Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6802 articles
Browse latest View live

تأسيس إمارتي دبيل وكوغتن في ولاية الساجيين

$
0
0

arabic-emirates-in-pakradounian-armenia

بعد احتلال الساجيين لمدينة دبيل وتحصينها تحولت إلى قاعدة عسكرية مهمة في حروبهم الطويلة ضد سمبات الأول. وكان يوسف قد سجن بعض الأمراء الأرمن والكاثوليكوس هوفهانّيس في المدينة بعد أسرهم. وفي هذه المدينة أيضاً قُتل الملك سمبات الأول. عُزلت دبيل عن المملكة الأرمنية تماماً أثناء حقبة الساجيين التي دامت 3 عقود. وكان احتلال المدينة السبب الرئيسي لانتقال مركز الكاثوليكوسية إلى مدينة Vagharshapat وخاصة بعد زلزال ضرب دبيل عام 893-894م.وعاش الكاثوليكوس حياة متنقلة ولجأ في نهاية المطاف إلى باسفرجان يعصر اليأس قلبه لعدم تمكنه من العودة إلى العاصمة دبيل.

وهكذا جُرِّدَت دبيل من مكانتها الدينية والدنيوية وتأثرت بالعناصر المسلمة وخاصة أن قصر الكاثوليكوس الخًرِب في المدينة حوِّلَ إلى مسجد في عهد الساجيين “الذي لا يبعد سوى خطوات عن الكاتدرائية. وكان الكاثوليكوس يحلم دائماً بإعادة بناء قصره في دبيل إلا أن الظروف السياسية حالت دون تحقيق ذلك”.

كان وجود كنيسة مسيحية قرب مسجد في تلك العصور الغابرة يولد الاستغراب حتى لدى المؤرخين العرب. يؤكد ابن حوقل على وجود هذا الجامع قائلاً: “كان المسجد الجامع في دبيل مشيداً إلى جانب كنيسة كما هي الحال في مدينة حمص”.

رغم سقوط دبيل بأيدي الساجيين إلا أن المدينة لم تُلحق إلى آذربيجان بشكل مباشر وبالنتيجة أسس يوسف إمارة كوغتن في منطقة وادي نهر آراكس الذي يجري من دبيل إلى آذربيجان منذ عهود بعيدة. وكان خسروف، أمير كوغتن، وعدد كبير من الأمراء الأرمن من ضحايا المجازر الشنيعة التي جرت في نخجوان في عهد الأمويين سنة 706م. فاضطر خسروف على إرسال ولده فاهان رهينة إلى دمشق حيث أُكره على اعتناق الإسلام. وعندما عاد إلى وطنه بعد فترة من الأسر ارتدّ إلى دين أجداده وتزوج من ابنة أمير منطقة سيونيك. لم يغفر له العرب (الخليفة هشام بن عبد الملك الذي كان يستوطن في مدينة الرصافة المسيحية على بعد 25كم عن مدينة الرقة-المترجم) ذلك فهدروا دمه (بقطع رأسه بالسيف ودفنه مع ذلك بالمراسيم الدينية المسيحية في مدينة الرصافة في البادية السورية ـ المترجم) فاعتُبر فاهان بعدئذ شهيد الدين في الآداب الأرمنية القروسطية.

احتل أمير عربي مغمور يسميه المؤرخ الأرمني Agarene هذه المنطقة في بداية القرن 10م ومن المحتمل في الفترة الأولى لحكم يوسف “واعتلى منصب الحاكم في مقاطعة كوغتن بقوة السلاح وتمتع بحماية الساجيين”.

بعد احتلال يوسف قلعة Ernjak سلّمها إلى هذا الأمير أيضاً موطداً بأس إمارة كوغتن.

حاول أمراء كوغتن التوسع نحو وادي نهر آراكس في القرن 10م. وكانت نخجوان المدينة الأولى التي استولوا عليها. كانت المدينة المخفر الأمامي لدبيل في حقبة الحكم العربي حيث كان يستريح الحكام العرب قبل دخولهم إلى مدينة دبيل. وفي كنيسة نخجوان بالذات أحرق الحاكم العربي قاسم بعض الأمراء الأرمن أحياء. وتظهر أهمية نخجوان الإدارية أن الحكام غالباً ما كانوا يولّون مساعديهم عليها. عيّن بوغا مثلاً إبراهيم حاكماً عليها أثناء انسحابه من أرمينيا. أصبحت المدينة بعد ذلك تحت هيمنة البقراتونيين بدءاً من النصف الثاني للقرن 9 م. وكانت هذه المقاطعة تعتبر إحدى ممتلكات حكام باسفرجان التقليدية لكنها كانت بحوزة السيونيين أثناء الحكم العربي. منح الملك سمبات الأول نخجوان للأردزرونيين في نهاية القرن 9 م مقابل خدمات قدمها الأمير آشوت أردزروني له أثناء محاربته للقيسيين.

ثارت سيونيك في هذه الفترة إلا أنها استمرت في ولائها لسمبات الأول بعد توسط الأمير آشوت أردزروني. وعندما ثار كاكيك أردزروني استرد الملك سمبات مقاطعة نخجوان وقدمها إلى أمير سيونيك.

لم يفلح السيونيون مع ذلك في الاحتفاظ بنخجوان فترة طويلة في القرن 10م لذلك خرجت المنطقة عن سيطرتهم في النصف الثاني من هذا القرن كما سنرى لاحقاً. ويظهر أن يوسف كان قد توصّل إلى هدفه بعد انكسار سمبات الأول ووفاته وانشطار المملكة الأرمنية إلي قسمين (حكم كاكيك أردزروني في باسفرجان بلقب ملك) وضَمِنَ إعادة ممتلكات البقراتونيين وتحديداً شيراك وأرشارونيك إلى قائد الجيش الأرمني آشوت بن شابوه بقراتوني المطالب الوحيد لعرش أرمينيا رغم وجود نفوذ له حتى في المقاطعات الشمالية للبلاد.

وأضحت أرمينيا في وضع حرج جداً وخاصة أن سلطة يوسف العليا كانت قد ضعفت أيضاً لأن باسفرجان كانت قد تخلّت عنه ووقفت في خندق معادٍ له .

كانت مملكة باسفرجان قوية نسبياً ومحصّنة بشكل جيد لأن جميع هجمات آذربيجان ذهبت سدىً فأضحت هذه المملكة عقبة أمام الساجيين لتحقيق مخططاتهم اللاحقة في أرمينيا.

بعد إعدام سمبات الأول مباشرة رفض ابنه آشوت الاعتراف بسلطة آشوت بن سيبوه وشرع باستعدادات كبيرة لإعادة إقامة مملكة والده. لذلك عقد علاقات ديبلوماسية مع بيزنطة عبر الكاثوليكوس– المؤرخ هوفهانّيس دراسخاناكيردتسي وسافر شخصياً إلى القسطنطينية وقفل راجعاً إلى أرمينيا بجيش مساند وجدد نضاله ضد الساجيين.

بعد أن علم يوسف بعودة الأمير آشوت استدعى القائد آشوت بن سيبوه إلى دبيل ووضع تاجاً ملكياً على رأسه وهكذا أصبح عدد الملوك الأرمن3 كل واحد منهم يعتبر نفسه “ملك ملوك أرمينيا”: آشوت الثاني بن سمبات الأول وكاكيك أردزرزني في باسفرجان وآشوت بن سيبوه “الملك المضاد”.

بينما كان آشوت بن سيبوه على طريقه إلى دبيل لتعزيز موقعه فيها هاجم آشوت الثاني أرشارونيك مما أدى إلى تأزم الوضع أكثر فأكثر ولم يتمكن الكاثوليكوس هوفهانّيس طوال سنتين من مصالحة القريبين. ورغم ذلك تحسّن مركز آشوت الثاني بشكل مطرد وقرر يوسف فجأة الاعتراف به ملكاً فأرسل له تاجاً وأشياء ثمينة وأحصنة بأغطية سروج مذهّبة “وكتيبة من الإسماعيليين لمساندته”.

كان هذا التغيير غير المتوقع في سياسة يوسف ينبع من صعوباته في فارس. خلا ذلك, وبما أن آشوت الثاني كان de  facto قد أخضع معظم مقاطعات أرمينيا الشمالية، لذلك لم يبقَ له سوى الاعتراف به de  jure أيضاً.

بعد حصوله على التاج الملكي هاجم آشوت الثاني على خصمه بسرعة الذي كان قد فقد دعم الساجيين رغم احتفاظه بمدينة دبيل. حاول الكاثوليكوس مصالحة الآشوتين مرة أخرى لكنه لم يفلح في هذه المرة أيضاً ولم يَحِدْ الملك عن مواقفه لأنه كان قد وضع جُل ثقته في قواته المسلحة . وعندما لم يفلح في احتلال دبيل وانكسر أمام “الملك المضاد” شرع في تحضير حملة جديدة بعد أن وصلته قوات مساندة من أمير إيبيريا آشوت الثاني بن كوركين إلا أن الكاثوليكوس أفلح في منع إراقة الدماء في هذه المرة.

كان سبب وجود “الملك المضاد” آشوت في دبيل بين عامي 918-920م عجزه عن البقاء في أرشارونيك. وكان هذا يقيم في باكاران، المقر القديم للبقراتونيين، بينما اختار آشوت الثاني وولده سمبات الأول شيراكافان عاصمة لهما. مع ذلك لم يكن وجود هذا الملك المضاد في العاصمة دبيل مقبولاً من قبل آشوت الثاني. لذلك اجتاح المدينة ثانية وقام بمجزرة كبيرة فيها. ومن المؤسف أن المؤرخ لا يقدم لنا معلومات حول العدو الذي كان يقاتله أو هوية العصاة الذين أكرههم الملك الأرمني على طاعته: “أخضع الملك آشوت الثاني ثورتهم الوقحة الفظة بلجوئه إلى وسائل قمعية شديدة جداً”.

تصبح الفكرة أوضح إنْ تابعنا قراءة نص المؤرخ الذي أكد: “أخضع الملك آشوت الثاني العصاة وقفل راجعاً بعد ذلك إلى إيبيريا”. ونستنتج من أقوال المؤرخ الأرمني أن الملك آشوت هُزم وخضع لآشوت الثاني. وقد أضحت الأجواء السياسية بعدئذ لصالح آشوت الثاني كلياً بسبب عصيان يوسف ضد الخليفة الذي قام بسجنه. عيّن الخليفة العباسي حاكماً جديداً على آذربيجان يدعى Subuk الذي تصرّف باحتراز شديد تجاه المملكة البقراتونية.

