Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6789 articles
Browse latest View live

هومنتمن أنطلياس بطلا للبنان للسيدات في كرة السلة

$
0
0

antelias_60316-1 

ذكرت الوطنية للاعلام أن فريق هومنتمن أنطلياس توج بطلاً للبنان في كرة السلة للسيدات، بعد تقدمه على الرياضي بيروت (3- 1) في مجموع مباريات الدور النهائي، بفوزه عليه (61- 54)، الربع الأول (11- 10)، والثاني (23- 18)، والثالث (40- 36)، في المباراة الرابعة من الدور النهائي، والتي جرت اليوم على ملعب مزهر، أمام حشد جماهيري كبير تقدمه رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة المهندس وليد نصار وعدد من أعضاء الاتحاد وأركان الناديين.

وهو اللقب الأول لهومنتمن أنطلياس في بطولة لبنان للسيدات، بعدما كان قد احتل المركز الثاني لسنوات طويلة خلف الانترانيك والرياضي بيروت.

وفي ختام المباراة، سلم رئيس اتحاد كرة السلة كأس البطولة الى قائدة هومنتمن f14-02-05-06-2016_786014_largeأنطلياس ناتالي سيفادجيان.


حكاية الأرمن مع الأتراك وعلاقات متميزة مع العرب

$
0
0

logo1
على أرض مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق، مازالت هناك جاليات أرمينية كبيرة تعيش منذ مئات السنين ويحمل معظمهم الآن جنسيات الدول العربية التي هاجر إليها أجدادهم على مدار القرون الماضية, وهم يتكلمون العربية ويمارسون عادات وتقاليد أصحاب البلاد الأصليين وإن كان مازال يربطهم بأرمينيا الملامح الأوروبية الجميلة وحبهم للثقافة والفنون وولعهم بالرقص والغناء, مع محافظتهم على أداء الشعائر الدينية المسيحية في كنيستي الأرمن الكاثوليك الذين يتبعون الفاتيكان والأرمن الأرثوذوكس التابعين لكنيسة الإسكندرية.

وأرمينيا دولة قوقازية تقع في منطقة أوراسيا شمال غرب قارة آسيا وشرق أوروبا, تحدها تركيا من الغرب وجورجيا من الشمال وإيران وأذربيجان من الجنوب, وكانت أرمينية تابعة للدولة العثمانية حتى اجتاحتها الجيوش الروسية وتحولت لإحدى الجمهوريات السوفيتية حتى حصلت على استقلالها عام 1992م وهناك نزاع قديم مازال مستمراً بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناجورنو كاراباخ ذي الأغلبية الأرمينية والأقلية المسلمة ذات الأصول التركية وتسبب في مناوشات عسكرية بين البلدين في التسعينيات, وتجددت مؤخراً بدعم من روسيا لأرمينيا وتركيا لأذربيجان.
وبمناسبة تبني “البوندستاغ” البرلمان الألماني لقرار غير ملزم بالاعتراف بتعرض الأرمن لإبادة جماعية على يد الدولة العثمانية عام 1915م. نستعرض علاقة الأرمن بالدولة العثمانية والعالم العربي والتي بدأت منذ القرن الحادي عشر الميلادي, عندما كانت أرمينيا إحدى الولايات التابعة للدولة العثمانية واعترف العثمانيون بالأرمن كملة منفصلة كاملة الحقوق, حتى جاء القرن التاسع عشر وضعفت الدولة العثمانية ولقبت بـ “رجل أوروبا المريض” مما أغرى الأرمن للاستقلال والانفصال شأنهم شأن العرب واليونان والرومانيين والصرب والبلغار.

يُتهم عبد الحميد الثاني آخر سلطان عثماني بالمسؤولية عن مذابح الأرمن وغيرهم من الملل والطوائف المسيحية؛ الذين اتهموا بالتآمر ضد الدولة العثمانية بتحالفهم مع روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى 1915م , وتسهيل ومعاونة القوات الروسية في زحفها داخل الأراضي التركية, وارتكاب مجازر ضد الأتراك والمسلمين الذين انحازوا للدولة العثمانية في محاولاتها التصدي لهجوم القوات الروسية على عاصمة الخلافة العثمانية.
ويزعمون أن عبد الحميد الثاني أعطى أوامره للأتراك وحلفائهم من العشائر الكردية بإبادة مئات القرى الأرمينية في شرق تركيا في محاولة لتغيير ديمغرافية المنطقة كما أمر الخليفة العثماني بجمع المئات من القيادات السياسية والشخصيات الأرمينية ذات الحيثية وسيقوا إلى اسطنبول ومن ثم تم إعدامهم في ساحات المدينة, بعدها أجبرت العوائل الأرمينية على ترك أراضيها وممتلكاتها والانضمام إلى القوافل المُهجرة خارج حدود تركيا, وسط ظروف إنسانية في منتهى السوء أدت لهلاك معظم النازحين واستطاع الناجون عبور صحاري بادية الشام حتى وصلوا إلى مدينة حلب, ويقدر بعض المؤرخين أعداد ضحايا هذا التهجير القسري بـ 300ألف قتيل.

هاجر معظم الأرمن إلى سوريا ولبنان والعراق ومصر, وبعضهم اتجه إلى أوروبا والولايات المتحدة, وعندما هزمت تركيا في الحرب العالمية الأولى وسقطت الدولة العثمانية؛ احتل الإنجليز اسطنبول في عام 1919م وأثاروا المسألة الأرمينية وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هرب أو اختفى فحكم عليه بالإعدام غيابيا ولم يتم تنفيذ حكم الإعدام إلاّ في حاكم مدينة “يوزجت” الذي اتهم بإبادة مئات الأرمن في بلدته, ولا يزال الأرمن في الوطن والشتات يحيون تلك الذكرى في 24 إبريل من كل عام رغم إنكار الدولة التركية لهذه الاتهامات؛ حيث ترى أن مأساة الحرب والتهجير شملت الجميع ولم تفرق بين أرمن و أتراك ويكفي أن تركيا فقدت معظم أراضيها ومواردها الاقتصادية وتسببت الحرب في قتل وتشريد آلاف المدنيين, كما أن المسؤولية تقع على جميع القوى المتحاربة (روسيا وألمانيا والنمسا وانجلترا) واعتمدت الحكومات التركية المتعاقبة سياسة الإنكار منذ إعلان الجمهورية وسقوط الخلافة على يد مصطفى كمال أتاتورك حتى رجب طيب أردوغان.

وعلاقة الأرمن بالدولة المصرية بدأت في عصر محمد علي , حيث استعان بهم في الوظائف الحكومية لإجادتهم اللغات الأجنبية وعلوم الصيرفة وفنون الأتيكيت والبروتوكول الأوروبية, وفي عصر اسماعيل باشا تولى الأرمني نوبار باشا في عام 1876م منصب أول رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديثة وبلغ تعداد الأرمن في مصر في ذلك الوقت 12ألفا , وعقب مذابح الأرمن 1915م زاد العدد لأكثر من 17ألفاً يعيش معظمهم حياة ميسورة في مدينتي القاهرة والإسكندرية.

عقب ثورة 23 يوليو 1952م وانتهاء الملكية تزايد التوجه الاشتراكي وصدرت حزمة من القوانين الاشتراكية, تم بموجبها تأميم كثير من المؤسسات الخاصة المملوكة للأرمن الذين كانوا يفضلون العمل بالقطاع الخاص مما هدد أرزاق عدد كبير منهم وقرر كثير منهم الهجرة إلى الغرب مما أدى لتناقص أعداد الأرمن في مصر لآلاف قليلة يسكنون بالقرب من كنائسهم ومدارسهم ونواديهم وأسواقهم حيث يمتهنون تجارة المجوهرات وقطع غيار السيارات, كما امتهن بعضهم الطب والصيدلية ومارسوها من خلال فتح العيادات الخاصة والصيدليات في أماكن مميزة بوسط القاهرة والإسكندرية.

معظم الأرمن المقيمين في مصر حاليا مولودون في مصر (الجيل الثالث) ويحملون الجنسية المصرية, وأرمينيا بالنسبة لهم ليست سوى تراث فلكلوري وممارسات ثقافية يسلمها كل جيل للجيل الذي يليه, وتعتبر الكنيسة الأرمينية في مصر الحافظ والضامن لممتلكات الأرمن من ضيع وعقارات وأراضٍ زراعية تم وقفها للعمل الخيري ورعاية الجالية الأرمينية تحت إشراف الكنيسة منذ أكثر من مائة عام ويتم من ريعها الصرف على المدارس والمستشفيات ودور رعاية الأيتام ودور المسنين.

وفي فلسطين يعتبر الأرمن “أولاد بلد” فهم مندمجون إلى حد التماهي التام مع باقي الفلسطينيين الذي استوطنوا هذا المكان منذ قرون عديدة, ويفخر الأرمن الفلسطينيون أن جذورهم في المنطقة تعود إلى القرن الخامس الميلادي ؛ عندما كانت فلسطين وأرمينيا تابعتين لأمبراطورية واحدة تسمى “أوراتو”, أما الهجرة الأرمينية الكبرى إلى فلسطين فحدثت عام 1915م عقب المذابح ومحاولات التهجير القسري التي تعرض لها الأرمن, ووصل عدد الأرمن في فلسطين قبل نكسة 1967م 17ألف نسمة, أصبحوا الآن ألفي نسمة فقط بسبب نزيف الهجرة الفلسطيني إلى أميركا وأوروبا هرباً من ممارسات الاحتلال الصهيوني.

محمد عبد الصادق

الوطن العمانية

ماذا يفعل الأكراد

$
0
0

كتاب فائز الغصين 

بعد أن يشتري الأكراد القوافل من الجاندرمة يأخذون جميع الثياب التي عليهم فيبقون عرايا كما وضعتهم امهاتهم رجالاً ونساء، ويرمونهم بالرصاص حتى يقتلونهم عن بكرة أبيهم فيشقون بطون الرجال والنساء ويفتشون عن الدراهم في أمعائهم وفي فروج النساء.

ويشقون الثياب والفرش والأحذية لكي يجدوا بها دراهم. هذه أفعال درك الحكومة الرسمية والأكراد باخوانهم في الإنسانية. وقد يبيع أفراد الدرك هذه القوافل هرباًمن التعب وطمعاً في القوافل الأخرى لأجل أن يستلموها ويسلبوا ما معها من الدراهم.

أسنان الذهب

فالويل لمن له سن من ذهب وخصوصاً قبل أن يصل إلى محل قتله، فيموت مراراً قبل الموت الحقيقي.

أحد اغوات الأكراد يقتل خمسين ألفاً من الأرمن

حدثني أحد الأكراد أن حكومة خربوط سلمت إلى أحد أغوات الأكراد في تلك الولاية في ثلاث مرات ما يزيد على الخمسين ألف شخص من أرمن أرضروم وطربزون وسيواس واسطنبول، وأمرته أن يقتلهم ويقاسمهم على الأموال التي يأخذها. وقد قتل جميع هؤلاء الأرمن وأخذ ما معهم من الدراهم والأمتعة. وقد أجّر ستماية بغل لنساء الأرمن ليوصلهن إلى أورفة، بأجرة قدرها ثلاث ليرات عن كل بغل. ولما أخذ الدراهم جمع بغال عشيرته وأركب عليها هذه النساء وجاء بها لمحل بين ملاطيه وأورفة وقتلهن شر قتلة وأخذ كل ما عندهن من الحلى والدراهم والأقمشة والأمتعة الثمينة والفرش النفيسة.

فض بكارة النساء قبل الموت وبعده

وقد قيل لي أن أفراد الدرك والأكراد افتضوا بكارة بنات كثيرات من الأرمن ومن لم يقووا عليها قبل موتها فإنهم يفتضون بكارتها وهي بحال النزاع. فيا لها من فضيحة لا تغفر ووحشية لا تنكر. والله أن الوحوش لتأبى هذه الأفعال وتنكرها.

قلنا قبلاً أن نساء الأرمن ترسلن زرافات برفقة أفراد الدرك وكلما مرت على قرية يأتي أهل تلك القرية فيختارون منهن ما يشتهون. فيتخذون ما اختاروه من تلك النساء ويعطون الدركي دريهمات قليلة. وقد جاء أحد شيوخ الأكراد واختار فتاة تكاد أن تبلغ ربيعها السادس عشر. فقالت أنها لا تأخذه أبداً، ولكنها ترضى أن تدخل في دين الإسلام وتتزوج بشاب من سنها. فلم يقبلوا الأكراد منها وخيروها بين الموت وقبول الزواج بذلك الشيخ المتداعي. فلم تقبله فقتلوها.

