Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6778 articles
Browse latest View live

ليـون زكـي: قفزة نوعية في الاستثمارات الأرمنية بسورية قريباً

$
0
0

Article Photo 

كشف ليون زكي، رئيس مجلس الاعمال السوري الأرميني، أن جهوداً لها حظ من النجاح تبذل لتحقيق قفزة نوعية في استقطاب الاستثمارات الأرمنية إلى سورية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بما ينعكس إيجاباً على تدوير عملية الإنتاج لإنعاش الاقتصاد السوري.

وقال زكي أن الجانب الأرميني بادر باقتراح تطوير التعاون الاقتصادي مع سورية برسالتين موجهتين إلى السفارة السورية في العاصمة الارمنية يرفان وإلى الجانب السوري من مجلس الأعمال السوري الأرميني، الأمر الذي دفعه إلى عقد اجتماعات عديدة مع مسؤولي هيئة التخطيط والتعاون الدولي التابعة لرئاسة مجلس الوزراء السوري من أجل وضع مجموعة من الاقتراحات الخاصة بجذب الاستثمارات الارمينية وتأسيس مجالات تعاون مشتركة.

وأشار زكي إلى أنه ومن اجل هذه الغاية قصد العاصمة الأرمينية في وقت سابق من التوتر الذي يشهده إقليم كراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، واجتمع مع رئيس اتحاد المصنّعين ورجال الأعمال في جمهورية أرمينيا أرسين غازاريان في مقر الاتحاد بحضور عصام نيال سفير الجمهورية العربية السورية في يرﻴﭭان ونائب رئيس الاتحاد هايكاز باخشيتيان، وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطوير الاقتصادية منها.

ولفت إلى أن سورية اقترحت على أرمينيا تولي تمويل المشاريع المقترحة والتي ستعود بالنفع على البلدين الصديقين أو على الأقل تحقيق التشاركية في تمويلها وتنفيذها مع الجهات المعنية السورية في جميع المجالات، منوهاً إلى أهمية العرض الروسي والاقتراحات السورية في هذا الوقت الذي تتولى فيه أرمينيا حتى نهاية العام الحالي رئاسة الاتحاد الأوراسي، الذي تسعى سورية للانضمام إليه ويضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وله آفاق واعدة في تشكيل تكتل اقتصادي عالمي مهم.

وأضاف بان الجانب الأرميني تلقف الاقتراحات السورية باهتمام لافت وملحوظ وخصوصاً فيما يتعلق بإقامة المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات والتعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والصناعة، سيّما تصنيع وتوريد قضبان سكك الحديد والأنابيب الصناعية للري، فضلاً عن تطوير مجال الطاقة المتجددة.

ولتنشيط الصادرات السورية إلى أرمينيا، بيّن رئيس مجلس الأعمال السوري الارميني إلى أنه بإمكان الجانب الأرمني استيراد العديد من المواد من سورية، وبخاصة البهارات بأنواعها والحمضيات ومستحضرات التجميل والصوف والملابس القطنية التي تبحث عن أسواق تصدير جديدة بعد انسداد أسواقها التقليدية في وجهها جراء الحرب الظالمة المستعرة منذ أكثر من خمس سنوات في البلاد، منوهاً على أن تطور الأحداث بين أرمينيا وأذربيجان بسبب كراباخ لن يؤثر على وتيرة وطبيعة التعاون الاقتصادي المرتقب والمتوقع تناميه قريباً بين سورية وأرمينيا.

ونقل ليون زكي عن غازاريان استعداده للقيام بأي خطوة من شأنها تنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية بين سورية وأرمينيا وبان الجهات المعنية الأرمنية ستقوم بدراسة قائمة مقترحات التعاون السورية المقدمة لمعرفة الإمكانيات المتوافرة وتحديد اتجاهات التعاون، مشيراً إلى أن المسؤولين الارمن يتابعون التطورات في سورية أولاً بأول لاهتمام أرمينيا بأن تكون سورية دولة مستقرة وآمنة في المنطقة وكي يكون لديها جالية أرمنية نشيطة فيها.

وأكد السفير نيال خلال الاجتماع أن أرمينيا دولة صديقة وشقيقة بالنسبة لسورية ولكن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لا ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتينة القائمة بينهما، وطالب باستئناف العلاقات الاقتصادية بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية.

وتتضمن مجالات التعاون المقترحة من سورية تطوير معامل الألبان والمباقر والأعلاف (الذرة الصفراء) فيها ومزارع الدواجن والأسماك الحية في المياه العذبة والصناعات الغذائية لا سيما إنتاج معكرونة الباستا عدا عن مشروع زراعي لإنتاج البيرة بشكل رئيسي والزراعة العضوية وتقديم برنامج تشارك الخبرات من قبل خبراء، وذلك في المجال الزراعي أما مجال الصناعة فركزت على تصنيع وتوريد قضبان سكك الحديد وأنابيب صناعية للري وتوريد وتصنيع معدات زراعية وأجهزة للزراعة وتطوير مصنع الفولاذ في محافظة حماة وتطوير المنتجات التقليدية والحرف اليدوية وتصنيع وتطوير عدادات ساعات الكهرباء المنزلية والصناعية وتطوير صناعة الزجاج وإقامة مشاريع مشتركة في صناعة زجاج تعبئة الأدوية والكريستال.

وسلطت المقترحات السورية في مجال التكنولوجيا على مجالات التعاون المتطورة التي تتمتع بها أرمينيا مثل التعاون بتقنية المعلومات IT وتقنية المعلومات المطلوبة وخبراتها وبرامج الكمبيوتر بالإضافة إلى تطوير الطاقة المتجددة كالألواح الشمسية لتسخين المياه وألواح توليد الكهرباء بالتعرض للضوء.

وطالب الجانب السوري، فيما يخص التبادل التجاري بين البلدين، أن تتم طريقة التصدير والاستيراد عن طريق النقل البحري عبر مرافئ جورجيا نظراً لوقوع تركيا بين سورية وأرمينية واستحالة النقل البري عبرها، واقترح إنشاء شركة شحن مشتركة ليتم شحن البضائع السورية من وإلى أرمينيا التي عليها أن تقدم معلومات عن التعرفة الجمركية والقانون الجمركي لديها وأخرى عن الضرائب والقيمة المضافة على البضائع لتتم دراستها.

وكانت علاقات التعاون بين سورية وأرمينيا مرت بفترة ذهبية منذ ٢٠٠٩ وحتى ٢٠١١ قبل اندلاع الأعمال الاحتجاجية في الأولى والتي اثرت بشكل كبير عليها، حيث أقيمت العديد من المعارض للمنتجات السورية والأرمنية في كلا البلدين وعقدت المؤتمرات بمشاركة رجال الأعمال السوريين والأرمن الراغبين بالإقلاع بالعلاقات الاقتصادية مجدداً ورفع أحجام التبادل التجاري بين البلدين.


وفد من الطاشناك عرض مع سفير روسيا قضية كاراباخ الجبلية

$
0
0

1459952883_ 

ذكرت “الوكالة الوطنية للأنباء” أن وفداً من اللجنة المركزية لحزب الطاشناك ولجنة الدفاع عن القضية الأرمنية زار سفارة روسيا، والتقى السفير الكسندر زاسبكين، ونقل اليه حقيقة الاعتداء الذي تعرضت له جمهورية ناغورني كاراباخ من اذربيجان على طول خط التماس، وخرق وقف النار عام 1994.

وأعرب الوفد للسفير الروسي عن قلقه من “الخروقات الأذرية المتكررة منذ اتقاق عام 1994، والتي بلغت ذروتها في الأيام الماضية، وتمثلت بشنها حربا على مدنيين، وقد سقط ضحايا أبرياء”.

وشدد الوفد على ضرورة تنفيذ اقتراح مجموعة مينسك لمراقبة حدود اذربيجان – كاراباخ، وطلب من روسيا بصفتها عضوا في المجموعة ممارسة الضغط على اذربيجان ودفعها الى قبول الاقتراح.

من جهته، قال زاسبكين إن “للوساطة قوانينها وطرقها، والالتفاف على هذه القوانين قد يكون غير مجد، والمهم ان تصل هذه الوساطة الى الهدف المرجو”.

واعتبر ان “موقف حزب الطاشناق مهم جدا”، منوها “بالدور المهم الذي يلعبه الحزب على الساحة اللبنانية على كل المستويات”، وقال: “موقف حزب الطاشناق مهم بالنسبة الينا وسأنقل هذا الطلب الى موسكو للمناقشة واتخاذ التدابير اللازمة”.

شافارش كوتشاريان: “الوثيقة الصادرة من قبل منظمة التعاون الإسلامي تُشوه جوهر قضية كاراباخ الجبلية”

$
0
0

13045457_1315136561846319_2030344618_n

صرح شافارش كوتشاريان، نائب وزير الخارجية الأرمني، أن الإدعاءات المذكورة في الوثيقة النهائية المُلَخَصة الصادرة من قبل منظمة التعاون الإسلامي، خلال مؤتمر القمة في اسطنبول، قد شَوّهت جوهر قضية كاراباخ الجبلية، حيث أن هذه الإدعاءات قد ظهرت بتحريض من تركيا وأذربيجان والتي كانت نتيجتها لجوء أذربيجان إلى اتباع سياسة القمع العسكري ضد شعب كاراباخ الجبلية في حق تقرير المصير.

وفي ظل هذه الإدعاءات المذكورة، تم رفض احترام حق الشعوب في تقرير المصير، حيث يعتبر هذا هدفاً أساسياً من أهداف منظمة التعاون الإسلامي، والذي على أساسه قد تم انضمام معظم الدول الأعضاء في تلك المنظمة.

ونقلاً عن صحافة الوزارة الخارجية وإدارة المعلومات، رد كوتشاريان على الصحافة قائلاً بأن أذربيجان أظهرت نفسها على هيئة الضحية في حين أنها العدو الحقيقي المهاجم، وهذا فقط من أجل القيام بموجة جديدة من الهجمات ومحاولة إعطاء قضية كاراباخ الجبلية طابعاً دينياً.

وأكد نائب وزير خارجية أرمينيا التالي: “لقد تمكنت كل من أذربيجان التي تحارب الشعوب المستقلة بناءاً على سياسة منظمات إرهابية متطرفة، وتركيا التي تسبب عدم الاستقرار في المنطقة وتنشر الإرهاب وتسفك الدماء، من مشاركة مخططاتهم الاستفزازية والمعادية للجهود التي تبذلها الدول العالمية والدول الوسيطة، مرة أخرى في وثائق منظمة التعاون الإسلامي.

 

صراع سمبات الأول على دبيل

$
0
0

بدأ حكم سمبات الأول 890-913م خليفة آشود الأول في حقبة هذه الانشقاقات. تصادم سمبات الأول مع عمه عباس بسبب الصراع على الحكم إلا أن الخليفة العباسي تدخل أخيراً وأ على حق سمبات على اعتلاء العرش وأرسل له التاج والألبسة الملكية مع حاكم آذربيجان الجديد المدعو أفشين بن أبو الساج الذي أصبح مؤسس إمارة جديدة في آذربيجان فيما بعد.

كان سكان آذربيجان المحليين يتألفون من عناصر إيرانية اعتنقت الإسلام بعد حركات مختلفة ضد الدولة العربية (عصيان بابك المسلح مثلاً). أُلحِقت آذربيجان أثناء الحكم العربي إلى أرمينيا وتشكلت منهما وحدة إدارية تعود بفكرتها وقدمها إلى العهد الساساني. ظهرت وحدة خاصة مشابهة بين أرمينيا وآذربيجان في حقبة حكم سمبات الأول.

جرت بعض التغييرات في عهد آشوت الأول لأن الأمراء الأرمن أخذوا مهمة جمع الجزية على عاتقهم بينما أصبحت مهمة الحكام العرب، الذين كانوا يأتون إلى بردعة أو دبيل من وقت إلى آخر، تحويل هذه المبالغ إلى الخليفة فقط. توقف الخلفاء العباسيون في عهدي آشوت الأول وسمبات الأول عن تعيين حكام على أرمينيا لأنهم كانوا يخططون في وضع المملكة الأرمنية تحت إشرافهم غير المباشر. ولإنجاح ذلك وضعوا مهمة تحويل الجزية على عاتق حاكم آذربيجان الساجي أفشين الذي سُمّي بالتالي “حاكم آذربيجان وأرمينيا”.

كان لهذا المخطط العباسي البارع اختلاطات جديدة على الوضع بسبب حق أفشين الساجي بالتدخل في الشؤون الأرمنية الداخلية رغم أنه كان المسؤول العربي الذي حمل شخصياً التاج الملكي المرسل من قبل الخليفة العباسي إلى سمبات الأول. لذلك لم يبقَ أمام سمبات بقراتوني سوى التصرف كحاكم مستقل فحصّن حدود مملكته، التي حسب المؤرخ الأرمني كانت تصل غرباً حتى مدينة قاليقلا (كارين) والبحر الأسود “سواحل البحر الكبير” شمالاً وأبواب الآلان وشامخور شرقاً.