مدّ آشوت الثاني سلطته على المقاطعات الشمالية كوريث شرعي وحيد لمملكة البقراتونيين الواسعة وبقي بقراتونيو الجنوب مرتبطين به بأواصر محددة عديدة. إنسحب القيسيون بعد ذلك من مناطق مملكة البقراتونيين بمحض إرادتهم ولم يواجه آشوت أية ثورة بعدئذ وخاصة أن ملك باسفرجان كان في أحوال صعبة. وقد عزّز عزل الملك المضاد موقع آشوت الثاني وخاصة من وجهة النظر السياسية. وكانت النتيجة أن منحه الحاكم العربي Subuk، بوصفه ممثل الخلافة، لقب “شاهنشاه ملك الملوك” وبذلك أكدت الخلافة على تفوقه على الملكين الأرمنيين الآخرين. وكانت بيزنطة بدورها قد اعترفت بآشوت الثاني كملك بقراتوني وحيد على أرمينيا فانتهى دور الملك المضاد de  facto وde jure. وكان الملك المضاد متواجداً في دبيل في هذه الفترة عندما وصل الشاهنشاه إلى مقاطعة كوتايك بعد دعم موقعه ودعا منافسه السابق إلى عقد معاهدة سلام . وبوساطة من الكاثوليكوس وحاشيته وصل الملك المضاد لمقابلة “ملك الملوك” وعقد معه عهد سلام. اتجه النسيبان بعد ذلك إلى دبيل  التي كانت قد خضعت للملك الأرمني. إلا أن العناصر المسلمة في المدينة كانت مستاءة  لذلك لجأت إلى الأعمال العدائية التي أخمدت بسهولة.

وهكذا عادت دبيل إلى أصحابها الحقيقيين مرة أخرى فأقام الملكان الأرمنيان احتفالات وأفراح كبيرة. انسحب الشاهنشاه من المدينة بينما ظل قريبه فيها حاكماً عليها مدة غير طويلة آثر بعدها على العودة إلى باكاران. وكان احتلال البقراتونيين لمدينة دبيل مؤقتاً رغم استطاعة آشوت الثاني الاحتفاظ بها وفرض هيمنته على كامل الهضبة الأرمنية.

عزّز هجوم آشوت الثاني على دبيل موقع أمير سيونيك الذي طالب باسترجاع مقاطعة وقلعة Ernjak من أمير كوغتن. وكما سنرى لاحقاً احتل يوسف هذه القلعة (حيث ثار الأمراء الأرمن) في عام 913م وقدمها لأمير كوغتن مسبباً استياء شديداً لدى أمراء سيونيك وكانت العاقبة أن شنّ سمبات، أمير سيونيك الكبير، وأشقاؤه الثلاثة حرباً ضده. واستناداً إلى رواية المؤرخ هوفهانّيس من الشيق أن نذكر هنا أيضاً أن سمبات سيوني أتى بجيش من المرتزقة مؤلف من “أتراك سكيتيين وجماعة Gabaonaji الذين نصبوا خيامهم إلى جانب جيشه في سيونيك”.

انتصرعرب كوغتن بسبب خيانة المرتزقة الذين هربوا إلى نخجوان.

دفعت المملكة الأرمنية ثمناً باهظاً لقاء مساعدة بيزنطة لها لأن حقيقة مخططات بيزنطة سرعان ما ظهرت إلى العلن عندما احتفظت الإمبراطورية بحق تمركز قواتها على الأراضي الأرمنية بذريعة محاربة الخلافة العربية. وكانت العاقبة وقوع بعض المقاطعات الأرمنية تحت هيمنتها.  وصل الجيش البيزنطي إلى دبيل سنة 922م بقيادة يوهانّس كوركواس (الأرمني الأصل ـ المترجم) حيث كان الحاكم العربي سوبوك لا يزال متواجداً في المدينة في ذلك الوقت. ناشد هذا الأخير الشاهنشاه للمجيء إلى نجدته فهرع الملك الأرمني في تلبية طلبه. ظلّت دبيل بمساعدة القوات العربية–الأرمنية المشتركة حصينة مما اضطر الجيش البيزنطي على رفع الحصار والتقهقر إلى مناطقه. ويؤكد المؤرخ الأرمني المعاصر لهذه الأحداث على ذلك قائلاً: “في السنة الثانية لحكمه جمع رومانوس ليكابينوس جيشاً وأرسل دوميليكوس إلى مدينة دبيل حيث يقيم الأمير سوبوك الذي دعا الشاهنشاه آشوت لنجدته. وصل الجيش اليوناني وحاصر المدينة إلا أنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها فقفل عائداً”.

لم يتغاضَ المؤرخون العرب وحدهم عن ذكر هذا الإجتياح، بل آثر المؤرخ الأرمني هوفهانّيس دراسخاناكيردتسي المعاصر لتلك الأحداث على الصمت بدوره عن الهجوم البيزنطي على المملكة الأرمنية. رغم ذلك نعتبر هذا الهجوم دليلاً جلياً على أهداف بيزنطة السرية في هذه الفترة في تحريض الأمراء الأرمن ضد آشوت الثاني. حصل آشوت الثاني على لقب “شاهنشاه” من الخليفة العباسي بسبب تطور هذه الأحداث وسحق الملك المضاد آشوت في دبيل ووصل إلى مقاطعة Utik وقام بتسوية الحساب مع الأمير الثاثر Clik Amram المتعاون مع القائد البيزنطي كوركواس. وصلت الحال بهذا الأمير الثائر أن طلب الدخول في خدمة هذا القائد البيزنطي. جرت هذه الأحداث في Utik بين عامي 920-922م.

تغيّر الوضع ثانية لغير صالح آشوت أردزروني بعد وفاة سوبوك وإطلاق سراح يوسف سنة  923م. شرع يوسف بشن الحرب ثانية ضد آشوت الثاني مستخدماً مدينة دبيل قاعدة لعملياته مرة أخرى. أرسل يوسف نصر السبوكي ممثلاً له في أرمينيا وتوقف هذا الأخير على طريقه إلى نخجوان فسجن الأمراء الأرمن السيونيين المعارضين وبعد ذلك جاء لملاقاته أمراء المدينة وأعيانها وكان معظمهم من الأرمن. ومع ذلك قام نصر بأسر 40 فرداً منهم وسار بهم إلى دبيل مكبلين بالسلاسل.

يبدو أن أرمن مدينة دبيل كانوا قد إنتعشوا إقتصادياً أثناء حكم آشوت الملك المضاد لذلك طلب نصر من مسلمي المدينة دعمه لاعتقال أعيان الأرمن. خلا ذلك قام نصر باضطهاد رجال الدين في الكنائس والأديرة الأرمنية. وكان الكاثوليكوس يرغب في إعادة إشادة مقره في المدينة لذلك عقد محادثات مع نصر لحل هذه المشكلة. وافق نصر للوهلة الأولى حتى إنه قدم عهداً مكتوباً للكاثوليكوس إلا أن بعض رجال الدين المسلمين في المدينة رأوا بوادر خطر في هذا القرار وتمكن أحدهم، وهو قاضٍ، إقناع نصر على إبطال قراره وحتى القبض على الكاثوليكوس ومصادرة أملاكه. وصل جنود نصر إثر ذلك إلى كيغارت وبيوراكان فهرب الكاثوليكوس والتجأ إلى الملك المضاد آشوت في باكاران وصادر نصر جميع ممتلكاته وقراه في دبيل فانتقل كرسي الكاثوليكوسية من دبيل وضعف بالتالي النفوذ الأرمني في المدينة.

قفل نصر راجعاً إلى آذربيجان بعد أن عين شخصاً يدعى بشير حاكماً على دبيل. انسحب آشوت الثاني المنهك بدوره إلى دير سيفان بسبب المعارك العديدة التي خاضها في هذه الفترة. قام بشير ، انطلاقاً من أحوال الكاثوليكوس في بيوراكان، بشن حملة عسكرية ضد الملك الأرمني. فردّ آشوت عليه بعنف وأكرهه على الهرب إلى دبيل بعد اندحاره مرة أخرى أمام الأمير الأرمني الآخر هوفهانّيس مارزبيتوني.

هاجم الجيش البيزنطي مدينة دبيل أثناء هذه الاضطرابات بعد عبوره لباسين وأرشارونيك على طريقه إلى وادي نهر آراكس. يحدد ابن الأثير تاريخ هذه الحملة بسنة 315هـ=927-928م ويصفها بفقرة شيقة قائلاً: “وصل الجيش البيزنطي الكبير بقيادة دوموستوك إلى دبيل حيث كان نصر السبوكي وقواته. وبعد معركة دموية طاحنة تمكن من الاقتراب من سور المدينة وإحداث ثغرة فيها والولوج إلى داخلها. إلا أن السكان والجنود أظهروا مقاومة عنيفة إلى درجة أُكره البيزنطيون على التقهقر بعد أن سقط منهم 10,000 رجلاً”.

ليست لدينا مع الأسف أية معلومات حول ردّ فعل آشوت تجاه هذا الهجوم البيزنطي. إلا أن مقاومة السكان العنيفة مع ذلك دليل على عدم تعاطفهم مع المغيرين.

بعد هذه الأحداث إنسحب نصر من مدينة دبيل فزال حكم الساجيين من كامل الأراضي الأذربيجانية عام 929م.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر كتاب “الإمارات العربية في أرمينيا البقرادونية” للمؤلف المستشرق الدكتور البروفيسور آرام تير-غيفونديان، (الطبعة الثانية المنقحة)، ترجمه عن الإنكليزية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير “كتاب العاديات السنوي للآثار”، صدر الكتاب عن مؤسسة المهندس فاروجان سلاطيان، حلب 2013، وسيتم نشر فصول الكتاب تباعاً (13).

 


توثيق اللغات القديمة بدأ مع المخبر النوعي في المعهد العالي للغات.. الآرامية مهددة بالاندثار..والأرمنية الأكثر توثيقاً

$
0
0

مخبر

“التوثيق ذاكرة الشعوب” وهو المحور الأساسي للاستمرار والوجود وبما أن المجتمع السوري يشكّل بأطيافه المتنوعة لوحة موزاييك تجمع بين أقوام عدة (العربي والسرياني والآشوري والشركسي والكردي)، تتداخل وتتقاطع بثقافاتها إلى حدّ ما، عمل كل جزء من أطياف المجتمع السوري على استمرار وجوده وهويته المتمثلة بلغته الحامل الأساسي لتاريخه والحافظ تراثه الشعبي، فوُجِدت محاولات فردية للحفاظ على اللغة الأم تتفاوت من لغة إلى أخرى، لكن الخطوة الهامة جاءت مع افتتاح جامعة دمشق في المعهد العالي للغات أول مخبر توثيقي لجمع اللغات وتوثيقها، وحفظ الإرث الثقافي والهوية من الضياع، لاسيما أن قرابة 3600 لغة ستؤول إلى الزوال في نهاية القرن الحالي وفق إحصاءات اليونسكو.

بدأ المخبر بعمليات الجمع والتوثيق والأرشفة لإعداد قاعدة بيانات لكل لغة، تكون مرجعاً لأي باحث في مجال اللغة والتراث منطلقين من العمل باللغة الآرامية، كونها تعرضت لخطر كبير يهدد وجودها جراء ما قام به الإرهابيون من عمليات تخريب وتهجير لمعلولا وسكانها، تلتها اللغة الكردية التي تملك إرثاً فنياً كبيراً، ثم اللغة الأرمنية التي تعدّ أكثر اللغات توثيقاً لاهتمام اللغويين والباحثين والمسؤولين الأرمن بذلك، وفي الخطوة القادمة سيتابع المخبر عملية التوثيق للغتين السريانية والشركسية، ومن المتوقع أن تتوسع الدائرة وتضم المزيد من اللغات، لكن الأمر اللافت طموح القائمين على العمل بإشراف عميد المعهد د.ميساء سيوفي للوصول إلى ترجمة جميع الوثائق إلى اللغة العربية تمهيداً لترجمتها لاحقاً إلى اللغة الإنكليزية بحيث تحفظ كل وثيقة وتؤرشف بثلاث لغات.