بارصوم آغا

عندما كنت قائممقاماً في قضاء كاخته من أعمال ولاية خربوط صاحبت رجلاً أرمنياً من أعيان كاخته وكان يسمى بارصوم آغا. كان هذا الرجل كريماً شجيعاً وكان يكرم الأكراد والأتراك والأرمن، لا يفرق بينهم. كان يحسن على المأمورين المعزولين من وظائفهم في كاخته. وكان جميع أغوات الأكراد هناك رقباء له، لا يحبونه لأنه كان يشاطرهم الرئاسة في تلك البلاد. فلما نفيت ووصلت سيورك وعلمت بما أصاب الأرمن سألت عنه وعن أفراد عائلته، فقيل لي أنه عندما ساقت الحكومة الأرمن الموجودين في قضاء كاخته جاءت به وطلبت منه أن يسلمها دفاتر ديونه. وكان له مقدار عشرة آلاف ليرة ديناً على أهل ذلك القضاء من أكراد وأرمن. فأجابهم أنه مزق دفاتر الديون والسندات وسامح المديونين بدينه وابرأ ذمتهم. وعندما جيء به مع سائر أهل القضاء من الأرمن ووصلوا نهر الفرات، طلب أن يغرق نفسه فاجيب إلى طلبه فسعى لإغراق نفسه فلم يفلح ولم يقدر أن يتغلب على نفسه. فقال للدرك أن الحياة لعزيزة ولم تطاوعني نفسي على الانتحار فافعلوا ما تؤمرون. فرماه أحدهم برصاصة أودت بحياته واتلفت بقية عائلته بنفس المصير.

حديث أحد شبان الأتراك وكان قد جاء معلماً لديار بكر

نقل لي أحد شبان الأتراك ان الحكومة بلغّت الأرمن في بروسه أنها قررت ابعادهم للموصل وسوريا والدير وأنهم سيبعدون لتلك الديار بعد ثلاثة ايام من تبلغهم الأمر. وبعد أن باعوا ما قدروا عليه واستأجروا عجلات أجرة للركوب رحلوا لأراضي وعرة جداً بعيدة عن القرى. كسروا العجلات وتركوهم في القفار وذلك حسب الأمر الذي تلقوه من الحكومة وجعلوا يأتونهم بالليل يسلبونهم دراهمهم وأمتعتهم وقد هلك كثيراً منهم جوعاً وخوفاً واتلف قسم عظيم منهم في الطريق ولم يصل منهم إلى سوريا والدير إلا القليل.

وحدثني أحد عرب الجزيرة وكان رافقني أثناء فراري من ديار بكر أنه كان ذهب مع أحد شيوخ عشيرته ومعهم رجال وجمال لأجل مشترى حبوب من أبناء ابراهيم باشا المللي. وفي طريقهم رأوا سبعة عشر طفلاً لا يتجاوز أكبرهم سن الثالثة عشرة من عمره. وكانوا بحال الهلاك من العطش والجوع. قال وكان معنا قربة صغيرة من الماء وقليل من الزاد فلما رآهم بدأ يبكي شفقة عليهم. وأخذ الماء والزاد وبدأ يسقيهم بيده واحداً بعد واحد. ويفرق عليهم الزاد، ولكن ماذا يفيدهم هذا الماء والزاد. اننا فكرنا في أمرهم فلو أخذناهم معنا إلى المللي لما كان نصيبهم الا القتل لأن الأكراد قتلوا جميع الأرمن الموجودين في بلادهم عن أمر تلقوه من الحكومة واعرابنا بعيدون عنا مسافة خمسة أيام عن المكان الذي وجدناهم فيه فلم نر بداً من مفارقتهم تاركينهم لشفقة الله ورحمته، وبعد رجوعنا بعد أسبوع وجدناهم موتى جميعهم.

حديث أحد مديري النواحي عن طفل أرمني

كنا نبحث عن شجاعة الأرمن ورقيهم وكان مدير الناحية جالساً معنا فقص علينا قصة عجيبة في بابها. قال: حسب الأمر جمعت ما بقي في ناحيتي من الأرمن وكان ما بقي فيها عبارة عن سبع عشرة امرأة وبعض الأطفال ومن جملة الأطفال واحد في الثالثة من عمره مريض لم يمش على رجليه إلى ذلك الحين. ولما بدأ القصاب يذبح تلك النسوة وجاء الدور لوالدة هذا الطفل فقام على رجليه وجرى شوطاً ثم وقع فأدهشنا بعمله هذا وكيف أنه فهم أن والدته ستقتل، فذهب أحد أفراد الدرك وقبض عليه ووضعه جثة بلا روح على والدته التي قتلت. وقال أنه رأى إحدى تلك النساء دنت من القصاب تأكل خبزاً وأخرى تدخن لفافة كانت بيدها، وكأنهما لم يحسبان للموت حساباً.

حديث شوكت بك عن طفلة أرمنية

كنت جالساً في محل وكان أحد المأمورين المكلفين باتلاف الأرمن ويسمى شوكت بك يقص قصته على الموجودين في ذلك المحل. قال: كنت سائراً مع قافلة ولما وصلنا خارج سور ديار بكر وعندما بدأنا نطلق الرصاص على الأرمن لنقتلهم، جاء كردي وصار يقبل يدي ويطلب مني أن أعطيه طفلة عمرها عشر سنوات تقريباً. فقطعت اطلاق الرصاص وأرسلت أحد أفراد الدرك أن يأتيني بالطفلة التي قال لي عنها الكردي وعندما جاء بها اريتها محلاً وقلت لها: اجلسي هنا نسلمك لهذا الرجل تخلصين من القتل. بعد مدة قصيرة رأيتها رمت بنفسها بين القتلى من الأرمن. فأمرت أفراد الدرك أن يقطعوا الرمي ويأتوني بها. ولما جاءوا بها قلت لها: أنني شفقت عليك واخرجتك من بينهم خوفاً عليك من الموت، فلماذا ترمين بنفسك بينهم؟ اذهبي مع هذا الرجل وهو يربيك كابنة له. فقالت: أنني بنت أرمنية والدتي ووالدي وأقاربي هم مع هؤلاء الأشخاص المقتولين، ولا أريد أماً وأقارباً غيرهم ولا أريد أن أعيش بعدهم ساعة. وبدأت تبكي وتنتحب وقد نصحتها كثيراً فلم تقبل نصيحتي ولم ترض بالذهاب مع ذلك الرجل، فتركتها لحال سبيلها فذهبت فرحة ووضعت نفسها بين أمها وأبيها اللذين كانا بحالة النزاع فقتلت هناك. وكان يقول: هذا فعل الأطفال منهم فكيف الكبار.

قال لي أحد الثقفات من دير الزور أن أحد مأموريها اشترى من الدرك ثلاث بنات كل واحدة بربع مجيدي. وحدثني آخر أنه اشترى شابة جميلة جداً بليرة واحدة. وقد سمعت عند العشائر أن الأرمنيات بيعت بثمن بخس كما يباع سقط المتاع من ليرة إلى عشر ليرات ومن نعجة إلى خمس نعجات.

حديث محام مع طفلة أرمنية

كنا جالسين في مكتب أحد المحامين اذ جاءت للمكتب طفلة صغيرة وكان يعرفها المحامي ونحن لا نعرفها فقال لها المحامي: أنت إلى الآن أرمنية لم تسلمي. فقالت له: والله أنني اسلمت. وقد بدا الاصفرار يعلو وجهها من الرعب فقال لها: كلا أنت أرمنية إلى الآن. فقالت ماذا أعمل وقد قتل أبي وأمي وأخوتي أمام عيني أما أكون مسلمة بعد ذلك. فعجبنا لذكاء هذه الطفلة وعدم نسيانها قتل أبيها وأمها وأقاربها.

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (12)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

بمناسبة عرض فيلم “مَن قتل الأرمن؟”في لبنان.. الإعلاميان يؤكدان على بقاء الأرمن وفشل مخطط قتلهم

$
0
0

Movie2_60116-1

بمبادرة وتنظيم من مكتب الهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط ولجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان، جرى العرض الأول للفيلم الوثائقي “من قتل الأرمن” من تأليف وإخراج مريم زكي ومحمد حنفي، في 1 حزيران 2016، في إحدى قاعات سينما “سيتي مول” في بيروت.

حضر العرض عدد من النواب والشخصيات السياسية والفكرية، وممثلين عن هيئات حكومية لبنانية وحشد من الاعلاميين والضيوف. يذكر أن الفيلم أنتج بتمويل من المجلس الملي لبطريركية الأرمن بمصر، ولجنة القضية الأرمنية في مصر، بالتعاون مع لجنة مئوية الإبادة وسفارة جمهورية أرمينيا في مصر ودعمهما؛ لاسيما أن الفيلم مفعم بمعلومات شاملة عن الإبادة الأرمنية والوثائق والشهادات والمواد الأرشيفية، وتم تقديمه بأسلوب فني مدهش.

قبل العرض، قدمت تسولير تالاتينيان كلمة أشارت فيها الى أن الفيلم الوثائقي الغني بمواده الأرشيفية والشهادات تم تصويره بين لبنان ومصر وأرمينيا، وحصد جوائز عديدة أهمها وسام رئيس جمهورية أرمينيا، وشارك الفيلم في مهرجان في نيويورك، وحصد على جوائز باعتباره أول فيلم ناطق بالعربية يشارك في مهرجان أمريكي مماثل.

كما شكرت تالاتينيان الإعلامية مريم زكي والإعلامي محمد حنفي، معتبرة أنهما ليسا فقط الصديقان الوفيان للشعب الأرمني، بل هما يؤمنان بالقضية الأرمنية أيضاً، وأنهما رغم الظروف الصعبة المحيطة بمصر والشرق الأوسط تحليا بالجرأة لقول الحقيقة التي يخاف منها الكثيرون، وأشارا دون تردد الى المجرم.

ولفتت تالاتينيان الى أن الأتراك الذين تسببوا -الى جانب الأرمن- بمقتل العرب وجوعهم، يدعمون الإرهاب اليوم في المنطقة، ويحاولون تفتيت الهوية العربية وإثارة الفتنة الطائفية والنزاعات.

يبدأ فيلم “من قتل الأرمن؟” بشهادة عن الأرمن من قبل المؤلفين، حيث يتم التشديد على الناجين ووصية الشهداء في كينونة الأجيال اللاحقة، والشخصية التي سيبنوها “يبحثون عن رفاة شهدائهم بيد واحدة، ويزرعون الورد بالأخرى”.

أكد الإعلاميان في مقدمتهما اللافتة على أن الأرمن هم رموز للقيم الإنسانية والبقاء على قيد الحياة، وهم من أفشلوا الإبادة، وهم أصحاب القضية، لكنهم يعرفون كيف يستمرون في الحياة التي حاول العثمانيون إيقافها.

لقد جرى في الفيلم عرض مواد أرشيفية، وأوامر سلطانية، وشهادات أدلى بها شخصيات أرمنية وعربية وتركية، بالإضافة الى أكاديميين، والكاثوليكوس آرام الأول، والكاثوليكوس كاريكين الثاني، وفيرا يعقوبيان مديرة مكتب الهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط، والنائب غسان مخيبر، والمؤرخ المصري الدكتور محمد رفعت الإمام، ووزيرة الشتات الأرمينية هرانوش هاكوبيان، ومدير متحف الإبادة الأرمنية هايك ديمويان، والأكاديمي التركي تانير أكتشام، والمؤرخ الأرميني أشود ميلكونيان وغيرهم.

يقدم الفيلم معلومات مؤكدة ومشاهد شاملة، وإحصاءات ودلائل تتوالى وفق تسلسل زمني، لتترك مكاناً في قلب وروح المشاهد، وتدفعه لينتفض ضد الإنسانية ويبحث عن الضمير الانساني الغائب ويطالب العدالة. كما يتم استعراض التاريخ الأسود للأتراك في مصر والجرائم التي اقترفوها.

يختم الفيلم بسؤال، أنه حتى لو سامح الناس والناجون والشهداء هؤلاء الأتراك الذين اقترفوا الإبادة الأرمنية المروعة هل سيسامح الله؟….

بعد عرض الفيلم، قدم مطران الأرمن في لبنان شاهي بانوسيان درعاً تكريمياً لمريم زكي ومحمد حنفي.

وفي كلمة له اعتبر محمد حنفي أن عرض الفيلم في لبنان لأول مرة مسؤولية كبيرة، لأنه بلد الذوق الرفيع تجاه الفن والثقافة، وأن الفيلم يعرض أمام الأجيال اللاحقة للناجين من الإبادة.

فشكر حنفي كل من دعم الفيلم من شخصيات ومنظمات، خاصة الدكتور أرمين مظلوميان وفيرا يعقوبيان والأرمن بمصر، الذين كانوا الحافز الأكبر للفيلم.

كما شدد حنفي على أن الفيلم ليس سياسياً بل يعرض التاريخ خاصة وأن القضية لا تخص فقط الأرمن بل يسلط الضوء على الحقيقة التي نشهد على تكرارها اليوم في الشرق الأوسط.

وأكد أن تركيا حاولت في مصر أيضاً أن تلعب دوراً سلبياً، لكن بفضل وعي المصريين لم تنجح، لذلك رأى أنه من المهم أن يطلع كل عربي على الإبادة الأرمنية وجرائم تركيا لكي يعرف الصورة الحقيقية للأتراك وهويتهم.

وفي ختام كلمته أكد محمد حنفي على أن عنوان الفيلم يطرح السؤال عمن قتل الأرمن، إلا أنه في الحقيقة لا يمكن قتل الأرمن لأن كل أرمني هو دولة، ويحيى من جديد، معرباً عن سروره بعلاقته الوثيقة مع الأرمن بمصر، التي تحولت الى جزء أساسي من حياته. وختم قائلاً أنه ينحني أمام ذكرى مليون ونصف المليون شهيد أرمني ويحيي جميع الأرمن.

