Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6798 articles
Browse latest View live

الأحزاب الأرمنية أحيت في ساحة الشهداء ذكرى الابادة: بعد 101 سنة لا يزال الأرمن يطالبون تركيا بالاعتراف والتعويض وتحقيق العدالة

$
0
0

13081836_1319780808048561_1484525041_n 

ذكرت الوكالة الوطنية للانباء أن الأحزاب الأرمنية الثلاثة في لبنان: الطاشناق والهنشاك والرامغفار، أحيت الذكرى الأولى بعد المئة للابادة الأرمنية، بمهرجان أقامته في ساحة الشهداء، في حضور رجال دين ووزراء ونواب وحشد كبير من الشخصيات الدينية والحزبية والسياسية والثقافية والاجتماعية، والالاف من أبناء الطائفة الارمنية.

استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والأرمني، ثم ألقت تسولير طالاتينيان كلمة الاحزب الارمنية الثلاثة، فأكدت أن “الشعب الأرمني في الذكرى الأولى بعد المئة، لا يزال يطالب تركيا بالاعتراف والتعويض واحقاق الحق وتحقيق العدالة”، معتبرة ان “طريق الاعتراف اليوم قطع شوطا كبيرا سالكا باتجاه التعويض”.

وأضافت: “فيما تزال تركيا تتابع سياسة الانكار، اذربيجان وبدعم من تركيا تستمر بسياسة الهجوم والاستيلاء، وتحاول نقل حل النزاع حول قضية كاراباغ من طاولة المفاوضات السلمية الى ساحة المعركة. كما تستمر اذربيجان بخرق الهدنة التي تم الاتفاق عليها في العام 1994 بينها وبين جمهورية ارمينيا وكاراباغ. وتسير اذربيجان على خطى “اخيها الكبير” تركيا من خلال تضليل الحقائق والوقائع والهجوم على الابرياء العزل قبل المراكز العسكرية ومواقع جيش جمهورية كاراباغ”.

ولفتت الى ان “هذه السنة تصادف مئوية المجاعة التي سببتها تركيا في لبنان، وذهب ضحيتها عدد كبير من اللبنانيين”، معتبرة ان “سياسة تركيا المتبعة اليوم سببت مشاكل للمنطقة برمتها، وهي لن تستطيع ان تتجنب دفع ثمن اراقة دماء الابرياء الذين ابيدوا على يدها”.

وختمت بالقول: “الشعب الأرمني يؤكد ان السنوات التي تتوالى لا يمكنها ان تنال من عزيمة الشعب الأرمني وحقه ومطالبته بالعدالة، وسيستمر بنضاله حتى اعتراف تركيا بالواقع التاريخي والتعويض واعادة الحق لاصحابه”.
بعدها، كانت كلمة لعضو اللجنة المركزية لحزب “الطاشناق” هاغوب هاواتيان، تطرق فيها الى “اهمية مسيرة النضال التي يخوضها الشعب الارمني”، وقال: “ان تركيا تتقدم في المنطقة بوجه جديد، لكن بالنهج الاجرامي ذاته بدعمها ومساندتها للمجموعات الارهابية، وهي تكمل بقمع حريات مواطنيها، واصبحت شريكة اذربيجان ورعت الهجوم على شعب كاراباغ، الذي ذكر بالابادة الارمنية”.

واكد ان “الشعب الارمني اليوم، اقوى من اي وقت، وهو متمسك بقيضته ونضاله ومستعد لمواجهة كل انواع التسويات”، رغم الانكار التركي للابادة”، معتبرا ان “الشعب التركي يدرك الحقيقة الكاملة، مهما حاولت السلطات اخفاء الحقيقة من برنامجها التربوية، وهذه الابادة تعد عارا على جبين تركيا، التي تحاول تقديم ذرائع غير مقنعة ومفبركة”، منددا ب”هذا الاسلوب”، معربا عن “فخره بالشهداء الذين ضحوا في سبيل القضية”.

والقى ممثل حزب الهنشاك قيومجيان كلمة، شدد فيها على ان “النضال مستمر، طالما تركيا تتابع سياسة الانكار وترفض التعويض”، مركزا على ان “النضال يستمر بوحدة الشعب الارمني”.

وقال: “إن ارواح شهدائنا، لن ترتاح طالما اراضينا وكنائسنا ومدارسنا وبيوتنا محتلة من قبل المجرمين الاتراك، ولو تم الاعتراف بالمجازر الارمنية، لما كان العالم اليوم يشاهد الفظاعات، التي ترتكب بحق المسيحيين في العراق وسوريا، الذين يعانون من ازمة حقيقية”.

ودعا المعنيين الى “ادانة الابادة الارمنية، لتعيش منطقة الشرق الاوسط بسلام”، خاتما “بلا عدالة بلا الاعتراف بالابادة والتعويض للشعب الارمني، المنطقة ستشهد المزيد من الجرائم اللاانسانية والازمة ستتفاقم”.

بدوره، اوضح ممثل حزب الرامغافار هاكوبيان ان “الشعب الارمني تشبث بالحياة، رغم مرور مئة سنة وسنة على الابادة، التي هدفت الى ابادة الامة الارمنية”، لافتا الى ان “ذاكرة الشعب الارمني لا تزال تتذكر كل المأساة، التي حدثت له ومقتنع باحقية مطالبته بالعدالة”.

واشار الى ان “اذربيجان تحاول اليوم مساندة تركيا بارتكاب العنف في كاراباغ، مسببة بسقوط ضحايا ابرياء”، خاتما بالتشديد على ان “للشعب حق تقرير مصيره في جمهورية كاراباغ”.

وتخلل المهرجان، مشاركة لكورال “الفيحاء” واغان ارمنية وقصائد شعرية.

 


الشريف حسين: حافظوا على الأرمن كما تحافظون على أنفسكم

$
0
0

13059724_1319785004714808_1666088162_n 

نشرت “وكالة بترا” الأردنية مقالاً أوضحت فيه عن الوثيقة التاريخية للشريف الحسين بن علي التي تظهر طلبه من أمراء شيوخ شمر المحافظة على الطائفة الأرمنية التي لجأت إليهم ومساعدتهم في كل أمورهم وتسهيل احتياجاتهم .
وفيما يلي نص الوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم الديوان الهاشمي من الحسين بن علي ..

ملك البلاد العربية وشريف مكَة وأميرها الى الأمراء الأجلاء الأماجد:

الأمير فيصل والأمير عبد العزيز الجربا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد صدرت الأحرف من أم القرى بــتاريخ 18 رجب 1336 نحمد الله الذي لا إله الإ هو اليكم ثم نصلي ونسلم على نبيه وآله وصحبه وسلم ونخبركم بأنا والثناء له تبارك وتعالى بصحة وعافية ونعمة من فضله صافية وافية أسبل الله علينا وأياكم سوابغ نعمه وأن المرغوب بتحريره المحافظة على كل من تخلف أطرافكم وجهاتكم وبين عشائركم من الطائفة اليعقوبية الأرمنية تساعدوهم على كل أمورهم وتحافظون عليهم كما تحافظون على أنفسكم وأموالكم وأبنائكم وتسهلون كل مايحتاجون اليه في ظعنهم وإقامتهم فأنهم أهل ذمة المسلمين والذين قال فيهم صلوات الله عليه وسلامه من أخذ عليهم عقال بعير كنت خصيمه يوم القيامة وهذا من أهم ما نكلفكم به وننتظره من شيمكم وهممكم والله يتولانا وأياكم بتوفيقه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــه.

الحسين بن علي.(بترا)

إبادةُ الأرمن …بقلم م. علي الشيخ

$
0
0

13077387_1320040348022607_6198260_n 

في نيسان من كلّ عام يحتفل أحفاد القدّيس “ميسروب ماشدوتس” بذكرى (الفاجعة الكبرى). حيث يستذكر الأرمن، ومن ورائهم كلّ الأحرار في العالم هذا الحدث بمزيد من الألم والحزن والحسرة.

في 24 نيسان عام 1915 قامت حكومة الاتّحاد والتّرقيّ  -الوريث الشّرعيّ للسّلطنة العثمانيّة- ببدء الإبادة الجماعيّة النّموذجيّة للأرمن على أراضي أرمينيا الغربيّة وآسيا الوسطى، حيث تمّ القبض على صفوة رجال الأرمن، وتصفيتهم، وتهجير الشّعب الأرمنيّ بأكمله، ومصادرة أمواله و أملاكه.

كان إجراماً و قتلاً ممنهجاً بلا رحمة حتّى بالأطفال الرّضّع. اغتُصبت النّساء بوحشيّة أمام الآباء والأمّهات، و بُقرت بطونهنّ بحجّة البحث عن الذّهب المخبّأ، وما خفي كان أعظم.

كانت طرق قوافل المهجّرين عبر الجبال و الوديان والصّحارى مليئة بالجثث و الهياكل العظميّة. قوافل من الأبرياء ينهشهم الجوع والمرض و الخوف. تَخَطَّفَ الموت أغلبهم.

لقد ذكرت بعض المصادر أنّ عدد الأرمن على أرض السّلطنة العثمانيّة كان يربو على 2.5 مليون نسمة. قتل منهم حوالي 1.5 مليون شخص في هذه الكارثة، و الباقي من النّاجين لجأ إلى القوقاز والعراق وسوريا ولبنان ومصر.

أفرز مؤتمر “سالونيك” لحزب الاتّحاد والتّرقيّ عام 1910 قراراً بحظر الأحزاب السّياسيّة غير التّركيّة، والعزم على التّخلّص من القوميّات غير التّركيّة، فكانت الخطوة الأولى في اتّجاه المجزرة الكبرى. أجل هذا ما قامت به العنصريّة الطّورانيّة بشوفينيّة دنيئة، لأنّها أرادتها أرضاً لهم وحدهم، الأتراك فقط، دون غيرهم. هذا هو فكر و ديدن تلك القبائل الهمجيّة التي طرأت على هذه الجغرافيا من أواسط آسيا. اغتصبت و قتلت و هجّرت الشّعوبَ بوحشيّة غير مسبوقة، كما لو كانت لعنة “زيوس”، فحوّلتها إلى واقع من العبيد و القيان والجواري والشّهداء. فمذابح الآشوريّين و العرب واليونانيّين و الصّرب شاهدة على بربريّتهم. و مازال هؤلاء السّلاجقة حتّى اليوم جسماً غريباً في المنطقة يناصبون جميع من حولهم العداء. ولعلّ اغتيال الصّحفيّ (هرانك دينك) -أبرز الأرمن الأتراك- منذ بضع سنوات،  يثبت بما لا يرقى له الشّكّ أنّ آلة الإجرام السّلجوقيّة، لم ولن تتوقّف، و ذهنيّة الإرهاب و الوحشيّة، ما هي إلا عنوان لقوميّة حملت جيناتها تعاليم الشّيطان.

“بعد كلّ ما حدث، من يذكر اليوم الإبادة الأرمنيّة؟!”. هذا ما قاله هتلر لجنوده يحثّهم على القتال قبيل الهجوم على بولندا عام 1939. يدعوهم إلى الارتكاب و الإجرام بلا رحمة، ولا خوف، لأنّ الأتراك قد نجوا بفعلتهم فيما سبق على حدّ زعمه.

عذراً أيّها الزّعيم، لن ننسى مادام جبل (آرارات) شامخاً.. لن ننسى، فللتّاريخ وجدان يحاكم الأمم، يوصِّفُ، يفرز ويحاكم بلا شفقة أو مواربة.

مع بدء القرن الثّاني من عمر هذه المجزرة لا زالت هناك بلدان كثيرة لم تعترف بعد بهذه الجريمة الاستثنائيّة, لتبقى وصمة عار على جبين البشريّة. ولكنّ الحقّ آتٍ لا محالة، فالعدالة الإلهيّة، و حتميّة التّاريخ لن تُسقط هذا القدر، وستناضل الأجيال حتّى تتمّ معاقبة هؤلاء الشّياطين المجرمين، فترتاح أرواح الشّهداء، و يُرَدُّ الاعتبار الأخلاقيّ لأمّة تعرّضت لمحاولة إفناء منظّم و مدبّر. أرادوا صلبها، لكنّهم لم يدركوا أنّ هناك قيامة مجيدة بعد الصّلب.

في ذكرى مذابح إبادة الأرمن تركيا و«إسرائيل» وأدواتهما… غريزة إجرام وقتل وإرهاب

$
0
0

13090502_1320041014689207_409188059_n

جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن وآخرين، ما يقارب المليون أرمني، ونصف مليون من السريان والكلدان والآشوريين واليونانيين ، لا تزال تتصدّر المذابح ضدّ الإنسانية، توازيها المذابح والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضدّ شعبنا، خصوصاً في فلسطين ولبنان.

الناجون الأرمن من مذابح الإبادة، وثّقوا هذه المذابح، بالمعلومة والصورة، وجسّدوها مشهدية إنسانية، استعصت على كلّ محاولات الطمس والتعمية والتجهيل والنكران، وصارت جزءاً من ذاكرة الأجيال، جيلاً بعد جيل.

نجح الأرمن في إبقاء جريمة إبادتهم، حيّة في الوجدان الجمعي، واعترفت دول عديدة في العالم بأنّ ما حصل ضدّ الأرمن وغيرهم، هو جريمة إبادة جماعية، في حين أنّ الجزار التركي لا يزال يمارس عتوّه بالنكران تهرّباً من التبعات، وليس تهيّباً من كونه مجرماً قاتلاً، لأنّ غريزة الإجرام والقتل لازمت تاريخه، وتلازم حاضره من خلال احتضانه ودعمه للمجموعات الإرهابية المتطرفة، داعش والنصرة وأخواتهما .

تركيا الآن، هي نفسها قبل مئة عام، تقلّصت، لكنها لم تتغيّر، ولم تتبدّل. فالعثمانيون الجدد استعادوا موروث الدولة العثمانية، بآثامه وإجرامه كلهما، فهم يجرّمون في قوانينهم الدول التي تعترف بحقيقة إجرامهم، ويمارسون أساليب الإبادة ذاتها ضدّ الإنسانية، من خلال اشتراكهم الفعلي في الحرب الإرهابية ضدّ سورية والسوريين!

