Quantcast
Channel: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
Viewing all 6799 articles
Browse latest View live

العثور على عظام بشرية في ساحة تقسيم المشيّدة فوق المقابر الأرمنية في إسطنبول

$
0
0

taksim_meydaninda_bulunan_kemiklerin_ermenilere_ait_oldugu_dusunuluyor-300x154 

ذكرت صحيفة (زمان) التركية وموقع (هابيرلير) التركية أنه نتيجة أعمال البناء الجارية في ساحة تقسيم في إسطنبول تم العثور من جديد على عظام بشرية وجماجم تعود الى المقابر الأرمنية لعام 1939. يذكر أنه في الأعوام الماضية أيضاً عثر على عظام خلال أعمال البناء على الساحة. وأكدت الجهات المعنبة أنه ستجرى اختبارات على العظام التي عثر عليها مؤخراً.

يشار الى أنه تم العثور على المقابر والمدافن الأرمنية في الساحة بعد أعمال البناء في عام 2013. وأخرج 16 قطعة وأحجار لشواهد مدافن أرمنية تحمل أسماء أرمنية، والتي نقلت فيما بعد الى المدافن الأرمنية في شيشلي.

taksim_111815


لماذا لا يطالب العرب أسوة بالأرمن باعتذار الأتراك عن مجازر العثمانيين

$
0
0

abdel-hamid-saloummmmm 

كتب د. عبد الحميد سلوم مقالاً في Arab Times Blogs بعنوان “لماذا لا يطالب العرب أسوة بالأرمن باعتذار الأتراك عن مجازر العثمانيين” أشار فيه الى أن هذه السنة تصادف الذكرى المئوية الأولى لمجازر العثمانيين بحق الأرمن والتي وصفها بابا الفاتيكان في عظة عيد الفصح في 5 نيسان بأنها أول عملية إبادة جماعية حصلت في القرن الماضي Genocide ..(وهذا موضع خلاف وحساسية مع اليهود الذين يعتبرون جرائم النازية بحقهم هي أول عملية إبادة جماعية في القرن الماضي) ويُحيي الأرمن ذكرى هذه المجازر كل عام بمسيرة شموعٍ ليليلة ضخمة ومهيبة في الثالث والعشرين من نيسان تنطلق من وسط المدينة وحتى النُصُب التذكاري لضحايا المجزرة على هضبةٍ مرتفعة على أطراف العاصمة يريفان ، ثم زيارة رسميةٍ وسط مواكب شعبية ورسمية ضخمة في اليوم التالي يتقدمها رئيس الجمهورية وكاثوليكوس عموم الأرمن وكافة مسئولي الدولة ويضعون أكاليل الورود عند النُصُب التذكاري ..

وأوضح أن الأرمن، هذا الشعب العريق في التاريخ لم ينسى المجازر البشعة التي ارتكبها العثماني بحق أجداده، ليس بهدف الثار ولا التعويض المادِّي، وإنما في سبيل اعتراف أحفاد العثمانيين – أتراك اليوم – بهذه المجازر والاعتذار عنها كنوعٍ من النَدَم حتى لا تتكرّر مرّة ثانية وحتى يكون هناك نوع من تأنيب الضمير إزاء عملية إبادة جماعية ارتُكِبَتْ بحق شعبٍ أو سلالةٍ بشرية ..ولفت أن الأرمن بذكائهم ومتابعتهم وثَّقُوا تلك الجرائم وأحدثوا مؤسسات بحثية وعلمية كبيرة لهذا الغرض وتمكنوا بإرادتهم ومثابرتهم من إقناع العالم الغربي وشعوب أمريكا اللاتينية بوقوع هذه المجازر وحصلوا على اعترافات كافة برلماناتها تقريبا بذلك ، حتى أن برلمان اليونان أصدرَ قانونا مؤخرا يُجَرِّمُ فيه كل من لا يعترف بمجازر الأرمن ، والاتحاد الأوروبي (الذي اعترف بإبادة الأرمن)وكافة دولهِ تطالبُ تركيا الاعتراف بتلك الإبادة الجماعية والاعتذار عنها .

أما عن  رد الفعل التركي فقال إنه جاء على لسان الرئيس التركي أردوغان إذ عبّرَ عن رفضهِ الكامل بالاعتراف بتلك المجازر .. وهذا أمرٌ متوقّعٌ لاسيما أن أردوغان من أكثر الساسة الأتراك مباهاة وافتخارا بتاريخ أجداده العثمانيين وتعصُّبا لهويته القومية التركية ، وهو اليوم يسعى بكل جهده إعادة أمجاد الماضي العثماني على حساب التدخل بالشأن العربي في كل مكان وتَزَعُّم العرب من خلال أحزاب إسلاموية موالية له ومبايعتها له زعيما على الأمة ، على حساب محو هوية الأمة العروبية وطمسها من الوجود ، وهذا ما كان يسعى العثماني لهُ دوما ..

وعن الموقف العربي أوضح سلوم أن برلمانات العرب ومجالس الشورى في البلدان العربية هي الوحيدة التي لم تُدرِج على جداول أعمالها مجازر العثمانيين ، ليس بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين وسواهم ، وإنما على الأقل بحق أبناء العروبة من العرب الذين قضوا في مجازر يندى لها جبين البشرية على يد العثمانيين خلال 402 سنة من استعمارهم البشع للأرض العربية والشعوب العربية ، تضليلا وكذبا وافتراء باسم الدين الذي لم يكن لممارسات العثمانيين وسلاطنتهم علاقة به بمثقال ذرة ..إلا إن كان لارتكابات داعش اليوم علاقة به !..

وتساءل الكاتب: “فلماذا لا تقوم البرلمانات العربية ومجالس الشورى العربية والحكومات العربية بالضغط لنزع الاعتراف من الأتراك بجرائم العثمانيين أسوة بما تُطالبُ به أبناء العرقيات والقوميات الأخرى؟” حيث أدرج عدة نقاط تبين معاناة العرب وتعرضهم للاساءة والمجازر والجرائم من قبل الأتراك على النحو التالي:

“*لا أدري هل نسيَ آل سعود ما فعلهُ العثمانيون بحق أجدادهم وما ارتكبوه بهم من قتلٍ وتشنيع ، والطريقة المهينة والبشعة التي قتلوا بها عبد الله بن سعود ثم طافوا به ثلاثة أيام في أسواق الآستانة بعد أن قضى حُكّام مصر بأمرٍ من العثماني على دولة آل سعود الأولى ؟.

*هل نسيَ العرب مجازر السلطان سليم بحق أربعين ألفٍ من أبناء العروبة في مناطق حلب والمعرّة وغيرها حينما دخل تلك المناطق عام 1517 بعد انتصاره على سُلطان المماليك ، ودفنهم أحياء في الآبار والحُفُر ؟. هل نسي العرب ما ارتكبَه العثماني من مجازر بحق أبناء عروبتهم من المسيحيين والدروز والعلويين ؟. سبع مذابح بحق المسيحيين منها ثلاث في دمشق وأربعٌ في حلب ، و سبع مذابح بحق الدروز ، و ستُّ مذابح بحق العلويين .. فألا تتطلّب مشاعر العروبة التي يتحدّثون عنها اليوم مطالبة التركي حفيد العثماني الاعتراف بهذه المجازر والاعتذار عنها أسوة بما يُطالب به الأرمن والسريان والآشوريين والكلدانيين ؟. بل لماذا لم تقُم الحكومات السورية مباشرة ومنذ رحيل المُحتَل التركي وحتى اليوم في تصنيف تلك الجرائم وتوثيقها أسوةً بما فعلهُ الأرمن وأبناء القوميات الأخرى ومطالبة تركيا بالاعتذار .. للأسف هناك من يعتبرون احتلال العثماني لبلاد العرب أكثر من أربعمائة عام أنه تاريخ مشترك بينما هو في الحقيقة تاريخ مُستعمِر ومُستعمَر ، إلا إن كان استعمار فرنسا وبريطانيا لبلاد العرب هو تاريخ مشترك .. فعلى الأقل هذا المُستعمِر الغربي قام بإنجازات في البلدان التي استعمرها بينما العثماني لم يقم إلا بفرض كل أشكال الجهل والتخلف والتحريض الطائفي والمذهبي والعشائري والقتل على أسس دينية ومذهبية وجمْعِ الخِراج وتفريغ البلدان العربية من حرفييها لينقلهم للبناء والعمل والتطوير في استنبول ..

*ليست الغاية من المطالبة بذلك هي للثأر والانتقام ولا لفتح الجِراح وإنما لضمانِ عدم تكرار هذه المجازر الجماعية التي انحدرت لمستوى الإبادة الجماعية وعدم وقوعها مرّة ثانية ، فهذه جرائم بحق البشرية وكان العثماني أول من ارتكبَ هذه المجازر على النحو المعروف والموثّق بالتاريخ .

*بل الجريمة الكبرى التي ارتكبها العثماني ولا يتحدّثُ عنها إلا القليلون ، وهي موثّقة في التاريخ ، أنهم جاءوا بتسعين ألف عائلة ، أو ما يُقارب مليون نسمة من العشائر التركية وأسكنوهم بلاد أهل الشام من أنطاكية وحتى فلسطين بهدف تغيير البنية الديموغرافية ليكون الأتراك هم الغالبية ، وجعلوهم أسيادا على العنصر العربي .. ومن هنا أتمنى على الجميع العودة لتاريخ العائلات الإقطاعية في بلاد الشام وحتى مصر ليكتشفوا أنها في غالبيتها تعود لأصول غير عربية .. وليكتشفوا أن غالبية الأحزاب الإسلاموية التي تطالب بعودة الخلافة التركية وتدينُ بالولاء للتركي وتمتدح الحكم العثماني، غالبية قياداتها ليست من أصول عربية ..”.

وتساءل سلوم “أفألا يجدرُ اليوم بكل من يدّعون أنهم يحملون يافطة العروبة على امتداد الوطن العربي من الوقوف عند كل ذلك ومراجعته ومطالبة التركي بالاعتراف والاعتذار كنوعٍ من التأكيد أنهم فِعلا يغارون على العروبة وعلى أبناء العروبة وليست العروبة لديهم سلعة للبيع والشراء بحسب ما تقتضي مصالح العروش وكراسي الحُكم ؟. هذا امتحانٌ لهم وإن رسبوا به فالأجدى أن لا يأتوا بذكر العروبة على ألسنتهم .. فالعروبة لا تتجزّأ .. ومجازر الإبادة الجماعية التي تُعتَبر مجازر بحق الإنسانية لا يُنسيها تقادُم الزمن .. وإلا كيف يمكن محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليون ..”.

وخلص الى أنه ربما هناك من سيتذرعون بالعلاقات الجيدة مع تركيا في هذا الزمن ويرفضون طلب الاعتذار منها ولكن هذا شيء والاعتذار عن جرائم جماعية بحق البشرية شيء آخر .. فاليوم تحتفل ألمانيا إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بإحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء وإنزال النورماندي، وهم أصدقاء لألمانيا الحالية ولا يؤثر ذلك على صداقتهم والألمان اعتذروا عن الجرائم التي ارتُكِبت في زمن النازية .. وقال: “فلِمَ لا تعتذر تركيا عن المجازر المُرتَكبة بزمن العثمانيين ؟..”.

كنيسة أرمنية في (باكناير) تستخدم كإسطبل

$
0
0

kaylar

يستخدم المحليون كنيسة (باكناير) الأرمنية كإسطبل، وتقع الكنيسة داخل الحدود التركية الحالية وعلى بعد بضعة كيلومترات من أنقاض (آني) عاصمة الأرمن في القرون الوسطى.

هذا ما توصل اليه صحفي من وكالة (ديها) الكردية حين قام بزيارة الى قرية (كوزلوجا) في محافظة (قارص) وزار كنيسة (باكناير) المهدمة والتي بناها فاهرام باهلافوني ويعود تاريخها الى عام 989.

وأبدى الصحفي الكردي عن استغرابه من عدم الحفاظ على الدير من قبل الحكومة وأن القرويين يستخدمونها كإسطبل، كما انتقد استخدام السكان المحليين لأحجار الكنيسة في بيوتهم من أجل بناء الأسوار والاسطبلات.

وعند لقاءه بالسكان المحليين قالوا إن كانت الحكومة لا تملك القدرة على الحفاظ على الدير فكيف بهم أن يحافظوا هم عليها.!

وتعني كلمة (باكناير) (كهف المذابح المكرسة للنار) وكانت الكنيسة مركزاً روحياً مهماً في عام 1040م، واستولت عليها القبائل التركية في القرن الثالث عشر وبدأت تتهدم وتتحول الى أنقاض.