Movie1_60116

Movie3_60116

صحيفة “أزتاك” الأرمنية

اليوم.. ذكرى ميلاد “أروهان باموق”المندد بمذابح الأرمن

$
0
0

pamuk 

نشرت “البوابة” مقالاً بقلم ياسر الغبيري تحت عنوان (اليوم.. ذكرى ميلاد “أروهان باموق” المندد بمذابح الأرمن) وقالت فيه أنه تحل اليوم 7 حزيران ذكرى ميلاد الكاتب والروائي التركي أورهان باموق، الفائز بجائزة نوبل للأداب، سنة 2006، ولد وأروهان باموق في إسطنبول في 7 يونيو سنة 1952، لأسرة تركية مثقفة.

درس باموق العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة كما يعد أحد أهم الكتاب المعاصرين في تركيا وترجمت أعماله إلى 34 لغة حتى الآن، ويقرأه الناس في أكثر من 100 دولة.

في فبراير 2003 صرح باموق لمجلة سويسرية بأن “مليون أرمني و30 ألف كردي قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك”.

شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية … أرشاك بولاديان يكشف التآمر الدولي على قضية الأرمن ويسجل كفاح شعبه

$
0
0

poladian book 

الدكتور السفير أرشاك بولاديان باحث من الطراز الرفيع في متابعة الأرمن وحياتهم ومآسيهم وإبادتهم، وصولاً إلى الدولة الأرمنية التي أسهم في خدمتها وتقديمها من موقعه الدبلوماسي. وقد سبق أن أصدر دراسات عن الأرمن، فتناول علاقات الأرمن العربية، وتناول كتابات عربية في شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية، وفي ذلك الكتاب نحى الدكتور أرشاك الآراء الأرمنية جانباً، واكتفى بشهادات أقلام عربية كانت حاضرة على تلك المجازر المهولة.. واليوم يقدم كتاباً جديداً يعمد فيه السفير بولاديان إلى تسجيل شهادات محايدة أيضاً وغير أرمنية، فاختار النبش في الوثائق والأوراق لتقديم شهادات غربية تفصل حقيقة ما جرى من إبادة للأرمن على أيدي الأتراك في أثناء هيمنة الدولة العثمانية.. وامتد في حديثه إلى مئوية الإبادة الأرمنية والاحتفاء بها في أرمينيا وخارجها سياسياً ودبلوماسياً..

العداء والمصالح

لا توجد صداقات أو عداوات دائمة وإنما توجد مصالح دائمة، ونستون تشرشل، هذه البداية أو الكلمة الأولى التي اختارها الكاتب ليبدأ كتابه، مبيناً أن الدبلوماسية تقتضي عدم وجود صداقات دائمة أو عداوات دائمة في عالم الدول، وإنما يوجد مصالح دائمة، وليظهر كذلك أن هذه المصالح تقتضي تجاوز العداء إلى المصالح، أو الصداقة إلى المصالح، ولكن هذا لا يمنع من الوقوف عند مجريات التاريخ، والعبر المستخلصة مما جرى للتجاوز إلى المصالح الدائمة، وهذا ما سعت إليه أرمينيا من خلال عقد مصالحات واتفاقات مع وريثة الدولة العثمانية، تركيا، ولكن هذه المصالح لا تلغي تذكر الإبادة الأرمنية والاحتفاء بها، وفي الوقت نفسه يحمل تركيا وهي وريثة الدولة العثمانية مسؤولياتها تجاه ما جرى قبل مئة عام في مطلع القرن العشرين بحق الشعب الأرمني، وحسماً للجدل الذي يمكن أن يثار حول الاعتراف وتحمّل المسؤوليات الموضوعة على عواتق الدولة الوريثة للدولة العثمانية، أخذت الاحتفالية التي أنجزها الأرمن في أرمينيا وخارجها، وخاصة في سورية كما أراد المؤلف نفسه، وهو سفير دولة أرمينيا، أخذت منحى التوثيق لكل ما جرى في رحلة الإبادة المؤلمة، فكان كتابه عن الشهادات العربية لشهود عيان اعتباريين، وهنا عن الشهادات الغربية لشهود عيان أيضاً، وهؤلاء الغربيون يختلفون عن العرب، فهم سياسيون ودبلوماسيون ومؤرخون، وكانوا ضمن الدائرة الضيقة التي عرفت عن قرب حقيقة ما جرى.

محاولات وتوثيق

لتوضيح حقيقة ما جرى لا بد من الوقوف عند ما جرى، وهذا ما أوضحه الدكتور نبيل طعمة في تقديمه للكتاب «شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية في ظل الإمبراطورية العثمانية، لا يشكل كتاباً عادياً، أو مهماً فقط، إنما يجسد وثيقة الوثائق التي انتزعها شعب مؤمن مكافح من معاقل الغرب الذي حاول لحين التعمية عليها لكن الإصرار الكبير على شرح القضية الأرمنية والنضال المهم الذي يقوم به، قادته على اختلاف محاورها، ما أدى للوصول إلى هذه النتائج المهمة، والتي تدعوه للاستمرار في الدفاع عن قضيته، والنضال لأجلها» وفي هذه المقدمة إشارات واضحة إلى أن الغرب لم يكن متعاطفاً مع قضية الأرمن، بل إنه حاول أن يتعامى عنها، أو أنه شارك بطريقة أو أخرى في تنفيذ الإبادة بحق الأرمن!

وهذا التقديم يسوّغ التمهيد اللائق الذي كتبه أرشاك بولاديان للشهادات، إذ فصّل وشرّح في الجو العام الذي أحاط بالإبادة، ولذا جاء الفصل الأول يحمل عنواناً لا لبس فيه (القضية الأرمنية ضحية المصالح والسياسات الدولية) وهذا يعني أنه ما كان للعثمانيين أن ينجزوا مشروعهم التطهيري ضد الشعب الأرمني لولا حزمة المصالح التي كانت تربط الدولة آنذاك شرقاً وغرباً.

«إن العلاقات الدولية الصعبة وتشابك مشاكل الدول العظمى أدت إلى توقف التدخل الدولي في القضية الأرمنية وتركها لرحمة السلطان، ونصح بهذا الصدد المستشار الألماني بسمارك السلطان عبد الحميد الثاني في خريف عام 1883 م بعدم الإسراع في تنفيذ الإصلاحات في الولايات الأرمنية حرصاً على هيبته..».

لم تكن مواقف الغرب مقتصرة على التغاضي، بل كانت كما في نصيحة بسمارك تحول دون إنصاف الشعب الأرمني في السلطنة العثمانية، وهذا الفصل من الأهمية بمكان لقراءة ردود فعل المجتمع الدولي حيال ما جرى، وكيف يمكن للمصالح بين الدول أن تتحكم في مصائر دول وشعوب، ويدفعنا نحن اليوم، ونحن نعيش حرباً ضروساً على سورية والعالم العربي أن نفهم بعض الحقائق التي تحكم مصالح الدول والمحاور الكبرى والفاعلة، والتي يمكن أن تغض النظر عن تدمير دول وشعوب كرمى لمصالح، لعل هذا الجو يظهر لنا ضرورة التمسك بمجتمعنا ووطننا وشعبنا، ويحول دون أن نستمر في أن نكون وقوداً للمصالح الدولية بما في ذلك المصالح التي حكمت بتغييرات كبيرة أزاحت السلطان العثماني، وجاءت بحزب الاتحاد والترقي، ولكن ضمن منظومة جديدة لا تختلف عن السابقة، ولكنها تؤدي المصالح بطريقة أخرى!

من المصالح الوثيقة

ضمن هذه الرؤية للمصالح الدولية دارت مجموعة من الشخصيات، لم تفعل شيئاً في حينها، لكنها سجلت هذه الشهادات، وكل ما فعله هؤلاء المؤثرون هو التبرع وجمع الأموال والحملات.. ولكنهم على الأرمن لم يتصرفوا شيئاً يناسب ما كتبوه وشهدوا به، فاختار الكاتب بعد استقصاء: هنري مورغنتا ووكتابه «قتل أمة»، والفيكونت جيمس برايس، وآرنولد توينبي، وهربرت آدامز جيبونز، وفريويوف نانس.

ولعل أهم هذه الوثائق ما سجله مورغنتا وفي كتابه «قتل أمة» والشهادة لسياسي ودبلوماسي وسفير يتحدث من قلب تركيا حين كان سفيراً لأميركا في تركيا، وقد أحسن المؤلف بتدوين سيرة حياة صاحب الشهادة، التي لم تنشر في حينها، ولم تكن فاعلة، ويشير المؤلف إلى أن الكتاب طبع عام 1947 في نيويورك.
ومما يذكره المؤلف في شهادته «تصرف الأرمن بتمالك نفسي ملحوظ، ورغم أن الجو كان مملوءاً به حس المتاعب في خريف وشتاء عام 1914- 1915 م كانت السياسة التركية لسنوات عديدة هي تحريض المسيحيين على ارتكاب أعمال عدائية علنية، لتكون عندهم الأعذار للقيام بالمجازر، وجد رجال الدين والزعماء السياسيون الأرمن بوادر كثيرة تشير إلى أن الأتراك عادوا إلى سياستهم القديمة، ولذلك ذهبوا إلى رعيتهم ينبهونهم، بأن يحافظوا على الهدوء، وأن يتحملوا كل الإهانات والاعتداءات بالصبر، حتى لا يعطوا الأتراك الحجة التي كانوا يفتشون عنها، حتى إذا أحرقوا بعض قرانا يقول هؤلاء الزعماء: لا تثأروا، لأن قتل بعض منا أفضل من تدمير أمة».

هكذا يكتب السفير الأميركي لدى تركيا عن تعامل الأرمن وقياداتهم تجاه ما يتعرض له الأرمن من اضطهاد ومحاولات استثارة، وما أورده يؤكد تواصله مع الآخرين تواصلاً دقيقاً.

والشهادات ذاتها تتكرر مع شخصيات تواصلت مع الأرمن، فهذا يجس برايس يؤسس لجمعية ذات ارتباط بالأرمن. ويكتب عن (معاملة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية، وهو سفير أيضاً من بريطانيا). وآرنولد توينبي المؤرخ يقول «ارتكبت هذه الأعمال الوحشية بحق الأرمن على الرغم من أنهم لم يفعلوا أي شيء يدعو لذلك» ومن كتاباته عن هذه المرحلة فيما يخص المسألة الأرمنية: الفظائع الأرمنية، معاملة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية 1915.

وأغلب هذه الكتب غير متوافرة بين أيدينا، وقد أحسن المؤلف الدكتور أرشاك بوضع ملخصات ومقتطفات منها تفي بالحاجة، وتقدم للقارئ هذه الحقائق المروعة من مؤرخين وساسة غربيين.

العمل الأرمني اليوم

ولم يشأ السفير أن يقصر كتابه على الشهادات الغربية، فهي على أهميتها تبقى في إطار الوثيقة التاريخية، ولن تكون فاعلة إلا بعمل اليوم لتتحول من مجرد وثيقة تاريخية قد يتجاوزها الزمن، إلى وثيقة تؤسس للمستقبل الأرمني، فجال على الاحتفالية بمئوية الإبادة الأرمنية في أرمينيا، واستعرض كلمة الرئيس الأرمني، وكلمات لأهم رؤساء الوفود، وخص المشاركة السورية من خلال وفد برلماني كبير، فذكر ما دار بين القيادة الأرمنية ورئيس مجلس الشعب السوري، وتقدير الشعب الأرمني لما قدمته سورية وقامت به من أجل الأرمن والاحتفالية.

واختتم بما جاء في كلام المؤلف من إيمان بعدالة القضية وحتمية الانتصار: “خلال مئة عام من الانتظار والشعب الأرمني يؤمن بعدالة قضيته والضمير العالمي، ويثق بمفاهيم العدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان والشعوب في العيش وتقرير مصيره ومتابعة مسيرة النضال من أجل حياة كريمة والاعتراف الدولي بالإبادة الأرمنية”.

إسماعيل مروة

الوطن السورية

رئيس التشيك يزور النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية

$
0
0

13393383_1253736311310714_1787951409_n

خلال زيارة رسمية قام بها رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان الى أرمينيا زار النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية “دزيدزيرناكابيرت” برفقة وزير الخارجية الأرمينية إدوارد نالبانديان ورئيس بلدية العاصمة يريفان دارون ماركاريان.

ووضع الرئيس التشيكي الورود أمام النصب التذكاري، وانحنى أمام الشعلة الأبدية إجلالاً لأرواح الشهداء الأرمن الذين راحوا ضحية أكبر جريمة في القرن العشرين.

كما جال الرئيس في المتحف برفقة المدير هايك ديمويان، وسجل كلمة في السجل الذهبي قائلاً: “مع عميق احترامي لذكرى شهداء الإبادة”. وفي نهاية زيارته، زرع الرئيس شجرة باسمه في حديقة المتحف.

وفد الطاشناك يلتقي سفير ألمانيا في لبنان

$
0
0

Geman-Ambassador_60716

قام وفد من اللجنة المركزية لحزب الطاشناك في لبنان ولجنة الدفاع عن القضية الأرمنية مؤلف من هاكوب بقرادونيان وكارو هاروتيونيان وفاهرام إيميان وسالبي بولغورجيان –سيميتيان بزيارة الى السفارة الألمانية للقاء السفير الألماني مارتن هوث.

حيث أعرب الأمين العام لحزب الطاشناك والنائب هاكوب بقرادونيان باسم كتلة النواب الأرمن عن تقديره لقرار مجلس النواب الألماني بالاعتراف بالإبادة الأرمنية، معتبراً ذلك انتصاراً للحق والعدالة.

