Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6798 articles
Browse latest View live

فرنسا تخلد ذكرى إبادة الأرمن

$
0
0

أزتاك العربي- نشر أستاذ القانون الدولي د. أيمن سلامه في (المصري اليوم) مقالاً بعنوان (فرنسا تخلد ذكرى إبادة الأرمن)، قال فيه أنه آلت فرنسا على نفسها إلا أن تجعل أمس، الرابع والعشرين من إبريل عام 2019م، حدثا جللا في تاريخ القضية الأرمنية، حيث أعلنت فرنسا رسميا للعالم الحر المتمدين أن ما حدث للأرمن في الرابع والعشرين عام 1915م شكل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها، التي صدرت في 9 ديسمبر عام 1948م.
في ذلك اليوم المظلم في تاريخ الأرمن والبشرية، لفظت المجازر حممها حين أصدر الظالم العثمانى فرمانه الأشهر بإبادة الأرمن غدرا، وإبعادهم غيلة، وتعذيبهم جبرا، وتهجيرهم خارج وطنهم قسرا، فاستغرق حصد وتصفية المفكرين الأرمن، وأعلامهم من أهل الثقافة والرأى والإبداع، ساعات بطيئة في عمر الزمن وكئيبة في نفوس البشر في الخامس عشر من إبريل عام 1915م.
وبالرغم من أن القتل عدته اتفاقية منع الإبادة المشار إليها أحد أنماط الإبادة الجماعية، بيد أن الوحش الإبادى التركى الذي دشن قرن الإبادة الجماعية، القرن الماضى، آثر أن يسد على أحفاده أتراك اليوم المنكرين للجريمة أي ثغرة يفلتون منها، فارتكب كافة الأفعال الإبادية المختلفة التي نصت عليها المادة الثانية من الاتفاقية المشار إليها، فصارت الإبادة الجماعية بحق الأرمن جريمة متميزة عن سائر جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت في القرن العشرين، المعروف بقرن الإبادة الجماعية.
إن إصرار الشعب الأرمنى على إحياء قضيته في ضمير العالم المتحضر والتصدى لمحاولات تركيا التهوين من الجرائم المرتكبة تارة، والإنكار تارة أخرى للقضية الأرمنية برمتها، جعل حكومات وبرلمانات الدول، فضلا عن منظمات وجمعيات وهيئات المجتمع المدنى العالمية والوطنية، تقر بأن ما ارتكبته تركيا عام 1915 وما بعدها شكل جريمة إبادة جماعية في القانون الدولى، وهل بعد الإقرار الرسمى بالإبادة الأرمنية من حليفى تركيا: ألمانيا والنمسا، رسميا، في مايو عام 2016م، أي إنكار؟
إن السياسة الممنهجة للإنكار والهروب من المسؤولية، التي تنتهجها كافة الحكومات التركية المتعاقبة، لن تجد أي فتيل للهروب من المسؤولية والإفلات من جبر الدولة الأرمنية، فضلا عن عائلات الضحايا من الأرمن الذين قضوا جراء سياسة عامة ممنهجة نفذتها الدولة العثمانية ضد الأرمن.
إن أحد المبادئ الراسخة في القانون الدولى الاعتراف بحق الضحايا وأسرهم في معرفة الحقيقة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وفى المقابل يقع على الدول التزام دولى بالتحرى عن تلك الحقيقة ونشرها، وقد فعلتها تركيا عام 1919 حين أسست المحكمة العسكرية في إسطنبول لمقاضاة القادة الأتراك الذين ارتكبوا الجرائم، وبالرغم من ذلك تتنصل تركيا الأردوجانية من كل هذه الحقائق.
إن الإقرار بالذنب إعلاء للعدالة، ولا يعد تصفية لحساب، ولكن تهدئة للنفوس المكلومة من أسر الضحايا وتدعيم للتضامن الإنسانى، وإنهاء لثقافة الإفلات من العقاب، وحفظ للجنس البشرى ممن يذبحون وينكرون، ويمسح العار عن جبين الحكومات التركية الذي لايزال يعرق خجلا وفشلا، ولذلك يتحتم على الحكومة التركية أن تنحاز للقيم الإنسانية وتوقر حقوق الضحايا وعائلاتهم وتسوى هذا النزاع مع الحكومة الأرمنية وفقا لقواعد القانون الدولى والعدالة.
إن الإقرار الفرنسى بجرائم الإبادة الجماعية ضد الأرمن واجب دولى، ليس من الناحية القانونية وفقا لقواعد المسؤولية الدولية، ولكن من الناحية الواقعية باعتبار أن فرنسا كانت إحدى الدول الكبرى المتحاربة في الحرب العالمية الأولى، وكان السفراء والقناصل الفرنسيون شهود عدل وثقوا لدولتهم والعالم بأسره الجرم التركى المشهود.


تاريخ الصيارفة الأرمن في الامبراطورية العثمانية كما يرويه بولدوكيان

$
0
0

أزتاك العربي- نشرت جريدة الجمهورية مقالاً بعنوان (تاريخ الصيارفة الأرمن في الامبراطورية العثمانية كما يرويه بولدوكيان)، حيث أشير الى أنه في كتابه «الصيارفة الأرمن في الامبراطورية العثمانية»، يسرد نائب حاكم مصرف لبنان السابق مكرديج بولدوكيان تاريخ المصرفيين الأرمينيين، والدور الطليعي الذي قاموا به، والنهاية المأسوية التي تعرّضوا لها مع الشعب الأرميني.
يقول بولدوكيان في أحد أجزاء كتابه «الصيارفة الأرمن في الامبراطورية العثمانية»: تمكّنت غالبية المصرفيين الأرمينيين ومراكز الصرافة والتجارة من العمل بنجاح على مرّ القرون، ويُعزى ذلك بشكل رئيسيّ إلى سمعتها وخبرتها في التعامل مع تعقيدات عمليات التجارة والتبادل.
تمكّن هؤلاء الوكلاء في الأسواق المالية والتجارية من الوصول إلى جميع أنحاء العالم بفضل سمعتهم، واستطاعوا جذب ثقة القطاعين العام والخاص في الاقتصادات التي يخدمونها.
وأيضًا، استطاع هؤلاء المصرفيون التكيّف مع التغيّرات في السوق المالية، والقوانين والأنظمة الجديدة، وبالإضافة إلى ذلك، تمّ تعيينهم كوكلاء لسك العملات الذهبية والفضية في عصرهم، من قِبَل سلاطين الإمبراطورية العثمانية، والسلالات الملكية الإيرانية، والسلالات القيصرية الروسية والرومانية حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
من بين هذه العائلات التي كانت تعمل في سك العملة المعدنية نجد في الإمبراطورية العثمانية: أميرة دوزيان وشلبي دوزيان وكزاز أرتين أميرة، وفي إيران: آل تومانيان وفي رومانيا واسطنبول مانوج بك ميرزويان.
وليس من المصادفة أنّه حتى بداية الحرب العالمية الأولى، شملت عملات إيران التومان. أوّل مصرفي، قبل ظهور النظام المصرفي في إيران في العام 1918، كانت عائلة تومانيان، تمتلك شركة سك العملة الوطنية الوحيدة المُعترف بها من قِبَل الحكومة.
مُنحت كلّ هذه العائلات ألقاباً نبيلة وأرستقراطية مثل شلبي، وأميرة، وبيك، بالإضافة إلى منحهم الميداليات الملكية من أعلى الرتب والأوسمة والنياشين والدروع من مختلفة المستويات كمكافأة لأدائهم وولائهم.
للأسف…
بالنسبة إلى عائلات المصرفيين ورجال الأعمال البارزين والشركات التي كدّت في عهد الإمبراطورية العثمانية على مرّ القرون (بعد سقوط سلالة باكرادوني وعاصمتها آني)، بهدف تكوين رأس المال والتنمية الاقتصادية وتقدّم الإمبراطورية العثمانية التكنولوجي، نعم، بالنسبة إلى «رأس المال الأرميني» هذا، تعرّض للمصادرة والنهب بأكثر الأشكال نكرانًا للجميل، من قِبَل أجهزة الحكومة العثمانية الحاسدة – الوزارات والسلطات المحليّة والإقليمية، ومن قِبَل حشود غير مخلصة وعدائية وجماهير جائعة ومحرومة وآغات أكراد وقوّات غير نظامية. تعرّض أصحاب رأس المال الأرميني بشكل خاص والشعب الأرميني بشكل عام للهلاك، للإبادة الجماعية، وبعد ذلك، تمّ إعلان كلّ رؤوس الأموال الأرمينية على أنّها «ممتلكات مهجورة».
كما يقتبس دير ماتوسيان في مقاله «المحظور ضمن المحظور» عن مصير رأس المال الأرميني في نهاية الإمبراطورية العثمانية 1915-1923: «هدف الجيل الجديد في تركيا إلى إنشاء طبقة بورجوازية موالية جديدة، مثل سلفه العثماني، وذلك من خلال إطلاق تعديلات مكانية جذرية ودعم إعادة توزيع «رأس المال الأرميني» للنخبة المحلية، ومنهم أعضاء جمعية الاتحاد والترقي الحسودين ورجال الأعمال المسلمين والشخصيات الوجاهية التقليدية ومالكو الأراضي» أونغور 2010؛ كايزر 2006: 62-64.
وبالتالي، تشكّل سلسلة عمليات مصادرة الممتلكات الأرمينية واستملاكها عنصرًا أساسيًّا في الاستمرارية التاريخية الواضحة عند الانتقال من الإمبراطورية إلى الجمهورية.
يضيف بولدوكيان : «بالعودة إلى ملاحظاتي الختامية، منذ فجر التاريخ، عاش الأرمن على الأراضي الأرمينية في آسيا الصغرى – أرمينيا الكبرى ميدز هايك وأرمينيا الصغرى بوكر هايك، جنبًا إلى جنب مع عدد كبير من الدول. عاشوا بسلام أحيانًا وفي حالة حرب كلّما اضطروا إلى حماية أراضيهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، مع الآشوريين والحوثيين والرومان والفرس والعرب والبيزنطيين اليونانيين والصليبيين والعثمانيين والأتراك والروس.
بعد سقوط كيليكيا، آخر مملكة أرمينية في العام 1375 بعد غزو عدد لا يحصى ولا يعدّ من القبائل واللصوص والمجتمعات والجيران الحسودين. في الأخير، انهزموا من قبل العثمانيين الغازين (أك وكارا كيونلوس) بعد سقوط القسطنطينية في العام 1453.
طوال تلك الفترة من تاريخ آسيا الصغرى طوّرت الأمّة الأرمينية الاقتصادات والفن والعمارة والثقافة إلى جانب الدول الغازية.
لقد دفع الأرمن جميع أنواع الضرائب والمساهمات والمستحقات للسلطات المركزية والمسؤولين المحليين والإقليميين. أُطلق على هذه الضرائب اسم «تكاليف الشريعة» و «تكاليف عرفية» من بين أكثر من 500 فئة ضريبية. وقد خدم الأرمن أيضًا ثلاث إمبراطوريات، وهي الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الفارسية بصفتهم كانوا مصرفيين ومموّلين.
بالإضافة إلى ذلك، ساهموا في تيسير التجارة وتطوير الصناعات اليدوية والحرفية والصناعات التحويلية، كما عزّزوا التجارة الدولية من خلال إدخال تقنيات صباغة الحرير وسافروا إلى الشرق الأقصى وأوروبا وروسيا وإلى الشمال، من أجل استيراد الجواهر والذهب والأحجار الكريمة إلى الإمبراطوريات. وتمّ تكليف الأرمن بسك العملات الذهبية والفضية. بنوا الكنائس التي تُعتبر من الروائع المعمارية الخالدة إلى الأبد في عدد من المدن الممتدّة من اسطنبول، عكن، روستوف، القوقاز، ناغورنو كاراباخ (آرزاخ)، جوغا القديمة والجديدة وأصفهان وعدد من المدن الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، خدم الأرمن في الجيوش الملكية لهذه الإمبراطوريات الثلاث من خلال تبوّء مناصب رفيعة مثل مارشالات وجنرالات. في الإمبراطورية العثمانية، تمّ تعيين سايمون بك داديان وعائلته في منصب «باروتجي باشي» لأكثر من قرن.
تُعتبر تركيا العثمانية الدولة الوحيدة التي صادرت «رأس المال الأرميني» من دون تعويض حتى الآن. ويُطلق على هذا النوع من الاستملاك اسم «مال الحرام»، أي الحيازة غير القانونية. لم ينهبوا «رأس المال الأرميني» وحسب، بل قاموا أيضًا بغزو الأرض والاستيلاء عليها وترحيل الشعب وإعدامه من خلال عملية إبادة جماعية أسفرت عن مقتل 1.5 مليون أرميني».
يقول المؤرخ المصري الدكتور محمد رفعت إمام، في كتابه عن «قضية الأرمن في الإمبراطورية العثمانية»، إنّ تركيا الحديثة تأسّست على رماد الأراضي الأرمينية وبفضل رأس المال الأرميني المنهوب والمسلوب. من منظور تاريخي، من المعروف أنّ كلّ ما شيّد على «المال الحرام» لا يدوم طويلًا.

احتفالية بذكرى شهداء إبادة الأرمن في لبنان بعنوان “جلجلة أزهرت ربيعاً”