جرائم الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين، لم تبدأ بواقعة تنفيذ الإعدامات الجماعية بحق مجموعات كبيرة من أعيان الأرمن في اسطنبول قبل مئة عام وعام، بل تعود إلى ما قبل 125 عاماً، واستمرّت على مدى ربع قرن من الزمن، إلاّ أنها تكرّست في العام 1915 جرائم إبادية. واليوم تواصل تركيا الأردوغانية ارتكاب المذابح بحق السوريين منذ خمسة أعوام، ما يجعل منها دولة مجرمة، إرهابية، معادية للإنسانية جمعاء.

ولأنّ إجرام هذه الدولة لا يتوقف عند حدود، فإنّ جريمة سلطان الدولة العثمانية بحق «تنابله» تتكرّر اليوم مع النازحين السوريين!

الرواية تقول، إنّ السلطان العثماني أمر بقتل «تنابله» الذين لا يعملون، فجمعهم في منطقة معينة، ووعدهم بالمأوى والمأكل والمشرب، ولمّا اجتمعوا أضرم النار بشكل دوائر حلزونية، حتى إذا وجد بينهم أشخاص ليسوا «تنابلَ» يتمكّنون من الهرب!

واليوم، فإنّ السلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان، يحرق النازحين السوريين بالطريقة نفسها، فعلى اسمهم يستحصل على الأموال الطائلة من الاتحاد الأوروبي، ويحاصرهم بنار أسلحته في مناطق معينة، على طريقة الدوائر الحلزونية، بحيث إذا أراد أيّ نازح الهرب من نار الحصار التركي، فيجب أن تكون وجهته المجموعات الإرهابية.

«الفرمانات» التي كان يصدرها للعلن السلطان العثماني قبل قرن ونيّف من الزمن، كان يتقصّد منها إظهار معارضته هجرة اليهود إلى فلسطين، لكن عشرات اللقاءات التي كان يعقدها مع الإرهابي تيودور هرتزل وتزايد هجرة اليهود إلى فلسطين في تلك المرحلة، تؤكد مشاركة وتواطؤ الدولة العثمانية في تمكين اليهود من احتلال فلسطين.

وعلى خطى السلطان العثماني «قاتل الأرمن»، يسير أردوغان «قاتل السوريين». في العلن مثّل أردوغان مسرحيته الشهيرة في العام 2009 على خشبة مسرح منتدى دافوس الاقتصادي، فخرج من المنتدى متذرّعاً بأنه غاضب من تصريحات الإرهابي شيمون بيريس، وأنه نصير فلسطين والفلسطينيين، واستتبع ذلك بمسرحية رفع سقف التهديد والوعيد ضدّ «إسرائيل» على خلفية مجزرة سفينة مرمرة 2010، لكنه حتى اليوم لم ينفذ شيئاً من أقواله، رغم أنّ معظم ضحايا السفينة هم من الأتراك. لكن في حقيقة الأمر استثمر هذه المسرحيات الاستعراضية للبدء بعمليات قتل السوريين وتدمير سورية منذ العام 2011. في حين أنّ العلاقات التركية ــــ الصهيونية، والاتفاقات المشتركة لم تتأثر بشيء، إذ بقي التنسيق والتعاون قائماً بتفاصيله كلها، إضافة إلى تنسيق المواقف وتقديم الدعم اللوجستي والتغطية المباشرة للمجموعات الإرهابية المتطرفة. فما بين تركيا و«إسرائيل» قاسم مشترك، هو غريزة المذابح والمجازر والإرهاب والإبادة.

ما تعرّض له الأرمن، وما تعرّض له السريان والكلدان والآشوريون واليونانيون من مذابح إبادة ارتكبتها السلطنة العثمانية قبل قرن ونيّف، يتكرّر من خلال الحرب الإرهابية التي تشنّ على بلادنا في الشام والعراق وتستهدف الشرائح الاجتماعية كلّها.

بالإرادة والتصميم والكفاح انتصر الأرمن على وحشية القاتل والجزار وعلى كلّ محاولات طمس حقيقة المذبحة الإبادية التي استهدفتهم، وتكريسها قضية إنسانية بامتياز، تقضّ مضجع القاتل التركي.

أما معظم العرب، فقد تخلّوا عن فلسطين والفلسطينيين، ومسحوا من ذاكرتهم مذابح الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين في دير ياسين وبحر البقر وقانا ومئات المذابح الأخرى، وصارت سورية والعراق ساح معاركهم، يجزّون الرقاب بسيوفهم ويطعنون الصدور بخناجرهم، لمصلحة العدو «الإسرائيلي».

لا يموت حق وراءه مطالب. هذا ما رسّخه الأرمن، وهذا ما ترسخه دول المقاومة وأحزابها وقواها في أمتنا.

مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي

معن حميّة

شبكة الوحدة الاخبارية

 

أكبر مشروع علمي عن الإبادة الأرمنية في العالم

$
0
0

13090428_1320044684688840_1904437973_n
عطا درغام

أقدم مجلس إدارة جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية في عام 2001 على تبني مشروع عنوانه “أرمينيا والأرمن في الصحافة العربية 1876- 1923 ” .

ويهدف المشروع إلى تدوين حقبة مهمة في التاريخ الحديث والمعاصر للشعب الأرمني استناداً إلى ما ورد في دوريات الصحافة المصرية والعربية بدار الكتب المصرية.

وقد أسندت الجمعية تنفيذ هذه المهمة إلي فريق بحثي برئاسة الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد كلية الآداب جامعة دمنهور ويعاونه كل من الدكتورة سحر حسن والباحثان علي ثابت صبري وعطا درغام.
قام فريق البحث خلال عشر سنوات بتمشيط ومسح مجموعات الدوريات المنشورة باللغة العربية والمحفوظة في دار الكتب المصرية، وقد بلغ عدد الدورات التي تم تصويرها والاستفادة من محتواها 383 دورية فيما يخص الحقبة الزمنية سالفة الذكر.

وأسفرت نتيجة البحث عن تصوير 36 ألف نص يتحدث عن أرمينيا والأرمن ، وقد اُستخدم في المجلدات الخاصة بهذا الإصدار ” القضية الأرمنية في الصحافة العربية 1876-192 ” المادة المستقاة من 253 دورية عربية . أما المتبقية فإنها ستُستخدم في مجموعات أخري من الإصدارات التي ستغطي نشاط أعلام الأرمن في مصر لبيان الدور المهم الذي لعبه الأرمن المصريون في التاريخ المصري الحديث.

وقد تم تقسيم الفترة التاريخية الخاصة بالقضية الأرمنية في الصحافة العربية 1876-1923 ” إلى المراحل التالية :
1- 1876-1893 التدويل والإصلاحات

2- 1894-1896المذابح الحميدية

3- 1897- 1908 الأرمن وتركيا الفتاة

4- 1909 مذابح أضنة

5- 1910-1914 مشروع الإصلاحات

6- 1915-1916 الإبادة الكبرى

7- 1918-1923 الاتفاقيات والمعاهدات

وسيتم تقديم كل مرحلة في مجلد أو اثنين حسب حجم المادة المنشورة، ومما سيؤكد أهمية هذه المجلدات تعلل تركيا المعاصرة بأكاذيب تحاول الترويج لها ، ومن هذه الأكاذيب أن المعلومات القائمة في أرشيفات الدول التي اشتركت في الحرب العالمية الأولي سواء من حلفاء الدولة العثمانية أو أعدائها رصدها ودونها مراسلو صحف وقناصل وساسة من (المسيحيين) المتحاملين ضد الإسلام، وذلك في محاولة فاشلة لإعطاء صبغة دينية لمشكلة مزمنة قوامها التطهير العرقي ثم الإبادة سعياً للاستيلاء علي الأراضي التاريخية الأرمنية.

وقد فنّد كثير من الباحثين والمؤرخين المتخصصين الادعاءات التركية الكاذبة. وتتجاهل تركيا القرار الذي أصدره أعضاء الاتحاد الدولي لعلماء الإبادة بالإجماع بأن ما تعرض له الأرمن خلال الحرب العالمية الأولي يُعد إبادة حسب المعايير الواردة في “اتفاقية الأمم المتحدة لمنع إبادة الجنس والمعاقبة عليها” الصادرة في 9 ديسمبر 1948.
وتقدم هذه المجلدات إلى القارئ العربي الحقيقة المجردة من واقع ما تركه الكتّاب والمحللون والمراسلون العرب (المسلمون) الذين عاصروا الأحداث ودوّنوا بصدق وأمانة حقيقة ما حدث للأرمن من خلال الحرب العالمية الأولي والأربعة عقود السابقة عليها علي يد الدولة التركية.

والأمل أن يقتنع المجتمع التركي المعاصر بصفة عامة وقياداته السياسية بصفة خاصة، بالحقيقة المُستقاة من المصادر المصرية والعربية .

يستعرض هذا الجزء النصوص التي نشرتها الصحافة العربية عن نشأة ” القضية الأرمنية” وملابساتها وتطوراتها وتداعياتها في الدولة العثمانية خلال الفترة الممتدة منذ عام 1876- وحتي عام 1893 ؛ أي منذ اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني ( 1842- 1918 ) سدة الحكم في 31 أغسطس 1876 وحتي نهاية عام 1893 الذي شهد اختمار تأزيم المشهد الأرمني- العثماني ووقوفه علي أعتاب المذابح المباشرة والعلانية والجماعية.

ورغم قلة عدد الدوريات الصادرة باللغة العربية وقتذاك ، فإن النصوص الواردة فيها قد مسّت القضية الأرمنية من وجوه شتي منذ اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني الحكم ( 1876) وحتى عشية المذابح الحميدية (1894-1896).
ففي عام (1876) أسس رزق الله حسون الأرمني الحلبي جريدة “مرآة الأحوال في السياسة والأخلاق” الأسبوعية بلندن.وتُعد أول جريدة باللغة العربية تصدر في أوريا، وركزّت سياستها التحريرية علي معارضة النظام الحميدي الحاكم وممالأة المصالح البريطانية.

وفي عام 1877 ، أسس چون لويس صابونجي مجلة ” النحلة” نصف الشهرية بلندن. وعكست المصالح البريطانية في الدولة العثمانية ومواجهة الطموحات الروسية.

وفي الإسكندرية، أسس الأخوان سليم وبشارة تقلا جريدة ( الأهرام) الأسبوعية (1877-1880) ثم اليومية بالإسكندرية (1880 -1899 ). وقد صبّت سياستها التحريرية في خدمة الدولة العثمانية وفرنسا، وأوردت أخباراً ومقالات مؤازرة نسبياً للشأن الأرمني .وفي الثغر السكندري أيضا،أسس سليم نقاش جريدة ” العصر الجديد” الأسبوعية في عام 1880، وقد اتسمت نسبياً بنزعة انتقاديه للنظام العثماني. وفي القاهرة، أسس كل من جندي إبراهيم ميخائيل عبد السيد جريدة ” الوطن ” اليومية عام 1877 ، واهتمت أساساً بالأقباط وعموم الطوائف المسيحية. وفي عام 1886 ، أسس محمد فهمي جريدة ” القاهرة ” اليومية بالقاهرة، وثبت توجهاتها بالأساس لخدمة النظام العثماني والدفاع عنه باستماتة.

وقد شهد عام 1889 ميلاد جريدة ” المقطم” اليومية بالقاهرة علي أيدي يعقوب صروف وشبلي شميل وفارس نمر ، وكذا، جريدة ” المؤيد” القاهرية علي يدي علي يوسف.ولكن ، بينما سارت ” المقطم ” في ركاب بريطانيا وممالأة النظام العثماني نسبيا، صبّت ” المؤيد” جل اهتمامها علي تأييد السياسة العثمانية والدفاع عن الجامعة الإسلامية.
وثمة دوريات جد مهمة ظهرت آنذاك من قبيل ” الصادق” اليومية بالقاهرة التي أصدرها أمين ناصف في عام 1886، وانحازت بشدة للنظام العثماني. وكذلك ، “ثمرات الفنون” الأسبوعية البيروتية التي أسسها عبد القادر قباني وأحمد حسن طبارة في عام 1875، وروّجت بشدة للسياسات العثمانية.

هذا، وقد تعاطت الدوريات العربية “القضية الأرمنية” وتطوراتها وملابساتها وتداعياتها انطلاقاً من توجهاتها السياسية، ومن المُلاحظ أن النصوص الواردة في هذا الكتاب لم تُنكر في معظمها وقائع القضية الأرمنية 1876-1893، ولكنها اجتهدت في تبرئة السلطان وإلقاء الملامة تارةً علي الأرمن وتارات علي العدو اللدود روسيا، وقد عكست جميع النصوص هذه الأُطر سواء كانت أخباراً أو آراء.

وقد أُعيدت كتابة النصوص طبقا للأصول دون أي تدخل باستثناء إضافة علامات الترقيم والتشكيل، وإيضاح بعض المعاني الملتبسة والغامضة في هوامش محدودة للغاية.وبذا ، تُمثل هذه النصوص مادة خام من مصادرها الأصلية ترصد القضية الأرمنية انطلاقاً من زوايا شتي ومتنوعة غالباً ، ومتناقضة أحياناً.

عن وفاء الأرمن لسوريا…. الوفاء قيمة لا تقدر

$
0
0

13115516_1320045751355400_2063400278_n 

د. اسكندر لوقا 

غالباً ما نجيب صاحب التحية بكلمة شكراً، بعبارة لا شكر على واجب. في سياق هذه المعادلة الراقية في سياق العلاقات بين الناس، يزداد احترام بعضهم بعضاً، لأن أياً من كلمة الشكر والرد عليها لا تحتاج إلى بذل جهد.

في الأمسية الختامية لفعاليات إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية في مسرح الأوبرا مساء الأحد 24 نيسان، تحت عنوان «شكراً سورية»، يكتشف الإنسان مقدار سعادته عندما يكون قد أدى عملا وينال عليه كلمة شكر. وسورية، في سياق الواجب الذي أدته تحديدا في بدايات القرن الماضي، حيال الأرمن القاطنين في رحاب الدولة العثمانية وقتئذ، لم تكن تنتظر يوماً سيأتي وتسمع فيه كلمة شكراً سورية، لأن ما قامت به كان نابعا من صدق انتمائها إلى مبدأ أقله يندرج تحت عنوان الواجب الإنساني. من هنا، توطدت العلاقات بين العرب السوريين وبين الوافدين الأرمن إلى الأرض التي احتضنتهم بكل ما يعنيه الاحتضان.