الوعي الجمعي

وفي زيارة للمخبر توقفنا مع رؤساء الشعب الذين حدثونا عن مراحل هذا العمل التوثيقي النوعي الذي يتم لأول مرة في سورية.. والبداية كانت مع د.علي اللحام رئيس قسم اللغات المختلفة ومدير مخبر توثيق اللغات الذي  حدثنا عن أهمية المخبر التوثيقي وأهمية زيادة الوعي الجمعي باستخدام هذه اللغات في جميع المجالات الممكنة، وتوثيق اللغات المهددة بالانقراض وحفظها من خلال تفعيل الأنشطة والندوات، وجمع المعلومات المطلوبة من وثائق وأرشفتها لتأسيس قاعدة بيانات ضخمة، ويتم ذلك بجمع أكبر قدر ممكن من فروع التراث اللامادي من الطقوس والقصص المحكية والتراث الغنائي والتراث الشعبي والترانيم الكنسية، من هنا تبدأ المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية يتم جمع قواعد اللغة، وجعل تلك المعلومات متاحة للباحثين والمهتمين باللغات، وأضاف د. اللحام: إن طموحنا يرتقي إلى تحويل المخبر إلى مركز بحثي يستقطب باحثين من مختلف الدول في مجال اللغات القديمة، إضافة إلى السعي لتفعيل اللغات ضمن المجتمعات الخاصة بها كونها الناقل الثقافي الأهم، فتم الانطلاق مبدئياً باللغات الثلاث الآرامية والكردية والأرمنية التي تشكل جزءاً هاماً من أطياف المجتمع السوري، وتم التركيز بالدرجة الأولى على اللغة الآرامية لأنها من اللغات المهددة بالاندثار، لاسيما أن الفئة العمرية للناطقين بها من كبار السنّ، وأن كثيراً من سكان معلولا لا يعرفون كتابتها.

جامعة دمشق والمجتمع

وتابع د. اللحام: لقد حصلنا على تطبيق حاسوبي لكتابة اللغة الآرامية وهو برنامج غير متوافر قام بتصميمه وتطويره السيد غطاس حنين، وهو من طلاب المعهد القدامى، وقام السادة نقولا بركيل بتخطيط الحرف، ووسيم حداد بمسح ومعالجة الصور، وتعاقدت جامعة دمشق مع الطالب الجامعي باسل وهبة من أهالي معلولا للبدء بطباعة الوثائق المخطوطة باليد، ليتم حفظها وتوثيقها كوثائق مطبوعة، وسيتم تحميل جميع المواد السمعية المؤرشفة لكتابتها، وسنتوسع لاحقاً بتوثيق اللغتين السريانية والشركسية، وندعو جميع المهتمين للتعاون مع جامعة دمشق بتقديم المواد والوثائق والتسجيلات التي يمتلكونها لتوثيقها وأرشفتها، وبذلك تحقق جامعة دمشق أحد الأدوار المنوطة بها، من ارتباط وثيق مع المجتمع وخدمته من خلال حفظ تراثه ومكوناته.

التراث الغنائي الكردي

وكما نرى في الأمسيات الموسيقية فإن الشباب لا يتكلمون اللغة الكردية ولا يعرفون حتى الأغاني التراثية، لذلك يسعى المعهد العالي للغات لحفظ وتوثيق اللغة الكردية المكتوبة والمسموعة والمرئية، فالمِخْبَر سيحفظ التراث اللامادي وسيقوم بتوثيق اللغة المحكية والمكتوبة وتعليم اللغة وحفظ القواميس وقواعد اللغة الكردية والأمثال والأغاني، وكما أوضح د. عصمت رمضان تم حتى الآن توثيق جميع أنماط الأغنية الكردية، على سبيل المثال أغاني الحصاد والمواسم والأغاني الملحمية والشعبية، وعلى الصعيد الأدبي تمّ جمع العديد من الأساطير مثل أسطورة “شهماران” أسطورة محكية لفتاة هربت من ظلم البشر نصف جسدها أفعى ورأسها رأس إنسان، ورواية ميموزين التي ترجمها العلامة الراحل د. محمد سعيد رمضان البوطي، ورواية عبدليه زينيه، وملحمة زينكي فوش بائع السلال الذي أغرمت به الأميرة، وأضاف بأنه من الممكن أن تترجم جميع النصوص إلى اللغة العربية.

كتابة الآرامية وترجمتها

وقد ساعد المخبر على كتابة اللغة الآرامية لأنها لغة متوارثة بشكل شفهي، انتقلت من الآباء إلى الأبناء، وهي لغة محكية في ثلاث مدن معلولا- والصرخة وجبعدين. وكما ذكرت سعدة سرحان فالآرامية هي لغة الشرق القديمة التي انتشرت في تركيا وإيران، وتوجد صلات وثيقة بين اللغات كالصلة بين الآرامية والعربية، مثل الاشتقاقات من الفعل الثلاثي، أسماء الإشارة والأسماء الموصولة والمفرد والمثنى والجمع المؤنث بالتسمية، الأسماء التي تدل على أعضاء جسم الإنسان وظواهر الطبيعة والخيل والمطر والشمس، مشتركة بين اللغتين حتى بالنسبة لقاعدة الأعداد، تدل جميعها على التطور اللغوي والتداخل حتى وصلنا إلى العصر الحالي.
وتابعت سرحان: لقد استطاع الآراميون إضافة حركة المدّ الصوتي، وبما أنهم كانوا تجار البر فهذا ساعدهم على نشر لغتهم، فانتشرت في المملكة الفارسية وبقيت المراسلات بها، كما انتشرت أيضا في فلسطين “اللهجة الجليلية”، وحالياً تم توثيق كل القصائد والترجمات الموجودة في الإنجيل والتراتيل الدينية، ونطمح لإتمام الترجمة من الآرامية إلى العربية والإنكليزية.

الأرمنية الأكثر توثيقاً

الأمر الهام الذي توصلنا إليه أن اللغة الأرمنية التي اعتدنا وجودها في النشاطات الموسيقية هي أكثر اللغات توثيقاً وحضوراً، وهي ليست من اللغات المهددة بالاندثار كونها متابعة من قبل لجان متخصصة من قبل اللغويين لتفعيل اللغة الأرمنية وتنشيطها في بلاد الشتات، في حين يتكلم الأرمن في أرمينيا وإيران الأرمنية الشرقية. هذا ما أوضحته د. نورا أريسيان وتابعت حديثها عن التداخل بين اللغتين الأرمنية والعربية ببعض المفردات بينهما، لتصل إلى قرابة 700 مفردة، وأضافت نتالي كركيان بأنه تم جمع مواد من اللغة الأرمنية الشرقية والغربية. وأرمني كرابار – هو الأرمني القديم الموجود في بعض النصوص الكنسية والإنجيل- وأضافت: حالياً نجمع المواد المكتوبة والسمعية، وأقوم بتجميع أجزاء الإنجيل “العهد الجديد والعهد القديم” وبعض الكتب الدينية، والتراتيل وقصائد شعراء، إضافة إلى أغان تراثية وشعبية، وأطلس من عهود مختلفة وأساطير وقصص للكبار وروايات وأغنيات وتراتيل لكوميداس الذي جمع التراث الغنائي والموسيقي الأرمني. ومن الممكن أن نضيف شرحاً موجزاً لبعضها لربط هذه اللغات بالمجتمع حيث يجري العمل على تجميع قواعد البيانات لحفظ هذه اللغة.

دحض ادعاءات الصهاينة

وقد ارتبط مشروع توثيق اللغات مع إدراج سلسلة من ورشات العمل، بدأت “باللغة الآرامية تحديات ووقائع” شارك فيها د. محمد محفل، د. عيد مرعي والباحث جورج رزق الله، مع جملة مداخلات من الحاضرين أوضحت الأخطار التي تتعرض لها اللغة الآرامية اليوم. إذ أوضح د. محفل أهميتها التاريخية بقوله: “الآرامية جبّت ما قبلها” وتمت الكتابة بها في الألف الرابع الميلادي. وتابع حديثه عن تطور نوع الخط المستخدم في كتابتها والمأخوذ من النبطية والتدمرية والحضرية، وقد جمعت ما جاء قبلها من لغات وانتشرت في بلاد الشام وجنوب تركيا ووادي النيل، وأشاد د. محفل بالدور الذي يقوم به المعهد في تدريس ونشر الآرامية وتوثيقها كونها لغة السيد المسيح، واللغة التي يسعى الصهاينة في فلسطين للهيمنة عليها، ولابد من دحض ادعاءاتهم بأنها لغة عبرية، وأنهى حديثه بالتأكيد على أهمية اللغة الآرامية، وكذلك اللغة السريانية في نقل وتطوير التراث القديم، وقربها من اللغة العربية التي برأيه ساعدت على نشوئها، وتأتي في سلم اللغات قبلها مباشرة.

وشائج عميقة

أما د. عيد مرعي فتحدث عن التقارب بين اللغات القديمة والصلات التي جمعتها “الآرامية والعربية والسريانية” وعاد إلى اللغة الأكادية كونها اللغة الأقدم، والتي اعتمدت لغة رسمية ولغة المراسلات، ومع مرور الزمن وظهور الآرامية تراجع حضور اللغة الأكادية، وأكد د.مرعي على التداخل بين اللغات القديمة واللغة العربية من حيث المفردات ووجود وشائج عميقة لا يمحوها الزمن.

آرامية معلولا

أما الباحث جورج رزق الله رئيس شعبة اللغة الآرامية في معلولا، ومؤلف كتاب “المدخل إلى اللغة الآرامية في لهجة معلولا المحلية” المعتمد في تدريس اللغة الآرامية في المعهد العالي للغات فتحدث عن اللغة الآرامية في وضعها الحالي في معلولا، وأوضح بأنه لم يتطرق أحد إلى اللغة السائدة في شوارع معلولا وأزقتها، إذ انحسر عدد المتكلمين بها، إضافة إلى الحرب الشرسة التي تعرضت لها معلولا من قبل الإرهابيين فتهدمت منازلها وأحرقت مكتباتها وهجّر سكانها واستشهد منهم الكثير، وبعيداً عن الحرب شهدت اللغة الآرامية تراجعاً كبيراً نتيجة الهجرة الخارجية والتغريب والزواج من أجنبية، وبسبب التقدم العلمي الكبير الذي قضى على بعض المهن اليدوية والصناعات التقليدية والأنشطة الزراعية مما سبب ضياع الكثير من المفردات التي كانت متداولة، وأشاد رزق الله بالدور الذي يقوم به المعهد لحفظ اللغة الآرامية وترجمة الكتاب المقدس –العهد القديم- إلى آرامية معلولا، وأثنى على الجهود الواضحة للموسيقيين في حفظ التراث اللامادي من خلال تقديم أمسيات دينية وتراثية في الأوبرا.

