صرح رجل الأعمال ليون زكي لموقع “أزتاك” العربي للشؤون الأرمنية، بأنه سيتم عقد مجلس الكنائس العالمي بحضور كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول في جنيف، قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2 بأسبوع، لتحضير الملف المسيحي للمؤتمر، بعد أن أضحى للوجود المسيحي بالمشرق العربي عامة وبسورية خاصة ملفاً أساسياً في الفاتيكان، ويعالج على أعلى المستويات، لأنه لا يجوز أن تهمش أو تستثنى أو تداس حقوقهم وهويتهم.
واستشهد ليون زكي بالتصريح الأخير لمفتي حلب الشيخ محمود عكام على أن “المواطن السوري سوري بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه ومذهبه ولغته، مشيراً إلى أن المسيحيين هم مواطنون وليسوا رعايا، وهم أخوة تراب ودماء وماء وأرض وسماء”.
وكان قد أكد وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد أن “ما يقوم به التكفيريون الوهابيون الذين يرغبون إقصاء الآخر بالقتل، لا علاقة له بالإسلام الذي قوامه العدل والعقل”.
وأشار ليون زكي عضو مكتب اتحاد غرفة التجارة السورية، بأن أهم التحديات أمام المسيحيين هو إنقسام العالم العربي الإسلامي، ونمو الحركات التكفيرية التي تنمو وتتزايد على إيقاع الشحن الطائفي والمذهبي المتزايد، وممارسة الإرهاب الفكري وفرض الجهل والأمية وعدم قبول أي فكر أو حتى رأي آخر، وأضاف زكي لا أعلم أي دين يبشرون وهم حتماً يعملون ضد إرادة الخالق الذي خلق الناس شعوباً وقبائل لتتعارف وتتلاقى، لا لتتقاتل وتتصارع.
أوضح ليون زكي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب، أن التنظيمات الأصولية التكفيرية التي لا تعترف بأي تنوع لا يمكنها أن تبني أي دولة ومؤسسات، وبالتالي هم ضد وجود سورية كدولة وشعب، ويستهدفون السوريين جميعاً، وبشكل خاص المسيحيين بوصفهم الحلقة الأضعف، وبكل ما لا يعتنق فكرهم أو رأيهم حتى من المسلمين السنة.
وناشد ليون زكي المسلمين قبل المسيحيين للقيام بجهد وتنسيق لمواجهة التكفيريين، هذا الوباء الهمجي البعيد ليس فقط عن الرسالات السماوية لا بل من أبسط المبادئ الإنسانية.
وشدد زكي بأن السكوت عن الأفكار والأعمال الإرهابية يعتبر موافقة ضمنية أو تساهل أو عدم مبالاة، رغم أن الاستنكار وحده لم يعد يغير المعادلات، اليوم المطلوب هو التحرك، ومن المسلميين أنفسهم قبل المسيحيين، أفراداً ومؤسسات ودول، للرفض العملي الذي يقتضي مواقف حقيقية وخطوات عملية، لأن النهج الإلغائي لم يطح المسيحيين وحدهم، بل أيضاً المسلمين وحتى المتديّنين الذين لا يؤيدون نهجهم التكفيري، لكن لا حياة في سوريا إلا للعلمانية، وتساءل: هل ينقذ المسلمون الحقيقيون أنفسهم وأخوانهم المسيحيين ما تبقى من حضارة العرب؟
وأكد ليون زكي بأن رغم نهب وتدمير الممتلكات وتدنيس الكنائس، ورغم خطف المطارنة والكهنة والراهبات وخيرة الشباب، ورغم عشرات آلاف المهجرين خارجياً وداخلياً، ورغم التهديد والإبتزاز والإغتصاب والذبح، ورغم كل ذلك وأكثر، ليس في الوسع حتى التفكير أن تصبح سورية خالية من المسيحيين عامة والأرمن خاصة. وختم زكي التصريح بتأكيده بأن كل من يراهن على إقتلاعهم من سوريا فهو واهم… أنهم باقون وصامدون حتى الموت… استشهاداً…