علاوة على ذلك عقد سمبات الأول تحالفاً مع الإمبراطور البيزنطي ليو الرابع 886-912م وهو تصرف قدم لأفشين ذريعة للتدخل في شؤون أرمينيا الداخلية.

ولَّد تهديد أفشين الأمل في قلوب الأمراء العرب في أرمينيا للتخلص من هيمنة الملك الأرمني. ومن المحتمل جداً كانت لحاكم آذربيجان بعض الاتصالات الخاصة معهم. وبالكاد كان الملك سمبات الأول قد وصل إلى دبيل عندما وجد بوابات المدينة مغلقة أمامه. وكان الشقيقان محمد وأمية حاكمي مدينة دبيل آنذاك يسميهما المؤرخ الأرمني السالف الذكر “الحاكمان والقائدان الرئيسيان لأرمينيا”.

كان هذان الأميران العربيان، اللذان نجهل أصلهما القبلي، يحكمان دبيل في السنوات الأولى لحكم سمبات الأول في فترة الصراعات التي نشبت بينه وبين عمه عباس في مسألة الخلافة على الحكم. ترك آشوت الأول العاصمة القديمة دبيل إلى أهواء القدر بعد هجرها وشاد عاصمة جديدة له في باكاران. استغل الشقيقان هذه الفرصة رغم أنهما كانا تابعين للملك الأرمني.

يؤكد الكاثوليكوس هوفهانّيس أنهما لم يقوما بواجباتهما تجاه الملك ولم يدفعا الضريبة كاملة. لذلك اجتاح الملك المدينة فهرب الحاكمان الثائران لكنه قُبض عليهما أثناء فرارهما وجيء بهما أمام سمبات الأول الذي كبّلهما بالسلاسل وبعد تعذيبهما واسترداد الذهب والفضة التي كانت بحوزتهما أرسلهما إلى الإمبراطور البيزنطي ليو الرابع.

لا شك أن مسألة احتلال دبيل كانت لها دلالات هامة وكبيرة للحفاظ على وحدة المملكة الأرمنية من وجهة النظر الجغرافية في المقام الأول لأن وادي نهر آراكس والعاصمة دبيل كانا يحتلان موقعاً وسطاً بين المناطق المحيطة بهما. خلا ذلك لم تكن المدينة المركز الإداري لأرمينيا لحقبة طويلة فحسب، بل تكمن أهميتها أنها كانت مدينة تجارية–إقتصادية نشيطة أيضاً. لذلك ليس محض صدفة أنه شرع سمبات الأول على إزالة الحركات الإنفصالية في المناطق العديدة لمملكته بعد احتلالها مباشرة.

أصيبت دبيل في عام 893-894م بزلزال مخيف سبب مآسٍ كبيرة للسكان. يصف المؤرخان الأرمنيان أردزروني ودراسخاناكيردتسي هذه الكارثة الطبيعية بشكل دقيق. تطرق المؤرخ العربي ابن الأثير بدوره إلى هذه الهزّة الأرضية التي استمرت من 14 كانون الأول عام 893م وحتى 12 كانون الثاني عام 894م=شوال عام 280هـ على الشكل التالي: “أظلم قمر شوال وظل سكان دبيل في ظلام دامس. استمر الوضع هكذا حتى المساء عندما هبت ريح سوداء فاهتزت المدينة التي دٌمِّرت بالكامل تقريباً ولم يبقَ فيها سوى 1,000 مسكناً غير مهدم. تكرر الزلزال بعد ذلك 5 مرات. ويقدر عدد الجثث المنتشلة من تحت الأنقاض 150,000 جثة”.

كان لهذه المأساة تأثير عميق على قدر المدينة. انهدم إثر هذا الزلزال مقر الكاثوليكوسية وكاتدرائيته الرئيسية التي حوّل المسلمون انقاضها إلى جامع بعد فترة.

يقدر المؤرخ الأرمني عدد الضحايا 70,000 فقط  ومع ذلك هو رقم كبير جداً.

ابتليت دبيل بهجمات أفشين أيضاً بعد الزلزال مباشرة. غيّرت هذه الأحداث مستقبل المدينة جذرياً. وبعد أن كانت منطقة Ostan  من أملاك البقراتونيين لحوالي نصف قرن إنتقلت إلى ساجيين آذربيجان. ولم يكن مسغرباً أن يستغل أفشين حادثة إرسال سمبات الأول حاكمي مدينة دبيل العربيين مكبّلين بالسلاسل إلى عدو الخلافة. ويجب علينا التأكيد هنا بالتالي على أن ثورة الشقيقين كانت مدبّرة على الأغلب من قبل أفشين بشكل مباشر.

هاجم أفشين المملكة الأرمنية سنة 894م واحتل نخجوان. لم يرغب سمبات الأول بالمقاومة انطلاقاً من مدينة دبيل لذلك جهّز معسكره على سفح جبل أراكادز مما أدى إلى دخول أفشين مدينة دبيل بدون مقاومة. فشل الكاثوليكوس هوفهانّيس في منع نشوب المعركة الفاصلة. ورغم جميع هذه النجاحات انهزم الجيش الآذربيجاني قرب قرية دوغس فاضطر أفشين على التقهقر.

أكره الزلزال والهجوم اللاحق لأفشين الكاثوليكوسَ المذكور على الهجرة من دبيل والانتقال إلى المدينة الجديدة Vagharshabat بعد فك أسره بتدخل من الأمراء الأرمن وملك أغبانيا.

رغم هذه التغييرات بقيت المملكة الأرمنية موحدة. وكان سمبات الأول محاطاً بالعديد من الأعداء الذين دحرهم جميعاً بنجاح تام.

استغلت بيزنطة هذه الأحوال المواتية فهاجمت مدينة قاليقلا (كارين) عام 895م. وكانت هذه المدينة قاعدة عسكرية أمامية للقوات العربية المحاربة ضد بيزنطة لذلك يعتبرها الجغرافيون العرب في القرنين 9 ـ 10 م “حصن الإسلام المنيع”. وكان هذا الاجتياح مجرد غزوة لأن الجيش البيزنطي تقهقر غرباً إلى منطقته بعد تسليم المدينة.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر كتاب “الإمارات العربية في أرمينيا البقرادونية” للمؤلف المستشرق الدكتور البروفيسور آرام تير-غيفونديان، (الطبعة الثانية المنقحة)، ترجمه عن الإنكليزية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير “كتاب العاديات السنوي للآثار”، صدر الكتاب عن مؤسسة المهندس فاروجان سلاطيان، حلب 2013، وسيتم نشر فصول الكتاب تباعاً (10).

 

بيع متروكات الأرمن وانزال الصليب عن كنائسهم

$
0
0

بعد إهلاك الأرمن واتلافهم جمعت أثاثات دورهم والأقمشة والأمتعة والآلات وجميع الأشياء التي في دكاكينهم ومخازنهم ووضعت في كنائسهم وفي دور كبيرة وألفت الحكومة لجان لبيع هذه الاشياء فبيعت بأبخس الأثمان كما تباع تركات الموتى، اذ لا فرق بين هذه وتلك، إلا أن تركات الموتى تباع وتسلّم أثمانها للورثة وهذه تباع وتسلّم أثمانها لخزينة الدولة التركية.

لقد كنت ترى السجادة التي ثمنها ثلاثين ليرة بيعت بخمس ليرات وبدلة الرجل التي ثمنها اربع ليرات بيعت بمجيديين وقس على ذلك باقي الأشياء وخصوصاً آلات الموسيقى، مثل البيانو وأمثاله فليس لها ثمن أبداً. واما الحلى والنقود فإنها جمعت على يد رشدي بك قائد الدرك والوالي رشيد بك فأخذها الوالي معه عندما ذهب إلى الأستانة ليسلمها بيده لطلعت بك.

ذهبت يوماً إلى الكنيسة لأرى كيف تباع هذه الأشياء فليتني لم أذهب اذ أن الإنسان يتفتت قلبه من الحزن عندما يرى بدلة عروس بيد كردي لا يقدر قيمتها. كانت خاطتها يد الدلال والترف واختالت بها غادة هيفاء وغانية تشبه القمر جمالاً وبهاء تباع بأبخس الأثمان. وقد وضع جسم هذه الشابة اللطيف في التراب وهصر غصنها  الرطيب قبل أن تأخذ حظها من الدنيا ففارقت حبيب قلبها ورفيق حياتها. وتبكي عيونه دماً عندما يرى كرسياً مزيناً يخال الإنسان أنه كان يجلس عليه شاب عشق الحقيقة وعشقته وصاحب العلم فلم يفارقه، يقضي أكثر أوقاته بمطالعة أسفار العلم لينفع به أمته ويضيء بنبراس هدايته ما أظلم عليها من الحقائق، فيباع بثمن لا يذكر.

الأمة الأرمنية، تلك الأمة التي أدهشت العالم بشجاعتها واقدامها ورقيها وعلمها، التي كانت بالأمس أقوى الأمم العثمانية مراساً وأغزرهم علماً، أصبحت أثراً بعد عين كأن لم تكن بالأمس. أصبحت كتبها العلمية مبعثرة يصرّ بها الجبن والتمر، وبذور الثمر. وقد قيل لي أن أحد كبار المأمورين اشترى من الكتب التي تركها الأرمن ما يقرب الثلاثين مجلداً فرنساوياً بخمسين قرشاً. ومدارسهم مقفلة أبوابها بعد أن كانت غاصة بالطلاب. هذه عاقبة الأرمن السيئة فليأخذ العبرة من هذه الأمة، الأمم المحكومة التي تسعى لنيل الحرية وتعلم حق العلم أن الأقوال ليست إلا بضاعة العاجزين.

وقد رأيت بأم عيني أن الصلبان انزلت من منارات الكنائس الأرمنية التي كانت تناطح السماء سمواً. واتخذت مخازن وأسواق لخزن متروكاتهم وبيعها.

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (10)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

 

صور النواب الأرمن الشهداء في البرلمان التركي

$
0
0

13059290_1316963391663636_1712618452_n

شغل النواب الأرمن أيام الإمبراطورية العثمانية أماكنهم في البرلمان التركي البارحة بشكل رمزي بعد 101 عام.

حيث قام النائب الأرمني كارو بايلان بوضع صور النواب الأرمن على المقاعد ومنهم: كريكور زهراب ونظريت داغافاريان وكارابيد باشايان وكيغام كارابيديان ونواب شهداء آخرين.

وكتب في حسابه على التويتر أنه بعد 101 عاماً عادوا من جديد الى البرلمان.

وفي خطابه قام بايلان بمقارنة طلعت وأنور بهتلر، رافعاً صور النواب الأرمن واحدة تلو الأخرى.

وكان بايلان وزملائه النواب قد قاموا بدراسة ظروف مقتل النواب الأرمن في الإمبراطورية العثمانية.

وكان حزب الشعوب الديموقراطي قد قدموا طلباً الى البرلمان، ذكر فيه أن 7 نواب أرمن كانوا ضمن البرلمان في الإمبراطورية العثمانية، وهم: كريكور زهراب وفارتكيس سيرنكوليان ونظريت داغافاريان وكارابيد باشايان وأونيك تيرتساكيان وسديبان هراتشيان وهامبارتسوم بوياجيان، الذين قتلوا بظروف مختلفة فترة الابادة.

وجاء في نص الطلب “إن النواب قتلوا بعد اعتقالهم في فترات زمنية ومواقع مختلفة. نحن نطلب فتح تحقيق برلماني لمعرفة أسباب قتلهم وبأوامر مَن، من أجل تحديد أماكن رفاتهم لكي يتم دفنهم بالشكل اللائق وإعادة كرامة هؤلاء النواب وعملهم في البرلمان”.

برلمان ولاية صقليا يعترف بإبادة الأرمن

$
0
0

13082151_1316964324996876_1856256275_n

أكد مصدر في وزارة الخارجية الأرمينية أن برلمان ولاية صقليا الإيطالية اعترف بإبادة الأرمن في 20 نيسان الجاري بالإجماع، حيث أصبح البرلمان 105 الذي يدين الإبادة الأرمنية على مستوى هيئات الإدارات المحلية في إيطاليا.

وذكر في نص القرار أن برلمان صقليا يعرب عن دعمه للاعتراف بالحقيقة التاريخية ونضال الشعب الأرمني من أجل الحصول على حقوقه.

كما يدعو القرار كافة الهيئات في الحكومات الوطنية في صقليا الى دعم فعاليات الاعتراف بالابادة الأرمنية، لنشر الحقائق التاريخية من أجل السلام والديموقراطية والدفاع عن حقوق الانسان.

صلاة خاصة للقديسين ومسيرة شموع في مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق إحياء لذكرى الإبادة الأرمنية

$
0
0

13022321_1317672488259393_84072237_n

أقامت اللجنة المركزية لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية صلاة خاصة للقديسين فى مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها في باب شرقي وذلك إحياء للذكرى الأولى بعد المئة للابادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين وراح ضحيتها ما يزيد على 5ر1 مليون شخص.

