوريس الصغيرة الساحرة، ومستوطنة ديليجان الجبلية، فرحلات الاستكشاف في أي مكان في أرمينيا محفزة.

تاريخ ثري

قبل أن يتم دمجها في الإمبراطورية الرومانية عام 114 ميلادية، امتدت الإمبراطورية الأرمينية من بحر قزوين في الشرق حتى البحر المتوسط في الغرب، في 301 ميلادية أصبحت أرمينيا أول بلد يتبنى المسيحية ديناً للدولة، وبحلول القرن الخامس، طورت الكنيسة أبجدية لا تزال مستخدمة إلى يومنا هذا.

إن دمج أرمينيا في الإمبراطورية التركية السلجوقية في القرن الحادي عشر، تسبب في خلق موجة عديدة من الهجرة حتى بداية القرن التاسع عشر، عندما انتقل إليها الروس وفرضوا سيطرتهم.

وفي عام 1915، تعرّض الأرمن إلى أول عملية تطهير عرقي في القرن العشرين، وبعد فترة قصيرة من الاستقلال في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وبعد الانتصار البلشفي في الحرب الأهلية الروسية، أدمجت أرمينيا في جمهوريات الاتحاد السوفييتي وأصبحت فيما بعد واحدة من ثلاث جمهوريات سوفييتية متميزة، مع أذربيجان وجورجيا.
في أواخر الثمانينات، كان الأرمن من بين المجموعات الأولى في الاتحاد السوفييتي التي قامت باختبار حدود (الغلاسنوست).. سياسة أو ممارسة أكثر انفتاحاً لحكومة تشاورية، ونشراً أوسع للمعلومات في الجمهوريات، بدأها ميخائيل جورباتشوف من عام 1985، مع سلسلة من التظاهرات ضد التلوث الصناعي وقمع سكان ناغورني كاراباخ.
وفي ديسمبر من عام 1988، ضربها زلزال مزدوج ضخم أدى إلى مقتل حوالي 60 ألف شخص، ودمر نصف مليون من المباني، وتعرضت مدينة سبايتاك إلى دمار كامل، وفي لينيناكان ثاني أكبر مدينة في أرمينيا انهارت حوالي 80% من المباني، وعززت عملية إعادة الإعمار ونزاع كارباخ، الذي كان يغلي على نار هادئة، حركة المعارضة المتنامية التي أدت إلى انتخاب ليفون تير بتروسيان، رئيس حزب الحركة الوطنية الأرمينية، رئيساً للبلاد.
وأعلنت أرمينيا استقلالها في 23 سبتمبر عام 1991، وتصاعد نزاع كارباخ بشكل سريع ليتحول إلى حرب شاملة حتى تم سريان هدنة، بوساطة من موسكو في مايو 1994.

المواقع الثقافية

تضم يريفان العاصمة عدداً من المواقع الثقافية المثيرة للإعجاب، من بينها المعرض الوطني الذي تم تأسيسه في عام 1919، ومكتبة يريفان للمخطوطات القديمة، حيث تضم أكثر من 13 ألف مخطوطة، كما ينصح بزيارة متحف التاريخ الأرميني الموجود في العاصمة، حيث يضم أفضل التحف الفنية التاريخية للبلاد.

وينصح بالسفر إلى وادي دبد كانيون ذي التضاريس الوعرة، حيث يقوم السياح بزيارة أديرة هغبات وسناهين المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث، حيث يقال إن الشاعر الأرميني الكبير سايات نوفا ولد في سناهين، وأصبح راهباً في حجابات.

واستمتع بالاسترخاء في مدينة ديليجان، وسط غابات الصنوبر الجميلة، مع مسارات المشي التي تقودك عالياً إلى بحيرات جبال الألب. تضم المدينة عدداً من المنتجعات التي تم تجديدها في الحقبة السوفييتية وجماعة من الفنانين المتقاعدين.
وقم بزيارة بلدة كوريس التي تغيرت ملامحها منذ إنشائها من قبل معماري المأني في القرن التاسع عشر، كما أن المنطقة المحيطة بها تستحق الاستكشاف؛ لما لها من كهوف سكنية مثيرة للإعجاب، وبالقرب منها يوجد دير تاتيف المذهل.
أما بحيرة سيفان فتستهوي الناس كثيراً لمياهها النقية، ومنظرها المذهل ولوفرة سمك السلمون المرقط اللذيذ، وتوجد البحيرة على بعد 70 كيلومتراً في الاتجاه الشرقي للعاصمة يريفان، حيث تعتبر أكبر بحيرة في القوقاز.
ينصح بزيارة أحد المعالم الأكثر إثارة في أرمينيا، دير جيهارد التي تحتل موقعاً متميزاً منذ القرن الرابع للميلاد، كما أن الكنائس الموجودة، كلها منحوتة بشكل رائع، حيث تعود إلى القرن الثالث عشر. قم أيضاً بجولة إلى معبد غارني، الذي دمر الزلازل معظم هيكله الأصلي، إلا أن موقع المعبد الدوار، على هضبة 300 متر فوق نهر عزات، يؤمن على جماله.

أفضل أوقات الزيارة

تتميز أرمينيا بالطبيعة الجبلية، فأكثر من 90%من أراضيها فوق 900 متر على مستوى سطح البحر، لذا فمن المتوقع أن يجد السياح مناخاً جافاً في المرتفعات. في فصل الربيع يتميز الطقس بالاعتدال ولكنه يرحل سريعاً، حيث تتراوح درجات الحرارة من 7 درجات مئوية إلى 19 درجة مئوية في شهر أبريل/‏نيسان في يرفان العاصمة.
ويتميز فصل الصيف بالحرارة، حيث تصل درجات الحرارة في أغسطس في العاصمة إلى 33 درجة مئوية، ولكن في الشمال يكون الطقس بارداً، ويكون بارداً جداً في الليل. أما في الشتاء فإن الطقس يكون بارداً و قاسياً للغاية، مع تساقط الثلوج الكثيرة، حيث تصل درجات الحرارة إلى الصفر.