إعلان مسابقة للرسم تقيمها لجنة (ليفام) للألعاب الرياضية في المدارس الأرمنية في لبنان التابعة للهومنتمن

$
0
0

Levam-New-Logo1 (1) 

تعتزم لجنة (ليفام) للألعاب الرياضية في المدارس الأرمنية في لبنان التابعة لجمعية الهومنتمن الرياضية والكشفية في لبنان إقامة مسابقة للرسم ضمن إطار المباريات، بالتعاون مع مدرسة (طوروس روسلين) للفنون الجميلة.

ستقام المباراة بين الساعة 3-5 مساء يوم الأحد الواقع في 20 كانون الأول 2015 في قاعة ثانوية ليفون وصوفيا هاكوبيان في برج حمود.

يشارك في المسابقة طلاب الصف السادس في الابتدائية، والسابع والثامن والتاسع في الإعدادية، والعاشر والحادي عشر والثاني عشر في الثانوية.

ستقام المباريات وفق التصنيف العمري: المجموعة الأولى: من الصف السادس حتى الثامن. والمجموعة الثانية: من الصف التاسع حتى الثاني عشر.

وقد تم تحديد موضوع المسابقة وهو الألعاب الرياضية في المدارس، وستقوم مدرسة طوروس روسلين للفنون الجميلة بتقييم الأعمال بهدايا قيّمة.

وسيحصل الطلاب الفائزون في كل فئة عمرية على منحة دراسية، حيث سيحصل الطالب في المرتبة الأولى على منحة 100 بالمئة، والمرتبة الثانية على حسم 50 بالمئة.

يتوجب على الطلاب المشاركين التواجد في القاعة عند الساعة 2:30 ظهراً، قبل البدء بنصف ساعة، يحملون معهم الأقلام أو التلوين pilot. الرجاء إرسال قائمة الأسماء (الاسم والكنية) حتى تاريخ 10 أو 11 كانون الأول.

من خلال تشجيعكم وتعاونكم، تحقق اللجنة أهدافها في تطوير فكرة أهمية الرياضة البدنية لدى أجيالنا من خلال الفنون.

لجنة ليفام لجمعية الهومنتمن الرياضية والكشفية في لبنان

الدستور الجديد في أرمينيا سيضمن استقلال القضاء

$
0
0

YesBookletCover-1-223x300 

يعتبر حزب الاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناك) أن التعديلات الدستورية المقترحة ستغيير النظام القضائي كلياً، وستضمن بذلك دوره في الدولة، كما ستضمن استقلالية المحاكم وتحجيم حصانة القضاة.

واعتبر أرسين هامبارتسوميان عضو المجلس الأعلى للحزب في أرمينيا أن أرمينيا تملك الآن نظاماً قضائياً فاسداً يتمحور حول مركز واحد. وأن مجلس الأعلى القضائي سيستبدل بمجلس العدالة الذي يضمن استقلال النظام القضائي بشكل كامل.

من جهة أخرى اعتبر أغفان فارتانيان سكرتير الكتلة النيابية لحزب الطاشناك في البرلمان الأرميني أن الحزب أكد مراراً على أن أفضل طريقة للحكم في أرمينيا هو النظام البرلماني وليس الرئاسي، بالإضافة الى منح دور للمعارضة في نظام الدولة.

وكان الحزب قام بجهد كبير في دراسة البنود وصياغة الدستور الجديد وتقديم الاقتراحات ليحمل المضمون المناسب والعميق. يذكر أن الاستفتاء على الدستور الجديد سيجري في 6 كانون الأول المقبل.

جامع حلب الكبير…صفحات كتاب “تاريخ حلب “للأسقف أردافازت سورميان (11)

$
0
0

الجامع2

الفصل الثامن

 

جامع حلب الكبير

ليست حلب التاريخية غنية بقلعتها وأسوارها وأبوابها المشهورة فحسب,بل كونها مركزاً إسلامياً كبيراً فإنها غنية أيضاً بجوامعها الشهيرة العديدة ومنها على وجه الخصوص الجامع الأموي. وكان موقع هذا الجامع في العهد البيزنطي حديقة ومقبرة ومُلكاً للكنيسة اليونانية.  ويُنسب بناء هذه الكنيسة إلى الامبراطورة هيلانة والدة الامبراطور البيزنطي قسطنطين مؤسس مدينة القسطنطينية إلى جانب كنائس عديدة أمرت بتشييدها في سوريا. وسنتحدث حول هذه الكنائس لاحقاً. وعندما فتح العرب المسلمون حلب أكرهوا البيزنطيين,بناء على اتفاق خاص,بالتنازل عن أرض الجامع الكبير الحالي لهم. ويقول ابن الشحنة بأن الجامع شيد على موقع كان الله وحده يعبد عليه. ويقول ابن الشداد:((روى لي بهاء الدين محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب من حلب:سمع الشريف أبو جعفر الحلبي الهاشمي من أسلافه بني صالح بوجود مقبرة للكنيسة بنتها الملكة هيلانة على الجهة الشمالية من الجامع الكبير)).

يقول المؤرخ العربي الآخر ابن العديم: (علمت من القاضي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر بأن جامع حلب الكبير ينافس جامع دمشق الكبير بزخارفه وألواح الفسيفساء. وقد سمعت بأن باني الجامع هو سليمان بن عبد الملك الذي لم يوفر جهداً أو مالاً لمساواته مع الجامع الكبير في دمشق الذي أمر بتشييده شقيقه الوليد. وهناك روايات تؤكد على أن الوليد ذاته بنى جامع دمشق الكبير لأنه أمر شخصياً بنقل جميع أحجار كنيسة سيروس  Cyrus (موقع النبي هوري الحالي شمالي حلب قرب الحدود التركية-المترجم) وأشياء أخرى والتي كانت تعتبر إحدى عجائب الدنيا. ويقال أيضاً بأن امبراطور بيزنطة رغب بالحصول على أعمدة هذه الكنيسة الثلاثة لقاء مبلغ
كبير هو 70,000 ديناراً ذهبياً ولكن الوليد رفض طلبه. وعندما هدم العباسيون جميع الأنصاب الأموية في سوريا قاموا بنقل جميع مرامر هذه الكنيسة ومتاعها ووضعها في جامع حلب الكبير التي بقيت في حال جيدة حتى عام 962م عندما شن الامبراطور نيكيفور هجوماً على حلب. وقد نجا أثناء هذا الهجوم جميع الذين لجؤوا إلى القلعة. وقد هاجم شقيق الامبراطور بعد ذلك القلعة ولكنه قتل بحجر رمتها امرأة عليه من سور الحصن فقام نيكيفور بالثأر لمقتل شقيقه وقتل معظم الأسرى المسلمين وأحرق الجامع الكبير والمدينة ثم غادر المكان. وسيف الدولة الذي كان قد لجأ إلى قنسرين عاد إلى المدينة وبادر إلى ترميم الجامع جزئياً. وعندما توفي الأمير الحمداني وأصبح ابنه أبو المعالي سعد الدولة صاحب المدينة قام بتشييد قبة للنافورة الواقعة في وسط الجامع التي تستند على أعمدة بعلو سبعة أشبار. وكانت بركة كبيرة وجميلة جداً مصنوعة من المرمر تقع تحت القبة ويقال بأنها كانت تستخدم في هيكل إحدى الكنائس. وقد كانت هناك كتابة يُقرأ عليها:”شيد القسم الشرقي من الجامع قضاة بني عمار أمراء طرابلس السورية الكبار”)).

أحرق الإسماعيليون في ليلة الأربعاء 24 تموز عام 1169م الجامع الكبير في عهد نور الدين إلى جانب جميع الأسواق المجاورة. وقد قام نور الدين بإعادة بناء هذا النصب التاريخي بكل همة بأحجار مناجم حلب الرئيسية الواقعة على الجهة الشمالية لأحياء حلب قرب ينابيع عين التل وبعادين حيث تم تجهيز أعمدة الجامع الصفراء من مناجم الموقع الثاني وجلب بقية الأعمدة من جامع قنسرين. وكانت جميع أعمدة جامع حلب الكبير من المرمر الأبيض فلم تتحمل حرارة الحريق العالية فانهارت جميعها على الأرض لذلك استخدام المرمر الأصفر في بنائها. وكانت بعض التيجان ملقاة على قواعد الأعمدة في باحة المجامع فقاموا بجمعها ووضعها في أمكنتها الأصلية على الجهة الغربية من الرواق. وكان نصف هذا القسم عبارة عن سوق بالقرب من سوق البزة (سوق تجار الألبسة والأقمشة) خصص للجامع كوقف لذلك لم يكن مسقطه مستطيلاً في ذلك الوقت. ورغب نور الدين بضم السوق إلى الجامع فاستشار العالم الحقوقي محمد الغزناوي بن علاء الدين أبي الفتح عبد الرحمن فقدم له هذا فتوىً بجواز تغيير المعالم فهُدمت السوق وضُمت إلى الجامع وتوسعت مساحته وأصبح أكثر بهاءً. ويقول ابن العديم:((رأيت شخصياً الفتوى التي حررها الغزناوي بيده)). وقد خصص نور الدين بعد ذلك أوقافاً عديدة للجامع.

عندما أصبح المغول أصحاب حلب احتل ملك المملكة الأرمنية في كيليكيا  Levon الثاني (لاون حسب لفظ المؤرخين العرب-المترجم) مدينة حلب وحرق الجامع الكبير عام 1260م ثم قام قره سنقر بإعادة بنائه عندما أصبح حاكم حلب. وقد عُين القاضي شمس الدين بن صقر من حلب للإشراف على الإنشاءات فتم ترميم الجامع الكبير في أيلول عام 1285م. ويُعتقد أن جدار المصلى الشمالي الذي ينتهي عند الرواق يعود إلى عهد نور الدين.

عندما أصبح الأمير ألتونباغا الصالحي حاكم المدينة أعاد إنشاء الرواق الشرقي. والرواق الغربي الذي كان مغطىً بسقفين خشبيين rampants انهارا في عام 1421م فقرر أمير حلب يلبغا اليوسفي إزالتهما وتشييد قبة عوضاً عنهما وكان كل شيء جاهزاً عندما وافته المنية. وقد شيد هذا القسم في الجامع بالحجر لاحقاً.

عندما احترق الجامع أثناء الهجمات المغولية بنى ابن صقر أقواساً أغضب حاكم حلب.  وفي عهد الملك الظاهر جقماق وعندما كانت كل السلطات محصورة في المدينة بيد زين الدين عمر بن الصفا وقع خلاف بين المعماريين حول الجدار الذي فُتحت فيه أبواب تؤدي إلى المصلى. وكان رئيس المعماريين في ذلك الوقت علي بن الرحال الشخص الذكي والمحنك. ولم يكن لهذا الجدار مثيل في جماله ومتانته ولا في المواد الجيدة التي تم استخدامها أثناء بنائه.  وقد مال القسم الأوسط من البناء إلى الأمام ولوحظت شقوق على الأقواس وكانت تتساقط بعض الحجارة الناعمة وقطع الملاط من الجدار الشمالي للمصلى. وفي أحد الأيام عندما كان الجامع مزدحماً بجموع المصلين سقطت حجارة عليهم فارتعدوا بشدة وخالوا أن الجدار بدأ ينهار فهرعوا إلى خارج الجامع. وأسرع حاكم المدينة الحمزاوي بصحبة ابن الصفا وكبار القوم والمهندسين والبنائين وبينهم الحاج محمد شُقير الذي كان إنساناً تقياً وصاحب خبرة في مهنته. وقد أكد الجميع على خطورة وضع الجامع ولكنهم لم يصلوا إلى اتفاق في كيفية الترميم.  وكان البعض يقترح هدم الجدار لإنقاذ المئذنة لأن المئذنة القديمة كانت تقع على الجدار الغربي الذي ينتهي عند الجدار الشمالي للمصلى. وبعد مداولات وتفكير طويل ظهر بأن السبب الحقيقي لكل ما جرى هو تجمع المياه في الصهريج الواقع تحت الرواق. ومع ذلك افترق الجميع دون الوصول إلى حل جذري سوى أمر الحاكم بتفريغ المياه. وقد أكدت التنقيبات فيما بعد بأن الجدار بني على أقواس. ثم يتحدث ابن الشداد حول الصهريج الواقع في وسط الجامع. وهناك رواية حول هذا الصهريج تقول:((في وقت ما عُين شخص مرموق في حلب مشرفاً عاماً على أوقاف الجامع الكبير. وفي إحدى الليالي طرق امرئ غريب بابه فسلمه 1000 ديناراً ذهبياً وطلب منه تخصيص المبلغ لأعمال الإحسان. وقد استلم المشرف المبلغ وبدأ يفكر بكيفية صرف المبلغ بناء على طلب المحسن وتوصل إلى نتيجة بإمكانية بناء مستودع كبير تصب فيه جميع الأقنية لأن جميع مياه ينابيع حلب كانت مالحة وعلاوة على ذلك بإمكان العدو المغير إيقاف جريان الماء في قناة حيلان فقرر حفر أرضية الرواق واشترى الحجر والكلس وأوعز إلى البنائين ببناء صهريج كبير. ولكن قبل انتهاء العمل أُنفق كامل المبلغ ودخل اليأس إلى قلبه. وعاد هذا الغريب إليه ثانية في هذه الأثناء وطرق باب داره وقدم له ما يحتاجه من المال لإتمام العمل. وكان الصهريج بعد إتمامه واسعاً جداً ويقال بأن المياه لم تنضب فيه أبداً على الرغم من كثرة استخدامها من قبل السكان والسقائين. وقد هاجم سكان حلب هذا المشرف لدى حاكم المدينة متهمين إياه بسوء الأمانة. وكان من الطبيعي أن يطلب الحاكم منه كشف حساب وعلم بالنتيجة أن المشرف لم يصرف درهماً واحداً من أموال الوقف في بناء الصهريج. وقال المشرف:((يعلم الله بأنني لم أصرف من واردات الجامع بل وصلني المبلغ من شخص كان يريد عمل الخير)). ثم روى له ما جرى. ويقال بأن ذلك الإنسان الذي جرت معه هذه الأحداث يدعى ابن الأيسر. ويشير المؤرخون المعاصرون الذين كانوا يروون هذه الحادثة بأن المنجم الحلبي الإكليلي بن الفضل قال لهم:((عندما قاموا بحفر الصهريج الكبير تحت رواق الجامع الكبير وجدوا تمثال أسد حجري يتجه إلى القبلة)). وكان الصهريج مغلقاً لا يستخدم في أيام المؤرخ ابن الخطيب.