كما أعرب عن أمله في أن تتبع برلمانات دول أخرى الخطوة التي قام بها البوندستاغ الألماني وتعترف بالحقيقة التاريخية.

وأكد أن اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية سيساهم إلى حد كبير في تطبيع العلاقات الأرمنية-التركية، وتسوية نزاع كاراباخ، ويسهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وبدوره شدد السفير الألماني على أهمية توقيت اعتماد هذا القرار، لافتاً الى أن مجلس النواب الالماني اعترف بالإبادة الأرمنية في مرحلة مهمة من العلاقات مع تركيا في ظل حل أزمة اللاجئين، مؤكداً على دور ألمانيا في القرار للإشارة الى ضرورة التصالح مع الماضي والتاريخ.


زعيم حزب الحركة القومية التركي: “القرار الذي اتخذ عام 1915بحق الأرمن صائب ويجب تنفيذه مجدداً”

$
0
0

Bahceli_60816 

ذكر موقع “يركير” الأرميني أن زعيم حزب الحركة القومية التركي دفلت بهتشلي تطرق الى اعتراف ألمانيا بالابادة الأرمنية قائلاً أن “تهجير الأرمن لا يعني إبادتهم”.

كما صرح بهتشلي أن التهجير الذي تم بهدف الدفاع عن الدولة صائب تماماً، وأن القرار الذي اتخذ عام 1915 لتهجير الأرمن صائب، ويجب تنفيذه مجدداً اليوم”.

ولم يكتفي الزعيم القومي المتشدد بهذا التصريح بل أنكر من جديد حقيقة الإبادة الأرمنية، ودافع عن الحجج التركية بأن “عصابات أرمنية” ثارت في كارين وسيباسديا وأضنا، مؤكداً “وجود دلائل على أن السلطنة العثمانية تريثت بشأن المجازر التي قام بها الأرمن”.

كما أطق بهتشيلي تهديدات بـ”تنظيف أظافر من دخل تلك اللعبة”، قائلاً بأن “سيف حزب الحركة القومية حاد”.

محاكمة النواب الأتراك الذين صوتوا لصالح قرار الإبادة الأرمنية في البوندستاغ

$
0
0

Kalin_60916

بعد تبني قرار الإبادة الأرمنية في البوندستاغ الألماني صرح الناطق الرسمي لرئيس تركيا إبراهيم كالن في 8 حزيران الجاري في مؤتمر صحفي أن الخارجية التركية تستعد لاتخاذ خطوات ضد ألمانيا، يتم الإعلان عنها للمناقشة لاحقاً.

ومن بين تلك الخطوات والإجراءات التحضير لاتخاذ قرار لمحاكمة 11 نائب تركي صوتوا لصالح قرار الإبادة الأرمنية في البوندستاغ، وذلك من قبل اتحاد الشرطة التركية واتحاد الحقوقيين الأتراك، وفق المادة 301 في قانون العقوبات التركي الذي ينص على تجريم من يهين علناً القومية التركية وجمهورية تركيا والبرلمان والحكومة والمؤسسات الحكومية مدة ستة أشهر. ما يعني اعتقالهم في حال سفرهم الى تركيا.

 

تكريم مديرة برنامج “تحقيق”كلود أبو ناضر هندي لإنجاز الفيلم الوثائقي عن كاراباخ

$
0
0

13344805_1142502539104325_1768590862510417453_n 

نظم مكتب الإعلام لحزب الطاشناك في لبنان لقاء تكريمياً لمديرة برنامج “تحقيق” كلود ابو ناضر هندي وفريق عمل البرنامج الذي يعرض على قناة الـMTV، وذلك تقديراً لجهود عمل القريق ومساندتهم قضية كاراباخ عبر اعداد وتقديم وثائقي بجزئين ومدته مئة دقيقة تناول قضية كاراباخ والاعتداء الاخير لأذربيجان على جمهورية كاراباخ والوضع الامني بالاضافة الى الجانب العسكري، الاقتصادي، والاجتماعي في كاراباخ.

حضر اللقاء مطران الارمن الارثوذكس المطران شاهه بانوسيان، النائب البطريركي العام في بطريركية الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان، امين عام حزب الطاشناك النائب هاغوب بقرادونيان، وزير الطاقة والمياه ارتور نظاريان، رؤوساء بلدية برج حمود وعنجر اضافة الى وزراء ونواب سابقين وحشد كبير من الحضور.
قدمت اللقاء ارشالويس باليان التي ذكرت في كلامها ان الكيان الاذربيجاني لم يوقف الخروقات ضد كاراباخ منذ العام 1994، اي بعد توقيع اتفاق الهدنة. والقوات الاذرية خرقت الهدنة الآف المرات حتى تحولت المناوشات العسكرية على الحدود.

وقالت ان مبادرة مكتب اعلام لحزب الطاشناك كانت اعداد وثائقي عن كاراباخ للتعريف بهذه الجمهورية وتقديم الحقيقة التاريخية للرأي العام اللبناني عبر التنسيق مع برنامج “تحقيق”. واضافت ان برنامج “تحقيق” عمل على قضية كاراباخ وشاهد الحقيقة، ولمس الاثباتات وعاد بإستنتاجات من الموقع الجغرافي. كانت شاملة، تعرف الى الناس والحياة الاجتماعية، والصعوبات الاقتصادية ، والواقع الاليم للحرب الذي خلف ورائه شهداء والآم، فحمل معه المشاهد الى الجبهة حيث الجيش الارمني والمتطوعين الارمن الذين لا يعرفون الخوف ابداَ. فهم مقتنعون بأحقية قضيتهم ويدافعون عن ارضهم بإرادة صلبة مستوحاة من جبال ارتساخ الشامخة.

وختمت كلامها بالقول ان كاراباخ فخر لكل ارمني، وواجب علينا كأرمن المحافظة على والوطن مقدس بالنسبة لكل ارمني ومن المستحيل ان نغفل عن هذا الواجب.

وتوجهت بالشكر باسم مكتب الاعلام احزب الطاشناق الى قناة الـMTV وادارتها، وشكرت مديرة برنامج تحقيق وفريق العمل فرداً فرداً.

بدورها شكرت هندي حزب الطاشناق على التكريم واكدت ان كان لها الشرف بزيارة كاراباخ واعربت عن سعادتها بوجودوها في هذا اللقاء واعتبرت ان حلمها تحقق عندما اعدت الوئائقي عن كاراباخ. وتحدث هندي عن طبيعة كاراباخ الجميلة وتحدثت عن كرامة وعنفوان الشعب الارمني وعن التضحيات الكبيرة التي يقدمها هذا الشعب خلال الاعتداءات. وتحدثت هندي عن اصرار الشعب الارمني وتماسكه بارضه وعن تضامن كافة الشعب الارمني في اصقاع العالم من اجل تثبيت الوجود والصمود امام اذربيجان.

وفي نهاية اللقاء، وتقديراً لجهود كلود ابو ناضر هندي وفريق عمل برنامج تحقيق كرم امين عام حزب الطاشناق النائب اكوب بقرادونيان ومسؤول مكتب الاعلام لحزب الطاشناق الاستاذ هاكوب هافاتيان وتم تقديم درعاً تكريمياً.

بيان صادر عن مكتب الإعلام في حزب الطاشناك بلبنان

$
0
0

ARF_LOGO1 

صدر عن مكتب الإعلام في حزب الطاشناك بلبنان البيان الآتي:

“تصدر منذ فترة أخبار في بعض وسائل الإعلام حول خلافات بين حزب الطاشناك والتيار الوطني الحر وعدم حضور الأمين العام لحزب الطاشناك اجتماعات تكتل “التغيير والاصلاح”، وغياب اي لقاء بين النائب أغوب بقرادونيان والعماد ميشال عون بعد الانتخابات البلدية.

يهم مكتب الإعلام لحزب الطاشناك ان يؤكد ان هذه الاخبار عارية عن الصحة ومشبوهة وتهدف الى ضرب صميم العلاقات التي بدأت منذ عام 2005 ولا تزال في احسن حالاتها.

ويهم المكتب ان يلفت نظر وسائل الاعلام متابعة الاخبار بدقة وحرفية ويذكر ان لقاء انعقد نهار الخميس الماضي في 2 حزيران في الرابية بين العماد عون وأمين عام حزب الطاشناق لمناقشة المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية ولا سيما جلسات هيئة الحوار الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية وقانون الانتخاب. وقد صدر بيان عن هذا الاجتماع في حينه”.

مكتب الإعلام في حزب الطاشناك بلبنان

الصين وأرمينيا توقعان اتفاقية حول التعاون الثقافي

$
0
0

aca0618b6c45736e83c3a9d0261b0795 

يريفان 10 يونيو 2016 (شينخوا) وقع كل من هاسميك بوغوصيان وزيرة الثقافة الأرمينية وتيان إير لونغ سفير الصين لدى أرمينيا اتفاقية حول برنامج 2020-2017 للتعاون الثقافي الثنائي .

وتهدف خطة برنامج التعاون إلى الحفاظ على التقاليد الثقافية فى مجالات المتاحف والمسارح والموسيقى والرقص والأدب والسينما، بالاضافة إلى تعزيز الشراكة فى الاحداث الثقافية تحت عنوان طريق الحرير والأيام الثقافية والحفاظ على التراث الثقافى وكذلك فى مجالات صيانة وترميم الآثار التاريخية .

تأتي هذه الاتفاقية عقب توقيع برنامج ثقافى ثنائى للفترة 2016-2012 .

وعقب الاحتفال الرسمى عقدت هاسميك بوغوصيان وتيان إيرلونغ مؤتمرا صحفيا حول وضع التعاون الثقافي الراهن بين البلدين .

وقال تيان ” إن التعاون الثقافى جزء لايتجزأ من العلاقات بين البلدين لأن كلا البلدين لديه ميراثه الثقافى التليد . وقد شهدت السنوات ألأخيرة نموا للعلاقات الثقافية بين الصين وأرمينيا فى كافة المجالات .” وأضاف تيان أن الدورة الثالثة من ” أيام الثقافة الصينية فى أرمينيا” سوف تعقد فى أرمينيا فى الفترة من 9 إلى 14 من يونيو الجارى .

أما هاسميك بوغوصيان فقالت ” إن العلاقات الثقافية بين الصين وأرمينيا مستمرة فى التطور ، وأن توقيع هذه الاتفاقية يشهد على أن الصين بلد نستطيع الوثوق به والتعاون معه . “

وأضافت هاسميك أنه بصرف النظر عن توقيع الاتفاقية ، فإن وضع العلاقات الثقافية فى إطار مؤسسى أمر له أهميته أيضا ، مشيرة بذلك إلى معهد كونفشيوس في أرمينيا وافتتاح مدرسة صينية مؤخرا فى أرمينيا .

وخلال حفل الافتتاح الرسمى للحدث سيقام حفل موسيقي لفرقة الغناء والرقص الصينية لذوى الاحتياجات الخاصة فى دار الأوبرا وكذا باليه يريفان .

وفى إطار هذا المشروع، سيقام معرض لمنتجات التطريز الصينية تحت اسم ” التطريز الصينى الأنيق” فى متحف هوفهانس تومانيان.

الأرمـن فى مصر

$
0
0

2011-634509112237567934-756

عبر مكتبه بالدور الثانى بأخبار اليوم في الستينيات فألمحه واقفاً ينظر شذرًا للمرآة، محركاً عضلات وجهه ليحصل علي التعبير المناسب الذى سرعان ما ينقله بريشته لأوراق في يده، ومع المرور الملتزم بالتوقف علي مبعدة من بابه المفتوح لمراقبة العبقرى لحظة تصيده إلهامه، تصيدت بدورى تعبيرًا للانسجام علي وجهه لاختراق صومعته لإبداء إعجابي برسومه الكاريكاتيرية العبقرية.. وغدونا أصدقاء.. الفنان الكسندر صاروخان أحد أضلع مربع الخلق الفنى بدار أخبار اليوم، إلي جانب كل من الفنانين المشاهير عبدالمنعم رخا ومنير كنعان وحسين بيكار.. المربع الذهبى الراسخ بلمعانه الذى قامت عليه دعائم نهضة إمرة وإمارة على ومصطفى أمين صاحبى الدار وموجهى دفةالصحافة والفن بها.. صاروخان القادم إلى مصر ضمن آلاف الأرمن حيث الملاذ الآمن والمساواة في الفرص ليصبح مصرياً وطنياً غيورًا مرموقاً في جميع الأوساط الصحفية والسياسية والفنية لرسومه اللمَّاحة وأسلوبه الفذ المتميز في فن الكاريكاتير..

صاروخان المخترع لشخصية المصرى أفندى بالمسبحة والطربوش الحاصل على الجنسية المصرية من عبدالناصر شخصياً.. الأستاذ الوديع الودود الظريف الرقيق الذى استعان بمقوماته الشخصية لرسم انفعالات الشخصيات التى يرسمها. صاحب القيمة والقامة يهبط مرة إلي مكتبى المتواضع بالدور الأول ليعهد لىّ بتخطيط هيئة الحصان الواثب الذى سيمتطيه الزعيم في نكتة الصفحة الأولى بالغد، زاعماً أننى أرسم الخيل أفضل منه، فرسمته بيد الخجل مع خالص الامتنان لأن صاروخان قد أتاح لى أن أعيش لحظات أذاقتنى حلاوة تواضع الأستذة.. ومضيت في رحلة العمر أحمل بداخلى اعتذارا لملك الكاريكاتير الذى لم أستمع لنصيحته الغالية بالتفرغ كُليّة للرسم الصحفى مع هجر الكتابة، فقد كان رأيه بأن هناك عشرات الصحفيات لكن هناك رسامة واحدة.. وارتأيتها لنفسي مسيرة عسيرة أحمل فيها القلم والفرشاة معاً، أهجع لأحضان أى منهما إذا ما خاصمنى الآخر علي أمل لعودة الوفاق..