وترأس الصلاة مطران الأرمن الارثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها أرماش نالبنديان ومطران رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك بدمشق جوزيف أرناؤوطي وعدد من الكهنة الأجلاء.

وتلا الصلاة مسيرة شموع من ساحة شهداء الإبادة الأرمنية في باب شرقي باتجاه مطرانية الأرمن الكاثوليك في باب توما بمشاركة الفرق الكشفية تقدمها العلمان السوري والأرميني وأيقونة للقديسين الشهداء الأرمن.

وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها “شكرا سورية أرض الشهادة والشهداء.. شكرا أيها السوريون أخوتنا في التراب” و..الجرائم التركية تتكرر بعد 101 عام وأردوغان الوريث الشرعي للسفاحين .. وللإرهاب مصدر وحيد..تركيا”.

شارك في القداس والميسرة السفير الأرميني بدمشق آرشاك بولاديان.

كما يقام بهذه الذكرى قداسان الهيان في كل من كنيستي القديس سركيس للأرمن الأرثوذكس في باب شرقي وسلطانة العالم للأرمن الكاثوليك في باب توما صباح يوم الأحد المقبل وتختتم فعاليات هذه الذكرى بأمسية مهداة لسورية وشعبها تحت عنوان “شكرا سورية” على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون مساء الأحد المقبل أيضا.

يذكر أن الإبادة الأرمنية جرت بين الأعوام 1915و1923 وشملت عمليات قتل وذبح وإبادة بحق الشعب الأرميني وكانت ذروتها في 24 نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قرارا يقضي بإبادة الأرمن وترحيل القاطنين منهم في الإمبراطورية العثمانية وفق مرسوم حكومي.

وأعلنت أرمينيا في 23 نيسان العام الماضي شهداء الإبادة الأرمنية المليون ونصف المليون الذين سقطوا من أجل ايمانهم والوطن قديسين لتضع دمشق في الـ 26 من الشهر ذاته حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين في الساحة التي تحمل اسمهم والمجاورة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قرب قوس باب شرقي بدمشق.

 


احتفال بذكرى إبادة الارمن تحت عنوان: “قصة حياة وموت…وحق ما بيموت”، في المقر العام للحزب القوات اللبنانية

$
0
0

13059659_1317672668259375_1467351011_n

أفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن حزب “القوات اللبنانية” نظم احتفالا بمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية تحت عنوان: “قصة حياة وموت… وحق ما بيموت”، في المقر العام للحزب في معراب.

استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والأرمني ونشيد حزب القوات اللبنانية ثم وصلة غنائية أرمنية قدمها كورال الفيحاء في طرابلس، تلاه عرض لفيلم عن المخرج الراحل بيرج فازليان.

ثم القى رئيس حزب القوات سمير جعجع كلمة قال فيها: “يحمل نيسان في طياته الذكرى، وكأن شقلبة حروفه تحذر من النسيان والنسيان موت آخر، موت ثان، ونحن لا نهوى الموت مرتين إرادة الحياة فينا أقوى من الموت، لذلك نحن هنا لنشارك في حياة هوية، حياة لغة، حياة فن، حياة ثقافة لنشارك في حياة شعب، نحن هنا كي لا ننسى، كي لا يطال الموت شهداءنا مرتين، كي لا يطال الظلم والموت مستقبلنا، كي لا يموت الحق في صمت الخوف، كي لا يطال الموت والظلم الإنسان.”

أضاف: “24 نيسان ليس بيوم، إنه تاريخ، إنه تاريخ يتجسد في “اللحظة”، كأنه “ألف عام وفي عين الرب كأمس الذي عبر، إنه تاريخ لا يختصر معاناة الشعب الأرمني وحسب، بل معاناة كل المسيحيين المشرقيين. معاناة الإنسان، كل إنسان حيث يتربص الظلم للحق. إنه صراع الإنسان الحر مع الإنسان المستبد، ولد مع ولادة الإنسان ويكمل اليوم في عالمنا، في منطقتنا وفي وطننا. إن معاناة الشعب الأرمني هي معاناة كل المسيحية المشرقية، هي معاناة جميع أحرار هذا الشرق من كل الطوائف، لم تفتأ تتكرر، في ظل صمت وتواطؤ يرخي بثقله على تاريخنا وحاضرنا ونتذكر اليوم على أمل ألا يرخي هذا الصمت، هذا التواطؤ بظله على مستقبلنا، مستقبل منطقتنا ووطننا، كي لا يرخي بثقله على أولادنا وعلى مستقبل البشرية جمعاء. إنه الشرق المذبوح بالأمس كما اليوم، شرق مذبوح، ليس بسيف الجلاد وحسب وإنما بسيف المتفرجين الصامتين، وسيف الخائفين القابعين بعيدا عن المواجهة، وسيف العارفين لكنهم يغسلون أيديهم من دم هذا الصديق وسيف المنتفعين وأكلة الجبنة الذين يفتشون في مأساة الآخرين عن مصالحهم الخاصة، عن قطعة من الجبنة، إنه سيف اللامبالاة واللاإلتزام بالإنسان وقضاياه، يشرع للجزار باب المجزرة. هكذا البارحة، وهكذا اليوم أيضا”.
ولفت الى “أننا نشهد مذبحة مكررة في القرن الواحد والعشرين، وتفاديها كان ممكنا لو أننا اعترفنا بالمذابح الأرمنية التي افتتحت القرن المنصرم، لأن المذابح لا يمكنها إلا أن تكرر نفسها طالما أن النكران هو الموقف المبدئي تجاهها. في ذلك الزمان، من لم يمت من الأرمن بحد السيف، سقط في بحر رمال الصحراء الملتهبة، في كافة أراضي السلطنة باتجاه ماردين، القامشلي، دير الزور، حلب، حمص، دمشق وصولا الى بيروت أسماء تتكرر اليوم، كل يوم على صفحات الجرائد وفي أخبار المساء. السمات نفسها، صفات المجرم نفسها، والمتفرجون تضاعفت أعدادهم، إن عام الإبادة غير مفصول عما سبقه ويتبعه اليوم من مآس من الاعتقالات، الى فنون التعذيب وتنويعاته، الى الأسلحة الكيماوية”.
واردف: “إذا كان ما حصل في مطلع القرن السابق مرفوض بالمطلق، ولا يمكن تحت أي ذريعة التقليل من فداحته وكارثيته وخطورته، فإنه من غير المقبول إطلاقا أن نشهد بعد قرن تقريبا على تلك المذابح، مذابح أخرى أدت إلى تهجير ما تبقى من مسيحية مشرقية في العراق وسوريا، كما الى تهجير نصف الشعب السوري، فيما النصف الآخر سقط بين شهيد ومعتقل ومغيب وخاضع لسلطة أعتى الديكتاتوريات في المنطقة. في مطلع القرن السابق لم يكن هناك من أمم متحدة ولا شرعة عالمية لحقوق الانسان ولا محكمة عدل دولية ولا قدرة فورية على التدخل لوقف المجازر المتمادية ولا إعلام ينقل لحظة بلحظة الفظائع والجرائم والارتكابات التي لا تتحمل العين مجرد رؤيتها، أما اليوم وعلى الرغم من وجود كل ذلك ما زال الشعب السوري متروكا لقدره ومصيره، فيما كان المطلوب منذ اللحظة الأولى أن يتدخل المجتمع الدولي لحماية هذا الشعب. فلو حصل هذا التدخل لما كان هناك “داعش” ولا من يحزنون، ولا كان تهجر الشعب السوري، ولا تهجر المسيحيون من العراق وسوريا، ولا كان الإرهاب توسع وتمدد وتعولم وضرب في قلب أوروبا وأنحاء أخرى من العالم”.

وأشار الى أن “تضامننا اليوم وفي كل يوم مع الشعب الأرمني وكل انسان مضطهد في هذا العالم يعود إلى سببين أساسيين: لأننا نعلي قضية الانسان وحريته وكرامته وأمنه على أي شيء آخر، فهي قضيتنا أولا وأخيرا وفي كل زمان ومكان. والسبب الثاني لتضامننا هو أن ما حصل بالأمس مع الشعب الأرمني ويحصل اليوم مع شعوب المنطقة بمكوناتها المسيحية والإسلامية يمكن أن يحصل غدا مع أي شعب آخر. لو اتعظ المجتمع الدولي من المجازر الأرمنية ومذابح “سيفو” وما تعرض له الكلدان والأشوريون والسريان وغيرها الكثير من المجازر والحروب التي طاولت دولا وجماعات، لكان العالم بألف خير اليوم، سيما أن أزمات المنطقة أظهرت بالملموس انه لا يمكن لأي دولة أو شعب في العالم أن يكون بمنأى عن مجازر تقع ولو في منطقة أخرى بعيدة جدا”.

وتابع: “لم يعد انكفاء الدول الكبرى لترتيب شؤونها الداخلية خيارا يمكن أن تلجأ إليه في هذا الزمن الذي أصبح كل شيء فيه معولما خصوصا العنف والإرهاب، وبالتالي لا خيار أمام عالم ينشد الأمن والاستقرار والطمأنينة سوى تطوير الآليات التي تسمح لمجلس الأمن باتخاذ القرارات الفورية بالتدخل السريع لحماية الشعوب المظلومة والمقهورة، لأن خلاف ذلك سيكون الشعور بالمظلومية مع ارتداداته السلبية كما هو حاصل وعلى نطاق واسع اليوم”.

وأكد ان “المذابح الأرمنية التي نحيي ذكراها اليوم تدفعنا إلى استذكار كل القضايا المماثلة وبالأخص مأساة محاصرة جبل لبنان إبان الحرب العالمية الأولى والتي تسببت بموت واستشهاد ثلث شعبه جوعا في تلك الأيام، وتجعلنا أكثر إصرارا على التمسك بإنصاف الشعب الأرمني كمدخل لإنصاف كل الشعوب المضطهدة والمقهورة. فمن غير المسموح أن يتحول الظلم إلى قدر لشعوب هذه المنطقة، وقد حان الوقت لقيام دولة الحق في فلسطين، ودولة السيادة في لبنان، ودولة الحرية في سوريا، وأن يسود الاستقرار في كل عالمنا العربي”.

ورأى جعجع ان “المجرم في الجوهر هو نفسه، لكل منهم أدواته ونياشين فخره، وهم يتباهون بأعداد المعتقلين وجثث الأطفال المشوهين في المقابر الجماعية، ليست هذه الأحداث منفصلة وإنما هي روح واحدة، ليست حلقات متتالية وإنما شر مجسد ينبغي علينا مواجهته بشجاعة، عبر الذكرى والاعتراف، وعبر الرأي الحر والموقف الواضح والجريء في مواجهة إبادات اليوم. إن القضية التي تتماهى مع الحق وتكون علامة بارزة في مواجهة الظلم والشر لا يمر عليها الزمن ولا يحين وقتها في تاريخ محدد، إنها ملحاحة باقية، بقاء الحق الذي يؤسسها. إنها كما تصفها الشاعرة والمناضلة الفسلطينية رشا القاسم حين تقول: “لا يلزمك أن تكون أرمينيا حتى تهتم بالقضية الأرمنية، ولكن بالتأكيد يلزمك أن تكون إنسانا تملك مشاعر وأحاسيس إنسانية كي تشعر بمعاناة أخيك الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو جنسه”.
وختم: “إنسان واحد، قضية واحدة في كل زمان ومكان. وهل نستسلم أمام حجم البربرية واستمرارها؟ إن تجربة ضحايا المذابح الأرمنية تحتم علينا عدم الإستسلام كماأوصت الأرمنية الأميركية نانسي كريكوريان عن لسان جدتها الناجية من المذبحة حين قالت لها: “هذا العالم مكون من الظلام والنور يا ابنتي، في فترات الظلام عليك أن تؤمني أن الشمس ستشرق من جديد، حتى لو لم يتسن لك رؤيتها”. لا بد شمسنا طالعة، لا بد غدنا مشرق، لا بد نضالنا مثمر، وفاء لضحايا المذابح الأرمنية، وفاء لدم كل شهدائنا الأبرار، لتحيا القضية الأرمنية، لتحيا القضية اللبنانية، عاشت القوات اللبنانية، يحيا لبنان!”.

أما القيادي في القوات اللبنانية الدكتور ريشار قيومجيان، قال في كلمته:”ان المجزرة الارمنية اعطت شعبا رفض ان يكتب قصة موت، بل كتب قصة حياة تخللا ثقوبا وتضحيات وشقاء، كذلك امتلأت أيضا بالتفوق والابداع والكرامة، قصة شعب لا يموت والحقيقة لا تموت والحق لا يموت ولن يموت حق وراءه مطالب”.