وسورية لم تبخل يوماً عن فتح أبوابها لإيواء الوافدين إليها، كما بالأمس، كذلك في الحاضر، أيام هجّر العراقيون من أرضهم إثر العدوان الأميركي على بلادهم، وأيام هجّر اللبنانيون من أرضهم إثر العدوان الإسرائيلي عليهم، وكانت دائماً الحضن الآمن لكل من ينشد الأمن والسلام، بعيداً عن تبعات العدوان على حياته. ومن هنا لا تشعر تجاه الأرمن الوافدين إليها في أوائل القرن الماضي وقبله بسنوات هربا من بطش السلطات العثمانية، إلا أنها تؤدي واجبا بحكم الانتماء إلى الإنسانية لا إلى عرق أو إلى جنس، ولا تنتظر من أحد أكثر من عبارة شكراً سورية.

الأمسية الختامية لفعاليات إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، لم تكن مجرد فعاليات تذكر بما لحق بالشعب الأرميني من ظلم الحكم العثماني، وتشتيت أفراده في بلدان العالم وخصوصاً في بلادنا، بل كانت صورة من صور الوحشية التي تمارسها دول قادرة على استخدام الحقد لا السلاح فقط على غيرهم. ويحق للشعب الأرميني اليوم ودائما أن يتذكر ويطالب، أن يتذكر ما أصابه، وأن يطالب بحياة كريمة آمنة في ظل دولة تعترف بحق الإنسان كي يعيش في كنفها مطمئنا على حاضره ومستقبله.

ضمن هذه المعادلة، ينعم الأرمن في سورية بكل ما تعنيه تبعات المواطنة التي لا تميز بين شرائح أفرادها لا من حيث الدين ولا من حيث العرق أو الطائفة أو المذهب. هنا قوة سورية التي لم تفقد يوماً بوصلتها منذ أن كانت وكان أهلها. ومن صلب عذابات الإخوة السوريين الأرمن ولدت قدرتهم على البقاء أحياء كرماء في سورية أرض الوفـاء الذي لا يقدر بثمن.

يقول المهاتما غاندي «1869-1948»: «قدرة الإنسان على تحمّل العذاب هي أكبر من قدرة عدوّه على تعذيبه». وهذا ما تؤكده أحداث التاريخ عموماً تجاه الأرمن أو سواهم.

الوطن

موضوع الإبادة الأرمنية بقلم الكتاب الأتراك في ألمانيا

$
0
0

13082018_1320522244641084_2127477288_n
تستعرض هذه المقالة مراجع عن الكتابات التي تداولت موضوع الإبادة الأرمنية وذلك من قبل عدد من الكُتّاب الأتراك في ألمانيا.

نُشرت هذه المقالة تحت عنوان «القضايا المشرقية» في الإصدار التاسع من مجموعة المقالات الدورية. حيث أن هذا الإصدار مخصص فقط من أجل إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية. وقد عرض موقع Armeniangenocide100.org  مجموعة مختارة من هذه المقالات.

أصبحت الإبادة الأرمنية موضوعاً مُلِحاً للدراسة والنقاش بالنسبة لبعض الكتاب الأتراك في ألمانيا وذلك بدافع التعرف على أصلهم وماضيهم في مفترق طرقات البحث عن الذات والهوية.

نستطيع أن نجد مراجع واسعة وشاملة عن هذا الموضوع على وجه الخصوص في أعمال بعض الكتاب الأتراك في ألمانيا في منتصف فترة التسعينيات، حيث كان المجتمع الديمقراطي والليبرالي الأوروبي أرضاً خصبة وملائماً لخلق دراسة شاملة للحقائق التاريخية و تقييم هذه الحقائق بطريقة موضوعية.

وكان من السهل على الكتاب الأتراك في ألمانيا الذين ازدهروا في ظل هذا المجتمع الأوروبي، كسر حواجز الماضي وتسليط الضوء على معطيات الإبادة الجماعية الأرمنية التي قام بها أجدادهم منذ دهر والتي لاتزال مستمرة إلى يومنا هذا.

يجدر الذكر أن السلطات التركية لطالما حاولت الحفاظ على صورتها بطريقة إيجابية وسط المواطنين الأتراك الذين يعيشون في بلدان أجنبية، وتحديداً فيما يخص القضايا السياسية الخارجية والداخلية، مثل القضية الكردية، قضية قبرص، وإنكار الإبادة الأرمنية.

وتحقيقاً لهذه الغاية، إن الممثلين الدبلوماسيين في تركيا ومختلف المؤسسات الغير حكومية التي تمولها أنقرة والتي تمت تشكيلها لاحقاً، بدؤوا بنشاطات متعددة ضمن الجالية التركية في ألمانيا خلال سنواتها الأولى.

أصبحت هذه النشاطات منتظمة أكثر من قبل وموجهة بشكل تلقائي وذلك بعد أن تم إنشاء وزارة من قبل الأتراك اللذين يعيشون في الخارج والمجتمعات العرقية، حسب قرار الحكومة التركية في عام ٢٠١٠. و يتم تنفيذ هذه النشاطات حالياً، ليس فقط على مستوى سياسي واجتماعي، بل أيضاً على مستوى تربوي و ثقافي.

كان الهدف الرئيسي لجميع هذه النشاطات التركية على كافة المستويات هو تقوية وتعزيز إنكار الإبادة الأرمنية وانجاح عمل اللوبي التركي ضد الأرمن.

في هذه الظروف، كانت المقالات التي تعرض موضوع الإبادة الأرمنية من وجهة نظر غير تركية، مرفوضة من قبل المجتمع التركي. و إن الخطوة التي قام بها الكتاب الأتراك في أوروبا لعرض موضوع الإبادة الأرمنية في مقالاتهم وكتاباتهم، هي خطوة جريئة وغاية في الخطورة وذلك بسبب الردود السلبية من قبل تركيا بالنسبة لهذا الموضوع، فقد كانت هذه الردود حتمية و لا مفر منها إلا أن هذه المقالات والمواضيع بنظر الكتاب الأتراك في ألمانيا وأوروبا، حتماً تستحق الدراسة و التقدير.

من ضمن هؤلاء الكتاب الذين عرضوا موضوع الإبادة الأرمنية في مقالاتهم و تكلموا عنها، هم ظافر سينوتشاك، أمين سيفكي أوزدمار، وكمال يالتشن.

إن أعمال كمال يالتشن معروفة إلى حد ما بالنسبة للقارئ الأرمني، فلديه كتاب مترجم إلى اللغة الأرمنية بعنوان “بك يفرح قلبي”.

إن أسماء أوزدمار وسينوتشاك ليست معروفة في أرمينيا، لكن أعمالهم وكتاباتهم عن موضوع الإبادة الأرمنية تبدو خاطفة للقارئ من الوهلة الأولى وجديرة بالملاحظة.

إضافة إلى هؤلاء هناك أيضاً كاتب من الجيل السابق، نهاد بيهران، الذي تناول لمحة بسيطة عن موضوع الإبادة الأرمنية.
في كتابه بعنوان «غربة» يتكلم بيهران عن موسى، أحد أبطال هذا الكتاب الذي أرسل ابنه فيسيلين بعد ولادته بأربعين يوماً إلى شقيقته الكبرى التي تعيش في قرية أرمنية قريبة من كارس. وكانت شقيقته تقص على الطفل خلال سنواته الأربع الأولى، الأحداث الأرمنية التي حصلت خلال عام ١٩١٠، بدلاً من القصص الخيالية.

إليكم مقتطف من هذه الأحداث: “احتل كاربيسيان مئذنة أوزون بمساعدة ٣٠ شخصاً. كان وقتها الإمام سيد يؤدي آذان المغرب. ذهب عباس بيك إلى ميرزا بيك، متجهاً نحوه على ظهر حصان، وأخبره بما حصل. بدأ خوار الأبقار ومأمأة الخراف، والغربان بدأت تشم رائحة الدم. عمّت فوضى عارمة أرجاء القرية و انغمست القرية في ظلال الغيوم السوداء التي تغطي السماء. استمر عويل العجلان ونباح الكلاب وصهيل الأحصنة وانسحبت الدجاجات مع صيصانها لتختبئ. سقط نازاريان، و السكين على حنجرته، أمام بيت أصلان بيك. سال دمه على مقبض الباب الخشبي، غمر وجهه النمل، اختنق صوته، تنهد و مات.”

تعتبر رواية سينوتشاك بعنوان «صداقة خطيرة» أول عمل أدبي يدور حول موضوع الإبادة الأرمنية في البيئة التركية. وبهذه الرواية تكتمل قصة حياة ساشا، البطل الرئيسي لكل من رواية «الرجل ذو القميص الداخلي» و رواية «بريرا/المرج» المكتوبين سابقاً.

إن ساشا الكاتب المعروف الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة، و المولود من أب تركي و أم يهودية ألمانية، يبدأ رحلته من أجل محاولة البحث عن ذاته الضائعة في المجتمعات الألمانية المختلفة. و في سبيل معرفة نفسه و فهم كيانه و وجوده يتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية و بعد الإخفاق في العثور على أجوبته يعود خائباً إلى ألمانيا.

تبدأ رواية «صداقة خطيرة» بواقع مرير، حيث يجتمع والدا ساشا المنفصلين عن بعضهما منذ سنوات عديدة، في سيارة واحدة و لسوء الحظ يتعرضون إلى حادث مفجع يؤدي إلى موتهم المفاجئ. و بذلك يصبح ساشا مسؤولاً على كافة الممتلكات كونه الوريث الوحيد. لكن بالنسبة إلى ساشا لم يكن المال مهماً بقدر أهمية صندوق والده الفضية الذي يحتوي مذكرات جده الانتحارية بتاريخ ١٩٣٦. وماذا لو أن هذه الكتابات باللغة العربية والروسية المكتوبة في المفكرة ذو «الغلاف الرمادي الذي من النوع الفرنسي الكلاسيكي» التي تسلط الضوء على تفاصيل قصة انتحار جد ساشا هي التي ستساعد ساشا على أن يضع حداً لتساؤلاته الكثيرة..؟!

إليكم مقتطف عن ما كتبه الأديب جيمس جوردن: “يمتلك ساشا أملاً كبيراً ويؤمن بوجود حقيقة مبهمة تحتاج إلى توضيح. و هو يعلم أن فور معرفته عن ماضي عائلته ستنكشف جميع الروابط والحلقات الناقصة تلقائياً.” إن هذه المذكرات ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى ساشا لذلك فهو يرفض أن يشاركهم مع أحد، و يقرر أن يتعلم اللغة التركية بمفرده و بلغته العربية الركيكة يحاول فك معاني هذه الكتابات لكنه يلجأ إلى مترجم، فهذا العمل يحتاج إلى وقت وجهد و صبر و هو بحاجة إلى من يساعده. و في غضون أشهر قليلة يتم ترجمة أقسام عديدة من هذه المذكرات والتي تكشف عن حقائق غير متوقعة. لا يوجد ترابط بين فصول الكتاب ال ٣٥، حيث أن الأحداث تتعدد وتشمل قصة انتحار الجد و تفاصيلها و القضايا التي تنطوي على أسباب و عواقب هدم جدار برلين. لقد تم ذكر شخصية الجد في الرواية بشكل عابر و اسمه لم يعرف جيداً لكنه في الواقع هو من أهم الشخصيات. بعد لملمة الحقائق المبعثرة هنا و هناك يتوصل ساشا إلى معرفة أصل جده. حيث أنه من مدينة غارس وهذا يفسر معرفته باللغة الروسية. وأنه كان جندياً عثمانياً خلال فترة الحرب العالمية الأولى ١٩١٤-١٩١٨. ولون بشرته الفاتحة واتقانه لكل من اللغتين الأرمنية و الروسية هما السبب في اهتمامه و انشغاله بالأعمال الاستكشافية. و خلال فترة الحرب قام بتجهيز قائمة بأسماء الأرمن، و هذه القائمة يجب تتضمن ٥٠٠ اسم، و إن جميع الأسماء كانت موجودة ماعدا اسم واحد لإمرأة مجهولة. و قد كان اسمها محذوفاً من القائمة لأسباب مجهولة. هذا الأمر كان مُقلقاً بالنسبة إلى ساشا وكان مهتماً بمعرفة هذا الاسم أكثر من اهتمامه بمعرفة السبب الذي قد تم تشكيل هذه القائمة على أساسه. لم يكن هدف الكاتب عرض مسألة الإبادة الأرمنية منذ بداية الرواية، حيث كانت الإبادة الأرمنية كخلفية للرواية أكثر من كونها الموضوع الرئيسي. وبالتالي ليس من الغريب أن الكاتب لم يقدم أية تفسيرات عن هذا الموضوع. اقتبس فقط قسماً من كتابات الجد في مذكرات انتحاره بتاريخ ٢١ شباط ١٩٢١، وهو التالي: “إن ثقافتنا ليست مُلَطّخة بالذنب، لكننا نعرف الذنب بكل أشكاله، فإنه يحدد أولوياتنا ومسؤوليتنا تجاه ديانتنا والمفهوم الإلهي وإننا لا نشعر أبداً بهذه المسؤولية. إن الذنب هو قدر إنساني محتوم، و لطالما كان الإنسان وجهاً لوجه أمام ذنوبه، فهو ليس لوحده، ليس بدون خطيئة.” وتنتقل الرواية من هذه الأفكار والنقاشات المتعلقة بمسألة الذنب و تلك القوائم إلى قضية النساء الألمان اللذين أصبحوا أرامل و ثكلى الحرب.

يناقش الكتاب موضوعاً ثانوياً له علاقة مباشرة مع الأرمن. تقوم زوجة ساشا الألمانية ماري بإعداد فيلماً وثائقياً عن طلعت باشا. و موقف ماري من شخصية طلعت باشا واضحة و شرسة للغاية، حيث لا يمكن تبرئة شخص كان مسؤولاً عن مقتل مئات بل آلاف من البشر. على الرغم من بُعد ساشا كل البعد عن جذوره التركية، فإن هذه الحقيقة بالنسبة إليه تُعتبر حقيقة بغيضة، لأنه في صف أولائك اللذين يثورون و يحتجّون على كل من يقوم بإظهار تركيا و طلعت باشا بصورة وحشية. لذلك فهو يتهم زوجته لأنها اعتمدت فقط على موارد المعلومات الأوروبية في إعدادها لهذا الفيلم، مقترحاً عليها أن تلقي نظرة على المراجع و الوثائق التي يتكلم فيها الكُتّاب الأتراك عن أعمال طلعت باشا وشخصيته، و ذلك من أجل تفادي وجهة نظر أحادية. أراد ساشا أن يظهر لزوجته أن تعرض الأرمن إلى القتل والتشرد لا يعتبر قضية تستحق كل هذا الاحتجاج، و كان مُصِرّاً على إنكار قضية ذبح الأتراك للأرمن وإبادتهم، مشيراً إلى أدلّة مقتبسة من التاريخ البشري و ذلك بقوله: “لقد قام الفرنسيون بذبح الشعب الجزائري والبريطانيون قاموا بنهب واحتلال نصف العالم، و مع ذلك لم يقم أحد برفع هذه القضايا إلى الاتحاد الأوروبي و المجلس الأوروبي.”