الإعلام والتراث الآرامي

وعلى هامش الورشة قدمت عدة اقتراحات لإحياء اللغة الآرامية وإشراك الإعلام بأنواعه في نشر اللغة، إضافة إلى توزيع كتيبات مجانية لتعليمها وإقامة دورات تعليمية، كما تمّ اقتراح إضافة حصة تدريسية إلزامية للغة الآرامية لتعليمها في مدارس معلولا، واقترحت د. منيرة فاعور التركيز على نشر التراث اللامادي الآرامي مثل الأغنيات الآرامية في الأماكن العامة والمقاهي في معلولا.

ملده شويكاني

البعث

 

أرمينيا تفوز بمنصب نائب رئيس الجمعية العامة في الأمم المتحدة

$
0
0

95773020

انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون سفير جزر فيجي لدى المنظمة الأممية رئيساً لها لعام واحد في دورتها الـ71 خلفا للرئيس السابق للبرلمان الدنماركي موغنز ليكيتوفت.

واتسم التصويت الذي شارك فيه ممثلو 193 بلدا عضوا في الجمعية العامة، بمنافسة حادة بين تومسون الذي حصل على 94 صوتا والدبلوماسي القبرصي اندرياس مافرويانيس الذي نال 90 صوتا.

الى ذلك، تم انتخاب 21 نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة من بينهم العراق، كما انتخب من أفريقيا: الكونغو وجيبوتي وموريتانيا وزامبيا، ومن أوروبا الغربية: بلجيكا وألمانيا وغيرها، ومن أوروبا الشرقية: أرمينيا.

اليزيديون في أرمينيا ينتظرون الاعتراف بإبادتهم من المجلس الوطني الأرميني

$
0
0

hasan_61416 

في مؤتمر صحفي عقده الحقوقي حسن تامويان أن اليزيديين في أرمينيا يشعرون بدعم الشعب الأرمني، وينتظرون الاعتراف بإبادتهم من المجلس الوطني الأرميني.

وأنهم في الوقت ذاته إذ يرحبون بمشروع قرار إدانة الإبادة التي نفذت بحق اليزيديين على يد داعش في شمال العراق.

مشيراً الى أن الرئيس الأرميني كان أول رئيس في العالم دافع عن اليزيديين أمام منبر الأمم المتحدة عام 2014، ثم أمام مؤتمر رابطة الدول المستقلة عام 2015.

برلمان أوسيتيا الجنوبية سيناقش قضية إبادة الأرمن

$
0
0

 South-Ossetia_61516

ذكرت “إنترفاكس” أن مكتب الاعلام في برلمان أوسيتيا الجنوبية أكد أن برلمان أوسيتيا الجنوبية سيناقش قضية إبادة الأرمن في الجلسة المقبلة.

وأشارت أن الهيئة التشريعية في أوسيتيا الجنوبية كانت قد ناقشت الاعتراف بالابادة الأرمنية العام الماضي، والبرلمان استلم الطلب الرسمي من الأرمن في 14 حزيران.

وجاء في الخبر أنه ” ينبغي على أرمينيا أيضاً الاعتراف بإبادة الشعب الأوسيتي، لكن ذلك ليس شرطاً. المهم أن الأرمن هم جزء أساسي في المجتمع في أوسيتيا الجنوبية، وخاضوا المعارك من أجل حرية الجمهورية والاستقلال، وعانوا الصعوبات سوياً، وأن الكثيرين منهم هم من الناجين من الإبادة”.

ولفت عدد من الأعضاء في البرلمان أنه في حال التصويت ستعاد العدالة الإنسانية والتاريخية للشعب الأرمني الشقيق الذي تعرض للابادة مثل الشعب الأوسيتي”.

 

مناقشة إدراج مادة الإبادة الأرمنية في المناهج الدراسية في ألمانيا

$
0
0

Bundestag_61616 

ذكرت “أزتاك” أنه في لقاء جرى لوكالة “أرمين برس” مع رئيس لجنة القضية الأرمنية في ألمانيا أنتو أزنافوريان فإن قضية الإبادة الأرمنية في المناهج التدريسية في ألمانيا ليس كافياً، وسيجري مناقشة إدراج مادة الإبادة الأرمنية في المناهج الدراسية، ما سيسهم في توضيح الحقيقة. وقد جرت محاولة واحدة في ولاية براندينبورغ.

وبرأي أزنافوريان فإنه ينبغي تعميم التجربة على كل مدارس ألمانيا، مؤكداً أن اعتراف البوندستاغ الألماني بالإبادة الأرمنية مهد الأرضية الكافية لمشاريع مماثلة.

(كاراباخ 1: الانتصار المنتظر) على قناة الميادين ضمن برنامج (من الأرض)

$
0
0

ogarit

على قناة الميادين، وضمن برنامج (من الأرض) تناولت الإعلامية أوغاريت دندش موضوع نزاع كاراباخ الجبلية أو أرتساخ، من الناحية التاريخية، والعسكرية والاجتماعية بشكل ميداني من خلال زيارة ميدانية الى جمهورية كاراباخ.

وفتحت في تقرير بعنوان (كاراباخ 1: الانتصار المنتظر) ملف كاراباخ والصراعات الإقليمية الحدودية الإثنية، وتقاطع مصالح الدول وتضاربها في هذه البقعة الجغرافية.

وذلك من خلال إلقاء الضوء على بداية النزاع والحرب، وعقد لقاءات مع مؤرخين وبرلمانيين وشخصيات أخرى، ومواطنين أرمن نزحوا من أذربيجان بعد تعرضهم لمجازر وإبادة.

يمكن متابعة التقرير على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=QBhbK-Nh9Ss

ثلاث نساء أرمنيات يلقين بأنفسهن في نهر الفرات

$
0
0

armenian-genocide - Copy

حدثني أحد عرب العقيدات قال: كنت سائراً على شط الفرات بقرب دير الزور اذ رأيت بعض السفهاء من الرعاة يسلبون امرأتين ثيابهما حتى أنهم أخذوا لباس هاتين الامرأتين التعيستين، فلم يردوا عليّ و كان أهلي بعيدين عني ولم أقدر أن أعطيهم ثياباً فنادتا هؤلاء الرعاة بقولهما (خيوه الله) وكانتا تشيران بيديهما نحو السماء تريدان أن تقولا لهؤلاء الرعاة أما تستحون أو تخافون من الله ولما لم يصغ هؤلاء إليهما رمتا بنفسيهما في الفرات مرجحتان الموت على حياة الذل والهوان. وحدثني عن امرأة أخرى لها طفل يرضع على يديها كانت تسأل في الدير وتطلب من الناس ما يسد رمقها فلم يمد لها أحد يد المعونة، خوفاً من الحكومة وباتت ليلتين على ما قيل لا تأكل شيئاً وثالث يوم لما لم تجد أحداً يجود لها بشيء رمت طفلها في سوق الدير وذهبت وألقت بنفسها في ماء الفرات وماتت غريقة مفضلة الموت على حياة الهون والشقاء وهكذا أظهرن أخلاقاً وشرفاً وشجاعة لا توجد في كثير من الرجال.

الخادمات في ديار بكر

انك لا تدخل دار في ديار بكر إلا وتجد من الخادمة إلى الخمس خادمات من بنات الأرمن في تلك الدار وكنت ترى أحقر الباعة أصبح عنده خادمة أرمنية. وربما كانت تلك الأرمنية في حياة والدها وأمها لا ترضى ان تكلم ذلك البائع كلاماً، دع عنك لخدمته ولجنّ ما رأته من الأهوال جعلتها تخدمه قسراً وحفظاً لحياتها. وقد قيل أن مقدار النساء والبنات الخادمات في ديار بكر يربو على الخمسة آلاف وأكثرهن من بنات الأرمن في أرضروم وخربوط والولايات الأخرى.

حديث شاهين بك والشابة الأرمنية

وقد حدثني المدعو شاهين بك أحد أهالي ولاية ديار بكر وكان مسجوناً معنا، قال انه كان سلم إليه نساء ورجال من الأرمن ليقتلهم لأنه كان جنديا. واضاف، وبينما نحن سائرين رأيت شابة أرمنية كنت أعرفها وكانت بارعة في الجمال. فقلت لها يا فلانة تعالي أخلصك وتتزوجين بأحد الشبان من أهل بلادك الأكراد أو الأتراك. فلم تقبل وقالت له اذا كنت تعزني وتريد رضاي فإنني سأطلب منك حاجة تقضيها لي. فقلت لها أنني حاضر لقضاء اي حاجة تطلبينها. فقالت أن لي أخاً بين هؤلاء الرجال وهو أصغر مني سناً فإنني أرجوك أن تقتله قبلي حتى لا أموت وأنا مشغولة الفكر من جهته وأرتني أياه فناديته فجاء لعندي وقالت له، أيها الأخ إنني أودعتك الله فتقدم إلي آخذ منك آخر قبلة وإننا سنلتقي إن شاء الله في الآخرة وسيأخذ الحق انتقامنا في القريب العاجل ممن ظلمنا، وقبلته في خديه وقبلها أخوها وسلم نفسه لي فلم يسعني إلا طاعة لأمرها فضربته ضربة واحدة بفأس كان بيدي طيرت مخه ووقع جسداً بلا روح، فقالت لي إنني أشكرك من صميم فؤادي أرجوك إتمام معروفك ووضعت يديها على عينيها السوداوين وقالت اضربني ضربة مثل التي ضربتها لأخي ولا تعذبني فضربتها ضربة أودت بحياتها بأسرع ما يمكن وأنني إلى الآن آسف على جمالها وشبابها واعجب من شجاعتها وجسارتها.

إكساء الأرمن عمائم وطرحهم في الطريق وأخذ صورهم وإرسالها لاسطنبول

فكّرت الحكومة التركية أن حكومات أوروبا ستأخذ خبر هلاك الأرمن وتنشره في جميع أنحاء البلاد بقصد استمالة الأفكار ضد الأتراك. فبعد أن قتل دركيها مقدارا من رجال الأرمن أكسوهم عمائم وجاءوا بنساء كرديات جعلن ينتحبن عليهم ويكثرن من البكاء والعويل ويقلن أن الأرمن قتلوا رجالهن وقد جاءوا بمصور أخذ صور النساء النائحات ليقنعوا أوروبا في المستقبل أن الأرمن هم الذين اعتدوا على الأكراد وقتلوا رجالهم. وقام جميع عشائر الأكراد على الأرمن وقتلوهم انتقاماً ولم يكن للحكومة التركية دخل في قتل الأرمن. ولكن لم يخف سر هذه الأعمال على ذوي البصائر والعقول فإنهم عقب إكساء الأرمن عمائم وأخذ صورهم فهموا حقيقة الأمر واذاعوها في ديار بكر.

حديث الوالي والمفتي

عندما شرعت الحكومة في اتلاف الأرمن راجع بعض نساء الأرمن مفتي ديار بكر وقاضي الشرع فيها وأظهرن ميلهن للدخول في الدين الإسلامي فقبل اسلامهن وتزوجن برجال من أهل ديار بكر الأتراك أو الأكراد.