أضاف: “انا اليوم حين ارى هذه الوجوه الارمنية للسنة الثانية على التوالي في معراب حيث القوات تحيي ذكرى الابادة الارمنية ورئيسها يقف الى جانب قضية الحق وحين نرى نبضا ارمنيا في معراب، فانا باسم كل الشباب والصبايا الارمن الذين ينتمون الى حزب القوات وبإسم كل شهداء الارمن الذين سقطوا على كل الجبهات، في الاسواق، الأشرفية، عين الرمانة، الجنوب، في الجبل، شكا وقنات، اريد ان اقول للحكيم: “اليوم وصلني حقي”.

وختم: “مليون ونصف شهيد، اصبحنا 6 ملايين زهرة حرية وكرامة وعنفوان، نحن هنا، ولدنا هنا، نحيا هنا ونموت هنا من أجل لبنان، نحن هنا شعب يجمعه مع اخوته اللبنانيين، ايمان واحد ومصير واحد وقضية واحدة، نحن هنا شعب صادق وصديق، مثل النخل يعلو ومثل ارز لبنان يزهر ويعلو، من الآن وحتى انتهاء الأزمان يوم ترتاح رفات الشهداء والقديسين، في ترابها المقدس والثمين، تراب يحرسه ارارات وصنين وتباركه انوار القداسة المشعة في آني وسيس واشمبادزين، وفي انطلياس وبزمار وعنايا وقنوبين، الى ابد الابدين آمين”.

بدورها، ألقت المديرة التنفيذية “للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط” الدكتورة فيرا يعقوبيان كلمة أكاديمية حول تاريخ الأرمن والمجازر فقالت:” كتب نعيم بك السكرتير الاول لدى المدير العام المساعد لشؤون المنفيين الارمن في مذكراته ما يلي: “اعتقد بأن مسألة النفي والقتل المفجعين للارمن تجعل اسم التركي حليفا باللعنة الابدية للانسانية، لانها لاتشبه أيا من الوقائع الرهيبة التي سجلها التاريخ العالمي حتى اليوم. هذه المذكرات تقاطعت مع الشهادة التي قدمها الضابط مصطفى كمال اثناء محاكمات زعماء حزب الاتحاد والترقي بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، حيث قال: لقد ارتكب مواطنونا جرائم لايصدقها عقل ولجؤوا الى كل اشكال الاستبداد التي لايمكن تصورها ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفالا رضعا وهم أحياء بعد ان صبوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات امام ذويهم المقيدي الارجل والايدي”.

واستطردت: “ليلة 24 نيسان من عام 1915 كانت بداية قدر مأساوي للشعب الارمني، ففي تلك الليلة، اعتقل المئات من القادة السياسيين والمفكرين ورجال الدين الارمن في اسطنبول وتم اغتيالهم كمرحلة اولية لاول ابادة في القرن العشرين. تبعها عمليات نفي وتهجير مئات الالاف من الارمن بشكل منتظم بذريعة اعادة اسكانهم في مناطق آمنة بسبب الاعمال الحربية”، مضيفة “بين عامي 1915 و1923 تم قتل مليون ونصف ارمني وتهجير الباقي فمات معظم الناجين من الجوع او الانهاك خلال عمليات الترحيل القسرية نحو الصحراء السورية في دير الزور، كما محيت القرى والمناطق الارمنية من الجغرافيا العثمانية، واستهدف كل ما يرمز للثقافة الارمنية من اجل تدميره. فحسب احصائيات بطريركية الارمن في اسطنبول، انه من اصل 2100000 ارمني في السلطنة العثمانية عام 1915 كانوا يشكلون الاغلبية الساحقة للشعب الارمني، بقي فقط 77,435 عام 1927. فالابادة التي تمت عام 1915 شكلت جزءا من سياسة الدولة التركية على مدى بعيد، سبقتها مجازر مخططة مركزيا حصدت اكثر من 300,000 ارمني بين عامي 1894 – 1896 على يد السلطان عبد الحميد الثاني”.

وتابعت: “عندما اتت حكومة الاتحاد والترقي الى سدة الحكم عام 1908 قامت بتطبيق سياسة ابادة رسمية باسم القومية التركية. فبعد سنة على توليهم السلطة حصدت مجازر اضنا ومناطق اخرى من كيليكيا حياة اكثر من 30 الف ارمني خلال بضعة ايام. لقد تمت ابادة الارمن على امتداد المناطق التركية باستغلال فوضى الحرب العالمية الاولى وانهماك الحلفاء بالحرب. وقد صرح الدكتور ناظم، احد الايديولوجيين في جمعية الاتحاد والترقي آنذاك، في جلسة مغلقة للجنة المركزية في شباط عام 1915 مايلي: من الضروري جدا التخلص من الشعب الارمني بأكمله حتى لايبقى أرمني واحد على وجه البسيطة ويقضى على ارمينيا”.

واشارت يعقوبيان الى ان “الاعمال الاجرامية التي اقترفت بحق الشعب الارمني كانت وبوضوح تعتبر جرائم في القانون الدولي. كانت تلك الخلاصة التي توصلت اليها كل من فرنسا وبريطانيا العظمى وروسيا في البيان المشترك في 24 ايار عام 1915، حيث اكدوا جميعا ان مجازر الارمن في السلطنة العثمانية كانت جرائم ضد الانسانية والحضارة ويجدر على كافة اعضاء الحكومة التركية تحمل المسؤولية اضافة الى الذين اقترفوا تلك المجازر فعليا”. وعلاوة على ذلك اكدت معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 بين الحلفاء وتركيا بدولة ارمينيا وبالطبيعة الاجرامية للمجازر حسب القانون الدولي. واجبرت هذه المعاهدة الحكومة التركية لتسليم الحلفاء هؤلاء القادة المسؤولين عن تلك الجرائم لكي يحاكموا امام المحكمة القضائية، لكن تركيا التي وقعت هذه المعاهدة لم تلتزم تنفيذها، وتخلت معاهدة لوزان الموقعة في عام 1923 عن طلب الحلفاء لمحاكمة ومعاقبة الاتراك العثمانييين لارتكابهم جريمة ابادة بحق الارمن وعن الالتزام بمنح التعويض للناجين من الابادة وكذلك عن اعتراف سيفر بدولة ارمينيا الحرة التي اعلنت استقلالها في ايار 1918″.

وأردفت: “بهذا خسر الارمن ارمينيا الغربية لتركيا وارمينيا الشرقية للاتحاد السوفياتي لاحقا. لكن عمليات القتل بحق الارمن وان توقفت عند ابواب العام 1923، الا ان الاستمرار في تدمير ممتلكاتهم وتدمير ذاكرتهم التاريخية لم يتوقف. وكانت هذه الاعمال تتعمد تأمين السعي الى الابادة بتدمير الذاكرة، الدليل التاريخي على وجود الارمن في آسيا الصغرى فترة عشرين قرنا. فقد تم حرق كنائسهم واديرتهم عن عمد وتم تدميرها بالمتفجرات. وبالمجمل تم تدمير 1036 كنيسة وديرا. كذلك تم اسقاط اسم “ارمينيا” من الخرائط الرسمية وتغيير اسماء القرى والبلدات الارمنية الواقعة في اسيا الصغرى التي استمرت حتى الخمسينيات. وكل هذا كان يتعارض مع المادتين 38 و 44 من اتفاقية لوزان عام 1923 التي كانت تنوي حماية حقوق الاقليات بما فيها الحقوق الثقافية للاقلية الارمنية في تركيا.”

وقالت: “ان تركيا تحاول اليوم انكار الحقيقة التاريخية للابادة بشتى الوسائل المتاحة اليها، ولم يتمكن اي مؤرخ يعمل في الارشيفات التركية تقديم صورة متماسكة عن ترحيل الارمن واعادة اسكانهم في اي منطقة من الدولة العثمانية على اساس التقارير العثمانية. ان العثمانيين لم يحتفظوا بتقارير مفصلة عن ترحيل الارمن وعن اعادة اسكانهم، وهذه الوثائق غير موجودة في الارشيفات العثمانية. وكيف يحتفظ المجرم بالاداة التي تدينه؟ لكن الوثيقة الاهم، هي مذكرات طلعت باشا، وزير الداخلية العثماني في عام 1915، والعقل المدبر والمنفذ للابادة الارمنية، قد تم اكتشافها في العام 2008. يضم الكتاب في صفحاته السبع والسبعين قسما اساسيا عن ترحيل الارمن خلال 1915-1917. والكتاب ومحتواه لم يكشف عنهما قط عندما كان طلعت باشا على قيد الحياة. واحتفظت ارملته عقب اغتياله في 1921 على يد احد الشبان الارمن بالكتاب، واعطته لمؤرخ تركي في 1982، الذي قام بنشر اجزاء منه في صحيفة تركية عام 2005، اما الكتاب الكامل فقد نشر عام 2008”.

وتابعت: “ارقام طلعت باشا ان معظم الارمن العثمانيين المقيمين خارج اسطنبول قد هجروا بالطبع من ديارهم، وان اغلب هؤلاء المهجرين اختفوا من الوجود حتى عام 1917، وان 90% من الارمن القاطنين في الولايات هجروا، وان 90% من هؤلاء المهجرين قتلوا. تبين الارقام الواردة في الكتاب بوضوح ان عمليات الترحيل كانت بمنزلة حكم بالاعدام”. مضيفة ان “العداء التركي للارمن لم ينته عند حدود العام 1915، بل انه لايزال مستمرا حتى اليوم. فتركيا تحاصر ارمينيا اقتصاديا باغلاق حدودها من جهة واحدة منذ عشرين عاما، وذلك لتضييق الخناق عليها، والحصول على تنازلات تتعلق بموضوع الابادة الجماعية وبمسألة النزاع بين ارمينيا واذربيجان حول اقليم كاراباخ الارمني”.
وختمت يعقوبيان: “ان العدالة تحتم علينا جميعا النضال من اجل الحقيقة التاريخية. فالانقسام الحاصل اليوم ليس بين الارمن والاتراك، بل هو انقسام بين الذين يعترفون بحقيقة الابادة وبين الذين ينكرونها بغض النظر عن انتماءهم وهويتهم ومذهبهم وعرقهم. انها ليست مسألة دم بل هي مسألة عقيدة، هي ليست مسألة عرق او دين بل هدف مشترك، يجب ان نسعى اليه جميعا حتى نمنع تكرار مثل هذه المآسي بحق الانسانية جمعاء”.

أما نائب أمين عام حزب الطاشناق أفيدس غيدانيان فقال في كلمته: “نحيي هذه السنة الذكرى الواحدة بعد المئة للابادة الارمنية وما زالت تركيا مستمرة بالتغاضي عما تم ارتكابه على ايدي اجدادها من جرائم اقل ما يمكن القول فيها، انها من ابشع ما يمكن ان يرتكبه الانسان بحق اخيه الانسان. وكان من الممكن اعتبار أن هذه الابادة وقعت نتيجة الفظاعات التي ارتكبت ابان الحرب العالمية الاولى كما هو مزعوم من قبل القادة الاتراك، دون الاخذ بعين الاعتبار العديد من الوقائع التي تثبت عكس ذلك ، والمدونة في مراسلات سفراء الدول المعتمدة في السلطنة العثمانية انذاك، بالاضافة الى كتب المؤرخين والى ما رواه الناجون من هذه الابادة، لكن واقع الحال هو نقيض ذلك بشكل مطلق ، لأن ما ارتكبه الاتراك بحق الارمن ما زال مستمرا تحت عناوين ومسميات عدة حتى يومنا هذا”.

اضاف:”في هذا السياق يأتي الهجوم العسكري الذي شنته اذربيجان في الثاني من نيسان من هذا العام على طول حدود جمهورية كاراباخ وبخرق فاضح لاتفاق وقف اطلاق النار والهدنة المستمرة بشكل هش منذ العام 1994، بدعم واضح من السلطات التركية التي اعلنت صراحة دعمها لهذه العمليات العسكرية وكذلك الوقوف الى جانب اذربيجان في استعادة ما تزعم انها اراض اذيرية محتلة من قبل ارمينيا، مع العلم ان دولة اذربيجان تأسست عام 1918 وان كاراباخ هي جزء من ارمينيا منذ القرن الخامس، كما نخص بالذكر الاعمال العدائية الاذيرية التي ترجمت خلال هذة الهجمات بقتل المدنيين الارمن وقطع اذانهم والتنكيل بجثثهم والتي هي شبيهة كل الشبه لما ارتكبه العثمانيون بحق الابرياء والعزل من الارمن خلال المجازر التي اودت بحياة مليون ونصف المليون عام 1915. هذا بالاضافة الى الحصار الذي تفرضه تركيا على ارمينيا والذي يمثل وجها آخر من وجوه النزعة العدائية التركية تجاه الارمن”.
واعتبر “ان عدم اعتراف تركيا الوريثة الشرعية للسلطنة العثمانية بواقع الابادة والقبول بالتعويض المادي والمعنوي عنها واعادة الاراضي المحتلة من قبلها يعتبر استمرارا لهذه الابادة، خاصة بعد اعتراف العديد من الدول بواقع الابادة الارمنية. فإذا كان كل ما سبق سرده يصف النزعة اللاانسانية التركية تجاه الارمن فان الدعم التركي للارهاب في النزاعات التي تجري في الشرق الاوسط منذ اكثر من خمس سنوات والارهاب الذي تمارسه السلطات التركية بحق شعبها بمختلف مكوناته من اتراك واكراد وارمن وغيرهم فإن كل ذلك يؤدي الى استنتاج واضح يحدد هوية الدولة التركية كدولة ارهابية بكل ما للكلمة من معنى”.

