![]()
(جنيف، عام 1920، ص 139)
“أذربيجان: قررت اللجنة أنه رغم تقديم أذربيجان لطلب الانضمام بشكل نظامي، إلا أنه من الصعب تحديد بالدقة حدود تلك المساحة التي تبسط حكومة أذربيجان عليها سيادتها. ولم تسمح النزاعات الحدودية مع الجوار بتحديد حدود أذربيجان. كما قررت اللجنة بأن شروط الميثاق لا تسمح لأذربيجان بالانضمام الى عصبة الأمم في الظروف الحالية”.
عصبة الأمم: رسالة من رئيس وفد جمهورية أذربيجان للسلام:
ملاحظة السكرتير العام
يتشرف السكرتير العام بنقل الرسالة التي استلمها بتاريخ 7 كانون الأول من رئيس وفد أذربيجان للسلام الى أعضاء عصبة الأمم.
وفد جمهورية أذربيجان للسلام
جنيف، في 7 كانون الأول عام 1920
الى سيادة السيد بول هيمنس، رئيس الجمعية الأولى لعصبة الأمم، جنيف
السيد هيمنس،
في 1 كانون الأول، خلال اجتماعها الرابع أقرت اللجنة الخامسة المنتخبة من قبل جمعية عصبة الأمم بأنه من المستحيل الموافقة على انضمام جمهورية أذربيجان الى عصبة الأمم.
وإن هذا القرار مبني على الدليلين الآتيين، كما سيبدو في تقرير الجمعية رقم 17 ص 139:
- يصعب توضيح حدود المساحة التي تبسط حكومة جمهورية أذربيجان سيادتها بدقة.
- إن الجدال على الحدود مع الدول المجاورة لا يتيح الفرصة لتحديد حدود جمهورية أذربيجان الحالية بدقة.
قررت اللجنة أن مواد الميثاق لا تسمح في هذه الظروف لجمهورية أذربيجان بالانضمام الى عضوية عصبة الأمم.
اسمحوا لي باسم وفد جمهورية أذربيجان الذي أترأسه أن أقدم لجمعية عصبة الأمم الملاحظات التالية بشأن الدليلين اللذين تم تقديمهما من قبل اللجنة الخامسة.
- تذكر اللجنة في بداية الأمر صعوبة تحديد الحدود التي تبسط حكومة جمهورية أذربيجان عليها سيادتها بدقة. ولا يسمح الوفد الاشارة الى جمعية عصبة الأمم بأن الصعوبة التي زعمت بها اللجنة هي مؤقتة وتحمل طابعاً مشروطاً ولا يمكن لها ويجب ألا يكون لها معنى حاسم في هذه المسألة.
إنه دليل قاطع أن حكومة أذربيجان الشرعية كانت تبسط سيادتها على كامل أراضي جمهورية أذربيجان دون استثناء أي داخل الحدود الحالية المرسومة على الخريطة التي تم تقديمها الى السكرتير العام لعصبة الأمم، قبل غزو الروس البلاشفة في 28 نيسان عام 1920. وبعد ذلك الغزو قام البلاشفة باحتلال قسم من الأراضي وتمركز الشعب الأذري في مدينة كانتشا وبدأت إراقة الدماء ضد البلاشفة، وبفضل ذلك انسحب الأخيرين من كامل الأراضي التي احتلاها.
وفي الوقت الراهن، تقع مدينة باكو في أيديهم بضواحيها وقسم من محطة خطوط حديدية يصل حتى محطة حجي كابول. المساحة المتبقية من أذربيجان بما فيها قسم من باكو وغوبا وكذلك كافة المناطق التابعة لإقليم يليزافيدبول سابقاً تقع في يد حكومة أذربيجان حيث المقر في مدينة كانتشا. كما يقع هنا قسم من البرلمان والجيش المنحلين من قبل البلاشفة.
وهذا يعادل تسع أراضي أذربيجان الحالية. إن حكومة كانتشا الحاصلة على شرعيتها من أذربيجان على استعداد أن تمنح ضمانات كافية لتنفيذ الالتزامات الدولية الصادرة من ميثاق عصبة الأمم.
يتجرأ الوفد ليؤكد لجمعية عصبة الأمم أن نضال الشعب الأذربيجاني ضد البلاشفة الروس برئاسة حكومته سوف يستمر بهمة لا تنضب، حتى تتحرر باكو وضواحيها من محتليها.