أما من مايو/‏أيار، إلى يونيو/‏حزيران، ومن سبتمبر/‏أيلول إلى أكتوبر/‏تشرين الأول، فهو أنسب وقت لزيارة أرمينيا، حيث يكون الطقس دافئاً ومعتدلاً، فلو كان السائح ينوى زيارة بحيرة سيفان، فإن الفترة ما بين شهري يونيو/‏حزيران إلى سبتمبر/‏أيلول هي الوقت الأنسب.

هل تعلم ؟

* أطلقت سوق الموسيقى البريطانية في صبيحة زلزال 1988، ألبوم روك أيد أرمينيا، من أجل جمع التبرعات لأرمينيا من خلال أغنية الزلزال وثلاثة أشرطة أخرى، بعنوان ماذا يجرى هناك، ودخان فوق سطح الماء، وليد زيبلين روك أند رول.

* يضم معرض الفنون الوطني في العاصمة يريفان، أكثر من 16000 عمل فني، يعود بعضها إلى العصور الوسطى.
* المشمش هو الفاكهة الوطنية لأرمينيا.

الترك وسياسة التتريك في البلاد العربية

$
0
0

الأتراك هم مجموعة من القبائل يصل عددها إلى 20 قبيلة تقريباً منها: (بجتك، جكل، قبجاقي، تخسي، يغما، يماك، اغراق، بشفرت- جرقي، يسمل، جمل، ايغور، ياباكو، تنكت، أوغوز . ..الخ). وقد توزعت هذه القبائل في الكثير من المناطق التركية.

وجميع هذه القبائل تتحدث اللغة التركية ولكن بلهجات مختلفة، وتعود لغتهم إلى عائلة اللغات المغولية. وهناك ست دول تتكلم اللغة التركية ولكن بلهجات مختلفة وهي (تركمانستان، تركيا، أذربيجان، قرغيزيا، أوزبكستان،  كازاخستان).

استوطن الأتراك وسط آسيا التي تعتبر موطناً أساسياً لهم منذ أقدم الأزمنة قبل أن يقوموا بالهجرة إلى الأناضول. وأول ظهور لكلمة ترك كانت في القرن السادس الميلادي وكانت تشير إلى دولة (غوك تورك) إذ بانت في رسالة امبراطور الصين في ذلك الوقت التي أرسلها بتاريخ 585 م حيث وصفه الإمبراطور الصيني بخان الترك. ويتصف الترك بالخيلاء (التكبر) والفوقية والذهنية التسلطية.

كما إن السلاجقة، هم سلالة تركية حكمت في أفغانستان وأجزاء من الأناضول وسوريا والعراق ما بين عام 1038م حتى عام 1194م. وينتمي السلاجقة لقبيلة فتيق إحدى العشائر المتزعمة لقبيلة الغز التركية. ودخلت هذه العشيرة في دين الإسلام أثناء عهد زعيمها سلجوق سنة 960 م.

وقد أسس الأتراك الدولة العثمانية التي استمرت قائمة حوالي 600 سنة من عام 1299م حتى عام 1923م. ويعتبر عثمان بن أرطغرل مؤسساً لهذه الدولة.

وقد حكم العثمانيون الترك البلادَ العربية وآسيا الصغرى والبلقان باسم الإسلام، وحمل الحاكم لقب خليفة المسلمين وأمير المؤمنين مما ساعدهم في إطالة الحكم والتوسع في البلاد الأخرى واستقرت في أراضي واسعة بين أوروبا وآسيا وامتدت إلى إفريقيا ووصل عدد ولاياتها إلى 29 ولاية.

ينتمي عثمان إلى قبيلة كايي المقيمة في أواسط تركيا من سنة 1299 م-1326 م وهو من مدينة سكود مسقط رأسه، ومن اسمه اشتق اسم العثمانيين، ولم يطلقوا على أنفسهم اسم الأتراك إلا في القرن التاسع عشر في حين أطلقوا اسم الترك على القبائل الهمجية في تركستان، وقد لقب عثمان نفسه بادي شاه واستمرت تحكم البلاد بقوة السيف وبالعسكر حتى أصبحت قوة عظمى عاصمتها استنبول حتى عهد سليمان القانوني. ومن ثم بدأت بالانحدار وأخذ الضعف يدب في جسمها حتى سميت بالرجل المريض ولأسباب شتى حتى انهارت وانتهت بصفتها السياسية بتاريخ 1922م وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في عام 1923 م بعد توقيعها على معاهدة لوزان.  وزالت نهائياً عند قيام الدولة التركية.

ضم العثمانيون البلاد العربية لحكمهم منذ القرن السادس عشر الميلادي بعد أن خاضوا عدة معارك مع المماليك في مصر وبلاد الشام ومع الصفويين في العراق. وقد أحاط العثمانيون البلاد العربية بسياج من العزلة عن التأثيرات الخارجية، مما انعكس سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية فيها. لم يحاول العثمانيون التدخل في شؤون العرب السياسية حتى نهاية حكم السلطان سليمان القانوني، إذ لجأت الدولة العثمانية منذ بداية حكمهم إلى تعيين الزعماء المحليين حكاماً لها في ولاياتها العربية، وقد رأت في هذا الإجراء أنها ستحظى ببعض الفوائد.

في الحالة الاقتصادية:

1ـ الزراعة: نظر العثمانيون للأرض على أنها ملك للدولة، فأقطعوا قسماً كبيراً من الأرض الصالحة للزراعة للعسكريين ضمن نظام الإقطاع الحربي، فكانوا يتقاضون جزءاً من إنتاج الأرض مقابل القيام بواجباتهم العسكرية. وباقي الإنتاج يذهب للفلاحين. كما مورست جباية الضرائب من خلال نظام الالتزام، وشهدت الزراعة تراجعاً واضحاً بسبب القحط والجراد والفقر وكثرة الضرائب وانعدام الأمن واستخدام أدوات تقليدية في العملية الزراعية.

2ـ الصناعة: شهدت البلاد العربية في تلك الآونة صناعات حرفية اعتمدت على المواد الأولية المتوفرة في كل منطقة ومقايضة منتجاتها مع المناطق الأخرى وأهم الصناعات التي انتشرت في البلاد العربية أثناء الحكم العثماني، المنسوجات وصناعة الصابون والملح وطحن الحبوب، والصناعات الخشبية ولم تستطع هذه الصناعات الحرفية الصمود في مواجهة الصناعات الأوروبية التي اتسمت بالجودة العالية ورخص الثمن بعد الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا.