يصف ابن الشداد مئذنة الجامع بعدئذ قائلاً: ((روى لي بهاء الدين أبي محمد الحسن بن أبي ظاهر إبراهيم بن أبي البركات سعيد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن الحسن بن عيسى بن الخشاب بأن عمه الكبير القاضي فخر الدين أبي الحسن محمد بن يحيى بن محمد بن الخشاب أكمل تشييد مئذنة الجامع الكبير في عام 482 هـ=1090م كما جاء على كتابة نقشت عليها.  وقد تم بناء الجامع بجهود أبي الحسن محمد وكان من الأحداث المشهود لها في تلك السنة.  وقد شيدت المئذنة مكان البرج القديم بأحجار معبد لعبادة النار تم تحويله إلى بيت نار أحد الحمامات فقام بعض الحاسدين باتهامه لدى الأمير وتحريضه عليه فاستدعى القاضي ووبخه.  ورد عليه القاضي:أيها الأمير كان معبد النار هذا قد حول إلى بيت نار أحد الحمامات فأقمت بأحجاره معبداً إسلامياً لسماع اسم الله تعالى ثم قمت بنقش اسمك عليه مكافأة لك وإذا لم يعجبك ذلك وسمحت لي بشراء أحجارك وتعود المكافأة إلي سأقوم بإطاعة أوامرك. وقد استغرب الأمير من رد القاضي وقيّم عمله عالياً فقال له: لا! إفعل ما تشاء ولتبقى المكافأة لي.  وكان الشخص الذي افترى على القاضي يدعى أبو نصر بن النحاس من أعيان البلد. وقد تم حفر الأساسات حتى قاعدة المئذنة وتم الوصول إلى المياه.  وبعد تفريغ المياه تم تمتين الأساسات بوصل الأحجار بمخالب حديدية crampon وانتهت هذه الأعمال الإنشائية في عهد قاسم الدولة أقسنقر. ويصل ارتفاع المئذنة إلى 97 ذراعاً وعدد درجاته إلى 174 درجة)).

روى زين الدين بن العجمي الحلبي بأنه في ليلة الإثنين من 7 آذار عام 1180م حدث زلزال هائل انهدمت على إثره منازل وسبب ضحايا بشرية عديدة. وعلى الرغم من سلامة المئذنة فقد قُذف الهلال المثبت عليها مسافة 600 قدماً وتحطم. وقد بنى هذه المئذنة القاضي عيسى جد أبي الحسن بن الخشاب الذي ترك حصن الأكراد وجاء ليقطن في حلب وكان لأسلافه تأثير كبير على حكام وملوك حلب وكانوا من مستشاريهم. والقاضي عيسى هو الذي بنى جامع الجرن الأصفر أيضاً وقد تم جلب أحجاره من مكان بعيد. وقد أقام القاضي أيضاً مدفناً عام 1114-1115م أمام دور العائلة يمتاز بأحجاره الكبيرة وهندسته الرائعة وخصص حمام البيلوني وقفاً له. وكانت واردات الوقف مخصصة لغايات شتى والمبلغ الزائد لمعوزي عائلات بني الخشاب. وكان الإفرنجة كثيري الإغارة على حلب وكان أبو الحسن بن الخشاب يدعم المحاصرين ويصرف من ماله عليهم لكن قتله أحد أعدائه قرب داره في ليلة من ليالي عام 1125م فخلفه ابنه أبو الحسن يحيى الذي استمر مفتشاً للمدينة في أعمال البر كوالده.

يقدم ابن الشحنة التفاصيل التالية قائلا:ً((عندما احتل المغول حلب,ليخمد الله همتهم, دخل ملك الأرمن لاون Levon الثاني إلى الجامع الكبير في يوم الأحد 26 كانون الثاني عام 1260 فقتل أناساً عديدين وأحرق القسم الغربي للجامع. وقد امتد الحريق نحو الجنوب والغرب واحترقت المدرسة الحلوية القريبة كذلك سوق القماش والألبسة. وقد أعلم عماد الدين الغزناوي هولاغو خان زعيم المغول بأن الأرمن قاموا بحرق الجامع الكبير ولكنهم لم يمسوا كنائس المسيحيين بسوء. وأمر هولاغو بإطفاء الحرائق وقتل سكان سيس, (عاصمة مملكة كيليكيا الأرمنية-المترجم)ولكن لم يتمكنوا من إطفاء الحرائق في حلب فأرسل الرب تعالى أمطاراً غزيرة  وأطفأها. وقد استلم رجل الدين الصوفي نور الدين يوسف بن أبي بكر بن عبد الرحمن السلمسي مهمة تنظيف الجامع ودفن القتلى المسلمين في الحفرات الموجودة تحت الرواق الشمالي ووهب عز الدين أحمد كل ما يملك إلى الجامع وقدم شقيقه قسم من أمواله إلى الفقراء والباقي لترميم الجامع وقدره 18,000 درهماً فضياً و2000 درهماً للفوانيس والأغطية)).

يعتقد المسلمون بأنهم يحتفظون برفات القس زكريا والد القديس يوحنا المعمدان في الجامع الكبير أو جامع زكريا. وكما يظهر في الصورة فإن الجامع الكبير مشهور أيضاً برواقه المعمّد والجميل والواسع والمبلط من جهاته الثلاث حيث يصلي عدد كبير من المؤمنين في العراء في جميع ساعات النهار. والمئذنة المربعة التي يصل طولها إلى 54م تعكس بشكل كامل فن برج الجرس في البازيليكا البيزنطية. ومن الأقسام المشهورة داخل الجامع محرابه المنقوش والمطعّم برقائق العاج وخلفه القبر الذي ينسب إلى زكريا وعليه سجادتان نادرتان.  وجميع أبواب الجامع الأربعة تُفتح على الأسواق المجاورة. J. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna)) I, Beyrouth-1939, p. 56

ينفرد “ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر صفحات كتاب “تاريخ حلبللأسقف أردافازت سورميان.

* من كتاب تاريخ حلب” للأسقف أردافازت سورميان، مطران الأرمن الأسبق في حلب، (1925 – 1940)، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية العاديات، حلب، 2006.

الرئيسان سركيسيان وساهاكيان يتفقدان الوحدات العسكرية في أرتساخ

$
0
0

14570_b 

 

ضمن إطار التعاون بين جمهورية أرمينيا وجمهورية كاراباخ الجبلية قام الرئيس الأرميني والقائد العام للقوات المسلحة سيرج سركيسيان بزيارة المواقع الدفاعية في شمال شرق جمهورية أرمينيا.

بعد ذلك غادر سركيسيان الى جمهورية كاراباخ، وتفقد برفقة رئيس كاراباخ باكو ساهاكيان ووزيري الدفاع عدداً من الوحدات العسكرية، كما حضر التدريبات الاستعراضية بمشاركة فصائل وحدات الجيش.

وتجول الرئيس الأرميني في الوحدات العسكرية الحدودية وتعرف على الاستعدادات القتالية للقوات المسلحة وقام بتوزيع الشهادات التقديرية والجوائز على عدد من المتفوقين.

العلوم في أرمينيا

$
0
0

1280px-Armenian_Academy_of_Sciences

تتطور في أرمينيا بنجاح شتى فروع العلوم التي تشمل أوسع مجالات المعارف الإنسانية. ويشرف المجمع العلمي في أرمينيا (هيئة أكاديمية العلوم الوطنية) على نشاط عشرات المعاهد للأبحاث العلمية فقط. ولقد أحرز العلماء الأرمن نجاحات بارزة في ميادين الفيزياء والسيبرنتيك والفيزياء النظرية للجزئيات الإلكترونية والرياضيات وتقنيات الحسابات الإلكترونية ونظريات المرونة واللدانة وتأثير الأشعة البيولوجي وغيرها من فروع العلوم. وكان مرصد بيوراكان الفلكي، كما ذكرنا، يتمتع في العهد السوفياتي بشهرة عالمية واسعة، ذلك المرصد الذي أسسه أحد أشهر علماء الفلك في العالم/ الأكاديمي فيكتور هامباردزوميان، رئيس أكاديمية العلوم في أرمينيا السابق، والعضو الفخري في أكاديميات العلوم والجمعيات الفلكية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والنمسا وألمانيا وكندا وغيرها من بلدان العالم. ومن المؤسسات العلمية الهامة في أرمينيا معهد الكيمياء العضوية الدقيقة حيث يقوم عدد كبير من العلماء والتقنيين بعمل مثمر ومفيد للغاية.

فقبل أعوام اكتشف خبراء هذا المعهد عدة مستحضرات طبية ولا تزال تستخدم بنجاح في معالجة بعض أمراض القلب وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وغيرها. وتجرى دراسات نظرية وتطبيقية بالغة الأهمية في معهد الرياضيات والميكانيك. وقد ساهم علماء الرياضيات الأرمن بقسط هام في حل مشاكل نظرية الدالة. ونجح علماء الميكانيك في دراسة ظواهر متانة ولدانة الغلاف. ومنذ عدة عقود والدراسات الجدية جارية في ميدان نظرية القسيمات الأولية. ولهذا الغرض بالذات بادر الأكاديمي أرتيوم الياخنيان إلى تأسيس مركز علمى لدراسة الأشعة الكونية فوق جبل أراكاتز. إلا أن الدراسات الأخيرة أثبتت اتجاهاً جديداً لدراسة القسيمات الأولية. إن إنشاء المسرّع الإلكتروني الجبار في أيام الحكم السوفياتي في يريفان تحت إشراف الأكاديمي الياخانيان قد مكن معهد الفيزياء من استكشاف جزئيات ذات طاقة عظيمة. قام ويقوم كذلك معهد الجيوفيزياء وهندسة الهزات الأرضية بدراسات علمية هامة حيث يعالج بوجه خاص قضايا تطبيق الأساليب الجيوفيزيائية في دراسة ثروات باطن الأرض. وتعالج المعاهد العلمية التابعة لأكاديمية العلوم في أرمينيا بصورة مثمرة قضايا البيولوجيا أيضا، وبالأخص التركيب الكيميائي للدماغ.

وتعتبر أرمينيا في الوقت ذاته من المراكز العلمية والتعليمية الهامة في العالم للاستشراق وخاصة للدراسات العربية، نذكر منها قسم الاستعراب في معهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية العلوم الوطنية في أرمينيا وقسم اللغة والأدب العربي في كلية الاستشراق في جامعة يريفان ومعهد المخطوطات القديمة (الماتيناداران) وغيرها . ويقوم المستعربون الأرمن بجهد دؤوب في مجال دراسة ماضي وحاضر البلدان العربية والثقافة والتراث العربي من العصر القديم حتى أيامنا. وخلال السنوات الماضية نشر المستعربون في أرمينيا عشرات الكتب ومئات المقالات والدراسات العلمية واكتسبت بذلك المدرسة الأرمنية للاستعراب سمعة عالمية كبرى.

من كتاب “جمهوريـة أرمينيـا (دليل ثقافي – سياحي)” ، إعداد وإشراف: الدكتور أرشاك بولاديان، البروفيسور في العلوم التاريخية، وسفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية. صدر الكتاب عن وزارة الثقافة – دمشق، 2010.


شعار حزب الاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناك)

$
0
0

hht logo 

يحمل شعار حزب الاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناك) العلم الأحمر المرفوع بقبضة اليد اليمنى، حيث رسم فوق العلم المعول والريشة والخنجر.