$
0
0

أزتاك العربي- بمناسبة الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية أقيمت في معراب احتفالية بذكرى شهداء إبادة الأرمن في لبنان بعنوان “جلجلة أزهرت ربيعاً” برعاية حزب “القوات اللبنانية”، حضره العديد من الشخصيات السياسية والروحية، ومنهم الأمين العام لحزب الطاشناك النائب هاكوب بقرادونيان، والنائب الكسان ماتوسيان، ورئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان.
ألقى الإعلامي نيشان دير هاروتيونيان كلمة الافتتاح قال فيها: “في السجن المركزي في روميه التقيت مجريمين ونظرت إلى احد المحكومين وكان لديه ثلاث أوشام على عينه وعندما سالته عن سبب وجودها قال: “إنه وشم نفسه بسبب قتله إبن عمه وعمه وصديق وكل وشم يرمز إلى جريمة ارتكبتها وفي كل يوم أنظر إلى المرآة أرى الأوشام لأشعر بالخذي والعار”، ولو كان القرن العشرين كائن بشري والتقيتموه لكان على وجه مليون ونصف وشمة، مليون ونصف دليل قاطع على أنه شهد على محاولة إبادة الأرمن. الهدف عند الأتراك كان أن يبقى أرمني واحد في المتحف ليقولوا إنه مر من هنا عبر العصور شعب أرمني إلا أنهم فشلوا في ذلك ونحن اليوم في معراب بدعوة من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من أجل أن نحتفل بعد 104 سنوات بمحاولة إبادة العرق الأرمني والأشوري والكلداني والكردي”، مشيراً الى أن “الأرمن يحتفلون بهذه الذكرى في 24 نيسان بإعتبار أن هذا التاريخ يقع في اسبوع الآلام والمسيحيون عبر العالم يتأملون في هذه الفترة بآلام المسيح الذي صلب وعذب ونكل به ولفظ روحه ومات، وبإسم الآب والإبن والروح القدس قهر الموت وقام وبالنسبة للأرمن في أصقاع الأرض نتذكر هذه المجزرة في هذه الفترة بإعتبار أنها سبب وجودنا، والقضية الأرمنية هي سبب وجودي واليوم ان آت إلى هنا من أجل روح جدتي لوسيا وجدي كريكور لاتلو القصة التي عندما قتلوا لجدتي أمها ذبحا وهي في السادسة من العمر تحت الفراش فالتلفزيون هو رسالة من أجل إيصال الفكرة والقضية”.
وأكد أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال البارحة أن الأرمن الذين قتلوا عصابات كان واجب التخلص منها لذا نقول إن العدو أرعن وقح ولا يستحي، لذا أريد أن اوضح للجميع انني أسأل دائما كسائر الأرمنيين من أصل ارمني في هذه الذكرى الوجدانية ماذا يعني لك لبنان لذا أريد أن أقول كمواطن لبناني أعشق هويتي وأرضي وأحب لبنان كما هو بتاريخه وحاضره وبجنونه وفساده وفي هذه الذكرى الوجدانية نسمع صوت فيروز الذي نفتخر انه من الوطن الذي ننتمي له تقول: “بتتلج الدني بتشمس الدني ويا لبنان بحبك تتخلص الدني”.
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن الإبادة الأرمنية.
ثم ألقى رئيس حزب الرامغافار في لبنان سيفاك اكوبيان كلمة قال فيها: “جلجلة أزهرت ربيعاً ليس غريباً على معراب أن تكون ملتقى سنويا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية. وهذه السنة وبحق تحيي أيضا ذكرى مجازر سيفو ضد الأقليات المسيحية ولا سيما إخواننا في القدر والدم والمصير السريان، فقد عودتنا هذه الدار على الوفاء وصون القضية. نجتمع اليوم في معراب رمز السيادة والحرية لنؤكد أن شعار هذه المناسبة “جلجلة أزهرت ربيعا”، وإن عدنا في التاريخ إلى الوراء، لا بد أن نتوقف عند حقيقة بغاية الأهمية. فبرأينا الأتراك لم يرتكبوا المجازر بحق الأرمن لأسباب دينية ولا نحن نتطلع إلى هذ الصفحة الدموية من التاريخ من المنظار الديني، كون المجازر التي ارتكبها الأتراك لم تكن بحقنا كأرمن مسيحيين وإنما بحق الأقليات القومية الأخرى. وعندما ركب جمال باشا السفاح المشانق في ساحة البرج في بيروت لم يفرق بين مسيحي ومسلم. فقد أبدع الأتراك في إجرامهم خدمة لمشروعهم الطوراني العرقي العنصري للسيطرة على المنطقة.
أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جان طالوزيان، فألقى كلمة قال فيها: “أرادوهم دمعة تجف على خد ذليل، فتحولوا جبهة عالية لا تطالها أيديهم المغمسة بالدماء. أرادوهم رمادا يندثر منسيا على طرقات التاريخ، فتحولوا شُهبا تنير دروب المقهورين. أرادوا سلبهم وطنهم، فحملوا معهم وطنهم في قلوبهم”.
وأشار إلى أن “مأساة أرمينيا تختصر كل مآسي الإنسان في كل مكان وزمان. في نيسان 1915 كان الأرمن على موعد مع إعصار الموت الذي خططت له السلطات التركية. فكان أول الغيث قافلة من النخبة الأرمنية تضم زعماء سياسيين وحزبيين ورجال دين وفنانين وأدباء ومثقفين تم إعدامهم بهدف فصل الرأس عن جسد الأمة. ثم عمدوا إلى إغتيال الضباط والجنود الأرمن الذين كانوا قد قاموا بواجبهم بإخلاص إلى جانب الأتراك على جبهة القوقاز وسقط منهم شهداء. وبدأت رحلة الموت وتفنن الأتراك في أعمال الإبادة فابتكروا اساليب جديدة للقتل والتعذيب ومن لم يسق إلى الذبح، سيق في قطعان بشرية إلى مصير مجهول في مناطق صحراوية، تاركا وراءه أحبة لن يراهم مجددا”.
وقال: “ما لا يعرفه الكثيرون هو أن محاولة الإبادة كانت قد بدأت قبل ربع قرن والتي توجت في العام 1895 بمجازر غطت كل أرمينيا التركية وكانت نتيجتها إبادة مئات الآلاف ونهب القرى وإحراق وتدمير مئات الكنائس، والجريمة ما زالت مستمرة. فما يحصل في كاراباخ من إعتداءات من قبل أذربيجان بمساعدة تركية في محاولة لسلب الأرض، ما هي إلا استمرار لما حصل قبل مئة عام. ومن يعرف ميزان القوى على تلك الجبهة يدرك تماما أن ثبات الأرمن هناك ليس إلا نتيجة لإيمانهم بقضيتهم”.
واعتبر أن “المضحك المبكي والمخجل في آن، أن الإدانة ثابتة وتضيق بها الأدلة والبراهين والمجرم لا يزال ينكر جريمته. لكن القضية الأرمنية لا تزال حية من خلال نشاطات ثقافية واجتماعية وفنية تقوم بها القوى الحية في صفوف الشعب الأرمني ومن خلال مؤتمرات دولية ذات أبعاد حقوقية وإنسانية هدفها الحفاظ على مواقف ثابتة ومبدئية لنيل الحقوق. وخلال سيرة النضال هذه تزايد عدد الدول التي اعترفت بالإبادة الأرمنية وذهب بعضها إلى اعتبار إنكار الإبادة هو جرم بحد ذاته”. وشدد على أنه “لا يمكن للقضية الأرمنية أن تموت، فلا القانون الدولي يعترف بمرور الزمن في جرائم الإبادة ولا الإنسانية تقبل به. وكذلك الشعب الأرمني لا يقبل به. فهذا الشعب الذي وصفه الكاتب أنتوني بونار في كتابه (L’exil Armenien) إن هذا الشعب المؤمن والمحارب لا يمكن لتضحيته أن تموت. توزع الأرمن على بلدان كثيرة فاندمجوا في مجتمعاتها حيث تنظموا وبنوا المدارس وعملوا وخرجوا من المياتم بما يشبه القيامة واسسوا عائلات، وشاركوا في نهضة البلدان التي احتضنتهم وابدعوا في مختلف المجالات الفنية والثقافية والعلمية. إلا أن العلاقة مع لبنان كانت مختلفة فسرعان ما أصبح لبنان عاصمة الإنتشار الأرمني. وبينما كانت يريفان تبني ارمينيا السوفيتية كان أرمن لبنان يبنون أرمينيا الإنتشار. صحيح أن طبيعة النظام الحر كان عاملا أساسيا وكذلك تنوع المجتمع اللبناني ساعد الأرمن على الإنخراط. ثم هناك عامل آخر وهو تاريخ المقاومة والنضال على مر السنين لكل من هذين الشعبين. إلا أن كل هذا لا يفسر سر هذا الاندماج الذي جاء طبيعيا لا سيما وان الشعبين لا قرابة بينهما، بما يشبه قول الشاعر: لا يمتان بالقربى، وبينهما تلك القرابة لم يعرف لها سبب”.
وبدوره قال رئيس اللجنة التنفيذية لحزب الهنشاك في لبنان سيبوه قالباكيان في كلمته: “كنت أبحث عن كلام جديد استهل به كلمتي اليوم بينكم خارج اطار المكرر عن القضية الارمنية. قلت ربما مل بعضكم تكرار سماعنا نطالب بالعدالة والاعتراف والتعويض. فلم لا ابحث عن مقاربة جديدة؟ لكنني، ايتها السيدات والسادة، وجدت نفسي مشدودا الى تكرار شعارات قضيتي، قضيتنا، قضية الانسانية والضمير الانساني. وساظل اكررها وسيكررها معي، ومن بعدي، كل شاب وصبية أرمنية. فما مات حق وراءه مطالب. فكيف اذا كان المطالبون شعبا وامة قدمت مليون ونصف مليون شهيد على مذبح الوطنية والتمسك بالجذور والهوية والايمان؟. نعم، بعد 104 سنوات، ها انا ورفاق لي نقف بينكم ونطالب بالفم الملآن: ليعترف العالم بالمجزرة الارمنية ولتعترف تركيا وتعيد الحق السليب الى اهله. نلتقي اليوم مجددا في معراب لإحياء ذكرى أول جريمة إبادة جماعية في القرن العشرين، والذي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني. ولا ننسى مئات الآف شهداء مجازر “سيفو” التي تعرض لها الشعب السرياني- الآشوري – الكلداني وعشرات الآلاف من اللبنانيين الذين سقطوا ضحية سياسة التتريك والفصل العنصري والقهر والتجويع والإضطهاد الذي مارسه العثمانيون الأتراك. ونحن على ثقة، أن تضامن حزب القوات اللبنانية مع قضيتنا ووقوفه الى جانب نضال شعبنا الأرمني، وجميع الشعوب المضطهدة في المنطقة، ليس ظرفيا أو شرطيا. فالقوات التي تحمل في وجدانها الارث النضالي لشعب قاوم التتريك العثماني وكل من هدد الكيان اللبناني، اختبرت معنى الشهادة دفاعا عن لبنان وحرية قراره. فتحية من حزب الهنشاك الإشتراكي الديمقراطي لحزب القوات اللبنانية. تحية لكل الاحرار الذين يشهدون للحق ويؤمنون بالحرية والعدالة”.
وأوضح أن “إحياء ذكرى الإبادة وإستذكار الشهداء ليست مناسبة للحزن أو البكاء على الأطلال. احياء الذكرى فعل تمسك بالذاكرة والهوية. احياء الذكرى لنقول للعالم: نحن هنا ابناء واحفاد الشهداء لم ننس ولن ننسى أو نتهاون في حقوق شعبنا. من خلال إحياء ذكرى الجريمة الكبرى التي لحقت بشعبنا نتذكر ونتضامن مع ضحايا جميع الشعوب التي تعرضت للأبادات، وآخرهم شهداء الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين الذين سقطوا ضحايا جرائم المنظمات الإرهابية التكفيرية. وفيما نحن نطالب ونعمل على احقاق العدالة لشعوبنا، ونناضل من أجل معاقبة المجرمين الأوائل لمنع الجرائم الجديدة، ها هي تركيا عوضا من أن تتواجه مع ماضيها وتتعلم من اخطاءها التاريخية، تقوم اليوم بدعم المنظمات التكفيرية التي تنشر ارهابا وإجراما في المنطقة وتزيد على سجلها جرائم جديدة”.
وأشار إلى أنه “قبل مئة واربع سنوات وصل شعبنا الى لبنان، حيث استقبلهم ابناؤه وضمدوا جراحهم. وهنا ترسخت جذورنا. دمجنا الهوية الأرمنية بالهوية اللبنانية فكان اللبناني من أصل أرمني، إنسان غني بالثقافتين العريقتين، يفتخر بماضيه ويعتز بحاضره”. وقال :”نتشارك اليوم كلبنانيين وأرمن القيم نفسها. قيم العدالة والحرية وحقوق الانسان. وحرصا منا على هذه القيم وعلى دور لبنان في ترجمتها فاننا نتمسك بضرورة النأي عن صراعات المنطقة، والانصراف الى تمتين وحدتنا الداخلية وتوافقنا الوطني. ولدينا تحديات كثيرة للنهوض بها ليس ابسطها واقعنا الاقتصادي الذي صار هاجس الناس ومصدر قلقهم”.
وختم قائلاً: “من هنا، من معراب نجدد العهد للمرة المليون والـ 500 الف، بأننا لن ننسى ولن نتراجع عن مطالبة تركيا بالإعتراف بجريمة الابادة والتعويض. ومن يراهن على نسياننا سوف يخسر وسيكون النصر لنا، النصر الاكيد لنا”.
تلا ذلك كلمة وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيوموجيان قال فيها: “للسنة الرابعة على التوالي أهلا وسهلا بكم في معراب، معراب القلعة والمقاومة والثبات والثورة على الظلم والفساد، معراب سمير جعجع ومعراب حزب القوات اللبنانية الملتزم قضايا الحق الإنساني، فكيف بالحري قضيتنا، قضية إبادة شعب وقضية عدالة وقضية اعتراف بالتاريخ وحقائق هذا التاريخ. مثل كل سنة، نلتقي واياكم بفرح عظيم، مع أن المناسبة حزينة وفيها رهبة. هذه الفرح هو فرح الرب، فرح التضحية، لاننا جميعا ابناء كنيسة نضال وكنيسة رجاء وقيامة. نلتقي لنصلي ونتذكر ونطالِب. نلتقي لنتكلم عن علاقة الأرمن بلبنان ودورهم الريادي في كل الميادين. من الممكن أن الكلام عن “علاقة” هو خطأ وكأن الأرمن ولبنان كيانان مختلفان، فلبنان بالنسبة لنا شجرة أرز وفي الأرزة هناك الجذع والأغصان والجذور هم كل متكامل. دماء وعرق الأرمن اللبنانيين روت تراب هذه الارزة وهي تسري في جذوعها وإغصانها وجذورها”.
وقال : “منذ الصغر كان دائما يسأل والده: “لماذا عائلتك هي نحن فقط، أنا وإخوتي وامي، كان يجيب: “لأن الباقين ماتوا جميعا”، فكان يسأله لماذا عائلة أهلك كانت صغيرة أيضا وكان يجيبه أيضا: “لأن الباقين ماتوا جميعا”. كان يسأله لماذا ليس لديك أولا عم وعمة أو أولاد خال وخالة كان يجيب: “لأن الباقين ماتوا جميعا”، فلأجل هؤلاء الذين ماتوا جميعا سنجتمع دائما لنقول: “لم يموتوا فهم لا يزالون أحياء فينا وسيبقون كلذلك مع كل طلوع فجر وشروق شمس من خلف جبال أرارات الشامخة. وسيبقون كذلك إلى الأبد مع شمس تغيب في أفق بحر لبنان العظيم”.
وأشار الى أن “لبنان الوطن والشعب له علينا الكثير ولكن في المقابل لم نقصر أبدا مع لبنان الدولة، لذلك وبالأذن منكم “حكيم” من الممكن أنه أصبح الوقت أن أطلب من زملائي الوزراء والنواب في تكتل الجمهورية القوية وبالتعاون مع الكتل النيابية الأخرى العمل على مجموعة مشاريع واقتراحات قوانين: أولا: جعل يوم 24 نيسان يوم عطلة وطنية ويوم صلاة عن ارواح شهداء الإبادة الأرمنية والأقليات الأخرى. ثانيا: تعديل المناهج التربوية بحيث يتم اضافة موضوع الإبادة والقضية الأرمنية لتصبح جزءا من كتب تدريس التاريخ اللبناني. ثالثا: تعديل المناهج التربوية بحيث يتم ادخال اللغات القديمة لا سيما اليونانية والروسية واللاتينية والسريانية والأرمنية، كمادة أساسية في المرحلة الثانوية، فيختار الطالب احداها على ان تُعتمد مادة تعويض اختيارية rachat في الامتحانات الرسمية كما هو معتمد في عدة بلدان. رابعا: اعادة الاعتبار الى يوم 6 أيار. لا يضيرنا الإبقاء عليه كيوم لشهداء الصحافة اللبنانية ولكنه بالأساس هو عيد شهداء لبنان الذين قاوموا الاحتلال العثماني وناضلوا من اجل الاستقلال والتحرر. فلنعد لهذا العيد معناه الحقيقي. خامسا: اعادة الاعتبار الى ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت فيعاد تأهيلها بيئيا وفنيا وثقافيا ومعلوماتيا بما يليق بتاريخ الشهداء وبيروت ولبنان”.
والقى بعده المعاون البطريركي للسريان الكاثوليك المطران شارل مراد كلمة قال فيها: “يقال إن الزمن كفيل بالنسيان، وإن صحت هذهِ المقولة، فهل فعلا يطوي الدهر معه حزن الأمسِ ووجع الماضي ؟ هل يمحو من الذاكرة كل أنواعِ الألم وكل أشكالِ الظلم ؟ هل ينسي اليتيم صرخة التقاط أمِه النفس الأخير، ويعوض عنه خسارة الوطن والأرض والأرزاق ؟ هل يعيد وصل من اقتلع قسرا من جذوره وشرد من أرضِ أجدادِه ؟ هل من ينسى كل هذا ؟”.
وتابع: “إن نسي صاحب كل حق حقه، فكيف يمحو من ذاكرة الظالمِ رائحة الدم الزكي الذي سفكه وصدى أنين الأرواح التي أزهقها والكرامات التي استباحها! هل من ضمير لا يثقله هول الجريمة والخطيئة؟ وكيف لو كانت الجريمة، إبادة طالت حياة أكثر من مليون إنسان، نهبت ممتلكاتهم وشرد من تبقى منهم إلى البعيد ليغدوا على سعة الأرض في ترحال دائم. كيف يتبرر من هول تلك الخطيئة من خطط وأعد ونفذ مجزرة، فأعطى نفسه الحق في تطهير العالم من شريك خلق مثله على صورة الله ومثاله؟ هل من ينسى كل هذا؟”.
وقال: “لا.. إن ما حدث من مآس وآلام لا يمكن أن ننساه، ولا يمكن للتاريخ أن ينسى أناسا طالهم السيف فيما كانوا آمنين عزل، ولا أن يمحو من كتابه صفحات لطخت بعار الجريمة التي قوبلت ولا تزال بصمت دولي. جراحنا لم تلتئم، وما زالت تنزف لأن دم أجدادنا ما زال يصرخ فينا، يطالبنا بالإقرار، لأن الإنكار أشد ظلما من الخطيئة نفسها. فكيف ننسى؟ لا لم ننس، ولم تتوان يوما كنيستنا السريانية الكاثوليكية في التزامها أمام شهدائها بمسؤولية الوقوف وقفة تاريخية لإيقاظ الضمير الإنساني القابع في سبات عميق، لحثه على الإعتراف بهذه المجزرة. إلا أن قضيتنا ليست سريانية بحت، وليست قضية مسيحية مشرقية فقط، بل إنها قضية إنسانية بامتياز. إنها قضية قتل الإنسان لأخيه الإنسان، منذ قتل قايين أخاه هابيل؛ قضية عمرها من عمر البشرية، أظهرت الضعف البشري وميل الإنسان للغدر والتفرد”. ولفت إلى أن “قايين لم يكتف بقتل أخيه هابيل ليلغي وجوده ويستفرد بالخيرات، ولكنه لم يقر بالخطأ ولم يتحمل مسؤولية جريمته. وحين سأله الرب، كما ورد في سفر التكوين ( تك 4 : 10): “ماذا فعلت؟ دم أخيك‌ يصرخ إلي من الأرض”، أنكر قايين فعلته. بالطبع الله عالم بما فعل قايين، إنما بسؤاله: ماذا فعلت؟ كان يطلب من قايين التوبة إزاء صرخة أخيه المظلوم والضعيف، والذي يقدر الله وحده أن يرد له حقه بواسطة العدالة. إنما شاء الله أن يظهر له خطورة الإنكار ورفض التوبة، التي تهدد مصير الظالم مهما طال العقاب. في هذه الجريمة الأولى التي وردت في الكتاب المقدس، عبرة لمن لا يعتبر. عسانا نعلم أن مصير الظالم في هذه الدنيا أشد قساوة من فظاعة جريمته، أما من تمسك ببسالة بايمانه وأرضه وعرضه، نال بموته إكليل الشهادة وازدان بثوب الفضيلة والنعمة والقداسة”.
وشدد على ان “ذكرى سيفو ستبقى محفورة في قلوبنا وعقولنا ولن تمحى من ذاكرة شعبنا مهما طال الزمن، لأن شعبا بلا ذاكرة هو شعب بلا تاريخ وبلا قضية. لكن حاضرنا ومستقبلنا بات مربوطا بالأرض التي شاءت الأقدار أن يستقر فيها أجدادنا وينموا ويتكاثروا، فأصبحوا من نسيج هذا الوطن الذي نحمل هويته بكل فخر ونشكل جزءا من تراثه وثقافته”.
وأشار إلى اننا “نجتمع اليوم لنحيي ذكرى أجدادنا، وما أشبه اليوم بالأمس، فما زال أبناء طائفتنا السريانية يعانون مفاعيل ثقافة الإلغاء، في ظل نظام يصنفنا “أقليات مسيحية” ولا يعطينا حقنا في التمثيل السياسي، رغم عملنا الدؤوب يدا بيد مع كل الشركاء في الوطن لبنيان المستقبل الآمن، ورغم أننا لم نوفر جهدا في دعم كل قضايا اللبنانيين. لكن صمود أجدادنا وصلابة تاريخنا، يعطينا الزخم اللازم لنتجذر ونصمد ونصبر، راجين أن يعلم الشريك في الوطن أننا حراس على الوزنات التي وهبنا الله وينبغي أن نعمل جميعا على أن تثمر كل المواهب، بما فيه خير المجتمع”.
وختم قائلا: “لا يسعنا اليوم في الذكرى الرابعة بعد المئة لمذابح السيفو، الا أن نصلي لراحة أنفس آبائنا وأمهاتنا القديسين الذين جاهدوا الجهاد الحسن محافظين على ايمانهم بيسوع المسيح، ونالوا أكاليل الشهادة الواحد تلو الآخر، وهم فرحون ومتأكدون أن لهم وطنا أفضل في ملكوت السموات، رحمهم الله ورحمنا بصلواتهم جميعا، آمين”.
بدوره قال وزير السياحة أواديس كيدنيان في كلمته: “للسنة الرابعة على التوالي يجمعنا رئيس القوات من أجل إحياء الذكرى الأرمنية وأتمنى أن يكون في المرة الخامسة الحضور لا يقتصر فقط على الأرمن”.
وطالب “برد إعتبار 6 ايار باعتبار أن الذاكرة البشرية تتمتع بنعمة النسيان إذا لم يكن هناك من منبه يذكرنا بالواقع الأليم لذا يجب ألا ننسى أن ما لحق بالأرمن لحق بجميع شعوب المنطقة على مر 400 سنة”.
وأشار إلى أننا “في الآونة الأخيرة شهدنا ظاهرة إسمها الداعشية والضمير البشري لم يستطع أن يستوعب كيف يرتكب الإنسان تجاه أخيه الإنسان أبشع الفظائع التي ارتكبتها إلا أن ما شهدناه هو صورة مصغرة عن الإبادة الأرمنية التي عاشتها الإنسانية، صحيح ان مطلبنا واحد وأحد من المرتكب وهو الإعتراف بهذه الإبادة إلا أن المطلب الأكبر هو من المجتمع الدولي للإعتراف بهذه الإبادة، فالواقع القاسي يتيح للمرتكب أن يسمح لنفسه في ذكرى الإبادة وصف الأرمن الذين كانوا ضحية أجداده في انهم يستحقون المصير الذي نالوه”.
مشدداً على أننا “في لبنان لدينا كل الإحترام والوفاء لشعب وحكومة وأرض استقبلتنا ورحبت فينا وسمحت لنا بممارسة طقوسنا الدينية وتعليم لغتنا والحفاظ على تاريخنا والمطلوب أن نجهد في ان نعمل على الوحدة ما بين أطياف الشعب اللبناني ونحن لنا الحق كمجموعة تعرضت لأبشع ما يمكن أن يوصف في التاريخ في أن يكون من الممكن أن نحي يوما من أجل إستذكار هذه المآسي. جميع القادة اللبنانيين على تضامنهم مع قضيتنا الأرمنية. وأكد على أن المطلوب الاهتمام أكثر على مفهوم التعايش، وأنه من حق الأرمن الذين شهدوا أفضع الاضطهادات أن يكون لهم يوم لإحياء الإبادة”.
كما ألقى جعجع كلمة قال فيها: في الذكرى ال104 للمجازر الأرمنية ومجازر سيفو التي حصلت بحق الشعوب السريانية والأشورية والكلدانية، 104 تحيات وتحية لشهداء الحق والواجب والإنسانية. 104 تحيات وتحية من مقر القوات اللبنانية، ومن كل منطقة لبنانية عرفت مثلكم معنى النضال والشهادة والبطولة والحرية.
ولفت الى أنه: “نلتقي اليوم هنا كما في كل سنة، لا لنحيي ذكرى المجازر فحسب، بل لنجدد الولاء للقضية الأرمنية والقضية السريانية والأشورية والكلدانية التي لم تمت ولن تموت، رغم السنين والعقود. يكفيها فخرا أنها لم ترتو من الخلود والمجد والذكرى، رغم عشرات السنين، بينما المجرمون لن يشبعوا موتا وبلاء ولعنات الى ابد الآبدين”.
وقال: “إن كل ليل يحمل في طياته بذور فجره ونهاره، وكل استشهاد يحمل في ذاته بذور قيامته وانتصاره، وكل جلجلة تحمل بذاتها بذور ربيعها، وكل شهيد من آبائكم وأجدادكم حمل لكم بدمائه بذور الأمل والرجاء بغد أكثر إشراقا، وعدالة وإنسانية. صحيح أن شهداء المجازر خسروا حياتهم، لكنهم ربحوا خلود ذكراهم. صحيح أنهم خسروا أراضيهم وممتلكاتهم، لكنهم ربحوا شرفهم وكرامتهم. صحيح أنهم قاسوا كل أنواع القهر والعذابات بسبب قناعاتهم وإيمانهم، لكنهم أقبلوا على حمل صليبهم بفرح عظيم. لا تبكي يا أرض أرمينيا التاريخية ويا أرض مذابح سيفو في ذكرى شهدائك الأبرار، بل افرحي وهللي اليوم بأبنائهم وأحفادهم الأحياء الذين صمدوا، ضمدوا جراحاتهم وكفكفوا دموعهم، ولملموا ذكرياتهم المبعثرة، وتسلحوا بإيمان يزحزح الجبال، وحملوا محبة وطنهم والقضية في قلوبهم حيثما حلوا، وأكملوا المسيرة حتى يتذوقوا نصرا ولو بعد حين، أو يكونوا شهداء للحق حيث الموت عرس فخر للأبطال. إنما النصر صبر ساعة، وانتصار قضية الشعوب المشرقية المقهورة سيكون مدويا وحاسما ونهائيا لأنه صبر أجيال وأجيال”.
وأشار الى أن قضية الشعوب الأرمنية والسريانية والأشورية والكلدانية لم تبدأ اواخر القرن التاسع عشر وتنته في اوائله فحسب، وإنما هي بدأت مع قايين وهابيل، واستمرت مع كل كرامة إنسانية منتهكة وكل حق مغتصب وكل حرية مسلوبة. وإن مقاومة هذه الشعوب المشرقية لا تنحصر عند حدود المجازر الأرمنية ومجازر سيفو فحسب، بل تشمل كل شعب مضطهد ومظلوم في كل مكان وزمان. وقال: “إن شهداء الإبادة الأرمنية وشهداء سيفو ليسوا شهداء المسيحية المشرقية فحسب، بل شهداء كل الشعوب المشرقية، وشهداء الإسلام المعتدل الذي يناضل خصوصا اليوم بدوره أيضا حتى تعم روح المحبة والإخاء والسلام والمساواة في هذا الشرق”.