3ـ التجارة: شهدت التجارة تراجعاً واضحاً وخاصة بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا وتحول طرق التجارة عن العالم الإسلامي منذ العهد المملوكي وسوء طرق المواصلات والفقر العام للسكان والاضطرابات السياسية وانعدام الأمن، واستعان العثمانيون بالأمير أبي ريشة من الموالي لحماية طريق الحرير من اللصوص وقطاع الطرق وكانت قاعدته مدينة عانة بالعراق ولديه عشرة آلاف من الجمال تجوب الصحارى لتصل إلى استنبول محملة بالتجارة، ومع ذلك فإن التجارة بين سوريا ومصر لم تنقطع في العهد العثماني.

4ـ الضرائب والرسوم: فرضت الدولة العثمانية عدداً من الضرائب والرسوم منها على الأراضي الزراعية وضريبة العشر والرسوم على المواشي وكان يسمى (الخاجور) وعلى المطاحن ومعاصر الزيتون والمسقفات على المباني السكنية والحرفيين والفلاحين والضرائب العرفية أيام الحروب وحتى النعجة كان عليها ضريبة، وقد استطاع العثمانيون نقل كثير من الفلاحين المقيمين في حمص وحماة وغوطة دمشق من قبيلة العكيدات إلى وادي الفرت بعد إقناعهم من قبل ابن حريميس من مشايخ عنزة وذلك لزراعة شط الفرات بالحبوب وتقديمها للجيش العثماني مقابل استملاك الأرض الأميرية وهذا ما حصل، لكن قسم من قبيلة العكيدات تمرد على العسكر العثماني ولم يدفع الضريبة ولم يعط عسكرا للجندية العثمانية خاصة في مناطق البوكمال. يقول أحد شعراء العكيدات:

من دور حويش معذيها    سيار ومانعطي عسكر

وحويش هوشيخ من قبيلة العكيدات من البوكمال.

5ـ الحالة الاجتماعية: بقيت الشؤون الداخلية للشعوب التي خضعت للدولة العثمانية من عرب وكرد وشاشان وسريان وغيرها كما هي، فقد تركوا لها حرية ممارسة معتقداتها الدينية وعاداتها وتقاليدها وانقسم المجتمع في العهد العثماني إلى: أصحاب الامتيازات من الحكام المحليين والإقطاعيين وكذلك العلماء والأئمة والخطباء الذين أعفوا من الضرائب والسادة آل البيت. والى عامة الشعب من الفلاحين والصناع وأصحاب الحرف ورعايا الدولة من المسلمين وغير المسلمين الذين كانوا يدفعون الضرائب.

6ـ الحالة الفكرية والثقافية: أصبحت استنبول عاصمة الدولة العثمانية مركزاً للحياة العلمية والثقافية وذلك لأسباب عدة منها :

1ـ هجرة الكثير من الأدباء والعلماء والمفكرين من البلاد العربية إليها ممن نشطوا في التدريس والتأليف باللغتين العربية والتركية.

2ـ جميع المخطوطات العربية والثقافية على اختلاف معارفها في مكتبات استنبول ومساجدها.

3ـ لم تهتم الدولة بالثقافة واللغة العربية ولم ترتق بهما للمستوى الحقيقي لهما، ومسؤولية ذلك كان على عاتق المؤسسات الدينية الكبرى التي حافظت على ذلك كالأزهر الشريف في القاهرة وجامع الزيتونة في تونس والأموي في دمشق والحرمين الشريفين في الحجاز والأقصى في القدس والنجف في العراق بالإضافة إلى المساجد في مراكز الولايات العربية دمشق وحلب والقدس والقاهرة وبغداد.

فقد اعتمدت هذه المؤسسات التعليمية في تمويلها على الأوقاف والتبرعات العامة من المحسنين وأهل البر والخير. وكانت تعلم مختلف العلوم العقلية كالرياضيات والهندسة والعلوم النقلية الدين والتاريخ.

استمرت الدولة العثمانية بالتقصير، فبدأت حركات الاصلاح والتجديد في الدولة في القرن التاسع عشر واتخذت مجموعة من الاجراءات العسكرية الإصلاحية والإدارية ولكن ما السبب في هذا الاصلاح:

1ـ حالة الضعف والفساد السياسي والإداري الذي وصلت إليه الدولة العثمانية، مما أدى لقيام حركات استقلالية عن جسم الدولة مثل حركة فخرالدين المعني الثاني عام 1697 وحركة ظاهر العمر عام 1775 م في عكا بفلسطين وثورة الأشراف في الحجاز والدولة الزيدية في اليمن والأسرة السعيدية في عمان والأسرة السعدية في المغرب عام 1685.

2ـ الهزائم المتكررة التي ألحقتها الدول الأوروبية فيها.

ففي عهد السلطان محمود الثاني عام 1808- 1839 م تعرضت الدولة إلى أزمات داخلية وخارجية تمثلت في ثورات الانكشارية وتمردهم في العاصمة استنبول وفي بعض الولايات الأخرى مثل ولاية ماردين إذ يذكر اسكندر داود في كتابه الجزيرة السورية ص57:

(ألحقت ماردين أولا بديار بكر ثم فصلت عنها وضمت إلى إيالة بغداد وصارت بغداد هي التي تعين حاكمها الذي كانوا يسمونه، متسلم، وقد ذكر التاريخ عدة ثورات للماردينيين على الحكم العثماني منها ثورتهم سنة 1832م على السلطان محمود الثاني إثر إعلانه الإصلاحات المعروفة بالتنظيمات فجردت الدولة حملة لإخضاعهم بقيادة رشيد باشا وتمكنت من قمع الثورة وإعادة الأمن إلى ما كان عليه غير أن الحال ما لبثت ثانية ان اشتعلت واضطربت المدينة إثر دخول الجيش المصري إلى سورية ومسيره نحو الشمال وازدادت الحال سوءا إثر الهزيمة الساحقة التي أنزلها المصريون بالعثمانيين سنة 1839 م فعهد الباب العالي إلى سعدالله باشا حاكم ديار بكر- آمد- بإعادة النظام إلى منطقة ماردين ولكن الأهلين من عرب وكرد وسريان وأرمن أعلنوا أنهم يفضلون الانضواء تحت سلطة ابراهيم باشا حاكم الموصل وكان قد أظهر عداءه لتنظيمات السلطان محمود المذكورة ودامت الحال كذلك إلى ما بعد جلاء الجيوش المصرية من الديار السورية).