وترمز القبضة الى إرادة الشعب الأرمني في القتال المستمر وتنظيمه المحكم. (يقال بأن القبضة هي قبضة يد روسدوم، أحد مؤسسي الحزب).

أما المعول فيرمز الى العمل ويمثل العمال الأرمن الذي يتم استغلالهم ويدركون فكرة العدالة، ويخوضون المعارك عبر التنظيم المكرس. في حين ترمز الريشة الى الكتابة والأدب، وتمثل المفكرين الأرمن الذين يدركون دورهم ويكرسون طاقاتهم من أجل النضال لتحرير الشعب الأرمني.

ويرمز الخنجر الى السلاح الذي لاتوجد معركة وانتصار من دونه، لكن السلاح لا يصل الى هدفه دون الأخلاق والمواقف الفكرية والعقائدية الثابتة.

ويعتبر حزب الطاشناك أن السلاح معمّد بالفكر والعقيدة وهو خاضع للتنظيم.

إعداد: ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

 

 

 

المطالب السياسية لحزب الاتحاد الثوري (الطاشناك) في عام 1907

$
0
0

916590008_543ad809a7_o 

في المؤتمر العام الرابع لحزب الطاشناك عام 1907 ارتأى الحزب الى تبني المطالب السياسية للحزب بالمفهوم التالي: ” انطلاقاً من المبادئ العامة للاشتراكية نتطلع الى تحقيق غاياتنا لا عن طريق الانفصال السياسي إنما بإعادة النظر في تركيبة إدارات الحكومة والمناطق على أساس فدرالي اتحادي مع الحكومة المركزية بالرجوع للمتطلبات الموضوعية للمناطق والأصقاع الأرمنية لذلك فإن الحزب يطالب بالمبادئ التالية:

-إن جمهورية جنوب القوقاز الشعبية جزء لا يتجزأ من الاتحاد الروسي، مرتبطة معه بالأمور الدفاعية والمالية والضرائب والساسية الخارجية.

-إن جمهورية جنوب القوقاز مستقلة في إدارة أمورها الداخلية، مقسمة الى محافظات.

-تشكل أرمينيا التركية جزءاً لا يتجزأ من الدولة العثمانية الدستورية، على الاستقلال المحلي الواسع.

-لها الحرية في تسيير الأمور الداخلية كافة.

-جميع الهيئات التشريعية الإدارية يجب أن تنتخب عن طريق الانتخابات العامة.

 

من كتاب (نبذة تاريخية عن الاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناقسوتيون)، مائة عام من النضال في سبيل الوطن والأمة)، حلب، 1995.

الذكرى الـ350 لأول كتاب مقدس باللغة الأرمنية، والذكرى الـ200 لميلاد الرسام الأرمني هوفانيس أيفازوفسكي على قائمة الأحداث الهامة والأعلام الشهيرة في تقويم 2016-2017 في اليونسكو

$
0
0

يونسكو

ذكرت صفحة وزارة الخارجية الأرمينية أن قائمة الأحداث الهامة والأعلام الشهيرة في تقويم 2016-2017 في اليونسكو ستضم الذكرى الـ350 لأول كتاب مقدس باللغة الأرمنية صدر بطباعة أوسكان يريفانتسي عام 1666م، وكذلك الذكرى الـ200 لميلاد الرسام الأرمني هوفانيس أيفازوفسكي (1817-1900).

وتم اتخاذ القرار في الجلسة (38) التي عقدت في مقر اليونسكو بباريس بين 4-18 تشرين الثاني. حيث كانت أرمينيا قدمت طلباً واقتراحاً للاحتفال بالذكرى الـ350 لأول كتاب مقدس باللغة الأرمنية صدر بطباعة أوسكان يريفانتسي عام 1666م، وحصل على دعم جمهورية فرنسا ومملكة هولندا.

في حين كانت روسيا الاتحادية قد قدمت طلب إدراج الذكرى الـ200 لميلاد الرسام الأرمني هوفانيس أيفازوفسكي، وحاز على دعم جمهورية إيطاليا.

وبذلك تكون اليونسكو قد أدرجت 21 طلباً من جمهورية أرمينيا ضمن قائمة الأحداث الهامة والأعلام الشهيرة في تقويمها منذ عام 1998.

رئيس الأرجنتين الجديد داعم للاعتراف بالابادة الأرمنية

$
0
0

1125arg 

أفادت وكالة (Prensa Armenia) أن رئيس الأرجنتين الجديد ماوريسيو ماكري داعم للاعتراف بالابادة الأرمنية، وهو الذي كان يشغل منصب رئيس محافظة بيونس أيرس لسنوات طويلة، وقد منع وضع تمثال كمال أتاتورك في وسط المدينة ما أثار حفيظة أردوغان آنذاك وألغى زيارته الى الأرجنتين.

وفي زيارة قام بها الى يريفان عام 2012 زار ماكري النصب التذكاري للابادة الأرمنية، أما في نيسان 2015 فقد كتب على صفحته في الفيسبوك “الذكرى المئوية للابادة الأرمنية..لن أنساكم”.

معهد الدراسات الشرقية البابوية في روما ينشر كتاباً عن الإبادة الأرمنية

$
0
0

7min

جرى في معهد الدراسات الشرقية البابوية في روما في كنيسة سانت ماريا ماجوريت تقديم كتاب الأب جورج هنري رويسن الذي يضم وثائق مهمة حول الإبادة الأرمنية.

وحضر الفعالية آباء من الكنائس الأرمنية الرسولية والكاثوليكية ومسؤولون وأعضاء من الجالية الأرمنية.

ويستعرض الكتاب جميع الوثائق المتعلقة بالإبادة الجماعية للأرمن في أرشيف الفاتيكان المغلق، وجميع مراحل إعداد وتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية .

وألقى السفير الأرمني في الكرسي الرسولي ميكائيل ميناسيان كلمة وأشار إلى أن الكتاب إنجاز كبير في مجال الدراسات الإبادة الجماعية والتاريخ.

يذكر أن السفير ميناسيان منح الأب جورج هنري رويسن وسام الشرف من قبل الرئيس الأرمني، لجهوده في تطوير الدراسات ونشر الكتاب المتعلق بقضية الإبادة الأرمنية.

بتنظيم من مؤسسة كوكيكيان وبرعاية SODETEL …حفل توزيع جوائز مسابقة “البيان”لتلاميذ الثانويات اللبنانية-الأرمنية المتفوقين في اللغة العربية

$
0
0

BAYAN02

أُقيم ليلة الثلاثاء 24 تشرين الثاني 2015 حفل توزيع جوائز مسابقة “البيان” على تلاميذ الثانويات اللبنانية-الأرمنية المتفوّقين في اللغة العربية، بتنظيم من مؤسسة كوكيكيان وبرعاية SODETEL.

انطلق الحفل بنسخته الرابعة في مسرح جامعة هايكازيان في القنطاري، مع النشيد الوطني اللبناني، بحضور رئيس جامعة هايكازيان القس الدكتور بول هايدوستيان، مدير عام شركة SODETEL الأستاذ باتريك فاراجيان، أعضاء مجلس إدارة مؤسسة كوكيكيان، وحشد من الشخصيات الإجتماعية والإعلامية والأكاديمية، الى جانب التلاميذ المكرمين وأهاليهم.

ألقت كلمة الإفتتاح المديرة التنفيذية لمؤسسة كوكيكيان السيدة سهيلا الحايك، التي رحّبت بالحضور وشكرت كل الذين ساهموا في إنجاح الحفل، وخصّت بالذكر أساتذة اللغة العربية في المدارس الأرمنية، وأعضاء لجنة التصحيح، الدكتور جان سلمانيان من جامعة هايكازيان، الدكتور أنطوان عبدو من الجامعة اللبنانية الأمريكية، والسيدة ماي حدّاد من الجامعة اليسوعية. كما سلطت حايك الضوء على أهمية مسابقة “البيان” التي تساهم في تشجيع التلاميذ على إتّقان اللغة العربية. في الختام دعت السيدة حايك شانت فارتانيان، من تلاميذ المؤسسة الحائزين على منحة جان كوكيكيان، ليلقي كلمة المناسبة باسم المؤسسة.

بدوره عبّر شانت فارتانيان عن إمتنائه وتقديره لمؤسسة كوكيكيان والتي بفضلها تابع وأكمل دراسته الجامعية في إحدى أبرز جامعات لبنان. وبعد التعريف عن ظروف تأسيس المؤسسة والأهداف التي تسعى لتحقيقها، شدّد فارتانيان على أهمية اتقان اللغة العربية بشكل سليم، كونها اللغة الرسمية المنصوص عليها في الدستور اللبناني، معتبراً إتقان اللغة العربية ضرورة وطنية، وختم فارتانيان كلمته مهنئاً الطلاب المكرّمين.

ثم جرى توزيع الجوائز على طلاب الصفوف الثانوية في المدارس اللبنانية – الأرمنية المتفوّقين في اللغة العربية في العام الدراسي 2014-2015، تلتها وقفة فنية بالإشتراك مع زياد جمّال من نادي جامعة هايكازيان الموسيقي، الذي أدى أغاني للسيدة فيروز على طريقته الخاصة، ونال على إعجاب الحضور.

وفي القسم الثاني من الحفل دُعي الإعلامي زافين قيومجيان، ضيف شرف الأمسية لإلقاء كلمته. بدوره هنّأ قيومجيان مؤسسة كوكيكيان على مبادرتها لتنظيم الحفل، وأكّد للتلاميذ أن اللغة العربية هي الضمانة للحفاظ على حقوقهم كمواطنين لبنانيين، وبخاصة في الدوائر الرسمية والحكومية. أكمل قويومجيان مشاطراً خبرته الشخصية كأول مذيع ومقدّم برامج تلفزيونية من أصول أرمنية على الشاشة اللبنانية. وختم كلمته مّشجعاً التلاميذ على المضي قضماّ في إتقان اللغة العربية وتخطي كل العوائق.

وبعد ذلك تمّ إعلان نتائج مسابقة “البيان” في الكتابة، التي أتت بالشكل التالي:

المرتبة الأولى: لوسي طبقيان من ثانوية تاروهي هوفاكيميان للجمعية الخيرية العمومية الأرمنية

المرتبة الثانية: ماريا أونجيان من ثانوية هريبسيميانتس لراهبات الأرمن الكاثوليك

المرتبة الثالثة: شربل لأبيتيان من ثانوية مسروبيان لبطريرطية الأرمن الكاثوليك

فتسلّم مدير ثانوية تاروهي هوفاكيميان، الأستاذ أرا فاسيليان جائزة مسابقة “البيان” التي ستظل في مدرسته حتى العام المقبل. كما تم توزيع جوائز قيّمة لكل الفائزين من قبل شركة SODETEL، الراعي الرسمي للحفل.

BAYAN01

افتتاح نصب تذكاري للإبادة الأرمنية في لاس فيغاس

$
0
0

1121LVM1 

في 14 تشرين الثاني تم افتتاح نصب تذكاري للإبادة الأرمنية رسمياً في حديقة (سانسيت) في لاس فيغاس، بحضور العديد من الشخصيات البارزة وحشد كبير من الأرمن، وذلك بفضل جهود جمعية لاس فيغاس الأرمنية-الأمريكية للثقافة.

حيث قامت كشافة الأرمن بالمشاركة في مراسم رفع العلم خلال الحفل. وألقت بعض الشخصيات كلمات أعربت فيها عن امتنانها وسرورها بافتتاح النصب، من أجل تخليد ذكرى مليون ونصف المليون شهيد أرمني.

وقال المطران هوفنان ديرديريان أن النصب هو رمز لخلود الأرمن، وانتصار النور على الظلام لافتاً الى وجود الأرمن الذين استقروا في أمريكا بعد تهجيرهم من أراضيهم.

كما تحدث عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي معربين عن تعاطفتهم مع مأساة الأرمن، وضرورة منع تكرار الابادات.


تركيا تهدد الباراغواي بسبب اعترافها بالإبادة الأرمنية

$
0
0

ուրուկուէ 

ذكرت وكالة (برينسا أرمينيا) للأنباء أن سفير تركيا في الأرجنتين والباراغواي تانير كاركاش التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في الباراغواي فيكتور بوكادو، وانتقد قرار مجلس الشيوخ في الباراغواي بالاعتراف بالإبادة الأرمنية الذي اتخذ في 29 تشرين الأول المنصرم، مهدداً بقطع العلاقات التجارية معها. وبذلك وعد بوكادو بدراسة إمكانية إعادة النظر بقرار الاعتراف بالابادة الأرمنية.

وفي مقالة نشرت مؤخراً لرافايل سيرا وهو من الشخصيات السياسية البارزة أدان فيها الضغوطات التي تمارسها أنقرة.