وأبدًا لم يكن صاروخان الأرمني الوحيد الذي أثرى الحياة الفنية والأدبية والسياسية في مصر، فتواجد الأرمن على ضفاف النيل يعود لأكثر من ألف عام أضاءت خلالها نجوم وأعلام ونوابغ وقادة في جميع المجالات منها على سبيل المثال وليس الحصر في العصر الحديث عالم المصريات «أرباج مخيطاريان» المشارك في اكتشاف مقبرة «نخبت رع» بمدينة «الكاب» الأثرية الواقعة على بُعد 70 كيلومترا شمال أسوان، وإليه يعود اكتشاف خرطوش الملك خوفو بمنطقة الأهرامات، وهو لوح مكتوب بالحبر الأحمر، وقد تولى أرباج مسئولية مكتبة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية عام 1942 وشارك بقوة لإنقاذ آثار النوبة، وكُتب عنه في موسوعة «مقابر المتاحف» بأنه أقوى رجل مصريات في العالم، وقد فارق أرباج الحياة فى عام 2004 بعدما ترك بصمة وعلامة بارزة فى علم مصر القديمة والمعاصرة والفن الإسلامى…

وهناك الفنان الأرمني الأشهر «أشود زوريان» الفائز بجائزة صالون القاهرة عن لوحته «نهر النيل» وقدرها 1000 جنيه فى عام 1955، وكانت الملكة فريدة إحدى تلميذاته النجيبات، حيث انطلقت بعدها لتقيم معارضها الخاصة فى باريس والقاهرة، وهناك في عالم التشكيل الفنان الأرمنى «بوزانت جوجامانيان» عاشق الريف المصرى الذى أقام أول معرض له عام 1944 عندما كانت الجالية الأرمنية في مصر حوالى خمسة وثلاثون ألفاً.. والفنان التشكيلي «مارديروس ساريان» الأرمنى الذى قدم إلى مصر فى عام 1911 ليعبّر عن حضارتها القديمة والحياة اليومية في إطار شاعرى من خلال لوحات أشهرها عالمياً لوحتا «الأقنعة المصرية والفلاحة»..

وعالمة ترميم الآثار الإسلامية المهندسة «نايرى هامبيكيان» الأرمنية الأصل التى قامت بترميم أبواب القاهرة الإسلامية الثلاثة (باب الفتوح وباب النصر وباب زويلة).. والموسيقار فؤاد الظاهري الذي اشتق اسم شهرته من حى الظاهر مسقط رأسه فاسمه الحقيقى «فؤاد جرابيد بانوسيان 1916 ــ 1988» الذي قام بعمل الموسيقي التصويرية لأكثر من 270 فيلما مصريا على رأسها «الوسادة الخالية، «رد قلبى»، و«الزوجة الثانية»، ويعد من أوائل الموسيقيين الذين استعملوا الآلات الشرقية بجوار الغربية فى كتابه «الموسيقى التصويرية»، حيث ظهر العود والقانون والناى مع الأوركسترا السيمفونى كمثال في فيلمى «صراع في الوادى» و«خان الخليلى»، وكان من أبرز مؤلفات الظاهرى الإذاعية موسيقاه التي قدمت لبرنامج «أحسن القصص» من سِور القرآن الكريم، وموسيقى «الأرض الثائرة» أول قصيدة سيمفونية بعد ثورة 23 يوليو. وكان هناك المنتج الموسيقى «ميشيان» الأرمنى أحد علامات التسجيل الموسيقى المصرى، حيث قام بتسجيل خمس أغان لسيد درويش منها «الحبيب للـهجر مايل، وزنجى دنجى، وعشقت حسنك، وفي شرع مين، ويا فؤادى ليه بتعشق»، وبعض الأغنيات بصوت زكى مراد منها: زورونى كل سنة مرة، وعلى إيه كده!!..
وفي عالم الكاميرا تألقت عدسة «أرشاك كراجوزيان» الأرمنى مصوّر الخاصة الملكية، حيث كان صديقاً لصيقاً بالملك فاروق يشاركه قهوة الصباح، وكان ضمن الوفد المرافق للأميرة فوزية عند عودتها من إيران بعد طلاقها من الشاه محمد رضا بهلوى، وسجلت عدسته مظاهر الاحتفال بأول اجتماع لجامعة الدول العربية، ومن المصورين الأرمن الذين اشتهروا في مصر خلال الخمسينيات والستينيات «ألبان آرام» حيث كانت إحدى مظاهر المباهاة بين أفراد الطبقة الراقية الجلوس أمام «ألبان» ليلتقط له صورة شخصية..

ومن أشهر فنانات الشاشة من الأصل الأرمنى فيروز وشقيقتها نيللى، و«نينوشكا مانوج كوباليان» الشهيرة بالاسم المحبب للمصريين «لبلبة»، و«فرتانوس جاربيس سليم» الشهيرة باسم «أنوشكا» التى ظهرت فى البداية فتاة إعلانات من مجموعة طارق نور وبعدها شقت طريق الغناء لتفوز بالجائزة الأولى بمهرجان الأغنية الفرانكفونية فى فرنسا، وكان لها عدة جولات سينمائية وتليفزيونية منها للمخرج صلاح أبوسيف فى فيلم «السيدة كاف» وبطولة المسلسل «قانون المراغى» أمام النجم خالد الصاوى، و«سيدة الأمم المتحدة» أمام عادل إمام فى «فرقة ناجى عطااللـه».. والكاتب الأديب الصديق الأرمني ابن البلد توماس جورجيسيان المغرم بموسيقى الأرمني العالمى آرام خاتشادوريان وعاشق جبران وصديق جميع أدباء وشعراء وفنانى مصر من رحل منهم ومَن بَقىَّ على قيد الحياة، وصاحب عمود الخواطر البراقة فى ملحق الجمعة الأسبوعي للأهرام..

وإذا ما كان سعد زغلول فى القرن التاسع عشر قد أصدر عفوًا فى 18يناير 1924 لأيتام الأرمن اللاجئين إلى مصر من قسوة المذابح التى أقيمت لهم في الأناضول من عرض أنفسهم للشرطة لتقديم بياناتهم الشخصية كنوع من تقنين الهجرة، بل إنه سمح للمطرانية الأرمنية بدعوة أيتام آخرين إلى مصر بلغوا 806 يتيمات و300 يتيم، فربما كان ذلك نوعاً من الاعتراف التاريخى بجميل أحد الأرمن الذى كان علي يديه خلاص مصر من إحدى مِحنها الجارفة في القرن الحادى عشر الميلادى وهو الوزير بدرالجمالي الذي استدعاه الخليفة المستنصر بالله لإصلاح أمور مصر، وكان قد كاتبه سرًا يقول له «فإن كنتُ مأكولا فكن أنت آكلي» وذلك بعد تولي الجمالي إمارة دمشق مرتين وبعدها إمارة عكا، وقد قبلَّ الجمالي المهمة بعدما أملى شروطه التي أجيب إليها وأهمها: «لا أدخل القاهرة ما لم يقبض على بلد كوس قائد الأتراك» ، فقام الخليفة بالقبض عليه، ليأتي الجمالى في يناير 1074 علي رأس مائة مركب محملة بالجنود الأرمن ليغدو لقبه «أمير الجيوش» نسبة إلى جبل الجيوشى، فأكرم الخليفة وفادته وأطلق يده فى إصلاح أمور البلاد، حيث يسجل التاريخ في أمر توليته على لسان الخليفة الفاطمي قوله: «وقد قلدك أمير المؤمنين جميع جوامع تدبيره، وأناط بك النظر فى كل ما وراء سريره، فباشر إذن ما قلّدك أمير المؤمنين من ذلك مُدبرًا للبلاد ومُصلحاً للفساد ومُدمرًا أهل العناد».. وسرعان ما أصبحت هناك حارة خاصة بالأرمن عرفت بالحارة الحسينية، وكانت تضم ما يقرب من سبعة آلاف أرمنى.. وكانت مصر وقتها في حالة من الضنك الشديد، حيث انهارت القوة الشرائية للعملة، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، حتى أن حارة كاملة بالفسطاط بيعت بطبق خبز، كل رغيف منه بمنزل فعرفت لذلك بحارة الطبق ــ كما جاء فى كتاب المقريزى «إغاثة الأمة بكشف الغمة 297 ــ 300» وحول ما أصاب مكتبة القصر الفاطمى التى كانت مجلداتها تزيد علي مائة ألف يذكر المقريزى أن الكتب الجليلة المقدار، المعدومة النظير فى سائر الأمصار قد اتخذ عبيدهم وإماؤهم من جلودها نعالا وأحذية ثم أحرقوا أوراقها زعماً منهم أنها تحوى كـلام المشارقة الذى يخالف مذهبهم.. وكان المستنصر قد حوصر في قصره ونُهبت جواهره وتُحفه. وفي هذا يقول المؤرخ ابن ظافر: «أُخرج من خزائن المستنصرثمانون ألف قطعة بلور صغارا وكبارا، وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم وأحد عشر ألف درع وعشرون ألف سيف».

ويذكر ابن الأثير أن المستنصر «لقى شدائد وأهوالا وانفتقت عليه الفتوق بديار مصر أُخرجت منها أمواله وذخائره إلى أن بقىَّ لا يملك غير سجادته التى يجلس عليها وساءت حالته إلى درجة أنه كان يستعير من صاحب ديوان الإنشاء بغلته ليركبها»، ويذكر القلقشندى بأنه «لم يبق فى مصر دابة تمشى على أربع سوى حمار يركبه الخليفة المستنصر بعد أن كان لديه عشرة آلاف ما بين فرس وجمل ودابة»، وأضاف نقص منسوب النيل على مدى السنوات العجاف المتتالية «1052، 1055، 1064، 1071» مزيدًا من الأزمات الاقتصادية على مصر إلى جانب الفوضى السياسية، حيث تعطلت الأراضى عن الزراعة فازداد الغلاء ليعقبه الوباء الذى عَمَ البلاد «ولم يبق فى مصر إلاّ صُبابة من الناس» وبيع الكلب ليؤكل بخمسة دنانير.!

ويعلق المؤرخ النويرى فى «نهاية الإرب» بأن الغلاء الذى أصاب مصر لم يكن عن نقص النيل وإنما كان لاختلاف الكلمة وحروب الأجناد وسيطرة رجال الأعمال!! أى أن الكوارث التى نزلت بمصر وقتها لم تكن ترجع إلى أسباب طبيعية لا يد للإنسان فيها بقدر ما كانت تعود إلى عجز النظام القائم حينها عن إيجاد حل للتناقضات بين القوى الإنتاجية وزيادة الإنتاج.

قدم بدر الجمالي الأرمني الأصل إلى مصر ليخرج بها من محنتها التى استمرت سبع سنوات عجاف، ليمكث حكمه فيها إحدى وعشرين سنة وشهرًا جامعاً ما بين السيف والقلم، رافعاً الضرائب عن كاهل المزارعين لمدة ثلاث سنوات ليجنى المحصول فى السنة الرابعة، ويزداد خراج مصر ليصل من بعد ماكان قبل توليه الوزارة 2٫000٫000 دينار إلى 3٫100٫000 دينار فى عام 1090 ويطلق بدر على المزارع المقيم إلى جوار حقله لقب «فلاحا قرارًا» ليظل اللقب ملتصقاً بالفلاح الحريص على أرضه «فلاح قرارى» إلى الآن، وقام بتقسيم مصر إلى أربع ولايات رئيسية: (قوص والشرقية والغربية والإسكندرية، إضافة إلى القاهرة والفسطاط)، وكان والي قوص أقوى الولاة الأربعة، كما شجع أصحاب رءوس الأموال والمستثمرين للحضور إلى مصر فأخذت القوافل ترد من كل مكان، وفى هذا المجال تنبه إلى استثمار رءوس الأموال المصرية المهاجرة فأرسل قاضى القضاة أبا عبداللـه محمد إلى بلاد الشام للاتصال بأصحاب الأموال من المصريين وحثهم على استثمار أموالهم فى وطنهم، ونجحت مهمة الرجل في إقناع الذين فروا بأموالهم من مصر أثناء الشدة المستنصرية بالعودة إلى دولتهم مع أموالهم حيث منحهم الجمالى الأمان والثقة وخفف عنهم القيود والعراقيل والمخاوف فازدهرت الأسواق وتحسنت الأحوال المعيشية، ويذكر ابن ميسر فى هذا المجال فى كتابه «أخبار مصر» أنه «لم يعرف أحد صودر فى زمانه ولا قسّط له دين»، ويحق على الأرمن فى مصر قولا قاله عنهم المفكر أحمد أمين: «توجد منهم طائفة في مصر اشتهرت بجودة الصنعة وإتقانها، والمهارة فى التجارة، وعدم المبالاة فى الغربة، لذلك نجحت حيث لم ينجح غيرها وكسبت من الأموال ما تضخمت به ثرواتها»… ومن رفعة شأن بدر الدين الجمالى أن خلع عليه الخليفة المستنصر لقب «الوزير الأجلّ أمير الجيوش» فكان الخليفة إذا ما قام بتوقيع مظلمة يرفعها بخطه «إلى وزيرنا السيد الأجلّ أمير الجيوش أمتعنا اللـه ببقائه ليتقدم (بنجاز) ذلك إن شاء اللـه تعالى»، وفى ذلك إشارة إلى انتقال السلطة الفعلية في مصر إليه حيث أضاف إلى ألقابه فى عام 1077 «كامل قضاة المسلمين، وهادى المؤمنين، وناصر الإمام» وأضاف إليه المصريون بدورهم لقب «الوزير العادل» بما أحدثه من تغييرات جذرية فى المواريث، حيث كانت الدولة الفاطمية تُلزم رعاياها باتباع الفقه الشيعى فى الميراث، وبقدومه أصبحت القاعدة هى «أن كل من مات يعمل فى ميراثه على حكم مذهبه»..