وختم غيدانيان: “لا اجدني مضطرا الى سرد المزيد من الوقائع والبراهين بل اريد ان ادعو في هذه المناسبة ومن هذا المقر الذي نكن له كل الاحترام ، الى مقاطعة كل ما له صلة بالدولة التركية التي تتغذى بالارهاب وتغذيه ، وذلك من خلال مقاطعة منتوجاتها وسياحتها وتجارتها وصناعتها لان لبنان لم يكن يوما بمنىء عن هذا الارهاب وإن ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت هو اسطع دليل على ذلك”.

ثم جرى عرض وثائقي عن القضية الأرمنية من إعداد المخرجة كارمن لبكي التي تحدثت عن تجربتها مع المعاناة الارمنية حين قامت بتصوير فيلم “اسمي آرام”.

وقال امين سر حزب الرامغافار سيفاغ هاغوبيان في كلمته:” يمر العام الأول بعد المئة على الإبادة التي ارتكبها العثمانيون في حق الأرمن، ورغم ذلك، بإرادتهم واصرارهم، يتمسكون بالحياة، مئة وعام لا تزال صورها في الذاكرة، حية، موجعة، نابضة بالحضور العميق والاقتناع بعدالة القضية ورفض التنازل عنها مهما مر الوقت، ليست مصادفة أن تستضيف القوات اللبنانية على رأسها الدكتور سمير جعجع، للسنة الثانية هنا في معراب، ذكرى إحياء الإبادة، وتشارك الأرمن في لبنان إيمانهم بأن “الحق ما بيموت” وليست مصادفة أيضا أن تتزامن ذكرى المئة عام وعام على الإبادة الأرمنية في 24 نيسان، مع الفظاعات التي يرتكبها الأذريون، الذين هم أحفاد الاتراك، اليوم في ناغورني كاراباخ، والهجوم المفاجئ منذ بداية نيسان. حق إنساني مشروع للشعوب بالاستقلال وتقرير المصير، وهذا ما يناضل من أجله الأرمن في ناغورني كاراباخ، ولن يهزموا أبدا مهما عصف الدهر. كم يحمل نيسان للأرمن ذكريات وتحديات واستعدادا للمواجهة والتحمل والبقاء”.

وأردف: “نجتمع في معراب اليوم لنتشارك، نحن الأرمن، مع مسيحيي الشرق، حلافائنا الطبيعيين، المصير الواحد والقلق الواحد والتمسك بوجودنا وتاريخنا. لا نزال مهددين بقضيتنا وأرضنا وحدودنا وأجيالنا، في كل مكان يوجد فيه أحفاد العثمانيين، المختزلون حديثا بالأذريين، أصحاب القومية نفسها التي فتكت بالشعب الأرمني قبل مئة عام وعام من اليوم، ولا تزال رافضة الاعتراف أو الاعتذار أو غسل الدم عن اليد. ومرة جديدة الحق ما بيموت”.
وختم هاغوبيان: “يكفي أن يجمعنا المصير الواحد، لنكون نحن، مسيحيي الشرق، والشعب الأرمني، حلفاء، وتجمعنا وحدة الحال. قد يتساءل البعض، لماذا لا ننسى؟ لماذا لا نطوي الصفحة؟. الجواب: وهل تنتزع الذاكرة؟ هل تردم الجراحات؟ هل ينسى التشرد والموت والذل والآلام المحفورة عميقا؟ لن ننسى لأن الحق لا يموت، وأنتم يا حكيم تدركون معنى أن الحق لا يموت، وأثمان الحرية والوطنية والعدالة، دائما باهظة، لذلك نستحقها. لن أطيل الكلام. دعوني أتوجه باسم الشعب الارمني عامتا وباسم حزب الرامغافار خاصة بعميق الشكر إليكم، لتنظيم هذا الحفل الكريم، ومشاركتنا الإيمان بالقضية. “قصة حياة أو موت… وحق ما بيموت”، ليس شعارا رومانسيا ترفعه القوات. إنه تأكيد على أن الحقيقة أقوى من الموت، وستظل كذلك وإن كره الكارهون”.

تلاه رئيس اللجنة الطالبية في حزب الهانشاك انترانيك سالباغيان الذي قال في كلمته: “في البداية أشكر حزب القوات اللبنانية، بشخص رئيسه الدكتور سمير جعجع، لتعبير تضامن حزب القوات مع قضية الشعب الأرمني ولتنظيم هذا الإحتفال لإحياء ذكرى إبادة الأرمن للمرة الثانية على التوالي في معراب”.

وتابع: “إن الجريمة التي تعرض لها شعبنا والشعوب الأصلية في الأناضول، من سريان وكلدان واشوريين وايزيديين، إبادة جماعية بكل المعايير والمواصفات الدولية، إنها جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وشرائع حقوق الانسان. إن جمهورية تركيا هي شريكة في إستمرار مفاعيل الإبادة الجماعية، فعلي مدى ثلاثة وتسعين عاما”، حاولت ازالة جميع المعالم الاثرية للأرمن التي يعود تاريخها لعشرات القرون، غيرت اسماء المواقع الجغرافية لمحو الوجود الأرمني على الارض، صادرت ممتلكات الأرمن الذين هجروا من ديارهم وقتلوا على الطريق، بحجة انها “املاك متروكة” وتم توزيع الممتلكات على النافذين من ضباط الجيش والقيادات الحزبية، صودرت جميع موجودات البنوك العائدة للأرمن لصالح البنك المركزي للجمهورية التركية”.

واعتبر ان “تركيا اليوم دولة استبدادية تضطهد شعبها من الاقليات العرقية، حيث قامت سياستها الداخلية على صهر الشعوب المسلمة في بوتقة العنصر التركي، وإنكار وجود القوميات الاخرى من اكراد وعرب وشركس وقوميات اخرى. أضف الى ذلك مئات الالاف، من الإتنيات الجيورجية والارمنية الذين اجبروا على التتريك وإعتناق الدين الاسلامي. إن سياسة الإنكار التي تمعن بها تركيا، والتضييق على المناضلين لاجل حقوق الشعوب في الداخل، والتورط في ازمات المنطقة ومعاداة جيرانها. وبإجماع المراقبين والمتابعين ان الإنتهاك الخطير الذي حصل مؤخرا” في ارتساخ الارمنية والمتعارف دوليا” بناغورني كاراباغ، كان بتحريض من تركيا، وإن قراره كان قد اتخذ اثناء زيارة رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف الى تركيا”.

وختم سالباغيان متوجها الى الشعب التركي بالقول: “لسنا هواة حرب ودعاة احقاد، بل طلاب سلام، نريد العدالة لكل ضحايا جرائم الابادات، وبالاخص نذكر اخوتنا العرب الذين علقت مشانقهم في بيروت ودمشق في 6 آيار 1916 اخوتنا السريان والاشوريين والكلدان الذي عرفت ابادتهم بمجازر “سيفو” وجميع الشعوب المظلومة في كل اصقاع الارض. نحن ثوار حرية ضد الاستعباد وثورتنا ليست موجهة ضد اي دين من الاديان بل ضد كل من يتاجر بالاديان ويستغل الشعوب. الخلود لشهداء الابادة الارمنية في 24 نيسان 1915 وشهداء 6 آيار”.

أما الاعلامي نيشان دير هاروتيونيان فألقى كلمة وجدانية قال فيها: “من سنة صعدنا الى معراب واحتفينا بالذكرى المئوية للمجازر الارمنية. من سنة جئنا الى هنا واجتمعنا وألقينا كلمات وحضرتك حكيم استقبلتنا وأحييت المناسبة ووجهت كلمة مؤثرة. وهذه السنة، في ذكرى المئة سنة وسنة، موجودون هنا لإحياء الذكرى التاريخية لمحاولة إبادة الشعب الأرمني”. وتابع: “انا أتكلم عن قضيتي من خلال نشأتي اللبنانية، انا اتكلم عن قضيتي من خلال تربيتي اللبنانية، وثقافتي اللبنانية، وقيمي اللبنانية. انا أتكلم عن قضيتي من خلال قضيتي اللبنانية، من منطلق اللاتنازل عن أي شبر من ال 10452 كلم2. ثقافات تمحى، وطوائف وأعراق تباد، وجماعات تعنف، وتساق الى الصحارى، تهجر، تعذب، ينكل بها، تقتل، وتذبح وتنحر. ولكن، من سنة لسنة، تبقى إبادة الشعب الأرمني ومحاولة تطهير هذا العرق وصمة عار دامغة على جبين الانسانية وتشجع مجازاة كثيرة ان ترتكب، على قاعدة: Genocide unpunished is genocide encouraged، أي الجريمة التي يفر مقترفها من العدالة تشجع جرائم أخرى ان تقع”.

ولفت الى ان “المسألة الارمنية ليست مسألة دينية ولا طائفية ولا مذهبية ولا فئوية.المسألة هي مسألة إنسانية صرف. واليوم، كل ارمن لبنان، وأرمن كل لبنان، من سنة لسنة، بكل أطيافهم وشرائحهم يجددون هذا الامتنان التاريخي للبنان. هذا الوطن الذي احتضن، لم يفرق ولم يميز على أساس المساواة وتحت سقف المواطنة”.

وختم: “حكيم، الأرمن شعب قليل بالعدد، صحيح. ولكنه شعب قوي وقوته من قوة إيمانو بربو. قوته من قوة مثقفيه.قوته من قوة مفكريه. من قوة شعرائه، ونحاتيه، وموسيقييه، وعازفيه، ومربيه، ومبدعيه، وإعلامييه، وطلابه، وتلامذته، وامهاته، وابائه. وبس تجمع كل هذه القوات وتضيف عليها شمعة وبخور وسراج وزيت، تبقى القضية من سنة لسنة قصة حياة وموت وحق مقدس لا يموت طالما منجتمع كل سنة بمعراب ولبنان ووين ما كان ليعلو الصوت: حقوقنا مقدسة”.
ومن ثم كرم جعجع السيدة الارمنية اللبنانية ماري ليكيكيان عمرها 106 سنوات كانت شاهدة حية على المجازر الأرمنية. ثم قدمت الرسامة مارال مانيساليان لوحة فنية الى رئيس القوات.

101 عام من النضال…الأرمن: لا يضيع حقّ وراءَه مطالب

$
0
0

13078165_1317694024923906_1264362988_o

في 24 نيسان من كل سنة، يحيي لبنان وأرمينيا والعالم ذكرى إحدى أفظع المجازر التي عرفها التاريخ، مجزرة أَبادت نحو مليون ونصف المليون أرمني، لكنّها لم تستطع محوَ ذاكرة من بقوا على قيد الحياة، أو الحدَّ من إصرارهم على استعادة هويتهم وأرضهم وحقّهم. مئة وعام مرّت، زاد خلالها تجذّر الأرمن بقضيتهم، وتضاعفَ إيمانهم بأنّه لا يضيع حقّ وراءه مطالب.

الإبادة الأرمنية مدوّنة في عمق الذاكرة الجماعية للشعب الأرمني، على أن تبقى منبّهاً على مرّ السنين، ولبنان بدوره، عاش جزءاً من المعاناة التي أصابت الشعب الأرمني، والشاهد الأكبر على ذلك هو ساحة الشهداء في وسط بيروت وحصار جبل لبنان وتجويعه، لكنّ الألم لم يترك الأثر نفسه لدى اللبنانيين لأنهم لم يُهجّروا من أرضهم كالأرمن.
وفي هذا الإطار، يوضح مدير كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس خاتشيك دده يان لـ«الجمهورية» أنّ “الإبادة الأرمنية لم تكن تلقائية، بل خُطّط لها على مرّ السنوات، وكان الهدف الأساسي منها التطهير العرقي والقضاء على كل الشعب الأرمني، لأنّ الأتراك كانوا على يقين بأنّه لو بقيَ عشرة من الأرمن على قيد الحياة سيطالبون في يومٍ من الأيام باستعادة أراضيهم”.

أمّا عن سبب اختيار يوم 24 نيسان لإحياء هذه الذكرى، علماً أنّ الإبادة امتدّت على مراحل عدة، فيشير دده يان إلى أنّه «في ليلة 24 نيسان من عام 1915 اقتاد الأتراك نخبة الشعب الأرمني، أي نحو 600 شخص، إلى اسطنبول وأعدموهم في ساحات المدينة، واعتبَر الأرمن أنّ لهذا التاريخ رمزية خاصة».