ومن جهته أدان رئيس لجنة القضية الأرمنية في أمريكا الجنوبية ألفونسو تاباكيان الضغوطات “الوحشية” التي تمارسها تركيا والتي تكشف عن استبداد السلطات التركية.

التحضير لمناقشة مشروع قانون يجرّم إنكار الإبادة الأرمنية في البرلمان الروسي

$
0
0

rous_112515 

صرح رئيس حزب (روسيا العدالة) سيرغي ميرونوف في 25 تشرين الثاني أنه ينوي تقديم مشروع قانون يجرّم إنكار الإبادة الأرمنية أمام (مجلس الدوما) البرلمان الروسي.

وقال مذكراً بتاريخ تركيا: “سنقدم مشروعاً، كما جرى في فرنسا، لكي يتم تجريم منكري الإبادة الأرمنية قانوناً. فالتاريخ واضح للجميع، وحقيقة الإبادة المرتكبة من قبل تركيا بحق الشعب الأرمني واضحة”.

وأشار الى أن تركيا بإسقاطها الطائرة الروسية أكدت أنها دولة منبع للارهاب الدولي.

إصدار كتاب “كوميداس والموسيقى الأرمنية”ترجمة د. نورا أريسيان

$
0
0

غلاف كتاب كوميداس نورا اريسيان4 

صدر في دمشق كتاب “كوميداس والموسيقى الأرمنية” ترجمة د. نورا أريسيان، ومراجعة قائد الفرقة السمفونية الوطنية المايسترو ميساك باغبودريان.

ويقع الكتاب في (160) صفحة، وصدر بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، التي تزامنت مع الذكرى الثمانين لوفاة كوميداس.

وأوضح المايسترو باغبودريان تحت عنوان (لماذا كوميداس؟) أن النتاج الذي وصل إلينا من كوميداس يشكل رافداً مهماً للإرث الثقافي الإنساني، وهي وثيقة تاريخية هامة تعكس حياة شعب عاش الثقافة كجزء لا يتجزأ من كيانه. معرباً عن أمله بأن يحفز هذا الكتاب العديد من الشباب والموسيقيين في العالم العربي للعمل على خطا المعلم كوميداس في توثيق الموسيقا الشعبية في بلادنا والعمل على أبحاث تعطي للأجيال القادمة وثيقة أكاديمية وعلمية عن الإرث الموسيقي الإنساني الذي وصل إلينا شفهياً من أجدادنا.

وكتبت المترجمة في مقدمتها أن فكرة ترجمة كتاب عن كوميداس كانت تراودها منذ سنين طويلة لعدة أسباب، أولها، افتقار المكتبة العربية لكتب عن الموسيقى الأرمنية عامة والإبداع الموسيقي لدى كوميداس خاصة. ثانياً، تداولْ المتذوقين والعازفين العرب لموسيقى كوميداس دون معرفة أسس فنه وأهميته في الموسيقى العالمية، لذلك فقد وجدت أنه من واجبها تعريف الأوساط الموسيقية العربية بالموسيقى الأرمنية من خلال إبداعات كوميداس.

وأشارت أن كوميداس هو قيمة وطنية لدى الشعب الأرمني، ويعدّ أحد ضحايا الإبادة التي تعرض لها الأرمن في الإمبراطورية العثمانية، وبذلك فقدت البشرية شخصية موسيقية استثنائية في عالم الموسيقى.

وذكرت أريسيان أنها شرعت في جمع وقراءة عدد كبير من الكتب باللغة الأرمنية في هذا الموضوع، لكنها لم تعثر على كتاب شامل، يتناول النواحي التي تثير اهتمام القارئ العادي بشكل عام ولا يقتصر فقط على الاختصاصيين، ولذلك قامت باختيار مجموعة من الدراسات والمقالات من كتب مختلفة، ليشمل الكتاب مقالات عامة تتناول حياته وإسهامه في تطوير الموسيقى الأرمنية، وكذلك دراسات اختصاصية هامة توضح مسيرة إبداعه في التأليف الموسيقي.

وقالت: “كلي أمل أن يكون الكتاب إسهاماً جديداً في المكتبة العربية يقدم عبقرية الموسيقار كوميداس الذي يجسد تاريخ الأرمن والثقافة الأرمنية، وكان له الدور الأهم في توثيق الموسيقى الأرمنية تاركاً إرثاً غير مكتمل نتيجة للإبادة الأرمنية”.

يذكر أن الكتاب موجّه إلى المهتمين بالموسيقى والعازفين والطلاب والباحثين في الشأن الموسيقي، إضافة إلى المعنيين بالثقافة الأرمنية على نحو أشمل.

ويضم الكتاب على فصول عديدة تحت العناوين التالية: “كوميداس، السيرة الذاتية” و”الراهب كوميداس، الباحث في التراث الموسيقي” و”الإرث الموسيقي لدى كوميداس” و”أسلوب كوميداس وموسيقى القرن العشرين” و”كوميداس وقضايا في دراسة فن الغناء الروحي الأرمني” و”قداس يكماليان من وجهة نظر كوميداس” و”مسألة فك رموز النوتات الموسيقية” و”كوميداس في القسطنطينية” و”كوميداس وعلاقته بموسيقى الشعوب الأخرى” و”كوميداس عضو في المجمع الموسيقي الدولي” و”كوميداس الشهيد الحي”.

الاستثمار في أرمينيا

$
0
0

download 

شكل الاستقلال في عام 1991 منعطفاً كبيراً في حياة أرمينيا حيث قامت حكومتها خلال الأعوام الماضية بسن قوانين وأنظمة أساسية لبناء المجتمع والنظام الجديد، نجمت عنها تحولات مصيرية وتاريخية جديدة في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولا سيما في مجال التحول من الاقتصاد الموجه إلى وضع الاقتصاد الحر وسياسة الانفتاح الاقتصادي. و في نتيجة هذه الجهود جرت تحولات جذرية في الهيكل الاقتصادي للبلاد ترافقت مع الانتقال من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي. فبدأت عملية الخصخصة في معظم المجالات الصناعية والزراعية وغيرها بدءاً من عام 1992 وذلك بهدف إدخال تغييرات نوعية والاندماج في الاقتصاد العالمي. إلى جانب تطور الاتجاهات الرئيسية للاقتصاد الأرمني وهي الصناعات الكيميائية وصناعة الآلات والمحولات والصناعات الخفيفة والأغذية والزراعة الخ، ظهرت فروع جديدة مثل صناعة المصوغات والماس وتكنولوجيا المعلومات وغيرها التي تتطور بشكل سريع.

            إن التحولات الاقتصادية في جمهورية أرمينيا قد حققت استقراراً اقتصادياً عاماً في البلاد ووفرت نمواً مطرداً.

إن تحليل البنى الاقتصادية ووجود النظام التجاري الحر في أرمينيا عامل هام في استقطاب الكثير من الاستثمارات الجديدة. فأرمينيا في مسيرة نهضة اقتصادية جدية مبينة على الاستقرار السياسي وحجم التحولات الاقتصادية الجارية. ولذا تعتبر الدولة الأكثر تنظيماً في منطقة جنوب القوقاز ومركزاً لتقديم الخدمات المعرفية في المستقبل.

تعتبر سياسة الاستثمار والتجارة في أرمينيا الأكثر انفتاحا في CIS في المنظمات الدولية. حيث تشجعت الشركات الأجنبية للاستثمار لأنها تلقى المعاملة القانونية ذاتها التي تلقاها الشركات المحلية، علاوة إلى المزايا المعينة لديهم. جو الاستثمار في أرمينيا في تحسن مستمر مع الالتزام الحكومي القوي لاجتذاب FDI، بما في صقل الإطار التشريعي. تتيح الخصخصة على نطاق واسع فرصاً جذابة إضافية.

تقرر قانون الاستثمار الأجنبي في تموز 1994، منظماً الاستثمارات الأجنبية في أرمينيا. إنه يقدم ضمانات للمستثمرين الأجانب و يحميهم من التغييرات في القوانين ذات الصلة بالأعمال التجارية لمدة 5 سنوات. بالنسبة للقانون، إن المستثمر الأجنبي، أية شركة أجنبية أو مواطن أجنبي، شخص دون جنسية، مواطن أرمني مقيم بصفة دائمة خارج أرمينيا، أو منظمة دولية تستثمر في أرمينيا. الاستثمار الأجنبي هو شكل من أشكال الملكية، متضمنا الفائدة المالية والملكية الفكرية، التي تستثمر من قبل المستثمر الأجنبي مباشرة في أراضي أرمينيا ، في أي نشاط اقتصادي أو غيرها من المشاريع.

 

حوافز المستثمرين

استقرار سياسي واقتصادي – تشريع ملائم للاستثمار – ضمانات الاستثمار – الالتزام الحكومي القوي لاجتذاب المستثمر الأجنبي – قوى عاملة مثقفة وماهرة و سهلة التعامل – قوى عاملة فعالة من حيث التكلفة وذات مهارات قائمة على العلم – لا قيود على الملكية الأجنبية – تقدير الطاقة التنافسية – محاولة الوصول إلى الأسواق الأجنبية و أسواق الشرق الأوسط – لا رسوم للتصدير – حرية تحويل النقد الأجنبي – حرية إعادة الأرباح إلى الوطن – لا قيود على تعيين الموظفين – لا قيود على التحويلات المالية.

التصدير من أرمينيا

منذ التسعينيات من القرن الماضي تصدر أرمينيا أجود أنواع المنتجات: المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ، تصنيع الأغذية والمنسوجات والجلود والمفروشات الخشبية وأعمال النجارة والمواد الكيميائية ومنتجات الصيدلة وتصنيع الجواهر و الماس وإنتاج المواد اللازمة للبناء والتعدين.

من كتاب “جمهوريـة أرمينيـا (دليل ثقافي – سياحي)” ، إعداد وإشراف: الدكتور أرشاك بولاديان، البروفيسور في العلوم التاريخية، وسفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية. صدر الكتاب عن وزارة الثقافة – دمشق، 2010.

مدارس حلب القديمة داخل وخارج السور…صفحات كتاب “تاريخ حلب “للأسقف أردافازت سورميان (13)

$
0
0

مدرسة

الفصل العاشر

مدارس حلب القديمة داخل وخارج السور

      كانت لحلب كمدينة إسلامية آهلة وهامة منذ قديم الزمان مدارس تقع جميعها قرب الجوامع بغض النظر عن المستوى البدائي للعلوم التي كانت تدرس للذكور فقط حتى السنوات الأخيرة من القرن 19 عندما افتتحت مدارس حكومية رسمية بمراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وكان جميع معلمي المدارس في الماضي من الشيوخ الذين كانت لهم رواتب شهرية عدا هدايا الطلاب. وكان الطلاب يقرأون دروسهم سوية وبصوت عال يسمع من بعيد. ولا يزال بعض الطلاب في أحياء عديدة يذهبون إلى مدرسة الحي الدينية عوضاً عن الابتدائيات الرسمية رغبة منهم بالحصول على مرتبة الإمام أو الشيخ. ويُعمل بهذه الطريقة العربية للقراءة بشكل غريب في الحضانات السريانية في حي الصليبة. ويميل التلاميذ أثناء القراءة إلى الأمام والخلف كما يفعل الكبار أثناء قراءة القرآن الكريم. ولم يكن مسموحاً لطلاب مدارس الحي بالخروج إلى الشارع لوحدهم في الماضي فقد كان الخدم يصطحبونهم من وإلى المدرسة. وحتى قبل قرنين كان المعلمون يزورون المنازل للتأكد من حسن سلوك الطالب وكانت هذه العادة تسرّ الأمهات وكن يهددن الأولاد عند عدم إطاعة أوامرهن بأنهن سيذهبن إلى الشيخ للشكوى ضدهم. كانت هناك حتى القرن 18 مدارس دينية لتعليم التلاميذ الأكبر سناً تتألف من غرفة مطالعة ومكتبة وغرفة مخصصة للشيخ وبعض غرف النوم للتلاميذ. وكان للتلاميذ راتب شهري بسيط في القرون المبكرة وكان عدد هذه المدارس أكبر كما سنرى وأحوالها الدراسية حسنة. وبعد الاستيلاء على أوقاف هذه المدارس وحرمانها بالتالي من الدخل عبر الزمن تحول معظمها وخاصة بعد فتح المدارس الرسمية إلى أمكنة مهملة خربة وزال أثر العديد منها. ويقول الدكتور رسل القنصل البريطاني في حلب في عام 1765 حول هذه المدارس: ((المدارس مراكز سفسطة وأوهام بدلاً من العلم. والمداومون على مناهجها يأتون من الطبقات الدنيا. وللأفندية الصغار معلميهم الخصوصيين ومواد التدريس الرئيسية هي قواعد اللغة وعلم اللاهوت ومعظم المدارس والمساجد شيدها الأغنياء انطلاقاً من شعور التقوى أو للتكفير عن ذنوبهم. وكان للعثمانيين دافع آخر لبناء هذه المنشآت وهو تعيينهم مشرفين عليها لتأمين عائلاتهم بدخل معين بموافقة الباب العالي)).