كما قامت ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925م وانتفاضته العارمة في منطقة ديار بكر- آمد بوجه الظلم والاستبداد وسياسات التتريك والعنصرية التركية، ولكن للأسف خبت نار هذه الانتفاضة وانطفأت حينما قبض على الشيخ سعيد وأعدم من قبل الترك، وكذلك انتفاضة ديرسم الكردية عام 1936. وكذلك حملة نابليون بونابرت على مصر والشام والحروب العثمانية الروسية. وظهور عدد من الحركات الاستقلالية في شبه جزيرة البلقان.

حاول السلطان محمود إصلاح الجيش وذلك بالتخلص من النظم العسكرية القديمة وفي مقدمتها الجيش الانكشاري، فعمل على تأسيس جيش قوي واقتباس النظم الأوروبية الحديثة وإنشاء فرق عسكرية جديدة لإعادة القوة العسكرية للقوات العثمانية.

جاء عبد الحميد الأول عام 1839 -1861 م وكان على خلاف مع محمد علي باشا حاكم مصر الذي قاد حملة سيطر فيها على مصر وبلاد الشام فأصدر السلطان مرسوماً سمي بـ (شريف كلخانة) لضمان تأييد الدول الأوروبية ودعمها للسلطان ضد محمد علي باشا ومن بنود المرسوم:

تنظيم جباية الضرائب وإلغاء نظام الالتزام.

المحافظة على أرواح الناس وأموالهم وممتلكاتهم مهما كانت دياناتهم.

إصلاح الإدارة والقضاء على الرشوة والمحسوبيات.

وضع نظام محدد للخدمة العسكرية.

ازداد ضغط الدول الأوروبية على العثمانيين وطالبوهم بمزيد من الإصلاحات فأصدر السلطان عبد المجيد مرسوم التنظيمات الخيرية ومن بنوده:

إصلاحات شاملة في الأمور المالية والمواصلات والتعليم والزراعة والتجارة.

اعتبار رعايا الدولة العثمانية متساوية في الحقوق والواجبات مهما اختلفت دياناتهم ومذاهبهم.

إنشاء محاكم مختلفة للفصل في القضايا المدنية والجزائية.

السماح للأجانب بحق التملك في أراضي الدولة العثمانية.

وفي عهد السلطان عبد العزيز (1861- 1876م) صدر قانون الولايات ويهدف إلى تحديث التنظيمات الادارية المتبعة في الدولة العثمانية وبموجبه أصبح في كل ولاية وال يساعده موظفون مختصون بالشؤون المالية والادارية والتعليم والقضاء والأشغال العامة والزراعة ويقدمون له المساعدة واستحدث مجلس إدارة يشترك فيه الأهالي إلى جانب الحكام الاداريين ووضعت القوانين التي تنظم المحاكم والزراعة والأراضي والبلديات والتجارة.

ثم جاء عبد الحميد الثاني (1876- 1909) فأظهر توجهاً إصلاحياً بتأثير رجال الإصلاح الذين طالبوا باقتباس النظم الديموقراطية من أوروبا، فأصدر السلطان القانون الأساسي الذي حدد فيه الحقوق والامتيازات الخاصة بالسلطان وأسرته وورثة العرش والحقوق العامة لرعايا الدولة الذي أطلق عليهم اسم العثمانيون بغض النظر عن دياناتهم وأجناسهم وألغى السلطان مصادرة الأموال وممارسات التعذيب وأعمال السخرة وأعلن المجلس العمومي ووافق السلطان مضطراً على توقيع بنود الدستور الجديد لمواجهة خطر الدول الأوروبية، لكنه ما لبث أن عزل الصدر الأعظم مدحت باشا الملقب بأبي الدستور ونفاه إلى خارج البلاد عام 1877م، وأوقف العمل بالدستور وأعاد الحكم الفردي الاستبدادي.

تدهور وضع الدولة العثمانية وبدأ الضعف يدب في جسمها منذ أواخر القرن السابع عشر الميلادي عندما استطاع الغرب إيقاف التوسع العثماني عند حدود فينا عاصمة النمسا، وتعرض العثمانيون للهزائم الكثيرة أمام روسيا في القرن الثامن عشر انتهت بمعاهدة كوجك قينارجة عام 1774م وقد ساهمت عوامل عديدة في انهيار الدولة منها:

1ـ معاهدة كوجك قينارجة عام 1774م التي تنازلت فيها الدولة العثمانية عن سيادتها في شبه جزيرة القرم وضمت إلى روسيا ومنحت روسيا امتيازات تجارية ودينية كإقامة كنيسة أرثوذكسية في استنبول وكان توسع الدولة العثمانية في مساحات واسعة امتدت إلى ثلاث قارات وضمت شعوباً غير متجانسة من الناحية العرقية واللغوية والدينية والثقافية والتاريخية، فكان لكل هذه العوامل مجتمعة لها الأثر البالغ في ضعفها.

فبرزت الحركات القومية والطورانية وثورات لها طابع قومي مثل الثورة الألبانية والحرب العالمية الأولى عام 1914-1918م.

انتهى عهد السلاطين الأقوياء بموت سليمان القانوني عام 1566م وحكمت سلاطين ضعفاء فتحولت الدولة بسببهم إلى مرحلة جديدة من الفساد والضعف، وخاصة إغفالهم لشؤون الجيش وإلغاء الضريبة التي كانت تزود فرق الانكشارية بالعناصر البشرية مما أدى إلى تحول الحياة العسكرية إلى وراثية في صفوف الجيش الانكشاري وفقدان الجيش الانكشاري صفته القتالية وتراجع دوره بعد السماح له بالاختلاط بالسكان المحليين والانخراط بالوظائف المدنية وانتشار الرشوة بين صفوف قادة الجيش والولاة حتى أصبح تعيين الوالي لفترة محدودة ثم يتم تغييره كي لا يملأ جعبته كاملة من الرشاوى.