وبعد مدة بدأت الحكومة بجمع هذه النساء فذهب المفتي والقاضي لعند الوالي وقالوا له ان النساء التي تجمعها الحكومة قد أصبحن مسلمات ولسن أرمنيات وقتل المسلمات لا يجوز شرعاً. فأجابهما الوالي أن هؤلاء النسوة أفاعي يلدغنا في المستقبل. والسياسة ليس لها دين فلا تعارضا الحكومة بهذا الخصوص فالحكومة تعرف شغلها. فرجع المفتي والقاضي من حيث أتيا. وارسلت تلك النسوة إلى القتل. وبعد عزل الوالي من ديار بكر من أجل سوء الاستعمالات التي قيل أنها أجريت أثناء بيع الأشياء المتروكة في دور الأرمن ومخازنهم جاء أمر بأن يقبل على اعتناق الدين الإسلامي بعض رجال ونساء من الأرمن. الذين تركوا ذلك خوفاً على حياتهم ولكنهم سيقوا بعد مدة كغيرهم ولم يخلصهم الإسلام.

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (14)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

 


المسجد الأزرق في أرمينيا .. مئذنة واحدة

$
0
0

المسجد الازرق

يعود بناء هذا المسجد إلى القرن الثامن عشر، لكن الحكم السوفيتي منع النشاطات الدينية على اختلاف أنواعها وأشكالها، وحول المسجد إلى متحف في العاصمة الأرمينية يريفان، وبعد انفصال أرمينيا عن الاتحاد السوفيتي ونيلها الاستقلال، أعادت السلطات الجديدة إلى المسجد مكانته وأقامت مبنى منفصلاً للمتحف الوطني.

وفي هذا الإطار، شهد المسجد الأزرق إضافات وترميمات كثيرة أعادت له بهاءه، وهو المسجد الوحيد العامل بنشاط في أرمينيا مع أنه كان يوجد ما لا يقل عن عشرة مساجد قبل الحكم السوفيتي.

وتجدر الإشارة إلى أن مناطق شاسعة من أرمينيا الحالية كانت تابعة لإيران إلى أن وقعت في أيدي الجيش الروسي، وفقاً للمعاهدة الموقعة بعد الحرب الروسية – الفارسية ما بين عامي 1826 و 1828.

وقد بوشر ببناء هذا المسجد في عهد الحاكم الفارسي نادر شاه (1736 – 1747) وانتهى في عهد حسين علي خان (1764 – 1768).

وفي عام 1995 أوكلت الحكومة الأرمينية لإيران مهمة إدارة المسجد وصيانته، وفي ديسمبر 2015 اتخذت هذه الحكومة قراراً بتمديد ملكية إيران لهذا المسجد لمدة 99 عاماً، مما أغضب مسؤولين في اذربيجان المجاورة التي تعتبر المسجد تابعاً للأقلية الأذرية في أرمينيا، مما أثار نوعاً من الخلاف بين الدول الثلاث.

يتألف المسجد من قاعة رئيسية للصلاة ومكتبة إسلامية ومدرسة، وتبلغ المساحة الإجمالية للمباني سبعة آلاف متر مربع وللمسجد مئذنة واحدة.

وزارة العدل في تركيا ترفض مناقشة طلب إعادة كاثوليكوسية سيس للأرمن

$
0
0

222-1-2-1-1

أفاد مكتب الاعلام في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا أن الكاثوليكوسية قامت بتقديم طلب رفع دعوى أمام المحكمة الدستورية في تركيا في 27 نيسان 2015 لطلب استعادة كاثوليكوسية سيس التاريخية.

وتم تحضير الملف وفق معطيات سياسية وتاريخية ودينية والوثائق المطلوبة التي توضح تبعية الكاثوليكوسية ودورها في حياة الأرمن في أراضي الإمبراطورية العثمانية، وإبعاد الكاثوليكوس ساهاك الثاني والرهبنة من كاثوليكوسية سيس والاستيلاء عليها من قبل الدولة.

ولأهمية الموضوع طلبت المحكمة الدستورية في تركيا رأي وزارة العدل في تركيا، وبناء على معطيات ودوافع عديدة رفضت وزارة العدل التركية مناقشة الدعوى القضائية. وبذلك أعطت المحكمة الدستورية مهلة 15 يوماً للكاثوليكوسية للرد على الرفض.

وقام أعضاء اللجنة القانونية في الكاثوليكوسية بتحضير الرد وأرسل في 26 أيار 2016 الى المحكمة الدستورية. حيث أشير في الرد الى الأسباب المتناقضة لوزارة العدل على أساس تاريخي وقانوني، وتم تعزيز مطلب إعادة كاثوليكوسية سيس الى أصحابها القانونيين أي كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا.

والآن، ينتظر أن تطلق المحكمة الدستورية حكمها على أساس هذا الرد.

الجبل العميق: الجرح الأرمني غير القابل للاندمال!

$
0
0

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-06-19 08:41:11Z |  | Lÿÿÿÿ

 

للمرة الأولى أقرأ كتاباً غير أدبي بهذا الشغف والفضول، “الجبل العميق” عمل كما وصفه مترجمه للعربية الشاعر ميسرة صلاح  الدين “تحفة فنية” ليس فقط لأنه يحتوي علي مادة صحفية استقصائية مكتوبة ببراعة بل لأن كاتبته الصحفية التركية الشهيرة “أجي تملكران” وضعت لمستها الأدبية والإنسانية ليخرج عملها أنيقا وشيقا.
الكتاب مقسم إلي ثلاثة أجزاء قوامه حوارات وشهادات أجرتها الكاتبة مع أطراف عديدة لتتوغل في الروح الأرمنية التي مازالت تعاني من آثارالمذبحة  التي قام بها العثمانيون وبسببها صار الشتات والحزن من نصيب الشعب الأرميني. حيث بدأت رحلتها بالسفر لأرمنيا، فرنسا، إيطاليا وأمريكا. قابلت خلالها مواطنين أرمن من كافة المستويات الثقافية والاجتماعية.
“إنني لن أتلاعب بالكلمات، ولن أحرفَ الحقيقة. سأسردها كما هي. إن المذبحة التي تنتحبين عليها ماهي إلا نقطةُ البدايةِ في تاريخ بلادي حيث أصبح القتل الجماعي أمرًا اعتياديًّا. نعم يا أختي، لقد كان ذلك في صيف 1915 عندما بدأت بذور الموت المخبأة تنبت، وبدأ أجدادُك وجداتك في الهجرة خارج الوطن وتفرقوا في البلاد. لقد حمل قومُك قتلاهم علي الأكتاف لمسافات طويلة قبل أن يستقروا في أراضٍ بعيدة، ويصبح الألمُ هو العمودَ الذي يرفع سقفَ منازلكم والذي تلتصقون به، وأصبح همُّ آبائك هو الحفاظَ علي هذا الجُرحِ الذي حرص الآخرون علي طمسه، وكلما حاولوا طمسَهُ أكثر كلما التصقتم به أكثر. لقد كان خوفُ قومي من فقد بلادهم هو السبب في حدوث حالة فقدانِ ذاكرةٍ اختياري. هذا هو ما قيل لنا نحن أيضاً.”

درست الكاتبة في مدرسة اسمها ” التاسع من سبتمبر الابتدائية” كما يقام احتفال سنوي في مثل هذا اليوم يعلمون فيه الأطفال جملة ” تم صب الخائن في البحر”، في إشارة للمذبحة التركية ضد الأرمن. هناك إشارات عديدة في الكتاب علي زرع أفكار في نفوس الأطفال جعلت روح الكراهية تكبر رغم السنوات التي مرت علي تلك الحادثة. بين شعور بالفخر لدي الأتراك  وإحساس بالقهر لدي الأرمن.. يعيش أطفال بلدتين متجاورتين. “جميعنا، كل أطفال العالم ،نتلقن منذ صغرنا قصةً تُعَرِّفُنَا إلي أي نوع من أنواع الحزن ننتمي.”

استلهمت الكاتبة من التراث الشعبي الأرميني بعض الأفكار، مثل سبب اعتبار الرمان فاكهة مميزة، “الرمان له دلالة مهمة جدًا بالنسبة للأرمن، فهم يلقون ثمارَ الرمان تحت أقدام العروس كرمز للخصوبة، ويعتقدون أن عددَ البذور التي تسقط خارج الثمرة يمثل عددَ الأطفال الذين ستنجبهم”. فنجدها تحاول الوصول لبعد إنساني فطري” لماذا يمثل الرمان كل هذه الأهمية للأرمن؟ ربما لأنهم انفرطوا حول العالم كحبوب الرمان، ربما لأن بقاءَهم علي قيد الحياة يعتمد علي الخصوبة والتكاثر اللذين تمثلهما هذه الفاكهة الأسطورية؟”
ومثلما ارتبط الرمان في ثقافة الأرمن فإن ارتباطهم بجبل “أرارات” ليس له حدود، فهم ينظرون له من بعيد وينشدون العودة. يعتقد الأرمن أن الأتراك سرقوا أرضهم مثل مدينة “القسطنطينية” التي سماها الأتراك “إستانبول” وجبل “آرارات” الذي يمثل عمق وجدانهم ووجودهم وشعورهم بالوطن والأرض. لذلك فبحسب الكتاب يكره الأرمن كل من يطلق علي “قسطنطينيتهم” “إستانبول”.

لم تستوقفني بعض الآراء السياسية التي جمعتها الكاتبة بقدر شهادة الشاعرة “سيلفيا جابودكيان” ذات الأربعة والثمانين عاما التي حكت عن علاقتها بالشاعر التركي ناظم حكمت “كنت معتادة علي المزاح مع ناظم كلما التقينا قائلة فلتعيدوا لنا “أرضنا” فكان يبتسم ويجيب “بعد الثورة !!”. وعن مدي أهمية جبل أرارات قالت أقدم شاعرات أرمينيا  “أرارات.. أرارات هو جبل لا نستطيع الوصول إليه وكلما ابتعد أكثر رأيناه أجمل. إن قلوبنا تحترق تحت أقدامه” توقفت عن النظر في الكأس أو عبر النافذة وعادت تواجهني بعينيها قائلة “أيتها الشابة،إن أرارات بالنسبة لك هو مجرد مرتفع عن الأرض؛ ولكنه بالنسبة لنا مسألة عمق.”

من خلال شهادات الأرمن علي اختلاف أعمارهم وطبقاتهم فهم ينشدون الاعتراف بالمذبحة الجماعية التي قام بها الأتراك في حق آبائهم وأجدادهم بهدف التطهير العرقي، فالاعتراف سيشفي الجرح ويذهب الحزن عن الشعب الأرمني.
اختتمت “أجي تملكران” كتابها “الجبل العميق مستخدمة جملة قالها صديقها الصحفي “هرانت دينك” الذي اغتيل بسب اهتمامه بالحوار بين تركيا وأرمنيا وكان مقتله السبب الأساسي الذي دفعها للتفكير في هذا الكتاب “لقد كان هرانت علي حق؛ يستطيع الوطن أن يتخلي عنك ولكنك لاتستطيع أن تتخلي عن الوطن. أنت ملتزم بحب وطنك مهما أثقل قلبك بالجراح.”

صدر كتاب ” الجبل العميق” عام 2010 وعلي الرغم من كونه يناقش قضية حساسة بالنسبة للمجتمع التركي إلا انه لاقي رواجا كبيرا، وتمت ترجمته لعدة لغات منها الإنجليزية وأخيرا صدرت النسخة العربية عن دار صفصافة للنشر والتوزيع بترجمة بديعة للشاعر ميسرة صلاح الدين.