      يصف المؤرخ ابن الشداد مدارس حلب ويتبعه ابن الشحنة فيصفان مدارس حلب الأولى المبنية داخل أسوار المدينة على الصورة التالية: المدارس داخل الأسوار – المدرسة الزَجّاجية:

      هي أولى المدارس التي شيدت من قبل صاحب حلب الأمير بدر الدولة أبي الربيع سليمان بن عبد الجبار بن أورتوق بين عامي 1116-1117م. ولكن في كتابة موجودة على المدخل نجد تاريخ 1124م. وعندما بادر الأمير لبناء هذه المدرسة الأولى عارضه الحلبيون لأن معظم المسلمين في حلب في ذلك الوقت كانوا من الشيعة. وكان هؤلاء يهدمون ليلاً ما بني نهاراً يومياً تقريباً. فغضب الأمير بدر الدين جداً فجاء بأبي إبراهيم الحسيني بن علي بن شريف زهرة للإشراف على البناء ومنع السكان من هدم الأقسام المبنية. وقبل هذه الأحداث بوقت طويل كان جميع المسلمين الحلبيين من السنة الحنفيين حتى وصل إلى حلب رجل دين يدعى شريف أبو إبراهيم الممدوح واعتنق بعضهم المبدأ الشيعي والقسم الآخر المبدأ الشافعي.  وقد أُكره الشريف على القبول بالإشراف على بناء المدرسة. وكان لرجل الدين هذا تأثير كبير على سكان حلب بسبب رزانة عقله وثباته وشخصيته القوية وكان الجميع ينتظرون مشوراته وكانت له حظوة كبيرة لدى الحكام. وعندما سار الأمير زنكي نحو مدينة الموصل في عام 1145م اصطحب معه شريف الممدوح حيث توفي الشيخ. وعندما كان الأمير حاكم حلب في عام 1128م نقل رفات والده أقسنقر إلى المدفن الواقع على الجهة الشمالية لهذه المدرسة.  ولكي يُقرأ القرآن في مدفن والده خصص له أوقافاً. زالت هذه المدرسة في القرن 15 وشيدت على أنقاضها بيوت.

      يروي المؤرخ أبو الدر في الجزء الرابع والصفحة 250 من كتابه مايلي:((سميت المدرسة باسم السوق التي شيدت فيها حيث كانت معامل الزجاج في وقت ما. وعندما حُفرت أساسات الحمام ظهرت آثار أنقاض المعامل. وهذه المدرسة التي كانت الأولى بين المدارس الدينية التي شيدت في حلب كانت تدعى “المدرسة الشرفية” سابقاً باسم بانيها شريف الدين عبد الرحمن بن العجمي. وقد علمت حول ذلك من معلمي ابن الضياء ولكنني قرأت في تاريخ بن خالليقان بأن “بانيها كان أمير حلب أبو الربيع سليمان بن عبد الجبار”.  ويقول أيضاً كمال الدين بن العديم في “بغية الطلب في تاريخ حلب” بأن “بدر الدولة ابتنى هذه المدرسة التي تسمى باسم ابن العجمي في سوق الزجاجين في حلب واستخدم مواد البناء من أنقاض كنيسة تقع في حي الطحانين”. وبدر الدولة هذا هو سليمان الذي جاء ذكره. ويُذكر في كتاب “تاريخ الإسلام” بأن المدرسة شيدت من قبل عبد الرحمن بن العجمي الذي جاء ذكره وخصص لها أوقافاً. ويذكر ابن صبحي بدوره المدرسة قائلاً:”بنى مدرسة في حلب تُعرف باسمه”. وهناك مصدر آخر أيضاً يقول:”أمضى نور الدين شتاء عام 5631 عبري=167-168 هـ في قلعة حلب وكان شيراكوه وصلاح الدين بصحبته بينما نزل عماد الدين في مدرسة ابن العجمي”. ويقول ابن العساكر بدوره:”وصل المرادي إلى حلب وقام بالتدريس في مدرسة ابن العجمي”. ولكن عندما وصل المرادي لم تكن المدرسة مبنية بعد. ويتابع ابن الدر قائلاً بأن “المدرسة منشأة كبيرة لها إيوان يعتبر أحد عجائب الدنيا كذلك قاعة باهرة للصلاة ورواق على جهتها الشمالية وأرضيتها مبلطة بالمرمر الأبيض والأسود. وقد أخذ حاكم حلب قسماً كبيراً من أعمدة المدرسة وصنع منها قنابلاً لضرب القلعة لكن هجومه فشل. وقد جاءت الكتابة الكوفية التالية على جدار المدرسة:”انتهى البناء في علم 516(1123م). ويقول ابن الشداد:”والجدار الشمالي الذي كان في حال شبه خراب أعيد بناؤه. وتعود هذه الكتابة إلى البناء القديم. ولهذه المدرسة باب صغير على مدخله الرئيسي كان مخصصاً للمعلمين. وكان مؤسسها قد أوقف قرية الكويرس لتأمين احتياجاتها المختلفة وكانت في حال جيدة ومزدهرة حتى مجازر تيمورلنك فدُمرت بعد ذلك بالكامل وبقي أيوانها فقط. وقد أزال الأمير علاء الدين بن الشيباني أساساتها لأن الرسول r أمره بذلك في حلمه. وقد قدم علاء الدين معلومات لحاكم المدينة وقام بحفر الأساسات بمساعدته ولكنه هجر المشروع في نهاية المطاف. وعندما وصل ابن الضياء إلى حلب بعد اجتياح تيمورلنك اقترحوا عليه تشييد المدرسة على مراحل تدريجياً فرفض ولكنه ندم على فراش الموت. والمدرسة اليوم هي عبارة عن كتلة أنقاض)).

المدرسة العصرونية – كانت المدرسة قصراً لأبي الحسن علي بن أبي الدرية وزير المرداسيين حوّله نور الدين إلى مدرسة بعد أن آل إليه العقار بالطرق القانونية. وكان الوزير قد بنى طوابق خاصة لعلماء الشريعة الذين وظفوا كمدرسين في عام 1156م ولم يكتف بذلك فجاء من منطقة سنجار الجبلية إلى حلب بشيخ كان أحد الحقوقيين المرموقين في عصره يدعى الإمام محمد وكان شافعياً وأصله من منطقة الموصل. وبعد حلوله في المدينة عُين مدرساً للشريعة ومديراً لهذه المدرسة. ولأنه كان أول معلميها فقد سميت باسم هذا الشيخ. ولرجل الدين هذا أبحاث عديدة حول المدرسة الشافعية كذلك عن حقوق الوراثة.  ويمكن الدخول إلى هذه المدرسة بدرج لكن هناك مدخل ثان على الجهة الغربية منها. وللمدرسة مدخل خاص بالمعلمين. وقد خصص مؤسس المدرسة أوقافاً لها وهي عبارة عن حوانيت وقرى تقع داخل المدينة وضواحيها. وبعد تخريبات تيمورلنك جاء الملك المؤيد إلى حلب ورمم السوق التي تقع فيها الدكاكين المخصصة للمدرسة وقسمها إلى وقفين:نصفها لهذه المدرسة والنصف الآخر لمدرسة القاهرة. وعدا هذه المدرسة شيد نور الدين مدارس أخرى في منبج وحماه وحمص وبعلبك ودمشق وأسند مهمة تعيين المعلمين لها إلى الشيخ السنجاري الذي استمر في عمله في المدرسة حتى عام 1175م وهو تاريخ سفره إلى دمشق حيث توفي.

المدرسة النفرية – لا يُعرف باسم مَن كانت تدعى المدرسة.

المدرسة النورية – تأسست في عام 1150م من قبل نور الدين.

المدرسة القوّامية – تأسست قرب حي الفرافرة على الجهة الداخلية لباب الأربعين قرب سبيل الملك العادل.

المدرسة الصاحبية – أسسها القاضي بهاء الدين أبي المحاسن المعروف بابن شداد عام 1205م.

المدرسة الظاهرية – سُميت لاحقا” ب”المدرسة السلطانية”وكانت تخص الشافعيين والحنابلة وتقع على الجهة المقابلة للقلعة. أسسها الغازي لكنه توفي في عام 1217م فقام شهاب الدين طغرل أتابك الملك العزيز بإتمامها في عام 1224م. والمدرسة بناء متين جداً شيدت بأحجار كبيرة ومحرابها آية في الجمال والكمال فقد بني بالمرمر. وعندما دمر تيمورلنك حلب رغب بنقل هذا المحراب إلى وطنه ولكن عندما أعلموه بعد إمكانية ذلك لأسباب فنية تخلى عن فكرته وبقي المحراب في مكانه. وتحتوي المدرسة على غرف عديدة وكان هناك درج يؤدي إلى بركة الماء.

المدرسة الأسدية – أسسها أسد الدين شيراكوه ولكنها في حالة خراب كالعديد من المدارس وكانت تقع داخل باب قنسرين في حي الرحبة ولها إيوان كبير وغرف للمعلمين وبركة ماء. ويؤكد أبو الدر(الجزء-4 صفحة 259) بأنه لم يتمكن من قراءة الكتابة الموجودة على لوح من المرمر في مكان عال من  الإيوان التي تحتوي على تاريخ إنشاء المدرسة. وكان للمدرسة وقف هام في دمشق وعقارات آخرى في حلب وهي عبارة عن أراضي في قرية الشيخ سعيد وحوانيت في بانقوسا ودكان في سويقة الحاتم. ويقال بأن الدروس كانت تجري تحت ضوء الشموع قبل اجتياح تيمورلنك حتى بعد صلاة الفجر ثم يخرج الطلاب من المدرسة نحو باب قنسرين إلى مدارس أخرى خارج سور المدينة للاشتراك في دروسها أيضاً.

المدرسة الرفاعية – بناء على تأكيد أبي الدر(الجزء-4 ص 41-42) شيد المدرسة زكي الدين أبي القاسم عباد الله قرب دير شمس الدين وابتنى مدرسة أخرى مشابهة في دمشق. وقد تضررت المدرسة كثيراً وهدّ سقفها أثناء اجتياحات تيمورلنك للمدينة. وعندما سمّي الأشرف حاكماً لحلب أمر بترميم المدرسة وبناء السقف وباشرت الدروس. وللمدرسة أوقاف في القرى المحيطة.

المدرسة الشعيبية – كانت المدرسة مسجداً في بداية فتح العرب للمدينة. وعندما احتل نور الدين حلب وأسس مدارس في كل مكان جاء بعالم التشريع الشيخ شعيب الأندلسي إلى حلب واستملك المدرسة وسميت باسمه ودرّس فيها حتى وفاته عام 1200م. وقد تحولت المدرسة إلى جامع لاحقاً حيث كانت تقرأ خطبة الجمعة. وكان للجامع مئذنة صغيرة.

المدرسة الشرفية – أسسها الشيخ الإمام شرف الدين أبي طالب المعروف بابن العجم الذي صرف مبلغ 400,000 درهماً في تشييدها ثم خصص لها أوقافاً عديدة هامة. وقد قام ابنه محي الدين محمد بالتعليم في المدرسة حتى استشهاده أمام المغول.

المدرسة البدرية – أسسها بدر الدين وهي في حال خراب كامل ولم يبق منها سوى المدخل. وقد شيدت في المدة الأخيرة بيوت على أنقاضها.

المدرسة الزيدية – باشر إبراهيم بن إبراهيم المعروف باسم ابن زيد الكيال الحلبي ببناء المدرسة وانتهى العمل عام 1257م. بناء على أقوال (أبي الدر الجزء-4 ص 318) كانت المدرسة تقع داخل باب أنطاكية في حارة “درب الزيدية” وفي هذا الزقاق أيضاً كان هناك مسجد تحت قنطرة. وقد تم تحويل المدرسة ذات الطابقين بعد فترة إلى دار للسكن وبيعت لاحقاً ولكن رئيس قضاة المدينة استردها من اللصوص وخصصها للعبادة. وكان قرب المسجد سبيل ماء.

المدرسة السيفية – أسسها الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جاندار في عام 1221م وكانت مخصصة للشافعيين والحنفيين وتقع بناء على تأكيد أبي الدر (الجزء-4 ص 346) خارج باب قنسرين. ويقع جامع إلى جانب المدرسة وكان مدفناً في الأصل ومخصصاً لبني أبي جراد.  وكان قبر القاضي أبي الفضل ووالده وأسلافه شيد في هذا المكان. وعندما هدم سيف الدين هذا المدفن وابتنى مسجداً في موقعه تم نقل رفات جميع هؤلاء إلى جبل الجوشن. وكانت المدرسة السيفية واسعة وتحتوي على غرف عديدة للمعلمين ومئذنة متينة وصهريج. والمدرسة في حالة خراب الآن ولا يوجد سكن حولها.