تسافر ماري لاحقاً إلى سالونيك و بعدها إلى تركيا من أجل جمع معلومات جديدة. لا يمكن للقارئ التنبؤ أو معرفة ما هو مخفي عنه، و هل هذه المعلومات الجديدة هي بمثابة تعزيز لمعلوماته السابقة أو ابعاده عن تخمينات معينة. و هكذا يكون الأمر واضحاً، أن الكاتب لا يريد فرض أية أفكار، فقط يريد خلق أساس للتفكير. تصل أفكار ساشا المتتالية التي تفيض من تلقاء نفسها و التي تتضمن معلومات متناثرة عن قضية انتحار جده، إلى مرحلة الختام و تكتمل في الفصل الأخير من الرواية. يوجد في هذا الفصل الأخير معلومات عن ما كتبه الجد في مذكراته إضافة إلى الجزء الكبير والرئيسي من تاريخ العائلة بشكل مُفَصّل و واضح. و يوجد دليل على أن جده كان جندياً عثمانياً و قد شارك في عملية تهجير الأرمن خلال فترة الحرب العالمية الأولى، حيث أن ترحيل الأرمن وإبادتهم كان السبب الأساسي لتشكيل هذه القائمة. و لقد كان الجد هو الشخص الذي حذف ذلك الاسم من القائمة، غير مبالياً بباقي الأشخاص، ولم يأنبه ضميره ولم يشعر بالذنب بتاتاً. و الأكثر من ذلك أنه تمكن من نهب وسرقة المدينة رغم فقرها وأصبح من أصحاب الثروة مستغلاً ممتلكات الناس اللذين تهجروا، حيث أنه يقول مبرراً: “إن عودة هؤلاء ليست مضمونة أو بالأحرى إنها مستحيلة، لذلك تم أخذ كل ما يلزم.” رغم انتصار الجد و تتويجه بطلاً، فقد كان يعاني من المرارة ما يكفي، حيث فقد زوجته، حب حياته، و بالتالي فقد معنى الحياة. و من أعظم المفارقات في الرواية أن زوجته كانت أرمنية الأصل. وهي كانت صاحبة الاسم الذي حذفه الجد من تلك القائمة البائسة. ولأسباب مجهولة بالنسبة للقارئ فإن الزوجة أيضاً قد تم تهجيرها. في عام ١٩٣٦ يتلقى الجد رسالة من الماضي تقلب حياته الشبه ناجحة رأساً على عقب. نقلاً عن الرسالة و في بضعة أسطر فقط يعرض المؤلف حياةً مُدمرة بكاملها. وهذا ما ورد في رسالة الزوجة: “إن ابنتنا لا تعرفك. و هي من العمر ما يناهز ٢٠ عاماً و تعتقد أن والدها متوفي. وهذا ليس بعيداً عن الحقيقة أليس كذلك؟! لم أكن أعرف أنك على قيد الحياة. لأنه كما أذكر لقد وعدتني ذات يوم أنك ستقوم بإنهاء حياتك في حين لم نتمكن من اللقاء ثانيةً. لقد تعرضنا إلى كثير من الهجمات والاعتداءات خلال رحلة هروبنا و تهجيرنا. ماذا لو كانت طفلتنا ليست منك. بل من أولائك المجرمين السفاحين والوحوش الذين يرتدون الزيّ العكسريّ…”.

إن حياة الجد المنتظمة تنهار في ثانية واحدة. يروي الحفيد مرتعشاً: “كانت زوجته المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته. كيف أمكنه العيش كل هذه السنين بعيداً عنها و بدونها. كيف أمكنه الإنجاب من امرأة أخرى.. كيف..” لم يكن في مقدور الجد أن ينتظر أكثر. هاقد آن الآوان و هو ذاهب لتنفيذ وعده و لكي يضع حداً لحياته. إنها خاتمة مشابهة لخاتمة الكتاب. بدون أي تعليق. ماهو شعور ساشا؟! كيف سيقوم بتغيير وجهة نظر العالم؟! إلى أي طريق يؤدي معرفة هذه الحقيقة، أنه يحمل في عروقه دم الضحية و السفاح…؟! بالطبع لا وجود لأية إجابات. إن الإبادة الأرمنية هي جزء أساسي من محتويات الكتاب بل هي المفتاح لها، ولكن كأنها باتت محدودة التفاصيل و لم يتطرّق إليها المؤلف، حيث لا يوجد وصف كافٍ و أدلة و تواريخ. لماذا و كيف وإلى أين تم تهجير الأرمن وتوجيههم و ماهي تفاصيل الأحداث.. حيث تم ذكر القليل عن هذه التساؤلات في الجُمل القليلة المذكورة أعلاه. لقد تعرض الأرمن إلى القتل والتهجير والنهب و الحرمان. إن الأتراك الشبان و الكماليين هم تقريباً متساوون، و كان من الطبيعي جداً انتقال الجد من جماعة أحدهم إلى جماعة الآخر. و بالتأكيد فإن هذا الأمر لم يكتب بشكل واضح، ولفهم المقصود يجب القراءة ما بين السطور. لقد كتب الأديب أدلسون التالي: “إن المقطع الكتابي (ويقصد به رواية سينوتشاك «صداقة خطيرة») لا يعرض موضوع الإبادة الأرمنية في عام ١٩١٥ بشكل واضح، لكنه أول عمل أدبي يظهر قائمة تهجير الأرمن”.

وبهذا فإن رواية سينوتشاك «صداقة خطيرة» تعتبر انعكاساً ضئيلاً و فريداً من نوعه لموضوع الإبادة الأرمنية. على الرغم من حجب الكتاب لبعض الوقائع، إلا أنه يعرض صوراً ومشاهداً رئيسية عن الإبادة الأرمنية. لا يحتوي الكتاب على أية انتقادات ومواقف سلبية ولا يوجد أية زوائد ومعلومات خيالية وإنكار مُفتعل وتشويه للحقائق.

مقالة نايري بوغوسيان من جريدة «هايرين آيسور»

ترجمة تامار كورديان

رواية “الطيور العمياء”للكاتبة ليلى قصراني

$
0
0

13100983_1320524767974165_140770605_n

عن دار المتوسط، صدرت للكاتبة ليلى قصراني رواية  “الطيور العمياء” وهي رواية تاريخية تدور أحداثها في قرية وهمية تبعد مسافة يوم عن دياربكر الواقعة في جنوب شرق تركيا.

سكان القرية الأرمن تعرضوا للتهجير سنة 1915، ليموت البعض منهم في البرية، والبعض وصل إلى الموصل والآخر إلى بلاد الشام، فيما الشخصية الرئيسية، كوهار(جوهر) تصبح مسبية عند رجل كردي، وذات فجر تهرب من عنده لكنها لا تقدر أن تهرب من قدرها.

يذكر أن الروائية ليلى قصراني، هي عراقية آشورية، ولدت في محافظة الأنبار سنة 1967، وتعيش حاليا في الولايات المتحدة الإمريكية. (تطلب الرواية من مكتبة الفرات في بيروت).

وإليكم مقطع من الرواية:

…ﺤﻠﻤت كوهار ﺒﺤﻘول اﻟﺤﻨطﺔ ﻓﻲ أطراف اﻟﻘرﯿﺔ واذا ﺒﻬﺎ ﻗد ﺘﯿﺒﺴت واﻤﺘﻸت ﺒﻘطﻊ ﻓﺨﺎر ﻤﻛﺴورة اﻤﺘدت ﺤﺘﻰ اﻷﻓق، ﻛﺎن ﻫﻨﺎك رﺠﺎل ﻤﻛوّمين ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻲ اﻟطرﯿق ﻟم ﯿﺘﺒقَ ﻤﻨﻬم إﻻ ﺒﻘﺎﯿﺎ ﻤﻼﺒﺴﻬم اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺒﻌظﺎﻤﻬم. أﻤﺎ واﻟدﻫﺎ ﻓﻘد ذوى ﻋودﻩ، واﺨﺘﻔﻰ ﻓﻲ اﻟطرﯿق اﻟوﻋرة. رﻛﻀت ﻛوﻫﺎر ﺒﺎﺤﺜﺔ ﻋﻨﻪ وﻫﻲ ﺘﺘﻌﺜر ﻓﻲ ﺨطواﺘﻬﺎ. ﺤﯿﻨﻤﺎ ﺴﻘطت اﻨﻘﻀّت ﻓوﻗﻬﺎ اﻟطﯿور اﻟﺠﺎرﺤﺔ وراﺤت ﺘﻨﻬش ﻟﺤﻤﻬﺎ. ﻗﻔزت ﻛوﻫﺎر ﻤن ﻓراﺸﻬﺎ ﻓزﻋﺔ ﻓﺘﺤﺴّست  ﺠﺴدﻫﺎ وﻋرﻓت ﺒﺄن ذاك ﻟم ﯿﻛن إﻻ ﻛﺎﺒوس ﻓﻌﺎدت إﻟﻰ ﻨوﻤﻬﺎ. ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﺴردت اﻟﻤﻨﺎم ﻟﺠدﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟت ﻟﻬﺎ وﻫﻲ ﺘﺨﻔﻲ ﻗﻠﻘﻬﺎ “أﻨت ﺘﺤﻠﻤﯿن ﻛﺜﯿرا ﻷﻨك ﺘﻨﺎﻤﯿن ﻛﺜﯿرا”. ﻟﻛن ﻛوﻫﺎر ﺘﺴﺎءﻟت “ﻫل ﺴﯿﺘرﻛﻨﺎ واﻟدي وﯿذﻫب ﺒﻌﯿدا؟”.

ﻛﺎﻨت ﻛوﻫﺎر ﻤﺘوﺠﺴﺔ وﻻ ﺘﻌرف ﻟﻤﺎذا ﺘﺘﻔوﻩ ﺒﻛﻼم ﻛﻬذا. ﻗﺎﻟت اﻟﺠدة ﻟﺤﻔﯿدﺘﻬﺎ ﺴﺎﺨرة”ﻤﻨﺎﻤك ﺒﺎطل، ﻷﻨك ﻟم ﺘﺤﻠﻤﻲ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺎت اﻟﻔﺠر اﻟﻤﺒﻛرة، واﻟدك ﻟن ﯿﺘرﻛﻨﺎ، أﻨﺎ ﻤن ﺘرﻛﻨﻲ واﻟدي ورﺤل دون أن ﯿﺼل ﻋﻤرﻩ اﻟﺜﻼﺜﯿن، ﻛﻨت أﺤب أﺒﻲ وﻫو ﯿﺤﺒﻨﻲ، ﻗﺒل أن أوﻟد ﺒﺴﺎﻋﺎت،  ﺨﺎف ﻋﻠﻰ أﻤﻲ اﻟﻤﺘﺄﻟﻤﺔ ﺒوﻀﻊ اﻟوﻻدة اﻟﺨطر، وﺼﻌد إﻟﻰ اﻟﺴطﺢ، وﻤن اﻟﻔﺘﺤﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎة ﯿردﯿك، رﻤﻰ ﺒﺒﯿﻀﺔ ﻋﻼﻤﺔ ﷲ ﻛﻲ ﺘﻠدﻨﻲ أﻤﻲ ﺒﺴﻼﻤﺔ.

ﻟﻘد وﻟدﺘﻨﻲ وﻫﻲ ﺠﺎﻟﺴﺔ ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء اﻟﻤﺨﺼص ﻟﻠﻌﺠن اﻟﻤﻤﺘﻠﺊ ﺒرﻤﺎد اﻟﻔرن ﻛﻲ ﺘﺤلّ اﻟﺒرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿت، وﯿﻌمّ اﻟﺨﯿر ﻓﯿﻪ، ﺒﻌد ﺸﻬرﯿن ﻋﻤدّﻨﻲ اﻟﻘﺴﯿس ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء ذاﺘﻪ. ﻫﻛذا ﻫﻲ اﻟﺒﻨت ﯿﺎ ﺼﻐﯿرﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ إﻟﻰ اﻟدﻨﯿﺎ وﺘﺠﻠب ﻤﻌﻬﺎ ﻛل اﻟﺨﯿر، ﺜم ﻛﺒرتُ وﺠﺎء ﺠدك ﻟﺨطﺒﺘﻲ ﻤﻊ واﻟدﻩ اﻟذي ﻗﺎل ﻷﺒﻲ “ﻓﻲ ﺤدﯿﻘﺘﻛم ﯿوﺠد وردة ﺠﻤﯿﻠﺔ وﻨﺤن ﻻ ﻨرﯿد ﺸﯿﺌﺎ ﻤﻨﻛم إﻻﻫﺎ. ﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﻌدﻛم ﺒﺄﻨﻨﺎ ﺴﻨﺤﺎﻓظ ﻋﻠﯿﻬﺎ، ﻟﻘد ﺠﺌﻨﺎ ﻟﻨﺄﺨذ ﺤﻔﻨﺔ ﻤن رﻤﺎد ﺘﻨورﻛم ﻟﻨﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺘﻨورﻨﺎ وﯿﺼﺒﺢ ﺒرﻛﺔ ﻟﻨﺎ “.ﻗﺎل ﻟﻪ أﺒﻲ ، ﺨذ اﺒﻨﺘﻲ، أﻤَﺘُك ﻫﻲ وﺨﺎدﻤﺔ ﻋﻨدك ﻤن اﻟﯿوم وﺼﺎﻋدا، ﺜم ﻗﺎل ﻟﻲ ﺒﻌد زواﺠﻨﺎ، ﻟو ﺨﺎﺼﻤتِ زوﺠكِ ﻓﻠﯿس ﻟك ﻤﻛﺎﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﯿﺘﻨﺎ. ﻫﻛذا زوﺠّوﻨﻲ وﻟم ﯿﻛن ﺜدﯿﺎي ﻗد ﻨﺒﺘﺎ ﺒﻌد، ﻟﻛن ﺴرﻋﺎن ﻤﺎ ﺼﺎر ﻋﻨدي ولدي دﯿﻛران. ﻛﺎن ذﻟك ﻤن ﺴﻨوات ﻋدﯿدة وﻤﺎ زﻟت أذﻛر وﻛﺄﻨﻪ اﻟﺒﺎرﺤﺔ ﺤﯿﻨﻤﺎ ﻨﺎوﻟﻨﻲ اﻟﻘﺴﯿس ﺠرة ﺼﻐﯿرة ﻤن اﻟﻔﺨﺎر ، ﻛﺴرﺘﻬﺎ ﻋﻨد ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺒﺎب ودﺨﻠتُ ﺒﯿت أﻫل زوﺠﻲ ﻷول ﻤرة.