لن يتفق شعبنا أبداً مع البلاشفة لأنه يراهم غزاة ويجب طردهم من البلاد. ويمكن أن نقول أن بلية كالبلشفية لا تهدد فقط أذربيجان بل القوقاز بأكمله. فهي ممتدة في القوقاز الشمالية وغوبان وكذلك في الجارة أرمينيا التي أعلنت حديثاً جمهورية اتحادية.
ب- الاعتراض الثاني أمام عصبة الأمم يتعلق بالجدال الحدودي الحاصل مع الجمهوريات المجاورة لأذربيجان وهي جيورجيا وأرمينيا. ويتشرف الوفد بإحاطة الجمعية علماً بالدليل على أنه يستحيل على دولة حديثة ألا يكون لها مشاكل حدودية أبداً. بل بالعكس نحن نرى أنه ليس فقط البلاد الحديثة بل البلاد القائمة منذ قرون تواجه مشاكل حدودية على حد سواء، ولكن ذلك الجدال لا يشكل أساساً للحرمان من حقوق السيادة على أراضيها.
إن جمهورية أذربيجان إذ تدافع عن وحدة أراضيها من العدوان، فهي مضطرة للدخول في النزاع مع جيورجيا من أجل أقليم زاكاتالا، ومع أرمينيا من أجل أقليم كاراباخ وزانكيزور. تعتبر هذه الأراضي جزء من أذربيجان وتقع تحت قيادة حكومة أذربيجان. وحسب قرار ممثل الدول الاتحادية السابقة في القوقاز، بقيت أقاليم كارابخ وزانكيزور تحت سيطرة أذربيجان.
في كل الأحوال، لا يتعلق الجدال بأذربيجان فقط بل كذلك بالبلاد المجاورة المذنبة في جدالات مماثلة. ولكن كان رأي جمهورية أذربيجان على الدوام أن النزاعات الحدودية مع الجمهوريتين المجاورتين جيورجيا وأرمينيا كانت تشكل مشاكل داخلية لتلك الدول المذكورة، والحكومات المعنية تجد سبل حلول تلك الخلافات عبر التنازلات المتبادلة.
إن لم تنفذ هذه الآمال ولم تحل هذه الخلافات، فإن وفد أذربيجان لا يشك في أن الجمهوريات الثلاث في ما وراء القوقاز سوف تتوجه الى عصبة الأمم، ويمكن أن نرى ذلك في نص المذكرة السياسية الذي قدمه وفد أذربيجان الى مؤتمر السلام في شهر ايلول عام 1919 (جمهورية أذربيجان ص 44)، وكذلك في المادة 7 من التقرير المرسل الى السكرتير العام لعصبة الأمم بتاريخ 25 تشرين الثاني 1920 (رقم 697) مع الاشارة الى المذكرة رقم 108 المقدمة الى عصبة الأمم بشأن انضمام أذربيجان.
إن الوفد على يقين بأن أذربيجان وبالرغم من الجدال المذكور آنفاً تستطيع كدولة ذات مصادر طبيعية غنية أن تكفل تنفيذ الالتزامات الدولية المفروضة عليها في ميثاق عصبة الأمم.
وانطلاقاً من المصادر الحيوية لأذربيجان، وهي دولة عانت مرتين من هجوم البلاشفة الروس، فإن وفد أذربيجان يتشرف بأن يعلن للدول الأعضاء لعصبة الأمم أن انضمام جمهورية أذربيجان الى عصبة الأمم سوف يؤمن لها مساندة معنوية يحتاجها شعبها في نضالها ضد البلاشفة، هذا الشعب الذي ناضل لوحده دون مساعدة أية دولة أخرى مدة ستة أشهر لينقذ استقلال أذربيجان.
آملاً أن هذا النداء من أجل المساندة المعنوية يحوز على اهتمام الممثلين الأكارم المشاركين في الجمعية، , ويشرفني أن ألتمس بأن تحيلوا هذا الاعلان للقراءة في الجمعية خلال مناقشة إقرار اللجنة الخامس حول انضمام جمهورية أذربيجان لعصبة الأمم.
مع احترامي،
رئيس وفد السلام في جمهورية أذربيجان، توبتشيباشيف (التوقيع).
المصدر: كارابـاخ الجبليـة – وجهة نظر قانونية، إعداد شاهين أفاكيان، ترجمة د. نورا أريسيان، بيروت، 2006.
من سلسلة (30 مادة تاريخية وأرشيفية حول كاراباخ، بمناسبة الذكرى الـ30 لحركة كاراباخ) التي ينشرها موقع “أزتاك العربي” تباعاً.