محطات تلفزيونية إيطالية تبث تقارير عن إبادة الأرمن وتحصد أكثر من 18 مليون مشاهدة

$
0
0

أزتاك العربي- قامت شبكة المحطات التلفزيونية الإيطالية الأربعة (ميدياسيت) ببث تقارير عن إبادة الأرمن، وقد أسهم السيد أليكو بيزيكيان في إنجاح هذه الخطوة.
وقد أفاد لصحيفة أزتاك أن شبكة المحطات (ميدياسيت) التي تضم قنوات (القناة الرابعة) و(القناة الخامسة) و(ايطليا1) و(تي جي كوم)، بدأت ليلة 23 نيسان ببث برنامج وثائقي عن الإبادة الأرمنية، أما في 24 نيسان تم عرض الفيلم خلال الفترات الإخبارية كلها. وذكر مصادر إعلامية أنه نتيجة لذلك حصدت القنوات أكثر من 18 مليون مشاهدة، وقد حصدت القناة الخامسة لوحدها 8 مليون مشاهدة.
يذكر أن البرنامج جاء بعد تحريك قرار الاعتراف بالابادة الأرمنية في برلمان إيطاليا وإعادة المصادقة عليه بأصوات بلغت 382 صوتاً، وهي ظاهرة تعتبر أنها تشكل الإجماع التي تطلب من الحكومة اتخذا خطوات مماثلة. كما أعرب بيزيكيان عن ثقته بأنه من المحتمل أن توافق الحكومة على الاعتراف لاسيما وأن الذين قدموا اقتراح القرار هم أعضاء في كتلة الأغلبية.

حلقة خاصة في الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية ضمن برنامج (سلّم عالسما) على قناة (أو تي في) اللبنانية

$
0
0

أزتاك العربي- عرضت قناة (أو تي في) اللبنانية ضمن برنامج (سلّم عالسما) حلقة خاصة في الذكرى 104 للإبادة الأرمنية، من إعداد وتقديم عبدو الحلو بالتعاون مع مكتب القضية الأرمنية في لبنان.
حيث أكد المحاورون على سياسة تركيا غير المتغيرة، وسياسة الهيمنة، وكيف وقعت شعوب المنطقة ضحية هذه السياسة. بالإضافة الى التركيز على المطالبة بالاعتراف والاعتذار، ومطالبة استذكار الشهداء، وطرح فكرة في المدارس اللبنانية عما حدث للأرمن كي لاتتكرر.
كما قام البرنامج بزيارة الى متحف (أرام بيزيكيان) وميتم (عش العصافير) لأيتام الإبادة الأرمنية، لتوضيح تفاصيل تواجد ميتم الأطفال الأرمن الناجين من الإبادة.
كما جرت محاورة أستاذ تاريخ في معهد ماريوسف في عينطورة شارل حايك ، والأب شارل سلهب الآباء الكبوشيين لتقديم تفاصيل عن تاريخ الميتم والأطفال الأيتام الأرمن.
يمكن متابعة الحلقة على الرابط التالي:

مسيرة بمناسبة الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية في بيروت…والكاثوليكوس آرام يؤكد أن الشعب الأرمني لايقبل تعزية منفذ الإبادة تركيا

$
0
0

أزتاك العربي- في بيروت، شارك أكثر من 20 ألف نسمة في مسيرة بمناسبة الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية، حاملين معهم شعار المطالبة والوعد بإعادة حقوق الشعب الأرمني.
انتقلت المسيرة من برج حمود الى مقر الكاثوليكوسية في أنطلياس، وشارك فيها الأرمن في لبنان من كافة الشرائح والمنظمات والأحزاب والجمعيات والأفراد بعد أن أغلوق محالهم.
وفي باحة الكاثوليكوسية، وضع المسؤولون أكاليل الورود أمام ضريح الشهداء.

كلمة الافتتاح كانت لهاكوب هانديان الذي قدم شكره للدول التي اعترفت وأدانت الإبادة الأرمنية، مؤكداً أن لبنان تبقى الدولة العربية الوحيدة التي أدانت رسمياً الإبادة الأرمنية.
ثم ألقى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي كلمة أشار فيها الى أنه “في ذكرى المجزرة التي لا يمر عليها الزمان أو النسيان، يشرفني أن أقف خطيبا بينكم اليوم، برغبة ودعوة من قيادة الحزب الحليف بشخص أمينه العام، ناقلا إليكم أولا بأول تحيات سيد قصر الشعب، فخامة الرئيس العماد ميشال عون​، المتبحر في تاريخ أطياف شعبنا ووطننا والمستشرف أبدا المخاطر التي قد تتهددنا، ما يجعلنا نرد التحية بألف تحية، معاهدين الرئيس بأننا سنظل العضد لعهده ودوره وموقعه ورمزيته، وقسمه بهدف إنهاض مشروع الدولة من كبوته. كيف لنا أن ننسى ما حل بالأرمن على يد السلطنة العثمانية، وهم المسيحيون​ الأول باعتناق مملكتهم الدين المسيحي رسميا في أوائل القرن الرابع، ما جعل من دولتهم تلك الدولة المسيحية​ الأولى في العالم​؟ وكيف لنا أن ننسى ماذا حل بالسريان والأشوريين والكلدان في مجزرة سيفو على الأرض ذاتها، أرض الظلم والنار والجفاف القاتل في البصائر والضمائر؟ وكيف لنا أن ننسى المجاعة المفتعلة بالحصار في جبل لبنان، والتي قضت على نصف سكانه في الحقبة التاريخية ذاتها وعلى يد الإجرام ذاته، باكورة الإرهاب الشامل والإبادة الجماعية، أي ما يسمى في العصر الحديث بالجرائم ضد الإنسانية، التي تستهدف بالقتل الجماعي والتهجير القسري والإغتصاب الممنهج الجنس​ البشري لأسباب عرقية أو إثنية أو دينية أو بمعرض الحروب التي لا توفر مدنيا أو مسالما أو أسير حرب أو نسوة أو طفولة؟”
وتساءل جريصاتي: “كيف لنا أن ننسى، لا لنراكم الحقد الأعمى بل لتعتبر ونعقد العزم على طلب الإعتراف الرسمي بالمجازر تلك والإبادة والتهجير ، حتى نستكين جميعا وتهدأ أرواح شهدائنا الأبرار، فتتحقق في ذلك العدالة الانتقالية إن وجدنا إليها سبيلا؟” وقال: “إن الإصرار على نفي الإبادة الجماعية من شأنه أن يجعل الجرح نازفا أبدا وغير مندمل، فتتوالى أجيالنا على ذكرى يرتفع معها شاهقا، جدار فاصل من العداء، مجبول بألم الأجيال وعطشها إلى العدالة، وعصي بالتالي على الهدم والاختراق. وأضاف:” الجدار بمفهومنا نحن أهل القانون الدولي هو عنصري بطبيعته وعدائي، على ما هو حال جدران العدو الإسرائيلي، وهو يأسر من يشيده بحق وعناد ونكران مقيت للحقائق التاريخية، وهو أسر عابر للزمن ومنتقل من جيل إلى آخر، ويحول دون الإعتراف بالذنب، من دون هوادة التفاعل التنقوي للذاكرة وأثقالها وآمال السلام العادل”. وقال: “أما اليوم، فأقول لكم أنكم أن أتيتم لبنان، كما أتينا، لنستظل سماء هادئة وسكينة، ونفترش أرضا معطاء وواعدة، حتى إن اكفهر الجو في ما بيننا في بعض الأزمنة الصعبة والمؤلمة من حياتنا العامة، عرفتم أنتم، قبل سواكم، وبسبب تجاربكم القاسية، أن تحافظوا على الوصل والوصال مستحقين بذلك لبنانكم، وقد أصبحتم، بعد الطائف​، الطائفة السابعة المؤسسة له، وبالتالي في صلب القرار الوطني الذي تشاركون في صناعته، بجدارة ومسؤولية عاليتين. وأضاف: “قيل يوما أن الألم ملهم المعجزات، فهنيئا لنا ولكم معجزة عيشنا الواحد في ظل عهد واعد، عل الله يلهم سوانا بأن يطرد من قلبه وذاكرته شياطين الماضي الخبيث والتاريخ الثقيل. فلنبعد جميعا ومعا عن أسوارنا أنور باشا وأسياده وأمثالهم من رحم الاستنساخ، فنسلم ويرغد عيشنا إلى الأبد، في وطن أزلي ارتضيناه جميعا وطنا نهائيا لنا وللأجيال القادمة”.

كما وجه كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول كيشيشيان كلمة قال فيها: “هل يوجد أرمني في هذا الكون لا يعرف المعنى الحقيقي ورسالة هذا اليوم؟ إن ذكرى 24 نيسان هو يوم للتذكر والإمتنان والمطالبة”. بهذه الرؤية والإلتزام يجدد الشعب الأرمني اليوم، وفي كل أنحاء العالم، إيمانه وأمله، ويعزز عزمه ونضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة”. وشدد أن اليوم هو للتذكير، لكل فرد يجري في عروقه دم أرمني أصيل بأنه ينتمي الى شعب كان ضحية للابادة، وهو صاحب الحق للوصية التي تركها مليون ونصف المليون من الشهداء، ويطالب بحقوقهم المشروعة. وقال: “إنه يوم للتذكير لقيادات لجان القضية الأرمنية والأحزاب السياسية وفق المتغيرات السياسية الراهنة، والمصالح الجيوسياسية العالمية أن يوتابعوا القضية الأرمنية لتحقيق الإعتراف الدولي للابادة الأرمنية والتعويض لحقوق الشعب الأرمني. إنه يوم للتذكير لجمهورية أرمينيا كونها صاحبة القضية الأرمنية الشرعية، وهي معنية بوضع حقوق الشعب الأرمني في أولوياتها ضمن سياستها الخارجية، كما جاء في البيان الرسمي لإعلان مئوية الإبادة الإرمنية. إنه يوم لتذكير منفذ الإبادة الأرمنية​، أي تركيا، بأن تعازيه لأحداث 1915 للمتوفين الأرمن في ظروف الحرب حسب تعبيره، ليست مقبولة لشعبنا أبداً. إن الجريمة المخططة والمنفذة من قبل الدولة العثمانية التركية في عام 1915 تعد إبادة جماعية، وهي ليست قابلة للبحث أو الجدل أو التفاوض بالنسبة للشعب الأرمني”.
كما أشار الى أن اليوم هو أيضاً يوم للإعراب عن الإمتنان، للبنان ولكل الدول العربية​ والإسلامية الذين تقاسموا خبزهم مع الناجين من الإبادة الأرمنية، ودافعوا أيضاً عن حقوق الشعب الأرمني. وكذلك الامتنان والعرفان لكل برلمانات الدول التي اعترفت رسميا بالإبادة الأرمنية في السنوات الماضية.