وكان الجمالي عند قدومه إلى مصر قد وجد الحاجة مُلحّة لتحصين القاهرة وتقوية دفاعاتها فابتكر طريقة عملية هدفها إعادة بناء ما تهدم خلال الشدّة الفاطمية فأمر بالنداء ثلاثة أيام بأن كل من له دار خربة أو أرض فضاء فعليه أن يُعمرها أو يؤجرها لمن يعمرها، ومن تأخر عن ذلك فلا حق له فيها، وقام بإعادة القاهرة مدينة مغلقة بعدما قام بتجديد الكثير من المشاهد والمساجد والحصون وأقام أبواب زويلة والنصر والفتوح وما يتصل بها من أسوار بعدما تداعى السور الدفاعى الذى أقامه جوهر الصقلى حول القاهرة فى عام 969، حيث لم يعمر أكثر من ثمانين عاما، إلى جانب الفوضى الاقتصادية والسياسية التى أسهمت فى امتداد المساكن العشوائية خارج أسوار القاهرة..

ويقول عالم الآثار الإسلامية حسن عبدالوهاب إن الجمالي المغرم بفن العمارة قد قام بربط باب الفتوح بباب النصر عبر طرق وسراديب، وأنه فى هندسته لباب زويلة لم يجعل له «باشورة» أى مجرد منعطف لإعاقة دخول المهاجمين بأعداد كبيرة مرة واحدة، بل عمل في الباب زلاّقة من حجارة الصوان، حتى إذا هجَمَ العدو انزلقت قوائم الخيل على الصوان لملامسته فألقت بركابها إلى الأرض، وبقيت الزلاّقة إلى أيام السلطان الكامل الأيوبى عندما زلق به فرسه، فأمر بأن يخفف من حجارتها إلى جانب تخشينها.. وعندما توفي بدر الجمالى عام 1904 دُفن في قبة أعدها لنفسه خارج باب النصر غلب عليها اسم «الشيخ يونس».. وقد سمى المقطم «جبل الجيوشى» لأنه شيد عليه مشهدا يزعم الناس «أن سيدى الجيوشى مدفون فيه”.

وكان بدر الجمالي قد قام ببناء جامع الجيوشى فى الجهة الجنوبية الشرقية من القلعة عام 1085 وهو الجامع ذو المئذنة الفريدة التي تتكون من برج مربع، والجامع العتيق بإسنا، وتجديد جامع العطارين بالإسكندرية، وقد سار الأنجال على هدى الجمالى الكبير فقام الأفضل الجمالى ببناء جامع الفيلة المطل على بركة الحبش، وفى عودته من قتال الفرنج منتصرًا فى عام 1097 من بيت المقدس مرّ بعسقلان، حيث عمَّرَ المشهد الحسينى بها بعدما أخرج رأس الحسين المبجّل وعطره وحُمل فى سفط إلى أجلّ دار بها، وعمّر المشهد، ولمّا اكتمل حمل الأفضل الرأس على صدره وسعى به ماشياً إلى أن ردّه إلى مقره، ثم نُقل إلي مصر سنة 1153 زمن وزارة الصالح طلائع بن زريك الذى بادرَ إلي بناء مشهد الحسين بها.. وكان دور الأكمل بن الأفضل فى هذا المجال بناء مشهد السيدة سكينة ابنة الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين فى عام 1130، وقد أعطى بدر الجمالى فى حياته دفعاً للنهضة العلمية فى مصر وسَارَ ابنه الأفضل على منهاجه حتى يذكر أنه قد وجد لديه بعد مقتله مكتبة بها خمسمائة ألف كتاب، وفى المجال العلمى شيَّدَ الأفضل مرصدًا، ولنزهة القوم أنشأ بستاناً سمّاه الروضة فى جزيرة عرفت بعدها باسم «جزيرة الروضة»، ومما يذكر عن الثراء الذى بلغه الجماليون من الأصل الأرمنى فى مصر ما قيل عما خلفه بدر الجمالى من ثروة تقدر بمائة ألف غلام، ومن الجوهر والياقوت أربعة صناديق، وتفوق الأفضل على أبيه لشغفه بالمظاهر وولعه باتخاذ الجوارى حتى بلغ عددهم ــ لدى ابن ميسر ــ ثمانمائة جارية منهن خمسون مخطية لكل واحدة منهن حجرة خاصة بها، وروى عن الأفضل أنه كان له مائة بدلة معلقة على أوتاد من ذهب، على كل بدلة منها حزام من لونها، وورد أنه قد ترك بعد وفاته تسعين ألف ثوب عنابى من الديباج، وثلاثة خزائن ملأى بالثياب الدبيقية من صنع دمياط وتنيس، والتى يصل ثمن القميص الدبيقى منها إلى عشرة آلاف دينار، ووجد من بين ذخائره دكة من العاج والأبنوس محلاة بالفضّة عليها قطعة من العنبر مثمنة الشكل فى أعلاها تمثال طائر من الذهب أرجله من المرجان ومنقاره من الزمرد وعيناه من الياقوت الخ.. وقد يقودنا تحليل مظاهر الثراء لدى الجماليين إلى محصّلة سنوات تقارب الستين عاماً قضوها يشغلون المراكز الرفيعة فى الدولة الفاطمية لنصل إلى المقارنة بين ما كان عليه الوضع فى مصر قبل قدومهم وبين انتعاش الوضع الاقتصادى والاجتماعى بعد استقرارهم فيها، الذى أدى بدوره إلى ازدهار أوضاع البلاد وتهيئة الظروف المواتية لأسباب الثراء..

والآن وقد مرت مائة عام على مذبحة الأرمن عندما أرادت الدولة العثمانية أن تعوّض فشلها وانكسارها وتراجع قوتها، ووضعها كرجل أوروبا المريض، بارتكاب واحدة من أفظع الجرائم فى التاريخ الإنسانى المعاصر، حيث وقفت كل من لندن وموسكو لم تحركا ساكناً أو تبذلا جهدا حقيقيا لمنع حدوث المجازر أو الحد منها، هذا بينما كان أقوى صوت رافض للسلوك العثمانى المروع يخرج من مصر من قلب أزهرها الشريف على لسان شيخه الجليل سليم البشرى الذى أصدر فتوى بحرمة الإبادة والتحذير من اقترافها على نحو ما نشرته جريدة المؤيد يوم 28 ابريل 1909 نقلا عن الشيخ البشرى: «اطلعنا فى الصحف المحلية على أخبار محزنة وإشاعات سيئة عن مسلمى بعض ولايات الأناضول من الممالك العثمانية، وهى أن بعضهم يعتدون على بعض المسيحيين فيقتلونهم بغياً وعدوانا، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الشائعات، ورجونا أن تكون باطلة، لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان ويحرّم البغى وسفك الدماء، والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحى واليهودى فى ذلك سواء…» ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى والأرمن يحاولون جمع الوثائق والأدلة لإثبات الخطة العثمانية الشيطانية لإبادة شعبهم وسلب أراضيهم وممتلكاتهم ثم طرد من تبقى منهم بعيدا فى الشتات للغرق فى جوف البحر الأسود، ومن بقى حياً يواجه ظروفا لا يتحملها بشر بلا زاد ولا ماء تحت وطأة التعذيب والدفن الجماعي في بطن الصحراء، ولم يشفع للأرمن إخلاصهم فى خدمة الإمبراطورية العثمانية، وقد حققوا في مجال الاعتراف بمأساتهم كثيرا من التقدم، ففى عام 1974 اعترفت اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بأن «مذابح الأرمن كانت أول عملية إبادة في القرن العشرين»، ومن يومها تنضم دولا جديدة لتعترف رسميا بالإبادة التى تعرض لها الأرمن ولتربح القضية الأرمنية داعمين جدد آخرهم الأسبوع الماضى ألمانيا من بعد أمريكا وانجلترا وفرنسا، حيث الجرح لم يزل فائرًا، ولم تزل بحور الدموع تسيل على جدران التاريخ، ولم تزل رائحة الدماء تهب مع الذكريات، ولم يزل صوت الأنين يعشش فى أضغاث الكوابيس الموروثة أباً عن جد، بما يثبت أن الدم أقوى من السيف، وأن الضحية أقوى من الجلاد.. وأنه لا فرق بين مجزرة ومجزرة، وبين مأساة وطن سليب وآخر سقط عبر المفاوضات والشجب، والأمر يتساوى بين مجازر العثمانيين للأرمن ومجازر التتار والصليبيين القدماء والجدد ضد العرب والمسلمين، وبين ما جرى في شرق الأناضول ومجزرة دير ياسين، وجرائم النازية وإبادة الهنود الحمر، واستئصال مسلمى البوسنة والهرسك، وتدمير إسرائيل لغزة على رءوس أهلها، والقنبلة النووية على هيروشيما وناجازاكى..

وإذا ما أردنا فتح ملفات الاعتذارات والتعويضات تعالوا نحاسب الأمريكان على ما اقترفوه ونهبوه وقتلوه وجففوه فى العراق.. تعالوا نحاسب فرنسا على المليون شهيد فى الجزائر.. تعالوا نحاسب إيطاليا على ما اقترفت يداها فى ليبيا ومقتل الآلاف على يد موسولينى.. تعالوا نحاسب إسرائيل على ما نهبته في سيناء والذى قدرته اللجنة الوطنية التى أمر بتكوينها الرئيس الأسبق حسنى مبارك بمبلغ 500 مليار دولار رُفع بها تقرير للأمم المتحدة لينام فى الأدراج.. وها هو أوباما يرفض الاعتذار مفضلا التعاطف فقط أثناء زيارته لهيروشيما وناجازاكى.. وأبدًا لن تنسى مصر لأردوغان الواقع الآن في حيص بيص بين توالى اعترافات الدول الكبرى بمذبحة الأرمن وبين دوى العمليات الإرهابية اليومية فى بلاده، حيث يهرش رأسه بالكف التى كان يرفعها بعلامة رابعة.. الناقصة.. أصبعا!!

سناء البيسي

الأهرام

الأرمنية بياتريس اوهانيسيان.. أول عازفة بيانو في العراق

$
0
0

images

“لم أسمع تلك الكلمات التي تحدثني وتغريني عن ضمان مستقبلي في اميركا، بل كنت أنصت الى صوت داخلي من الروح يناديني ويدعوني للعودة الى بلدي العراق، لخدمة الثقافة الموسيقية الرفيعة فيه” بهذه الكلمات البسيطة عبرت عن مشاعرها الحقيقية لحظة تخرجها من احد المعاهد الاميركية في العام 1959، ومحاولة العديد من الاهل والاصدقاء والعاشقين لفنها وموهبتها باغرائها في البقاء بأميركا لضمان المستقبل والنجاح، ولكن تلك العراقية قد حسمت امرها في العودة الى بلدها لكونها تشعر بأنه الأولى من كل بقاع الكون في توظيف موهبتها، انها عازفة البيانو العراقية بياتريس اوهانيسيان  تلك الأرمنية التي اختارت هذا التميز من بين فتيات جيلها لتبحر في عالم غريب كل الغرابة عن اهتمامات النساء في زمن تقييد الحريات وانعدام دور المرأة فيه.

بدايات الموهبة

ولدت هذه العلامة المميزة في مهد لعائلة ارمنية بغدادية الجذور والسكن، وكانت ولادتها في محلة (المربعة) الواقعة خلف سينما الزوراء تحديدا في العام 1927،وكانت اولى خطواتها التعليمية في مدرسة الراهبات الكائنة في محلة(رأس القرية) بشارع الرشيد ، وفيها التي كانت الاولى  من بين مدارس العراق، في رفد التلاميذ بالمعرفة والتطور، الانطلاقة الاولى لفنانتا بياتريس أوهانيسيان في عالم الموسيقى، حيث وجدت ضالتها لتعلم الموسيقى بدراسة العزف على البيانو، وترتل وتنشد ضمن جوقة الإنشاد للمدرسة، ويبين المؤرخ حنا بطرس في دراسة عنها ان بياتريس منذ طفولتها وجدت نفسها بين تلميذات مدرسة الراهبات، وكأن ثمة (صوتا) يدندن في دواخلها أنَها لن تكون غير موسيقية محترفة، وإزدادت دندنات هذا الصوت كل لحظة تعيشها ليصل الأمر بها، ومنذ صغرها، إلى نوعٍ من الهوَس والعشق كما يصفه بطرس، مبينا  ان العائلة مكونة من الوالدين، إضافة إلى بياتريس، وهي بكر العائلة، يأتي شقيقها آرشان وشقيقتها الصغرى سيتا ايضا تعزف على البيانو، والثلاثة يمارسون الموسيقى عزفاً، حيث كان البيانو يتصدر صالة الجلوس، وكان الشقيق يعزف على آلة الكمان.