ويُرجع دده يان الفضل في حماية الهوية الأرمنية إلى «الكنيسة التي كان لها دور في الحفاظ على التراث واللغة والثقافة والتوعية، إضافة الى رعاية الشعب والإبقاء على تماسكه وتعلّقه بالقيَم واللغة القومية، التي تُعتبر وسيلةً أيضاً للتعبير عن الاحتجاج الأرمني على عملية الإبادة ومطالبة العالم وتركيا تحديداً بإحقاق العدل».
الدول تعترف

الأورغواي، قبرص، روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا، اليونان، الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، فنزويلا، بولندا، ليتوانيا، تشيلي، السويد، وبوليفيا، إضافةً إلى 43 ولاية أميركية، وإقليمي الباسك وكتالونيا في إسبانيا، إقليم القرم المنضمّ حديثاً إلى روسيا، نيوساوث ويلز وجنوب أوستراليا، وكيبيك في كندا، كلّها اعترفَت بالإبادة، ناهيك عن الأمم المتحدة، البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، فيما تنفي تركيا حتى اليوم هذا الواقع، معتبرةً أنّ سبب وفاة الأرمن يعود لظروف الحرب والتهجير.

في هذا السياق، يعتبر دده يان أنّ «الأتراك لا يعترفون بالإبادة لأنّ ذلك سيؤكّد أنّهم كوَّنوا جمهوريتهم على المجازر، خصوصاً أنّهم يعلمون بأنّ الاعتراف لن يكون كافياً بل سيُضطرّون للتعويض»، مؤكّداً أنّ «الأرمن شعب مناضل، لا ينسى ما حصل وينقله من جيل الى آخر، والدليل أنّ الأجيال التي لم تُعايش المجازر ولم تزُر أرمينيا أبداً مندفعة أكثر من الأجيال السابقة، ذلك لأنّها تشهد على ما يزال الأتراك يفعلونه بالأرمن، على غرار ما حصَل في كاراباخ أخيراً وفي حلب وكسب، وبدأت تلمس الواقع التي كانت تسمع وتقرأ عنه في الكتب، وتتأكّد من أنّ السياسة التركية لم تتغيَّر على مرّ السنين، والدليل أنّه في السنة الماضية شاركَ أكثر من 60 ألف أرمني في المسيرة التي نُظّمت في ذكرى الإبادة».

نضال لإحقاق العدالة

إذاً بقيت الإبادة الجماعية العنصرية التي ارتكبَها الأتراك منذ 101 عام ضد الشعب الأرمني من دون عقاب، إلّا أنّ الأرمن ما زالوا يناضلون من أجل إحقاق العدالة، وبدأوا يترجمون نضالهم بالأفعال، حيث رفعوا دعوى لدى المحكمة الدستورية التركية لاسترجاع أرض الكاثوليكوسية ومركزها في مدينة «سيس»، التي تُعرف بـ«كوزات» حالياً، وفُتحت الدعوى في 27-4-2016، وفي حال عدم تجاوب المحكمة، ستُرفع دعوى لدى المحكمة الدولية لحقوق الإنسان، مع الإشارة إلى أنه يترتّب على هكذا جريمة في القانون الدولي عقاب التعويض، ولا يعني الأرمن بذلك التعويض المالي، بل إعادة الأراضي المحتلّة وكلّ الأملاك والمؤسسات الدينية والثقافية والأراضي الزراعية والأملاك الشخصية والجماعية.

الاضطهاد التركي مستمر

بدوره، يقول مسؤول مكتب الإعلام في حزب «الطاشناق» هاكوب هاواتيان لـ«الجمهورية»، «إنّنا ما زلنا بعد مئة وعام مستمرّين بنفس المطالب والقوّة، ومعظم الدول اعترفت بالإبادة، وبعض الدول تضامنَت في قضية التعويضات، التي تُعتبَر مطلبنا الأساسي، فالأراضي المحتلة هي أراضينا، وأجدادنا هم من اضطُهِدوا وهُجّروا»، موضحاً أنه في المقابل «لا يزال الأتراك ينكرون الحقيقة، بل إنّهم مستمرّون في اضطهاداتهم ولا سيّما في كاراباخ حيث يوجد غطاء تركي كبير، وتخطيط لِما ترتكبه أذربيجان في حقّ الأرمن، معتمدةً النهج نفسَه وأساليب الإبادة والمذابح وانتهاك معايير الإنسانية».

ويَعتبر هاواتيان أنّ «معظم الانتهاكات التي تحصل في المنطقة هي تحت رعاية الأتراك، والمجتمع الدولي اعترفَ بالإبادة الأرمنية بعدما ذاقَ مرّ الكأس الذي ذقناه منهم».

وعن إحياء الذكرى هذا العام، يوضح هاواتيان أنّنا بدأناه منذ نحو أسبوع، فقِسم الشباب ومصلحة طلّاب حزب «الطاشناق» في الجامعات كافّة يحيي الذكرى، كما أنّ الجمعيات الثقافية تنظّم برامج من وحي المناسبة، وسيُفتتح نصبٌ تذكاري لهذه الذكرى برعاية رؤساء الطوائف الأرمنية، وستُنظّم مظاهرة احتجاجية مطلبية شبابية أمام السفارة التركية للمطالبة بالاعتراف بالإبادة أوّلاً، وبإعطائنا حقوقَنا ثانياً، وأخيراً لوقفِها مشاركة أذربيجان ودعمها جرائمها ضد كاراباخ.

ويضيف: «أمّا الأحد فسيُقام قدّاس إلهي يترأسه كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكا آرام الأول لراحة نفس المليون ونصف المليون شهيد، عند العاشرة والنصف صباحاً في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس، وستضع الشخصيات الدينية والسياسية والحزبية أكاليل أمام النصب التذكاري لشهداء الإبادة، ثمّ سيكون هناك تجمّع شعبي في ساحة الشهداء عند الساعة السابعة والنصف مساءً بتنظيمٍ من الأحزاب الأرمنية الثلاثة، تلقي خلاله كلماتها والوثيقة المطالبة بالاعتراف بالإبادة، واستعادة حقوق الأرمن ووقف دعم أذربيجان في حربها ضدهم».

ويلفت هاواتيان إلى أنّ «اختيار موقع ساحة الشهداء لإحياء الذكرى لم يأتِ صدفةً، وإنّما لِما لهذا الموقع من رمزية، ولتذكير اللبنانيين بأنّهم عانوا بدورهم من ظلم الأتراك منذ مئة عام، وعاشوا مآسيَ مشابهة لِما عاشه الأرمن، وإنْ كانت مصالحهم تقضي بإبرام اتفاقات معيّنة مع الأتراك، إنّما لا يجب نسيان التاريخ».

قضية الأرمن أضحت قضية حياة أو موت، فهُم لن يرضخوا لواقع الظلم الذي فُرض عليهم، ليثبتوا لتركيا وللعالم، أنّهم شعب مناضل، لا يضيع له حقّ، يتحلّى بنعمة الغفران تجاه من يستحقّها فقط.

وإن سأل البعض عن سبب مطالبة الأرمن تركيا بهذه الأمور بعد مئة عام، علماً أنّ السلطنة العثمانية هي من ارتكبَت المجازر و«لم يبق منها مين يخبّر»، إلّا أنّ الأرمن يعتبرون أنّ الدولة التركية الحالية هي الوريثة الشرعية ومسؤولة عن أفعال الدولة العثمانية لأنّها واصَلت على مرّ السنوات عمليات هدم المعالم الأثرية والدينية الأرمنية، وأقرَّت قوانين تأميم كلّ المؤسسات والأملاك التابعة للأوقاف والأشخاص، والأهمّ مِن ذلك أنّها ما زالت حتى اليوم تُنكر جريمة شهدَ لها التاريخ، في وقائع ما زالت حتى اليوم توجع الأرمن، وإن لم يعيشوها بأنفسهم.

ربى منذر

جريدة الجمهورية

 

شبيبة الطائفة الأرمنية الكاثوليكية ببيروت نظمت مسيرة شموع بذكرى الإبادة

$
0
0

13046285_1317694428257199_214439047_n 

ذكرت “النشرة” أن شبيبة الطائفة الأرمنية الكاثوليكية، نظمت مسيرة شموع من مدرسة مسروبيان في برج حمود وصولا الى باحة البطريركية في الجعيتاوي.

وتلى المسيرة صلوات وكلمات عن الإبادة الأرمنيةK وما تتعرض له الاقليات المسيحية في الشرق من ابادة وانسلاخ قسري عن ارضها.

يمكن متابعة المسير على الرابط التالي:

وزير العمل اللبناني يمثل بلاده في مراسم إحياء ذكرى إبادة الأرمن في أرمينيا

$
0
0

 13046103_1317694511590524_2051286377_n

ذكرت مصادر صحفية أن وزير العمل اللبناني سجعان قزى غادر مساء الجمعة بيروت متوجها إلى أرمينيا لتمثيل بلاده فى مراسم الذكرى الأولى بعد المئة للإبادة التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني.

كما سيشارك قزى فى مؤتمر بشأن هذا الموضوع ، وستكون له كلمة خلال هذا المؤتمر، وسيجرى سلسلة اتصالات مع العديد من المسؤولين فى أرمينيا.

إحتفال في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في ذكرى الإبادة…

$
0
0

13090042_1317869568239685_2040438418_n

وطنية – أقامت اللجنة التربوية في مطرانية الأرمن الأرثوذكس، احتفالا في الذكرى الأولى بعد المئة لإبادة الشعب الأرمني، في كاثوليكوسية الأرمن الارثوذكس في انطلياس، برعاية كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول، وفي حضور المطران شاهي بانوسيان، السفير الأرميني سامفيل مكردشيان، النائب السابق ايلي الفرزلي وحشد من مديري المدارس والفاعليات التربوية الأرمنية والتلامذة.

بعد وضع وفود الطلاب أكاليل زهر أمام النصب التذكاري للشهداء وافتتاح المطران بانوسيان الاحتفال بتلاوة صلاة “الأبانا” متبوعة بدقيقة صمت إجلالا لشهداء الإبادة، ألقت الطالبة بيرلا باسط كلمة باللغة العربية باسم التلامذة، جاء فيها:
“مئة عام وعام وستمضي الأعوام، فالناس تتغير والزمن معا، وتبقى قضيتنا نفسها وإيماننا بها لم ولن يتزعزع. مئة عام ونحن متمسكون بالحق لأننا نعلم تماما أنه لا يموت حق وراءه مطالب”.

أضافت: “نتذكر ونطالب” شعار أطلق قبل سنة، لكنه كان قد تحول فعلا منذ الذكرى الخمسين للإبادة، عندما انتقل أرمن الشتات من مرحلة البكاء الى المطالبة بالأراضي المغتصبة”. وتابعت: “نحن لسنا طائفة وعبارة “الطائفة الأرمنية” يجب أن تختفي من القاموس اللبناني. نحن شعب له حضارة وتاريخ وأرض ورئيس واستقلال”، داعية وزير التربية الياس بو صعب الى “إدراج القضية الأرمنية في مناهج التاريخ”، ومصححة “كلمة مجازر غير الدقيقة، فالمجازر نفذت بهدف الإبادة”.

وإذ طالبت بمحاسبة الأتراك، توجهت الى اللبنانيين: “أيها اللبناني، الذي ذبحك ذبحني والذي شنقك شنقني والذي جوعك جوعني. فيتبادر الى ذهني سؤال، هو كيف سأطلب منك أن تتضامن معي ومع ذكرى الإبادة، وأنت غير متضامن مع نفسك في ذكرى شهداء 6 أيار؟” ودعت “جميع الأرمن المنتشرين الى التقدم أمام المجتمع الدولي ككتلة واحدة لنصل الى الأهداف، أي الإعتراف بالإبادة والإعتذار والتعويض عن الخسائر المادية والمعنوية”.
وكانت للفرزلي مداخلة قال فيها: “عندما أدعى لالقاء كلمة من على منبر يخص الجماعة الأرمنية، سواء كان منبرا مدنيا أو روحيا، كهذا المنبر الذي أفتخر اليوم باعتلائه، برعاية ومباركة من صاحب السيادة الجزيل الوقار والاحترام، أشعر بشيء من التهيب ممزوج بالفرح”.

وقال: “التهيب سببه أنني منذ نعومة أظفاري، وأنا على طاولة المدرسة، جنبا الى جنب مع التلاميذ الأرمن، كنت أرى في هذا التلميذ الأرمني، عنوان النظافة، الترتيب، الايمان، التصميم، الافتخار بالانتماء الى شعب حيوي، أقرأ على عينيه، ومن كلماته، ومن تصرفاته، ايمانا بالمستقبل، وتصميما، وادانة مستمرة لمجزرة حقيقية، وإبادة ارتكبت بحق الشعب الأرمني من قبل هذه الدولة العثمانية التركية”.