وكذلك امتنان لكل المسؤولين الرسميين والسياسيين الذين خصصوا يوماً خاصاً لذكرى الإبادة الأرمنية، وكذلك من خلال تصريحاتهم حيث أكدوا تضامنهم ودعمهم للقضية الأرمنية المحقة والعدالة. كذلك هو إمتنان لكل المفكرين في الدول الأجنبية الذين أكدوا الحقيقة التاريخية للابادة الأرمنية غير القابلة للجدل. كما أشار الى أن اليوم هو أيضاً يوم تجديد النضال للمطالبة بالحقوق المشروعة. وقال: “كل أرمني هو مطالب. ونحن مطالبون، لأن الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين المرتكبة بحق شعبنا الأرمني بقيت حتى اليوم دون عقاب، وحقوقنا بقيت مغتصبة. إن القانون الدولي، والذي يعترف به منفذ الإبادة، يؤكد على أن -المجازر بحق الشعب هي إبادة. و-أن الإبادة هي جريمة ضد الانسانية، لذا فإنه ينبغي معاقبة مخططي ومنفذي هذه الجرائم بأقصى العقوبات. و-أن التنديد بالإبادة والاعتراف بها يتطلب التعويض لها”.

وختم كلمته قائلاً: “لذا، وفي ضوء مقررات القانون الدولي، نطالب بحقوق الشعب الأرمني المهملة، ولكن لا تمحى بالتقادم. وكما هو معلوم فقد تقدمنا بدعوى قضائية عام 2015 الى المحكمة الدستورية التركية للمطالبة باسترجاع كاثوليكوسية سيس. لكنها رفضت حتى دراسة الملف. وهنا العامل السياسي هو الطاغي في هذه الحالة. لذلك سنتقدم للمحكمة قريباً، وسنستمر بالعملية القانونية رغم الصعوبات. وفي هذه اللحظة وأمام رفات شهدائنا القديسين، بدورنا نضم نداء شهدائنا وشعبنا لنداء الرسول بولس ونناشد كافة المسؤولين في العالم: اخدموا والعدالة. لا تدعوا أن تتحول العدالة الانسانية، التي هي جوهر حقوق الإنسان والقيم الإنسانية إلى ضحية للمصالح الجيوسياسية الدولية المؤقتة، لاتدعوا أن يستخدم منفذ الإبادة أقنعة مختلفة ليضلل الرأي العام، ويحاول باسلوبه التهديدي إفشال أي خطوة مناصرة للأرمن. إن صوتنا في المطالبة لن يهدأ، ولن يتوقف النضال المطلبي، حتى إحقاق الحق للشعب الأرمني”.

باشينيان: “خطاب أردوغان هو خطاب كراهية متطرف، وعلى العالم ألا يسكت”

$
0
0

أزتاك العربي- وصف رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 24 نيسان أنه يشكل مستوى جديد من إنكار الإبادة الأرمنية، وتبرير لقتل أمة.

كما دعا باشينيان العالم والمجتمع الدولي لتسجيل موقفهم من خطاب أردوغان. وقال عن الخطاب: “إنه يوم للذكرى، يحييه الأرمن في العالم، الذكرى الـ104 للإبادة الجماعية للأرمن، لكن الرئيس التركي ينكر من جديد أكبر جريمة في القرن العشرين، ووصفه بأنه “تهجير للأرمن عام 2015”.

وكتب باشينيان على صفحته في التويتر: “إن وصف السكان الأرمن في الإمبراطورية العثمانية الذين تعرضوا لقتل جماعي وقوافل الموت، بالـ”عصابات الأرمنية وأعوانهم”، ووصف قتل 1.5 مليون شخص بـ”نهج موضوعي”، هو ليس فقط مستوى جديد من الإنكار، بل تبرير لقتل أمة”.

وأضاف: “إن تصريح كهذا في 24 من نيسان يعتبر إهانة كبيرة للشعب الأرمني، وللإنسانية جمعاء، وهو خطاب كراهية متطرف من قبل شخص أردوغان، وعلى العالم ألا يسكت”.

باشينيان: “خطاب أردوغان هو خطاب كراهية متطرف، وعلى العالم ألا يسكت”

$
0
0

 

أزتاك العربي- وصف رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 24 نيسان أنه يشكل مستوى جديد من إنكار الإبادة الأرمنية، وتبرير لقتل أمة.

كما دعا باشينيان العالم والمجتمع الدولي لتسجيل موقفهم من خطاب أردوغان. وقال عن الخطاب: “إنه يوم للذكرى، يحييه الأرمن في العالم، الذكرى الـ104 للإبادة الجماعية للأرمن، لكن الرئيس التركي ينكر من جديد أكبر جريمة في القرن العشرين، ووصفه بأنه “تهجير للأرمن عام 2015”.

وكتب باشينيان على صفحته في التويتر: “إن وصف السكان الأرمن في الإمبراطورية العثمانية الذين تعرضوا لقتل جماعي وقوافل الموت، بالـ”عصابات الأرمنية وأعوانهم”، ووصف قتل 1.5 مليون شخص بـ”نهج موضوعي”، هو ليس فقط مستوى جديد من الإنكار، بل تبرير لقتل أمة”.

وأضاف: “إن تصريح كهذا في 24 من نيسان يعتبر إهانة كبيرة للشعب الأرمني، وللإنسانية جمعاء، وهو خطاب كراهية متطرف من قبل شخص أردوغان، وعلى العالم ألا يسكت”.


برلمان البرتغال تبنى قراراً يعترف بإبادة الأرمن

$
0
0

 

أزتاك العربي- في 26 نيسان الجاري، وافق برلمان البرتغال على تبني قرار يعترف بإبادة الأرمن.

وبحسب موقع متحف الإبادة الأرمنية في يريفان فإنه القرار ذكر أنه في 24 نيسان 1915 وبقرار من حكومة تركيا الفتاة تم اعتقال ثم قتل حوالي 250 مفكر أرمني وشخصيات اجتماعية أرمنية. وسجل أن عدد ضحايا إبادة الأرمن يتراوح بين 800 ألف و1.5 مليون ونصف المليون الأرمني.

وإن مجتمع المؤرخين الدولييين يعد تصفية الأرمن من قبل السلطات العثمانية على أنها أول إبادة في القرن العشرين.

ويعرب برلمان البرتغال أسفه حيال شهداء الإبادة الأرمنية، معتبراً إياها عاملاً هاماً في مصالحة الشعوب والدفاع عن حقوق الانسان الأساسية.

كما أشير في نص القرار الى أنه “رغم أن المحاكم العسكرية العثمانية حكمت بالإعدام على منفذي الإبادة عام 1919-1920، إلا أن تلك المحاكمات لم تنفذ. ويعلن البرلمان أنه بالنظر الى المستوى الراهن للقومية والكراهية والتعصب في العالم، فإن ذاكرة الألم الماضي لها أهمية قصوى. وبذلك يؤكد البرلمان على التزامه حيال الدفاع عن حقوق الانسان، ويلفت الى ضرورة تعزيز الحوار بين الشعوب ةالأديان والثقافات والحضارات”.

كما أشار القرار الى أن أقليات مسيحية أخرى في الإمبراطورية العثمانية راحت ضحية سياسة الإبادة أيضاً.

“مذابح الأرمن”…حقائق التاريخ تتجاوز التأويل

$
0
0

 

أزتاك العربي- نشرت (إندبندنت عربية) مقالاً موسعاً بمناسبة الذكرى الـ104 للابادة الأرمنية بقلم الصحفي أحمد عبد الحكيم.

وجاء أن (إندبندنت عربية) تقدم قراءة تاريخية ووثائقية لأحداث 1915/ 1916… والتنديد الدولي يتواصل في مواجهة إنكار أنقرة.

“حقائق التاريخ كمعالم الجغرافيا ثابتة يصعب تجاوزها وإن أفضت إلى صراعات ونزاعات وتأويلات مختلفة بشأن طبيعتها وتبعيتها”، هذا ما ينطبق على ما يعرف بـ”مذابح الأرمن”، فمع إحياء الذكرى الرابعة بعد المئة لارتكابها على يد القوات العثمانية في الفترة ما بين ربيع 1915، وحتى خريف 1916، لا تزال وقائع تلك الأحداث تلقي بظلالها على علاقات أنقرة الخارجية حاملة في طياتها آلام ومعاناة الشعب الأرميني.

وبعد أكثر من 100 عام، تحاول “إندبندنت عربية” تقليب أوراق التاريخ والوثائق، وآراء من كتبوا عنها،  للبحث في حدث وقع في عهد حكم جماعة “تركيا الفتاة”، ضد الأرمن، الذين يتمسكون حتى اليوم بأن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير، بسبب الشك في دعمهم لروسيا في أثناء الحرب العالمية الأولى (1914/1919)، مقدّرين أعداد قتلاهم بنحو مليون ونصف المليون أرميني، فيما تتمسك أنقرة بالتشكيك فيما هو معلن من جانب الأرمن، رغم عدم إنكارها للأحداث كلياً، مقدّرة أعداد الضحايا ما بين 300- 500 ألف، وتقول إنهم سقطوا نتيجة حرب أهلية. كما ترفض استخدام لفظ “إبادة” أو “مذبحة”، كما تعلن أن أرشيفها مفتوح حتى النهاية لكل من يريد معرفة الحقيقة بشأن المسألة الأرمينية. وبين هذا وذاك يثور التوتر بين المجتمع الدولي وأنقرة بشأن تلك المسألة، لا سيما مع تسمية أكثر من 20 دولة حول العالم، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، ما حدث “مذبحة وإبادة جماعية”، وهو ما يتوافق ورأي أغلب مؤرخي القرن العشرين، فما الذي حدث؟

24 أبريل (نيسان) تاريخاً لإحياء “الإبادة”

يعود اختيار هذا التاريخ إلى يوم 24 أبريل(نيسان) من العام 1915، عندما اعتقلت السلطات العثمانية، تحت قيادة حكومة “تركيا الفتاة”، ما يقرب من 600 شخص من مثقفي وأعيان المجتمع الأرميني في العاصمة العثمانية القسطنطينية (إسطنبول الحالية)، وقامت بترحيلهم إلى منطقة أنقرة ليلقى معظمهم حتفهم في نهاية المطاف.

ووفق “موسوعة براتينكا” الإنجليزية، في أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى (1914-1918) واصلت السلطات العثمانية اضطهادها المنظّم للأرمن وقامت بحملات كبيرة من التهجير القسري لمئات آلاف السكان من قراهم وأراضيهم وإعادة توطينهم في مناطق أخرى من الإمبراطورية، وبخاصة في بلاد الشام وسوريا، تحت مظلة قانون “التهجير”.

وطبقا للإحصاءات التي أصدرها الأرمن حول أعداد ضحايا هذه المجازر، فإن ما يقرب من 1.5 مليون أرميني قتلوا جراء هذه السياسة القمعية المنظمة قبل سقوط الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى. وبحسب المؤرخ والمدرّس بالمعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية (الجيوبوليتيكا)، ريمون كيوركيان، فإن “الأرمن قد أبيدوا باسم القومية، المرض الذي نخر عظام أوروبا آنذاك، التي كان هدفها تطهير الأمة من العناصر الأجنبية، (الميكروبات) كما كان يطلق عليهم في هذا العهد”.

ووفقاً لمواقع تاريخية فإن إبادة الأرمن بدأت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، إذ ادّعت الدولة العثمانية أن روسيا أثارت الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت الدولة العثمانية حينها أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام 1905. وإثر ذلك هجّرت الدولة العثمانية بين عامي 1915-1917 أكثر من مليون أرميني لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عنهم الدعم الروسي، وتم التهجير والترحيل القسري بطرق بدائية، فمات من هؤلاء عدد كبير، في ظل ظروف قاسية لتؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ.

ولا يوجد إجماع حول عدد الأرمن الذين فقدوا أرواحهم خلال الإبادة الجماعية، ولكن هناك اتفاق عام بين المؤرخين الغربيين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، وتشير “موسوعة بريتانيكا” إلى بحث المؤرخ أرنولد توينبي، ووزارة الخارجية البريطانية، بما يفيد بأن 600,000 أرميني “ماتوا أو ذبحوا أثناء الترحيل” في تقرير تم جمعه في 24 مايو (أيار) 1916، غير أن هذا الرقم لا يمثل سوى السنة الأولى للإبادة الجماعية ولا يأخذ في الاعتبار أولئك الذين ماتوا أو قُتلوا بعد مايو من عام 1916، وفقا لوثائق نشرها فرنسيون وألمان تعود إلى محمد طلعت باشا أحد الزعماء الثلاثة في جمعية “الاتحاد والترقي” العثمانية، والذي عمل وزيراً للداخلية، ثم صدراً أعظم للدولة العثمانية عام 1917.

وبحسب تلك الوثائق، فإن عدد الأرمن الذين عاشوا في الدولة العثمانية قبل عام 1915 بلغ مليون و256 ألف نسمة، فيما تقول “موسوعة برتانيكا” إن هذا الرقم لم يأخذ سكان الأرمن البروتستانت في الحسبان، مشيرة إلى رأي المؤرخ آرا سارافيان، الذي يقول إن عدد سكان الأرمن بلغ نحو مليون و700 ألف نسمة قبل بداية الحرب. ومع ذلك انخفض هذا العدد إلى 284 ألفاً بعد عامين في عام 1917، ما يؤكد حدوث “الإبادة الجماعية”.

ماذا حدث للأرمن؟

كان المسيحيون الأرمن إحدى الجماعات العرقية خلال فترة الإمبراطورية العثمانية. وفي أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، شكَّل بعض الأرمن منظمات سياسية ساعين إلى مزيد من الحكم الذاتي؛ مما أثار شكوك الدولة العثمانية حول مدى ولاء الطائفة الأرمينية داخل حدودها.

وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول)  1895، استولى الثوار الأرمن على البنك الوطني في القسطنطينية، مهددين بتفجيره وقتل أكثر من 100 رهينة ما لم تمنح السلطات للأرمن حكماً ذاتياً إقليمياً. وعلى الرغم من التدخل الفرنسي لإنهاء الحادثة بطريقة سلمية، ارتكب العثمانيون سلسلة من المذابح، ليبلغ إجمالي عدد قتلى الأرمن بين 1894 و1896 أكثر من 80 ألف أرميني، وفقاً للمؤرخ آرا سارافيان.

وفي عام 1908، استولى فصيل أطلق على نفسه اسم “الأتراك الشباب” على السلطة في القسطنطينية (العاصمة العثمانية)، وهم جماعة تتألف أساساً من ضباط وبيروقراطيين عسكريين ولدوا في البلقان، وتولوا عام 1906 قيادة جمعية “سرية” عرفت باسم “جمعية الاتحاد والترقي” وحولوها إلى حركة سياسية، معلنين أن الهدف من ذلك إنشاء نظام دستوري ليبرالي علماني يضع جميع الأفراد على قدم المساواة، وقالوا إن غير المسلمين سيقبلون القومية التركية إذا كانت النتيجة التحديث والازدهار.

وفي بادئ الأمر، بدا أن الحكومة التركية تستوعب بعض المظالم الاجتماعية الأرمينية، لكن سرعان ما تحوّلت المظاهرات الأرمنية المطالبة بالحكم الذاتي إلى أحداث عنف في ربيع 1909، حيث قتل الجنود العثمانيون والقوات غير النظامية والمدنيون نحو 20 ألف أرميني في مدينة أضنة وحولها، فيما قتل الأرمن أيضاً ما يصل إلى ألفي مسلم خلال المعركة، بحسب رواية “طلعت باشا”.

وبين عامي 1909 و1913، غيّر نُشطاء جمعية “الاتحاد والترقي” اتجاههم سريعاً نحو رؤية متقدمة وقومية للإمبراطورية. فقد تصوروا دولة مستقبلية “عثمانية” غير متعددة الأعراق، ولكنها تركية من الناحية الثقافية والتعايش بين أفرادها، إلا أن المناطق كثيفة السكان للمستعمرة الأرمينية الموجودة في الأناضول الشرقية كانت بمثابة عائق سكاني أمام طموحاتهم. وبعد سنوات عدة من الاضطرابات السياسية، تولّى قادة جمعية “الاتحاد والترقي” السلطة بطريقة ديكتاتورية خلال أحداث 23 يناير (كانون الثاني) 1913.

الحرب العالمية الأولى وعملية “الإبادة الجماعية”

ارتبطت “مذابح الأرمن” بحقبة الحرب العالمية الأولى (1914/1919)، في الشرق الأدنى والقوقاز الروسي، وبعد أن شاركت الإمبراطورية العثمانية رسمياً في الحرب في نوفمبر (تشرين الثاني) 1914 إلى جانب دول المحور (ألمانيا والنمسا والمجر) ضد قوى الوفاق (بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وصربيا)، وفي 24 أبريل (نيسان) 1915 بدأت السلطات العثمانية بترحيل المئات من الأمن بدعوى تواصلهم مع الروس، وأنهم على استعداد لتسهيل دخول القوات الفرنسية-البريطانية.