المدارس الشافعية خارج سور المدينة

المدرسة الظاهرية – تأسست من قبل الملك الظاهر غازي في عام 1220م.  وكان على الجهة المقابلة من المدرسة مدفن لقبور الملوك والأمراء.  وكانت المدرسة تقع خارج باب المقام ويعمل فيها 15 مدرساً فقيهاً وعالم شريعة ومقرئ خاص. ومن أوقاف المدرسة الحديقة المجاورة وحمام وسوق في المدينة.  وكانت المدرسة متينة البناء تحتوي على غرف عديدة وبركة ماء ويقال بأنها دافعت عن نفسها أثناء الهجوم المغولي.

المدرسة الهروية – أسسها الشيخ أبي الحسن وكانت مدرسة عامرة حتى الاجتياح المغولي ولكنها خُرّبت جزئياً وأصبحت مهجورة. ويروى بأن الشيخ كان مدفوناً في مدفن قرب المدرسة يشبه الكعبة بشكله الخارجي. وكانت جدران المدفن تحتوي على كتابات حول أحكام قضائية وأمثلة شعبية ونصوص عتاب. ويقع بئر على الجهة الخارجية للبناء ويعتقد أن إبراهيم قام بحفره.

مدرسة الفردوس – شيدتها الأميرة ضيفة خاتون بنة الملك العادل وهي من أهم مدارس حلب وأكبرها وفيها حتى يومنا هذا مدفن يجذب إليه عدد كبير من المقرئين وعلماء الشريعة والصوفيين.

المدرسة البولدقية – شيدها بولدوق أحد أشهر أمراء الغازي وهُدَّت في عام 1615 من قبل شخص من الرها يدعى الخواجة بكر فقد كان تاجراً يقطن في حلب وله مكانة عالية فيها. وقد أوكله أحمد باشا المكنّى بابن الأكمكجي لبناء “قصر السعادة” فقام هذا بتشييده بأحجار هذه المدرسة.

المدرسة القيمرية – شيدها أبو الحسن في عام 1249م وهي في حالة خراب تام الآن. ويؤكد أبو الدر(الجزء-4 ص 350):((تقع المدرسة خارج المدينة قرب أفران الكلس وكانت لها شهرة كبيرة في الفترة الأولى ولكنها فقدتها لاحقاً. شيدها الأمير حسام الدين بولدوق ولها أوقاف. وقد جاء على مدخلها الكتابة التالية:”المدرسة وقف مخصص لصالح الحقوقيين والطلاب الذين يدرسون الحقوق الشرعية حسب مدرسة الإمام الشافعي”.

مدرسة الشيخ أبي بكر

      مدرسة معروفة من قبل جميع الحلبيين. أسسها شمس الدين أبي بكر محمد بن أبي صالح عبد الرحمن بن العجمي في عام 1198م ودفن فيها مع جميع أقاربه. وتعود المدرسة للشافعيين والحنفيين والمالكيين. والإيمان كبير جداً بهذا المزار المشهور حتى الآن لدرجة أن المرضى يعالجون حرارتهم المرتفعة بترابه. وكانت المدرسة قريبة لسور حلب القديم من جهتها الشرقية وكان لإيوانها نافذة تطل على خندق السور. وقد شيدت منازل عديدة حول المدرسة منذ القديم وحتى يومنا وتظهر عظام بشرية تحت أساساتها. وتضررت جميع أقسام هذه المدرسة بدورها من اجتياحات تيمورلنك. وكانت تزرع في باحتها أشجار تفوح منها روائح زكية وفيها بركة ماء لا تزال باقية حتى يومنا. وكانت للمدرسة أوقاف عديدة.

مدرسة شيدها شمس الدين لولو

مدرسة في مقام شيدها ابن أبي السيار المعروف ببهاء الدين

مدرسة في مقام شيدها عز الدين أبي الفتح مظفر في عام 1225م

المدارس الحنفية داخل السور

 المدرسة الحلوية – هي أشهر مدارس حلب وكانت كاتدرائية مسيحيي حلب شيدتها الملكة هيلانة والدة الامبراطور البيزنطي قسطنطين. وعندما دخل الفرنجة إلى حلب في عام 1124م وهدموا وأحرقوا المقابر الإسلامية ردّ القاضي أبو الحسن بن الخشاب بأن حول هذه الكاتدرائية المشهورة إلى مدرسة(إلى جانب 3 كنائس أخرى-المترجم). وكانت المدرسة تدعى سابقاً “جامع السراجين” فحولها السلطان نور الدين إلى مدرسة وبنى فيها غرف عديدة لمدرسي الدين وبركة واسعة. وقد بدأت هذه الإنشاءات في عام 1250م. وعندما تم إنشاء البناء جلب نور الدين هيكلاً من الألاباستر نصف الشفاف من إحدى كنائس أفامية ووضعه في الجامع. ويقول بن الشداد: ((هي من أشهر المدارس وأكثرها استيعاباً لطلاب العلم ومؤمّنة بأحسن الواردات. وقد اشترط المؤسس بأن يقدم مبلغ 3000 درهماً للمدرس الرئيسي في شهر رمضان من كل سنة من واردات الأوقاف لمنحها للمدرسين بين العيدين لقاء الأدوية والفواكه والحلويات والأحذية. ومدرسة الحلوية هي الوحيدة في حلب اليوم التي تملك أوقافاً غنية تدر عليها مبالغ سنوية كبيرة. وبموجب إرادة سلطانية عثمانية فإن”أرض مشنا” الواقعة في منطقة العزيزية التابعة لكنيسة الأربعين شهيد الأرمنية تم تقسيمها وقدم نصفها للأرمن والنصف الأخر للمدرسة الحلوية.

المدرسة الشاذبختية – أسسها الأتابك والأمير الهندي جمال الدين الشاذبخت فقد كان أسيراً ويحكم حلب باسم نور الدين بعد إعتاقه. وبناء على أبي الدر كانت المدرسة تقع في سوق النشابين وتحتوي على محراب بديع وإيوان وغرف. وعندما انتهى بناء المدرسة استدعى المؤسس سلامة بن نجم الدين مسلم من سنجار مدرساً للدين. وبناء على أقوال ابن شحنة أيضاً كان هو ووالده من مدرسي هذه المدرسة بدعوة حاكم حلب الأمير سيف الدين.

المدرسة الأتابكية – أسسها شهاب الدين طوغرل الذي أعتقه الغازي وعينه حاكم القلعة وانتهى البناء في عام 1221م. وكان الإمام الشيخ جمال الدين خليفة من حوران المعلم الأول للمدرسة وخلفه مجد الدين عبد الرحمن بن كمال الدين بن العديم الذي درس فيها حتى مغادرته لحلب. وقد أحرق المغول المدرسة لكن أعيد ترميمها ودرّس ولدا ابن الشحنة فيها. وكانت للمدرسة عقارات عديدة. ويؤكد أبو اليمن البتروني بأن المدرسة كانت قد زالت في عام 1625. ويؤكدون أيضاً بأنها كانت تقع على الجهة الشرقية من جامع العدلية.

المدرسة الحدّادية – شيدها حسام الدين محمد حفيد صلاح الدين وكانت إحدى الكنائس الأربع التي حولها القاضي ابن الخشاب إلى جامع. وقد قام تيمورلنك بهدم هذه المدرسة أيضاً إلى جانب مدارس أخرى إلى درجة استحالة استخدامها ثانية. ولكن عندما وصل الشيخ علاء الدين الجبرتي التقي الخيّر إلى حلب رمم المدرسة الصاحبية ثم طرد بعض النساء اللواتي قمن بالاستيلاء على مدرسة الحدادية والسكن فيها وقام بإعادة بنائها أيضاً. وقد وجد العمال في قعر البئر الذي كانوا يقومون بإصلاحه غطاء حجرياً لقبر مسيحي عليه صليبان يخص مقبرة الكنيسة التي تحولت إلى جامع- مدرسة الحدادية. اتخذت المدرسة تسميتها من ورشة حدادة كانت موجودة قرب هذا البئر.

المدرسة الجرداقية – أسسها الأمير عز الدين جورديق النوري عام 1200م في حي البلاط. وقد درّس المؤرخ ابن شحنة فترة في هذه المدرسة كمعلم لعلوم الدين.

المدرسة المقدّمية – أسسها عز الدين بن عبد الملك وكانت بدورها إحدى الكنائس الأربع التي حولها ابن الخشاب إلى جامع بعد استملاك وضم البيت بجانبها. رُممت في عام 1150م. وقد عين ابن العديم مدرساً دائماً لها حتى مقتله من قبل المغول. وكانت المدرسة تقع على شارع يدعى “درب الحطابين” الذي أعيد تسميته اليوم بشارع السلاّر. وقد شيدت مدرسة الشرفية لاحقاً انطلاقاً من مخطط ومسقط هذه المدرسة. وقد زال القسم الشمالي من مدرسة الجرداقية.

المدرسة الجوالية – كانت تقع في السهلية أي “سويقة حاتم” الحالية ببنائها الباسق وبابها المرتفع. أسسها عفيف الدين عبد الرحمن الجولي النوري.

المدرسة الطومانية – أسسها الأمير حسام الدين طومان النوري وكانت تقع على شارع الأصفري قرب حمام الهدباني وإلى جانبها مسجد.

المدرسة الحسامية – أسسها الأمير حسام الدين محمود بن خوتلو. ويؤكد ابن الشحنة بأنها تقع على الجهة الغربية من القلعة والشارع العام قرب الخندق. وهناك طريق على الجهة الجنوبية من المدرسة تؤدي إلى المدرسة العصرونية وجامع على الجهة الخلفية الشمالية. وكان من مدرسي الحقبة المغولية العالم شهاب الدين بن برهان ثم والده ثم المؤرخ وأولاده. وفي عام 1306 شيدت صومعة قرب المدرسة.

المدرسة الأسدية – معروفة ب”مدرسة الطواشي”. كانت تقع على الجهة المقابلة للقلعة. أسسها بدر الدين الذي كان أحد الأسرى الزنوج الذين أعتقهم السلطان أسد الدين شيراكوه. وبناء على أقوال أبي الدر كانت المدرسة تقع قرب باب منزل بني الشحنة على الجهة الداخلية للقنطرة. وقد جاء على مدخل المدرسة:((شيدت هذه المدرسة في عهد الملك العزيز من قبل العبد بدر الظاهري الأسدي في عام 1234)). وكانت المدرسة داره سابقاً. هدمت المدرسة في عام 1529 من قبل مفتش أوقاف حلب الملا محمد فزالت آثارها. وفي عام 1630 أقام خسرو باشا مجمعاً في المكان يحتوي على مسجد وجامع ومدرسة ودار للضيوف وكان هذا أول مجمع يبنى أثناء العهد العثماني.

المدرسة القلجية – أسسها الأمير مجاهد الدين محمد بن قلج النوري بن شمس الدين محمود وانتهى بناؤها في عام 1252م. وكان الشيخ مجد الدين أول مدرس فيها إلى جانب تدريسه في المدرسة الأسدية. زالت المدرسة منذ سنوات طويلة.

المدرسة الفُطيسية – أسسها الأمير سعد الدين مازوك وكانت داره قبلاً فتحولت إلى مدرسة في عام 1252م وكان محمد الفصيح أول معلم فيها. ويؤكد المؤرخ ابن الشحنة بأن المدرسة دمرت كاملة أثناء اجتياحات تيمورلنك وزالت آثارها إلى جانب مدارس عديدة أخرى. وكان عدد المدارس  المخصصة للحنفيين فقط يصل إلى 40 مدرسة.

المدرسة المَجدية – شيدها مجد الدين بن الداية وكانت تقع داخل سور المدينة في حي البزة. هدمت المدرسة في عام 1530 ولم يبق منها أي أثر. أنشئت مدرسة أخرى خارج السور لاحقاً تحمل الاسم ذاته فزالت بدورها ولكن الموقع لا يزال يحمل اسم المدرسة.

المدارس الحنفية خارج السور

المدرسة الشاذبختية – بناء على تأكيدات أبي الدر(الجزء-4 ص 320)تقع المدرسةعلى الجهة الشمالية من حلب. أمر بهدمها حاكم القلعة باك في عهد الأشرف بارسباي واستخدمت أحجارها في بناء السور. وقد قدم عز الدين بن العديم عقاره للمدرسة بناء على فرمان ملكي. وكان شاذبخت قد منح المدرسة عقارات أخرى من أجل أعمال البر ولصومعة سونكورجا الصوفية بشكل خاص وصوفيي حران. وكان موفق الدين أبو الدانا محمد بن النحاس أول معلم في المدرسة بناء على رغبة المؤسس وكان يعمل في مدرسة أخرى أيضاً داخل المدينة. ويؤكد ابن الشحنة بأن المدرسة كانت قد زالت في أيامه وباع حاكم المدينة الوزير علم الدين ابن الجابي أحجارها.