 -“أﻛﻨت ﺘﺤﻠﻤﯿن ﺤﯿﻨﻤﺎ ﻛﻨت ﺒﻌﻤري؟”

-“طﺒﻌﺎ ﻛﻨت أﺤﻠم ﺒﺄﻨﻲ ﻗد ﻛﺒرت وﺘﺤوﻟت إﻟﻰ ﺸﺠرة ﺘﻔﺎح ذات أﻏﺼﺎن ﻓﺎرﻋﺔ ﺴﺄﻀرب ﺒﻬﺎ ﺤﻔﯿدﺘﻲ اﻟﺼﻐﯿرة ذات ﯿوم ﻋﻨدﻤﺎ ﻻ ﺘﺴﻤﻊ اﻟﻛﻼم وﻻ تمتثل لما أﻗول “…ﻫﻛذا ﻗﺎﻟت اﻟﺠدة ﻟﺘطرد ﻛل ﻓﻛرة ﺸرﯿرة ﻤن رأس ﺤﻔﯿدﺘﻬﺎ ﺜم ﻏﻨت ﻟﻬﺎ :

 -“ﻏدا ﺴﺘﻛﺒرﯿن أﯿﻀﺎ وﺘﺘزوﺠﯿن.

وﺴﯿوﻟد ﻟك ﺼﺒﻲﱞ أﻤﺎ أﻨﺎ ﻓﺘزوﺠت ﺼﻐﯿرة،

ﻤن ﺒﻌﯿد، ﺠﺎء رﺠل ﻟﺨطﺒﺘﻲ ﻤﻊ أﻤﻪ وأﺒﯿﻪ،

وواﻓق أﺒﻲ ﻻ أﻋرف ﻟﻤﺎذا،

رﺒﻤﺎ رﺸوﻩ ﺒﻘﺎرورة ﻨﺒﯿذ ﻤﻌﺘّق، وأﻤﻲ ﺒﺜوب ﻤطرز،

أﻤﺎ أﺨﻲ اﻟﺒﻛر ﻓﻀﺤﻛوا ﻋﻠﯿﻪ ﺒﺨﻨﺠر،

وأﺨﻲ اﻟﺼﻐﯿر ﺒﻘطﻊ اﻟﺴﻛﺎﻛر اﻟﺸﻬﯿﺔ،

رﺠل ﻏرﯿب ﺠﺎء ﻤن ﻤﻛﺎن ﺒﻌﯿد وأﺨذﻨﻲ ﻤن أﻫﻠﻲ ،

ﺜم ﺒﻛﯿت وﺒﻛﯿت، وﻗﻠت ﻷﻤﻲ ﻤن ﻫو ﻫذا اﻟﻐرﯿب اﻟذي ﺴﯿﺄﺨذﻨﻲ ﺒﻌﯿدا؟

ردّت أﻤﻲ ﻀﺎﺤﻛﺔ، ﻻ ﺘﺤزﻨﻲ ﯿﺎ اﺒﻨﺘﻲ،

ﺴﯿﺄﺘون ﺒك ﻓﻲ ﻋﯿد اﻟﻔﺼﺢ إﻟﻰ ﺒﯿت أﺒﯿك وﺒﯿن ذراﻋﯿك ﯿرﻗد ﺼﻐﯿرك”…


نفي الآخر: جريمة القرن العشرين…تأليف الدكتور محمد رفعت الإمام

$
0
0

13115513_1322024024490906_502930758_n 

عرض : عطا درغام

اكتظت المدونات التاريخية بوقائع عديدة لأفعال جماعية ناجمة عن الحروب والصراعات العرقية والنزاعات الدينية. ولكن، مع بزوغ دول القوميات الحديثة، طرأت عوامل جديدة ميّزت الظاهرة الإبادية في القرن العشرين عما سبقته؛ إذ تمت تحت ظروف من القدرات النافذة الممتدة للنخب القومية المتطرفة الحاكمة بما تملكه من وسائل فريدة للأداء الإبادي : الدوافع الأيديولوجية ، الكفاءة البيروقراطية، القدرة التكنولوجية، التخطيط البرمجة، التوقيت، التنظيم، …إلخ. ولذا فإن توافر هذه الأبعاد السياسية والتكنولوجية جعلت الظاهرة الإبادية في القرن العشرين متمايزة كمياً وكيفيأ عن مثيلاتها التاريخية.

وفي هذا السياق، وعن الهيئة العامة لقصور الثقافة يأتي كتاب نفي الآخر: جريمة القرن العشرين للدكتور محمد رفعت الإمام وقسّمت الدراسة إلي ثلاثة فصول رئيسية وطعم الكاتب الدراسة بملحقين مهمين: أولهما نصوص “اتفاقية الأمم المتحدة (1948) لمنع إبادة الجنس والعقاب عليها” باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، وثانيهما المواد الخاصة بإبادة الجنس في “نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998).

إبادة الجنس: ثغرات في المفهوم ومعضلات التطبيق

يأتي الفصل الأول بعنوان :” إبادة الجنس: ثغرات في المفهوم ومعضلات التطبيق”، وتناول نشأة وتطور مفهوم الإبادة حتي إقراره في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع إبادة الجنس والعقاب عليها في 9 ديسمبر 1948 ومدي انطباق هذا المفهوم علي الحالات الإبادية التي شهدها القرن العشرون.

ويطرح الفصل عدة تساؤلات مركزة علي إشكالية مفاهيمية محددة مفادها: هل مفهوم الأمم المتحدة الرسمي القانوني العقابي عن جريمة “إبادة الجنس” الذي أقرته عام 1948 يتناسب مع التجارب الإبادية الجماعية في القرن العشرين أم أنه تحت ضغوط سياسية صيغ لينطبق علي حالات بعينها ولا ينطبق علي حالات أخري. وهل مفهوم الأمم المتحدة هو الأنسب في حقل الدراسات الإبادية، أم لا بد من مفاهيم بديلة أو علي الأقل مكملة. وهل نجحت المفاهيم الأخيرة في معالجة النقص والقصور الواردين في مفهوم الأمم المتحدة، أم أنها هي الأخري قد أصيبت بالخلل والقصور؟.

وتحاول الدراسة استجلاء نقاط القوة والضعف في مفهوم الأمم المتحدة عن جريمة “إبادة الجنس” وإلي أي مدي نجحت محاولات صياغة مفاهيم أخري، وبيان إيجابيات وسلبيات تطبيق مفهوم الأمم المتحدة علي التجارب الإبادية في القرن العشرين.

تعرّض مصطلح “إبادة” لانتقادات بسبب استخدامه المتكرر والفضفاض في التداول العام؛ إذ أن الاستخدام الحالي لكلمة “إبادة” أفقد معناها الجوهري بأنها جريمة تميّزها النية المتعمدة وراء اقترافها عن الجرائم الأخري ضد الإنسانية، وبذا سقط اصطلاح”إبادة” ضحية التضخم اللفظي وفقد تدريجيا خصوصيته وغدا استخدامه مشاعاً.

ورغم توالي مفاهيم بديلة أو مكملة لمفهوم جريمة”إبادة الجنس” الذي أقرته الأمم المتحدة ، فإن العيوب قد شابتها هي الأخري؛ إذ ثمة اختلافات مهمة وحتي تناقضات بينها فضلاً عن الفوارق المعقّدة التي رسمتها بعض التعريفات بين مفاهيم” الإبادة البيولوجية”و” الإبادة الثقافية”.

ولذا ، سعي فريق من الباحثين إلي طرح فكرة فهم مصطلح”إبادة الجنس” بشكل أدق عن طريق نماذج وأنماط إبادية متنوعة . وفي المقابل ، طرح فريق آخر تجنب المصطلح تماما والاعتماد علي مصطلحات أكثر تحديداً وخصوصية لتوصيف أحداث ذوات سمة إبادية لا سيما عندما يكون إثبات نية الإبادة الكلية محللاً للنزاع. ومن هذه المصطلحات: “الإبادة السكانية” و”القتل الجماعي الذي ترعاه الدولة” و”الإبادة الإثنية” و”التطهير العرقي” و”الإبادة البيئية” و” الإبادة اللغوية “….إلخ.

عدّ الباحثون مصطلح” التطهير العرقي” الأنسب لإبادة الجنس، وخاصة اليهود، لكن ظل محل نزاع بين المشتغلين في هذا الحقل ؛ إذ إن المفهم المختار يؤثّر علي الناتج المعرفي- التحليلي. كذا، استخدامه في توصيف حالات لا تتفق مع مضمونه علي سبيل المثال، يعتقد المستوطنون اليهود- مغتصبو الأراضي الفلسطيني- بأنهم ضحايا التطهير العرقي عندما تقرر حكومتهم إجلاءهم باسم حفظ السلام.

وجدير بالذكر أن كثيرا من الفظاعات والمذابح التي شهدها القرن العشرون ضد الإنسانية لا تندرج تحت مفهوم ” إبادة الجنس” كما حددته الأمم المتحدة عام 1948 ،إذ بسبب نقاط ضعف هذا المفهوم لم يتم الاعتراف بأن عمليات إفناء السكان الأصليين علي أيدي الاستعماريين المستوطنين تصنف”إبادة جنس”.

ولم تقتصر الظاهرة علي العالم الجديد( أمريكا واستراليا)، بل امتدت أيضا إلي قارة أفريقيا السمراء بالعالم القديم التي تمثل أنموذجا مثاليا للفظاعات التي اقترفها الاستعماريون ولا تصنف “إبادة جنس” بموجب معيار الأمم المتحدة.

وأوردت الدراسة العديد من الحالات الإبادية التي اعترف بها القانون الدولي والمجتمع  وهل ينطبق عليها المفهوم الاصطلاحي التقني الرسمي ذو الخصوصية القانونية العقابية. ومن هذه الحالات : النموذجين الكمبودي والرواندي، فإنه علي الرغم من توافر أركان جريمة ” إبادة الجنس” فيهما كما حددتها اتفاقية الإبادة لعام 1948، واعتمادهما إبادات رسمية من قبل الأمم المتحدة ، فإن ثمة سلبيات ومآخذ مفاهيمية قد طرحت نفسها عند التحقيق في ملفيهما.

ومما هو جدير بالذكر أن النموذج الهولوكوستي النازي الذي صيغ مفهوم “إبادة الجنس” علي أساسه ، لم يفلت هو الآخر من الثغرات المنهجية .

كشفت الدراسة عن ثغرات وسلبيات عند تطبيق مفهوم الأمم المتحدة لجريمة “إبادة الجنس”، يجب مراعاتها عند تطبيق  هذا المفهوم علي العديد من الفظاعات الإنسانية  لا سيما مسألة ” القصد الجنائي” ولزومية توافر النية في التدمير سواء كانت كلية أو جزئية . وتجب مراعاة ألا يتساوي “قتل أعضاء جماعة بشرية” وإلحاق الضرر بهم جسديا أو معنويا ب” الإساءة إلي ظروف حياة جماعة” و” فرض التدابير التي تمنع التكاثر” و”نقل الأطفال قسرا من جماعة إلى أخرى”.

وعلى المستوي السياسي: تُعد جريمة “إبادة الجنس” نظرياً من أبرز اهتمامات الأمم المتحدة، بل ومن أهم دواعي تأسيسها، فقد وصفت في ديباجة الاتفاقية بان “إبادة الجنس” كارثة بغيضة سببت خسارات كبيرة للإنسانية عبر التاريخ.

وثمة سؤال يطرح نفسه، هل تستطيع الأمم المتحدة صياغة مفهوم جديد لجريمة ” إبادة الجنس” يتناسب مع المعطيات العالمية الراهنة ويتحاشي الاعتبارات والحساسيات والتوازنات الدولية؟.

أوضحت الدراسة خضوع الأمم المتحدة لرغبات الدول الأعضاء ومصالحهم ، فقد تفادي المفهوم اعتبار تطهيرات ستالين داخلة في نطاق “إبادة الجنس” إرضاءً للاتحاد السوفيتي . وكذا ،إغفال الإبادة التاريخية تحسباً للولايات المتحدة( الهنود الحمر) وتركيا ( الأرمن).

وفي هذا السياق، هناك سؤال يظل مطروحا بقوة: إلي أي مدي تستطيع الأمم المتحدة صياغة مفهوم أمثل لجريمة “إبادة الجنس” غير مسّيس في ظروف رعونتها وفي ظل الهيمنة الأحادية للولايات المتحدة التي لا تعيرها أدني احترام وقد أبادت الآلاف ، وربما الملايين تحت عباءة شعار الحرب ضد الإرهاب الدولي الذي تتبناه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ؟ .

إبادة النوع: حداثة المفهوم والتباسات التطبيق

وتناول الفصل الثاني: “إبادة النوع: حداثة المفهوم والتباسات التطبيق” دراسة نمط إبادي حديث جداً مستولد من الإبادة الأم ، ألا وهو إبادة النوع التي تستهدف قطاعا بشريا بذاته،

طرحت الدراسة عدة تساؤلات: هل من الممكن “نوعنة” الانتهاكات والصراعات والإبادات البشرية..وهل تسير هذه “النوعنة” الانتقائية علي قواعد عامة ثابتة ..أم أن لكل حالة خصوصيتها..وهل تهدف هذه النوعنة مجمل الجنس البشري..أم أنها تحدد قطاعا ذكرياً أو أنثوياً..أم أنها أكثر تحديدا تستهدف شريحة ذكرية أو أنثوية داخل هذا القطاع..وهل ثمة جدوي عملية من الإدراك النوعي لإيجاد إنذار مبكر واقتراح استراتيجيات مستقبلية لتفادي جرائم “إبادة الجنس” ؟.