ومع بدايات مايو (أيار) 1915، توسعت السلطات العثمانية في عمليات الترحيل والتهجير القسري، حيث زحف الأرمينيون للتخييم في المناطق الصحراوية في الجنوب، كما نشأت العديد من تلك القوافل في ستة أقاليم أرمينية ذات كثافة سكانية موجودة في شرق الأناضول- طرابزون، وأرضروم، وبتليس، وفان، وديار بكر، ومعمورة العزيز، ومنطقة ماراس- وأخيراً في جميع نواحي الإمبراطورية.

وتنفيذاً لأوامر الحكومة المركزية في القسطنطينية، قام الضباط العثمانيون وحلفاؤهم بعمليات إطلاق نار واسعة وترحيل بمساعدة مدنيين محليين. قتلت الأجهزة العسكرية والأمنية العثمانية ومساعدوها غالبية الرجال الأرمن في سن القتال، إلى جانب آلاف النساء والأطفال. كما تعرّضت المسيرات المهجّرة للأرمن، والتي كانت من كبار السن والنساء والأطفال الناجين، إلى “هجمات وحشية” من ضباط الإقليم والعصابات البدوية والعصابات الإجرامية والمدنيين، ليلقى مئات الآلاف من الأرمن حتفهم قبل وصولهم إلى المخيمات، بحسب “موسوعة بريتانيكا”.

من أصدر الأوامر؟

بحسب المؤرخ أرنولد توينبي، فإن حكومة جمعية “الاتحاد والترقي” استخدمت على نحوٍ منهجي الوضع العسكري الطارئ لتفعيل سياسة سكانية على المدى الطويل، تهدف إلى تعزيز العناصر التركية في الأناضول على حساب السكان المسيحيين (أساساً الأرمن، ولكن أيضاً من الآشوريين المسيحيين). ووفق ما نشرته وثائق أرمينية وأميركية وبريطانية، وأيضا فرنسية، فإن قيادة جمعية “الاتحاد والترقي” استهدفت عمداً السكان الأرمن في الأناضول، حيث أصدرت الجمعية تعليمات من القسطنطينية وتأكدت من تنفيذ تلك التعليمات من خلال عملاء في منظمتها الخاصة وإداراتها المحلية. وأتت المبادرة والتنسيق من دائرة حكم “الاتحاد والترقي”، ولعل أبرزهم طلعت باشا (وزير الداخلية)، وإسماعيل أنور باشا (وزير الحرب)، وبهاء الدين صقر (المدير الميداني للمنظمة الخاصة)، ومحمد ناظم (زعيم التخطيط الديموغرافي).

ومن بين دوافع تلك العملية، وفق توينبي، سعي النظام العثماني إلى ترسيخ مكانته وقت الحرب والتمويل لتحويل الأناضول إلى “التتريك”، وذلك بمصادرة أصول الأرمن المقتولين أو المرحلين. وكان إعادة توزيع ممتلكات الأرمن دافعا لكثير من الأشخاص العاديين للمشاركة في الهجوم على الأرمن.

متى أثيرت قضية الأرمن؟

مع مرور سنوات على “مذابح الأرمن”، أثار الإنجليز لأول مرة تلك الأحداث، مع دخولهم إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1919، إذ قبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم، غير أن معظم المتهمين هربوا أو اختفوا فحكم عليهم بالإعدام غيابيا، ولم يتم إعدام سوى حاكم مدينة يوزغت.

وبعد عقود، اعترفت 20 دولة و42 ولاية أميركية رسميا بوقوع المجازر كحدث تاريخي، كما اعترفت بعض المنظمات الدولية رسميا بـ”الإبادة الأرمينية”، مثل الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الإنسان، فيما تصرّ تركيا على أن سبب وفاة الأرمن ظروف الحرب والتهجير، وتم تمرير الفقرة 301 في القانون التركي في عام 2005 يجرّم فيه الاعتراف بالمذابح في تركيا. يذكر أن هناك أكثر من 135 نصبا تذكاريا، موزعة على 25 بلدا، تخليدا لذكرى “الإبادة الجماعية” للأرمن.

كما يذكر أن العديد من البرلمانات اعتمدت قوانين وقرارات تعترف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن، ووفقاً للمعهد الوطني الأرميني، فقد اعترف 26 برلماناً بـ”الإبادة الجماعية”، مثل الأرجنتين، والنمسا، وبلجيكا، وبوليفيا، والبرازيل، وبلغاريا، وكندا، وتشيلي، وقبرص، وفرنسا، واليونان، وإيطاليا، ولبنان، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، وباراغواي، وبولندا، وروسيا، وسلوفاكيا، والسويد، وسويسرا، والولايات المتحدة، وأوروغواي، والفاتيكان، وفنزويلا.

الخلاف يتجدد في 2019

في الوقت الذي أحيت فيه أرمينيا الذكرى السنوية الـ104 لـ”مذابح الأرمن” في العاصمة يرفان، منعت السلطات الأمنية التركية أي مظاهر لإحياء الذكرى داخل تركيا، فيما تجدّد التوتر مرة أخرى بين أنقرة وباريس من ناحية، فضلا عن “تنابز” بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترمب، من ناحية أخرى بشأن “مذابح الأرمن”.

في باريس، وللمرة الأولى، أعلنت فرنسا يوم الرابع والعشرين من أبريل (نيسان) يوما وطنيا لتخليد ذكرى المذابح التي قام بها الأتراك خلال الحقبة العثمانية ضد الأرمن. وجاء الإعلان في بيان ألقاه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأول من أمس، أثناء العشاء السنوي للمجلس التنسيقي للمنظمات الأرمينية في فرنسا، تنفيذا لوعد انتخابي كان قد قطعه على نفسه.

وفي المقابل، نددت تركيا بالقرار. ونشر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بيانا، قال فيه إن ماكرون يواجه مشاكل داخلية في بلاده ويلجأ إلى “تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ وضعه”. فيما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن أرشيف بلاده مفتوح حتى النهاية لكل من يريد معرفة الحقيقة بشأن المسألة الأرمينية. ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله “التهجير شيء، والمجازر شيء آخر، وعلى العالم أن يُدرك بأن أرشيفنا مفتوح لكل من يريد معرفة الحقيقة”.

ودائما ما كانت مذبحة الأرمن محل خلاف بين تركيا وفرنسا، التي تعتبر إنكار مذبحة الأرمن جريمة تستوجب عقوبة السجن لمدة سنة وغرامة قدرها 45 ألف يورو، وذلك بموجب قانون أقره البرلمان الفرنسي في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

تنابز بين ترمب وأردوغان

أشعلت ذكرى “مذابح الأرمن” مرة أخرى معركة كلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس التركي أردوغان، حيث انتقد ترمب مذابح الأتراك ضد الأرمن بمناسبة مرور 102 عام عليها، حيث وصفها بأنها إحدى أسوأ الفظائع الجماعية التي ارتكبت في القرن العشرين، لكن دون الإشارة إليها بأنها “إبادة جماعية”.

ووصف ترمب “الإبادة الجماعية” للأرمن على يد الأتراك بـ”الجريمة العظمى” للمرة الثانية؛ وقال ترمب في بيان له “اليوم نتذكر ميدس يغرون (الجريمة العظمى) ونحيي ذكرى أولئك الذين عانوا في واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين”. وأضاف “في يوم الذكرى، نحن نشارك مرة أخرى المجتمع الأرميني في أميركا، وجميع أنحاء العالم في أحزانهم على أرواح الكثيرين الذين فقدوا حياتهم”. وتابع “إنه بدءاً من عام 1915، تم ترحيل مليون ونصف مليون أرميني وقتلهم واقتيدوا إلى الموت خلال السنوات الأخيرة من حكم السلطنة العثمانية”.

واستخدام عبارة “الجريمة العظمى” هو ثاني مرة يستخدمها ترمب منذ تسلمه الرئاسة، حيث استخدمها للمرة الأولى عام 2018، كما استخدمها الرئيس الأسبق باراك أوباما، في 24 أبريل (نيسان) عام 2015، عندما أصدر بياناً في الذكرى السنوية للإبادة الجماعية.

وعلى مدار سنوات أصدر رؤساء الولايات المتحدة بيانات في الرابع والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية، وحتى الآن لم يستخدم أي رئيس مصطلح الإبادة الجماعية في مناسبة عامة باستثناء الرئيس السابق رونالد ريغان الذي استخدمه خلال إحدى المناسبات العامة، وهي حفل افتتاح متحف الهولوكوست في واشنطن عام 1981.

مذكرات المطران جان نزليان.. حقيقة المجازر الأرمنية والمسؤوليّات

$
0
0

 

أزتاك العربي- مذكرات مطران الأرمن جان نازليان، أسقف طرابزون، عن الأحداث السياسيّة والدينيّة في الشرق الأدنى، من العام 1914 حتّى العام 1928 (4)

د-حقيقة المجازر والمسؤوليّات (ص 17-35)

في كتابه المعزّز بالوثائق وعنوانه “عصبة الأمم والقوى العظمى أمام القضيّة الأرمنيّة” يكرّس السيّد أندريه ماندلستام، كبير المترجمين السابق في السفارة الروسيّة في القسطنطينيّة، والمدير السابق في وزارة الخارجيّة الروسيّة، فصلاً كاملاً للوثائق الدبلوماسيّة الرئيسيّة العائدة إلى المجازر، نقتطف منه ما يلي:

” إنّ حكومة الأتراك الفتيان استغلّت الحرب العالميّة لإبادة حوالي مليون أرمني في تركيا، أكان بالقتل المباشر، أو بتركهم يموتون من الجوع، أو العطش، أو الأمراض، أو المعاملة السيئة. إبّان فصلَي الربيع والصيف من العام 1915، وبأمر من حكومة الأتراك الفتيان إلى قادة الجيش والسلطات المدنيّة في المحافظات، تمّ القضاء على قسم من الأرمن في الولايات التركيّة الشرقيّة، في أماكن تواجدهم، ورُحِّل القسم الآخر نحو الجنوب، وتمّ القضاء عليهم في الطريق.”

جاء اضطهاد الأرمن والمذابح التي تعرّضوا لها في تلك الفترة (1914-1915) أكثر قسوة من سابقاتها. وهل باستطاعة الأتـراك إلاّ أن يغتنموا تلك الفرصة الملائمة للقضاء على هؤلاء المسيحيين المكروهين. فبعد عمليّات الترحيل والقتل التي جرت في أرمينيا الكبرى والصغرى، جاء دور المجاعة المفتعلة من الأتراك للقضاء على الجنس الأرمني، وصارت المدن والقرى تعجّ بقوافل الأرمن المعدّة للذبح. بلغ عدد الضحايا، من ساحل البحر الأسود حتّى صحاري سوريا وبلاد ما بين النهرين، أكثر من مليون ضحيّة، كما جاء في شهادة أحد المرسَلين الطليان. يقول رينه بينون، في كتابه “القضاء على الأرمن” المنشور في العام 1916، أي أثناء المجازر التي بدأت منذ منتصف العام السابق، إنّ عدد الضحايا الوارد في بعض الصحف والمقدّر بـ 850،000 هو مبالغ به، ويعتقد أنّ العدد الأصحّ هو حوالي 500،000. نضيف إليه، من دون مبالغة، مليونًا آخر من الضحايا الذين سقطوا نتيجة التدابير المتخذة أثناء الحرب وما بعدها حتّى تاريخ إخلاء كيليكيا وولايات الأناضول حين عاد قسم كبير من الناجين بعد إعلان هدنة مودروس [مدينة واقعة في جزيرة ليمنوس اليونانيّة].

لم تتّخذ السلطات التركيّة أي تدبير لتموين القوافل، وتأمين الحماية لها، بل قامت بتشجيع وحتّى بتدبير الهجوم عليها، ونهبها من قبل القرويين وقطّاع الطرق الأتراك والأكراد، أو القضاء عليها من قبل رجال الدرك أنفسهم المسؤولين عن حمايتها. سقط آلاف المرحَّلين المنهوكين، نتيجة الجوع والعطش والتعب. وفي بعض الأحيان، كان الجلاّدون يقومون بإغراق ضحاياهم في الأنهر، أو يحرقوهم أحياء، أو ينهالون عليهم بالضرب، ويتفنّنون معهم بأبشع أنواع التعذيب. وفي غالب الأحيان، يخطفون الصبايا والأولاد، ويبيعوهم إلى بيوت الحريم عند المسلمين. وكان بعض المرحَّلين يموتون من الجوع أو المرض عند وصولهم إلى معسكرات الاعتقال غير الصحيّة في بلاد ما بين النهرين أو الصحراء العربيّة، أو بكلّ بساطة، يتمّ قتلهم فيها. قال ليبسيوس، الشاهد الألماني: “إنّ ترحيل الأرمن لم يكن سوى وسيلة مهذبة للقضاء عليهم”.

جرت هذه الأعمال الفظيعة أثناء الحرب الكبرى، وتمّ التحقّق منها من خلال أدلّة دامغة. جمع “الكتاب الأزرق” الصادر عن الإنكليز، ومنشور “جمعيّة إغاثة الأرمن” السويسريّة، مادّة فادحة بحقّ تركيا، صادرة بمعظمها عن شهود عيان من جنسيّات محايدة، كالأمريكان والسويسريين والدانماركيين، وعن مرسَلين، وراهبات المحبّة، وموظفي الصليب الأحمر، والأطباء، والمعلّمين؛ وهناك بعض الشهادات الصادرة عن الألمان أنفسهم، مثل شهادة الأستاذ مارتن نيباج [أستاذ الصفوف العليا في المعهد التقني الألماني في حلب]. وبعد الحرب، أجازت الحكومة الألمانيّة للدكتور يوهانس ليبسيوس نشر مراسلات وزارة الخارجيّة، منذ العام 1914 حتّى العام 1918، وفيها ما يبيّن، بشكل فاضح، الفظائع التي ارتكبها الحليف التركي (ألمانيا والأرمن، يوهانس ليبسيوس، بوتسدام، 1919)…

ما جمعه الدكتور ليبسيوس في تلك التقارير يدحض بشكل كامل ونهائي جميع الروايات والأكاذيب التي روّج لها الأتراك الفتيان لإنكار مسؤوليتهم أو التقليل من أهميّتها. كما جاء الكتاب ليضع حدًّا للرواية التركيّة الرسميّة عن أعمال العصيان التي قام بها الأرمن. قبل البدء بعمليّات الترحيل، لم تجرِ سوى ثلاثة صدامات قليلة الأهميّة بين رجال الدرك وبعض الفارّين من الجنديّة في موش وزيتون ووان. وبعد البدء في المجازر، وفي بعض الأماكن مثل أورفا ووان والسويديّة وشاهين كاراهيسار [في حزيران 1915، قامت ميليشيا الهنشاق المؤلّفة من 250 رجلاً بانتفاضة ضدّ القوّات العثمانيّة، وتمركزوا في حصن خارج المدينة، وقاوموا الهجوم العثماني لمدّة شهر كامل] لم يبد الأرمن سوى مقاومة مسلّحة للقادمين لقتلهم، رأى فيها الأتراك مقاومة غير مرغوب فيها، وهم المعتادون، حسب ما كان يجري في الماضي، على موقف لا مبال من الضحايا. وهكذا، فإنّ ثورة وان الذائعة الصيت تمّت على الشكل التالي: بعد أن قام الوالي جودت بك بالهجوم على القرى المجاورة، والفتك ببعض الزعماء الأرمن، تحصّن أرمن وان في حيّهم، واستبسلوا في الدفاع عنه ضدّ القوات التركيّة لحين وصول الجيش الروسي.

ولم يَخسر الأتراك أكثر من ثلاثمئة رجل في جميع تلك الانتفاضات المزعومة، حسب ما قاله الألمان (راجع كتاب الدكتور ليبسيوس: ألمانيا والأرمن، ص. 78-69).

إنّ تقارير القناصل الألمان تقدّم تكذيبًا قاطعًا لاتهام آخر ساقه الأتراك بحقّ الأرمن، وهو التخطيط لعصيان شامل في جميع أنحاء الإمبراطورية. تؤكّد هذه التقارير عكس ذلك القول، وتقول بأنّ سلوك الأرمن لا غبار عليه، ولا وجود لأيّ دليل على خيانتهم (راجع كتاب الدكتور ليبسيوس: ألمانيا والأرمن، ص. 70).

أخيرًا، إنّ أخبار القيل والقال التركيّة عن مجازر ارتكبها الأرمن بحقّ الأتراك ليست إلاّ ضربًا من ضروب الخيال. في كتابه المذكور، يقدّم الدكتور ليبسيوس مثلاً عن تلك الاتهامات التركيّة النابعة عن نيّة سيئة واضحة. في 29 حزيران 1915، صدر بيان تركي يؤكّد أنّ ثلاثين ألفًا فقط من السكّان المسلمين في ولاية وان، البالغ عددهم مئة وثمانون ألفًا، تمكنوا من النجاة، فيما ظلّ الآخَرون تحت رحمة الروس والأرمن، من دون معرفة شيء عن مصيرهم. وبدوره، صرّح أنور باشا بأنّ ثلاثين ألفًا فقط من أصل السكّان الأتراك في ولاية وان، البالغ عددهم مئة وخمسون ألفًا، بقوا على قيد الحياة. وأخيرًا، صدر بيان عن السفارة التركيّة في برلين، بتاريخ 1 تشرين الأوّل 1915، يتكلّم عن ثورة الأرمن في وان التي قضت على مئة وثمانين ألفًا من مسلمي المدينة. وفي الحقيقة، إنّ ثلاثين ألفًا من أتراك وان هربوا أمام تقدّم الجيش الروسي، وليس بسبب ثورة الأرمن. وفيما يتعلّق بالمئة وخمسون ألفًا من المسلمين الأكراد الباقون في المدينة، فهم لم يعانوا شيئًا، لا من الروس، ولا من الأرمن. وقد بلغت خسائر الأتراك بالأرواح، أثناء اضطرابات وان، حوالي 18 رجلاً، وليس 180،000 ، حسب ما قال ليبسيوس (راجع كتاب الدكتور ليبسيوس: ألمانيا والأرمن، ص. 72-74)، وقام الأرمن بالدفاع عن أنفسهم أمام الهجمات التركيّة. وسوف نورد بعض التفاصيل في القسم الثاني من تلك المدوّنات.