وأضاف: “الفرح، سببه أنه اذا كان قد كتب على الانسان أن ينتمي، ترى الطفل الجنين في رحم أمه، والطفل في حضن أمه، والشاب في حضن حبيبته، والرجل في حضن زوجته والأب والأم في حضن أولاده، اذا قدر لي وأعطيت شرف الاحتضان من قبل الجماعة الأرمنية لكي أقف على منابرها، متكلما ومحدثا وخطيبا، بربكم قولوا لي، ألا يستحق هذا أن أشعر بفرح عظيم لانتمائي بعطف من قبل هذا الشعب الأرمني العظيم؟” وتابع: “أما في ما خص الرسالة والغاية من وراء هذا الاجتماع الذي شاءت البطريركية الأرمنية بمبادرة من صاحب السيادة وبحضور سعادة سفير دولة أرمينيا، أن تقوى بوجود مدراء المدارس وقدس الأباء، أن نجتمع من اجله هو أن تبقى هذه المجزرة، هذه الابادة، تتذكرونها وتتوارثونها كذكرى وكرمز. تتوارثونها كابر عن كابر لكي تبقى حية، فتجبر الدولة التركية على الاعتراف بالابادة. هذا الشعب الأرمني العظيم، الذي بالرغم من هذه الابادة، لم تستطع هذه الابادة أن تنال منه ومن وجوده ومن عظمته”. وقال: “بالأمس، كنت أقرأ الصحافة اللبنانية، وإذ بي أقرأ مقالا، كعادتي، للكاتب الاستاذ جهاد الزين في جريدة النهار، يتحدث فيها عن الابادة الأرمنية، وتحدث عن مصالح الدول في ذلك الحين. الا أنه سها عن البال، كما يسهو عن البال عند كثير من الكتاب والآدباء، في الحديث عن الابادة الأرمنية، الحديث عن دور الصهيونية في التحريض لتحقيق هذه الابادة. ما الذي حدث يا سادة؟ الذي حدث أن وفدا من كبار الصهاينة زار السلطان في ذلك الحين، ليحدثه عن استعداد لدفع ديون الامبراطورية العثمانية مقابل أن يهدي السلطان قطعة أرض اسمها فلسطين. رفض في ذلك الحين السلطان باعتبار أن فلسطين هي أكثر من قطعة أرض، هي جزء من السماء. فكان على أثره أن نظمت الحركات السرية الذي قادها هؤلاء ومن ضمنهم طلعت باشا، واتخذ القرار بتهديم هذا الواقع وبالتحريض على كل الجماعات المسيحية، فكانت الابادة الأرمنية، وكانت الابادة السريانية”.

أضاف: “إلا أن هذه الابادة التي وقفنا بوجل واحترام أمام نصب تذكارها اليوم، نقول ونردد إن هذا الشعب الذي تعرض الى ما تعرض اليه، هو طغى الجور، فأباه وأهواهم السفاح فرذلوه، تماما كما الشعب اللبناني، أثناء التجويع، كما قالت الفتاة منذ قليل، التي وقفت متحدثة هنا، طغى الجور فأبوه، وأهواهم السفاح، فرذلوه، فضل حتى ضل بهم، فأمات الحق والعدالة. أخذكم بالطائفية، ما نالكم منها، ومهد للشهوات فانصرفتم عنها”.

وختم: “أنتم الشعب اللبناني الأرمني الأصيل. كان لبنان، يوم شاء الهي ان تكون الدنى ترابا وماء، جبلا أبيض العمامة حرا، ذا جلال يطاول الجوزاء، أخضر الفيء، عنبريا، يغذي غرسة الأرز في الأعالي علاء، أرزة مثلنا تعيش وتبقى رغم أنف الدهور، تأبى الفناء”.

وقال السفير مكردشيان: “نحن مجتمعون اليوم لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية وذكرى الشهداء حاضرة في قلوبنا، وتشير الأحداث التي وقعت أخيرا في ناغورنو كاراباخ الى أن مقاومتنا لم تنته بل هي مستمرة”. أضاف: “علينا ألا ننسى الماضي حتى نتمكن من بناء المستقبل، ووجودكم هنا خير دليل على أن المحاولات التي أقيمت لإبادة الشعب الأرمني قد باءت بالفشل”. وختم: “باستطاعتكم إبقاء تاريخكم حيا عبر نقله الى الأجيال الصاعدة، وعليكم أن تجتهدوا لكي تبنوا مستقبلا زاهرا”.

بدوره قال المطران بانوسيان: “نحن مجتمعون هنا لإحياء ذكرى شهداء الإبادة الأرمنية حتى نقطف القداسة، إذ إننا لسنا في حزن. فبعد مرور مئة عام وعام جاهدنا بمقاومتنا محاولين استعادة حقوقنا ومنتزعين الإعتراف الدولي بارتكاب هذه الإبادة”.

أضاف: “وجودنا هنا اليوم لكي نحيي مع تاريخنا وعدنا وعهدنا، وهذه المعرفة نبلغها من خلال تلامذتنا ومدارسنا الى الأجيال القادمة. ليقو الله مدارسنا وأجيالنا الصاعدة وينم فيها الإيمان والمعرفة”. وختم: “علينا أن نتحلى بالإرادة والإيمان لكي نتمكن من إحياء تاريخنا من جيل الى جيل”.

وتخللت الاحتفال وقفتان شعرية وغنائية قدمها التلامذة.

رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام متضامن مع الذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الأرمنية

$
0
0

13090346_1317869808239661_941593138_n

وفق بيان نشرته الرابطة السريانية، فإن رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام زار سفير أرمينيا في لبنان صموئيل مكرتشيان في مقره الأسبوع الماضي وجرى عرض معمّق لأوضاع المنطقة وخاصةً الأحداث العسكرية الأخيرة في ناغوري كراباخ.

وإثر اللقاء قال أفرام: “زرت سعادته متضامناً في الذكرى الأولى بعد المئة على المجازر الأرمنية وسيفو السريانية التي ارتكبتها الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى. لن ننسى، هو شعارنا. لا مئة عام ولا أكثر يمكن أن تمحو من ذاكرتنا الجماعية هذه المآسي مع تشديد مطالبتنا الدولة التركية بالإعتراف والتعويض حتى مصالحة تطوي هذه الحقبة.

واستمعت منه على تفاصيل ما جرى في اقليم ناغوري كراباخ وأكّدت أن دور لبنان أن يكون دائماً مع الحق ومع العدالة ومع القانون الدولي. وقال السفير أن المشكلة هناك ليست دينية ولا طائفية بل حقّ  الأرمن في تقرير مصيرهم. فلا حل عسكري لقضية كهذه والمطلوب تثبيت وقف إطلاق النار، فلماذا لا تتدخل الأمم المتحدة وتجري استفتاء لأبناء المنطقة ؟

وقال أفرام: إنّ لبنان نموذج عيش واحد لفئات وقوميات وأديان متنوعة. ما نشهده في ناغوري كراباخ وفي بعض العقول أنه مستحيل أن يكون هناك عيش مشترك وأن الحلّ هو دائماً بالتهجير والقتل؟

مؤرخ لبناني: الأتراك أرادوا شطب الأرمن من تاريخ البشرية

$
0
0

13082167_1319245574768751_1485671869_n

أكد الأستاذ الجامعي والمؤرخ اللبناني، الدكتور صالح زهر الدين، أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي للإبادة الجماعية، في بريفان، أن الإبادة الأرمينية تعتبر أول وأكبر جريمة إبادة في القرن العشرين، لافتا إلى أنها جريمة العصر.

وأشار “زهر الدين” إلى أن قادة جمعية الاتحاد والترقي والملقبين بالاتحاديين، ظنوا أنهم قادرون على شطب الشعب الأرميني من التاريخ والمستقبل، من خلال المجزرة التي خططوا لها، وقاموا بتنفيذها بكل دقة، عبر عملية منظمة ومبرمجة، لاقتلاع الأرمن من جذورهم.

وأضاف أن حساباتهم كانت خاطئة، نظرا لأن العظيم لا ينتهي بمأتم، وأن الشعوب العظيمة لا تنتهي بمجرد مجزرة، وهو ما أثبته الشعب الأرميني، أنه أكبر من كل المجازر والإبادات التي تعرض لها عبر تاريخه الطويل.

وأكد المؤرخ اللبناني أن القضية الأرمينية التي كانت في بدايتها بحجم كرة القدم أصبحت بعد مائة عام بحجم الكرة الأرضية، وخاصة بعد أن اعترفت معظم برلمانات العالم، ومجالس الشيوخ بحقيقتها، كمجزرة إبادة، يجب أن يعاقب عليها القانون الدولي والمنظمات الدولية، الخاصة بالدفاع عن جقوق الانسان وشرعيته.

وأضاف أنه يكفي في هذا الإطار أن الجريمة الإبادية لم تكن جريمة دينية بين مسلمين ومسيحيين، كما روجت لها بعض وسائل الإعلام التركية وأعوانها، في الوقت الذي كان يذبح فيه الأرمن بجانب الجوامع التركية، حيث كانوا يستقبلون بالترحاب، وكانوا يلقون كل مساعدة وحماية وأمان.

ولفت إلى أن هذا كله يعد دليلا ساطعا على أن الصداقة العربية الأرمينية لها جذور تاريخية وعميقة يصعب اقتلاعها، والقضاء عليها مهما كانت المحاولات، وخاصة أن جمال باشا السفاح، صرح مرارا وتكرارا أنه سيقضي على الأرمن بالنار وعلى العرب بالتجويع.

عصام كامل

موقع (فيتو) المصري


الرئيس الأرميني: “الإدانة العادلة لأي جريمة تتطلب الاعتراف بحقوق المتضررين”

$
0
0

13101080_1319245714768737_1874914877_n

خلال مراسم افتتاح ملتقى بعنوان “شهادات ناجين من الإبادة” ألقى رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان كلمة تحدث فيها عن مهمة الملتقى الذي جرى العام الماضي والذي ركز على قضايا منع الإبادات، وجمع القوى الحضارية بهدف الانتصار على الجرائم ضد الإنسانية.

وأشار الى أن العام 2015 والذكرى المئوية تجسدت من خلال رسائل امتنان للعالم مؤكدين على أن أرمينيا كانت في طليعة النضال ضد جريمة الإبادة. وقال: “إن تطور العالم يشير الى أننا متشابكون، فشل أحدنا سيؤدي الى فشل الآخر، ومعاناة أحدنا سيؤدي الى معاناة الآخر. وينبغي أن يُنظر الى وقوع إبادة في أي مكان في العالم على أنها نتيجة لفشل المجتمع الدولي، وبالتالي فإن منعها هو مسؤولية الانسانية جمعاء. ولذلك ستتوجه أنظار الناجين والأجيال القادمة بطلب العدالة من المجتمع الدولي”.

وأكد أن هذا الملتقى سيكون فرصة لمناقشة قضايا هامة لإزالة عواقب الإبادة ومنعها.

كما أشار الى أن الإنكار يجسد انتهاك حقوق التذكر والمعرفة، مشيراً الى أهمية تسليط الضوء على الوثائق القانونية الدولية من ناحية التسوية القانونية لقضايا الناجين.

وقال سركيسيان: “إن الإدانة العادلة لأي جريمة تتطلب الاعتراف بحقوق المتضررين من خسائر وحرمان، بما فيهم الناجين، ولذلك ينبغي تأمين الآلية المثلى للاعتراف بالحقوق وتحقيق ذلك”.

وأشار الى أن قضية منع الإبادات تبقى قضية ملحة وعصرية، لأن الإرهاب ضرب في الآونة الأخيرة منطقة الشرق الأوسط من خلال الدولة الاسلامية، وقتل وقطع رؤوس أناس أبرياء.

 وقال متسائلاً: “ما هي المسؤولية التي تتحملها الدول الخاضعة للقانون الدولي لمنع جرائم مماثلة؟. ماذا تقولون عن دول أعضاء في هيئات دولية ووقعّت على اتفاقيات ومعاهدات إنسانية لكنها مازالت تساند الإرهابيين في الدولة الإسلامية؟”.

كما تطرق سركيسيان الى الاشتباكات التي جرت في كاراباخ مؤخراً بتحريض من تركيا. وأكد أنه ينبغي علينا وعلى المجتمع الدولي استقصاء كل ظواهر الإبادات بسرعة، وإلا سنضطر الى إزالة العواقب غير المنظورة، وسنستمر في التصالح مع الجرائم النابعة من الحقد؛ ومنها الإرهاب.

وأشار في النهاية الى أن الشعب الأرمني أرسل رسالة امتنان الى العالم، وتم إطلاق مبادرة “100 حياة” وجائزة “أفرورا” للإعراب عن الامتنان للذين أنقذوا حياة الأرمن.