يعُد مصطلح ” الإبادة النوعية” حديث الميلاد ،إذ صاغته الباحثة ماري أن وارين منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود في كتابها المثير للجدل ” الإبادة النوعية: توريطات الانتقاء الجنسي” الصادر عام 1985.وانحصرت تطبيقات مفهوم “إبادة النوع لديها في الإبادة ضد الأنثى فقط رغم أنه مصطلح عام قد يكون فيه الضحايا إناثاً أو ذكوراً فقط ، مما حدا بفريق من الباحثين الإباديين إلي استخدام مصطلح” الإبادة الذكرية” عند تعاطي هذه الظاهرة مقابل صياغات وارين المتنوعة لدي الظاهرة مثل الإبادة الأنثوية والإبادة النسائية.

ويشير مصطلح “إبادة النوع ” إلي حقيقة أن ” متغير النوع” ذو عواقب وخيمة لا تقل ضراوة عن العواقب الناجمة عن الانحيازات العنصرية والدينية والطبقية . وفي هذا الإطار،كان الذكور غير المحاربين أكثر الأهداف المتكررة للقتل واسع النطاق ومذابح الجنس وكل الصراعات والفظاعات وحتى المعاملات السيئة. ولا ريب أن القتل الذكري واسع النطاق- لا سيما لمن هم قادرون علي حمل السلاح- يضرب بجذوره في عمق تاريخ الصراع الإنساني.

كشفت أدبيات الصراع الحديثة والمعاصرة النقاب عن حقيقة جد خطيرة مؤداها اختلال الميزان الديموجرافي الذكري الأنثوي الذي يميل بشدة لانحدار تمثيل الذكور البالغين.

وتُعد التطهيرات الستالينية الشهيرة بـ”الرعب العظيم” أنموذجا دراسياً مثالياً علي الضحايا الذكور البالغين غير المحاربين، وتعكس البيانات الإحصائية السوفيتية عام 1959 هلاك ملايين الذكور البالغين في المراحل العمرية المختلفة، وتبين مدي فداحة الخسائر الناتجة عن التطهيرات الستالينية.

وكشفت مختلف الصراعات المعاصرة عن أن القتل الجماعي أو علي الأقل واسع النطاق ،الانتقائي النوعي الذكري – خاصة من هم قادرون علي القتال- يُعد ملمحاً ثابتاً في كل الصراعات.

وتوجد إستراتيجيات اقترفتها القوات المسلحة ضد شعوبها استهدفت الذكور تحديداً مثل بيرو(1990) وسري لانكا( 1991) والبوسنة والهرسك ( 1992). ولكن تُعد الحالة الكوسوڤية هي الأبرز في إطار الصراع النوعي.

شكل أغلبية الذكور غير المحاربين من هم في سن القتال (15-55) العمود الفقري الذي استهدفه الخصوم بانتظام في الجماعات البشرية المضادة ؛ إذ تمثل هذه الجماعات التهديد الأخطر للقوات الغازية، وفي الحقيقة يُعد استهداف ” الذكور غير المحاربين” تكتيكاً إباديا فاعلاً.

ويُلاحظ أن الحرب الحديثة بشموليتها وجرائميتها وسّعت دائرة ” النوعنة الذكرية” بتخطيها حدود المعدل العمري ؛ إذ إن الذكور كبار السن- علي عكس النساء كبيرات السن – يتميزون باحتمالية اللحاق بالحرب، وينطبق ذات المنطق علي الأطفال.

ولم تقتصر الهيمنة الذكرية علي ضحايا الجماعات المستهدفة فقط، بل امتدت أيضا لتشمل الجموع الذكرية لأداء التجنيد الإجباري في ذات الجماعة، ومما يؤكد هذه الظاهرة المعاصرة التجنيد الإجباري للأثيوبيين الذين جمعتهم بالإكراه وألقت بهم في أتون القتال الدائر ضد إرتريا فكانوا يقعون ضحايا للألغام أو بإطلاق النار عليهم من قادتهم لرفضهم تنفيذ الأوامر . وفي هذا السياق ، يندرج القتل الجماعي وواسع النطاق لأسري الحروب في إطار الإبادة النوعية ضد الذكور غير المحاربين ، ولا يقتصر هذا المصطلح علي رجال كانوا يؤدون الخدمة العسكرية ، بل كانت الإستراتيجية النازية في المناطق المحتلة تتعامل مع كل الذكور السوفييت “15-65” سنة معاملة أسري الحروب.وقد أصبحت هذه الإستراتيجية مفتاحا سحرياً للقتل الجماعي عن طريق الإعدام والتجويع والإلقاء في العراء.

وثمة سؤال يطرح نفسه هنا : هل ظاهرة الضحوية النوعية الذكرية مقصورة فقط علي الحالات الصراعية والحربية ؟ أم أن ثمة حالات أخري استهدفت الذكور في انتهاك إبادي جماعي؟.

وجدير بالذكر أن مجموعات العمل الإجبارية وظاهرة الثأر تندرجان ضمن الإطار النوعي.فقد قدرت بعض الدراسات أن عدد الأفارقة ضحايا العمل الإجباري إبان الفترة الاستعمارية الأوربية بلغ عشرة ملايين، وفي ألبانيا تؤدي الخصومات العائلية إلي هلاك  حوالي ألف ذكر سنويا وتحكم علي عشرات الآلاف الآخرين بالعزل والخوف الدائمين.

ولم يفلت العنصر الأنثوي من الإبادة النوعية ؛ إذ إن التكتيك الذي استهدفت به للإناث في مذابح الجنس ذو أبعاد نوعية ؛ إذ شكلت إبادات الجنس الجماعية في القرن العشرين- مثل الحالتين الأرمنية والهولوكستية- إبادة نوعية ضد الإناث شأنهن في ذلك شأن الذكور. وفي هذا الإطار، اُستهدفت المرأة إما للاغتصاب ثم القتل وإما للاغتصاب حتي الموت، وبكل تأكيد يجب تصنيف هذه الظاهرة الانتقائية النوعية الأنثوية بين أشد حالات القتل إيلاما في تاريخ الإنسانية.

تتسع دائرة مصطلح ” الإبادة النوعية” ليشمل الإناث اللائي يتعرضن لأنماط إبادية ناجمة عن موروثات وأيديولوجيات وممارسات لا علاقة لها بالصراعات السياسية.

قضايا إبادية: إشكالية التأصيل وجدلية القانون والقوة

وبين إبادتي الجنس والنوع ، أثار الفصل الثالث: ” قضايا إبادية: إشكالية التأصيل وجدلية القانون والقوة” عددا من المسائل الوثيقة عضوياً بالإبادة من قبيل الإبادة المقارنة، والإبادة التاريخية، منع الإبادة، العدالة الجنائية والإبادة، القوة العظمي والإبادة. وفي هذا الفصل يقارن المؤلف بين (الطورانية التركية في النموذج العثماني) و(الاشتراكية الوطنية) في النموذج الألماني.

يرى الهولوكوستيون أن أمكر أشكال إنكار الهولوكوست هي (المقارنات غير الأخلاقية ) الرامية ضمنياً إلى إنكار فرادتها .ولم يرفض اليهود تأطير الهولوكوست في سياق الفظاعات النازية فحسب،بل انتقدوا بضراوة وضعها في إطار الجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل الجماعى التي وصمت القرن العشرين. دع عنك أن الهولوكستين إذا عقدوا أية مقارنات-على مضض-لا يهدفون من ورائها إلا (الإبقاء)على الهولوكوست متفرداً أكثرمن الإدماج في الظاهرة الأوسع للقرن العشرين من الإبادات الجماعية عامة والإثنية منها خاصة .وصارت إستراتيجية المقارنة دوما في طريق واحد لا رجعة منه:تأكيد فرادة الهولوكست وثمة (تابو) لدى الهولوكستين مؤداه أن دراسة الإبادات الاجتماعية اللاهولوكوكستية لن تسهم بشيء تجاه فهم أغوار التجربة اليهودية على أيدي النازية. ولكن في المقابل ،فإن دراسة التجربة الهولوكوستية ذات (المدى الكامل) من القضايا الفلسفية والمنهجية،سوف تلقى أضواء على الإبادات الجماعية الأخرى.

ومهما كانت التشبث بفرادة الهولوكوست فإن أبعاد “حل هتلر النهائي” أضحت معروفة في كثير من الأوساط الأكاديمية والإعلامية وهو ما يحتّم إعادة تقييم الهولوكوست النازية باعتبارها موضوعاً قابلًا للنقاش بل وقابلا للتأطير والمقارنة هنا يعقد فريق من الباحثين-غير اليهود والأمريكيين غالبا مقارنات بين إبادة الهنود الحمر في الأمريكتين والهولوكوست (اليهودي) أو بين الأخيرة وممارسات العنف الدموية والتطهيرات الصربية في كوسوفو.

بيد أن الحالة الأرمنية في الدولة العثمانية تُعد أنموذجا مثاليا في منظور المقارنين مع الهولوكست أثناء الحرب العالمية الثانية ،و تكمن أهمية هذا التوقيت في منع أية  مبادرات خارجية فعالة لإنقاذ الجماعات المستهدفة. أما علي مستوي التخطيط كانت عملية تدمير الجماعات المستهدفة مهمة بيروقراطيه مخططه اضطلع بها جهاز حزب الإتحاد والترقي “الاتحاديون” في النموذج الأرمني، وتكفل بها جهاز الحزب النازي في النموذج الهولوكوستي و علي مستوي آليات التنفيذ ثمة شبكه بيروقراطيه مؤدلجة جيده ومنظمة عاليه الكفاءة لإحراز الأهداف المنوط بها في وقت محدد و سريع مع الضخامة في القضاء على المستهدفين. تمثلت هذه الشبكة في”التشكيلات المخصوصة” لدي الاتحاديين بقوات الحرس الخاصة و فرق القتال المتحركة ووحدات قمة الموت لدي النازيين .

و ثمة أبعاد أيديولوجيه مشتركه اعتلت بسياسة القتل الإبادي الجماعي علي قمة الأولويات النافذة في الأجندتين الاتحادية والنازية .ففي مرحلة ما قبل اقتراف الإبادة تعرض المجتمعان أو بالأحرى النظامان العثماني والألماني لأزمات مجتمعيه و سياسيه و اقتصاديه حادة، تمخضت عن أزمة “هوية شاملة” بين  الأتراك والألمان إذ تعرض كلا النظامين لتفكك إمبراطوريتها العظمي، وتراجع نفوذهما الإقليمي سلسلة من الهزائم العسكرية علي جبهات القتال دمرت البنية البشرية، و جرحت الطموحات القومية وأهانت الكرامة القومية لدي الشعبين وقد ثارت هذه الأزمات في خط متواز مع الاستغراق في استدعاء تاريخ عظيم، أحلام حول إعادة  إحياء الماضي، الانفجار النهائي لهذه الأحلام، عدم القدرة علي امتصاص وإدماج هذا الزخم من التناقضات.

وهنا تمثلت دعامة النجاة الرئيسية في إعادة أيديولوجيه رسمية نخبوية قوامها “الطورانية التركية” في النموذج العثماني و”الاشتراكيه القومية” في النموذج الألماني ،وكلاهما ارتكز علي التفوق الإثني ممزوجاً بجرعات ثقيلة من الاستبدادية و العنصرية.

و هكذا ُشغلت هذه الأيديولوجيات فراغ الهوية و برّرت في العقل الجامعي سياسات النخبة الإبادية و في كلمة اختزلت حلول أزمة الهوية عن الناظمين الاتحادي و النازي نظرياً في تبني أيديولوجيه رسمية وعلمية في ارتكاب إبادة جماعية.

ومهما كانت وجاهة أوجه الشبه بين النموذجين الإباديين الأرمني و الهولوكوستي، فثمة أوجه تباين جد فارقه بينهما . فمن منظور الكفاءة التكنولوجية تفوق النازيون علي نظائرهم الاتحاديين في إنجاز أهدافهم الإبادية ورغم استخدام جزء من الخط الحديدي برلين – بغداد لنقل بعض الأرمن من الأناضول إلي منفاهم في ولاية حلب العربية، إلا أن الاتحاديين كانوا بصفة عامه بدائيين في التخطيط و التنظيم.

ورغم ذلك نجحوا في تنفيذ الجزء الأكبر من أهدافهم الإبادية ضد الإثنية الأرمنية. في المقابل وظف النازيون قمة المنجزات التكنولوجية 1(طرق المواصلات و غرف الغاز .. إلخ)  في تنفيذ برنامجهم الهولوكوستي.

وعلى مستوي الضحايا انحصر ضحايا الاتحاديين فقط في الدائرة الإثنية الأرمنية بينما شمل ضحايا الهولوكوست النازي: يهود وسوفيت وغجر أوروبيين وشواذ ومعاقين ..إلخ، وإن كانت أكثرها من اليهود البولنديين تحديدا . ويرتبط  بهذا الفارق ملاحظة جد مهمة مفادها أن الأرمن الذين اقتلعهم الاتحاديون من الفضاء الأناضولي كانوا السكان الأصليين في وطنهم  الأم علي عكس اليهود الذين كانوا مشتتين عبر أنحاء العالم ،وبينما شكل اليهود في الكيان الآري شيئا ” من دون البشر” ذا تهدي اقتصادي  شكل الأرمن العقبة الإثنية والدينية و القومية والسياسية والاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية في وجه الحلم الطوراني الرامي إلي تأسيس دولة تركية نقية. ورغم الفوارق بين التجربتين الأرمنية الهولوكوستية إلي أن الأولي ذات  أسبقية تاريخية علي الأخيرة، و من ثم عدم فرادتها في القرن العشرين .

والجدير بالذكر أن وجود نظام دولي فعّال للمساءلة الجنائية عن الانتهاكات ضد الإنسانية يُعد من أقوي الضمانات التي تكفل احترام هذه الحقوق وعدم النيل منها والافتئات عليها، وذلك جنباً إلى جنب التشريعات والقوانين الوطنية ذات الصلة كقوانين العقوبات.وعلي الرغم من الطبيعة العقابية لاتفاقية “إبادة الجنس” فإنها ظلت ميتة عمليأ علي ما يربو من نصف قرن حتى تأسست محكمتا يوغوسلافيا ورواندا المؤقتتان، ونجح كثير من المسئولين في منع ممارسات إبادية منظمة في الإفلات من العقاب.