من الممكن أن تكون قد حصلت أعمال انتقاميّة فرديّة قام بها بعض الأرمن، لكنّها حصلت، وفق قول ليبسيوس الصائب، وبعض المصادر التركيّة، بعد عمليّات الترحيل والمجازر، وليس قبلها (راجع كتاب الدكتور ليبسيوس: ألمانيا والأرمن، ص. 74). لكنّ المساهمة الأهمّ التي قدّمها هذا الكتاب الألماني بالنسبة إلى تاريخ العلاقات التركيّة الأرمنيّة أثناء الحرب الكبرى هي التأكيد على صحّة الشهادات الأخرى عن دور الحكومة التركيّة في عمليّة تنظيم المذابح.

تـتّــفق جميع التقارير الدبلوماسيّة والقنصليّة الألمانيّة على القول بأنّ المجازر تمّت بناءً على أمر من الحكومة الساعية إلى تطبيق مخطّط مدروس للقضاء على الشعب الأرمني بأكمله. وفيما يلي مقتطفات من تلك التقارير (راجع كتاب الدكتور ليبسيوس: ألمانيا والأرمن، ص. 76):

– “هذا ليس أقلّ من تدمير شعب بأكمله أو أسلمته بالقوّة” (تقرير القنصل كوشكوف من سمسون، 4 تموز 1916، رقم 116).

– في 7 تموز 1915، يقرّ ممثل ألمانيا المصمّم على توجيه إنذار شديد اللهجة إلى الحكومة التركيّة بما يلي: “منذ خمسة عشر يومًا كان ترحيل الأرمن ونفيهم مقتصرًا على المدن الواقعة على حدود الجبهة الشرقيّة، وعلى بعض المناطق الواقعة في ولاية أضنه. ومنذ ذلك الحين، قرّر الباب العالي توسيع الإجراء المذكور ليشمل ولايات طرابزون ومعمورة العزيز وسيواس، وقد بدأ التطبيق بالفعل، على الرغم من أنّ تلك المناطق ليست مهدّدة بشكل مباشر من تقدّم العدو. إنّ ظروف هذا القرار، والطريقة التي يتمّ فيها تطبيق الإجراء المذكور تثبت أنّ الحكومة التركيّة تعتزم فعلاً القضاء على الجماعة الأرمنيّة الموجودة في الإمبراطوريّة.”

أعتقد أنّ التقارير التي أرسلتها في السابق تبيّن أنّ الحكومة التركيّة تجاوزت، إلى حدّ بعيد، حدود الحماية المشروعة ضدّ المؤامرات الأرمنيّة، أكانت حقيقيّة أو مزعومة، وإنّ توسيع الإجراء ليشمل النساء والأطفال، وفرض تنفيذه على السلطات المحليّة تحت أشكال متنوّعة من القساوة والتصلّب، يدلّ على مواصلة الحكومة عمليّة القضاء على أكبر عدد ممكن من الشعب الأرمني، بوعي كامل، وبطرق مستوحاة من العصور القديمة، لا تليق بحكومة تريد التحالف مع ألمانيا. وما من شك أنّ الحكومة تريد اغتنام فرصة الحرب مع الحلف الرباعي للتخلّص من القضيّة الأرمنيّة في المستقبل، بحيث تُبقي فقط على عدد ضئيل من الجماعات الأرمنيّة المنظّمة. لقد قامت الحكومة بمجازر بحقّ الأبرياء، بالتعاون مع بعض الجناة.” (تقرير القنصل روسلر من حلب، 27 تموز 1915، رقم 120)

“إنّ أنصار التوجّه الأخير، أي التوجّه المتطرّف في لجنة الأتراك الفتيان، متفقون على أنّ الهدف النهائي من العمل الذي يقومون به ضدّ الأرمن هو القضاء الكامل عليهم في تركيا. وقد قال أحد المسؤولين: بعد الحرب، لن يكون عندنا أرمن في تركيا.” (تقرير القنصل فون شويبنر ريشتر من أرضرّوم، 28 تموز 1915، رقم 123)

– أرسل هنري وود تقريرًا مؤرّخًا في 14 آب 1915 ينقل فيه الجواب الذي أعطاه أنور باشا على المساعي التي بُذلت لصالح الأرمن الأبرياء، جاء فيه: “يصعب علينا التمييز بين الأبرياء والمذنبين من الأرمن البالغ عددهم حوالي المليونين، بنيّة الإعفاء عنهم. نحن واثقون من النيل من المذنبين عندما نقتلهم كلّهم”.

– اتّخذت حكومة الأتراك الفتيان قرارًا يقضي بجعل الشعب الأرمني في تركيا يصل إلى مستوى من الدونيّة بحيث لن يتمكن من الإفلات منها، ولو بعد خمسين سنة. يجب تأمين التفوّق المطلق للعرق التركي. إنّها إحدى قواعد النظام لدى الأتراك الفتيان. في 16 آب 1915، كتب ألمان كونيا إلى سفارتهم في القسطنطينية يقولون: “إنّ الهدف الكامن وراء جميع تلك الإجراءات، كما يبدو، هو إبادة الأرمن. تشكّل هذه المعاملة اللاإنسانيّة عارًا لا يُمحى من التاريخ”.

– بعد أن أثارت أخبار الأسلمة القسريّة سخطًا في ألمانيا، قام عدد كبير من البروتستانت النافذين، وأعضاء المؤتمر المركزي للإرساليّات الكاثوليكيّة، بتقديم مذكرة إلى السيّد بيتر هولبد، في 12 تشرين الثاني 1915، فوعدهم بالسعي كي لا يُضطهد المسيحيّون في تركيا بسبب معتقدهم. لكنّ القضاء على الأعراق غير التركيّة كان الهدف المتّفق عليه بين أنور وطلعت: أراد الأوّل تحقيقه عن طريق تشتيت المسيحيين ودمجهم مع المسلمين، والثاني عن طريق المجازر. لذلك، تمّ توزيع النساء والأولاد ما دون الثالثة عشرة سنة على العائلات التركيّة، وسيق الأرمن الباقون إلى القتل، من دون رحمة.

أثناء تلك الأحداث المصيريّة، قدّم مهندس ألماني كان يعمل في بناء سكة الحديد بين بغداد وراس العين وتلّ أبيض، وهو جدير بالثقة تمامًا، تقارير مؤثرة تبيّن كيف أنّ إبادة المرحَّلين كانت تتمّ على يد أجهزة الحكومة التركيّة، بكلّ وعي، وعن سابق تصوّر وتصميم. (تقرير القنصل رِسلر من حلب، 3 كانون الثاني 1916، رقم 226)

يتصرّف قسم كبير من لجنة الأتراك الفتيان من وجهة نظر أنّ الإمبراطورية التركيّة يجب أن تكون مبنيّة على قاعدة إسلاميّة وقوميّة تركيّة بحتة، ويجب أسلمة جميع المواطنين غير المسلمين وغير الأتراك، وضمّهم بالقوّة إلى الجنس التركي، أو إبادتهم في حال لم يكن ذلك ممكنًا. ويبدو أنّ الظروف الحاليّة مؤاتية أمام هؤلاء السّادة لتنفيذ مخططهم هذا. وتقضي المرحلة الأولى بتصفية الأرمن. (تقرير القنصل فون شويبنر من مونيخ، 4 كانون الأوّل 1916، رقم 300)

– لم تأتِ تقارير السفراء أقلّ جزمًا من تقارير القناصل. فمنذ السابع من حزيران 1915، كتب السفير ڤانغنهايم إلى المستشار الألماني فون بتمان هولفيغ يقول: “في الواقع، إنّ حكومة الأتراك الفتيان تهدف إلى إبادة الجنس الأرمني من الإمبراطوريّة التركيّة”. وكان السفير نفسه سبق وأيّد إجراءات الترحيل أمام المستشار، في 31 أيار. وفي 17 حزيران 1915، يعاود السفير تأكيد ما جاء سابقًا، ويقول للمستشار: “من الواضح أنّ ترحيل الأرمن ليس بدافع الاعتبارات العسكريّة فقط. إنّ وزير الداخليّة، طلعت بك، صرّح مؤخرًا وبكلّ صراحة، أمام الدكتور مورتمان، الواضع نفسه الآن بخدمة السفارة الإمبراطوريّة، بأنّ الباب العالي يريد اغتنام فرصة الحرب العالميّة للتخلّص، بشكل نهائي وجذري، من أعداء الداخل (المسيحيين من أهل البلاد) من دون تدخل ديبلوماسيّ خارجي معرقل.” (الرقم 81)

– وفي 17 تموز، في تقريره عن توسيع عمليّات الترحيل لتشمل الولايات غير المهدّدة من زحف العدو، يقول البارون ڤانغنهايم ما يلي: “إنّ الظرف الحالي، بالإضافة إلى الطريقة التي يجري فيها الترحيل تدلّ على أنّ الحكومة تسعى بالفعل للوصول إلى هدف إبادة الجنس الأرمني من الإمبراطوريّة العثمانيّة”. (الرقم 106)

– جاء في برقيّة الأمير هوهنلوهي [سفير ألمانيا في القسطنطينية] إلى قنصل ألمانيا في حلب، في 2 آب 1915، ما يلي: “لم تتمكن جميع الهيئات الممثلة لنا من فعل أي شيء أمام تصميم الحكومة للتخلّص من المسيحيين من أهل البلاد في الولايات الشرقيّة.” (الرقم 127)

– يصف الكونت وولف ميتيرنيخ [سفير ألمانيا في القسطنطينيّة 1915-1916] في تقريره إلى مستشار الإمبراطوريّة، الصادر في 30 حزيران 1916، الضغوط التي يمارسها الأتراك الفتيان على الحكومة المنبثقة عنهم، ويظهر درجة الودّ التي يكنّها هذا الدبلوماسي الألماني تجاه حلفائه الأتراك الفتيان، ويقول:

“تُصرّ اللجنة على التخلّص من الأرمن الباقين، وعلى الحكومة الرضوخ. لكنّ الحكومة ليست وحدها الممثلة للجنة في العاصمة. فعند جميع السلطات، من الوالي إلى القائمقام، يوجد عضو من اللجنة لمراقبتهم وتوجيههم. استأنفت عمليّات ترحيل الأرمن في كلّ مكان. لكنّ الذئاب الجائعة في اللجنة لا يتوقّعون الحصول على شيءٍ من هؤلاء البؤساء، سوى أنّهم يقومون بإشباع غضبهم عن طريق الاضطهاد المتعصّب. صودرت الأملاك منذ زمن بعيد، وصُفّيت الممتلكات بواسطة ما يُسمّى لجنة الممتلكات المتروكة. على سبيل المثال: إذا كان أرمنيّ يملك بيتًا بقيمة مئة ليرة تركيّة، يُعطى إلى أحد الأتراك يكون عضوًا في اللجنة أو صديقًا لأحد الأعضاء، بليرتين تركيتين. لم يبق شيء للبحث عنه عند الأرمن. لذلك، ينتظر القطيع، بفارغ الصبر، الوقت الذي تُعلن فيه اليونان عن نفسها ضدّ تركيا وحلفائها، بضغط من التحالف، كي تبدأ مجازر جديدة على نطاق أوسع من مجازر الأرمن. فالضحايا أكثر، والغنائم أكثر إغراءً. الهيلينية هي المكوّن الثقافي لتركيا. سوف يتمّ القضاء عليه مثل المكوّن الأرمني في حال لم تعترض المؤثّرات الخارجيّة. التتريك يعني الطرد أو القتل، وإبادة كلّ ما هو ليس تركي، والاستيلاء على أملاك الغير بالقوّة. في هذا الأمر، وفي تكرار عبارات الثورة الفرنسيّة بصوت زاعق، تقوم اليوم نهضة تركيا الشهيرة.” (رقم 282)

– وفي النهاية، نورد برقيّة الكونت وولف ميتيرنيخ نفسه إلى المستشار الألماني بتمان هولفيغ، بتاريخ 10 تموز 1916، وجاء فيها:

“لم تتوقّف الحكومة التركيّة عن تنفيذ مخططها لحلّ القضيّة الأرمنيّة عن طريق إبادة الجنس الأرمني، ولم تثنها عنه الهيئات الممثلة لنا، ولا السفارة الأميركيّة، ولا ممثل البابا، ولا تهديدات التحالف، ولا طبعًا أمر مراعاة الرأي العام في الغرب.” (رقم 287)

وباختصار، إنّ المراسلات الدبلوماسيّة الألمانيّة تثبت، بشكل قاطع، أنّ المجازر بحقّ الأرمن تمّت بناءً على أوامر صادرة عن حكومة الأتراك الفتيان التي أرادت اغتنام فرصة الحرب الكبرى للتخلّص من المسألة الأرمنيّة، للمرّة الأخيرة. ما من شكّ أنّ العوامّ، أثناء تنفيذ هذا التدبير الصادر عن الإدارة التركيّة، قد أظهروا كلّ تعصّب وقسوة، وأفلتوا العنان لغرائزهم الجشعة، بطريقة رهيبة وبشعة. لكنّ المبادرة في المجازر لم تنجم أبدًا عن انفجار الغضب الشعبي إزاء خيانة الأرمن المزعومة، كما حاول الأتراك الفتيان تسويقه. لقد قامت الصحافة في دول التحالف، وفي الدول المحايدة، بتفنيد روايات الأتراك الخياليّة وأكاذيبهم، وجاءت عمليّة نشر المراسلات الدبلوماسيّة الألمانيّة لتسدّد رصاصة الرحمة عليها. من المستحيل الطعن بقيمة الشهادات الصادرة عن موظفي ألمانيا، حليفة تركيا، المسؤولين عن إعلام حكومتهم، بشكل يوميّ وبالتفصيل، عن الأوضاع الداخليّة في الإمبراطوريّة العثمانيّة التي لها تأثير كبير على مجرى الحرب الكبرى.

ولا يمكننا إقفال هذا الفصل عن مسؤولية الأتراك الفتيان بشكل أفضل سوى بالعودة إلى تصريح الصدر الأعظم داماد باشا [داماد هو لقب كان يُمنح لمن يُصاهر السلطان، والمعني هنا هو الداماد محمد عادل فريد باشا] أمام المجلس الأعلى، في 17 حزيران 1919، حيث تقرّ الحكومة التي أتت بعد حكومة الأتراك الفتيان بمسؤوليّة هذه الأخيرة عن الجرائم المرتكبة، ويقول:

“أثناء الحرب، اهتزّت مشاعر معظم الدول المتحضرة عند سماعها أخبار المجازر المزعومة التي تمّت على يد الأتراك. لا أبغي هنا تحريف تلك الجرائم البشعة التي ما زال يرتعش أمامها الضمير الإنساني، ولا أبغي التقليل من ذنب الذين قاموا بتلك المأساة الكبيرة. أبغي فقط أن أبيّن للعالم من هم المرتكبون الحقيقيّون المسؤولون عن تلك الجرائم الفظيعة، مؤيّدًا أقوالي بالأدلّة.”

قصعة أنقذت طفلة من الإبادة الأرمنية

$
0
0

 

أزتاك العربي- قصعة الخلاص؛ هكذا سموا عائلة بيدروسيان القصعة النحاسية التي بفضلها أنقذت الجدة “زارو” فترة الإبادة الأرمنية من سيف الأتراك، وبعد الزواج أعطاها والدها القصعة كمهر في جهاز العروس كرمز للخلاص.

وقالت الحفيدة زاروهي بيدروسيان لموقع (هايرن أيسور) الأرمني: “قام والد جدي من قرية باخفانتس في فان عام 1915 بربط الطفلة ذات الخمس أعوام في القصعة، وأتى بها الى إيتشميادزين. ثم سلمت جدتي القصعة لأحفادها، وطلبت منهم نقلها من جيل الى جيل. في الوقت الراهن، باتت القصعة رمز لتوحيد عائلتنا”.

وأضافت أن جدتها رغم صغر سنها، كانت تذكر بدقة مشاهد الهول على طريق التهجير.

ويتجمع الأحفاد حول هذه القصعة عدة مرات في العام بمراسم خاصة لإحياء ذلك اليوم، ويأكلون الأكلات التي كانت تقوم الجدة بطهيها، ويتذكرون قصصها، ويزورون قبرها.

القيادات الأرمينية تحيي الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية

$
0
0

 

أزتاك العربي- أحيت القيادات الأرمينية الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية، حيث توجه في 24 نيسان كل من رئيس الجمهورية أرمين سركيسيان، ورئيس الوزراء نيكول باشينيان، وكاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، ورئيس البرلمان أراراد ميرزويان، وأعضاء البرلمان وغيرهم من الشخصيات الى النصب التذكاري لشهداء الابادة الأرمنية، ووضع أكاليل الورود.

ووقفوا دقيقة صمت أمام الشعلة الأبدية إجلالاً لأرواح الشهداء، حيث أقيمت الصلاة برئاسة الكاثوليكوس.