وبقيت الأسلحة القديمة كما هي، لم يطرأ عليها تحسين أو تبديل وكذلك الأساليب القتالية لم تتغير بل انشغل القادة العسكريون بالأراضي الزراعية على حساب انتمائهم للجيش.

ففقد الأمن وسيطر الأوروبيون على صناعة الغزل والحرير وقامت المصارف الأوروبية فلجأت الدولة العثمانية إلى الاستدانة من مصارف أوروبا وتراجعت التنظيمات المهنية والحرفية وقامت الحرب مع ايطاليا فتخلت الدولة العثمانية عن طرابلس وبنغازي بموجب صلح آرشي عام 1912م وتنازل العثمانيون عن البوسنة والهرسك للنمسا عام 1909، هكذا كانت حال الدولة وما وصلت إليه من حالة ضعف.

سياسة التتريك:

بدأ الأتراك الاتحاديون بعد استلامهم الحكم في أواخر عمر الدولة العثمانية بممارسة سياسة تمثلت بسياسة التتريك التي نتج عنها:

سوء العلاقة بين الأتراك والشعوب العربية والكردية والقوميات الأخرى نتيجة السياسة التي اتبعها الاتحاد والترقي.

ظهور اتجاهات سياسية متباينة لدى الاتحاديين حيث أيد بعضهم الحركة القومية الطورانية بينما دعا الاتجاه الآخر للمحافظة على الدولة العثمانية.

أدت سياسة التتريك والنهج المتغطرس الذي مارسه الاتحاديون ضد العرب والشعوب الأخرى إلى تخلف المنطقة وغرقها في بحر الجهل والفقر والاستبداد إلى جانب الاستيلاء على ثروات المنطقة العربية وتسخير أبنائها واستنزاف طاقاتهم لخدمة مصالحهم، فسياسة التتريك التي اتبعها حكام الترك سياسة عنصرية مارسها الاتحاديون ضد العرب والقوميات الأخرى لفرض اللغة التركية في التعليم والمؤسسات الحكومية ودوائر الدولة وإهمال اللغة العربية وغيرها من اللغات.

في ذلك الوقت وسعت بريطانيا إمبراطورتيها لتأمين طرق الوصول لمستعمراتها في الهند، فسيطرت على مصر وقناة السويس وعدن والخليج العربي، ودخلت الدولة العثمانية في 4 تشرين الثاني 1914 م الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط ألمانيا والنمسا والمجر وذلك تنفيذاً للمعاهدة السرية المعقودة بينها وبين ألمانيا في آب سنة 1914م، فضلاً عن ذلك فإن حادثة ضرب الموانئ الروسية في البحر الأسود التي قامت بها القطعات العثمانية في 29 تشرين الأول عام 1914م عجلت من دخول الدولة العثمانية الحرب، إذ أعلنت روسيا الحرب عليها في 4 تشرين الثاني من العام نفسه، وتلا ذلك إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب عليها بعد يوم واحد.

كانت الدولة العثمانية تتوخى من دخولها الحرب تحقيق أهداف عديدة منها:

ممارسة سياسة التتريك في جميع أنحاء الدولة العثمانية وفي الأقطار التي وقعت تحت سيطرة الدول الأوروبية.

استعادة الولايات التي خرجت من سلطة الدولة العثمانية مثل قبرص وليبيا وتونس والجزائر.

إعادة ترسيخ سلطة الخلافة على جميع دول العالم الإسلامي.

اعتقد قادة جمعية الاتحاد والترقي إن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بالتعاون مع ألمانيا، كما أن هؤلاء القادة ومنهم أنور باشا وطلعت باشا كانوا يرون أن التخلص من القيود الثقيلة المفروضة عليهم بوجود نظام الامتيازات الاجنبية لا يمكن أن يتم إلا بدخول الدولة الحرب العالمية رغم أن واردات الدولة العثمانية كانت محجوزة للدول الأجنبية ضمانا لدفع الديون وتسديدها.

أعلنت الحرب والدولة مفككة وضعيفة ويسودها الاضطراب، فاستاء كثير من الوزراء بل قدموا استقالاتهم من الحكومة، أما الرأي العام العثماني فلم يكن راضياً على دخول الدولة الحرب العالمية نظراً لما تجلبه هذه الحرب من ويلات ودمار وخراب، فخسرت الدولة الحرب وقسمت ممتلكاتها ووقعت معاهدة رودس عام 1918م.

أدى دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى عام 1914 ضد دول الحلفاء إلى التعجيل بانهيارها فقام الحلفاء باحتلال أجزاء من أراضي الدولة العثمانية، فاضطر الأتراك للقتال على جبهات متعددة أغلبها دفاعية ثم دخلت أمريكا الحرب فرجحت كفة الحلفاء.

وعلى الرغم من خروج روسيا من الحرب العالمية الأولى أثر الثورة البلشفية عام 1917م، إلا أن الأتراك أجبروا على توقيع معاهدة هدنة رودس عام 1918 م التي نصت على استسلام الدولة العثمانية لقوات الحلفاء التي دخلت استنبول دون قيد أو شرط. وفي عام 1923 جرى التوقيع على معاهدة لوزان مع الحلفاء نصت بنودها على الاعتراف بعودة السيادة التركية على أراضيها، ثم أصدر المجلس الوطني التركي بتاريخ الأول آذار 1924 قانوناً جديداً نص على تأسيس الجمهورية التركية الحديثة وانتخاب مصطفى كمال أتاتورك رئيساً للجمهورية الذي انخرط في العمل الثوري، وأسس جمعية وطن عام 1906 وأصبح رئيساً للجمهورية حتى وفاته عام 1938م عزلت الحكومة الاتحادية السلطان عبد الحميد عام 1909 وعينت محمد رشاد سلطاناً بالاسم بدلاً عنه، فسيطروا على السلطة ومارسوا سياسة عنصرية متعصبة للعنصر التركي، فجعلوا المناصب العليا في الإدارة والجيش بيد الأتراك وشددوا من قبضة الحكم المركزي التركي.