وتطرح الدراسة تساؤلاً في غاية الأهمية: إلي أي مدي أثّرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 علي الموقف الأمريكي السلبي ” التقليدي” إزاء إبادة الجنس بعدما تجاوزت “الآخر” إلى “الأنا” ؟ جدير بالذكر أن واشنطن علي مدار القرن الماضي بأكمله لم تحرز قدراً ضئيلاً من التقدم في ردود أفعالها إزاء تعمد إهلاك جماعات عرقية أو قومية أو دينية. ويرجع ذلك إلي محاولات الذاكرة الأمريكية الحثيثة إسقاط الإبادة الهندية من وعيها. كما أن تدخل الإدارة الأمريكية لصالح أية شعوب معرضة للإبادة يضعها في مأزق أخلاقي مع التيار الهولوكوستي الكاسح والفعّال في المنظومة الأمريكية . إذ أن ذلك يعني ضمنيا ضرب فرادة وضحوية وحصرية الهولوكوست. زد أيضا، إن المصالح الحيوية والإستراتيجية الأمريكية تتعرض لخطر مصدره الإبادة. ولهذا كله ،لم تعرها الإدارة الأمريكية الانتباه الأخلاقي الذي تستوجبه.

101 عام على إبادة الأرمن.. وتركيا لم تعترف بعد

$
0
0

13091644_1322024741157501_1342101152_o

أدى الصراع بين الإمبراطورية العثمانية والروسية الساعي لبسط النفوذ والسيطرة على أكبر قدر من الأراضي والدول  لها تأثيرات كبيرة على شعوب المنطقة وخاصة شعوب القوقاز، وكانت من ضمن المطامع بينهم هي أرمينية “أرض الأرمن” التاريخية و موطنهم و التي كانت منقسمة لجزئين نتيجة للصراع الفارسي /العثماني جزء تحت إدارة الدولة الفارسية وجزء تحت الدولة العثمانية فكان الجزء التركي مطمع للروس ولإعادة تحرير الدول الأوروبية والبلقان من سيطرة العثمانيين، مما سبب احتقان سياسي أدى لنشوب أحداث دموية منها اضطهاد وإبادة الأرمن.

روسيا تثير القوميات المسيحية 

شجعت روسيا الشعوب الأوروبية والبلقانية “اليونانيين والسلاف والأرمن” على التحرر من قبضة العثمانيين ولعبت على مسألة الدين فساعدتهم و حفزتهم بالرغم من إن أثرياء الأرمن وأصحاب المصالح في الدولة العثمانية لم يكن لهم رغبات في التحرر أو طموحات قومية وللحكم الذاتي للأمة الأرمنية، وكمان انقسام الأرمن مع بعضهم سياسيًا من كان مع العثمانيين و مع الروس وانقسامهم دينيًا ما بين كاثوليك وبروتستانت وأروذوكس كان يحول دول اتفاقهم على رأي عام هل ينفصلوا عن الدولة العثمانية أم يبقوا كما هم رعايا في الدولة ؟.

 الأرمن يطالبون بالحكم الذاتي 

في عام 1876م قدم بطريك الأرمن “مجرديتش خريميان” مذكرة للسلطان عبد الحمد الثاني، للمطالبة بإقامة حكم ذاتي للأرمن لكن بالطبع السلطان رفض المذكرة والطلب فكان رد فعل بعض الأرمن الداعيين للحكم الذاتي بالانضمام للجيش الروسي بعد الدعاية الكبيرة التي دعت لها روسيا للأرمن و الإغراءات بأنها ستحقق لهم حلم الانفصال و تكوين دولة للأرمن في شرق الأناضول، مما أثار سخط العثمانيين والسلطان عبد الحميد الثاني، ومن هنا بدأ الحرب وسلسلة من المذابح والاضطهاد للأرمن بشكل عام فتم حرق و نهب الولايات الأرمنية التابعة للدولة العثمانية و قتل الأرمن، والبرغم من لإبرام مبادرة المستشار الألماني “بسمارك ” لوقف الحرب إلا أن الحرب استمرت، وقدم السلطان العثماني جزيرة “قبرص” لإنجلترا لإسكاتها وحتى تتغاضي عن ما يتم من مذابح للأرمن.

تدويل القضية الأرمنية 

مع الوقت أصبحت أزمة الحرب ضد الأرمن مشكلة دولية لكنها لم تتوقف فكان رد فعل الأرمن هو تأسيس جمعيات وأحزاب وحركات انفصالية للحصول على استقلال إداري من الدولة العثمانية، وكان من ضمن الاحزاب حزب “الطاشناق” وهو حزب ثوري انتهج الفكر الثوري على عكس الأحزاب السياسية الأرمنية الأخرى، وشجعت هذه الكيانات الأرمنية على الأرمن بالقيام بثورات، وبالفعل حدثت ثورات عديدة لكن كان يقابلها بالقمع الشديد من العثمانيين.

محاولة لاغتيال السلطان عبد الحميد الثاني 

في محاولة جريئة قام حزب الطاشناق بمحاولة اغتيال للسلطان عبد الحميد الثاني في عام و1905 بتفجير سيارة عند خروجه من المسجد، لكنها فشلت فقام بإصدار قرارت في 24 أبريل 1915م، بالإبادة النهائية للأرمن في الإستانة وفي كل نواحي الدولة العثمانية فحصلت أبشع المذابح والتي تم تسميتها بـ ” المذابح الحميدية “، شارك بها الجيش العثماني والقبائل الكردية المساندة له  بالهجوم على مئات القرى الأرمنية، وحتى المواطنيين أنفسهم قاموا بالعنصرية والاضطهاد والتنكيل بالأرمن.

سقوط مئات ألالاف الضحايا

أثيرت المسألة الدينية لتحفيز الأتراك والأكراد ضد الأرمن والشعوب المسيحية المنتفضة ضد العثمانيين، فتحولت مسار الأزمة من حرب سببها السياسة لحرب دينية بين مسلمين ومسيحيين، وتم قتل أكثر من مليون أرمني في تلك المذابح بحسب المصادر الأرمنية، لكن تركيا أصرت على أن الوفيات 300 ألف أرمني فقط، بالإضافة لمئات الألاف من الشعوب المسيحية الأخري “الأشوريين والكلدان والسريان واليونانيين النبطيين” في مذابح عرفت باسم “السيفو”. وحتى الأن لم تعترف تركيا بإرتكاب المذابح الأرمنية، بل أن تم إصدار قانون في 2005 يحرم الاعتراف بقضية الأرمن.

 هجرة الأرمن 

وأدت تلك المذابح لهروب الأرمن و هجرتهم لشتي أنحاء العالم و منها لمصر فهاجر لها بعض الأرمن واستقروا بها واندمجوا في الشعب المصري، الذي هاجر له عشرات الأسر الأرمنية الأرستقراطية وفيما بعد تزايدت أعداد الأرمن ووصلوا لقرابة 5000 ألاف أرمني، اشتغلوا في كافة المهن منها الترجمة والصحافة والصرافة وحتى الحرف البسيطة. وأشهر الأرمن المصريين، نوبار باشا أول رئيس وزراء في مصر، والصحفي أديب إسحاق، والفنانات لبلبة وإيمان ونيلي وغيرهن.

إحياء ذكرى الإبادة

في 34 أبريل من كل عام تحتفل الكنائس حول العالم بالذكرى بقرع الأجراس 100 مرة، للتذكير بمرور 100 عام عليها، في تمام الساعة السابعة والربع مساء بتوقيت العاصمة الأرمينية يريفان، ويسعى الأرمن باستمرار إلى كسب اعتراف دولي بقضيتهم، حيث تعمل منظمات وأحزاب من الجاليات الأرمنية حول العالم على التحضير لإحياء الذكرى المائة لذكرى المذابح الأرمنية. وتعترف بالإبادة الأرمنيةفقط 20 دولة وعدد من المنظمات الدولة منها الأمم المتحدة ومجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي.

هشام عواض

موقع (ضي النهار)

 

وزير العمل اللبناني يلتقي رئيس حكومة أرمينيا: نحن شعبان يقفان يوميا أمام قبور شهدائنا

$
0
0

13090619_1322025967824045_1070652913_o 

ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن رئيس حكومة أرمينيا هوفيك ابراهاميان استقبل وزير العمل سجعان قزي في مقر رئاسة مجلس الوزراء، بحضور وزير العمل والشؤون الاجتماعية الارميني ارديم اصاداريان، السفير اللبناني الدكتور جان معكرون، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.

وقد أثار رئيس الحكومة الارميني مسألة احياء اللجنة المشتركة اللبنانية الارمينية التي لم تجتمع منذ العام ال2004، متمنيا ان “يأخذ لبنان هذه المبادرة نظرا للعلاقات الوطيدة والمكثفة بين البلدين”.

ثم عقدت خلوة مطولة بين ابراهاميان وقزي الذي قال على الاثر: “أبديت لرئيس حكومة ارمينيا مشاركة الشعب اللبناني للشعب الارمني في حزنه العميق على المجازر التي تعرض لها في بدايات القرن الماضي خصوصا وان اللبنانيين تعرضوا ايضا في مراحل عدة من تاريخهم القديم والحديث للحروب والمجازر، وهم اكثر من يشعر مع الشعب الارمني في محنته. وأبلغته ايضا سرورنا برؤية دولة أرمينيا تستعيد نهضتها التاريخية والوطنية والاقتصادية رغم كل الاخطار التي تحدق بها والتدخل في شؤون الشعب الأرمني من أطراف عدة. وأكدت لرئيس الحكومة بأن لبنان وإن كان ينأى بنفسه عن الصراعات في الشرق الاوسط والعالم، فإن هذا الموقف لا يمنعه من التمييز بين الحق والباطل، وبين الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه”.

أضاف: “لقد أبلغت رئيس الحكومة تحيات رئيس حكومة لبنان الاستاذ تمام سلام وإعجابه بالشعب الأرمني، كما أبلغته بأن الرئيس سلام تحفظ في قمة التضامن الاسلامي التي انعقدت منذ عشرة أيام في اسطنبول على التوصية التي طرحتها بعض الدول بالطلب الى أرمينيا بسحب قواتها من كراباخ العليا، وقد ابدى رئيس حكومة أرمينيا ارتياحه للموقف اللبناني وثمن بأن يكون لبنان الدولة الوحيدة من الدول المدعوة تمثل على مستوى وزير في احتفالات ذكرى المائة وسنة على المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن عام 1915”.

وكشف قزي أنه تمنى على “رئيس حكومة أرمينيا كما على وزير الخارجية الذي اجتمع به أيضا، بأن تبذل أرمينيا جهدا لدى بعض أصدقائها المؤثرين في لبنان من اجل تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية قبل استفحال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وإنعكاسها على لبنان بشكل غير قابل للرجعة”.

وقال وزير العمل: “لقد أبلغت رئيس الحكومة ووزير الخارجية وكل من التقيتهم من وزراء ومسؤولين في الجمهورية الأرمينية، بأن لبنان يثمن دور الطائفة الأرمنية في لبنان التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من الشعب اللبناني وتساهم في نهضة البلاد وتعزيز وحدتها”.

والتقى قزي ايضا في يريفان، وزراء: العدل ابنييه هوفانييان، الصحة أرمين موراديان وشؤون تنمية المناطق دافيت لوكيان، وكانت أجواء هذه اللقاءات جيدة وأكدت العلاقات الخاصة التي تربط لبنان بأرمينيا، كما ان السمة المميزة لكل هذه اللقاءات كانت بأن جميع الوزراء أبدوا أسفهم العميق وقلقهم تجاه الشغور الرئاسي في لبنان.

وكان قزي شارك ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام، في احتفال اقيم في مبنى النصب التذكاري للمجازر التي تعرض لها الارمن منذ مائة وسنة، بحضور رئيس جمهورية ارمينيا واعضاء الحكومة وبرلمانيين حيث تم وضع اكاليل من الورد على النصب التذكاري.

وأقام السفير اللبناني في ارمينيا مأدبة غداء على شرف وزير العمل دعا اليها اركان الجالية اللبنانية في يريفان. والقى قزي كلمة في المناسبة شدد فيها على “العلاقات الاستثنائية لا المميزة فحسب بين ارمينيا ولبنان حيث يلعب أرمن لبنان دورا مهما منذ ان تجذروا في الوطن اللبناني”، مثنيا على “ما يقوم به المستثمرون اللبنانيون في ارمينيا على صعيد النهضة الاقتصادية للبلاد التي استعادت استقلالها منذ بداية التسعينيات وكان لبنان اول المعترفين بها كدولة سيدة حرة مستقلة”.

 

مذكرة تفاهم خاصة باتفاقية المساعدة القانونية بين أرمينيا والكويت …. في إطار تعزيز التعاون القانوني والقضائي مع أرمينيا

$
0
0

13162084_1324943437532298_1946929120_n 

أفادت “الرأي العام” الكويتية أن وزير العدل الكويتي ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع أكد حرص دولة الكويت على تعزيز مجالات التعاون مع جمهورية أرمينيا بما في ذلك التعاون في المجالين القانوني والقضائي.
جاء ذلك في كلمة للوزير الصانع عقب توقيعه مذكرة تفاهم خاصة باتفاقية المساعدة القانونية في المسائل الجزائية بين الكويت وأرمينيا بحضور نظيرته الأرمينية أربينيه هوفانيسيان.

وقال الصانع إن تلك الاتفاقية جاءت من اعتقاد راسخ بأن هذا النمط من التعاون الثنائي الذي حثت عليه كل المحافل الدولية يمثل ركيزة أساسية نحو اتخاذ اجراءات فاعلة لمكافحة الجرائم والأعمال الداعمة لها.

وذكر أن زيارته السابقة لأرمينيا تعد مثالا للنهوض في العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات وفي مقدمتها التعاون القانوني والقضائي.

وبين أن تلك الزيارة نتج عنها ارساء اتفاقية المساعدة القانونية المتبادلة بين البلدين إضافة الى مساهمتها في توحيد الرؤى الأساسية في عدد من القضايا محل اهتمام الطرفين والمجتمع الدولي بشكل عام.

وأفاد بأن حكومة الكويت ممثلة بقيادتها السياسية حريصة على توطيد أسس العلاقة الثنائية المميزة وتنمية التواصل المشترك وانجاح السبل الكفيلة بتحقيق التعاون الامثل بين البلدين.