هاكوب دير خاتشادوريان: “على أرمينيا أن تلعب دوراً قيادياً في منع الإبادات”

$
0
0

 

أزتاك العربي- أكد رئيس حزب الاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناك) هاكوب دير خاتشادوريان خلال زيارته للنصب التذكاري للإبادة الأرمنية في 24 نيسان:

“إن المرتكزات في عملية الاعتراف بالإبادة الأرمنية وإدانتها والتعويض عنها تتغير بشكل طبيعي. ولحسن حظنا أن مسار الاعتراف الدولي كان متقدماً الى حد أننا وصلنا الى اعترف الدول الهامة في العالم”.

ولفت الى أنه خلال السنوات القليلة الماضية يتم التركيز على التعويض، حيث تم إعداد ملف خاص من أجل تشكيل صندوق دولي لدراسة الحقوق.

وقال: “كمنظمة سياسية مناضلة شاملة للأرمن، نعتبر أن الاعتراف بالإبادة والتعويض هي من أولويات القضية الأرمنية الأربع. أما الأولويات الثلاث الأخرى تتعلق بدعم بالدولتين الأرمنيتين أرمينيا وأرتساخ، وقضية الأراضي الأرمنية، وتسييس الشباب”.

كما أكد أن الحزب يرغب في الانتقال الى المسار العملي، مع الإشارة الى أهمية إثارة موضوع الأرمن الذي تأسلموا في تركيا، مشدداً على ضرورة تسليط الضوء على أرمينيا الغربية، وهذا يتطلب عمل قانوني.

وفي حديثه مع الصحفيين أكد دير خاتشادوريان أنه من الضروري تعزيز العدالة، وأن يصبح الاعتراف بالإبادة أساس في عملية استعادة العدالة الدولية، وتجبر تركيا القبول بمسؤولياتها، وربما التعويض.

أما الحصار التي تفرضه تركيا فهو بالنسبة لدير خاتشادوريان يشهد على سياسة الانكار التركية، ولذلك يجب النضال من أجله في أرمينيا وأرتساخ والشتات.

وعن العلاقات مع تركيا، أكد أن تركيا تضع شروطها دائماً، وأن حزب الطاشناك ناضل من أجل ذلك. مذّكراً بالإعلان العالمي الذي تمت صياغته عام 2015 حيث تمت الإشارة الى النظريات والإنجازات الأساسية.

وعن دور أرمينيا في منع الابادات، أكد دير خاتشادوريان أنه دور قيادي، وقال: “للأسف نحن كنا ضحية الإبادة في الفترة المعاصرة، وبذلك تلتزم أرمينيا بمسؤوليات معنوية، لطرح القضية في المنابر الدولية، للمطالبة بإدانات لكل أشكال الإبادة، وتفعيل إعلان الأمم المتحدة الخاص بالاعتراف بالإبادة وإدانتها”.

كما أشار الى أنه رغم أن البعض يقول أن الإعلان لايعمل بالتقادم، لكننا لانقبل ذلك، “ويجب ألا ننسى أن الذي صاغ مصطلح إبادة هو رافايل ليمكن عام 1948 في دراسة خاصة عن جريمة الإبادة، وتوصل لأول مرة الى طرح مصطلح الإبادة الأرمنية”.

رئيس أرمينيا: “ورثة الناجين مدينون بالالتفاف حول الأحلام الوطنية”

$
0
0

 

أزتاك العربي- بمناسبة الذكرى الـ104 للابادة الأرمنية، وجه رئيس أرمينيا أرمين سركيسيان كلمة أكد فيها إنه يوم ذكرى إبادة الأرمن، والشعب الأرمني يستذكر هذه الذكرى مع الإنسانية المتقدمة والعالم بأسره.

وقال: “إنه يوم نستذكر فيه الاضطهاد الذي شهده الأرمن، وتم اقتلاعه من الأراضي الأصلية للشعب الأرمني، وكذلك نتذكر القيم الثقافية والروحية التي سلبت، وذكرى يوم شهداء إبادة الأرمن التي خططت لها تركيا ونفذتها على مستوى حكومي. إنها ذكرى جريمة ضد الإنسانية، ويوم نداء للعالم من أجل النضال ضد الانكار. إنه يوم القيامة أيضاً.

وإن عدم معاقبة الجريمة جر الإنسانية لجرائم أخرى كبيرة وإبادات أخرى. ويجب أن يكون ذلك درساً ليتنبه العالم أجمع. إن الاعتراف الدولي للجريمة الكبرى ضد الإنسانية وإدانتها هي خطوة هامة لمنع تكرارها في أي مكان في العالم.

نعبر عن امتناننا لكل الدول والمنظمات والمؤسسات الدينية والسياسية والأكاديمية التي عبرت عن تعاطفها مع الشعب الأرمني، واعترفت بالابادة الأرمنية وأدانتها.

ننحني إجلالاً لأرواح الشهداء.. إنه من دين علينا للالتفاف حول الأحلام الوطنية، وأن نبقى مخلصين لهويتنا وقيمنا، وتشجيع القوى الإبداعية للشعب الرمني لإنشاء أرمينيا المعاصرة المتطورة، والتي سيفتخر بها كل الأرمن في العالم، وستتمكن من الدفاع عن حقوق الشعب الأرمني”.


ذكرى الابادة الارمنية في جبيل والكلمات أكدت الاستمرار في النضال للحصول على الحقوق

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن حزب الطاشناق في جبيل، أحيا الذكرى الرابعة بعد المئة للابادة الارمنية، خلال احتفال اقيم في قاعة الاباتي عمانوئيل الخوري في انطش جبيل، شارك فيه ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل منسق قضاء جبيل في “التيار الوطني الحر” اديب جبران، الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان، النائب زياد الحواط، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، رئيس بلدية بلاط اندريه القصيفي، نائب رئيس بلدية جبيل جوليان زغيب، رئيس رابطة مختاري القضاء ميشال جبران ومخاتير المدينة، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، مفتي جبيل وكسروان الشيخ عبدالامير شمس الدين، ممثل إمام جبيل الشيخ غسان اللقيس الشيخ احمد اللقيس، رئيس الانطش الاب شربل بيروتي، رئيس مكتب جبيل في امن الدولة الرائد ربيع الياس، مسؤول الطاشناق في جبيل كلود اريدجيان والاعضاء وفاعليات حزبية وروحية وسياسية.

بعد النشيد الوطني والارمني، دقيقة صمت عن ارواح الشهداء، فكلمة عريفة الحفل نانسي اريدجيان، ثم فقرات من التراث الارمني واناشيد وطنية ارمنية وفيلم وثائقي من وحي المناسبة، ألقى بعدها اريدجيان كلمة أكد فيها “ان 24 نيسان 1915 يوم اسود في تاريخ البشرية ووصمة عار ستلازم المجتمع الدولي الى ما لا نهاية”، معتبرا “ان اللقاء اليوم في مدينة جبيل تحديدا له معنى مميز في قلوب الارمن، اذ ان هذه المدينة احتضنت عددا كبيرا من الناجين الاوائل من المجازر، ومن جبيل انطلقوا، مثلما انطلقت منها الابجدية الاولى الى كافة انحاء الوطن “.

وختم: “اما نحن كأرمن جبيليين ومن خلال محافظتنا على اصول العيش المشترك مع مختلف مكونات النسيج الجبيلي ومشاركتنا الفعالة فيه، نؤكد اننا كلبنانيين من اصول ارمنية لم ولن نكون الا جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع”.

وألقت ارشو باليان كلمة اللجنة المركزية لحزب الطاشناق، فاعتبرت فيها “ان تاريخ 24 نيسان يعبر عن حقبة تاريخية أليمة أصابت الشعب الارمني قبل قرن بهدف محوه من الوجود، هدف وحشي وافكار جهنمية لم تتحقق ولن تتحقق”، مشيرة الى انه “في مثل هذا اليوم، يذكر الارمني العالم الاجمع ان ابادة حصلت في بداية القرن العشرين ضد شعب يمتلك حضارة قديمة وإرث ثقافي وفني عريق”.

وقالت: “وفي هذا اليوم، الشعب الارمني في جمهورية ارمينيا وفي اصقاع العالم، يؤكد ان “ذنبنا الرئيسي تشبثنا بأرضنا وبلغتنا وهويتنا وتقاليدنا واذ بنا نحاصر من قبل الاتراك والشركس والاكراد الذين اعتبرونا جسما غريبا وعائقا كبيرا يتعارض ومشروعهم الطوراني، فخططوا لاقتلاعنا من جذورنا، فأصبحنا الضحية المباشرة لهذا العدو السافك للدماء واصبح مصيرنا الاضطهاد والتشرد”.

وتابعت: “ونحن، كلبنانيين أرمن نعلم جيدا اننا حين نخاطب اخواننا في الوطن، يتفهمون جيدا ويتضامنون مع قضيتنا ويواسون آلامنا، لانهم ايضا ذاقوا الامرين من سياسات السلطنة العثمانية في لبنان وتحديدا في قضية ابادة سكان جبل لبنان من خلال تجويعهم، ونتحدث هنا ايضا عن تاريخ عمره قرن وثلاث سنوات، حقبة موجعة في ضمير ووجدان اللبنانيين التي سنحيي ذكرى شهدائها في السادس من أيار، وكلنا امل ان تلاقي تسمية السادس من ايار عيد لشهداء لبنان، كل لبنان، وليس فقط “عيد شهداء الصحافة”.

وطالبت الحكومة اللبنانية “اعلان يوم 24 نيسان يوما وطنيا لاحياء ذكرى الابادة الارمنية ليرقى الشعب اللبناني في تخليد ذكرى الشهداء وذلك للوصول الى مستقبل افضل وغد خال من المجازر والابادات الجماعية، اذ ليس هناك لبناني يمكنه ان ينكر اهمية دور المكون الارمني في المجتمع اللبناني، فالكل يعلم ان الشعب الارمني اللبناني انخرط في الحياة اللبنانية من دون ان يدخل في نسيج نزاعاتها وحاول دائما في الازمات الحادة التي واجهها النظام اللبناني الا ينزلق في المحاور التي تؤجج الخلافات، بل حاول ان يكون عامل اعادة توازن واستقرار”.

واردفت: “ان الشعب الارمني وبعد مرور مئة واربعين عاما على الابادة الجماعية لايزال مستمرا ومناضلا من اجل الحصول على حقوقه المشروعة. اننا نطالب تركيا بالكف عن سياسة انكار الابادة الارمنية. نطالبها بالاعتراف بهذه الحقيقة، وهي ليست قابلة للبحث او المناقشة او التفاوض بالنسبة للشعب الارمني وبهذا الادراك والالتزام يجدد الشعب الارمني اليوم ايمانه ويعزز نضاله من اجل استرجاع حقوقه المغتصبة”. وختمت: “ان الشعب الارمني لن يستكين ولن يهدأ وأن الاجيال الصاعدة ستكمل النضال وستظل تطالب بحقوق اجدادها المسلوبة وان كان ذلك من احفاد اردوغان”.

بدوره اشار الباحث والاعلامي غسان الشامي في كلمته الى “ان قيامة الأرمن كان طريقا طويلا من الآلام والأهوال ذلك الطريق الذي مشاه الذين نجوا من الإبادة قبل مئة عام ونيف، كان طريقا محفوفا بالخوف والدماء قبل أن يصل بعضهم إلى حلب أو دير الزور أو الرقة ثم بيروت”.

وقال: “كان للأرمن جلجلة أقسى من جلجلة السيد المسيح، ولا أعرف كم روحا أرمنية خاطبت ربها في تلك البوادي تسأله عن سبب هذا الظلم وهذه الآلام، رغم ذلك صبروا وجالدوا ثم عبروا إلى حياة جديدة حفروا بناءها بأظافرهم وعرقهم ودموعهم في ليالي المخيمات، حتى وصلوا جميعا”.

واردف: “لم يكن في التاريخ أبشع مما فعله الترك وأوباشهم من أغوات الأكراد بالأرمن والسريان والآشوريين واليونانيين والسوريين، إن الصور الناجية وصور التيه والضحايا تغلغلت عميقا في الوجدان الأرمني، وفي وجدان أي صاحب ضمير حي، حتى باتت جزءا من الجينات يتوارثه كل تائق للعدل والحرية، ان مليونا ونصف من الضحايا الذين قتلوا لمجرد أن شعبا آخر يعيش ثقافة الكراهية وأسلوب البربرية كان ينفذ مقتلة لا يستثني منها الرضع وبطون الحوامل، هؤلاء هم الترك عبر العصور، برابرة حلوا في المشرق، مرتزقة منذ أن صار خلفاء بني العباس شرابة خرج في الحكم، سلاجقة ومماليك وخصيان وعثمانيين عاثوا ذبحا وقطع أعناق وخوازيق، قتلوا بعضهم وذبحوا غيرهم، وحكموا باسم الخلافة بعد أن سرقوا بردة النبي”.

وسأل: “يا الله كيف أمكن لخصي مثل كافور الإخشيدي أن يحكم بالخنجر باسم الله في هذه البلاد؟ كيف حكم قطز وبيبرس وقلاوون وبايزيد وياووز ومراد وغيرهم؟.

وقال: “لقد أثبت التاريخ الأرعن أن البربرية والتوحش تجتاح المدنية والحضارة وتسبي الشعوب التي تعتنق السلام والمحبة دينا، وهذا ما حصل للشعوب الحضارية في العالم القديم، ويحدث للشعوب الضعيفة في عالمنا الحديث، لذلك يجب أن تقترن الحضارة والإيمان والسلام بالقوة حتى لا تتناسل الإبادات، التي وللأسف ماتزال تردداتها تتكرر في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وحتى لا يخرج معتوه كأردوغان ليقول إن القسطنطينية لا تساوي شيئا كان جده أرطغرل يضع اللحم تحت سرج الجواد كي يأكله، فيما بقيت القسطنطينية ثلاثمئة عام توزع الخبز لسكانها بالمجان، لعن الله الهمجية التي جعلت من آيا صوفيا موضع بازار لبائع بطيخ”.

وأكد ان “الصبر والإصرار على الحياة عند الأرمن جعلهم موضع احترام الشعوب التي حلوا بين ظهرانيها، ولدى شعوب العالم، هم ملفتون بإبداعهم وعملهم وتفانيهم، والأهم أنهم لم يسمحوا للنسيان أن يتسلل إلى وجدانهم، وهم بذلك قدوة تمثلها السريان في ما بعد وبدأوا يستذكرون الإبادة نفسها التي أسموها سيفو”.

وقال: “لا يكفي لنا كشعوب أن نتضامن مع الأرمن والسريان ونستذكر الإبادة من دون أن نشير إلى القاتل وندينه، وكل من يتضامن ولا يدين التركي ويطالبه بالإعتذار والتعويض هو منافق حتى انقطاع النفس، ومن المعيب على البلدان العربية التي عاشت تحت قمع الإحتلال العثماني، وهو احتلال وقاتل موصوف ولو كره الكارهون، أن لا تعترف بالإبادة، أما البلهاء الذين تحركت مشاعرهم الطائفية أو العرقية على إحراق العلم التركي، فليذهبوا إلى خليفتهم العثماني وجدهم سليم الأول وبئس المصير”.

واردف: “إن كل من يحركه شعور تركي، ولا تتحرك مشاعره لما حل بالأرمن والسريان والآشوريين والأنطاكيين السوريين والكيليكيين واليونان، ولم تتحرك مشاعره لما يفعله الترك بالسوريين والأكراد حاليا هو “بندوق” مع درجة الإمتياز، هو وديعة تركية ستنفجر يوما ما كما انفجر بقايا السلاجقة والتركمان في جبال اللاذقية حاليا ومناطق أخرى”.

وختم الشامي: “رأيت الأرمن في بيروت وحلب وكسب ويريفان، سمعت أغانيهم، أكلت طعامهم، تعاملت مع حرفييهم، إنهم شعب جدير بالحياة، لقد قاموا من الموت، شعب أبيد أكثر من ثلثه، وبقي حيا، هو شعب ترفع له القبعة ويوقف له احتراما، وهناك مثل يقول: المكان الذي يمشي عليه التركي لا ينبت فيه العشب، المثل حقيقي لكن الأرمن أطاحوا به، فكل مكان نزلوه صار مليئا بالورود والعمل”.

وقدم بقرادونيان واريدجيان درعا للشامي تقديرا لمواقفه الداعمة للقضية الارمنية.

كلمة أرشو باليان باسم اللجنة المركزية لحزب الطاشناك في لبنان.. في ذكرى الإبادة الأرمنية خلال لقاء أقامه حزب الطاشناك في مدينة جبيل

$
0
0

 

أزتاك العربي- ألقت أرشو باليان كلمة اللجنة المركزية لحزب الطاشناك في ذكرى الإبادة الأرمنية خلال لقاء أقامه حزب الطاشناك في مدينة جبيل.

واليكم نص الكلمة:

“أيها الحضور الكريم، 24 نيسان؛ تاريخ يعبَر عن حقبة  تاريخية  أليمة أصابت الشعب الأرمني قبل قرن  بهدف محوه من الوجود. هدف وحشي وافكار جهنمية لم تتحقق ولن تتحقق.

24 نيسان 1915، ذكرى الابادة الأرمنية، التي ارتكبت من قبل العثمانيين الاتراك ضد اصحاب الارض ونعني بها، أرمينيا الغربية أي  دولة  تركيا الحالية.

هي واقعة تاريخية، شاء من شاء وأبى من أبى.

24 نيسان هو ايضاً تاريخ ينبذ النسيان، لانه يوم للتذكير والمطالبة والامتنان.

وفي هذا اليوم، يذكر الارمني العالم الاجمع ان ابادةً حصلت في بداية القرن العشرين ضد شعب يمتلك حضارة قديمة وإرث ثقافي وفني عريق.