وأجبر الأتراك أبناء القوميات المختلفة في الدولة على تعلم اللغة التركية وجعلوها لغة العلم في المدارس ولغة البلاد وفرضوا الضرائب الباهظة وطالب بعضهم بطرد العرب من أوطانهم وتوطين جاليات تركية بدلاً منهم ونقل الضباط العرب إلى المناطق البعيدة وتشجيع الصحافة التي تمجد تعصبهم لقوميتهم الطورانية. فاصطدمت هذه السياسة مع مصالح العرب وتمسكهم بقوميتهم ودينهم ولغتهم ولعل هذه الخطوات لعبت دوراً هاماً في إثارة المشاعر القومية ضد الحكم التركي في دولة متعددة العناصر والقوميات.

انتشر التذمر عند الشباب العرب وبدأ الفكر القومي والشعور بالانتماء للعروبة يملأ صدور الشبيبة المثقفة والمتعلمة والمفكرة بمصير الأمة، فأصدروا في مؤتمر باريس قرارات عام 1913 لم تعجب الاتحاديين ومع ذلك تم الاتفاق على بنود منها:

التعليم الابتدائي والمعاملات الرسمية في الولايات العربية تتم باللغة العربية.

كبار موظفي الدولة يعينون من قبل الحكومة المركزية في الولايات العربية ويكونوا من الملمين باللغة العربية أما بقية موظفي الدولة فيجب أن يكونوا من الولاية نفسها.

الخدمة العسكرية محلية في أوقات السلم.

يعين ثلاث وزراء عرب.

لكن الاتحاديين لم يتقيدوا بالشروط والمعاهدة واستمروا بسياسة التتريك والاضطهاد والإعدامات في 6 أيار 1916 فقد أعدم رفيق رزق سلوم  ومحمد نسيب وعبدالكريم الخليل ومحمود العجم وعبدالقادر الخرسا ومحمد ومحمود المحمصاني وسعيد الكرمي وعبدالله الظاهر وعمر الجزائري والشيخ أحمد طبارة وأمين لطفي الحافظ وسيف الدين الخطيب وشفيق المؤيد وعلي النشاشيبي وعبدالوهاب الانكليزي ورشدي الشمعة ومحمد الشنطي وبشارة الهاني وشيخ قبيلة الحسنة محمد الملحم ومفتي غزة أحمد عارف وشاهر رحيل العلي شيخ قبيلة التركي وبيترو باولي وعبدالغني العريسي وجرجي حداد، وكان وراء هذه الإعدامات السفاح جمال باشا وغيرهم الكثير من المفكرين والشعراء والخطباء والمثقفين الوطنيين.

فظهر الشريف الحسين بن علي وأطلق الرصاصة الأولى لإعلان الثورة على الأتراك وانضم كثير من الشباب العربي لثورة الشريف حسين بعد أن قارنوا وتنبهوا إلى ما هم عليه من حالة تخلف وضعف وجهل ونظروا للغرب المتحضر المتقدم في مجال العلم والتكنولوجيا، فطالبوا بالاستقلال عن الدولة العثمانية ومن الشخصيات البارزة التي كان لها دور بارز في إذكاء روح الحماسة للانفصال عن الدولة العثمانية الأديب عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا ومحمود شكري الآلوسي وقاسم أمين الذي نادى بتحرير وتعليم المرأة الذي قال:

من لي بتربية النساء      فإنها علة ذلك الإخفاق

لم يعجب الأتراك أفعال وأقوال الشباب العرب فقامت بإعدام العشرات منهم في ساحة المرجة بدمشق وفي ساحات بيروت، واليوم تجد الترك الأحفاد أشد قسوة وخيلاء وظلما للعباد من أولئك الأجداد.

فها هي عفرين عروس الشمال السوري قد احتلوها واستباحوها أرضاً وبيوتاً وزراعات ولم يسلم منهم ومن حلفائهم البشر والحجر والآثار فخطفوا البشر وأسروا وهدموا الحجر من بيوت وسكن ودمروا آثار عفرين التاريخية من قلاع وأعمدة وتراث إنساني.

 المصادر:

-مفتاح العلم في تاريخ العرب، مجموعة من المؤلفين.

-تاريخ العرب والعالم لـ أحمد الحيدرية.

-الجزيرة السورية لـ اسكندر داود.

-وطن الشمس لـ عبدالله قره مان.

جاسم العبيد

مجلة الشرق الأوسط الديموقراطي

حزب الخضر في نيوزيلاندا يطالب البرلمان بإدانة إبادة الأرمن

$
0
0

 

أزتاك العربي- أفاد التلفزيون الحكومي في نيوزيلندا أن حزب الخضر في نيوزيلاندا طالب البرلمان بإدانة إبادة الأرمن.

وكان النائب عن حزب الخضر هاريت هيوغ قد طلب مساعدة البرلمان، وهو أحد أبرز المبادرين لتقديم مسودة قرار للبرلمان، حيث قال: “تقدمت بالطلب لإصدار قرار من البرلمان، لأن ماحدث للأرمن مرتبط بتارخنا”.

وأكد المؤرخ جيمس روبينز أن شهادات الجنود النيوزيلنديين تثبت حقيقة الإبادة.

ولفت هيوغ أنه يجب على نيوزيلندا أن تأخذ بنموذج ألمانيا وهولندا وفرنسا وغيرها من الدول التي أدانت إبادة الأرمن لعام 1915.

وقالت مديرة مكتب القضية الأرمنية في نيوزلندا هوري يلدزيان أن التاريخ يكرر نفسه، والأمر سيستمر إن لم يتم الاعتراف بذلك.


محاضرة بعنوان (مقاربات بين الأرمنية والعربية) للدكتورة نورا أريسيان

$
0
0

ألقت الباحثة وعضو مجلس الشعب د. نورا أريسيان محاضرة بعنوان (مقاربات بين الأرمنية والعربية) في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة .

وفي مقدمتها استعرضت د. أريسيان لمحة عن اللغة الأرمنية وتطورها، والأبجدية الخاصة بالشعب الأرمني، وكيفية تأثر اللغة الأرمنية بلغات جيرانها من الشعوب المعاصرة. وفي إطار المقاربة بين اللغة الأرمنية والعربية، فقد أكدت أريسيان أن ذلك مرده إلى التداخل بين العرب والأرمن وطبيعة العلاقات العربية الأرمينية التاريخية التي تعود إلى الفتح العربي لأرمينيا في القرن السابع الميلادي . حيث بدأ التداخل في الكثير من المجالات، حيث استعملت اللغة العربية للتواصل مع العالم الإسلامي من اجل تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية.