وقال ان التحديات السياسية الواقعية المتعلقة بقضايا أساسية لاسيما التي تمس أمن واستقرار المجتمع الدولي تستدعي توحيد الرؤى والجهود لايجاد السبل والآليات الكفيلة للتنسيق المستمر بين البلدين. وثمن الصانع التواصل بين وزارتي العدل في البلدين وذلك في سبيل تعزيز التعاون القانوني والقضائي والدفع نحو التركيز على تقريب الافكار بين الجانبين وبحث الأطر المناسبة للتعاون. وأعرب عن الأمل في استكمال أطر التعاون القانوني والقضائي بين البلدين لتشمل اتفاقيات ثنائية حول التعاون القانوني والقضائي في المسائل المدنية والتجارية وتسليم المجرمين.

وتمنى أن تترجم الجهود المشتركة نحو تعزيز التعاون الثنائي الى واقع اجرائي فاعل وملموس وأن تسهم لقاءات الجانبين في تعزيز أواصر الشراكة المتميزة بين البلدين وتحقيق كامل الاهداف المأمولة.

من جهتها أكدت وزيرة العدل الأرمينية في كلمة مماثلة عمق ومتانة العلاقات مع الكويت وحرص البلدين على تطويرها خصوصا في المجال القانوني والقضائي.

وأعربت هوفانيسيان عن خالص التقدير على دعوتها لزيارة دولة الكويت التي تم خلالها بحث تعزيز أطر التعاون القائم بين البلدين الصديقين.

3 مدن إسبانية اعترفت مؤخراً بإبادة الأرمن

$
0
0

Spain_42916 

ذكرت مصادر في وزارة الخارجية الأرمينية أن 3 مدن إسبانية اعترفت مؤخراً بإبادة الأرمن بين 27-28 نيسان الماضي، وهي: كاركاخينت وألاكواس وإلدان.

حيث صوتت القوى السياسية في مجالس المدن المذكورة لصالح بيان يعترف بإبادة الأرمن.

ممثل الأرمن فى مصر: دم الأرمن فى رقبة أردوغان

$
0
0

rozalwusof 

رغم مرور أكثر من 100 عام على المذابح التركية للأرمن، لم يستطع «المظلومون» محو المرارة من أعماقهم، أو يصابوا باليأس وهم يحاولون إقناع العالم بإدانة المجازر والاعتراف بها، وكذلك إجبار أنقرة على الاعتراف بمسئوليتها الأخلاقية تجاهها.

رئيس الوزراء الأرمني هوفيك آبراهاميان قال في الذكرى 101 للمذبحة: إن بلاده ستستمر فى مطالبتها بالاعتراف الدولى بـ«الجريمة الكبرى»، مشددًا على مثل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.

تقرير لهدى المصري في مجلة “روز اليوسف” المصرية سيتم نشره قريباً.

اعتراف ولاية فيرجينيا الأمريكية بإبادة الأرمن

$
0
0

Tomblin_50416 

أفادت لجنة القضية الأرمنية في أمريكا أن ولاية فيرجينيا الأمريكية أصبحت الولاية الـ44 في الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بإبادة الأرمن.

فقد تقدم حاكم الولاية إيرل ريه تومبلي ببيان حول “التعريف بالإبادات ومنعها”، وذلك في ذكرى الناجين وشهداء الإبادة الأرمنية والمحرقة والابادات الأخرى، مع التأكيد على منع تكرار تلك الجرائم.

وقد رحبت لجنة القضية الأرمنية بالقرار مشيرة الى تزايد أعداد الولايات التي اعترفت بالإبادة الأرمنية.


بيان لحزب الطاشناق حول الانتخابات البلدية

$
0
0

13173646_1118994714788441_2678785266570542890_n 

أصدر مكتب الإعلام لدى حزب الطاشناق في لبنان بياناً هذا نصه:

“شارك حزب الطاشناق بمرشحيها في الانتخابات البلدية التي تجرى في كافة المناطق اللبنانية. وفي بيروت تأتي المشاركة الفعالة للحزب في الانتخابات البلدية لتأمين التمثيل الصحيح لعاصمتنا العزيزة والتي لها رمزية خاصة، ان الطائفة الارمنية في بيروت طائفة اساسية ومتجذرة لعبت دوراً مهماً تاريخياً على مدى عشرات السنوات.
ويرى الحزب ان “لائحة البيارتة” التي تضم مختلف القوى البيروتية تهدف الى تأمين مجلس جديد لبلدية بيروت تعمل على تعزيز مبدأ العيش المشترك وتنفيذ مشاريع انمائية لازدهارها وتحقق المناصفة العادلة وتؤمن فريق عمل قادر على تنمية المنطقة وتحرص على استقرارها، وتعمل على حل مشاكل أهل بيروت وتقف الى جانبهم لتحقيق كافة مطالبهم .
المكنة الانتخابية لحزب الطاشناق عملت في الاسابيع الماضية وستعمل في الايام المقبلة لتأمين اكبر عدد من الاصوات لـ”لائحة البيارتة” ودعم كل المرشحين على اللائحة وكلها ثقة وتأمل ان تضع كافة القوى السياسية جهودها لتنفيذ مشاريع وانجازات جديدة في بيروت. وتؤكد اللجنة المركزية لحزب الطاشناق دعمها الكامل لهذه الائحة وتدعو أهل بيروت الى التصويت لها لتأمين المناصفة والتمثيل الصحيح والعادل”.

مكتب الإعلام – حزب الطاشناق

 

قناة “إم تي في”في جمهورية أرتساخ

$
0
0

tv-1_50416 

بمبادرة من المكتب الإعلامي لحزب الطاشناق في لبنان يتواجد فريق عمل برنامج “تحقيق” التابع لقناة “إم تي في” في جمهورية أرتساخ وعلى رأسهم المخرجة ومقدمة البرنامج كلود أبي ناضر هندي، بالإضافة الى كلود صفير، وسينتيا شدياق وأنطوني مرشاق، وذلك لتحضير وثائقي خاص بمناسبة الذكرى الـ25 لجمهورية أرتساخ، حيث رافقت الفريق محررة الأخبار اللبنانية في جريدة “أزتاك” أرشو باليان.

زاﭬين هاديشيان…النَّحات اللبناني الأرمني الملهم يزرع الجمال في الروابي والمتاحف

$
0
0

zavenn

كلُّ مَن ينطلق من بيروت إلى بلدة بكفيا يلفته على إحدى روابيها نُصبٌ  يسمو إلى العلاء، يمثّل في جوهره شهادة الأرمن الذين أُبيدوا سنة 1915 بيد العثمانيين. ولا يعرف أحد  القاصدين من زوّار بكفيا، أنّ مَن أقام هذا النُّصب الأثري الضخم هو النَّحات اللبناني المبدع زافين هاديشيان.

الصراع  الجميل

فضاءات الإبداع لا حدود لها، فهي تنتشل الفنان من واقعه وتلقي به إلى  عالم يتنازع  فيه الخيال مع الحقيقة، وبعدما ينتهي الصراع، يكون العمل قد تكوَّن وأصبح بادياً للعيان.

عاش زافين هاديشيان منذ فتوّته هذا الصراع الجميل، وانصرف كليّاً إلى ميدان النَّحت فمنحه كامل موهبته، ولهفة روحه، وعُمق ثقافته، ومتانة جُمَلِهِ  النَّحتية، ومعظم حياته.

وفي كتابه «زافين» نشهد رسومَه ومنحوتاته في بدايات مشواره الإبداعيّ الذي  لن ينتهي، وتكتب أناملُه خاتمة له، فهو سيجعل نُصُبَه الرُّخاميّة والنُّحاسيّة  والحجريّة وحتى الورقيّة تنطق بالحضور والإشعاع، وتنصهر بالألم والفنّ والانخطاف، وتحلّق منتصرَة على الوجع والواقع المُرّ المستحيل.

البدايات
أنعم الله على زافين بموهبة الفنّ منذ حداثته، فالتحق في السابعة عشرة من عمره بالأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ببيروت، وتخرّج عام 1952 ليسافر بعدها إلى فرنسا ويتخصَّص في نحت الأجساد والوجوه والأنصبة على مدى السنوات الست، نال خلالها جوائز تقديريّة فرنسيّة ولبنانيّة، ومنحاً دراسيّة تقديراً لمواهبه المتعدّدة.
انصرف زافين إلى الرَّسم والتّصوير الفوتوعرافي أيضاً، وحاز فيهما إعجاب المُتخصّصين والنُّقاد، وما لبث أن أصبح أول أستاذ جامعيّ للنحت في لبنان، فوضع برنامجاً جديداً لتعليم الهندسة المعمارية، وتخرّج تحت إشرافه الكثير من اللامعين في مضمار الهندسة المعمارية والفنون الجميلة.

نُصُب الإبادة

يتصدّر نُصب الإبادة الأرمنيّة قائمة تعرض إنجازات الفنان زافين هاديشيان. فقد تطلّبت إقامته مجهوداً شاقّاً لمجموعة من المهندسين والعمال، الذين تعاونوا على ترسيخه فوق إحدى الروابي.

يبلغ علوّ النُّصب 13 متراً وهو من معدن النُّحاس الخالص، تمّ تدشينه في الذكرى الخمسينية للإبادة الأرمنيّة.
تشقّ يدا النُّصب أجواء الفضاء تعبيراً عن تطلُّع الأرمني نحو المستقبل، وتشهد ركيزته للماضي الذي عاناه أسلافه. لكن رغبة زافين لم تنطوِ على هذا الهدف وحسْب، بل تعدّت  ليغدوَ النُّصب تحيّة وفاءٍ جميلة إلى وطنه لبنان.
أعمال أُخرى

تنوّعت أعمال زاﭬين بأحجامها وموضوعاتها، وانتشرت في البيوتات والمتاحف والساحات، نستعرض في ما يأتي بعضاً منها:

(سينيك الفيلسوف): تتأمّلُ قسمات وجه هذا التمثال النُّصفيّ فتكتشف فوراً بأنَّه لأحد عظماء الإغريق، وخطوط النور التي تتألّق بين خصلات شعره وبقية التكاوين، جعلته نموذجاً فريداً في حقل نحت الوجوه.
(وجه أرام): ينطق هذا الوجه بكل ما يحمله الصدر من أحاسيس ومكنونات متضاربة. ففيه يقترن الألم بالتصميم على مجابهة الحياة، ويمتزج الإجهاد والتعب بالرغبة في تحقيق الهدف، وتسمو الرفعة في النظرات على الإذلال والإذعان، ويبرز الجمال الصارخ في كلِّ تفصيلٍ ليدلّ على الإباء والعنفوان.

(زوجان في بكاء): ما خلف هذه الفكرة؟ وما الذي أبكى الرُّخام وجعل  الزوجين ينطويان على نفسيهما بحنان غير معهود؟!
في هذا العمل المعروض راهناً في متحف يريـﭬان، نلمس بوضوح قُدرة النَّحات على جعل الجماد يذوب عطفاً وحنيناً ورِقّة.
(إحياءً لرودان): قطعة من الرُّخام الكريستالي جعلتها أصابع النَّحات تنساب صعوداً في انسجام لامتناهٍ، إحياءً لعبقريَّة النَّحات الفرنسي رودان صاحب تمثال “المُفكّر”.

(تمثال جبران خليل جبران): في إحدى ساحات بيروت المطلّة على شاطئ المتوسّط، ينتصب تمثال جبران النصفي على قاعدة مرتفعة وسط حديقة خضراء.

لم يعمل زاﭬين على الوجه من خلال صورة تُعرِّف عن جبران، بل ولج إلى سراديب روحه وخفايا أعماقِه، تعرِّف إليه من خلال شِعره ونثره، ومزج الملامحَ بمشاعره الذاتيّة الدفينة، فظهرت كلماته النَّحتيّة الفنّية في عَينَي جبران العميقتين الحالمتين.

(عشتروت تخطف أدونيس): مَن يستطيع منح الحجر جناحين ليحلِّق بهما سوى فنان ملهم وهبه الله ما لا نحلم به نحن؟
اقتبس زاﭬين فكرة خطف عشتروت أدونيس من الميتولوجيا الفينيقيَّة، وجسّدها في عمل احتفاليّ رائع، يوحي للرائي بأنَّ الإلهة عشتروت تلتصق بأدونيس وتطير به إلى الأعالي في وحدة متكاملة.

النهج المعتمد

يرتكز نهج زافين التشكيلي بحسب الناقد الفنّي جوزف طراب على جدلية «الحاجب والمحجوب» التي يعتمدها النَّحات في أعماله، فهو عندما يعمل على الجسد البشري، يجعله جسداً «محجوباً ومستوراً»، فالعُري بنظره «يفرِّق ويبدِّد ويُبعثر، بينما الحجاب يَستر ويصهر ويوحِّد».

في إنجازات زاﭬين تتواصل الأشكال والخطوط والأبعاد لتتلاقى في وحدة متكاملة، تخلق الدهشة للمتأمِّل فتستسلم مشاعرُه للمنحوتة التي تنطلق به إلى آفاقٍ عذراء لم يلج إليها سابقاً.

سليمى شاهين

الجريدة

الكاثوليكوس آرام الأول يثمن دور إيران في رعاية الأقليات الدينية

$
0
0

Vehapar_Iran_50416 

ذكرت “الوطن” أن رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية الكاثوليكوس آرام الأول، أعرب خلال لقائه رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية “أبو ذر إبراهيمي تركمان” عن تقديره العالي للرعاية التي يوليها آية الله الخامنئي، والجمهورية الإسلامية الإيرانية للأقليات الدينية وخاصة الأرمن.

وأفاد تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، من بيروت أن ابراهيمي تركمان التقي الكاثوليكوس آرام الأول، في إطار الزيارة التي يقوم بها للبنان للمشاركة، في المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، بمشاركة وحضور حشد كبير من المفكرين والعلماء المسلمين من دول عربية وإسلامية متعددة ومختلف المذاهب، للبحث في قضايا الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها وفي مقدمها مواجهة الإرهاب التكفيري.

إنهاء أعمال صياغة مشروع فرنسي يجرم إنكار الإبادة الأرمنية

$
0
0

papapzyan_50516 

ذكرت مصارد أرمينية أن رئيس المحكمة الأوروبية السابق جان بول كوستا أنهى أعمال صياغة مشروع فرنسي يجرم إنكار الإبادة الأرمنية.

وقال مراد بابازيان رئيس مجلس تنسيق المنظمات الأرمنية في فرنسا أنه بعد الانتهاء من أعمال المختصين يمكن معرفة السند الدستوري لهذا المشروع.

يذكر أن الرئيس الفرنسي كان قد طرح سابقاً قضية الموافقة على قانون تجريم إنكار الإبادة الأرمنية.

Viewing all 6798 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>