وفي هذا اليوم، الشعب الارمني في جمهورية ارمينيا وفي اصقاع العالم، يؤكد على التالي: “ذنبنا الرئيسي اننا تشبثنا بأرضنا وبلغتنا وهويتنا وتقاليدنا واذ بنا نحاصر من قبل الاتراك والشركس والاكراد اللذين اعتبرونا جسما غريبا وعائقا كبيرا يتعارض ومشروعهم الطوراني، فخططوا لاقتلاعنا من جذورنا، فأصبحنا الضحية المباشرة لهذا العدو السافك للدماء واصبح مصيرنا الاضطهاد والتشرد”.

نعم هي مأساة انسانية موجعة حتى العظام.

حين نتذكر هذا التاريخ، نقصد حصيلة الجريمة الفظيعة: مليون ونصف المليون من القتلى الارمن، هذا عدا عن تهجير من استطاع النجاة من الموت والهرب من الفتك المتعمد ومن الموت جوعاً وعطشاً ومرضاً وتعباً.

ونحن، كلبنانيين ارمن  نعلم جيداً اننا حين نخاطب اخواننا في الوطن، يتفهمون جيداً ويتضامنون مع قضيتنا ويواسون آلمنا، لانهم ايضاً ذاقوا الامرين من سياسات السلطنة العثمانية في لبنان وتحديداً في قضية ابادة سكان جبل لبنان من خلال تجويعهم.

ونتحدث هنا ايضاً عن تاريخ عمره قرن وثلآث سنوات، حقبة موجعة في ضمير ووجدان اللبنانيين التي سنحيي ذكرى شهدائها بعد اسبوع من الان اي في  السادس من ايار. وكلنا امل ان تلاقي تسمية السادس من ايار عيد لشهداء لبنان، كل لبنان، وليس فقط “عيد شهداء الصحافة”.

نعلم جيداً، انه حين نتكلم عن التاريخ والعلاقات التي تجمع الشعبين الارمني والعربي، ان المواطن اللبناني يفهمنا، لانه يعلم ان غالبية الشعوب التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية خاصةً منهم الارمن والعرب، كانوا قد رفضوا سياسة التتريك وابوا الخضوع الى اقوام لايربطها شيء سوى ثقافة العنف.

وللمرة الالف وربما اكثر، نذكر بأن القضية الارمنية والابادة التي هي اول ابادة جماعية في التاريخ الحديث لم ترتكب على خلفية دينية.

هنا نذكر ببيان اصدره الشريف حسين بن علي، شريف مكة عام 1917 لحماية الارمن. هذه الوثيقة تعتبر شهادة تاريخية مهمة بخصوص الابادة الجماعية الارمنية وفيها يطالب شريف مكة الشعب العربي بحماية الارمن والحفاظ على حياتهم.

وجاء في البيان: “يجب ان تساعدوا الطائفة اليعقوبية الارمنية في كل امورهم وتحافظوا عليهم كما تحافظون على انفسكم واموالكم وابنائكم وتسهلون كل ما يحتاجون اليه في اقامتهم، فإنهم اهل  ذمة المسلمين. وهذا من اهم ما نكلفكم به وننتظره من شيمكم وهممكم والله يتولانا واياكم بتوفيقه والسلام عليكم ورحمة الله وبركته”.

واذا ركزنا على  قائد الثورة العربية الكبرى في مطلع القرن العشرين لرأينا ان الحسين بن علي كان ثابتاً وحازماً في مواقفه خاصة حين كان الامر يتعلق بفلسطين والقدس. فهو رفض كل المعاهدات والاتفاقيات التي لا تنص على عروبة فلسطين والقدس.

وحين يتكلم الأرمني عن اخيه الفلسطيني لا يمكنه الا ان يفكر في حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كما يؤمن بحق الشعب الارمني في تقرير مصيره، مبدأ كرسه القانون الدولي.

يكن الشعب الأرمني كل الامتنان الدول العربية والاسلامية عامةً ولبنان خاصةً ويقول ” انتم تشاركتم خبزكم وقوتكم مع الناجين من الابادة الارمنية ودافعتم عن حقوقهم”.

وفي هذا السياق، لا بد ان نشكر لبنان لانه في الحادي عشر من ايار عام 2000، صوت البرلمان اللبناني  بالاجماع على توصية تعترف بالابادة الجماعية الارمنية.

والنص الاساسي للتوصية هو التالي: “ان مجلس النواب اللبناني، بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين للمجازر المرتكبة من السلطات العثمانية عام 1915 وكان ضحيتها  مليون ونصف مليون ارمني، يعترف ويدين الابادة الجماعية بحق الشعب الارمني ويعرب عن تأييده المطلق لمطالب مواطنيه الارمن، ويعتبر ان الاعتراف الدولي بهذه الابادة شرط اساسي لمنع جرائم مماثلة قد تحصل مستقبلاً”.

وبناءً على هذه التوصية نطالب الحكومة اللبنانية اعلان يوم 24 نيسان يوماً وطنياً لاحياء ذكرى الابادة الارمنية ليرقى الشعب اللبناني في تخليد ذكرى الشهداء وذلك للوصول الى مستقبل افضل وغد خالٍ من المجازر والابادات الجماعية.

اذ ليس هناك لبناني يمكنه ان ينكر اهمية دور المكون الارمني في المجتمع اللبناني. الكل يعلم ان الشعب الارمني اللبناني انخرط في الحياة اللبنانية من دون ان يدخل في نسيج نزاعاتها وحاول دائماً في الازمات الحادة التي واجهها النظام اللبناني الا ينزلق في المحاور التي تؤجج الخلافات، بل حاول ان يكون عامل اعادة توازن واستقرار.

ونشير هنا الى موقف الشعب الارمني خلال الحرب الاهلية اللبنانية وتمسكه بشرعية الدولة اللبنانية والكيان اللبناني الموحد والدستور، وايمان هذا الشعب بحل النزاعات بالطرق السلمية ومن خلال الحوار البناء.

ولان الشعبين الارمني واللبناني يتشابهان في الكثير من النقاط ويؤمن بالرجاء والقيامة، نذكر الجميع، من هنا، من ارض جبيل، موطن الفينيقيين، من الارض التي احتضنت واهتمت بأيتام نجوا من الابادة، ان دولة ارمينيا نالت استقلالها في العام 1918 اي بعد ثلاث سنوات من الابادة المرتكبة بحق الشعب الارمني. واستعادت استقلالها الثاني في 1991 اي قبل ثمانية وعشرون عام.

وهناك علاقات رسمية بين البلدين وتواصل دائم بين حكومة البلدين. ونتشرف بالقول ان الشعب الارمني الذي تعرض لأبشع الجرائم قد ارسل جيشه واولاده الى الجنوب اللبناني لارساء السلام والاستقرار ولحماية حدوده من العدو الاسرائيلي في محاولة منه لمنع ابادات اخرى.

ان الشعب الارمني وبعد مرور مئة واربعين عاما على الابادة الجماعية لايزال مستمرا ومناضلا من اجل الحصول على حقوقه المشروعة.

اننا نطالب تركيا بالكف عن سياسة انكار الابادة الارمنية. نطالبها بالاعتراف  بهذه الحقيقة، وهي ليست قابلة للبحث او المنافشة او التفاوض بالنسبة للشعب الارمني.

بهذا الادراك والالتزام يجدد الشعب الارمني اليوم ايمانه ويعزز نضاله من اجل استرجاع حقوقه المغتصبة.

تركيا هي الوريثة الشرعية للسلطنة العثمانية بحقوقها وواجباتها، والاعتراف بالابادة سيؤدي الى الاعتذار ومن ثم الى التعويض المادي والمعنوي للشعب الارمني.

الشباب الارمني يقسم ان النضال مستمر والمسيرة للحصول على حقوق اجداده مستمرة وكلنا نعلم انه لا يموت حق وراءه مطالب.

مهما حاولت تركيا ان تضلل التاريخ والرأي العام الدولي بوجوه مقنعة وتحاول افشال الخطوات الايجابية لصالح القضية، ستسقط ولن تنجح ابداً لان الشعب الارمني المتيقظ سيسهر على اعادة حقوقه ويعمل على فرض العدالة التي هي جوهر حقوق الانسان والقيم الانسانية.

على الحكومة والدولة التركية الخجل من ماضيها الاسود وعلى حاكمها اردوغان ان يشعر بالعار لتاريخه الاسود. ولكن عن اي عار نتحدث حين نشهد على ان هذا “الزعيم” يرى نفسه سلطاناً ويكمل سياسات اجداده بطرق اخرى لا تقل استبداداً ووحشية عن السلطنة العثمانية.

فإذا كانت السلطنة العثمانية قد ارتكبت جريمة التطهير العرقي بحق الارمن واضطهدت شعوب المنطقة، فأن النظام التركي يقوم اليوم في القرن الحادي والعشرين بتمويل الارهاب والقتل الجماعي وشد العصب الديني في المنطقة الجغرافية  ذاتها، ويؤكد من خلال ممارساته هذه على ان العلاقات بين تركيا والدول العربية عي علاقات دم وابادة ومحاولات هيمنة على المنطقة، والجميع يشعر بهذا اليوم.

المعادلة هي هي، ولكن بفارق واحد وهو ان تركيا ارتكبت في القرن الماضي الابادات بشكل مباشر أما اليوم فهي ترتكب الابادات والارهاب الجماعي بشكل غير مباشر.

ختاماً، نقول ان الشعب الارمني لن يستكين ولن يهدأ وأن الاجيال الصاعدة ستكمل النضال وستظل تطالب بحقوق اجدادها المسلوبة وان كان ذلك من احفاد اردوغان. وشكراً”.

كلمة الإعلامي غسان شامي في ذكرى الإبادة الأرمنية خلال لقاء أقامه حزب الطاشناك في مدينة جبيل

$
0
0

 

أزتاك العربي- ألقى الإعلامي غسان الشامي كلمة في ذكرى الإبادة الأرمنية خلال لقاء أقامه حزب الطاشناك في مدينة جبيل. واليكم نص الكلمة:

“قيامة الأرمن … مساؤكم بلا أتراك ولا غُزاة كان طريقاً طويلاً من الآلام والأهوال ذلك الطريق الذي مشاه الذين نجوا من الإبادة قبل مئة عام ونيّف. كان طريقاً محفوفاً بالخوف والدماء قبل أن يصل بعضهم إلى حلب أو دير الزور أو الرقة ثم بيروت..

كم تاهت نساء أو التجأن إلى قبيلة وكم تعذب رجال وكم قضى أطفال وضاعوا. كان للأرمن جلجلة أقسى من جلجلة السيد المسيح، ولا أعرف كم روحاً أرمنية خاطبت ربها في تلك البوادي تسأله عن سبب هذا الظلم وهذه الآلام..رغم ذلك صبروا وجالدوا ثم عبروا إلى حياة جديدة حفروا بناءها بأظافرهم وعرقهم ودموعهم في ليالي المخيمات، حتى وصلوا جميعاً . لم يشهد التاريخ أبشع مما فعله الترك وأوباشهم من أغوات الأكراد بالأرمن والسريان والآشوريين واليونان والسوريين.

إن الصور الناجية وصور التيه والضحايا تغلغلت عميقاً في الوجدان الأرمني، وفي وجدان أي صاحب ضمير حي، حتى باتت جزءاً من الجينات يتوارثه كل تائق للعدل والحرية.إن مليوناً ونصف من الضحايا الذين قتلوا لمجرّد أن شعباً آخر يعيش ثقافة الكراهية وأسلوب البربرية كان ينفّذ مقتلة لا يستثني منها الرّضع وبطون الحوامل.

هؤلاء هم الترك عبر العصور.. برابرة حلوّا في المشرق، مرتزقة منذ أن صار خلفاء بني العبّاس شرّابة خرج في الحكم..سلاجقة ومماليك وخصيان وعثمانيين عاثوا ذبحاً وقطع أعناق وخوازيقاً ..قتلوا بعضهم وذبحوا غيرهم ، وحكموا باسم الخلافة بعد أن سرقوا بردة النبي. يا الله كيف أمكن لخصيّ مثل كافور الإخشيدي أن يحكم أمة بالخنجر وباسم الله.؟ !.كيف حكم قطز وبيبرس وقلاوون وبايزيد وياووز ومراد وغيرهم ؟!!

لقد أثبت التاريخ الأرعن أن البربرية والتوحش بجتاحان المدنية والحضارة ويسبيان الشعوب التي تعتنق السلام والمحبة ديناً، وهذا ما حصل للشعوب الحضارية في العالم القديم، ويحدث للشعوب الضعيفة في عالمنا الحديث، لذلك يجب أن تقترن الحضارة والإيمان والسلام بالقوة حتى لا تتناسل الإبادات، التي وللأسف ماتزال تردداتها تتكرر في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وحتى لا يخرج معتوه كأردوغان ليقول إن القسطنطينية لا تساوي شيئاً فيما جدّه أرطغرل كان يضع اللحم تحت سرج الجواد كي يأكله مقدداً، فيما بقيت القسطنطينية ثلاثمئة عام توزع الخبز لسكانها بالمجان..لعن الله الهمجية التي جعلت من آيا صوفيا موضع بازارٍ لبائع بطيخ .

في المقلب الآخر، إن الصبر والإصرار على الحياة عند الأرمن جعلهم موضع احترام الشعوب التي حلوّا بين ظهرانيها، ولدى شعوب العالم ..هم ملفتون بإبداعهم وعملهم وتفانيهم، والأهم أنهم لم يسمحوا للنسيان أن يتسلل إلى وجدانهم،وهم بذلك قدوة تمثّلها السريان فيما بعد وبدأوا يستذكرون الإبادة نفسها التي اسمها “سيفو”..

وهنا أريد أن أقول : لا يكفي لنا كشعوب أن نتضامن مع الأرمن والسريان ونستذكر الإبادة من دون أن نشير إلى القاتل وندينه. كل من يتضامن ولا يدين التركي ويطالبه بالإعتذار والتعويض هو منافق حتى انقطاع النفس، ومن المعيب على البلدان العربية التي عاشت تحت قمع الإحتلال العثماني ، وهو احتلال وقاتل موصوف ولو كره الكارهون، أن لا تعترف بالإبادة..أما البلهاء الذين تحرّكت مشاعرهم الطائفية أو العرقية على إحراق العلم التركي ، فليذهبوا إلى خليفتهم العثماني وجدّهم سليم الأول..وبئس المصير. إن كل من يحرّكه شعور تركي ، ولا تتحرك مشاعره لما حلّ بالأرمن والسريان والآشوريين والأنطاكيين السوريين والكيليكيين واليونان، ولم تتحرك مشاعره لما يفعله الترك بالسوريين والأكراد حالياً هو بندوق سياسي وفكري مع درجة الإمتياز..هو وديعة تركية ستنفجر يوماً ما كما انفجر بقايا السلاجقة والتركمان في جبال اللاذقية حاليا ومناطق أخرى.

رأيت الأرمن في بيروت وحلب وكسب ويريفان..سمعت أغانيهم..أكلت طعامهم..تعاملت مع حرفييهم..إنهم شعب جدير بالحياة..لقد قاموا من الموت، شعب أُبيد أكثر من ثلثه، وبقي حياً، هو شعب ترفع له القبعة ويوقف له احتراماً.. هناك مثل يقول: المكان الذي يمشي عليه التركي لا ينبت فيه العشب..المثل حقيقي لكن الأرمن أطاحوا به ، فكل مكان نزلوه صار مليئاً بالورود والعمل..لقد غلبوا ثقافة الملح التركي الزنخ، عسى أن نتعظ ونتعلّم منهم. سلامي لكم”.

يذكر أنه تم تكريم غسان شامي بدرع الأبجدية الأرمنية.

سفير الامارات في أرمينيا يشارك في مراسم الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية في يريفان

$
0
0

 

أزتاك العربي- بمناسبة الذكرى الـ104 للإبادة الأرمنية، شارك محمد القطام الزعابي سفير دولة الإمارات في أرمينيا، وأحلام راشد السلامي السكرتير الثاني بالسفارة بالمراسم التي نظمتها الحكومة الأرمنية بهذه المناسبة في مجمع النصب التذكاري للإبادة الأرمنية. وذلك بحضور رئيس الجمهورية أرمين سركيسيان ورئيس الوزراء نيكول باشينيان وكبار المسؤولين الحكوميين والسفراء الأجانب المعتمدين لدى جمهورية أرمينيا.

يذكر أن السفير الاماراتي وضع اكليل من الورود على ضريح شهداء الإبادة الأرمنية.

أسبوع ثقافي مصري في أرمينيا قريباً

$
0
0

 

أزتاك العربي- ذكرت (اليوم السابع) أن الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية التقت بالسفير كارين كريكوريان سفير دولة أرمينيا بالقاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الفكرية والفنية بين البلدين.

وخلال اللقاء أشارت إيناس عبد الدايم، إلى قوة العلاقات بين مصر وأرمينيا، مؤكدة أنه تم الاتفاق على إقامة أسبوع ثقافي مصري في أرمينيا يضم العديد من الفعاليات المتنوعة التى تعكس أشكال الحراك الإبداعى فى المجتمعين، كما امتد الحوار إلى إعداد بروتوكول للتعاون فى مجال المكتبات والترجمة لنشر مختلف ألوان التوجهات الفكرية البناءة بين أبناء الدولتين .

من جانبه ثمن سفير أرمينيا دور مصر الريادى فى الحركة التنويرية على مر التاريخ، باعتبارها أقدم حضارات الأرض، مشيرا إلى دور الثقافة والفنون فى مد جسور التواصل بين الشعوب، كما أشاد  بالأنشطة الأبداعية المكثفة التى تشهدها مصر حاليا.

Viewing all 6798 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>