في إطار استعدادات أرمينيا لإحياء الذكرى المئوية للمذابح التركية ضد الأرمن عام 1915، واحتفالات عيد الاستقلال الأرميني الذي حضره أرمن الشتات من مختلف البلاد، صرحت وزيرة المهجر والمغتربين الأرمينية هرانوش هاكوبيان، أن العلاقات بين مصر وأرمينيا ضاربة في جذور التاريخ، مشيرة إلى أن الأرمن لم ولن ينسوا فتح أبواب الدول العربية من لبنان وسوريا، ومصر ببورسعيد، للأرمن الذين هجرهم الأتراك قبل مائة عام، حيث استقبلتهم الشعوب العربية بكل ترحاب، لافتة إلى أن الجاليات الأرمينية في الدول العربية خير ممثل لأرمينيا، حيث إنهم يمثلون حلقة الوصل لتطوير العلاقات.
وأضافت هاكوبيان، في تصريحات خاصة لـ”الوطن” المصرية، “إننا نطالب دول العالم للاعتراف بالمجازر الأرمنية من قبل الأتراك، والتي أودت بحياة مليون ونص أرمني”، مشيرة إلى أن ذلك ليس اعترافا بما حدث في الماضي فقط من تهجير قسري وقتل جماعي، لكن الاعتراف من أجل منع أي مجازر جديدة في العالم، لأن من لم يوقع على الاعتراف بحدوث تلك المذابح، يعطي الفرصة لتكرار تلك المذابح مرة أخرى، مضيفة “ننتظر إقرار مصر بالمجازر التي وقعت في حق الأرمن لأننا ندرك ثقل مصر ودورها الريادي، أولًا في المنقطة العربية، وثانيا على المستوى الدولي.
وقال خاتشيك جوزيكيان، عضو جمعية إعانة الأرمن السوريين في أرمينيا، “جئنا من سوريا هربا من المجازر 1915 وبعد 100 سنة تتكرر المجزرة بطريقة حديثة ومبتكرة، وإذا كان التهجير قبل مائة عام بالخيول فإنه اليوم بالطائرات”، مضيفًا “تهجير الأرمن السوريين، ودخول القوات المتطرفة إلى كسب، تم تحت رعاية حكومة تركيا الحديثة وبدعمها المادي والعسكري، وآخرها تفجير الكنائس والممتلكات الدينية، حيث تم تفجير كنيسة دير الزور النصب التذكاري لشهداء الأرمن عام 1915″.
وأضاف جوزيكيان، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، أن في هذه المذابح، تم تهجير الأرمن من تركيا إلى الأراضي السورية ولبنان وبورسعيد، وكان الشعب العربي هو الوحيد الذي استضاف المهاجرين واعتنى بهم حتى هذه الأيام، وأن القضاء على مليون ونصف من الأرمن بحسابات الآن، فإنه تم القضاء على 15 مليون أرمني، وهي من أبشع المجازر التي تمت في التاريخ، وأن الإنسانية تلفظ مثل هذه الجرائم الوحشية منذ بداية التاريخ حتى يومنا هذا”.
وتابع، “ندين الصمت الدولي تجاه هذه المجازر وعدم وتوجه العقاب إلى الدولة المجرمة في حق الأرمن حتى الآن، ولم يتم النظر في تعويضهم سواء ماديا أو معنويًا”، مشيرًا إلى أن الأراضي الأرمينية مازالت تغتصبها تركيا رغم المحاولات الأرمينية على المستوى الدولي باستعادة الأرض، إقرار المجتمع الدولي بالمذابح يعد حكما قضائيا دولية لاستعادة الأرض الأرمنية. جدير بالذكر أن مذابح الأتراك ضد الأرمن كانت قبل مائة عام في عهد تركيا العثمانية، ولم تعترف تركيا حتى الآن بتنفيذ المذابح والتهجير القسري ضد الأرمن رغم مرور مائة عام، من منطلق أن اعترافها بهذه المذابح يبعدها عن الانضمام في الاتحاد الأوروبي التي تسعى دخوله.
محمد الليثي
الوطن المصرية