المدرسة الآوشودية – أسسها الأمير التركماني عز الدين آوشود وزالت آثارها كاملة.

المدرسة السيفية – شيدها سيف الدين علي بن سليمان بن جندار. وبناء على أقوال أبي الدر تقع المدرسة خارج باب قنسرين في موقع المدفن العائد لبني أبي جرادة قرب خان السلطان وبجانبها جامع يحمل الاسم ذاته. وعندما بنى سيف الدين الجامع نقل القبور إلى جبل الجوشن.

المدرسة البولدوكية – تُركت هذه المدرسة دون عناية لفترة معينة بسبب بعدها وانزوائها لذلك هُدت مع الجامع القريب منها فاستخدمت أحجارهما أثناء ترميم سور القلعة.

مدرسة النقيب – شيدها الشريف والقاضي عز الدين أبي الفتوح المرتضى بن أحمد الإشاقي الحسيني على جبل الجوشن. وكان البناء مشهداً سابقاً حوّل إلى مدرسة وقام الشيخ بالتدريس فيها شخصياً في عام 1256م. ويؤكد أبو الدر بأن المدرسة تقع على قمة جبل الجوشن وكانت من الأماكن المفضلة لتنزه سكان حلب. وكانت التلة تسمى “تاج حلب” لوجود قصر المعز الذي يحتوي على غرف عديدة ومسجد جميل جداً. ومؤسس المدرسة مدفون قرب المسجد.

المدرسة الدقاقية – أسسها فضل الله بن الدقاق بن مهذب الدين أبي الحسن العلي في عام 1264م وكانت تقع شمالي الفيض حسب رواية ابن الدر وتعمل حتى عهد الملك الناصر ولكن لم يبق منها أي أثر في أيام ابن الشحنة لأن حي الفيض كان قد هد بالكامل. ومن المحتمل جداً بأن الجامع نصف الخرب والتربة الواقعة إلى جانبه على مرتفع الفيض شيدا في موقع هذه المدرسة.

المدرسة الجمالية – أسسها جمال الدولة إقبال الظاهري وتقع حسب ابن الدر على الجهة الجنوبية من المدينة خارج باب المقام وإلى جانبها بئر. ويذكر أيضاً بأن المدرسة كانت جميلة جداً وواسعة واستخدمت أحجارها لبناء منشآت أخرى لاحقاً.

المدرسة العلائية – أسسها علاء الدين بن أبي الرجاء رئيس ديوان السلطانة ضيفة خاتون بنة الملك العادل. لم يبق من هذه المدرسة أي أثر في وقت ابن شحنة.

المدرسة الكمالية-العديمية – تقع على الجهة الشرقية من حلب. شيدها الوزير كمال الدين عمر المعروف بابن العديم ثم ابتنى قربها مدفناً وحديقة. وقد دام تشييد المدرسة عشر سنوات حتى عام 1252م.

المدرسة الأتابكية – شيدها الأتابك شهاب الدين طوغرل الظاهري الذي جاء ذكره في الأعلى وانتهى بناؤها في عام 1224م.

     يكتفي ابن الشداد بتعديد المدارس الحنفية والشافعية فقط. وإلى جانب تلك المدارس هناك المدارس التالية التي تخص المالكيين والحنبليين:مدرسة تحت القلعة أسسها جاندار بن علم الدين سليمان بن أمير سيف الدين علي وخُصصت للطريقتين الحنبلية والمالكية. ويذكر ابن الشحنة بأن المدرسة كانت منسية والباب مسدوداً بالحجر لا يعلم ماذا حل بها بعد مغادرته لمدينة حلب. وكانت هناك زاوية ومدرسة داخل السور في الجامع الكبير. وقد شيدت المدرسة من قبل القاضي بهاء الدين بن الشداد ومدارس أخرى بنيت من قبل مجد الدين بن داية وبدر الدين الأسدي والملك الصالح إسماعيل. أما المدارس الواقعة خارج السور فهي:زاوية في الفردوس ومدرسة بناها الوزير مؤيد الدين إبراهيم التي كانت تسمى “البدرية” في الماضي. وقد دُرست في جميع هذه المدارس مبادئ الدين من وجهة نظر هذه الطرق وانطلاقاً من مفاهيم العصر. وكما نرى كانت فترة القرنين 13م و14م حقبة ازدهار هذه المدارس إلا أن ضربة مدمرة سُددت لها بسبب اجتياحات تيمورلنك فزالت مع مخطوطاتها الثمينة ولم يبق منها سوى القليل جداً.

  1. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna) I, Beyrouth-1933,p. 108

الفصل الحادي عشر

المدارس المؤسسة بعد المؤرخ بن الشداد

المدرسة الكلتاوية – تقع داخل باب القناة. أسسها الأمير توكتامور الكلتاوي وبجانبها قصر منيف غطى سطحه الخارجي بالمرمر. وكانت اسطبلات واسعة عديدة تقع على الطابق الأرضي وحوانيت على الجهة الأمامية. وهذه الأبنية ومنشآت أخرى كانت مخصصة للمدرسة كوقف واشترط المؤسس أن ينتمي المعلمون وجميع الطلاب إلى المدرسة الحنفية.

المدرسة الإلجائية – كانت قريبة من جامع سيف الدين جعفر وتقع خلف باب المقام وعلى الجهة اليسرى من الشارع العريض القريب.

المدرسة الكنوغية – تقع داخل باب النيرب ويقال بأنها كانت زاوية في الوقت ذاته, حقيقة لا يمكن تأكيدها.

المدرسة الناصرية – كانت المدرسة كنيساً يهودياً سابقاً يدعى ميدخال.

المدرسة الشهابية – تقع على الجهة المقابلة لمدرسة الناصرية وهي من المدارس الحنفية في حلب.

المدرسة الكاملية – بناها ابن كامل وتقع قرب المدرستين السابقتين.

المدرسة الصاحبية – تقع على الجهة الشمالية من المدرسة الجرداقية.

مدرسة لا يعرف اسمها كانت تقع على الجهة الغربية من حارة اليهود.

المدرسة الياشباكية- كانت تقع بجانب سبيل سوق النشابين. شيدها الأمير ياشباك اليوسفي المؤيد حاكم حلب وبعد مقتله في عام 1421م وري في مدفنه داخل المدرسة. وقد خصص الأمير السوق القريبة من المدرسة وقفاً لها. ويؤكد أبو الدر:((هذه المنشأة مؤلفة من مدفن ومسجد ومدرسة للأيتام أسسها ياشباق قرب الصهريج الذي شيده ألتونبوغا وعين للمدرسة معلماً حسب السنن النبوية في 21 كانون الثاني عام 1420 وخصص عقاراً هو عبارة عن سوق. وقد أوقف للمدرسة أيضاً الحديقة التي يسكن فيها حاكم حلب إلى جانب أوقاف أخرى)).

المدرسة التغري- فيرميشية – بناها حاكم حلب تغري-فيرميش تحت القلعة وكان ابن أحد التجار. وكانت زاوية الحاكم تقع حسب تأكيد أبي الدر(الجزء-3 ص 41) قرب جامع دامورطاش حيث كان سوق الخيل ولم يكن هناك بناء آخر. وقد اشترى الحاكم السوق بمال الدولة وأسس المدرسة في عام 1437 وانتهى من البناء في السنة التالية ثم خصص بعض العقارات حول المدرسة والأراضي في القرى أوقافاً لها واشترط على تعيين شيخ أعزب ليدرس على الطريقة الحنفية. وقد شيد الحاكم مدرسة أخرى للأيتام على هذه الزاوية ووضع فيها مدفنه. وفي أحد الأيام عندما عاد إلى المدرسة سمع بأنهم يقرأون القرآن. وعندما سأل عن السبب أجابوه بأن الطلاب يقرأون على روح مؤسس المدرسة. والزاوية جميلة ومبنية بأحجار كبيرة وأرضيتها مرصوفة بالمرمر الأصفر وغيره من الألوان. وكانت مراحيض ومطبخ الصوفيين تقع إلى جانب الزاوية. وقد رغب المؤسس بوضع هذه الأوقاف تحت رعاية حاكم قلعة حلب ولكنه خشي من هدم الزاوية من قبل العصاة في القلعة بعد وفاة الملك الأشرف فأسند مهمة السهر عليها إلى مراقب البناء الرئيس ضياء الدين بن النصيبيني)).

المدرسة السفاحية – شيدها القاضي شهاب الدين للشافعيين وأشار أيضاً بإمكانية دخول الحنفيين إليها للصلاة فقط. وبعد وفاته عين مدرس شافعي هو القاضي الأكبر للحنفيين الشيخ شرف الدين أبي بكر. يقول أبو الدر(الجزء-4 ص 191):((شيدت مدرسة وجامع من قبل سعادة أبي العباس أحمد ولم يكن في الجامع منبر. . .  وقد بنيت المدرسة على موقع معصرة سمسم فقام المؤسس بنقلها على الجهة المقابلة للمدرسة. وعندما بُديء بحفر الأساسات اندفعت مياه جوفية قوية بحيث لم يتمكن العمال من إيقافها فاحتاج الأمر إلى وضع أطباق من خشب التوت لرفع الأساسات. وكان المهندس يدعى مصطفى فاستبدلوه بآخر يدعى محمد شُقير. وقد جلب الحجّار المصري الذي يدعى محمد الفيل أحجار مرمر صفراء وسوداء ونقل باباً موجوداً أمام المدرسة الزجاجية وخصصه للمدرسة. وقد تعرض الحجار لهجمات خطيرة من قبل ابن رزاز الحنبلي أثناء رفع أحجار البناء وخاصة عند وضع أحجار زوايا الأساس. ولكن الله تعالى أعلم بأعمال الناس الصالحة والشريرة. وكان محراب المدرسة والجدار الجنوبي مبنيان بأحجار المرمر الأصفر والأسود وكانت الأبواب آيات فنية في النجارة وجميعها صنعت من قبل الحاج أحمد بن الفقيه تحت إشراف النجار الحاج عبد الله. وهناك نافذة واحدة قرب قبر ابن مؤسس المدرسة صنعت من قبل نجار غريب كان يسكن في حلب. وقد استخدم القاضي شهاب الدين هذا الغريب لصنع الشباك وقفصه الحديدي. وقد تم رصف أرضية باحة المدرسة بأنواع المرامر الجميلة الفريدة. وهذا القاضي بالذات هو الذي خصص جميع أملاكه وقفاً للجامع من عقارات وكتب قيمة وأمر أيضاً بتنظيف الحي يومياً. وقد وظف أيضاً إماماً وسبع مدرسين لتنظيم التعليم والصلوات اليومية الخمس. وقد بدأ البناء عام 1418 وانتهى في سنة 1421.

مدرسة أكجا – كانت تقع في حي السفاحية بناها أكجا خزنادار مملوك ياشباق اليوسف. وكان للمدرسة بابان الواحد منهما أمام مدرسة السفاحية والآخر على الطرف الخلفي. وكان للمدرسة خزان ماء. وقد حلت على بنائي هذه المدرسة اللعنة لأنهم رفعوا البناء دون أساسات. وقد شيد أكجا أيضاً زاوية قرب سبيل في شارع الحدادية ولم يتمكن من إنهائها وحولها في النهاية إلى منزل يسكن فيه. وعندما حاصر الملك الأشرف آمد فكر في حيلة لتسهيل الحصار فطلب من أكجا ببناء سد يطل على المدينة. وعندما وجد الملك بأن ما شيد لا يتطابق مع ما أمر بتنفيذه قال له: لم يكن هذا ما طلب منك تشييده. فرد عليه أكجا قائلاً:عيّنك الله ملكاً لا مهندساً. وقد رغب السلطان بقطع رأسه لكنه تمكن من اللجوء إلى إيران ثم إلى مكة وعاد إلى حلب فقط عندما سمع بوفاة الملك الأشرف.

المدرسة الدولقارية – بناها الأمير نظير الدين باك محمد بن دولقار قرب خندق السور الخارجي الشمالي للمدينة لصالح المسلمين الحنفيين وعين الإمام شهاب الدين أحمد الشيخ بن موسى المرعشي مدرساً لها. وقد اشترى خلفاء الإمام المدرسة وقاموا بتحويلها إلى مدرسة شرعية دينية. وقد شيد نظير الدين مدرسة أخرى للحنفيين في حلب على خندق باب النصر. J. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna) I, Beyrouth-1933, p. 170

ينفرد “ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر صفحات كتاب “تاريخ حلبللأسقف أردافازت سورميان.

* من كتاب تاريخ حلب” للأسقف أردافازت سورميان، مطران الأرمن الأسبق في حلب، (1925 – 1940)، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية العاديات، حلب، 2006.

Viewing all 6799 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>