نسرين البخشونجي

الحوادث

مدينة دبيل بين عامي 929-941 م

$
0
0

arabic-emirates-in-pakradounian-armenia

خلف الأمير الأرمني عبّاس 928-953م شقيقه الملك آشود الثاني في الحكم. تسارعت في فترة هذا الملك أيضاً وتيرة تفسّخ المملكة الأرمنية وعمّت الفوضى في آذربيجان حيث تتالى على الحكم بعض الأمراء من أصل فارسي بعد اختفاء الساجيين عن الساحة السياسية. وكان آخر حاكم ساجي يدعى أبو المسافر فتح خلف مفلح اليوسفي وهو أحد مرؤوسي الساجيين.

وجدت أرمينيا نفسها في هذه الفترة في وضعية غير مواتية بسبب حرمانها من مناطقها العديدة. ومع ذلك كانت البلاد تعيش حياة إقتصادية مزدهرة ولم تسبب لها الخلافة أية مضايقات رغم عدم دفع المملكة الأرمنية الجزية للعباسيين. إلى جانب ذلك ساهم زوال الحكم الساجي في أرمينيا على التخلص من تهديدهم الخطير المستمر. استُنزِفت أرمينيا بسبب حروبها ضد الساجيين التي دامت 30 سنة إلى درجة عدم محاولة الملك الأرمني عباس على إعادة احتلال مدينة دبيل. وهكذا ظلت المدينة في حال غامضة مدة 12 سنة 929-941م.

حصلنا على قطعة نقدية تحمل تاريخ 319هـ=931م عليها اسم يوسف بن ديوداد تمُتُّ بصلة إلى هذه الحقبة وذكر عليها أيضاً أنها “ضُربت بأرمينيا” أي في دبيل لا مدينة بردعة. ووجود هذه القطعة دليل كاف على استمرار نشاط دار ضرب النقود في دبيل في هذه الفترة التي كانت بيد عناصر لها علاقات محددة مع آذربيجان لأنها استمرت بضرب النقود بقوالب قديمة تحمل اسم الساجيين الزائلين.

كانت مملكة باسفرجان في هذه الفترة تحت حكم الملك كاكيك أردزروني 908-943م. وعلى الرغم من دوره السلبي في الحرب التي شنّت ضد مملكة البقراتونيين أصبحت باسفرجان بعد وفاة سمبات الأول دريئة لهجمات الأعداء من جهة آذربيجان وغيرها من المناطق. لقد برهنت المقاومة، التي أظهرها كاكيك أردزروني ضد هجمات يوسف العديدة، أنها كانت عوناً كبيراً للملك آشوت الأول. سادت أجواء مماثلة أيضاً أثناء حكم الأمير الأرمني عباس الأول. ويذكر ابن الأثير أن مفلح الساج حارب القائد البيزنطي دوموستوك ودحره عام 317هـ=929-930م ولاحقه حتى داخل الأراضي البيزنطية. ونعلم أن هذا الاجتياح لا يمكن حدوثه إلا بعد عبور هذا القائد الساجي مقاطعة الأمراء القيسيين على طريقه إلى باسفرجان الشمالية. وهناك إشارة أخرى أيضاً عند هذا المؤرخ العربي حول هذه المسألة وهو يؤكد أن ابن الديراني (كاكيك أردزروني بن ديرينيك) وأمراء آخرين قاموا في عام 319هـ=931م بحثّ الجيش البيزنطي على محاربة القيسيين. هاجمت القوات البيزنطية خلاط ومدن أخرى وقتلت العديدين منهم فتدخل مفلح إثر ذلك بسرعة وهاجم باسفرجان ونفذ مجزرة كبيرة ضد السكان الأرمن. أكد ابن الأثير على ذلك قائلاً : “وقتل منهم مئة ألف شخصاً”.

هوجمت أرمينيا بعد ذلك من جهة آذربيجان في نهاية عام 930م بقيادة قائد عربي لم يذكر المؤرخون اسمه بل أكدوا فقط أنه “كان جندياً محنكاً ورجلاً عربياً ضليعاً في أمور الحرب والشؤون العسكرية”.

وصل هذا القائد العربي إلى كوغتن عبر نخجوان وتقدم إلى شارور واحتل العاصمة دبيل وبعث رسلاً إلى عباس بقراتوني لدفع الجزية بالمقدار الذي كان يدفعه سابقاً. اتّحدت قوات كاكيك وعباس أمام هذا التهديد لكن عباساً سارع بالهجوم وانكسر حسب أقوال المؤرخ الأرمني توماس أردزروني. إلا أن وصول جيش كاكيك إلى ساحة المعركة غيّر من مخرجها. وكانت قوات الأردزرونيين قد عسكرت على تل Gino الواقع على الجهة المقابلة من Khor Virap. ولتحريك همم الجنود صلى الكاثوليكوس Yeghishé على قمة التل. بعد ذلك عبر الجيش العربي النهر إلا أن الجيش الأرمني قتل 8,000 رجلاً منهم بهجوم فجائي قوي وعبر النهر وحاصر مدينة دبيل. وعندما هدّد كاكيك بحرق المدينة تقدم إليه أعيانها يطلبون الصلح مصطحبين معهم الجزية والرهائن. فاكتفى كاكيك بذلك وقفل راجعاً إلى قلعة داريواك بعد أن سبقه إليها أسرى عديدون.

رغم عدم ذكر هذا المؤرخ الأرمني اسم القائد العربي إلا أننا نشير إلى وجود قادة عرب معاصرين لهذه الأحداث كمفلح والأشقري بن ماردي وديسم بن إبراهيم الكردي لذلك يمكن أن يكون أحدهم القائد الذي جاء ذكره أعلاه. حكم مفلح بين عامي 323-326 هـ=934-938م وكان ديسم لا يزال في السلطة سنة 326هـ عندما بدأ الصراع بينه وبين الأشقري.

تغلب الأشقري في الوهلة الأولى على ديسم لكنه إنكسر في أردبيل بعد مواجهة مقاومة قوية وهرب إلى موغان حيث جمع جيشاً جديداً وتغلّب على ديسم ثانية. وعندما قام هذا الأخير بهجوم معاكس حثّ الأشقري رجاله على اجتياح أرمينيا. يقدم ابن مسكويه وصفاً لهذه المغامرة العسكرية داخل باسفرجان مؤكداً على أنها جرت عام 937-938م. هاجم جورجين (أي أدوم بن كوركين) نسيبه الأمير الأرمني ابن الديراني (كاكيك بن ديرينيك أردزرزني). حثّ أدوم الأشقري على إيقاف الاجتياح. وبعد فشله في أخذ ردّ مرضٍ حاصره الأمير الأرمني في ممر جبلي ضيق وقتل 5,000 رجلاً بما فيهم الأشقري حسب تأكيد المؤرخ العربي ابن مسكويه.

كان نصر الأمراء الأردزرونيين سبباً في توطيد مركز ديسم في آذربيجان الذي كان يعتبر أمراء باسفرجان حلفاء له لذلك استغل هذه الأحداث فاحتل مدينة دبيل. تأكدنا من هذه الحقيقة من خلال قطعة نقدية وجدناها في متحف الإرميتاج في بتروغراد تعود بقدمها إلى عام 330هـ=941م. أُهدي هذا الدرهم الفضي مع 50 قطعة نقدية أخرى إلى هذا المتحف سنة 1938 تعود إلى مجموعة خاصة تم تأكيد أهميتها الاستثنائية بعد تحليل عميق مفصّل من قبل خبير النقود الإسلامية A.Bykov. جاء وصف لهذه القطعة النقدية، التي تحمل اسم ديسم بن إبراهيم، في مقال بقلم هذا الخبير الذي يؤكد على أنها “ضُربت بأرمينيا” سنة 330 للهجرة.

يشير بيكوف أن تعبير “ضرب بأرمينيا” يعني أن القطعة النقدية ضربت في دبيل لأن كلمة أرمينيا في ذلك الوقت لم تكن تعني سوى أرمينيا الأصلية لا ولاية أرمينيا التي كانت قد توقفت عن الوجود. أما تاريخ القطعة 330 هـ=941-942م فهو السنة الأخيرة على ما يبدو من حكم ديسم لأن آذربيجان ودبيل دخلتا بعد ذلك تحت حكم السلاّريين مباشرة.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر كتاب “الإمارات العربية في أرمينيا البقرادونية” للمؤلف المستشرق الدكتور البروفيسور آرام تير-غيفونديان، (الطبعة الثانية المنقحة)، ترجمه عن الإنكليزية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير “كتاب العاديات السنوي للآثار”، صدر الكتاب عن مؤسسة المهندس فاروجان سلاطيان، حلب 2013، وسيتم نشر فصول الكتاب تباعاً (13).

 

البابا فرنسيس يزور أرمينيا لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الجمعة المقبلة

$
0
0

download

قال الكرسي الرسولي إن البابا فرنسيس سيزور أرمينيا لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم الجمعة إلى الأحد المقبل.

وأضاف الفاتيكان في بيان له الثلاثاء أن “البابا سيلقي خلال الزيارة ثلاث كلمات وعظتين”، كما “سيجتمع بالسلطات السياسية والأساقفة وممثلين دينيين أرثوذكس”، لكن “لن يكون هناك أي بيان مشترك”.

وبهذا الصدد لخص المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي الزيارة بأنها “بمثابة رسالة سلام تعتبر أرمينيا بحاجة ماسة إليها”، مشيراً إلى أن من بين الأسباب الرئيسية للزيارة الحبرية “لقاء الجماعة الكاثوليكية المحلية”، فضلاً عن “التعبير عن التقارب والدعم والصداقة للشعب الأرمني بأكمله”.

وذكر البيان الفاتيكاني أن “هذه ستكون الزيارة الأولى للبابا بيرغوليو لأرمينيا، البلد الذي شهد في أيلول 2001 زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني”. لكن “الزيارة ترتبط منطقياً بإحياء البابا في الـ12 من نيسان العام الماضي بالفاتيكان، الذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن”، على أيدي جنود عثمانيين، والتي يطلق عليها الأرمن اسم “Mezd Yeghern”، أي “الشر العظيم”، وهو المصطلح فضّل الأب لومباردي أيضا استخدامه من ناحية دبلوماسية أثناء المؤتمر الصحافي.

موقع أبونا

وزير الطاقة اللبناني يلتقي سفير أرمينيا

$
0
0

1466500280_

ذكرت (الوكالة الوطنية للاعلام) أن وزير الطاقة والمياه أرتيور نظريان استقبل سفير أرمينيا سامويل مكرتشيان الذي أعلمه بزيارة رئيس حكومة أرمينيا الى لبنان منتصف الشهر المقبل والاجراءات العملانية التي تم اتخاذها في رئاسة الحكومة، كما تم البحث في سبل التعاون بين البلدين.

لقاء سركيسيان-بوتين-علييف: اتفاق على حل الأزمة في كاراباخ

$
0
0

Aliyev-Putin-Sarkissian_62016

أعلن رؤساء روسيا وأرمينيا وأذربيجان تمسكهم بتطبيع الوضع في كاراباخ الجبلية، ووافقوا على نشر مزيد من مراقبين دوليين في منطقة النزاع.