بالإضافة إلى الاهتمام بعلوم الطب والفلسفة وعلم الفلك، كما كان بالمفكرين الأرمن على معرفة وثيقة بالفلاسفة والشعراء العرب. وأشارت المحاضرة أنه وفق النظريات اللغوية فإن اللغة الأرمينية استعارت من العربية قبل الفتح العربي للأراضي الأرمينية وقبل بداية الاتصال المباشر مع الأرمن في القرن السابع. وفي فترة اللملكة الأرمنية توطدت العلاقات العسكرية والسياسية، وكان لهذا إسقاطاته على المجال اللغوي الثقافي أيضاً، وبرز تأثير الثقافة العربية في الثقافة الأرمنية بشكل واضح.

وأتت أريسيان على ذكر بعض النماذج للكلمات التي دخلت الأرمنية من العربية، مثل: أحمق وساحر والعيب، وعازب- عزيز – عجيب – ظالم – لايق. بالإضافة الى الصفات المستعارة من العربية، وبعض الصفات التي ساهمت في تشكيل الأفعال، والأسماء المركبة وغيرها.

وفي النهاية أكدت أريسيان أن ” المقاربة بين الأرمنية والعربية، وكذلك التفاعل المشترك بين الارمن والعرب والعلاقات الأرمنية العربية له جذور عميقة في التاريخ. ويمكن القول أن المقاربة بين الأرمنية والعربية أسست لعلاقة صداقة على مر العصور، وكانت المقاربة اللغوية خير سبيل لتطوير المثاقفة والتفاعل والتقارب بين الحضارتين والشعبين الأرمني والعربي”.

دمشق _الأزمنة _ محمد أنور المصري _

اهتمام رجال أعمال من الإمارات في الأسواق الأرمينية

$
0
0

 

أزتاك العربي- استقبل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان سفير دولة الامارات لدى يريفان جاسم محمد القاسمي.

وأكد باشينيان على حرص حكومة أرمينيا على تعزيز وتطوير العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.

وأعرب باشينيان عن سعادته للاهتمام بالأسواق الأرمينية لدى أوساط رجال الأعمال من الامارات، لافتاً الى أنه يتم خلق ظروف اقتصادية تلائم إقامة الاستثمارات والتجارة، ورحب بالاستثمارات الإماراتية في أرمينيا في كافة القطاعات والمجالات.

بدوره أعرب السفير عن تهانيه لتولي باشينيان منصب رئيس الوزراء، مؤكداً أن بلاده مهتمة في توسيع التعاون المتبادل، حيث بدأ النمو في الأطر التجارية وزيادة الطيران، بالإضافة الى ازدياد في عدد السياح، وازدياد الاهتمام بأرمينيا في الامارات.

كما جرى الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على أعلى المستويات، لاسيما انعقاد جلسة اللجنة الحكومية المشتركة المزمع عقدها في يريفان، وتنظيم منتدى اقتصادي، وغيرها من قضايا في اطار التعاون في مجالات السياحة والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.

بقرادونيان يطالب بتقديم النوعية والجودة في برامج المدارس الرسمية لتنافس المدارس الخاصة

$
0
0

 

أزتاك العربي- قامت “جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن “، للعام الثاني على التوالي وتحت شعار “معا نبني”، بتكريم الطلاب الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى في الشهادتين التكميلية والثانوية – الدورة الأولى للسنة الدراسية 2017 / 2018 في المدارس الرسمية في قضاء المتن، في إحتفال أقيم في قاعة بلدية الجديدة، وفي لفتة كريمة من أعضاء الجمعية، تم هذا العام ايضا تكريم مديري مدرستي “المتين المهنية” و”بيت شباب المهنية” وفق النشرة اللبنانية.
حضر الحفل: الدكتورة فيرا زيتوني ممثلة وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، الأمين العام لحزب الطاشناك النائب هاغوب بقرادونيان، النائب الياس حنكش ممثلا حزب الكتائب، النائب أدى معلوف ممثلا التيار الوطني الحر، جورج ابو جودة ممثلا حزب القوات اللبنانية، جوزف كرم ممثلا حزب الوطنيين الاحرار، جان ابو جودة، كما شارك رؤساء البلديات والمخاتير في تكريم طلاب بلداتهم ومديري المدارس ورؤساء لجان الاهل والاهالي والاساتذة والهيئات التعليمية المعنيين.

وفي كلمته طالب بقرادونيان الدولة بتقديم النوعية والجودة في برامج المدارس الرسمية لتنافس المدارس الخاصة”. وأكد “أنه في استطاعة المدرسة الرسمية اعطاء افضل النتائج اذا اعطيت الاهتمام المطلوب، ونتائج الطلاب المكرمين دليل على ذلك”.

ووعد “انه سيسعى في لجنة التربية النيابية بالمطالبة الحثيثة لتنفيذ كل المشاريع بدءا من الزامية تملك الدولة للمباني الرسمية”. وأشار “أنه استنادا الى احصاءات جمعية اصدقاء المدرسة الرسمية في المتن، فان الدولة تدفع ما يقارب 7 مليارات ليرة لبنانية، كبدلات ايجار عن المدارس ال 45 في القضاء”.

وشدد بقرادونيان على “ضرورة فتح باب التوظيف، وضخ دم جديد في الهيئات التعليمية تعتمد الاسس الحديثة في تطوير البرامج واستعمال التكنولوجيا، ما يتيح للطالب مواكبة العولمة، وتشير احصاءات الجمعية الموثقة في قلم الوزارة في العام 2015 الى ان معدل اعمار الاساتذة في القطاع الرسمي في القضاء هو 55 سنة، وهذا السن لا يتكامل مع ذهنية الطالب اليوم”.

بقرادونيان يستقبل وفداً برلمانياً من حزب (المعاهدة المدنية) من أرمينيا

$
0
0

 

أزتاك العربي- استقبل الأمين العام لحزب الطاشناك النائب هاغوب بقرادونيان في مقر الحزب وفداً برلمانياً من حزب (المعاهدة المدنية) من أرمينيا، ضم النواب: الآن سيمونيان، لينا ناظاريان وهراتشيا هاكوبيان.