الكنيسة وتأثيرها في التأسيس

يقول بطرس انها كانت  تذهب كل يوم أحد إلى كنيستها الأرمنية ببغداد (التي كانت قرب كنيسة أم الأحزان الكلدانية – حالياً في مكان السوق العربي) لتنعِش نفسها بالألحان الكنسية التي كانت تؤديها مجموعة إنشاد (كورال – متعدد الأصوات)،ونتيجة ديمومتها لتلك الزيارات اخذت تطيل في مجلسها داخل الكنيسة وبالقرب من جماعة الإنشاد، وتردد بصوتها الرقيق كل ما كان يرتَل أثناء القداس، ليتطور الأمر لديها، فأخذت تعزف في الكنيسة على آلة الأرغن الهوائي قطعاً موسيقية وتراتيل في بيتها، وتستمع بشغف الموسيقى الكلاسيكية من أعمال كبار المؤلفين الموسيقيين الأوروبيين أمثال: شوبان، باخ، موزارت، بتهوفن؛ لكن أعمال البيانو (من السوناتا والكونشيرتو) أخذت تجذبها وتشد انتباهها بشكل متميز بحسب قول بطرس، موضحا ان بياتريس ذكرت في مقابلة لها مع تلفزيون #بغداد في السبعينيات، كيفية دخولها معترك دراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد،عندما قدم والدها في العام 1937 طلب انتساب ابنته بياتريس للتسجيل في (المعهد الموسيقي العراقي) التابع إلى وزارة المعارف، تلميذةً في فرع البيانو، أيام كان المعهد في بداياته في منطقة المربعة.

النجاح والعودة للوطن

كانت شروط القبول في المعهد تقضي بأن يكون الطالب حائزاً على شهادة الدراسة الابتدائية، وأن يقل عمره عن 13 سنة، هنا تقول بياتريس:  دخلتُ إلى المقابلة أمام لجنة المعهد المكونة من الأستاذين الشريف محيي الدين حيدر، مدير المعهد، وحنا بطرس معاون المدير، الذي قدمني كما تقول هي واصفاً إياي بـ «شوبان الموهبة المبكرة»، لكن اللجنة وجدت عائقاً أمامي لقبولي في المعهد بسبب صغر السن، ولكن وبتدخل من بطرس، تم قبولها، لتبدأ الدراسة  على يد الأستاذ الروماني جوليان هرتز، وحصلت على دبلوم المعهد بامتياز العام1944، بعد تخرجها من معهد الفنون الجميلة أكملت دراستها في الأكاديمية الملكية في لندن ، ونالت شهادة التخرج وجائزة فردريك وسترليك،وحصلت فيما بعد على منحة فولبرايت لمواصلة دراستها في الولايات المتحدة الأميركية، في مدرسة «جوليارد» في نيويورك وهي من المدارس العريقة لتحصل على شهادة اخرى بامتياز، ورغم اغراء البقاء في اميركا لكنها رفضت كما ذكرنا في بداية الموضوع، وعادت إلى العراق فيما بعد لتصبح رئيسة قسم البيانو في معهد الفنون الجميلة، حيث تخرج على يدها الكثيرون من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من العازفين المعروفين.

نجاحات وجوائز 

كانت بياتريس أحد العناصر الرئيسة في السمفونية العراقية وقدمت مع زملائها عروضاً فنية جميلة في بلدان عديدة، وكانت تقيم الحفلات بصورة مستمرة في مقرها ببغداد، وكانت العازفة المنفردة المنتظمة في حفلات «كونشيرتو البيانو» مع الفرقة، وهي أول عازفة بيانو منفردة في العراق، وأول مؤلفة للموسيقى الكلاسيكية، ولها العديد من المقطوعات الجميلة ومن أجملها «مقطوعة الفجر»، حصدت العديد من الجوائز العالمية والعربية والمحلية،
العام 1996 هاجرت العراق متوجهة إلى اميركا، مع شقيقتها سيتا، لتصبح فيما بعد عازفة البيانو مع أوركسترا مينيابولس السمفونية الشهيرة، لترحل عنا بصمت ايقونة العراق الموسيقية في الولايات المتحدة في تموز 2008 وهي تبلغ من العمر واحداً وثمانين عاما .

يوسف المحمداوي

الصباح


الكنيسة الأرمنية تحتفل اليوم بعيد إكتشاف ذخائر القديس كريكور (غريغوريوس) المنوّر

$
0
0

13428626_1204122792959937_8842954201916292598_n

تحتفل الكنيسة الأرمنية اليوم السبت 11 حزيران 2016 بعيد إكتشاف ذخائر القديس كريكور (غريغوريوس) المنوِّر، رسول أرمينيا وشفيعها واول اسقف وبطريرك عليها ، ومعروف بشفيع الأمراض الخبيثة .

من هو القديس كريكور؟

عندما كان ملك الأرمن تريدات (درطاد) الثالث عائداً من روما، مرّ بقيصريّة ( تركيا الوسطى ) حيث كان يعيش فيها عدد كبير من الأرمن الهاربين من السيطرة الفارسية، فاستعان بهم وكان من بينهم كريكور بن اناك، وكان مسيحياً .

أُعجب الملك بكريكور دون أن يعلم انه ابن الذي قتله أبوه ، وطلب منه أن يصطحبه إلى أرمينيا، فلبى طلبه وعاد كريكور إلى أرمينيا ليخدم البلاط الملكي .

كان كريكور من أنشط حاشية الملك لدرجة أن تريدات الثالث طلب منه يوماً أن يُقدّم إلى الالهة اناهيد البخور وأغصان الغار تمجيداً لإسمها، فرفض كريكور هذا الطلب معلناً أنه مسيحي، لا يعبد الأصنام ولا يُقدّم لهم القرابين . فحزن الملك، واشتدّ غضبه لما علِم أن والد كريكور قتل أباه الملك خوسروف. فأمر بتعذيبه، ثمّ بسجنه وأخيراً رماه في بئر عميق ليتخلّص منه .

وكان القديس كريكور يتحمّل كل هذ المشقات متذكراً كلام القديس بولس: “وهاءَنذا ً اليوم ماضٍ إلى اورشليم أسيرَ الرُّوح، لا أدري ماذا يَحدُثُ لي فيها. على أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُؤَكِّدُ لي في كُلِّ مدينةٍ بأن السّلاسِلَ والشَّدائِدَ تنتظِرُني. ولكِنِّي لا أُبالي بحياتي ولا أرى لها قيمةً عندي ، فحسبي أن أُتِمَّ شوطي وأُتِمَّ الخِدمةَ التي تلَقَّيتُها من الربِّ يسوع ، أي أن أشهَدَ لِبِشارةِ نِعمَةِ الله ” ( أعمال الرسل ٢٠ : ٢٢ – ٢٤ ) لكن العناية الإلهية خططت مصير الشعب الأرمني من هذا البئر .

عاش كريكور خمسة عشر عاماً بين الثعابين والحشرات دون أن يمسه أذى ، وكان يأكل رغيفاً واحداً من الخبز بفضل إمرأة كانت ترميه له من خلال ثقب وجدته محفوراً في إحدى جوانب البئر، إلى أن أنقذه الله وكان خروجه من البئر نصراً جديداً .

مرض الملك تريدات :في هذه الأثناء أعلن ترايانوس امبرطور روما القضاء على المسيحيين بإضطهادهم وقتلهم ورميهم أمام الأسود المفترسة، فهرب من روما ثلاثون فتاة مع القديسة هربسيمه اللواتي التجأنا إلى أرمينيا.

علِم الملك تريدات الثالث بوجودهن فأمر بحضور هربسيمه إلى القصر .كانت نية الملك إمتلاك هذه الفتاة الجميلة ، لكنها رفضت جميع مغرياته وعروضه . ولمّا حاول السيطرة عليها بالقوة، دفعته إلى الوراء وخرجت من القصر هاربة . فأمر بقطع رؤوس الفتيات بعد أن خرجت هربسيمه وجرحت كرامة الملك . فعاقبه الله لهذه الجريمة ، فأصيب بداء غريب ، فترك القصر وذهب إلى الغابات بعد أن أصبح منظره كالحيوان .

الأعجوبة الكبيرة :لكن العناية الإلهية ، مهدّت الطريق إلى معرفة النور من خلال ظلام البئر . فألهمت أخت الملك أن شفاء أخيها لم يأتِ إلاّ على يد كريكور الذي اضطهده .

لكن من يؤمن بمثل هذا الخبر ؟ فتكررت الرؤيا إلى أن اضطرت الأميرة بالذهاب إلى بئر ” خورفيراب ” لتبحث عن كريكور، فكان إعجابها كبيراً لمّا رأته في البئر وهو على قيد الحياة فطلبت منه شفاء أخيها من مرضه الخبيث . ففعل كريكور وشفاه من علله وأمراضه الخبيثة .

أرمينيا دولة مسيحية :في سنة ٣٠١ ، وبعد الأعجوبة الكبيرة ، اعتنق الملك تربدات الثالث وإمرأته وحاشيته والوزراء والعاملين في البلاط، الدين المسيحي، ثمّ أصدر مرسوماً ملكياً بإلغاء عبادة الأصنام وبهدم هياكلها ، ثم طلب من كريكور أن يذهب إلى قيصرية كبادوكيا لينال الرسامة الكهنوتية والأسقفية . فذهب إلى هناك ومنحه الأسقف الرسامة.

عاد كريكور من هناك وعمّد الملك والوزراء وأهل البلاط الملكي وكل الشعب في أرجاء المملكة ، وحارب الشرّ والظلمة ونشر الإيمان وعلّم الثالوث الأقدس وأسس التعليم المسيحي ، وأقام الكهنة قائلاً لهم : ” تنبّوا لأنفُسِكُم ولجميع القَطيع الذي جَعَلَكُكُ الرُّوح القُدُسُ حُرّاساً له لِتَسهَروا على كنيسةِ الله اللهِ التي اكتسَبَها بدمِهِ ” ( اعمال الرسل ٢٠ : ٢٨ ) . ولكن هذا العمل الثابر لغى كثير من العقبات . فكانت هناك مواجهة عنيفة من طرف عُبّاد الأصتام ، غير أن الملك تغلب عليهم وأعطى أرزاقهم للكنيسة الجديدة .

وفاة كريكور :توفي القديس كريكور ، بعد أن بشّر بالإنجيل وتنسّكَ في مغارة على سفح جبل ، ولسان حاله يقول: “والآنَ أستودِعُكُمُ الله وكلمة نعمَتِهِ وهو القادر على أن يَشيدَ البُنيان ويجعلَ لكمُ الميراث مع جميع المُقَدَّسين” (اعمال الرسل ٢٠ : ٣٢ ) . رآه الرعاة في جوف شجرة وقد أسلم الروح .كما توفي الملك تريدات الثالث برائحة القداسة .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا 

اسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك

 

مدينة ميريدا الأسبانية تعترف بإبادة الأرمن

$
0
0

Merida_61216 

أفاد قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية الأرمينية أنه في 9 حزيران الجاري مدينة ميريدا الأسبانية اعترفت رسمياً بإبادة الأرمن وأدانتها.

حيث وافقت القوى السياسية الأربعة في مجلس المدينة بالإجماع على كتاب طلب من جمعية “أراراد” الأرمنية.

وقد ذكر نص القرار بأن الأحداث التي جرت بين 1915-1923 هي جريمة ضد الإنسانية وأول إبادة في القرن العشرين.

ليون زكي: ثلث أرمن سورية بقوا فيها بعد خمس سنوات من الموت

$
0
0

FullSizeRender (4) 

أكد رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي أن ثلث السوريين الأرمن بقوا في وطنهم سورية بعد مضي أكثر من خمس سنوات من الحرب الظالمة في البلاد، وعلى الرغم من الموت المحدق بهم، بسبب تمسكهم بها وإيمانهم بضرورة وحتمية عودة الأمن والسلام إلى ربوعها.

وبين زكي في حديثه أن حوالي 34 ألف سوري أرمني، من أصل 100 ألف تعدادهم الفعلي في سورية قبل اندلاع الحرب في آذار 2011، لا زالوا متمسكين بمناطق إقامتهم التقليدية على امتداد الجغرافية السورية مع تصاعد محاولات استهدافهم أخيراً خصوصاً في حي الميدان في حلب الذي كان يشكل أهم مقر لسكنهم ولنشاطهم التجاري.

وحول توزع أعداد السوريين من أصل أرمني حالياً داخل المحافظات السورية وبشكل تقديري، بين زكي أن الحصة الأكبر منهم وبحسب تعداد أرقام الطلاب في المدارس استأثرت بها مدينة حلب بواقع 16 ألف نسمة بينما يستحوذ الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس وكسب على 8 آلاف نسمة منهم في مقابل 6 آلاف نسمة في دمشق و4 آلاف نسمة في الجزيرة السورية (القامشلي والحسكة).