وذكرت المصادر أن رؤساء الدول الثلاث في لقائهم الثلاثي الذي جرى في سانت بيترسبورغ وضعوا خطوات محددة لتفعيل العملية التفاوضية بشأن كاراباخ، وأن نص البيان الثلاثي المعد من قبلهم “يعبر عن تمسكهم بخلق ظروف مواتية لإحراز تقدم مضطرد في المفاوضات حول تسوية النزاع بطرق سياسية”.

وفي حوار لرئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان مع الصحافة قال سركيسيان إن العملية التفاوضية يمكن أن تكون مثمرة في حال فعّلت الأطراف مسؤولياتها، في إشارة الى بنود اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في 1994و1995.

وتطلع سركيسيان الى اتفاق يشمل انصياع أذربيجان الى مسؤولياتها لتنفيذ البنود، وانعدام الخروقات على الحدود، مؤكداً أن أرمينيا ستستمر في عملية التفاوض بهدف إيجاد حل جيد لأزمة كاراباخ الجبلية.


القيسيون…وإمارات أرمينيا البقرادونية

$
0
0

Bagratuni_Armenia

احتلت إمارة القيسيين مكانة معينة بين إمارات أرمينيا البقرادونية. وكان نظام حكم القيسيين إقطاعياً ـ وراثياًً على النقيض من نظام الحكم في دبيل وكارين (قاليقلا).

عند وفاة الملك سمبات الأول كانت إمارة القيسيين مُلْك 3 أشقاء تقاسموا إرث والدهم. وكانت أملاك الأخ البكر المدعو أبو سوادة تتألف من منازكرت و jor وKoroy Jor وHark . وتقع أملاك الثاني أبو الأسْود في أرجيش وخلاط وأرجكة (دارة الجوزة). أما الأخ الثالث أبو سليم فقد حصل على قلعة Tzermatzou. شكلت هذه المناطق 3 إمارات صغيرة تمتد كسلسلة غير متقطّعة تبدأ من أغجنيك وتنتهي في مدينة قاليقلا. ورغم استقلال الأشقاء الثلاثة عن مملكة البقراتونيين إلا أنهم كانوا مكرهين على مجابهة التهديد البيزنطي الذي يحتاج إلى تجهيز جيش كبير لصده.

أُكره آشوت الثاني على طلب العون من بيزنطة بشروط معينة أمام تهديد ساجيي آذربيجان. وكان الكاثوليكوس هوفهانّيس، الذي توسّط بين الملك الأرمني والبلاط البيزنطي، يؤكد دائماً في رسائله الموجهة إلى الإمبراطور البيزنطي على أن أرمينيا ستضع نفسها تحت حماية الإمبراطورية البيزنطية إنْ هي قامت بمساعدة المملكة الأرمنية ضد هجمات المسلمين.

رغم عدم معرفتنا بالشروط البيزنطية لقاء العون العسكري لكننا تأكدنا من أعمال المؤرخ البيزنطي قسطنطين أن الإمبراطورية اعتبرت الملك الأرمني آشوت الثاني أحد الأمراء التابعين لها لقاء دعم عسكري بسيط. ويرفض هذا المؤرخ استخدام حتى كلمة ملك لشاهنشاه أرمينيا مشيراً إليه على نحو ملتبس بـ “أمير الأمراء” لأنه كان يعتبر الإمبراطور البيزنطي الممثل الوحيد لجميع المسيحيين. وانطلاقاً من هذه الأحداث أيضاً اعتبرت بيزنطة الإمارة القيسية تابعة لها كما كانت الحال مع مدينة قاليقلا وسواها من المدن. ويقدم المؤرخ البيزنطي المعادلة التالية لعلاقات الإمبراطورية البيزنطية مع أرمينيا قائلاً: “بما أن أمير الأمراء آشوت الثاني هو خادم إمبراطور الرومان الذي عينه شخصياً ونال منه هذا المنصب، لذلك من الجلي أن المدن والبلدات والمقاطعات التي يحكمها الأمير هي ملك الإمبراطور أيضاً”.

فقطع آشوت الثاني علاقاته مع الإمبراطورية أمام هذه المعاملة غير الطبيعية من قبل الإمبراطور البيزنطي واستدعى جيشه المساند من بيزنطة. ومع ذلك ظلت بعض مقاطعات أرمينيا الغربية تحت النفوذ البيزنطي فترة طويلة من الزمن. يؤكد هذا المؤرخ البيزنطي أيضاً أن الجزية، التي دُفعت لسمبات الأول من قبل الأشقاء القيسيين الثلاثة، حوِّلَت إلى بيزنطة بعد وفاة الملك الأرمني. وكان هذا الخضوع محصوراً في الحقيقة في حدود ضيقة لأن وضعية بعض المقاطعات الأرمنية الغربية، مثل قاليقلا وباسين وماناغي وهارْك وأباهونيك وأغيوفيت وأربيروني وتارون وغيرها، بقيت غامضة بعد وفاة سمبات الأول لذلك احتلتها بيزنطة. إلا أن العالم الإسلامي لم يرتاح لانسلاخها لأنها كانت تشكل منطقة عسكرية كبيرة محصنة ضد هجمات بيزنطة.

استطاع القيسيون الحصول على حكم ذاتي معقول وعدم الخضوع بشكل مباشر لأحد في هذه  الظروف المواتية وخاصة لم تكن هناك في الحقيقة حدود معينة بين أملاك الأشقاء الثلاثة لأنهم كانوا يظهرون ككتلة واحدة في معظم الأحيان. خلا ذلك كانت الأحوال مناسبة لاكتساب مزيد من الأراضي الجديدة . وكما رأينا سابقاً مال زعماء قبيلة Uthmanids في بيركري إلى الملك الأرمني أثناء أحداث عام 902م ضد القيسيين الثائرين الذين استولوا على قلعة Erikaw منهم.

بعد دحر القيسيين ردّ سمبات الأول مُلكية هذه القلعة للعرب Uthmanids الذين رغم ذلك بقوا تحت التهديد القيسي الدائم. وبعد وفاة الملك أصبح أبو الأسود، صاحب أرجيش، حاكماً على بيركري أيضاً. زال ذكر هذه القبيلة العربية من المصادر التاريخية بشكل كامل بعد عام 902م فاستولى كاكيك أردزروني على قلعتهم Amiwk وجميع أملاكهم الأخرى.

ولأنهم عرب من قبيلة سُليم على الأرجح إنصهرت قبيلة Uthmanids مع القيسيين كما كانت الحال أيضاً مع الجحافيين. وكان زوال الشيبانيين فرصة مناسبة أمام القيسيين لضم مدينة باغيش فقد كانوا يحكمون مناطق توروبيران وأباهونيك وكوري وهارك وVarazhnunik وأغيوفيت وخورخورونيك وبجنونيك في هذه الفترة التاريخية. إلا أن ممتلكاتهم لم تصل إلى الغرب لأن سلطة بقراتونيي تارون امتدت حتى أوغنوت.

قطن الأمراء القيسيون والأرمن بشكل عام في مدن تمتاز بأهميتها التجارية. ليست لدينا معلومات حتى حول أمير عربي واحد استوطن في أية قلعة أرمنية جبلية مدة طويلة من الزمن كما كانت الحال مع الأمراء الأرمن المحليين. وكانت ممتلكات الأمراء القيسيين في أرمينيا مدينية لذلك لم تدخل المناطق والقرى البعيدة عن مدنهم ضمن دائرة اهتماماتهم، بل كانت تُحكَم من قبل بيوتات الأمراء الأرمن المختلفة والإقطاعيين الصغار. وكان القيسيون يشكلون الطبقة العليا للسكان في جميع ممتلكاتهم وخاصة في المدن ولم يكن وضعهم محصناً في المناطق الريفية لأن جميع سكان هذه المناطق وأمرائها وحتى الصغار منهم كانوا من الأرمن. والعون العسكري الوحيد للقيسيين لمحاربة الإمبراطورية البيزنطية كان يأتي من الوحدات العسكرية المتمركزة في المدن التي تتألف بشكل رئيسي من الجنود العرب والقوات المسلمة. وكان عهد رومانوس ليكابينوس 919-944 م نائب قسطنطين Porphyrogenitus حقبة حروب طويلة ضد الخلافة العربية.

بسبب معارك القائد البيزنطي يوهانّيس كوركواس (هوفهانّيس كوركين الأرمني الأصل- المترجم) ضعف موقع العرب في آسيا الصغرى ونجا القيسيون فقط بعد تقديمهم الجزية لبيزنطة  . حجَّمت بيزنطة أيضاً سلطة بقراتونيي تارون إلى درجة تحويلهم إلى تابعين لها. ومع ذلك لم يدفع البقراتونيون الجزية إلا بعد هجوم كوركواس على المناطق الأرمنية المعزولة عن مملكتهم . استمر هذا القائد البيزنطي في غاراته حتى وصل إلى دبيل عام 922م.

جرت حملة عسكرية مماثلة ضد باسين من قبل شقيق هذا القائد المدعو ثيوفيلوس Theophilus الذي كان حاكم خالديا. ومن أكبر انتصارات كوركواس احتلال مدينة Melitene وإكراه أميرها العربي أبو حفص على مرافقة الجيش البيزنطي لمحاربة الخلافة وخاصة أن احتلال هذه المدينة أبقى الباب مشرّعاً باتجاه أغجنيك وسوريا ومنطقة ما بين النهرين.

بعد حملته غير الموفّقة على دبيل هاجم كوركواس على القيسيين واستولى على مدينة خلاط بدون إراقة الدماء ورفع المنبر من المسجد ووضع صليباً بدلاً منه.

وعندما تكررت هذه الظاهرة في باغيش أيضاً لجأ عرب أرزن والمدن الأخرى إلى الخليفة لكنهم لم يحصلوا على نجدته. احتلت القوات البيزنطية مدينة نبركرت Neperkerd وأميدا وأرزن في عام 317 هـ= 929-930م بعد Melitene.

بعد تأزّم الأوضاع إلى هذا الحد وصل حاكم آذربيجان المدعو مفلح لمساعدة المسلمين وهزم القائد البيزنطي وطارده إلى داخل أراضي الإمبراطورية كما أكد على ذلك ابن الأثير.

شعر ملك باسفرجان كاكيك بن الديراني بالخطر فقام بتحريض بيزنطة ضد المسلمين بمساعدة الأمراء الأرمن في المقاطعات الحدودية الأرمنية مما أدى إلى دخول البيزنطيين إلى منطقة القيسيين بأعداد كبيرة عام 319هـ=931م وتحويل مدينتي بيركري وخلاط إلى أنقاض بعد قتل أعداد كبيرة من السكان وأسر العديدين منهم.

كان هدف كاكيك أردزروني على ما يبدو إدخال المناطق الواقعة حول بحيرة Van وتحديداً أربيراني وأغيوفيت وبدجنونيك وغيرها تحت هيمنته بعد إضعاف القيسيين بمساعدة البيزنطيين العسكرية وخاصة أن أربيراني كانت تدخل عادة في مقاطعة باسفرجان. فوجّه مفلح، حاكم آذربيجان، جيشاً على وجه السرعة لمحاربة كاكيك أردزروني الذي كان قد سبّب خراباً عظيماً في باسفرجان.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر كتاب “الإمارات العربية في أرمينيا البقرادونية” للمؤلف المستشرق الدكتور البروفيسور آرام تير-غيفونديان، (الطبعة الثانية المنقحة)، ترجمه عن الإنكليزية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير “كتاب العاديات السنوي للآثار”، صدر الكتاب عن مؤسسة المهندس فاروجان سلاطيان، حلب 2013، وسيتم نشر فصول الكتاب تباعاً (14).