وجرى الحيث حول تعزيز العلاقات البرلمانية بين برلمان لبنان وأرمينيا. وكذلك التغييرات التي تجري في أرمينيا.

وقدم بقرادونيان عرضاً عن الوضع السياسي في لبنان وموقف حزب الطاشناك.

لافتاً الى أن السلطات في أرمينيا تضع مصالح الشعب في أولوياتها، وتعزز الاستقلال والسيادة، وأن حزب الطاشناك انطلاقاً من الالتزامات الاقتصادية والاجتماعية يدعم الحريات والتغييرات التي يرغب بها الشعب.

مؤتمر دولي حول “الأرمن في مصر والسودان وإثيوبيا”

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت صفحة الهيئة الوطنية الأرمنية في مصر أن عشرة أعضاء من مصر ولبنان وجمهورية أرمينيا شاركوا في ثلاث جلسات فى مؤتمر (أرمن مصر والسودان وإثيوبيا) على مرحلتين.

أقيمت المرحلة الأولى في القاهرة في 12 و 13 أبريل بالتعاون مع البطريركية الأرمنية الرسولية في مصر.

وأقيمت المرحلة الثانية في جامعة هايغازيان في لبنان 29 و 30 مايو، حيث قدم أعضاء اللجنة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وألمانيا وفرنسا ومصر وجمهورية أرمينيا ورقات من أصل الجلسات السبع، خصص أحدهم لأرمن السودان وآخر للأرمن في إثيوبيا.

هذا المؤتمر ، الذي نظمه مركز أبحاث الأرمن في الشتات (ADRC) في جامعة هايغازيان ، هو الخامس من سلسلة المؤتمرات السنوية التي ركزت على الأرمن في لبنان (2014) ، الأرمن في سوريا (2015) ، الأرمن في الأردن (2016) ، أرمن العراق (2017)، حيث تم دعم جميع المؤتمرات باستثناء المؤتمر الأول من قبل إدارة المجتمعات الأرمينية التابعة لمؤسسة كالوست كولبنكيان.

تم الافتتاح الرسمي يوم ٢٩ مايو بحضور أسقف لبنان، شاهي بانوسيان، القس نيشان باكاليان ممثلا لاتحاد الكنائس الإنجيلية الأرمينية في الشرق الأدنى، القس بول بول هايدوستيان، رئيس جامعة هايجازيان، قادة المجتمع من مصر ولبنان، والمفكرين الأرمينيين، والمؤرخين، والأكاديميين.

امتد المؤتمر مع جلساته السبع على مدى يومين وغطى أربعة وعشرون موضوعًا، قدمه اثنان وعشرون عالِمًا.

كان المشاركون: فاهي ساركسيان ، “العلاقات بين الهضبة الأرمنية ومصر خلال الألفين الأول والثاني قبل الميلاد” ، وكلود موتافيان ، “الدير الأبيض في مصر ونقوشه الأرمنية”، وآن غرونهامار ، “مبعوث الخديوي إلى الديوان الملكي السويدي: أوهان دميرجيان ، ١٨٦٦-١٨٧٢”، د. فارتان ديفريكان ، “الأرمنية المصرية على مر العصور”، أرمين كريديان ، “تعدادات القراءة: تعداد 1906 للأرمن في القاهرة وإحصاء عام 1911 للأرمن في الإسكندرية”، د. فهرام شماسمان ، “إقامة مخيم اللاجئين الأرمن ببورسعيد في عام 1915″، د. هيلمار كايزر ، “القاهرة كموقع محوري لنقطة التحول في حياة كريجر العلمية”، د. جون أرماجاني ، “دساتير مصر وحقوق الأقليات”، هايج أفاكيان [2] ، “مقالات فاهان تيكيان في آريف اليومي: فرصة أم مقاومة؟”، د.كيفورك يازدجيان ، “الجماعة الأرمنية في مصر في الوثائق السرية للاتحاد السوفييتي”، د. فيرجين سفازليان [3] ، “مساهمة الأرمن المصريين المعاد توطينهم في أرض الوطن” ، كوهار آفاكيان ، “الوثائق الأرمينية المصرية في المحفوظات الأرمينية الوطنية والوثائق الأرشيفية لأرمينيا في مصر” ، فهرام هوفيان ، “المعاصرة وسائل الإعلام المصرية-الأرمينية “، ليمي تشلاكيان-خونغانيان ،” الجماعة الإنجيلية الأرمينية في مصر “، توماس زاكاريان ،” منتديات الشباب المستقلة: أكتوبر من القاهرة (1975-80) و Yeridasart Hay of Beirut (1969-75) “د. سوسي كاسباريان ،” المجتمع الكوني الهادئ – المجتمع الأرمني المعاصر في مصر “، أسبي دجيزميدجيان ،” مسألة الهوية داخل المجتمع المصري الأرمني، د.ماروش يراميان ، “تدريس اللغة الغربية الأرمينية في المدارس المصرية الأرمينية اليوم” (ردا على ذلك ، علقت شاغيج خودافيرديان، وهي إحدى أعضاء هيئة التدريس في جامعة HU ، على تجارب المدارس الأرمينية اللبنانية) ، Ayk Zakarian ، “طلاب الجامعات الأرمنية في مصر: نظرة عامة”، د.نيرى هامبيجيان، “ما الذي سيصبح” العمارة الأرمنية في الشتات؟ تطوير مشروع عموم الأرمن: حالة مقبرة مارمينا التاريخية في القاهرة-مصر ، د. جون أرماجاني ، “دساتير شمال السودان وإثيوبيا، وحقوق الأقليات” ، آنا آفاكيان ، “أرمن السودان” ، د.أرداج ماغاليان، “مسافرون أرمن في إثيوبيا والعلاقات الأثيوبية-الأرمنية”، د. بوريس أدجيميان ، “ذكريات الهجرات وصنع وطن أرمني في إثيوبيا في القرن العشرين” و “الفرقة النحاسية للملك: تصورات الأجانب واستخدام الأرمن في السياسة الخارجية لإثيوبيا (20 ج)”، روبينا كينغويل ، “مقدمة لحياة وعمل Bedros A. Sevadjian”.

Viewing all 6774 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>