وبينما قالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة بأن 15 ألفاً من السوريين لجأوا إلى أرمينيا منذ اندلاع الحرب حتى آب 2015،  قدر زكي عدد من استقبلته أرمينيا منذ هذا التاريخ إلى الآن بنحو ألفي مهجّر على خلفية الأحداث التي شهدتها هذه الفترة بتواصل استهداف تجمعات سكنهم وانسداد أفق الحل السياسي على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل على هذا الصعيد في مؤتمرات جنيف وفيينا.

وشدد زكي على أن دافع الهجرة الوحيد للسوريين الأرمن هو التمتع بالأمان وأن الدوافع الاقتصادية، على الرغم من أهميتها، لم تلعب دوراً في تهجيرهم من سورية خلال فترة الحرب التي لا تزال دائرة بعدما غادر البلاد نحو 200 ألف من السوريين الأرمن خلال فترات متعاقبة منذ عشرينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الجديدة ولأسباب البحث عن الرزق مع أنهم لا زالوا مسجلين في سجلات القيود المدنية السورية الرسمية لغاية الآن.

وأشار رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني إلى أن العاصمة يريفان تستقطب القسط الأوفر من السوريين المهجرين إلى أرمينيا نتيجة لتوافر فرص العمل وبدخول مقبولة فيها عدا عن سعي بلديتها لتأمين مساكن لهم عبر مشروع سكني جديد جرى تأمين الأرض اللازمة له وبأقساط ميسرة وتوافر المدارس التي تدرس المنهاج الرسمي السوري على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي تعيشها أرمينيا، ونوه إلى جهود حثيثة يبذلها المجلس من خلال زيارات رئيسه المتكررة إلى يريفان لتحسين ظروف عيش هؤلاء والوقوف على معاناتهم والعقبات التي تعترض إقامتهم بهدف تذليلها مع المسؤولين الأرمن الذين يبدون كل التجاوب من دون تذمر أو تردد لأن السوريين الأرمن حاملين للجنسية الأرمنية ولهم ما لهم وعليهم ما عليهم من حقوق وواجبات أسوة بباقي السكان الأرمن.

وأضاف: “فيما توزع المهجرون من السوريين الأرمن على البلاد التي تحوي جاليات أرمنية كبيرة وفاعلة مثل فرنسا والولايات المتحدة إلا أن لبنان الشقيق استوعب الجزء الأكبر من مهجريهم لقربه وعلاقته الطيبة مع الأرمن بالإضافة إلى وجود أقارب وأصدقاء للمهجرين فيه وترددهم إليه على الدوام في أوقات الرخاء وتشريعه حوافز لرجال الأعمال بغية الإفادة من رؤوس أموالهم في استثمارات لم تر ولن ترى طريقها إلى النور لأن غالبية الأرمن يقيمون بصفة مؤقتة خارج سورية ويرغبون بالعودة إليها عندما تضع الحرب أوزارها أو حتى بتحسن الظرف الأمني في مناطق سكنهم لأنهم لا يبغون بديلاً عنها مهما كانت المغريات والتحديات”.

ولفت ليون زكي إلى أن ارتفاع نسبة المهجرين من السوريين الأرمن إلى الثلثين مرده إلى تعمد استهداف مناطق سكنهم واحتلال بعضها من “جبهة النصرة” كما في كسب التي كانت تضم أعداداً كبيرة منهم لم تتحسن ظروفها بعد لتسهيل عودتهم بشكل دائم “على حين بلغت نسبة المسيحيين الذين غادروا سورية منذ بداية الحرب حتى مطلع حزيران الجاري حوالي 55 بالمئة فقط، بحسب تقديرات وزارة الخارجية الروسية التي رأت أن تعدادهم الآن 1.2 مليون نسمة انخفض من 2.2 مليون نسمة قبل انطلاق شرارة الاقتتال، ومرد ذلك إلى أنهم يتوزعون في المناطق الآمنة أكثر من توزع السوريين الأرمن الذين يقطن القسم الأكبر منهم في المناطق الساخنة، ولاسيما حلب التي كانت تضم نصف السوريين من أصل أرمني دفعت الحرب الجزء الأكبر منهم للهجرة أو اللجوء إلى مناطق أكثر أمناً ومنها الساحل السوري ودمشق والأحياء المجاورة لحي الميدان، معقل سكنهم الرئيسي بحلب والذي أصبح أثراً بعد عين، مثل العزيزية والسليمانية التي تعاني هي الأخرى الأمرّين من قصفها بالقذائف المتفجرة”.

وجدد زكي تأكيده بأن السوريين الأرمن المهجرين في أصقاع الأرض على موعد دائم ومتجدد مع العودة إلى وطنهم سورية في انتظار بصيص أمل بوقف الاقتتال وحقن الدماء فيه، وأنهم سيعيدون بناءه وسيساهمون في نهضته من جديد كعهدهم به منذ استيطانه في 2015 إثر الإبادة الأرمنية على يد الأتراك العثمانيين والتي أودت بمليون ونصف المليون من الأرمن.

عنصر كيميائي جديد باسم العالم الأرمني يوري هوفانيسيان

$
0
0

oganesón_61416 

ذكرت مصادر في البي بي سي أن الاتحاد الدولي في الكيمياء والفيزياء النظرية والتطبيقية أقر أسماء 4 عناصر كيميائية، سميت إحداها  باسم العالم الأرمني يوري هوفانيسيان.

وهو اختصاصي وعالم معروف في الفيزياء النووية أسهم في اكتشاف عناصر كيميائية ودراستها.

وقد سمي العنصر الجديد برقم 118 (Og) أوكانيسون باسمه، ويعتبر هذا العنصر من أشد العناصر المكتشفة حتى الآن.

يوري هوفانيسيان هو من مواليد دون روستوف عام 1933.

حديث متصرف مع بنت أرمنية .. وعفة الأرمنيات

$
0
0

Armenian genocide photo3 

جاءت قافلة أرمن من رأس العين إلى دير الزور فأراد المتصرف أن يختار له خادمة من بين تلك الأرمنيات. فوقع نظره على بنت جميلة دنونا منها. ولكنه عندما دنا منها أصفرّ لونها وكادت أن تقع على الأرض. فقال لها: لا تخافي وأمر الخادم أن يأخذها لداره. وبعد أن رجع سألها عن سبب خوفها عندما اقترب منها فقالت أنها أرسلت هي وأمها من رأس العين مع نفر دركي من الشركس. وكان معهما نساء أرمنيات كثيرة. ولما وصلت تلك القافلة إلى محل من الطريق نادى الدركي أمها وطلب منها ان تعطيه دراهم وإلا قتلها. فقالت أنه لا يوجد معها دراهم. فعذبها فأعطته ست ليرات. فسألها أين كانت واضعة تلك الدراهم. فقالت له، أنها كانت وضعتها في فرجها. فقال أيتها الخائنة ألا تتركن الخيانة انك رأيت ما حلّ بالأرمن جميعهم ويحل بهم ولم تعتبري. فأنني سأربي بك جميع من يراك من الأرمن. فضربها بالخنجر على يدها فقطعها ثم قطع الثانية وقطع رجليها. كل ذلك على منظر مني ومرأي واخذني من يدي لمحل بعيد قليلاً عن النساء وافتض بكارتي ووالدتي بحالة النزاع تنظر إلي ودموعها تسيل على خديها تأثراً علي. ولما رأيتك تذكرت حالة والدتي فخفت منك ظناً بأنك ستفعل معي كما فعل ذاك الدركي بأمي أمام عيني وبي أمامها.

حديث شابة أرمنية

زرت يوماً أحد كبار المأمورين في ديار بكر وكان عنده شابة أرمنية تخدمه. وبعد أن ناولتنا القهوة وشربناها، أخذت الفناجين وذهبت. فقال لي ذلك المأمور: أتعلم ماذا تقول لي هذه البائسة أكثر الأوقات؟ فقلت ماذا تقول؟ قال: أنها تقول أن المأمورين والضباط والجند وجميع أهل ديار بكر حتى الأكراد الوحوش قد شبعوا من بنات الأرمن. فهل يترك الله تعالى لكم هذه الأفعال. عفواً، ولأن ترك قتل الرجال وفضيحة النساء فإنه لا يهمل مجازاة الذين أمروا بقتل هؤلاء الأطفال الذين قتلوا ظلماً وعدواناً.

 

جزاء استمار

كان الأتراك جمعوا الذين هم بسن الجندية و فرقوهم على التوابير ليكملوا خدمتهم العسكرية. ولما قررت الحكومة ابعاد الأرمن واهلاكهم كما بينت ذلك في بيانها الرسمي، أمرت قوادها بأن يجعلوا الأرمن الموجودين في الجيش توابير على حدة ويشغلونهم في الطرق وفي أعمال البلدية. فشكلت الحكومة منهم توابير أرسلتها للشغل في الطرق وفي الأعمال الشاقة الأخرى وقد شغلتهم الحكومة مقدار ثمانية أشهر في تلك الأعمال إلى أن بدأ الشتاء بأمطاره ورياحه المزعجة. ولم تقدر الحكومة التركية أن تستفيد منهم فأرسلتهم من أرضروم وطربزون وتلك المحال البعيدة إلى ديار بكر، الذي سماها أحد المنفيين قلعة الدماء. وقبل وصولهم أبرق القواد أن الجنود الأرمن توجهوا لديار بكر فأرسلت حكومة ديار بكر دركها مزودين بكثير من خراطيش البنادق لاستقبال هؤلاء التعساء. فكان أفراد الدرك يستقبلونهم رمياً بالرصاص. وكان آخر الأرمن الذين جيء بهم من هذا القبيل 840 شخصاً اتلفوا رمياً بالرصاص بالقرب من ديار بكر.

قافلة نساء

كنت جالساً في دكان في سوق ديار بكر حين رأيت كثيراً من أهاليها ذاهبين لخارج السور. وكان اثنان من أطباء المستشفى العسكري بديار بكر جالسين معي في الدكان، فسألنا عن الأمر فقيل لنا أن قطيعاً من النساء الأرمنيات جئن وهن خارج السور وسترسلهن الحكومة كما أرسلت القوافل التي قبلهن، وهم ذاهبون لكي يأخذوا منها بنات خادمات اذا اعجبهم منهن أحد. فقال أحد الأطباء لماذا لا نأخذ عشرين امرأة ممرضة للمستشفى ويخدمن. فاستحسن رفيقه هذا الأمر وذهب أحدهم وبعد مدة سألته فعلمت أنه أخذ المقدار الذي قال له عنه. وهكذا كان نصيب النساء الأرمنيات النهب كما تنهب العجماوات. ومن زاد عن الحاجة منهن فإلى القتل مصيره.

يبيت ليلة بخمسين ليرة

إن أكثر من أظهر فعالية في اتلاف الأرمن هو رشيد بك، والي ديار بكر. وقد نقلنا مقدار ما قتل داخل ولايته. ولما جاء خبر عزله عن ولاية ديار بكر، فرح البقية الباقية من الأرمن وسرّ جميع المسيحيين هناك. وكان بعض الأرمن اختفوا. وبعد شيوع عزل الوالي بقليل ظهروا من مخبئهم وبدأوا يتجولون في الأسواق. وأراد الوالي أن يخفي حقيقة عزله ويلقي الرعب في القلوب، فبدأ ينفي الأرمن بشدة زائدة، فعاد الأرمن للاختفاء    . وقد قال أحد الأشراف بديار بكر أن أحد الأرمن دفع خمسين ليرة عثمانية لأحد أهل ديار بكر ليخفيه في داره ليلة واحدة أي ليلة سفر الوالي. وقد قص علي آخر أن أرمنياً قال له أنه يدفع ثلاث ليرات عثمانية كل ليلة إلى أن يذهب الوالي فخاف من الحكومة ولم يقبله في داره.

عفة الأرمنيات

روى لي أحد المأمورين أنه رأى سفينة مشحونة ببنات الأرمن. فجاء لعندهن. وقال لهن أنه يريد تخليص واحدة منهن. فقلن له أن التي تتخلص منهن مستعدة لتقديم مقدار من الدراهم هدية له. فأجابهن أنه يريد شابة تكون مستعدة لخدمته وملاذه فأجبنه. أما للخدمة اينا تريد فاننا بخدمتك وأما الأشياء التي تمس شرفنا فاننا نفضل الموت ولا نقبلها. ولم تقبل واحدة منهن بالذهاب معه. وبعد مدة وجد عند أحد أفراد الدرك شابة أرمنية فأخذها لداره وبدأت تخدمه بكل اعتناء وتغسل ثيابه وثياب عائلته وتكوي له ولعائلته جميع ثيابهم. وصادف أنه سكر وجاء لداره متأخراً فوجد عائلته قد رقدت والأرمنية لم تزل تنتظره كي لا تقصر في خدمته وعندما دخل لحجرته وأعانته على خلع ثيابه. وقال، وأمرتني نفسي والنفس امارة بالسوء أن أفعل معها أمراً منكراً وقدمت لأقبلها فنفرت مني قائلة: أنني اليوم ضعيفة وانا ملتجئة إليك وأنني أعرف جيداً أنك ذو عفة وإن الذي ساقك لإظهار السوء نحوي ليست هي إلا الخمرة التي شربتها، فإنني أرجوك أن تقتلني ولا تكلفني بأمر يمس بشرفي ويدنس ثوب العفاف مني فإنني لا أريد أن أعيش بدون شرف وعفاف فتركها ولم يقدر أن ينال منها أربه.

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (13)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

 

Viewing all 6789 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>