 

الألمان والأرمن

$
0
0

genocide poladian book

كنت كلما صار البحث عن الأرمن ألوم الأتراك على عملهم. ويوماً بينما كنا نتكلم بهذه المسألة ونلوم الأتراك اذ قال أحد مأموري ديار بكر وهو أحد شبان الأتراك المتعصبين لجنسيتهم: لا لوم على الأتراك من هذه المسألة فإن الألمان هم من طبّق هذه المعاملة على البولونيين الذين هم تحت حكمهم وقد أجبر الأتراك على هذا العمل الألمان اذ أنهم قالوا للأتراك اذا لم تقتلوا الأرمن فإننا لا نتفق معكم وهكذا كانت تركيا مضطرة بعملها هذا.

هذا ما قاله الرجل التركي نقلناه ولم نزد عليه حرفاً. وقد تحقق عندي ذلك لما خطرت لي   قصة قصها علي أحد الأتراك الذي كان مسجوناً معنا في عاليه (جبل لبنان) بتهمة مخابرة مع عبد الكريم الخليل26. وقد قال لي ذلك التركي أنه مرّ على دمشق وزار وكيل قنصل ألمانيا فيها فأسرّ له أن (اوبنهايم) 27 جاء بمأمورية خاصة وهي تشجيع جمال باشا على الايقاع بالعرب لأجل القاء النفور بين الأمتين ليستفيدوا من العرب اذا خالفهم الأتراك في المستقبل وكانت هذه القصة قبل شنق عبد الكريم الخليل بمدة وجيزة.

قتل القائمقامين

لما اعطي الأمر من قبل الحكومة بديار بكر للعمال بقتل الأرمن، كان أحد أهالي بغداد قائمقاماً في قضاء (البشيري) داخل ولاية ديار بكر. وكان أحد الارناؤوط قائمقاماً في قضاء (ليجة) في تلك الولاية. فأبرقا للولاية أنه لما كان ضميرهما لا يقبلان أعمالاً كهذه فإنهم يستقيلان من وظيفتهما. فقبلت استقالتهما ولكنهما قتلا في الطريق سراً، وقد تحققت الأمر جيداً فوجدت أن العربي البغدادي يسمى ثابت بك السويدي، ولم أقدر أعرف اسم الارناؤوطي ويا للأسف لا اذكر لهما عملاً لأن عملهما يدل على وجدان طاهر وحمية شماء تخلد بهما اسماً في بطون التاريخ.

افتخار أحد القضاة بقتل الأرمن

بعد قتل قائمقام بشيري فوضت وكالة القائمقامية لقاضي الشرع فيها وهو تركي الأصل. فكان يحكي لأناس عندما كان في ديار بكر، في أحد الأيام وكنت في ذلك المجلس فقال أنه قتل أربعة من الأرمن بيده وقد وجدهم شجعان لا يهابون الموت، وقد قص هذه القصة اقراراً بشجاعة الأرمن وافتخاراً بشجاعته.

أمر سلطان

لما كنت في السجن، كان يأتي أحد قوميسيرية البوليس وهو من الأتراك لعند أحد أصحابه المسجونين. وكنت يوماً جالساً أنا وصاحبه في غرفتنا في السجن اذ جاء ليزور صاحبه وبدأنا البحث عن الأرمن وما حلّ بهم، فجعل القوميسير يشرح لنا كيف كان هو يقتل من الأرمن وأن كثيراً منهم التجأوا لمغارة خارج سور المدينة (ديار بكر). فذهب وأخرجهم و قتل منهم شخصين. فقال صاحبه: أما تخاف الله ومن أين يحق لك أن تقتل النفس التي حرّم الله قتلها. فأجابه أنه أمر السلطان وأمر السلطان من أمر الرب وتنفيذه فرض.

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (15)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

 

لجنة التراث العالمي لليونسكو تناقش ترشيح مدينة آني

$
0
0

UNESCO_62316 

في الجلسة 40 المنعقدة بين 10-20 تموز 2016 في إسطنبول ستقوم لجنة التراث العالمي لليونسكو بمناقشة ترشيح مدينة آني لإدراجها ضمن قائمة المواقع الـ 29 الجديدة لليونسكو.

وستترأس الجلسة المديرة العام لشؤون الثقافة في وزارة الخارجية التركية ليلى أولكر.

من بين الدول المدرجة في قائمة الترشيح 9 مواقع طبيعية، و16 موقع ثقافي، و4 مواقع مختلطة بين الطبيعية والثقافية.

ومدينة آني هي من بين المواقع الثقافية المرشحة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 

الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تقترح طي المادة التي تمنع التحدث عن الإبادة الأرمنية

$
0
0

483368959_council_europe-676x450ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تتبنى قراراً أعربت فيه عن قلقها من الوضع في المؤسسات الديموقراطية في تركيا، وأكدت أنها ستتابع الوضع السائد في البلاد.

يتحدث نص القرار أيضاً عن أسفها لوقف المفاوضات السلمية حول القضية الكردية والخطر الذي يواجهه نشر الحقوق الثقافية الكردية. كما تطرق القرار الى الحد من حرية التعبير في تركيا.

واقترحت الجمعية على تركيا طي المادة رقم 299 من قانون العقوبات حول إهانة رئيس الجمهورية، والمادة 301 حول إهانة الشعب التركي والتي تمنع أيضاً التحدث عن الإبادة الأرمنية.

زيارة البابا إلى أرمينيا: كلمة البابا في الكاتدرائية الأرمنية الرسولية في إتشميادزين

$
0
0

EPA2116194_Articolo 

غادر البابا فرنسيس روما صباح الجمعة متوجها إلى أرمينيا في زيارة رسولية هي الرابعة عشرة خارج الأراضي الإيطالية. وقد وصلت الطائرة البابوية إلى مطار يريفان الدولي حيث كان في استقباله كبار المسؤولين المدنيين والدينيين يتقدمهم رئيس البلاد سيرج سركيسيان والكاثوليكوس كاريكين الثاني. في أعقاب مراسم الاستقبال الرسمي توجه البابا فرنسيس إلى الكاتدرائية الأرمنية الرسولية في إتشميادزين يرافقه الكاثوليكوس كاريكين الثاني حيث قام الرجلان بتلاوة صلاة مأخوذة من سفر المزامير. وألقى البابا خطابا عبر في مستهله عن تأثره لزيارة هذا الصرح المقدس الذي يشهد على تاريخ الشعب الأرمني، ويشكل في الوقت نفسه منارة للروحانية. هذا ثم حيا البابا الكاثوليكوس كاريكين الثاني على الدعوة التي وجهها له لزيارة إتشميادزين، وخص بالذكر أيضا رؤساء الأساقفة وأساقفة الكنيسة الرسولية الأرمنية.

هذا ثم قال البابا إنه يرفع الشكر للرب على نور الإيمان الذي أضيء في تلك البقاع، هذا الإيمان الذي أضفى على الأمة الأرمنية هويتها الخاصة وجعلها رسولة للمسيح وسط الأمم كافة. ولفت فرنسيس إلى أنه ينحني أمام رحمة الرب الذي شاء أن تصبح أرمينيا أول أمة تعانق المسيحية وذلك بدءا من العام 301، في وقت كان فيه الاضطهاد منتشرا في الإمبراطورية الرومانية آنذاك. وذكّر البابا بأن الإيمان المسيحي كان بالنسبة لأرمينيا واقعا مؤسِّسا لهويتها، وهبة كبيرة جدا تُقبل بفرح وتُصان بالتزام وحزم، كما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسولية لمناسبة الذكرى المؤية الـ17 لعماد الشعب الأرمني عندما أكد أنه مع عماد الأمة الأرمنية أبصرت النور هوية جديدة أصبحت مكونا أساسيا لها. وطلب البابا فرنسيس من الرب أن يبارك الشعب الأرمني على شهادة الإيمان النيرة التي قدمها.

بعدها عبّر البابا عن امتنانه للرب على المسيرة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الرسولية الأرمنية، وأصبحت هذه المسيرة واقعا من خلال الحوار الصادق والأخوي، وترمي إلى بلوغ الشركة التامة حول المائدة الإفخارستية. وسأل البابا الروح القدس أن يمنح الكنيستين عطية تحقيق الوحدة كي يكون تلاميذ الرب واحدا وكي يؤمن العالم. وأشاد أيضا بالدفع القوي الذي قدمه للحوار المسكوني بين الكنيستين الكاثوليكوس فاسكين الأول والكاثوليكوس كاريكين الأول فضلا عن البابوات من يوحنا الثالث والعشرين وصولا إلى بندكتس السادس عشر. وتوقف البابا في خطابه عند أبرز المحطات التي طبعت مسيرة التقرب بين الكنيستين ومن بينها الاحتفال بشهود الإيمان في القرن العشرين، والإعلان المشترك بين البابا يوحنا بولس الثاني والكاثوليكوس كاريكين الثاني الذي وُقع في إشمئدزين، فضلا عن مختلف الزيارات التي قام بها الكاثوليكوس إلى الفاتيكان في مناسبات عدة.

بعدها تطرق البابا إلى الانقسامات والصراعات التي يعاني منها عالمنا، فضلا عن الأشكال الخطيرة للفقر المادي والروحي، بما في ذلك استغلال الأشخاص، حتى الأطفال والعجزة، ولفت إلى أن عالمنا ينتظر من المسيحيين شهادة للتقدير المتبادل والتعاون الأخوي الذي يُظهر للجميع قوة وحقيقة قيامة الرب من بين الأموات.

وشدد البابا في هذا السياق على أهمية الالتزام الصبور والمتجدد للعمل من أجل الوحدة التامة، وتعزيز المبادرات المشتركة والتعاون بين مختلف تلامذة الرب من أجل تحقيق الخير العام، معتبرا أن الروح المسكوني يكتسب قيمة مثالية حتى خارج النطاق المرئي للوحدة الكنسية، ويشكل بالنسبة للجميع دعوة ملحة للحوار وتثمين ما يوحّدهم. وأشار فرنسيس في هذا السياق إلى أن أناس اليوم هم بأمس الحاجة إلى شهادة مقنِعة على أن المسيح حي وفاعل وقادر على فتح دروب جديدة للمصالحة بين الأمم والحضارات والأديان.

في ختام خطابه أكد البابا أنه عندما يكون تصرفنا مستوحى من قوة محبة المسيح ينمو التعارف والتقدير المتبادل وتخلق ظروف أفضل لمسيرة مسكونية مثمرة وتُقدم للعالم درب تؤدي إلى تخطي الصراعات التي تمزّق الحياة المدنية وتولّد انقسامات يصعب التخلص منها. هذا ثم سأل البابا الله أن يبارك الجميع بشفاعة القديسة مريم والقديس غريغوريوس المنوِّر، والقديس غريغوريوس ناريك ملفان الكنيسة وأن يمكّن الأمة الأرمنية من الحفاظ على الإيمان الذي ورثته من الآباء وشهدت له على مر العصور.

إذاعة الفاتيكان

Viewing all 6802 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>