وزير ونائبان…سابقة في تمثيل السوريين الأرمن…

$
0
0

 13077165_1319246978101944_1096100531_n

بقلم : ليـون زكـي

لم يسبق للسلطة ولأنظمة الحكم في سورية منذ عهد الاستقلال عن فرنسا أن مثلت السوريين الأرمن بوزير في الحكومة ونائبين في البرلمان دفعة واحدة كما هو الحال راهناً، ولذلك دلالات ومؤشرات لا يمكن التكهن أو الإحاطة بها في مثل هذا التوقيت الذي يشهد تجاذبات سياسية ربما لها علاقة بما يجري الترويج أو التسويق له عن مبدأ “المحاصصة السياسية” المعدل بنسخته اللبنانية، والذي لا زال مجرد تسريبات عن مشاورات روسية أمريكية لفرض أمر واقع لإيجاد مخرج للأزمة السورية بعد أكثر من خمس سنوات من عمر صراعاتها الدامية.

وعلى كل حال، فالمحاصصة، وبغض النظر عن مدى صدقيتها وإمكانية تطبيقها على الواقع السوري بخصوصيته وتشعباته، ليست مجال توافقنا نحن السوريين الأرمن كي نتبناها أو حتى نخوض فيها وليست مبعث حديثي في هذه العجالة حتى أبني عليها التحليلات والنتائج.

أفصحت نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة عن فوز جيرار رئيسيان ونورا أريسيان بمقعدين برلمانيين عن السوريين الأرمن أضيفا إلى حقيبة وزارة شؤون البيئة التي تتولى مهامها ولدورتين متعاقبتين الوزيرة نظيرة سركيس، الأمر الذي حمل السوريين من أصل أرميني مسؤولية كبيرة تتخطى التمثيل إلى المشاركة بحق في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية السورية الأرمنية إلى مستوى يوازي أو يفوق نظيرتها الاجتماعية والمساهمة في إيجاد الحلول لما تعانيه البلاد من ويلات لحقن دماء السوريين وبلورة المستقبل الذي يليق بهم سادة للمنطقة لا أتباع مقهورين وفاقدي الإرادة والفعالية.

لقد حفز تعيين وزراء ومسؤولين من السوريين الأرمن في الحكومات السورية في خمسينات القرن الماضي ثم وزراء ونواب بعد ٧٠ عاماً على مشاركتهم في الحياة العامة كعهدهم منذ استيطانهم في سورية ومعاملتهم مثل أبنائها حين نزوحهم إليها إبان الإبادة الأرمنية على يد الطغمة الحاكمة من الأتراك سنة ۱۹۱٥. وعلى اعتبار أنهم ليسوا وافدين جدد إلى البلاد لأنهم قدموا إليها واستوطنوها منذ القرن الخامس قبل الميلاد، يحتم ذلك عليهم تمسكهم بأرضهم وموطنهم سورية على الرغم من نوائب الدهر وتقلبات الأزمة الحالية التي هجرت من هجرت منهم وقضت على آمال وممتلكات الكثيرين.

ما يجب التأكيد عليه أن السوريين من أصل أرمني هم مواطنون أصلاء لهم ما لهم وعليهم ما عليهم حيال بلدهم الأول سورية الذي لا مثيل له ولا بديل عنه، ولم يبخلوا يوماً في تقديم الغالي والنفيس لخدمته بجد وتفان وإخلاص، وما فعلته الأزمة بهم من تنكيل وتهجير فلأنهم الحلقة الأضعف من مكونات المجتمع السوري الذي احتضنهم على الدوام ولا زالوا يراهنون على أنه سيظل موطنهم النهائي الذي سيحتضنهم مستقبلاً كما عهدوا دائماً من أخوتهم في التراب والمصير من باقي فسيفساء المجتمع أغلبيته وأقلياته.

٢٤ نيسان ١٩١٥ –٢٤ نيسان ٢٠١٦ ذكرى الإبادة الأرمنية

$
0
0

 13100969_1319250121434963_842702683_n

يقول جان جاك روسو (حين أرى الظلم في هذا العالم …..أسلّي نفسي دوماً بالتفكير في أن هناك جهنّم تنتظر هولاء الظالمين). جملة أطلقها روسو ولم يكن يقصد بها ظالماً معيناً أو فاجراً دون غيره من الفجار.

لما؟ ألأن روسو أراد نصرة الإنسان في كل مكان وزمان ، دون أي اعتبار للون والجنس ولا للغة ولا للطائفية! . إنه ليس من السهل على الإطلاق أن يُحكمَ بالإبادة والموت على شعب بأكمله أو على أمةٍ بأسرها .

هذا ما شهدهُ النصف الأول من القرن العشرين بحق الشعب الأرمني على أيدي العثمانيين (الطورانيين) . فقد تعرض هذا الشعب لشتى أنواع القهر والتنكيل وتعرضت حياته لأخطر إبادة جماعية.

لقد قام الإتحاديون الأتراك ومن قبلهم (الفرسان الحميدية) بعمليات إبادة وحشية ليس لها مثيل ، يصعب على المرء تخيُلها حتى أنها حصدت أرواح مليون ونصف المليون شهيد أرمني .

ولذلك أصبحت قضية هذا الشعب أمانة غالية في أعناق أبناء الإنسانية جمعاء . وإنه من الولاء والإحترام المحافظة على قدسية هذه الأمانة، ولا يسعنا إلا أن نتقدم من الشعوب الإنسانية عامة والشعب الأرمني الشقيق خاصة بكل عبارات الآسى والتقدير، لما عانه هذا الشعب ، ولما كان له من استمرارية في الوجود والحياة كأمّة تحمل قضية عادلة ومحقة ، ولما لا فالتاريخ يؤكد ذلك .

آملين من الله أن يبارك وحدة هذا الشعب .

ذكرى الشهادة الأرمنية المجيدة ٢٤ نيسان ٢٠١٦

محمد عفان

لبنان

شكراً سورية.. أمسية للجنة المركزية لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية بدار الأوبرا في دمشق

$
0
0

13089997_1319252464768062_412112410_n

أفادت وكالة سانا للأنباء أن اللجنة المركزية لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية أقامت أمسية بعنوان “شكرا سورية” في دار الأوبرا بدمشق إحياء للذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الجماعية التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن وراح ضحيتها أكثر من 5ر1 مليون شخص.

وفي كلمة له خلال الأمسية أكد السفير الأرميني بدمشق الدكتور أرشاك بولاديان أن “سورية احتضنت الأرمن برحابة صدر وقدمت لهم جميع وسائل الحياة حينما أرغمتهم الدولة العثمانية على ترك أرضهم” لافتا إلى أن الأرمن “يشكلون الآن جزءا لا يتجزأ من الفسيفساء السوري”.

وأوضح بولاديان أن الحكومة التركية لا تزال ترفض الاعتراف بالإبادة الأرمنية رغم اعتراف العديد من الدول والمنظمات الدولية بها و”التغيرات الإيجابية في الأوساط الدولية تجاهها”.

بدوره أشار رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك بدمشق المطران جوزيف أرناؤوطي إلى العلاقات السورية الأرمينية بجذورها العميقة مبينا أن الأرمن يقدرون استقبالهم الجماعي ويكنون أسمى آيات الشكر لسورية على احتضانها لهم خلال المجزرة.

ولفت أرناؤوطي إلى أن الأرمن كان لهم دور إيجابي في سورية حيث شاركوا في بنائها في جميع المجالات كما أنها وفرت لهم فرص الحياة وحافظت على تراثهم ولغتهم مؤكدا أن التاريخ يعيد نفسه فمن ارتكب مجازر بحق الأرمن منذ 100 عام يشعل فتيل الإرهاب بسورية اليوم.

من جانبه أكد مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها أرماش نالبنديان أن الأرمن كانوا ولا يزالون مخلصين لسورية مشيرا إلى أنهم يقفون اليوم إلى جانبها ويشاركون شعبها التضحيات في وجه الإرهاب الذي يدعمه العثمانيون الجدد.

بدوره قال عضو مجلس الشعب الدكتور نبيل طعمة “إن الشعب الأرميني أبدع للبشرية وأثر فيها.. فهو من قاوم بثقافته المتنوعة” لافتا إلى ضرورة التأكيد على الحقوق الكاملة للأرمن والاعتراف بالمجازر التي ارتكبت بحقهم لأن الصمت عليها يسهم بتكرارها وهو ما يحصل في سورية.

وتخلل الأمسية عرض أفلام وثائقية حول تصريحات لشخصيات عربية حول الإبادة الأرمنية وصور للمجزرة واستقبال المهجرين الأرمن في سورية وللنصب التذكارية للإبادة في دمشق وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة.

وتم تقديم دروع لرئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ووزير الثقافة عصام خليل ووزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس وللسفير الأرميني ولمطرانيتي الأرمن الأرثوذكس والكاثوليك بدمشق.

كما تم توزيع كتاب “شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية” من إعداد ومراجعة ودراسة السفير الأرميني بدمشق الذي صدر هذا العام عن دار الشرق للطباعة والنشر.

حضر الأمسية عدد من أعضاء مجلس الشعب وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق ورجال الدين المسيحي وفعاليات ثقافية.

وأقيم بهذه المناسبة صباح اليوم قداس الهي في مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها في باب شرقي وآخر في مطرانية الأرمن الكاثوليك بباب توما.

وجرت الإبادة الأرمنية بين عامي 1915 و 1923 وشملت عمليات قتل وذبح وإبادة بحق الشعب الأرمني كانت ذروتها في 24 نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قرارا يقضي بابادة الأرمن وترحيل القاطنين منهم في الإمبراطورية العثمانية وفق مرسوم حكومي.

يذكر أن أرمينيا أعلنت في الـ 23 من نيسان العام الماضي شهداء الإبادة الأرمنية المليون ونصف المليون الذين سقطوا من أجل إيمانهم بالوطن قديسين لتضع دمشق في الـ 26 من الشهر ذاته حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين في الساحة التي تحمل اسمهم والمجاورة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قرب قوس باب شرقي بدمشق.

 

قداس في بيروت إحياء للذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الجماعية بحق الأرمن

$
0
0

13059897_1319780734715235_1481386335_n

أقيم في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس (لبنان) قداس إحياء للذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الأرمنية التي ارتكبها العثمانيون وراح ضحيتها مليون ونصف المليون شخص.

وجدد كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول في عظة أمام النصب التذكاري لشهداء الإبادة الجماعية الأرمنية عزم الأرمن على مواصلة النضال والمطالبة باسترجاع حقوقهم المغتصبة وإجبار أحفاد العثمانيين على الاعتراف بجرائمهم ورفضهم الاستسلام أو المساومة على حساب قضيتهم وحقوقهم.

وقال الكاثوليكوس آرام الأول إن “المغتصب والمجرم نفسه يستمر اليوم بإبادته الجماعية والتنكيل بحق الشعب الأرمني بأشكال وطرق مختلفة لأن استمرار إنكار حقيقة المجازر المخططة والمنفذة في العام 1915 على يد الدولة العثمانية التركية من قبل أحفاد طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا السفاح إبادة بحد ذاتها”.

واستهجن الارتكابات والخطابات “المليئة بالحقد والعدائية” تجاه الأرمن لحكام تركيا الحالية متسائلا “أليست الحملة الإعلامية التي تقوم بها الحكومة التركية الحالية في المحافل الدولية والرأي العام العالمي تشكل إبادة بحد ذاتها” وكذلك استمرارها بمصادرة واغتصاب كنائسنا وأديرتنا والاملاك الوقفية والمؤسسات الدينية وغير الدينية والممتلكات الفردية والجماعية.

كما استنكر مواقف بعض الدول “الخجولة” حيال ما جرى في إقليم ناغورني قره باغ مطلع الشهر الجاري مؤكدا أن النظام التركي الحالي يواصل سياسات محاولة “محو الشعب الأرميني من الوجود ومحو أرمينيا من الخريطة العالمية ورميها في أرشيف التاريخ”.

بدورها أحيت بطريركية الأرمن الكاثوليك الذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الأرمنية بقداس ترأسه البطريرك غريغور بدروس العشرين.

وقال المطران جورج أسادوريان في عظته “نحن مدعوون اليوم لنشهد أمام العالم بأن قضيتنا لم ولن تموت فعلى الرغم من مرور 101 عام على المجازر ضد الأرمن والمسيحيين ها نحن اليوم نرفع علمنا الأرمني في المحافل الدولية لنقول إنه لدينا قضية مهمة قائمة ومستمرة” مؤكدا أن هذا التجمع اليوم هو شهادة ووقفة استذكار للإبادة التي وقعت ضد اجدادنا من قبل السلطات العثمانية.

وأضاف “إن استمرارنا في مطالبتنا بالحقيقة عبر المنابر السياسية والعالمية هو شهادتنا للاستمرار في المدافعة عن حقوقنا في أرمينيا وقره باغ”.

يذكر أن تركيا ارتكبت فى عهد العثمانية البائدة جرائم ابادة جماعية يندى لها جبين البشرية بحق الارمن خلال الفترة بين 1915و1923 وشملت عمليات قتل وذبح وابادة وكانت ذروتها في 24 نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قرارا يقضي بإبادة الأرمن وترحيل القاطنين منهم في الإمبراطورية العثمانية”.

سانا

 

Viewing all 6778 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>